روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
دخل جاسر الي غرفه أخته التي كانت بين ذراعي والدتها : عامله ايه دلوقتي يامي ؟
قالت مي بصوت مختنق بالدموع : الحمد لله
اوما جاسر ونظر الي والدته قائلا :
معلش يا ماما سبيني مع مي شويه ....
نظرت ماجده الي جاسر باستفهام : في ايه ياجاسر ؟
هز جاسر كتفه واتجه ليجلس بجوار مي : ولا حاجه ...هتكلم معاها شويه
قامت ماجده بتردد بينما تنظر إلي جاسر قائله : اختك مش متحمله ...عشان خاطري بلاش تضايقها
هز جاسر رأسه : متقلقيش ...انا بس هتكلم معاها
خرجت ماجده ليقترب جاسر من مي وينظر إليها قائلا برفق : ايه اللي حصل ...وايه علاقتك ببنت زي دي يامي ؟!
نظرت مي الي جاسر الذي تفاجئ بما وجدته الشرطه بمنزل تلك الفتاه من فيديوهات مخله لفتيات كثيرة ومع التدقيق وجدوا أن لها نشاطات مشبوهه أخري تحت غطاء تلك الواجهه الاعلانيه ...بالتأكيد لايتهم أخته بشيء ولكنه فقط استغرب ماحدث بينما مازالت نورا لم تتحدث بشيء عن أسباب محاوله اختطافها لأخته
ترقرت الدموع بعيون مي و بدأت تخبر أخيها خجل بكل ماحدث لها
احتقن وجهه جاسر بالغضب الشديد ولكنه ما أن رأي نظرات الخوف بعيون أخته حتي أقصي كل غضبه وتحول الي عتاب بينما يسألها : ازاي متقوليش ليا حاجه زي دي ....ازاي يامي متتكلميش معايا أو مع مالك
هزت مي راسها بانكسار : مكنش ليا عين اتكلم مع حد فيكم واصلا مالك مش بيتكلم معايا من وقت اللي حصل بينك وبين ماس ..... هزت راسها وازداد بكاءها بينما تتابع : هو عنده حق وانا مش بشتكي منه ...اصلا كلكم عندكم حق متتكلموش مع واحده زيي
رفعت عيناها الي جاسر الذي اهتزت نظراته بتأثر بينما تابعت : فكرت كتير ألجأ ليك بس وقتها افتكرت اللي عملته في ماس لما لجأت لاخوها لما كان عندها مشكله وفكرت أن زي ما اتسببت في اذي ليها ربنا اكيد هيأذيني
هز جاسر رأسه قائلا بتوبيخ ممزوج بحنانه : غلطانه يامي وغلطك كبير اوي ..... انا اخوكي وحتي لو زعلان منك تفتكري كنت هسيبك .....لو ملجأتيش ليا هتلجأي لمين !!. حاجه زي دي مكنش ينفع تخبيها
: خوفت مالك يتهور ويتأذي.... انا استاهل كل اللي يحصل ليا بس خوفت مالك يتأذي بسببي ....
ربتت ماس علي كتفها : متخافيش من اي حاجه وبنت ال ** انا هجيب حقك منها وغلاوتك عندي
نظرت له مي بعيون راجيه: انا غاليه عندك ؟!
ابتسم لها جاسر برفق : امال ايه يا عبيطه ....انتي اختي الصغيرة
بكت وارتمت بين ذراعيه : انا اسفه ياجاسر ...اسفه علي كل اللي عملته
رفع وجهها بين يديه وقبل راسها قائلا بحنان : المهم انك كويسه ...انسي كل اللي حصل وقولي الحمد لله انها خلصت علي كده
قالت مي بامتنان وتضرع : الحمد لله
عاد ليقبل راسها وهو يريحها علي الوساده خلفها : المهم ارتاحي انتي دلوقتي ومتفكريش في أي حاجه
ابتسمت له من بين دموعها : ربنا يخليك ليا
...........
.....
قامت ماجده بلهفه ما أن خرج جاسر من غرفه أخته : ايه يا حبيبي كلمتها في ايه ؟
هز جاسر رأسه : ولا حاجه ...كنت بطمن عليها
أومات ماجده قائله : طيب انا هدخل اقعد معاها
اوما جاسر قائلا : ماشي بس خليها تنام احسن ...هي تعبت اوي
جلس جاسر بجوار أبيه ليستمع زيدان الي زفرته الحاره : مالك ياجاسر
هتف جاسر بامتعاض : ابدا بس زهقت من البعد بيني وبينها
نظر له زيدان بطرف عيناه وشاكسه : وحشتك اوي
اوما جاسر دون تردد: طبعا يا بابا مش مراتي وكل ده بعيد عني
ضحك زيدان قائلا : اهو عشان تفتكر الايام دي كل ما تفكر تزعلها
نظر جاسر الي ابيه وقال بجدية : تفتكر مش هنتخانق تاني
قال زيدان بهدوء : طبعا هتتخانقوا واي اتنين لازم تحصل بينهم مشاكل .. العبرة مش في المشكله العبره في ازاي تخلص المشكله أو تحلها .... اوعي في أي خناقه تقلل منها أو تهينها لأن وقتها الجرح بيبقي صعب ...اتخانق بس متجيش عليها ولا تستقوي عشان لما يعدي الخلاف بينكم ميفضلش بينكم تراكمات من انك قولت ليها كلمه جرحه أو عملت تصرف يضايق ....
تنهد وتابع بنصح : بالضبط زي اللي حصل بينكم ....الخلاف عدي وانتهي بس اللي فضل بينكم تصرفك الطايش لما طلقتها
اوما جاسر قائلا : في دي عندك حق يا بابا
ربت زيدان علي كتفه : ربنا يهدي الحال بينكم
اوما جاسر متنهدا : يارب ....
ضحك وتابع دعاءه : وربنا يهدي ابوها ويخليها ترجعلي
قال زيدان ضاحكا : هيرجعهالك متقلقش
نظر له جاسر بطرف عيناه متزمرا : ده بيقولي لسه هنتكلم بعد خطوبه محمود ....لسه هنتكلم !
ضحك زيدان ببساطه : وماله ...اب وخائف علي بنته
نظر إلي جاسر وتابع بجديه : تعرف أني معجب جدا بتصرفه
نظر له جاسر بغيظ متبرطما : شمتان فيا يابابا أنه معذبني
هز زيدان راسه : بالعكس ده الراجل واخد طرف الحياد من اول المشكله وكل اللي عمله لما حس انك خلاص راضيت بنته حب بس يربيك يومين ....من العقل بقي تقبل وتسكت وتحسسه انك شاري بنته اللي اخدته من كام شهر وطلقتها قدامه
تنهد جاسر بضيق : متفكرنيش يابابا ...اغبي تصرف عملته
ضحك زيدان : اخيرا اعترفت بغلطك
اوما جاسر قائلا : اه بس يارب حمايا العزيز يحن عليا ويرجعهالي بقي انا زهقت
ربت زيدان علي يده : هيتعبك كام يوم ويرجعهالك ...يلا قوم خد دوش وادخل ارتاح ومتنساش تحط القطره بتاعه عنيك ....اعتدل واقفا وتابع : انا هدخل اطمن علي اختك وانام
اوما جاسر الذي نظر في هاتفه لتبرد رسالتها من نيران قلبه المتاع ببعدها والذي كان محتواها
( هتوحشني اكتر ما انت واحشني )
اسرع جاسر الي غرفته ليتصل بها وقد طار عقله كما تراقصت دقات قلبه من رسالتها : لو قاصده تجننيني مش هتبعتي ليا كلام زي ده
ضحكت ماس برقه : وانا بعتت ايه.... ازدادت عذوبه صوتها وهي تتابع : بلاش اقولك وحشتني
تنهد جاسر باحتراق : قولي يا حياتي اللي انتي عاوزاه
ضحكت ماس بخجل قائله : خلاص قولتلك وحشتني
ازدادت سخونه انفاس جاسر الذي قال : وانتي ياقلبي ...
........
...
دخل زيدان الي غرفه ابنته حيث بقيت مي بحضن والدتها
نظرت إلي ابيها بخجل ليفتح زيدان ذراعيه ويغمرها بهم
ويقبل راسها هاتفا برجاء : حقك عليا انا قسيت عليكي بس كان لمصلحتك
انسابت دموع مي : انا اللي اسفه يابابا ....متزعلش مني
ابتسم زيدان لها بحنان : مفيش أب بيزعل من ولاده
انا كنت زعلان عليكي ....هز رأسه وتابع : مكنتش أحب أن دي تكون بنتي ...شخصيه غير سويه وقاصده اذيه اللي حواليها
نكست مي راسها بخجل ليربت زيدان علي شعرها بحنان : شيء طبيعي يابنتي اوقات نحس أن اللي قدامنا عنده حاجات اكتر مننا ونغير بس في الواقع ربنا مقسم نعمه علينا بالتساوي ...انتي عندك صحه غيرك عنده مال غيرك عنده اولاد صالحين وغيرك عنده راحه بال ....مش هقولك خليكي ملاك بس لما تحسي بالغيرة خلي غيرتك تكون سويه ...تغيري علي نفسك وتحاولي تحسني منها مش تفسدي حياه غيرك ...لأن فساد حياه غيرك مش هيضيف لحياتك حاجه
هزت مي راسها : عندك حق يابابا
ابتسم زيدان وتابع : عارفه يامي اخوكي عمل ايه ؟
نظرت له مي باستفهام ليقول : رجع فلوس الوديعه بتاعتك
ابتلعت ماجده ببطء بينما نظر لها زيدان بمكر بطرف عيناه : طبعا والدتك قالت لك علي موضوع الوديعه
تهربت مي بعيونها وكذلك فعلت ماجده التي يحفظ زيدان طباعها عن ظهر قلب ...ربت علي شعرها بحنان وتابع : انا عارف كويس ان اخوكي عمره ما ياخد حقك وأنه لو شافك يوم محتاجه حاجه مش هيتردد يقف جنبك وكان نفسي تبادليه نفس الشعور
خفضت مي عيونها بخجل من نفسها قائله : انا مش عاوزة حاجه يابابا ...رجع الفلوس لجاسر
هز زيدان رأسه : انا مطلبتهمش منه هو من نفسه لما اخد ارباح شغله مع صاحبه رجعهم
نظر زيدان الي ماجده بمغزي وتابع : لو بس صبر القاتل علي المقتول مكنتيش هتشيلي من اخوكي
قالت ماجده بدفاع عن نفسها : انا يا زيدان ....قاطعها زيدان بحزم : مش عاوز اسمع تبرير كل اللي عاوز اسمعه انكم اتعلمتوا من كل اللي حصل
هزت ماجده راسها وكذلك مي التي قبلت يد ابيها بامتنان : ربما يخليك ليا يا بابا
قبل راسها بحنان : ويخليكي ليا يا حبيتي ...يلا ارتاحي
اشار الي ماجده قائلا : يلا قومي ياماجده وسيبيها ترتاح
نظر إلي ابنته وتابع : ادم معانا متقلقيش لو عاوزة حاجه نادي علينا
هزت مي راسها لتضع راسها علي الوسادة تتذكر تلك اللحظات المرعبه التي عاشتها وتلك اللحظات التي عاشتها بعدها وهي تري في عيون الجميع كم هي مهمه بالنسبه لهم ...لتغمض عيونها وهي ممتنه لانكشاف تلك العصابه من فوق عيونها والتي كانت تعميها عن رؤيه الحقائق حولها ...!
........
...
: ثانيه يا ماسه ...هكذا قال جاسر الذي مازال يتحدث مع ماس هاتفيا لينظر الي والدته التيخلت الي غرفته : عاوز حاجه ياحبيبي... تحب اعملك حاجه تأكلها
هز رأسه : شكرا يا ماما انا شويه وهنام
هزت ماجده راسها قائله: طيب متنساش القطره بتاعه عنيك
اوما رأسه بعدم اكتراث وتابع حديثه مع ماس التي قالت : طيب يا حبيبي يلا حط القطره ونام
هز رأسه قائلا : لا مش بحب القطره
ضحكت ماس قائله : وهو انت هتشربها ...اسمع الكلام
ضحك هو الآخر وتابع حديثه معها الذي امتد حتي الفجر ..
.........
...في الصباح الباكر
فتحت ماجده الباب لتبتسم لرؤيه ماس التي قالت :
صباح الخير ياطنط معلش جيت بدري بس قولت اطمن علي جاسر قبل ما اروح الشغل قلقت لما لقيت تليفونه مقفول
قالت ماجده بترحيب وهي تدخلها : ازعاج ايه ياحبيتي ده بيتك .... هو عطاني التليفون له اشحنه من شويه
هزت ماس راسها قائله : هو صاحي
أومات ماجده قائله : اه يا حبيتي صحي من شويه وانا كنت بجهز لها الفطار يلا ادخلي له واهي فرصه تفطروا سوا
هزت ماس راسها بخجل : لا مش عاوزة ازعج حضرتك
هزت ماجده راسها : مفيش ازعاج يلا ادخلي له
: هو مش صاحي هستناه هنا
قالت ماجده وهي تربت علي كتفها وتاخذها الي الممر المؤدي للغرف : وهنا ليه ....هو في اوضته ادخلي ياحبيتي ده جوزك
احمر وجهه ماس لتربت ماجده علي كتفها : يلا علي ما اجهز ليكم الفطار
طرقت ماس الباب ليقول جاسر وهو يتمطأ بكسل : تعالي ياماما
انشرحت ملامحه حينما وجدها ماس ليقول بابتسامه واسعه : ماسه ايه المفاجاه الحلوة دي
هزت كتفها بابتسامه مشرقه : قولت اطمن عليك عامل ايه
هز رأسه وأشار لها لتأتي الي جواره متجاهل الم جسده : كويس اوي تعالي
اقتربت ماس منه بضع خطوات لتنظر الي عيناه قائله : عينيك عامله ايه .
قال جاسر وهو يفرك عيناه الحمراء : بتوجعني شويه بس عادي
هزت راسها وسريعا أمسكت يده توقفه : بلاش تعمل كده ....انت حطيت القطرة
قال بمكر : لا معرفتش احطها لنفسي ... ما تيجي تحطيها ليا انتي
فهمت ماس مقصده لتعض علي شفتيها بخجل وتتجه الي جواره ... تمهلت وهي تخرج علبه محلول العين من بين الادويه الموضوعه بجواره بينما تقول : ده كمان في كريم عشان كتفك
غمز لها جاسر بشقاوة : بعد القطره إدهني ليا الكريم
افلتت ضحكه ماس بينما انتشرت الحمره بوجهها : بطل بقي ...ويلا قرب عشان احطلك القطره
رحب جاسر ليتزحزح الي وسط الفراش لتجلس بجواره وسرعان ما كان يضع رأسه علي ساقها ....
سرت الكهرباء في جسد ماس بينما التهبت النيران بكيان جاسر الذي اغمض عيناه متنهدا باشتياق ...مالت فوقه وأبعدت خصلات شعرها التي انسدلت فوق وجهه وبدأت تفتح محلول العين وبلمسه ناعمه أمسكت بوجهه هامسه: افتح عنيك يلا ياحبيبي
تسارعت انفاس جاسر والتفت يداه حولها بينما مازالت رأسه علي ساقها ليهمس بارتياح : لا انا مرتاح كده ....خليني في حضنك وانا هخف
عضت ماس علي شفتيها التي انفرجت بسعاده لتمرر يداها بين خصلات شعره بحنان وتحدث نفسها انها مرتاحه أكثر منه ....!
برقه قالت وهي تقرب يدها لتضع له محلول عيناه : طيب حط القطره وبعدين خليك كده شويه
ابتسم جاسر وتركها تضع له الدواء ليغمض عيناه متنهدا ويبقي علي تلك الوضعية لعده دقائق ....
قالت ماس بنعومه وهي مازالت تمرر أطراف أناملها بين خصلات شعره : جاسر ...يلا قوم بقي طنط شويه وهتدخل علينا
فتح جاسر عيناه واعتدل جالست ينظر إليها باشتياق وهو يقول : جاسر هيتجنن خلاص ..
تابع بتذمر: هو حمايا مش ناوي يحن عليا ...قولتلك نرجع ومحدش له دعوة بينا بس اقول ايه في دماغك الناشفه وعنادك
تنهدت ماس قائله بعتاب: فين العناد ده ياجاسر ... بابا بيتكلم صح
عقد جاسر حاجبيه باستهجان نابع من فرط اشتياقه لها : صح فين الصح ...؟! هو قاصد يردهالي وانا عارف عشان كده كان المفروض تقوليله أنك موافقه ترجعي
تمهلت ماس وهي تهز راسها : وينفع اكسر كلام بابا ياجاسر يعني
افلتت منه زفره بنفاذ صبر : لا ينفع تعذبيني وبس
انتي مش بتحبيني زي ما بحبك
أغمضت ماس عيونها وتنهدت بينما نفس الدائرة عادت لتتكون من جديد وتحصر اي شيء لا يسير وفقا لما اراده أنها لاتحبه ....لم تقل شيء بل قامت من جواره وامسكت بحقيبتها قائله بهدوء وهي تربت علي كتفه : خد بالك من نفسك انا همشي عشان متأخرش علي الشغل
التفت لها جاسر بحده بينما فسر صمتها أنه تجاهل منها وعدم تقدير لمشاعره بينما ماس تجنبت الرد حتي لا يتشعب الموضوع منهم ويتحول لخلاف ...فهي تتفهم سبب تزمره وتلتمس له العذر في حديثه لذا لم تغضب بالرغم من أنه لم يتغير ولو قيد انمله ....كل ما تغير هو هدوء عصبيته ولكن شخصيته كما هي وهي لم تكن متفائله لازم أنه سيتغير بتلك البساطه بل كانت متفائله أنها ستروض طباعه وهاهي تمتص تزمره الطفولي قدر استطاعتها
: انتي رايحه فين ؟!
قالت بهدوء : هروح الشغل
اوما جاسر بضيق واضح علي ملامحه التي ارتسمت عليها كلماته أنها تفضل عملها عليه وقد فمهت ماس الرساله وكنهج جديد انتهجته تجاهلت ابداء فهمها لملامحه وتظاهرت بعدم الفهم فهذا أفضل كثيرا من مواجهه ستسبب غضب لكلاهما بلا داعي ...!
قام جاسر من فراشه قائلا باقتضاب : استني هلبس واوصلك
هزت ماس راسها : لا خليك مرتاح انا معايا عربيتي
زفر جاسر وهز رأسه كطفل مشاكس لن يكبر ابدا وهي أصبحت تفهم هذا لتتلمس له العذر بأنه غاضب من فرط اشتياقه لها لتتجه الي باب الغرفه التي دخلت ماجده منها للتو ...: ايه يا حبيبتي رايحه فين ؟!.
قالت ماس بهدوء : هروح الشغل
هزت ماجده راسها وهي تقول : لا لازم تفطري الاول .. انا جهزت الفطار برا
قالت ماس بتهذيب : معلش ياطنط مش هلحق
خرجت ماس لتقول ماجده لجاسر الذي قام من فراشه وخرج للشرفه يدخن : جاسر يا حبيبي بلاش تدخن من غير فطار
هز رأسه بعناد طفل صغير : لا ماليش نفس
..........
...
اتجهت ماجده لتفتح الباب الذي تعالي رنين جرسه لتجد مالك امامها بملامح وجهه ممتقعه بينما وصل قبل قليل ليتفاجيء بما حدث والذي عرف عنه قليلا من البواب الذي قال بانزعاج ( شوفت اللي حصل يامالك باشا .. محدش فاهم حاجه ...في نص الليل البوليس اخد مدام نورا وقالوا إنها خطفت مدام مي )
لم يفهم مالك شيء بينما تقافزت دقات قلب مالك بهلع : مي !
قال البواب سريعا : اطمن ياباشا المدام كويسه و الباشا اخوها اخدها
بهلع اسرع مالك وساقاه لا تسعفه ليقود بأعصاب تالفه الي منزل عائله مي
: مي مالها ياطنط
ابتسمت ماجده وربتت علي كتفه بحنان وهي تدخله : اهدي يا حبيبي مي كويسه وادم زي الفل .. ادخل خد نفسك انت جاي من سفر
هز رأسه بضياع وقلق : قوليلي ايه اللي حصل ياطنط ...طمنيني علي مي ...
ربتت ماجده علي كتفه بحنان قائله : ادخل لمي اوضتها اطمن عليها وهي هتقولك علي كل حاجه
لم يتمهل مالك ليسرع بخطواته المرهقه من طول سفره ولكنه لا يشعر بأي شيء إلا القلق البالغ عليها ....!
التفتت ماجده الي ضحكه زيدان الذي خرج من غرفته لتقول باستفهام : بتضحك علي ايه ؟!
هز كتفه بمرح وهو يقلدها : عليكي ....من شويه ادخلي يا ماسه ده جوزك ودلوقتي ادخل يا حبيبي ...ايه مبقاش عندنا صالونات والاستقبال بقي في الاوض
ازدادت ضحكته حينما ضحكت ماجده هي الأخري قائله : وهما غرباء يازيدان .... ده جوزها ودي مراته ما تسيبهم
ضحك زيدان لتتابع ماجده بشاعريه : وهو في حاجه احلي من أن الواحد يصحي علي وش اللي بيحبه
ضحك زيدان مشاكسا : واللي بقالوا خمسه وتلاتين سنه بيصحي علي وش مراته زيي مش هياخد افراج
وكزته ماجده بكتفه بغيظ : قصدك اني تأبيده
زاد زيدان من جرعه مرحه : لو تأبيده كان زماني خرجت
عقدت ماجده حاجبيها بغضب : بقي كده ....طيب ومستني ايه .. يلا أخرج
ضحك زيدان وأحاط كتفها بذراعه : بهزر ....بهزر يا ماجده ...تعالي متزعليش
نظرت له ماجده رافعه حاجبيها : ومن امتي الحنيه ياسياده اللواء
هز زيدان كتفه بمشاكسه : اعمل ايه ما انتي عارفه اني بحبك وده اللي مصبرني علي عمايلك
رفعت ماجده حاجبيها ليقول زيدان سريعا : لا بقولك ايه مش عاوز تكشير كفايه اللي شفناه وتعالي يلا جهزي فطار لمالك ومي وبعدين تعالي نفطر سوا انا وانتي في البلكونه
.........
...
كانت مي ماتزال نائمه ليتجه مالك الي جوارها ويجلس علي طرف الفراش ويمد يداه الي وجنتها بقلق يتلمسها وهو ينطق باسمها بقلق سافر ....مي
شعرت مي بتلك اللمسه وتهادت رائحته الي أنفها لتفتح عيونها الواهنه بعدم تصديق : مالك
نظر لها مالك بعيون تكاد تلتهما فهو يحب تلك المراه بكل جوارحه
دون تفكير ارتمت بحضنه ليضمها مالك اليه ويغمرها بين ذراعيه وهو يسألها بقلب لهيف : انتي كويسه ؟
هزت مي راسها واندلعت الدموع الغزيرة من عيونها وهي تتمسك بحضنه أكثر و تخبره بما حدث ....
احتقن وجهه مالك الذي كان يستمع لما تقوله بشفاه مرتجفه بينما مي دون تفكير اخذت تخبره بكل ما عاشته من خوف ورعب علي يد تلك الفتاه لتدفن راسها في صدره تتلمس منه الامان ولم يبخل مالك عليها ليحيطها بذراعه يهديء من روعها حتي استكانت شهقاتها وبدأت تهدا ليقول مالك بعتاب وهو يمرر يداه بين خصلات شعرها : ازاي يامي متقوليش حاجه زي دي
قالت مي بتلقائية : حسين اني بقيت تقيله عليك ومرضتش اعملك مشكله
هز رأسه قائلا : ازاي بتقولي كده
رفع وجهها إليه وامسكه بيداه لينظر في عيونها هاتفا : انتي حبيتي ومراتي وام ابني ... يعني مشاكلك دي مسؤوليتي ومكنش ينفع ابدا تخبي عني
هزت مي راسها : انا اسفه
قبل جبينها قائلا : أنا اللي اسف اني قسيت عليكي
هزت مي راسها وكادت تفلت الكلمات من شفتيها : كان عندك حق انا استاهل .... ولكنها لم تجد بنفسها الجراه لتصمت وهي تنعم بأمان ذراعيه حولها
ضمها مالك إليه أكثر وهو يقول بحنان : اهدي كل حاجه خلصت خلاص وحقك هجيبه ....
..........
....
هزت نورا راسها بانهيار : انا ماليش ذنب ..... ده ( ***) صاحب القناه هو اللي كان بيصور الفيديوهات دي
اشار لها وكيل النيابه أن تصمت ليشير الي كاتب الجلسه : اكتب يا ابني ...قررنا نحن وكيل نيابه.** حبس المتهمه اربعه ايام علي ذمه التحقيق
انهارت نورا بضياع ماثل ضياع حياتها ما أن انساقت خلف مسكب سريع وسهل ودعست فوق كل الاخلاق والمباديء وعصت الله
.........
...
عقدت ياسمين حاجبيها وبدأ التوتر يسري بعروقها حينما رأت هذا الرجل يخرج من مكتب صالح بينما جلست برفقه سلمي سكرتيرته الي حين انتهاءه لتقوم من مكانها وتتجه الي مكتب صالح مباشرة ....
: صالح الراجل ده كان بيعمل ايه هنا
هز صالح كتفه متظاهر بعدم الفهم : راجل مين ؟!
هتفت ياسمين بانزعاج نابع من خوفها أن يكون تفكيرها صحيح : الراجل اللي كان هنا ....انا عارفاه ....ده بيشتغل عند زياد !
.........
....
رفعت تهاني حاجبيها : بقي هو قالك كده ؟!.
أومات فيروز بابتسامه كائده: اه ...احنا اتفقنا نسميه عامر
أغمضت بسمه عيناها بتوجس من رد فعل تهاني علي كيد فيروز لها والتي اتسعت ابتسامتها وهي تزف لها محادثتها مع مهران بشأن اسم الطفل
لتتدخل بسمه سريعا توقف والدتها التي احتقن وجهها بالغيظ من فيروز بينما تجد كل منهما متعه في اغاظه الأخري : انا شايفه أن الكلام سابق لأوانه ....كل طفل بيجي باسمه مش كده ولا ايه ياماما
رفعت تهاني حاجبيها بتوعد : معلوم يا بسمه .. هنشوف
بنفس اللحظه كان مهران وعمران يتجهون إليهم لتقول تهاني : اهلا ياحاج ....حمد الله علي السلامه
وكزت بسمه : قولي للبت سعاد تجهز الغداء
أومات بسمه وقامت لينظر مهران بتوجس لحرب النظرات البارده بين تهاني وفيروز ليقول ؛ خير قاعدين كده ليه ؟!
قالت تهاني بابتسامه واسعه : كل خير ....اهو قاعدين
ابتسمت بمكر وهي تتابع ناظره الي عمران : لسه فيروز كانت حالا في سيرتك يا حاج
نظر عمران الي فيروز : خير يا غاليه
نظرت فيروز بطرف عيناها الي تهاني التي تابعت بمكر : كانت بتقولي أنها بأذن الله هتسمي الواد علي اسمك يا حاج
وضع مهران يداه علي عينه بينما جاهد بقوة الا يضحك علي ملامح وجهه فيروز التي كانت وكأنها علي وشك الانفجار غيظا لتنظر لها تهاني بتشفي بينما أثبتت أن كيد النساء مثلها لا يغلبه شيء
امسك مهران ضحكته ومرر يداه علي كتف فيروز يهدئها وعيناه تخبرها أن تصمت وأنه لن يضايقها ولكنها كعادتها لاتفهم ما أن تغضب لتأتي كلمات عمران سريعا ويكون لها الوقع الأكبر في تهدئه غضب فيروز بينما قال بعقلانية : كتر خيرك يا غاليه بس معادش حد بيسمي الاسامي دي اليومين دول .....سمي اللي يعجبك
انعكس الوضع لتنفجر ملامح تعاني غيظا وهاهي فيروز تنظر لها بشماته وهاهو مهران في الوسط لا يستطيع امساك ضحكته بينما هتفت تهاني بإصرار : الواد الاول علي اسم جده ياحاج
قال مهران بوسطيه : يجي بالسلامه الاول يا مرات عمي
ربت عمران علي كتف ابنه : أن شاء الله وان شاء الله انت اللي تسميه ياولدي الاسم اللي يعجبك
اعتدل عمران واقفا ينهي الحديث بعد أن ترك الأمر بيد مهران : هطلع اريح علي ما الغدا يجهز
لحق مهران سريعا بابيه ما أن هتفت تهاني بإصرار : انت مش هتسمي ابنك علي اسم ابوك يامهران ...دي اختك سحر سمت ابنها علي اسمك وسمعت كلامي ...انت كبرت عليا ومش هتسمع كلامي
قال مهران بتسويف وهو يتهرب من الوقوف بينهم : يجي بالسلامه الاول يا مرات عمي
ما أن صعد مهران حتي اعتدلت فيروز واقفه ونظرت الي تهاني بكيد طفولي وهي تقول : عامر ياطنط ....أن شاء الله مهران هيسميه عامر
وكزتها تهاني بحنق : بت انتي اتقي شري بدل ما اقلب عليكي تاني
هزت فيروز كتفها قائله بمكر : وانا عملت ايه ....هو مش عمي قال إن ابوه يسميه ..اهو انا هطلع اقنع أبوه
افلتت ضحكه فيروز التي ركضت بما تستطيع بسبب حملها من أمام تهاني التي هبت من مكانها وكادت تمسك بخصلات شعرها ....!
دخلت فيروز الغرفه وهي تنفجر من الضحك علي هيئه تهاني ليشاركها مهران الضحك : والله ما حد هيلحقك من أيدها لو مسكتك
مالت فيروز عليه بدلال اذهب عقله : ايه ده يا ابو ميرو هو انت مش هتدافع عني
ابتلع مهران ببطء متسجيبا لدلالها ولكنه لم يستسيغ تلك الكلمه : ايه ميرو دي
هزت كتفها ؛ ميرو دلع عامر
رفع حاجبه : لا يابوي بلا ميرو بلا هيرو بدل ما ارجع في كلامي خالص ...!
........
....
اتجهت ماس سريعا الي محمود تهمس له وهي تعطيه هاتفها : خد كلم بسمه عاوزة تطمن عليم
انشرحت ملامحه ليأخذ الهاتف ويجيب بلهفه بينما ينتظر يوم الخطبه بفارغ الصبر ليتحدث معها وهاهي أخته كعادتها تقرب كل أحلامه
قالت بسمه بخجل : الف سلامه عليك
اتسعت ابتسامه محمود البلهاء وهو يستمع لصوتها الذي شابهه سيمفونيه رومانسيه : الله يسلمك ....
فركت بسمه يدها بتوتر : عامل ايه ....ماس قالت ليا انك اخدت ضربه جامده علي راسك
نظر إلي ماس بحنق ووعيد بينما نفخ صدره وهو يقول : ضربه ايه بس ..... دي حاجه بسيطه ولا فرقت معايا
انا كان المهم عندي اخلص مي من العصابه دي ....انتي مش متخيله كانوا كام واحد
ضيقت ماس عيونها ونظرت له بينما اخذ يتحدث عن بطولته وكأنه خرج من فيلم اكشن
اغلق لتقول ماس بتنمر : بقي كانت عصابه من عشرين واحد وانت ضربتهم كلهم .....انفجرت ضاحكه وتابعت : امال مين اللي كان مخطوف
القاها محمود بالوساده : رخمه طول عمرك ....ايه مش كنت أنا سبب حل اللغز وانا اللي شوفت شبشب مي عند الست دي
ضحكت ماس وقالت بغرور : اه بس جاسر اللي خلصكم ...لولاه كان زمانك لسه مخطوف
هب محمود يركض خلفها لتوقفه هويدا : اعقل وبطل تجري ورا اختك
هتف محمود بغيظ : ماهي مستفزة ....!
.....
بتوتر تراجعت ياسمين عن طلب مكرم الذي كان أول من فكرت فيه بعد أن خرج صالح وتاكدت أنه لا ينتوي خير لزياد لتجد نفسها تتصل بماس وتخبرها بكل شيء
: انا خايفه اوي ياماس. ..... زياد ده شر وصالح مصمم يقف قدامه . ..ياربي انا تعبت من الخوف والمشاكل
قالت ماس بتأثر : طيب اهدي يا ياسمين. ... مفتكرش صالح هيعمل له حاجه . .. هو بس ...قاطعتها ياسمين بكمد : هيعمل يا ماس ..... صالح خبي عن جاسر ان زياد السبب في الحادثه اللي حصلت ليكي ودلوقتي رايح له عشان ياخد حقه عشان مش هيستني يكرر اللي عمله ...!
..........
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك