(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت ماجده الباب لتتسع ابتسامتها حينما وجدت جاسر امامها احتضنته بلهفه : جاسر ياحبيبي ...ايه المفاجاه الحلوة دي
قبل والدته قائلا : معلش يا ماما جيت متأخر
هزت ماجده راسها وهي تجذبه للداخل : يا حبيبي انت تيجي في أي وقت ....تعالي ياجاسر انت واحشني اوي
دخل وهو يتلفت حوله : هو بابا نام ولا ايه ؟
هزت راسها : اه كان زهقان من شويه و قالي هيدخل ينام
زفر جاسر بإحباط لتنظر له ماجده باستفهام : ايه ياحبيبي في حاجه ؟
اوما جاسر متنهدا : كنت عاوز أكلمه في موضوع
قالت ماجده بقلق : طيب اقوم اصحيه
هز جاسر رأسه : لا خلاص بلاش تقلقيه
في نفس اللحظه قال زيدان الذي اتجه إليهم : انا صاحي
التفتت ماجده بابتسامه إليه : ده جاسر كان عاوزك
قام جاسر من مكانه واتجه ليسلم علي ابيه الذي مازال علي موقفه منه ولكنه ابنه واشتاق إليه كما تلهف قلبه علي ابنته وكان يفكر فيها قبل قليل
: خير ياجاسر !!
حمحم جاسر ببطء قبل أن يقول : ابدا ...بس كنت عاوز حضرتك تيجي معايا لحمايا نرجع ماسه
اتسعت ابتسامه ماجده التي قالت بلهفه : وماله يجيي وانا كمان اجي لو عاوزني
نظر زيدان بطرف عيناه الي ماجده يوقفها عن الحديث : اعملي لينا شاي ياماجدة
زفرت ماجده بإحباط بينما نظر جاسر الي صمت أبيه بعد ذهاب والدته : ايه يابابا ساكت ليه ؟! حضرتك مش عاوز تيجي معايا
نظر زيدان إليه وقال بتمهل : لا بس عاوز اعرف لو جيت هيحصل زي المرة اللي فاتت وتحرجني وتفضل تكابر وتزود المشكله
هز جاسر رأسه سريعا قائلا : لا لا مفيش حاجه من دي حك ذفته وتابع : اصلا انا وهي تقريبا اتصالحنا ..انا بس قولت أنه تقدير اروح أخدها وحضرتك معايا تتكلم مع والدها
اوما زيدان بتأكيد : طبعا دي الأصول
وضعت ماجده الشاي والحلوي وقالت بلهفه : بجد ياجاسر اتصالحتوا ؟!
اوما جاسر بابتسامه لينظر لها زيدان : مفيش فايده فيكي ...لازم تسمعي الكلام
قالت ماجده بدفاع عن نفسها : وانا عملت ايه ...ابني وعاوزة اطمن عليه
تنهدت وتابعت : عقبال ما اطمن علي مي
عقد جاسر حاجبيها وبلهفه سأل والدته : مالها مي ؟!
هزت ماجده راسها : متقلقش اختك كويسه....انا بس عاوزة الحال بينك وبينها يتصلح
صمت جاسر لتجلس ماجده بجواره وتربت علي كتفه قائله : شوفت انك من لحظه واحده قلبك قلق عليها ..... ....عشان خاطري كفايه تخاصم اختك ياجاسر التفتت الي زوجها وتابعت برجاء : وانت كمان يازيدان كفايه تخاصمها ....دي حالتها بقت صعبه
صمت زيدان واشاح بوجهه لتتابع ماجده بتأثر : بطلت تيجي عندنا وانا قلبي مش مطاوعني ابدا افضل زعلانه منها اكتر من كده وبكرة هروح أراضيها
نظرت إلي زيدان وتابعت :
ايه رايك ناخد جاسر و نروح ليها كلنا بعد ما نصالح جاسر وماس
قال زيدان بتسويف : ربنا يسهل
تنهد وتابع : اهم حاجه تكون اتعلمت من غلطتها
صمت وتابع بكمد : انا مش عارف انا قصرت معاها في ايه .....
ربنا جاسر علي يده : مقصرتش ولا حاجه يابابا ..... مي في الاول والاخر هبله بس الموضوع كبر منها
قال زيدان باستهجان : تتجسس وتكذب وتفرق بين اخوها ومراته وتقولي هبله
هتفت ماجده برجاء : خلاص يازيدان مش لازم تفكره
قال جاسر بجديه : مش ناسي ياماما بس خلاص مش زعلان منها ....حصل خير دي أختي الصغيرة مهما حصل وانا ماس كنا بنتخانق دايما .... بس اللي كنت أتمناه ميكونش لأختي يد فيها
ربتت ماجده علي كتفه : ربنا يخليك لأختك ياحبيبي ....دي هبله كانت بتغير انك بتحب مراتك اكتر منها تخيل ...التفتت الي زيدان وتابعت : وحتي انت كانت بتغير انك بتحب ماسه برضه
رفع زيدان حاجبه وهو كتفه : دي بنتي ودي مرات ابني بحب الاتنين وبعدين فيها ايه لو يقربوا من بعض ويبقوا صحاب
أومات ماجده : في الحته دي أنا قصرت .... متقلقش انا من هنا ورايح هوقف مي لو فكرت أو قالت حاجه غلط
اوما جاسر وابتسم لوالدته : ياريت ياماما
هزت ماجده راسها : حاضر ...... انا هقوم بقي اجهز العشاء عشان ابوك مكانش عاوز ياكل ودلوقتي اكيد هياكل معاك
هز جاسر راسه ونظر في ساعته : لا ياماما متتعبيش نفسك .....انا ماليش نفس هقوم اروح وحضرتك يابابا لو سمحت متنساش الصبح تكلم حمايا تشوف هنروح له امتي
اوما زيدان لتقول ماجده بإصرار : لا عشان خاطري اقعد اتعشي معانا ونام هنا .... هدومك جوه يلا ادخل غير هدومك وانا هجهز العشا
امتثل جاسر لطلب والدته بينما كان مرهق بالأساس
دخل الي غرفته القديمه و امسك هاتفه وتوسد الفراش وهو يفك ازرار قميصه بيد وباليد الأخري يرسل لماس :
نايمه ؟!
سرعان ما ارسلت ماس التي جلست بانتظار نزول محمود : لا
ابتسم حينما أجابت سريعا ليرفع الهاتف فوق أذنه ويتصل بها ....
أجابت ماس ليأتيها صوته : عامله ايه ؟
:كويسه وانت ؟!
: مش كويس
عقدت حاجبيها بقلق : ليه مالك ؟!.
فاجأها جاسر باجابته: مسمعتش صوتك النهارده
ابتسمت ولكن بداخلها أيقنت أنه يتلاعب بها كعادته فهو ماكر يتلاعب علي اوتار مشاعرها ...تابع جاسر بنبره عليها الاشتياق : متصلتيش بيا ليه النهارده ؟
صمتت ماسه بينما لم تجد اجابه ..نعم تتصل به كل يوم مرة أو اثنان ويكون حديثهم مقتضب فقط سؤال عن حالهم ...وهاهو اليوم مختلف حديثهم بعد عوده ابيها وكأنه يلقي امامها أن تقوم هي بأول خطوه عقابا علي عدم استجابتها لخطوته السابقه ولكنها غاضبه منه ومن تصرفاته لذا لن تتصل به ولن تأخذ اي خطوه مفترض أن يقوم هو بها .....طال صمتها لحظات لينظر جاسر الي الهاتف ثم يسألها : ماسه انتي نمتي ؟!
هزت راسها ة لا انا مستنيه محمود !
عقد حاجبيه باستفهام : مستنياه فين ؟!
أخبرته ليسألها وهو يقوم من مكانه : يعني انتي عند ماما
أومات قائله : اه قاعده في العربيه مستنيه محمود ينزل
نظرت في ساعتها بينما مضت ربع ساعه علي صعود محمود ....
جذب جاسر مفتاح سيارته واتجه الي الباب
وهو يتابع حديثه مع ماس التي عقدت حاجبيها بانزعاج لتلك الانوار القويه التي انعكست في مرأه السيارة فجاه ....لتهتف بحنق : مين الغلس ده ؟!
ضحك جاسر الذي استمع لتبرطمها في الهاتف ومجرد لحظه وكان يستند الي نافذه السيارة بجوارها
يقول بحاجب مرفوع : غلس ؟!
التفتت له بدهشه : انت ؟!
اوما ونظر إليها بهيام : اه مقدرتش مشوفكيش لما عرفت انك قريبه من هنا
عضت علي شفتيها تتماسك أمام غزوه لمشاعرها بينما تقول بدلال : مش انت مخاصمني
عقد حاجبيه قائلا : زعلان اه مخاصمك لا
اتسعت عيون ماس باستنكار : انت اللي زعلان ؟!
قال بثقه : امال انتي اللي جهزتي كل ده وفي الاخر قولتلك لا مش عاوزك
هزت راسها بدفاع عن نفسها : مقولتش مش عاوزاك ..... تفرق ياجاسر ...قولتلك لازم ارجع لبابا وانت طبعا قلبت ورجعت تاني نفس الشخصيه وقفلت الكلام ومن يومها واخد جنب مني
عقدت ذراعيها حول صدرها وهتفت به بغضب محبب : يبقي مين اللي المفروض يزعل
داعب وجنتها بظهر يداه : وهو انتي مش عارفاني
كان هيجرا ايه لو راضتيني يومها
نظرت له باستفهام : كنت اعمل ايه يعني ؟
قال بنظرات شغوفه : كنت فضلتي معايا شويه ....كنت هتجنن عليكي ولما لقيتك رافضه زعلت واتضايقت ومع ذلك مزعلتكيش وسكتت
نظرت ماس للجهه الأخري وهتفت باستسلام بينما لايعجز عن إثبات وجهه نظره المحقه : انت مش هتتغير ابدا
فاجأها باجابته الناعمه : قولتلك غيريني
التفتت ماس له : بس انت لازم من جواك تعرف انك محتاج تتغير ....مش كل ما نختلف تاخد جنب
قبل أن تكمل حديثها وقعت عيناها علي الساعه بيدها لتهتف فجاه : ايه ده ؟!
التفت لها جاسر بقلق : في ايه ؟!
قالت بقلق : احنا بقالنا ساعه بنتكلم و محمود كل ده منزلش .... اتاخر اوي
عقد جاسر حاجبيه قائلا : طيب اتصلي بيه
هزت راسها : تليفونه في البيت
اوما جاسر قائلا : طيب انا هطلع اشوف
نزلت برفقته قائله : استني انا جايه معاك
اوما جاسر واتجه الي داخل العماره برفقه ماس
...........
...
انقاد جسد محمود المرخي مع ذراع الرجل الذي جذبه وهو يدخله الي تلك الغرفه حيث يحتجز مي التي
خرج صوت صراخها مكتوم بينما امتليء فمها بذلك الرباط ....
هلعت مي وبيأس اخذت تحاول تحريك جسدها المقيد حينما رأت محمود بتلك الحاله ....ألقاه الرجل في جانب الغرفه واسرع يغلق الباب بالمفتاح ليفتح محمود احدي عيناه ببطء وحذر قبل أن يهمس لمي ...مي اهدي !
انخلع قلب مي وهي تنظر إلي محمود تتأكد من أنه بخير حيث فقط كان يمثل الاغماء بعد أن تحامل علي الم الضربه التي تلقاها علي رأسه ولم يدع نفسه يفقد الوعي ولكنه تظاهر بهذا فقط حتي يعرف ماذا تخفي تلك المراه ولا يدخل معها بمعركه دون أن يفهم شيء ....
انسابت الدموع من عيون مي ليتلفت محمود حوله ويشعر بالغضب الشديد وهو يري حاله مي التي اسرع إليها وبهمس أخذ يهدئها : اهدي ...اهدي انا اهو معاكي
فهميني ايه اللي حصل ..!
ازداد بكاء مي التي تألمت وهو يحرر وثاق فمها لتخبره بما حدث
ربت محمود علي يدها : متخافيش هنخرج من هنا
هزت مي راسها بخوف وبكاء : دي مجرمه ...انا خايفه اوي يامحمود
ربت محمود علي كتفها وقال بهمس : متخافيش
سألته بقلب منخلع : ادم فين ؟!
ارتبكت نظرات محمود حيث ترك ادم في الشقه وحده لتتهادي التعبيرات المرعوبه علي وجهه مي : المجرمه دي ممكن تأذيه
هز محمود رأسه يخفي خوفه الداخلي ويطمئنها : متخافيش ابدا ...ماس معايا تحت واكيد لما اتاخرت هتتصرف ..!
بكت مي ليحاول محمود تهدئتها : اهدي يامي عشان اعرف اتصرف
بدأ يفك وثاقها وهو يقول بقلق عليها : انتي كويسه والبيبي
هزت مي راسها ببكاء : انا خايفه اوي يامحمود. .... هنعمل ايه ؟!
تنهد محمود وهو ينظر حوله في أرجاء الغرفه يبحث عن شيء ليدافع به عنهم : بصي انتي هتستخبي ورا الباب وانا هقف هنا واول ما حد يدخل هضربه وانتي اول ما اقولك تجري برا الباب وتهربي..... واهم حاجه خلي بالك من نفسك ومالكيش دعوه بيا
هزت راسها : مش هسيبك
قال محمود بتشديد : اسمعي الكلام يامي ....انا هعرف اتصرف
فرك وجهه وتابع : المهم دلوقتي انتي شوفتي معاها حد غير الراجل ده ؟!
هزت مي راسها : لا هو بس
ضيق عيناه : ده جوزها
هزت راسها : لا.... معرفش مين ده
زفر محمود قائلا : الست دي مين وعاوزة منك ايه ....؟!
..........
...
خرج الرجل بغضب هاتفا بنورا : ايه المصيبه التانيه دي .....مين الراجل ده ؟
هزت نورا راسها وهتفت بضيق : معرفش ياحمدي
زجرها بحنق : امال تعرفي ايه بس .....قولتي البت لوحدها ومأمنه الطريق واهو جبتي ليا مصيبه
هتفت نورا بضيق : ماهو كان كل همي اصورها واكسر عينها عشان متقولش لجوزها واستنيت لما لقيتها راجعه لوحدها معرفش بقي مين ده اللي طلع فجاه
نظر لها الرجل باستخفاف : وهي لسه هتستني ما زمانها قالت لجوزها
نظرت له بحنق : وهي لو كانت قالت كان زماني قاعده معاك ياغبي
هتف بها حمدي بغيظ : لمي لسانك
زجرته بحنق : انت اللي تسكت خالص وتخليني افكر
هب واقفا بحنق : تفكري في ايه بعد ما ضربتيه.... وياعالم هيموت ولا ايه
زفرت هاتفه : كنت اعمل ايه ...... المهم انت ربطته كويس
هز رأسه : لا رميته جوه وهو اصلا مغم عليه
قامت بحنق تعنفه : انت غبي ماهو زمانه فاق ....
رفع الرجل إصبعه امامها بحنق : قولتلك لمي لسانك
فتحت فمها بغضب : ماهو انت غبي
امسك ذراعها بحنق : اسمعي بقي انتي مشاكلك كترت وانا خلاص ماليش في الليله دي
نظرت له باستفهام : قصدك ايه؟!
ترك يدها هاتفا : قصدي اتصرفي لوحدك
البت عندك جوه صوريها اقتليها براحتك ..... إنما أنا برا
وبكرة يكون عندي عشرين ألف تانين
حاولت نورا إيقافه حينما اتجه للباب ولكنه دفع يدها : اللي عندي قولته ....شيلي شيلتك
تراجع جاسر للخلف وسرعان ما كان يمد ذراعه بحمايه أمام ماس من خطوات حمدي الذي كان يدخل بسرعه الس المصعد وكاد يصطدم بها بينما كانت تخرج من المصعد برفقه جاسر
توقف جاسر وهم بالشجارمع هذا الرجل لتمسك ماس بكتفه وتهمس برجاء : يلا ياجاسر معلش ماخدتش باله
زفر جاسر بحنق بينما سرعان ما كان حمدي يضغط الزر
ليمسك جاسر بيدها قائلا : خلاص تعالي
عقد جاسر حاجبيها حينما ضغط الجرس بضع مرات بلا اجابه ليسأل ماس : انتي متاكده ؟!
نظرت ماس اليه والي غباء سؤال : متاكده من ايه ....
متاكده أن محمود طلع ....ولا أن مي جوه
في ايه ياجاسر ؟
انتفخ وجه جاسر بالغضب الذي يخفي به القلق الذي دب بكيانه بسبب عدم اجابه مي ليضغط جرس الباب مجددا بحنق : خلاص ياماس
طرق بعنف وهو يشير لماس : اتصلي بيها
بدأ القلق يتهادي لملامح كلاهما مع عدم اجابه مي لا لهاتفها ولا للباب
أوقفته ماس عن الطرق وهي تقول : جاسر استني
نظر لها باستفهام لتضع أذنها علي الباب وسرعان ما كانت تهتف بقلق سافر : ده صوت ادم بيعيط
لم يعد به أعصاب ليشير إليها أن تبتعد وباندفاع وعزم أخذ يحاول كسر الباب بكتفه ...
اشفقت ماس عليه من اصطدام كتفه الذي كاد ينخلع بالباب القوي لتقول : جاسر هنزل اشوف حد يساعدك
هز رأسه وتابع غير مبالي بوجع كتفه بينما اعماه القلق وراودته كل الافكار السيئه عن حدوث شيء سيء بالداخل لأخته واخيها
اخذت ماس تطرق الباب وجاسر يدفعه بكتفه ويسدد الركلات القويه الي الباب الي أن اندفع بقوة الي الداخل ما أن انكسر قفل الباب مع اخر ركله قويه من قدمه
أسرعت ماس تركض وكذلك جاسر لتلتاع نظراتهم لوجود ادم وحده بغرفته بينما لا أثر لمحمود أو مي
أخذته ماس وحملته تنظر إلي جاسر بضياع : مي ومحمود فين ياجاسر ؟!
عادت لجاسر ذاكره لحظات فاتت و هذا الرجل الذي كان يتجه الي المصعد بتلك الطريقه ليقول بتوجس :
خليكي هنا مع ادم واوعي تيجي ورايا
قالت ماس باستفهام : انت رايح فين جاسر ...؟! في ايه انا مش فاهمه حاجه
هز رأسه قائلا : وانا كمام بس في حاجه غلط .....هي
مي تعرف حد في العمارة
هزت ماس كتفها : معرفش انت عارف علاقتنا مش قويه
اوما لها وقال : طيب انا هنزل اشوف الكاميرات متتحركيش مهما حصل وتليفونك في ايدك لو في حاجه اتصلي بيا
اتجه الي المصعد ليتوقف مكانه قبل أن يدخل إليه وينظر الي الممر وتحديدا الي باب الشقه المجاورة فهي الوحيده المأهولة بينما الشقه الأخري بأخر الممر لايسكن بها أحد
اتجه الي شقه نورا طرق الباب كانت نورا تدور حول نفسها تفكر ماذا ستفعل بينما أشار محمود لمي أن تلتزم الصمت وتنتظر منه إشارة أن تتحرك ما أن يدخل أحد إليهم
تحركت دقات قلب نورا بهلع حينما تعالي رنين جرس الباب .....نظرت من خلال فتحه العين السحريه لينتابها الخوف وهي تري ذلك الرجل أمامها ......تماسكت
و تظاهر بالثبات وهي تفتح الباب لجاسر الذي بالرغم من هدوءه إلا أن عيناه عملت علي مسح كل ما تمكن من رؤيته وهو يقول : مساء الخير
قالت نورا بابتسامه هادئه مصطنعه : مساء النور خير
توقفت عين جاسر لحظه امام تلك الخدوش علي عنق نورا بينما ملاحظتها لم تكن بشيء صعب عليه ليبدأ الشك يتسرب إليه .....حمحمت نورا وسألته : مين حضرتك ؟!
فتح جاسر فمه بينما يحاول بقوة ربط الأحداث فأخته ومحمود لن تختفي في الفراغ ...مؤكد أنها تعرضت للاختطاف ولكن كيف ومتي وماذا حدث ..سيجن ....؟!
: انا .... نظرت له نورا بثبات تحاول اخفاء دقات قلبها المتسارعة : أيوة مين حضرتك
قال جاسر بثبات وعيناه ترشق نورا بنظرات تحليليه يقرء كل حركه منها : انا ضابط ....جاي اسألك ..شوفتي حاجه غريبه من حوالي نص ساعه
هزت نورا راسها وتظاهرات بعدم الفهم : حاجه غريبه ايه ؟!
قال جاسر بخبث : حاجه غريبه في الشقه اللي جنبك
هزت نورا راسها سريعا : لا ...اصلا انا لسه ساكنه جديد وماليش علاقه بأي حد في العماره ولا اعرف حد منهم
ظل جاسر واقف بينما عقله يحاول العمل فماذا حدث ....؟!
مدت نورا يدها المرتجفه الي الباب تغلقه ولكن قبل أن تغلقه كان جاسر يضع يداه علي الباب قائلا بنبره جاده : مخلصتش كلامي
تماسكت نورا هاتفه : بالنسبه ليا خلص ....حضرتك مش شايف الساعه كام وانا اصلا مالي ومال مي ..؟!
رفع جاسر حاجبه بينما نطقت اسم أخته ..الم اقل أنها لاتعرف أحد ...!
........
...
همس محمود لمي وهو يشير : هشش....في صوت جرس برا
نظرت له مس توجس : تفتكر دي ماس
اوما محمود بقلق ؛ ممكن ....استني
وضع أذنه علي الباب يحاول سماع شيء ولكن لم يصل لاذنه شيء ليخاطر باندفاع وهو يضرب الباب بقوة مقرر أن يلفت نظر اي أن يكون من علي الباب إلي وجود شيء خاطيء ....
التفت جاسر الي الصوت الذي بدر من الداخل ليضيق عيناه بينما حاولت نورا غلق الباب سريعا
ليوقفها جاسر : استني ...ايه الصوت ده ؟
هزت كتفها وازداد خوفها وتعلثمها : صوت ايه ؟!
: صوت الخبطه
هتفت بكذب واضح : جايز الكلب بتاعي.... بعد اذنك
بحركه تلقائيه مد يداه الي سلاحه ولكنه لم يستشعر وجوده بينما تذكر أنه تركه عند والدته
ليضيق عيناه وينظر لها : عندك مشكله لو دخلت
رفعت نورا حاجبها : نعم ...وتدخل ليه ؟!
ازداد الصوت النابع من الداخل ليضع جاسر قدمه الي الداخل دون تفكير وهو يبعد نورا من أمامه .....
حاولت نورا إيقافه هاتفه : استني عندك انت رايح فين..!
تجاهلها جاسر ودخل الي البهو يتطلع حوله وعيناه تركزت علي ممر الغرف لتسرع نورا تحاول إيقافه : بقولك اقف عندك انا هبلغ البوليس
مع ازدياد الصوت لم يتوقف ليسرع الي حيث مصدر الصوت بأخر الممر ..... لتمد نورا يدها سريعا الي حقيبتها الموضوعه وتجذب منها ذلك الرزداد وتسرع خلف جاسر ولكن نورا امسكت بذراعه صارخه به : بقولك اقف
ما أن استدارت جاسر لها بحنق يبعد يدها وهو ينادي بصوت جهوري : مي
استجاب الصوت ليسمع صوت محمود المستنجد وهو يطرق الباب جاسر ....جاسر
صرخت مي ليسمع جاسر صراخها بيقين ولكنه ما أن استدار يبعد نورا عنه حتي رشت بوجهه ذلك الرذاذ الحارق ..... بسرعه بديهه رفع جاسر ذراعه ليحمي عيناه ولكن أصيبت احدي عيناه بشذي الرذاذ ..... بيد قويه صفع نورا لتسيل الدماء من شفتيها بينما بيده الأخري اخذيفرك عيناه وهو يصيح : متخافيش يامي .....
بكت مي وهي تنهار جاثيه علي الأرض ...الحمد لله ...جاسر هينقذنا
اوما محمود وحاول باستماته كسر الباب بينما بالخارج كان جاسر يسرع ليلحق بنورا التي حاولت الهروب ... امسك بخصلات شعرها بقوة وهو يحاول تحمل الم أحدي عيناه ليجذبها بعنف خلفه الي نهايه الممر ....حاولت نورا أن تقاتل يداه ولكنه لم يتركها لترفع أحدي ساقيها تحاول ركله ولكن جاسر بغضب دفع راسها بالحائط ليفقدها الوعي ....تكومت نورا فاقده للوعي ليسرع جاسر الي الباب
ويدفعه بقدمه بقوة وهو يصيح :
ابعد يامحمود من ورا الباب
فرك عيناه التي تشوشت رؤيتها وأخذ يدفع الباب حتي كسره ...اسرع جاسر بقلق سافر تجاه أخته الجاثية عليرالارض لترتمي مي بين ذراعيه وتنهار بنوبه بكاء : جاسر
ضمها إليه وقال بحنان جارف وهو يمسح وجهها بيداه :
متخافيش .....انتي كويسه
هزت راسها لينظر الي محمود : محمود انت كويس .؟
تجاهل محمود نزيف رأسه قائلا : انا كويس ...المهم لازم نطمن علي ادم
: متخافش ماس معاه
........
تسمرت ماس مكانها وكاد الطفل يسقط من ذراعيها حينما دخل جاسر وهو يحمل مي التي لم تستطيع أن تقف علي قدميها ....: ايه اللي حصل ؟!
وضعها جاسر علي الاريكه هاتفا بماس...اطلبي دكتور
هزت مي راسها وتمسكت بجاسر بخوف : لا ...لا مش عاوزة اقعد هنا ...انا خايفه
لم تفهم ماس شيء ولكنها أسرعت تجاه أخيها الذي كان بتلك الهيئه لتصرخ بخوف : محمود ايه اللي حصل ؟!
قال جاسر : مش وقته ....ماس اتصلي ببابا وخليه يجي ياخدكم المستشفي .....مي حالتها مش كويسه وكمان محمود لازم جرحه يتخيط
نظرت ماس اليه بضياع لتصرخ بهلع : جاسر عنيك
فرك عيناه التي تحولت إلي جمرة ملتهبه : انا كويس ...ربت علي كتفها : اسمعي كلامي يا ماسه ....انا لازم افضل هنا لغايه ما البوليس يوصل ...
......
...
توجع محمود بينما تابع الطبيب خياطه جرحه ليقول شريف له -: سلامتك يا حوده ..
اوما محمود لابيه الذي أخذه بعد انتهاء الطبيب واتجه الي منزل عائله جاسر حيث بقيت ماس وهويدا مع مي للاطمئنان عليها ....انتهي جاسر من وضع أقواله ليتم القبض علي نورا ويبدأ التحقيق معها ولكنه طلب أن يتركوا الوقت لمي ومحمود لاستعاده أنفسهم قبل وضع أقوالهم .... انتظر زيدان بالخارج ليجده جاسر بانتظاره ..: يلا هنروح المستشفي عشان عنيك
هز جاسر رأسه بعناد : انا كويس ...خلينا نرجع البيت نطمن عليهم
هز زيدان رأسه : متقلقش هما كويسين ...تعالي بس واسمع الكلام ....
.......
...اتجهت ماس الي غرفه مي التي كانت تبكي وترتجف بين ذراعي والدتها : انا استاهل
ربتت ماجده علي كتفها بحنان : هشش اهدي يا حبيتي
دخلت ماس إليهم قائله : ادم نام يا طنط
مدت ماجده يدها الي ماس التي لم تتركهم ولا هي ولا والدتها بعد عمل أخيها البطولي : تعالي ياماسه اقعدي انتي تعبتي
جلست ماس علي طرف الفراش لتنظر الي مي بحنان : انتي كويسه يا مي
حاولت مي مسح دموعها الغزيرة : انا خايفه اوي ياماس ....خايفه البنت دي تأذيني
هزت ماس راسها تطمأنها : متخافيش. اتقبض عليها خلاص
دخل جاسر وزيدان ليميل جاسر علي مي : انتي كويسه
؟
هزت راسها ليبقي الجميع معهم قليلا حتي اطمأنوا علي حاله مي ....
اعتدل شريف واقفا وهو يقول : الحمد لله أنها عدت علي خير ...نستأذن احنا
اسرع جاسر يهمس لابيه بشيء
ليحمحم زيدان قائلا لشريف : احنا كنا جاين بكرة نرجع بنتنا جاسر خلاص غرف غلطه ومش هيكرره
التفت الي جاسر وتابع : مش كده ياجاسر
اوما جاسر وعيناه التي احمرت بقوة تنظر إلي ماس بينما يقول : عمري ما هزعلها تاني ياعمي ....فلو حضرتك تسمح انها ترجع معايا بيتنا
توقع مكافاه بنهايه تلك الليله لينصدم برد شريف الذي قال بهدوء : مي بس تشد حيلها ونشوف موضوع خطوبه محمود اللي كل شويه حاجه تأجلها
تدخل محمود بفزع : تأجل ايه
قال شريف وهو يشير إلي راس محمود : ايه ياابني هتروح خطوبتك وانت دماغك مفتوحه
قال بتأكيد: انا زي الفل
ضحك جاسر قائلا : طيب استني كام تفك الغرز حتي مستعجل علي ايه
هز محمود رأسه : لا انا زي الفل ...الخطوبه بعد بكرة يعني بعد بكرة
ضحك الجميع
ليغالب جاسر كبرياءه ويعيد طلبه لشريف الذي تظاهر أنه لم يسمعه : موافق ياعمي
اوما شريف بهدوء : موافق طبعا نقعد نتكلم ياجاسر ....بعد خطوبه محمود !
كادت ماس تضحك علي هيئه جاسر الذي لم يكد يبتسم لكلمه موافق من شريف وبعدها بلحظه كان كمن سكب فوقه دلو من الماء البارد ليوكز أبيه هامسا بتزمر: قوله حاجه. ..انا لسه هستني !
همس زيدان يوقفه عن التزمر : هشش
ذهبت ماس مع عائلتها ليقول جاسر بحنق لأبيه : هو انا لسه هستني
قال زيدان بشماته واضحه : معلش ياجاسر كلها كام يوم
زفر جاسر بحنق : اوف بقي انا زهقت .... ده انا اتجوزتها اسرع من كده ...
ضحك زيدان موبخا : اهو عشان تحرم ..!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك