الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السابق
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت ياسمين الباب بلهفه لصالح الذي تفاجيء بها تلقي نفسها بحضنه وتغيب بنوبه بكاء ....عقد حاجبيه بقلق شديد ليسألها بصبر نافذ قلقا عليها لرؤيتها بتلك الحاله : ايه اللي حصل ؟!
حاولت ياسمين أن تهديء من نوبه بكائها وهي تخبره بما حدث بسبب خوفها الشديد من عوده ذلك الكابوس لحياتها فلم تخجل من إظهار ضعفها وهي تنهي حديثها بينما ترتجف : انا خايفه ....خايفه اوي ياصالح ...مش عاوزة ارجع له تانى
ربت صالح بحنان علي كتفها وظل بجوارها وقت طويل حتي هدأت ليقول اخيرا : اهدي ومتخافيش مش هيقدر يقرب منك
هزت راسها ببكاء : قرب ياصالح ....قرب وشوفته ...لسه زي ماهو بيهددني ...
نظرت لصالح بعيون غائرة بالدموع : هددني بيك ....بابا سلمني له ياصالح. ..انت متخيل ؟!
يتخيل بالتأكيد أن رجل مثله قد يفعل أي شيء من أجل صالحه كما يفعل أبيه بالضبط معه ليتنهد ويتابع لمسته المهدئه علي كتفها لتقول ياسمين بصوت متقطع : لولا مكرم وصل مكنتش عارفه ايه اللي كان ممكن يحصل ليا
ابعد صالح يده ببطء عنها وقد عادت له مشاعره الغاضبه ليقول بتمهل وهو يتطلع لها : انا مش قولتلك مش عاوز ليكي علاقه بواحد زي ده
قالت ياسمين بدفاع عن مكرم : ده هو اللي انقذني ياصالح
هز صالح رأسه : مكنش ينفع من الأساس تروحي لعماد من غير ما تقولي ليا
نظرت ياسمين له وهي تمسح ما بقي من دموعها : روحت عشان عبد الرحمن .....موتت من القلق لما ملقتهوش في المصحه
اوما صالح في محاوله منه لتجاوز الأمر : ماشي يا ياسمين بس بعد كدة ياريت متتصرفيش من دماغك وتقولي ليا علي كل حاجه .... ادي انتي شوفتي لما خبيتي عني ايه اللي حصل زمان
.........
...
نظرت مي لمالك بدهشه بينما استمع اليها الي النهايه ولم ينفعل عليها بل تفهمها بهدوء ليقول برفق بعد أن انتهت : معلش يا مي ...عمي اكيد شاف الصح
افلتت الكلمات الهجوميه من شفاه مي : يعني ياخد فلوسي ويديها لجاسر
قال مالك بهدوء وهو يهز رأسه : وهو جاسر يبقي مين ....اخوكي صح
هزت مي راسها علي مضض ليربت مالك علي خصلات شعرها وتابع : واخوكي كان محتاج الفلوس دي
مجددا عادت نبرتها الهجوميه : انت بتقول كدة عشان اختك
نظر لها مالك بعتاب : تاني يا مي ....تاني هتحطي ماس سبب لأي حاجه تضايقك
هزت مي راسها وقالت باعتذار لحظي لم ينبع من داخلها ولكنها نطقت به حتي لا تحدث مشكله بينها وبين مالك خاصه وهو يستمع لها الآن ولم يغضب منها كما توقعت
: مش قصدي
اوما مالك ليقول بعقلانية : بصي يامي ...ماشي مش هقولك متزعليش بس موضوع الفلوس ده لو فكرتي فيه بهدوء مش هتزعلي عشان اولا دي فلوس باباكي وثانيا الفلوس مراحتش لحد غريب ...ده اخوكي
أومات مي وهي تخفي عدم اقتناعها ليبتسم مالك لها قائلا : وياستي انا هعوضك
نظرت مي له بعدم تصديق بينما خالف توقعاتها بموقفه المتفهم لتبتسم له بدلال : هتعوضني ازاي ؟!
ابتسم مالك لها قائلا : انتي مش كان نفسك في عربيه ؟!
أومات مي بحماس ليقول مالك : هجيبلك عربيه
اتسعت عيون مي بعدم تصديق : انت بتتكلم جد
اوما لها : أيوة يا حبيتي ....هجيبلك عربيه صغيرة بالتقسيط ولما ربنا يكرمني هجيبلك واحده اكبر
ابتسمت مي له وسرعان ما احتضنته ليربت مالك علي كتفها ويقبل وجنتيها متنهدا فكم يريد أن يبعد تلك الغيرة عن قلبها لتعود الفتاه التي أحبها وهاهو بدأ خطوة في مراضتها ...بينما مي لا تنكر أن رد فعل مالك الهادئ هديء من غيرتها
..........
....
زفرت فيروز بينما تتحرك ذهابا وايابا في أرجاء الغرفه بينما تنظر إلي هاتفها كل بضع دقائق لتري كم تأخر الوقت وهو لا يجيب علي مكالمتها ....عادت لتزفر من جديد وهي تفكر بضيق أنها لم تفعل شيء خاطيء ليأخذ منها موقف ....جذبت عباءتها ووضعتها فوق ملابسها واتجهت باندفاع الي باب الغرفه وقد اتخذت قرار متهور ولكنها مقتنعه به كما هي مقتنعه أنها لم تفعل شيء خاطيء لذا ستنزل الي عمران وتتحدث معه وتخبره بكل ما حدث لتبريء نفسها ....أومات لنفسها بموافقه علي قرارها وهي تغادر الغرفه متجهه الي الدرج لتتفاجيء بمهران امامها ...
تراجعت للخلف حينما كادت تصطدم به لينظر لها مهران بدهشة : في ايه ....انتي رايحه فين كده ؟!
حمحمت فيروز وقالت بصراحتها المعهودة : كنت نازله لوالدك
عقد حاجبيهاد باستفهام : ليه ؟!
هزت كتفها وقالت بتلقائية : كنت عاوزة اشرح له اللي حصل
ازدادت عقده جبين مهران باستهجان : تشرحي له ايه ؟!
هزت فيروز كتفها قائله باقتناع : اشرح له اللي حصل ....واللي الست دي عملته ....واضح اوي أن والدك واخد مني موقف فمش هستبعد أنها قالت له حاجه وحشه عني وعشان كدة قولت انزل اتكلم معاه
تنهد مهران بغضب بينما تعب حقا من اندفاعها وعدم تفكيرها بعواقب قرارها أو حتي استشارته قبل أن تفعل شيء كهذا ليقول بصوت منفعل : هو انتي مفيش فايده فيكي
عقدت فيروز حاجبيها باستنكار لغضبه : وانا عملت ايه ؟!
قال مهران بانفعال : برضه بتتصرفي بدماغك
عقدت فيروز حاجبيها بانفعال وقالت بدفاع عن نفسها : وايه اللي قولته غلط ؟!
امسك مهران ذراعها وأخذها الي الغرفه هاتفا بحده : كلامك كله غلط....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بعصبيه :: انا حذرتك وقولتلك مش عاوز مشاكل في البيت وانتي مصممه
قالت باستنكار غاضب : وهو انا اللي عملت المشاكل ولا الست دي
هتف مهران بنفاذ صبر : قولتلك مالكيش دعوه بيها ولو ضايقتك انا هتصرف...حصل ولا لا
اشاحت فيروز بوجهها بغضب : انا ماليش دعوه بيها وهي اللي طول الوقت بتعمل معايا مشاكل
انفلت لسان مهران بنفاذ صبر : ايا أن يكن انتي لازم تسمعي كلامي
استهجان شديد نظرت فيروز به الي مهران الذي كل ما فكر به بتلك اللحظه أن تتحدث مع أبيه كما تريد فيجرحها بكلمه خاصه وهو غاضب منها وتفتعل مشكله باختيارها توقيت خاطيء للحديث وها هي لا تفكر بشيء من هذا ولا بعواقب اندفاعها ....
حاول مهران التحدث معها مجددا ليمسك ذراعها يوقفها حينما تحركت : فيروز
أبعدت يداه عن ذراعها بجفاء هاتفه : فيروز ايه ....في لسه عندك أوامر تانيه ؟!
نظرت له بغضب وتابعت هجومها بدون تفكير في كلماتها : كمل أوامرك ....ماهو انت شاريني بفلوسي أنهت كلماتها التي استنكرتها كل ملامح مهران واندفعت خارج الغرفه ونزلت الي الحديقه تجلس بها بصدر ضائق فهو مثله مثل الجميع لا يهتم بشيء إلا تنفيذ كلمته ...
............
....
نظرت ياسمين بعتاب الي صالح : هو انت مش قولتلي ننسي اللي فات ...ليه جاي تأنبني وتفتح الكلام تاني فيه ؟!
رفع صالح حاجبيه قائلا : انا مفتحتش كلام في اللي فات إلا بسبب تصرفاتك ...انا بس حبيت افكرك
انفلتت الكلمات من شفاه ياسمين التي امتليء حلقها بالغصه : مش ناسيه ياصالح ....مش ناسيه حاجه من اللي حصلت ليا
انفعل صالح ليقول بعصبيه : وكل اللي حصل مكانش هيحصل لو كنتي من الاول صارحتيني بكل اللي حصل
وادي انتي بتكرري غلطتك تاني وانتي جايبه الراجل ده لغايه البيت
هزت ياسمين راسها بشتات بينما لا ينفك يعود لإلقاء الاتهامات عليها : راجل ايه ....بقولك انقذني يا صالح ...
اشاح وجهه بغيرة واضحه : وهو عرف مكانك منين اصلا ؟!
قالت بتلقائيه : بيراقب زياد .... معرفش ومش فارق معايا حاجه إلا أنه انقذني
احتدمت نبره صالح من دفاع ياسمين عن مكرم : انا بقي فارق معايا
غص حلق ياسمين بينما عاد مجددا لا تهامها لتسأله بعتاب : فارق معاك ايه
احتدمت ملامح صالح الذي خانته قوه تحكمه في أعصابه من الضغط الذي يتعرض له بسبب أبيه : فارق معايا اني مش كل ما اقفل باب تفتحتيه ...... اتصرف مع زياد ولا عماد ولا كمان سي مكرم اللي زاد عليهم
انصدمت ملامح ياسمين بينما تري انفجاره وضيقه بحملها الثقيل عليه لتتكور قبضتها فوق ساقها بينما شعرت كم أثقلت كاهله بمشاكلها
لتعتدل واقفه وتتطلع له قائله ببطء ممزوج بانكسارها : عندك حق ....انا حملتك كتير فوق طاقتك
التفت لها بعصبيه : انا مقولتش كدة
هزت ياسمين راسها وحبست دموعها خلف جفونها : مش لازم تقول ....كفايه ياصالح. ....كفايه عليك لغايه كدة ...
..........
....
وقف مهران في الشرفه يدخن سيجاره ويتطلع الي فيروز التي جلست بعناد حتي منتصف الليل بالحديقة ليزفر ويسحق سيجارته ثم يتجه الي الداخل ويقاوم رغبته بالنزول إليها فهي عنيده مندفعه وهو قد قارب صبره علي النفاذ ....ما المشكله في أن تتجنب المشاكل التي بلا داعي كما يفعل هو ....فهو شخصيه انفراديه هادئه لا يتدخل بمشكله إلا حينما يكون مضطر فلن يندفع خلف تصرفات زوجه ابيه التي ستهدا غيرتها من زوجته الجديده لاحقا ويعود للمنزل سكونه كما اعتاد ....
حاولت فيروز مقاومه لسعه البرد التي تشعر بها وهي تتظاهر بقوة زائفه أنها لا تشعر بالبرد وتستطيع الاحتمال أكثر تلك القوة التي دوما ما تتحلي بها لتقنع نفسها انها علي صواب ولكن للأسف تلك المرة لا تصل لنفس قناعتها إنها فعلت الصواب لأنها باختصار لا تدري ان كانت علي صواب أو خطأ ...أنها فقط تأخذ موقف فسرته بضيق من نبرته وحديثه وحاولت أن تلغي ما ادي الي هذا الموقف بينهما مثلما فعلت مع والدتها حينما اخذت منها موقف ولغت ما ادي الي هذا الموقف ومع هدوء وصفاء سماء الليل حولها وجدت عقلها يتجه بصفاء لأول مرة لتقييم تلك المواقف التي مرت بحياتها مؤخرا واهمها هو موقفها من والدتها الذي أخذته بعناد ورفض لتبادل الاماكن لتصدر حكم مجرد علي امراه لم تكن تملك أي حيله او قوة لمواجهه الحياه سوي ما فعلته ....انصدمت حقا من الوصول لتلك النتيجه والتي جعلتها تيقن أنها حتي ولم لم تكن تفعل نفس ما فعلته والدتها إلا أنها كان عليها أن تلتمس لها العذر فيما فعلته من اجل حمايه أبنائها ....وصلت بصفاء ذهن بالرغم من غضبها الذي كان يحركها في البدايه الي تلك النتيجه ولكنها عجزت عن الوصول لنتيجه صافيه بموقفها مع زوجها .....توقفت عن التفكير واعادت تلك الكلمه التي لم تعتاد عليها فهو حتي الآن بالنسبه لها مهران ...مهران الرجل الذي جعل حياتها في توقيت كانت ضائعه به مشتته ووجدته يوم بعد يوم يحاول الوقوف بجوارها بكل مواقفه والتي لابد أن تجعلها غير ناكرة لفضله عليها ولذا يجب أن تتخطي موقفها معه ولكن ليست تلك شخصيتها وليس هذا ما تريده أن تتجاوز فقط ردا للجميل بل أن تتجاوز عن اقتناع لذا فهي ستجد تلك القناعه لديه كما اعتادت ....عليها أن تتحدث معه بهدوء أكثر لتعرف سبب صمته علي تصرفات زوجه ابيه الكريهه ....
استسلمت واعترفت أنها تشعر بالبرد تماما كما اعترفت انها مخطئه باندفاعها لذا كانت أول خطوة سهله وهي الذهاب للدفء بالداخل ولكن الخطوة القادمه هي الأصعب وهي الحديث معه بهدوء اعتادته منه ولكن الآن عليها هي أن تأخذ تلك الخطوة ....
فتحت باب الغرفه ودخلت بهدوء حينما وجدته نائما ليتشح وجهها بقليل من الضيق بينما ضاعت فرصتها كما ستضيع شجاعتها التي حاولت استجماعها أن انتظرت للغد ولكن عليها أن تنتظر ...
شعر مهران بخطواتها الهادئه تتحرك بالغرفه ولكنه لم يتحرك وظل مغلق عيناه بينما يدرك نفسه جيدا والان قد بات صبره علي وشك النفاذ لذا الصمت افضل حتي يستطيع الحديث افضل معها دون غضب. ..
استبدلت فيروز ملابسها ووقفت بحيره وسط الغرفه تتردد في الذهاب الي النوم بجواره ولكنها مجددا استجمعت شجاعتها لذا ذهبت الي طرف الفراش الآخر ودخلت إليه بهدوء شديد ....
.........
...
بخطاه القويه الواقع دخل مهاب الي ذلك الرواق الطويل الذي امتدت المكاتب علي جانبيه وقد انتبه الجميع لوجوده .... كان يهز رأسه بايماءه الي من يلقي عليه التحيه حتي وصل إلي مقصده .... فتح مكتب ماس
ليدير رأسه في أرجاء الغرفه وسرعان ما يكلل الغضب ملامحه حينما سال عن ماس وأخبرته ساميه انها إجازة
ليهدر بانفعال واضح : اجازة ايه...انا معنديش علم بأنها هتقوم بأي إجازة
صمتت المراه واحتقن وجهها بينما بدأ مهاب بتوبيخها ..... ايه يا مدام ساميه التهريج ده ؟!
ريم اجازة طويله وماس اجازة متعرفيش عنها حاجه ....ده استهتار ....تعالت نبرته بينما يتابع :
بلغي ال hr خصم عشر ايام للاتنين
أومات ساميه دون نقاش ليتابع بسخط : وبعد كدة حضرتك هتنضمي للخصم زيهم لتقصيرك في اداره المكان
أومات ساميه دون نقاش : متأسفه يافندم
اوما مهاب بوجهه منفعل ليتابع : بكرة الصبح الاقي الموظفين علي مكاتبهم وتبلغي ماس أنها قبل ما تاخد الإجازة تكون مقدماها ليا انا شخصيا وتكون لسبب مقبول
أومات ساميه ليتابع بلهجه أمره قبل أن يغادر المكتب : اتصلي بيها حالا وبلغيها بقراري
.......روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
...
بغيظ شديد دخل جاسر الي مكتبه ليلقي بمفاتيحه علي الطاوله مصدره ضجيج قوي قبل أن يجلس الي مقعده وهو يتبرطم : موقف ....ماشي خدي موقف براحتك خلي موقفك ينفعك .
زفر ورفع رأسه الي العسكري الذي جعل إليه ملقي التحيه : تمام يافندم
اشار له جاسر : نزل ايدك ياابني ....قولي اسمك ايه ؟!
قال العسكري بوجه بشوش : عبد الحميد وسيادتك تقدر تقولي يا عبده
ابتسم جاسر قائلا : طيب ياعبده ....هات ليا المحاضر اللي عند الباشا المعاون
اوما عيد الحميد قائلا : أوامر سيادتك يا فندم
قال جاسر وهو يمسك بهاتفه : وابقي ابعت ليا قهوة ياعبده
اوما العسكري : من عنيا ياباشا
خرج العسكري ليتنهد جاسر وينظر الي هاتفه هاهو خرج من المنزل صباحا باكرا وهي نائمه ولابد أنها استيقظت الآن ولم تتصل به ... وبالفعل كانت ماس قد استيقظت ووقفت بوسط المطبخ بوجوم قبل أن تتراجع وتترك من يدها هذا الطعام الذي انتوت أن تتناوله وقد فقدت شهيتها ...أعادت العيش الي مكانه وأغلقت الثلاجه لتتجه الي غرفتها بخطوات بطيئه وهي تفكر ليس فقط فيما وصلت إليه حياتهم بل الي ما ستصل إليه أن ظل علي تلك الحاله من الغرور الزائف الذي يمنعه من رؤيه أخطاءه ....
ترددت قليلا قبل أن تتصل بصديقتها تنتوي أن تغلق سريعا إن لم تجيب ولكن سرعان ما أجابت ريم
قائله بعتاب : لسه فاكره أن ليكي صاحبه
ضحكت ماس قائله : قولت اسيبك لكريم
تنهدت ريم بداخلها وتجاوزت سريعا تلك النقطه التي لاتريد بها مجرد سماع اسمه وليس الحديث عنه
لتقول : عامله ايه يا ماسه ..وحشتيني جدا
أومات ماس : وانتي اكتر ....
ابتسمت ريم ووضعت جانبا علبه الكريم الذي كانت تضعه علي وجهها بينما مازالت اثار صفعه زوجها واضحه لتقول : ايه اخبارك ؟!....
تنهدت ماس قائله : تمام
ابتسمت ريم بشجن : ايه اللي حصل ...التنهيده دي وراها حاجه
قالت ماس وهي تهز راسها بوجوم : تعبت ياريم ومبقتش عارفه اعمل ايه .....
تحدثت ماس مع صديقتها لتقول ريم : كنتي كملتي جميلك وخلاص ياماس مكانش له داعي النكد
هزت ماس راسها هاتفه : مش خلاص ياريم ولا ده جميل .....دي حياتنا
: فهماكي بس ....قاطعتها ماس بموافقه : هو اللي مش فاهمني
أومات ريم : بس انتي فهماه كويس
هزت ماس راسها : وعشان كدة اتكلمت معاه باللغه اللي يفهمها ومش عاجبني اللي انا عملته معاه واني استخدم الأسلوب ده بس للاسف ده الأسلوب اللي بيفهمه
ضحكت ريم قائله : يعني كل كلامك مفهموش وموقفك منه هو اللي هيفهمه
: هيفهمه ..... هيفهم أن اللي بعمله معاه مش عناد وخلاص زي ماهو متخيل ....لازم يفهم أن حتي لو انا بعاند معاه زي ما بيقول فعنادي ده رد فعل مش فعل
وبعدين انا مكنتش عاوزة منه حاجه غير انه يفهم أن تصرفاته معايا غلط
تنهدت ريم قائله : وهو في راجل بيعترف بغلطه
هزت ماس كتفها : اكيد فيه
ضحكت ريم بسخريه مريرة : فين ده .؟
عقدت ماس حاجبها متسائله عن نبره صديقتها الحزينه : مالك ياريم صوتك متضايق ....انتي عامله ايه مع كريم
افلتت الكلمات من شفاه ريم وقد أرادت أن تريح صدرها وتتحدث عما يؤلمها : ياريته ما رجع
ازدلدت عقده جبين ماس : ليه بتقولي كدة
: من وقت ما رجع واحنا مش بنبطل خناق
قالت ماس بانزعاج : برضه بسبب مامته
هزت ريم راسها وقالت ببؤس : مش مهم السبب مادام الخناق جاي علي هواه .... هو عنده استعداد ينفذ كلام مامته وعنده استعداد يهيني ويجي عليا
بدأت تخبر ماس عن مشاجراته معها التي لا تنتهي بسبب أو بدون سبب وهي حقا لا تهتم للسبب أن كان والدته فأكثر ما يؤلمها هو نفسه بينما بيده اصلاح الأمور وتقويم سلوك والدته الهجومي عليها ولكنه لا يتواني عن الشجار وكأنه يكافيء والدته علي سوك طباعها ....
طال الحديث بينهم لتخبرها بما حدث في المكتب هذا الصباح بعد مرور مهاب والذي اتصلت بها ساميه وابلغتها به
لتسألتها ماس بدهشه : يعني انتي هتقطعي الإجازة وترجعي بكره الشغل
اوما ريم : اه ..... مفيش داعي اخسر الحاجه الوحيده اللي فاضله ليا
ترددت ماس : بس كده كريم هيزعل انك بتسيبيه وتنزلي خصوصا أن إجازته شهر وتخلص
قالت ريم بتهكم : كريم مش فارق معاه وبعدين الساعتين بتوع الشغل هما اللي بيهونوا عليا اليوم ....
أومات ماس بشرود لتسألها ريم : وانتي هتعملي ايه ؟!
هزت ماس كتفها بقله حيله : ولا حاجه .....
: يعني هتسيبي الشغل فعلا
تنهدت ماس بغصه حلق : وهو انا قدامي حل تاني
: ممكن تنقلي فرع البنك عندك
هزت ماس راسها : مفتكرش ينفع. .... ده بعيد جدا عن هنا ....وبعدين الإجراءات دي هتاخد وقت وكنت لازم اعملها قبل كدة
: يعني هتقدمي استقالتك
صمتت ماس برفض أن تضع بيدها وثيقه نهايه حياتها العمليه لتقول بتسويف : كده كده هترفد مفيش داعي للاستقاله ..
..........
....
: يعني ايه كفايه ...؟! انتي جايه دلوقتي تقوليلي كفايه
انفعلت نبرته وتابع : فعلا كفايه .. كفايه تصرفات العيال بتاعتك دي مش بعد اللي عملته جايه تقوليلي كفايه ...بس عشان خاطر كلامي عن سي مكرم معجبكيش ....!
ظلت تلك الكلمات التي انهي بها صالح كلامه مع ياسمين وغادر تتردد في اذنه وهو في طريقه للعوده بينما لم يحتمل أن تأخذ منه موقف خاصه وهو بحاجه لها ولا يستطيع أن يعترف لها بهذا ...اوقف سيارته بفناء المنزل وما أن وضع قدمه علي الأرض حتي تقابل مع رياض الذي كان يزور رأفت
كانت رؤيته هي اخر شيء ينتظره ....بينما رياض لم يتردد بتأجيل تلك المقابله
: صالح ...عاوز اتكلم معاك
اوما صالح علي مضض ليشير الي رياض الذي عاد برفقته الي الداخل ...
تحدث رياض بنبره منكسره : ايه ياصالح اللي غيرك ...مها عملت ايه ضايقك عشان تفسخ الخطوبه ..... لو في حاجه قولي وانا اجيب حقك
هز صالح رأسه قائلا ؛ معملتش حاجه ابدا ....كل حاجه قسمه ونصيب
اوما رياض قائلا : ونعم بالله ....بس انت طلبتها مني وانا وافقت واستأمنتك عليها ...جاي دلوقتي تسيبها في وقت زي ده
صمت صالح دون قول شيء ليتابع رياض باستجداء : يرضيك بنتي الناس تجيب في سيرتها ياصالح .....دي آخره المعروف اللي بينا ....
ثقل صدر صالح بعد ذهاب رياض وازداد ثقل صدره بينما كل ما حصل عليه من والده هو نظره ساخطه دون قول شيء
....
.......
نظر جاسر الي صالح قائلا بحيره : والله ياصالح ما انا عارف اقولك ايه غير انك في امتحان وامتحان صعب عشان دي الحياه ...كل اختيار فيها اصعب من التاني
اوما صالح متنهدا : عندك حق انا بدفع تمن سلبيتي وتأخير قراري
تدخل مهران قائلا : عاوز رايي ياصالح
نظر له ليقول مهران : اتجوزها ياصالح
هتف صالح بانفعال : انت بتقول ايه يا مهران ؟!
هتف مهران باقتناع : بقول الاصول .....الراجل واقع في عرضك ياصالح .....وبعدين دي جوازه كدة وخلاص وبعد كام شهر ولا سنه طلقها
وانا ممكن اشرح لياسمين
هز صالح رأسه برفض : لا اياك انا استحاله اخسرها بعد ما خلاص وصلت ليها
زفر مهران بضيق : يبقي فهمها انت ....دي جوازه صوري وكلها كام شهر وكل حاجه ترجع زي ما كانت ....
هتف جاسر باحتدام : هو في حاجه اسمها جوازه وخلاص يامهران
اوما مهران : اه ياجاسر طالما الظروف حكمت
التفت الي صالح وتابع : لو هقول بلاش الراجل الي واقع في عرضه ....طيب غضب ابوه
هز جاسر كتفه : شويه وهيفهم راحه ابنه وسعادته ....
نظر له مهران قائلا : ولما يحرمه من كل حاجه
قال صالح بعدم اكتراث : مش فارق معايا حاجه إلا ياسمين
اوما مهران : مختلفناش انت راجل تفوت في الحديد إنما اللي في رقبتك .....اللي وعدتها تحميها هتحميها ازاي
هتف صالح بجديه : هتصرف يامهران .....هشغل المكتب وان شاء الله اقدر
..........
...
دخل جاسر الي المنزل بوجهه غاضب بينما زاد من غضبه وبشده عدم اتصالها به طوال اليوم وكأنها ترسل له رساله أنها ما تزال علي موقفها المزعوم منه
نادي عليها : ماس
تنهدت ماس وهي تعتدل جالسه من فوق الفراش الذي بقيت به طوال فتره الظهيره بعد داهمتها تلك الالالم الشديده بجسدها لترفع عيناها إليه بينما دخل الي الغرفه بوجه غاضب قائلا باندفاع : بنادي عليكي
أومات ماس بهدوء وهي تتجه إليه : سمعتك وكنت قايمه
هز جاسر رأسه بينما بدأ بخلع ملابسه قائلا بجفاء : جهزي الغدا
أومات ماس وتحركت الي المطبخ دون قول شيء فليس لديها قدره علي الحديث ليزداد غضبه من صمتها بينما أيقنت ماس أنه لن يمرر لها موقفها معه وهاهو بعناده يفتعل معها مشكله .
أخرجت بضع اغراض من الثلاجه وبدأت بتجهيز الغداء الذي ما لبثت تبدأ به حتي توقف جاسر لدي باب المطبخ
قائلا باستفهام : قدامنا كتير ؟!
هزت ماس كتفها وتابعت وضع الاشياء علي الطاوله الرخاميه : يعني ساعه ولا حاجه
عقد حاجبيه قائلا : ساعه ليه؟! ..... انتي مش مجهزة الاكل ؟
هزت ماس راسها ونظرت إليه قائله : لا لسه معملتش حاجه
تفاجات ماس به يتحدث بانفعال يهاجمها لأول مرة بتلك الطريقه : ليه....؟! ما انتي كنتي صاحيه وقاعده فاضيه مش بتعملي حاجه
احتقن وجهه ماس من أسلوب حديثه لتهز راسها وتجيب عليه بقليل من الانفعال بينما لم يلحظ جاسر تعبها الواضح : اه بس معرفش انت هترجع امتي ولا مواعيدك عشان اجهز الاكل
رفع جاسر حاجبه وكعادته الرد المثالي موجود : اعتقد المفروض تكوني مجهزة الاكل في كل الأحوال ولو كنتي مهتمه كنتي اتصلتي بيا سألتي هرجع امتي
تنهدت ماس وهي تشعر بهذا الالم برأسها وكأنه مطارق ضاريه يزداد فلم تحتمل المزيد من النقاش معه لتقول وهي تجاهد لتكظم غيظها : خلاص ياجاسر معلش .....كلها ساعه ويكون الغدا جاهز
وهل يكتفي ؟! لا فهي لن تنهي النقاش بطريقتها ليسخر
منها متعمدا : وطبعا الاكل مكرونه !!
احتقن وجهه ماس التي لولا الالم الذي تشعر به لكانت انفجرت به غضبا علي ما يفعله وكأنه طفل صغير يخرج غضبه منها بافتعال مشكله من لا شيء
لتلتفت إليه وتهتف ببرود ظاهري : شوف انت عاوز تأكل ايه وانا اعمله
توقع ثورتها وتأهب لها ليجدها تغلق عليه باب النقاش بكلماتها المقتضبه ليشير لها بحنق : اعملي اي حاجه ....واعمليلي قهوة
اندفعت الدماء الحاره بعروقها وزفرت ماس بضيق شديد من معاملته لها علي هذا النحو وكأنها خادمه ولكنها امسكت نفسها من الرد عليه لعدم افتعال مشكله لا طاقه لها بها الان واخبرت نفسها أنه سياتي وقت العتاب وستتحدث معه به بكل ما ترفضه من تعامله معها علي هذا النحو
تابعت ما تفعله وهي تحاول تلهي نفسها عن التفكير ولكنها بكل الاحوال سخرت منه ومن تصرفه الطفولي
.... الم يكن من سيجهز لها الغداء بالأمس وهاهو الان يفتعل مشكله بسبب الغداء ...!!.
يعاقبها لأنها تمردت ولم تسير طوعا لما أراد ويضغط عليها كعادته حتي ينال ما يريد ولكنها لن ترتضخ وستبقي علي موقفها وهو فليبقي علي غرورة الزائف معتقدا بأن ضغطه عليها عقاب لها علي تمردها ولكنه لا يدري أنه يخسر المزيد من رصيده لديها بتصرفاته الجافيه معها ..... ازداد الم ظهرها بشده وهي تضع تلك الأطباق علي الطاوله لتقف مستنده بيدها الي ظهر المقعد قليلا تلتقف أنفاسها بعدها نادت عليه : جاسر الاكل جاهز ....
خرج من الغرفه بخطوات مازالت تحمل نفس الحنق والذي ازداد بتعاملها الراقي في أي خلاف بينهم فهي تكتفي بالصمت بينما هو يموج بالغضب بصوته الجهوري فيشعر بداخله أنه مخطيء ولكنه ابدا لا يعترف فليجأ للمزيد من العصبيه التي يترجمها بصوته العالي ليزداد صمم أذنه عن سماع صوت عقله .... جلست ماس في المقعد المقابل له وبدأت تضع أمامه الطعام بصمت كانت بحاجه اليه وسط ضجيج أفكارها .....
كانت أول لقمه تتناولها منذ الصباح هي تلك اللقمه الوحيده التي وضعتها بفمها بعدها داهما شعورها بالغثيان والذي قاومته وحاولت اكمال طعامها الذي تناولته معه بصمت بينما عيون جاسر تتطلع إليها والي صمتها الكئيب الذي يكرهه ولكنه من وجهه نظره هي من افتعلت المشاكل فلتتحمل ....هذا هو غرورة الذكوري الزائف
انهي طعامه واتجه ليتوسد الفراش وينام أو بالأحرى يظن أنه يضغط عليها هو الآخر بالصمت .....تمددت ماس علي الاريكه التي توسطت غرفه المعيشه لتظل تفكر في كلمات ريم عن عملها وتفكر بأن كان عليها بالفعل أن تبلغهم بقرار تركها للعمل ....جذبت حاسوبها من جوارها وفتحت ذلك المشروع الذي كانت تعمل عليه بتطوير كفاءه القسم لتنظر اليه وتتنهد بوجوم فلم تكد تبدا حتي انتهت وكله بسبب ....تركت خانه السبب دون أن تكملها فهي لن تلقي اللوم عليه وحده حتي وان كان من وجهه نظرها هو الملام ....تحركت يدها مجددا الي تلك المدونه لتضع بها بضع كلمات (الصمت احيانا يكون له ضجيج قوي يطحن القلوب ....ينتهي فقط أن صمت الصوت المنفعل وبدأ بالإستماع الي الطرف الآخر )
أغلقت حاسوبها وانطلقت زفره حارة من صدرها والتي استمع لها جاسر الذي كان واقف لدي باب الغرفه يتطلع إليها للحظات دون أن تنتبه لوجوده
بعناد كان يعود الي الغرفه بينما يخبر نفسه أنها لا تهتم وهاهي تعيش حياتها بعيدا عنه بارتياح .....فقط أصدر حكمه عن ارتياح لم يقترب منها لرؤيتها منشغله بشيء سواه .....فماذا كان يتوقع منها ....عويل وبكاء من أجله ....نعم ...!! ذكر احمق لا يدري انها تحارب وربما أكثر منه ولكنها ليست ممن يبكون ...!
..........
.....
اتجه الي الخارج بعد أن ارتدي ملابسه ليقول ببرود دون أن ينظر إليها : انا خارج
أومات ماس بصمت فما الجديد في علاجه لاي مشكله بينهما إلا الضغط عليها .....
وضعت ماس يدها علي بطنها بألم شديد عاد ليتملك منها لتمسك بهاتفها وتضعه علي اذنها بانتظار اجابه الطبيب
طال انتظارها ولم يجيب لتبحث عن رقم مساعدته التي سرعان ما أجابت ....:
الو مساء الخير لو سمحتي انا بتابع مع الدكتور وكنت عاوزة اساله علي حاجه ومعرفتش اوصل له
أومات المراه قائله : الدكتور في العمليات .....حضرتك تقدري تبلغيني بسؤالك والدكتور اول ما يخرج من العمليات هبلغه وارد عليكي
بدأت ماس تصف وجعها الي المراه التي أخذت بتدوينه : حاسه بوجع جامد جدا في ظهري وجسمي كله وعندي صداع مش بيروح ....حاولت اخد المسكن اللي الدكتور وصفه ليا بس معملش حاجه
: تمام يافندم ....انا في اسرع وقت هرد علي حضرتك بس الافضل متاخديش اي دواء بدون الرجوع للدكتور
عاد جاسر ليحضر هاتفه الذي نسي أخذه ليتفاجيء بها تتحدث مع مساعده الطبيب . ...
دخل الي الغرفه بخطوات قلقه لترفع ماس عيونها إليه وهي تنهي المكالمه لينظر لها جاسر بجبين مقطب قلقا : مقولتليش ليه انك تعبانه
حاولت التجلد بالقوه وهي تبعد عيناها عن عيناه القلقه : عادي انا كويسه
قال جاسر وهو يتجه إليها وعيناه الان فقط أصبحت تري شحوب ملامحها والتعب الواضح عليها : قومي معايا هاخدك للدكتور
هزت راسها : انا كلمت الدكتور وهيرد عليا
هز رأسه : واحنا لسه هنستني ....قومي ياماس البسي وهاخدك للدكتور
نظرت له ودون إن تقصد الضغط عليه كانت تسأله : دكتور ايه .... احنا منعرفش دكاتره هنا
شعر باول ذنب تجاهها بينما لم يفكر أن طبيبها المعالج ليس هنا وذنب اخر اشعره باحتقاره لنفسه هو تصرفه وقت الضهيره معها وضغطه عليها وعدم رؤيته لتعبها الواضح ليقول برفق وهو يربت علي كتفها : متشغليش بالك ...ادخلي البسي وانا هتصرف
أومات ماس لتدخل الي غرفتها تستبدل ملابسها ومازال الالم يداهمها
أجاب مهران بقلق علي جاسر الذي سأله عن طبيب : خير يابوي
قال جاسر : ابدا ماس تعبانه شويه
قال مهران بقلق : طيب ناخدها المستشفي العام
هز جاسر رأسه : لا مستشفي عام ايه ...انا عاوز دكتور يكون كويس يامهران ....
تذكر مهران سريعا أخته الحامل ليقول : حاضر ثواني وهكلمك
وبالفعل مجرد دقائق وكان يعيد الاتصال به قائلا :
أيوة ياجاسر الدكتورة بتاعه سحر كويسه اوي وبلغتها انك جاي ووصتها عليك ...
اوما جاسر ليقول مهران : هتعرف توصل ولا اعدي عليك
هز جاسر رأسه : لا عرفت المكان
جلست ماس بالسيارة بجواره بعد أن عاينتها الطبيبه ووصفت بها بعض الادويه مع تشديد علي الراحه الجسديه والنفسيه خاصه في شهور حملها الأولي
نظر لها جاسر بحنان وهو يعدل من وضع مقعدها ليريح ظهرها أكثر
تقبلت ماس رفقه وحنانه بقلب يعشقه ويتغني بحبه لها وعدم احتماله اي شيء سيء يصيبها ليتبخر الكثير من غضبها
جلس جاسر بجوارها ونظر لها بحنان قائلا وهو يدير السيارة : لسه حاسه بوجع
أومات له ومررت طرف لسانها علي شفتيها بينما بدأت تشعر بالعطش : بسيط
اوما جاسر وتحرك بالسيارة وعيناه تتطلع إليها وقد راودها الشعور بالعطش ....
لاحظ جاسر حركه شفتيها ليسالها بفطنه : مالك ياماسه انتي عطشانه ؟!
أومات له : اه ....نسيت اشرب من الصبح اي حاجه
ربت علي شعرها بحنان وهو يتلفت حوله : طيب هشوف محل اجيبلك ميه أو عصير
أومات ماس ليستدرك جاسر وهو يري الطريق أمامه خاوي بلا أي محلات : استني ياحبيتي ....كان في ميه معايا ......إدار ظهره ومد يداه الي جيب المقعد الخلفي يسحب زجاجه المياه التي تذكر وجودها قائلا بابتسامه : اهي ....
اخذت منه زجاجه الماء التي فتحها وقدمها لها لترفعتها الي شفتيها وتشرب بعد أن قالت بامتنان : كويس ان معاك ميه كنت هموت من العطش . ..
ابتسم جاسر لها وربت علي شعرها : بعد الشر عليكي
عادت لتشرب مجددا ليشاكسها جاسر قائلا : دي ميه بزود بيها مياه الريداتير
بثقت ماس الماء من بين شفتيها لينفجر جاسر ضاحكا وسرعان ما يمسك بمنديل يمسح به تابلوه السيارة الذي تراشقت عليه قطرات المياه بينما يقول بعتاب مرح : ايه ياماسه العربيه لسه جديده
وكزته ماس في كتفه بغيظ : تستاهل .... بتشربني ميه العربيه
ضحظ جلس قائلا : بهزر ياروحي .....
معقول هتشربك انتي والعربيه من نفس الميه اكيد لا
نظرت له بشك : يعني الميه نضيفه
ضحك وعاد يشاكسها بينما ترفع المياه مجددا لشفتيها : زي الفل .... من الترعه اللي جنبك
أبعدت الزجاجه عن شفتيها بغيظ بيضحك جاسر قائلا : بهزر يا حبيتي. ....اشربي
هزت راسها ووكزته بالزجاجه وهي تعيدها إليه : لا اوعي كده خلاص مش عاوزة اشرب
رفع جاسر حاجبه وهتف بغيظ بينما مازال محافظ علي نبرته المرحه وهو يرتشف القليل من الماء : اشرب انا....زي ما بشرب المر منك
التفتت له ماس ورفعت حاجبها : ده انت ...؟!
اوما وهو يوقف السيارة أمام المنزل : طبعا ....
نزل واتجه الي ناحيتها ليمد ذراعيه إليها قائلا : تعالي اشيلك
نظرت له ماس لحظه بتردد بينما رحب قلبها بدلاله ليميل جاسر ويضع يداه خلف ركبتها ويحملها قائلا بمرح : تعالي يا قدري
نظرت له ماس بعتاب من عيونها الجميله بينما بلحظه حنان منه كان قادر علي أن يمحي كل أخطاءه معها ضحك جاسر وهو يحملها ويخطو بها الي داخل المنزل : هيجيلي الغضروف وانا لسه شباب
وكزته في كتفه بغيظ : ليه شايل دبدوب
وضعها برفق علي طرف الفراش وتأمل جسدها بعيون وقحه : مش دبدوب اوي. ..... بطه صغيرة وحلوة
احمر وجهه ماس وافلتت منها ابتسامتها علي غزله الوقح : ايه بطه دي ....مره تقولي يابت ومرة بطه
هتقولي ايه بعد كدة
همس في اذنها بمغازله جريئه لتوكزه في كتفه: بطل قله ادب .
ضحك جاسر وهو يعدل من وضع الوساده خلف ظهرها بعد أن خلع قميصها وساعدها لتستبدل ملابسها. ...
استبدل ملابسه واتجه إليها قائلا : هعملك ساندويتشات وعصير ...عاوزة حاجه تانيه
هزت راسها : لا انا مش جعانه
قال بإصرار : لازم تأكلي عشان تاخدي الدوا ...
أنهت القليل من طعامها وعيناها تتطلع إليه والي تنقاضاته التي ارهقتها فقبل ساعات كان انسان لا يحتمل والان انسان يفيض حنان ورفق بها .....
تنهدت ببطء لتلحظ نظراته الماكره لها وتلك الضحكه الخبيثة التي ارتسمت علي شفتيه لتساله وهي تضيق عيناها باستفهام :
بتضحك علي ايه ؟!
رفع حاجبه وهتف بمرح : عليكي .....ده انتقام ربنا علي اللي عملتيه فيا ....
قالت ببراءه : انا عملت فيك حاجه
قال بغيظ : امبارح نايمه جنبي و لابسه قميص اسود وانتي عارفه انا بحب اللون الاسود وكمان حاطه مكياج وفي الاخر تقوليلي موقف. ... افلتت ضحكته وتابع :
اهو النهارده مفيش ولا قميص ولا مكياج وقاعده تبصي ليا واكيد بتقولي انك بتحبيني وهتموتي عليا وياسلام لو اقوم اجي جنبك واخدك في حضني
رفعت حاجبها وهي بالكاد تمسك ضحكتها علي كلماته : لا طبعا مين قال كدة
غمز لها بشقاوة : يعني مش عاوزة تيجي في حضني
هزت راسها : لا
رفع حاجبه : لا ليه ...؟!
اشاحت بوجهها بدلال بينما حان وقت العتاب المناسب وهو بهذا المزاج الهاديء : زعلانه
جلس بجوارها علي طرف الفراش يداعب خصلات شعرها :واخده موقف ولا زعلانه حددي
أشارت له : الاتنين
اوما جاسر. ومد يداه إليها بحبات الدواء قائلا :
طيب ممكن بدل ما تاخدي موقف تاخدي الدوا وترتاحي
عشان شكلك تعبانه
أومات له ووضعت حبه الدواء بين شفتيها ثم ابتلعتها ليسالها بلهفه : حاسه انك احسن
ضحكت قائله : انا ملحقتش ابلع الدوا
اوما وظل ينظر إليها لتشعر بقلقه وتعود دوامه أفكارها وسؤالها الابدي ....أن كان يحبها لتلك الدرجه فأين يكون هذا الحب في خلافهم ...لماذا لا يشفع لها عنده كما يشفع حبها له عندها. ..؟!
التفتت ماس له :جاسر
نظر لها بهدوء : نعم
سألته بلا تردد : هو احنا ليه بنتخانق كتير مع اننا بنحب بعض ؟!
...........
...
هادئه ماس وتعرف كيف تختار الوقت المناسب لطرح العتاب بينهم عكس فيروز المندفعه والتي لم تحسن اختيار وقت عتابها لوالدتها التي ذهبت إليها دون اخبار مهران وكم كان سوء اختيار أن تغادر دون أخباره بهذا الوقت المتوتر بينهما
وهاهي كالعاده تهاني تختار كلماتها حينما استمعت لسؤاله للخادمه عنها لتقول : خرجت يامهران
احتقن وجهه مهران الذي حاول سريعا اخفاء ملامحه الساخطه ما أن التفت عمران إليه قائلا : هي مراتك بتخرج من غير اذنك
قال مهران وهو يهز رأسه ويتجه للاعلي : لا يابوي ...قالت ليا بس انا اللي نسيت
................
.....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك