روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
أومات تهاني وقالت وهي تربت علي كتف ابنتها : عندك حق يا بسمه ... انا هخلي ابوكي يكلمه في الموضوع ده
نظرت لها فيروز باستنكار : يكلمه في ايه ...؟!
هما مش خلاص اتفقوا
هزت تهاني رائعا بانفعال : يتفقوا تاني .... انا غيرت راي و مش عاوزة بسمه تعيش بعيد عني
تدخلت فيروز باحتدام : هي مش هتعيش مع جوزها ...نظرت إلي بسمه وتابعت : وبعدين ايه اللي اتغير يابسمه
هتفت بسمه بقليل من التشتت والتوجس : مفيش حاجه اتغيرت انا بس لما فكرت حسيت اني خايفه ابعد عن اهلي واعيش حياه جديده غير اللي اتعودت عليها
أومات تهاني موافقه بدون تفكير ؛ عندك حق يا بنتي ....ابوكي يكلمهم ويشرط عليهم تعيشوا هنا
هتفت فيروز بحنق : مش هيبقي اسمها يكلمهم هيبقي اسمها يرجعوا في اتفاقهم ....نظرت إلي بسمه وتابعت بعقلانيه : يابسمه طبيعي تخافي من الحياه الجديده بس فكري كده هتلاقي أنها احسن ليكي ....
هتفت فيروز بغيظ : ايه الاحسن في أنها تبعد عن أمها
وتعيش مع واحد غريب في بلد غريبه
رفعت فيرو حاجبها باستهجان : وهو جوزها بقي غريب ...؟! عجيبه
وكزتها تهاني بغيظ : ايه العجيبه ...! كلامي مش عاجبك ولا ايه
أومات فيروز هاتفه : اه عشان كده انتوا هتبوظوا الجوازه
هزت تهاني كتفها بعدم اكتراث : تبوظ ...بنتي وراحتها عندي بالدنيا
عضت بسمه علي شفتيها وقالت بتردد : اه ياماما بس يعني انا مش عاوزة الموضوع يوصل لكده ... انا بس كنت بتكلم معاكي
نظرت فيروز الي تهاني بحنق قائله : بتتكلم عشان نقولها اطمني ومتخافيش مش عشان نفركش الجوازة
زجرتها تهاني : بت انتي متدخليش ....ويلا قومي وخليني انا اتكلم معاها وبطلي تلعبي في دماغها
هزت فيروز راسها قائله : مش هقوم انا مش بلعب في دماغها بسمه زي اختي ولازم أنصحها ....
التفتت الي بسمه وتابعت برفق : يابسمه انتي هتكملي تعليمك ومحمود كويس اوي وهيقف جنبك ويساعدك واصلا انتي شايفه مهران كل كام يوم عند جاسر وصالح رايح جاي يعني هتقدري تروحي وتيجي بسهوله تشوفي مامتك وعيلتك
وبعدين انتي شوفتي عيله ماس طيبين ازاي يعني مش هتحسي بالغربه .....نظرت إلي تهاني وتابعت بتبرطم : انتي مش رايحه الصين
زجرتها تهاني بغيظ : صين ...!! قومي من هنا
هزت فيروز راسها ببرود : قولت مش هقوم
التفتت لها وتابعت بمرح : وبعدين انتي غريبه اوي اي ام عاوزة تجوز بنتها انتي ازاي عاوزة تفكرشي الجوازة
قالت تهاني بثقه : انا اعمل اللي يعجبني وانا قفلت معايا بقي ويا بنتي تعيش معايا يلا بلاها الجوازه دي
عضت بسمه علي شفتيها ونظرت الي فيروز باستنجاد لتقول فيروز وهي تقترب من تهاني : اهدي بس ....ياطنط ..قاطعتها تهاني بغيظ : طنط لما تنططك ...
ضحكت فيروز قائله : طيب يا ماما اهدي بس
نظرت لها تهاني بطرف عيناها لتتابع فيروز بمشاكسه :
انتي زعلانه أن بسمه هتبعد عنك صح
هزت تهاني راسها لتقول فيروز بشقاوة : طيب ما انا معاكي اهو ....مش انا زي بنتك .
اشاحت تهاني برأسها متبرطمه وهي تخفي حبها لفيروز : انتي مصيبه وحطت علي رأسي
ضحكت فيروز قائله : ماشي اهو خليكي معايا وسيبك من بسمه خالص ... عشان خاطري متتكلميش في الموضوع ده ...بصي بسمه زعلانه ازاي ...انتي يرضيكي زعلها
هزت تهاني راسها علي مضض وجذبت بسمه تحتضنها قائله : مش عاوزة ألا سعادتها
هزت فيروز راسها بتشجيع : وهي سعادتها مع محمود ...مش كده يا بسمه
هزت بسمه راسها بخجل لتبتسم فيروز لها ثم الي تهاني قبل أن تقوم قائله : انا هقوم عشان الحق اروح اطمن علي ماما وارجع قبل ما مهران يرجع
أومات تهاني قائله : روحي بس خلي بالك من نفسك
ابتسمت لها فيروز وأخذت حقيبتها وانصرفت .
...........
....
نيران ساخنه هبت براس جاسر الذي أخذ يقطع مكتبه ذهابا وإيابا وهو يتذكر ما قالته ماس والذي جعل الغضب يتملك منه .... طوال هذا الوقت و صالح يعرف أن المتسبب بحادث ماس هو زياد ويصمت ... بضيق
نظر إلي هاتفه الي يرن مجددا برقم ماس ليشيح بوجهه ولا يجيب كما فعل ولن يجيب فهي تحاول أن تهديء الأمور وهو لن يهديء وهناك حساب شديد سيكون بينه وبين صالح .....
شعرت ماس بالذنب لأنها تحدثت ولكنها اضطرت أن تخبر جاسر ليتصرف حتي لا يحدث مكروه لصالح فقدظ كانت نيتها خير وليس أن توقع بين الأصدقاء ولكن جاسر كعادته عصبي عنيد ولم يستمع للحديث الي نهايته ....
كررت مكالمتها ولكنه لم يجيب أجابت علي ياسمين بلهفه متسائله بقلق : صالح رجع
هزت ياسمين راسها بصوت مختنق بدموعها : لا ياماس انا خايفه عليه اوي مش بيرد عليا ... .. صمتت لحظه ثم سالت ماس بقلق : هو جاسر قالك ايه ....قالك هيتصرف ويعرف يوصل لصالح صح
قالت ماس بكذب : اه طبعا هيتصرف متقلقيش
عاودت الاتصال بجاسر الذي أجاب بحنق : ايه ياماس بتتصلي كل ثانيه ليه ...قولتلك مشغول
هتفت ماس برجاء : جاسر اسمعني
قال جاسر وهو علي وشك الإغلاق : مش فاضي دلوقتي
قالت ماس بسرعه : صالح مرجغش البيت وياسمين مش عارفه توصل له وهتموت من القلق
غالب جاسر القلق الذي نشب بكيانه علي صديقه بينما يقول ببرود : شويه ويرجع ....انا عندي شغل
اغلق الهاتف لتنظر ماس الي الهاتف بحنق من عناده الذي لا ينتهي لتجذب ملابسها وترتديها بسرعه مقرره الذهاب إليه ...!
.......
...........
زمجر زياد بحنق وهو يحاول التخلص من قيوده : انا هوديك في داهيه باللي بتعمله
قال صالح ببرود : لما تبقي تعرف تخرج من هنا ابقي اعمل اللي تقدر عليه
هتف زياد بغضب يخفي به خوفه من صالح الذي نفض عنه كل بروده وتحول الي شخص آخر لايريد الا الانتقام منه : قصدك ايه ؟!
ولكن صالح لم يكن يريد انتقام بقدر ما أراد إقصاء شر هذا الكابوس وإبعاده عن حياه الجميع لذا بعد أن عرف خط سير زياد من أحدي رجاله قام باختطافه واحتجزة باحدي أماكن التخزين التابعه له
صاح زياد مجددا وهو يحاول باستماته التخلص من قيوده : قصدك ايه . .،؟!
قال صالح ببرود : قصدي انك مش هتخرج من هنا ...؟!.
احتقن وجهه زياد ليقترب صالح منه متابعا بنبره حانقه وهو يقبض علي تلابيبه : انا حذرتك قبل كده كتير بس انت مصمم تقرب من اللي بحبهم وانا مش هستني تأذي حد تاني
أشار الي تلك الابواب الحديديه الضخمه وتابع : عارف ايه ده .....نظر زياد بتوجس ليتابع صالح : دي تلاجات الفاكهه ...هرميك في واحده منهم وهسيبك فيها لما تموت وبعد كده هرميك في اي حته وجنبك شويه بودره من اللي بتشمهم واهو هتبقي كلب وراح
ابتلع زياد بتوجس وثقلت أنفاسه لينظر الي صالح في محاوله لردعه : بالبساطه دي هتودي نفسك في داهيه
ضحك صالح بعدم اكتراث : المهم اخلص منك ومن شرك
ابتلع زياد هاتفا : سيبني وانا هختفي
هز صالح رأسه : انسي ...اديتك الفرصه دي قبل كده ...!
زمجر زياد بهلع بينما أشار صالح لاحد رجاله: خدوه
هز زياد جسده بعنف هاتفا : قولتلك هختفي من حياتك .....هتقتلني وهتتسجن وتتشنق وابنك هيتربي من غير اب وياسمين عمرها ما هتسامحك
اشاح صالح برأسه رافضا أن يردعه شيء بينما ماعرفه من مكرم عن خطه ذلك الحقير للإيقاع بياسمين تركزت في عقله أن خيال ذلك الشر سيظل ملازم لهم وسيظل يعيش في خوف دوما ...إذن فليفعل أي شيء ليحميها منه ...!
.......
....
حاول جاسر اشغال نفسه بهذا التحقيق الذي يتولاه ولكن عقله كان مع صالح الذي أخبر نفسه للمره الالف أنه لا يهتم أن ذهب لزياد مادام كان يعرف بفعلته ولم يخبره او يحذره ....فليتحمل نتيجه مافعله !
تفاحيء جاسر بدخول ماس التي صاحت بفرد الأمن الذي حاول إيقافها : بقولك اوعي
نظر جاسر إليها بينما دخلت باندفاع من باب مكتبه :
عاوزاك
أشار لفرد الأمن قائلا : خلاص روح انت
خرج الرجل واغلق الباب ولكن قبل أن تنطق ماس بشيء كان جاسر يشير لها بحزم : اقعدي هخلص التحقيق
جلست ماس علي مضض تقضم شفتيها بينما تابع جاسر باقتضاب تحقيقه مع تلك المرأه لينتهي من عمله ويرفق الملف مع المتهمه للخارج ويغلق الباب ملتفتا لها بانفعال :
في ايه ياماس .....من امتي بتيجي شغلي بالطريقه دي ..؟!
قالت ماس بغضب : انت عارف في ايه ياجاسر ولولا الموضوع مهم اكيد مكنتش هاجي .....صالح ...
قاطعها بحنق وهو يشيح بوجهه : مش عاوز اعرف عنه حاجه يعمل اللي يعمله ...!
نظرت له ماس بعدم تصديق : جاسر انت بتتكلم جد
هتف ببرود منافي للغضب والقلق الناشب بداخله : شيفاني بهزر ......هو اختار يتحمل بقي
صمتت ماس لحظات بينما لاتصدق رد فعله الذي كان سيكون محق به إن لم يكن صالح بورطه لتتجه الي جواره وتنظر إليه بهدوء بينما أدركت أن العصبيه والغضب لن تجدي معه نفعا الان : جاسر صالح مرجعش البيت من الصبح وياسمين هتموت من القلق عليه
وانت اكيد قلقان زيها .؟...مش وقت الزعل بينكم ارجوك ياجاسر اتصرف ..... انت عارف الراجل ده مجرم شوف ممكن يكون عمل ايه في صالح ...!
حاول جاسر التمسك بعناده بينما تلاعبت نبرتها باوتار غضبه المشدودة علي أوجها وجعلته يتراخي ليشيح بوجهه هاتفا باحتدام :هو مقالش ليا عشان اتصرف وقرر يتصرف هو مع المجرم ده ...اعمله ايه !!
قال ماس برجاء وهي تمسك ذراعه : عندك حق ...بس مش وقت عتاب .....عشان خاطري شوفه الاول ...اكيد اختفاءه كل الوقت ده حاجه تقلق
هز رأسه بعناد لتقترب ماس منه برجاء أكثر : عشان خاطري ياجاسر
اشاح بوجهه لتزفر ماس بنفاذ صبر بدأ يتملك منها : لو معملتش حاجه هكلم مالك يتصرف وكمان هكلم مهران
التفت لها جاسر بحده : انتي بتهدديني !
هربت بعيناها بينما لم تقصد ابدا استفزازة ولكنها تحاول بكل الطرق دفعه للتخلي عن عناده : لا ....بس انا مش مصدقه انك قاعد ساكت وعارف ان صالح ممكن يكون حصل له حاجه بسبب انك زعلان منه
افلتت الكلمات من شفتيه وهو يفرك وجهه بتركيز مع هاتفه الذي وصلت له رساله من أحدي الجهات لتتبع هاتف صالح : مش ساكت
تهلل وجهه ماس التي هتفت بسرعه : يعني هتتصرف
زفر بصمت وهو يرفض الاعتراف لتحتضنه ماس وهي تهتف : كنت واثقه انك مش هتسيب صاحبك
اوما بصمت متنهدا لترفع ماس راسها إليه بفضول : عملت ايه...عرفت هو فين ؟!.
قال باقتضاب : اه عرفت ...يلا بقي روحي وانا هتصرف
هزت ماس راسها : لا مش هروح
رفع جاسر حاجبه باستنكار : لا .....!
نظر لها وتابع باستهجان : ايه ياماس لا دي .....بقيتي بتردي عليا
هزت كتفها قائله : شيء طبيعي ارد .... مش ليا لسان
جز جاسر علي أسنانه بحنق : ماس مش وقته. ....اسمعي الكلام و يلا متعطلنيش
قالت ماس بفطنه : هي الرساله اللي جت لك من شويه فيها مكان صالح مش كده
زفر جاسر قائلا : يا بنتي امشي بقي وخليني امشي
هزت راسها بعناد : طمني الاول
جذب جاسر سترته الجلديه من فوق ظهر مقعده هاتفا : ماس متعصبتيش ويلا قدامي اروحك
انقادت الي يده هاتفه : لا خلاص هروح لوحدي عشان تلحق صالح بس اوعدني تطمني
اوما لها قائلا : حاضر
..........
.....روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
قال الضابط بهدوء وهو يشير إلي مالك : لا يا مالك هقولك نفس الكلام اللي قولته لجاسر ... مش هتقرب منها
هتف مالك بغضب شديد وهو يضرب المكتب بقبضه يده : حازم ....متخلنيش اعمل حاجه انا مش عاوزها
احتفظ الضابط المسؤول عن قضيه نورا بهدوءه قائلا : وعشان انا عاوزك متعملش حاجه انا كمان مش عاوزها همنعك يا مالك
قام من مكانه واتجه الي جوار مالك يهتف بعقلانيه : يا مالك انت عارف كويس اوي ألاعيب المحامين ومجرد وجودك انت او جاسر ناحيه الست دي كافي يضرب القضيه ....حقك هتاخده بالقانون
هز مالك رأسه بغضب بينما نيرانه لاتهدا منذ معرفته بمافعلته تلك الحقيرة بزوجته التي تظاهر امامها أنه هاديء حتي تهديء ولكنه اقسم الا يترك حقها
تابع جازم بهدوء : دي لابسه قضيه محترمه وهتاخد فيها مش اقل من ١٥ سنه ...خليني اكمل شغلي واقفل اي ثغره تقدر تطلع منها وبلاش تتهور وتخلي واحده زيها تقول إن البوليس ضغط عليها ولبسها القضيه ...اسمع كلامي يامالك ...انت صاحبي وحقك هناخده كلنا بس بالقانون .....انت ضابط مش مجرم زيها
أشار الي الملف الموضوع أمامه : تعالي بص علي ملف القضيه وشوف الجرائم بتاعتها ...دي عامله شبكه منافيه للاداب ده غير خطفها للمدام وتعديها علي جاسر ...اهدي ارجوك وكلها كام يوم وتشوف حقك وهي مسجونه ..!
..........
....
رفع صالح رأسه تجاه ذلك الرجل الذي همس في أذنه ببضع كلمات ليزفر ويقوم من مقعده مشيرا لرجاله أن يتركوا زياد مكانه ...التقف زياد أنفاسه ما أن اعاده الرجال الي جلسته واعادوا تقييده بينما أتجه صالح الي الباب وخرج منه تجاه جاسر الذي أخبره رجله قبل لحظه أنه بالخارج
ابعد جاسر عيناه عن صالح بينما يهتف بسخط لتصرفه الجنوني باختطاف زياد والتصرف كرجل عصابات : بتعمل ايه ؟!
هتف صالح دون أن ينظر لجاسر هو الآخر بينما تملك الخزي منه : جاسر خليك برا الموضوع
حسابي وانا هصفيه معاه
هتف جاسر بحنق : مش حسابك لوحدك ومش هسيبك تضيع في واحد زي ده .....اشار له وتابع بحزم :
خلي رجالتك تسلمه ليا وانا هتصرف
عز صالح رأسه باحتدام : خلاص ياجاسر قولتلك حسابي هصفيه معاه .... مش هستني لما يأذي حد تاني
زفر جاسر بحنق وقال بانفعال : هتتصرف هتعمل ايه ...هتقتله وتتسجن هو ده تصرفك
نظر له صالح بانفعال مماثل : عندك حل تاني
هز جاسر رأسه بغضب : عندي الحل الطبيعي اللي لو من الاول وثقت فيا وقولتلي علي كل حاجه كنت هعمله
تهكم صالح باستخفاف : هتسجنه تاني !!
نظر له جاسر باحتدام : اه
اشاح صالح برأسه : هيطلع منها زي ما طلع اول مره
هز جاسر رأسه بثقه : مش هيطلع ....اسمع الكلام وسيبني اتصرف
هز صالح رأسه لينظر له جاسر بغضب ثم يتجه الي الباب هاتفا : حذر رجالتك تقرب مني عشان محدش منهم يتأذي
اتجه صالح خلفه يوقفه : قولتلك مالكش دعوه ياجاسر
امسك جاسر كتفه بحنق وقال مؤنبا : ليا بحق اللي بينا ....ابعد ياصالح وسيبني اتصرف معاه
نزع صالح كتفه من يد جاسر هاتفا بعنفوان: مش هسيبه ياجاسر ....الكلب ده لسه حاطط ياسمين في دماغه وكان بيخطط عشان يدخلها السجن .....سيبني اخلص عليه واخلص من شره واعيش ياسمين في امان
اهتزت نظرت جاسر لليأس الذي تملك من نبره صالح بالرغم من قوتها ليستعيد ثباته بنفس اللحظه وينظر الي صالح بتهكم مقصود : تعيشها في امان بس تكون انت في السجن وقتها ....
امسك بكتفه وتابع : ياصالح الأمور مش هتتحل كده
نظر له صالح باحتدام : امال تتحل ازاي
نظر جاسر إليه قائلا : هقولك !
........
....
قامت مي سريعا من الفراش واتجهت الي المراه لتمسك الفرشاه وتصفف شعرها بينما تقول لوالدتها : ماما ..مالك اتصل بيا وقالي جاي في الطريق
ابتسمت ماجده لها وربتت علي كتفها بحنان : يشرف يا حبيتي ... انا هروح اقول لزيدان
أومات مي ونظرت لانعكاس صورتها بالمراه لتري شحوب وجهها الذابل ولكنها معه تري لمعه جديده بعيونها بينما ملئت تلك المشاعر قلبها تجاه الجميع بعزم أن تريهم كم تغيرت واولهم مالك الذي حاولت أن تهندم من هيئتها ليراها جميله كما اعتاد منها بينما تحاول إخفاء تلك الغصه بحلقها وهي تتذكر كل ما انهدم بينهم بيدها هي وحدها وتحاول أن تشد من عزمها أنها تستطيع اعاده بناءه مرتكزه علي حبه لها الذي لم يقل ورأته بعيناه في قلقه عليها بعد تلك الازمه ....
فتح زيدان الباب مرحبا بمالك الذي وضع الاكياس الكثيره التي يحملها أرضا ثم يحمل ابنه الذي ركض تجاهه : حبيبي ...
حملت ماجده الاغراض قائله بعتاب : ليه كلفت نفسك ياابني
ابتسم مالك بتهذيب قائلا : حاجه بسيطه ياطنط .... انا قولت اجيب لمي الحلويات اللي بتحبها
اتسعت ابتسامه مي التي خرجت للتو من غرفتها لتنظر له بامتنان : تسلم ايدك
ابتسم لها واقترب منها يلامس وجنتها بحنان : عامله ايه دلوقتي
هزت راسها بسعاده : كويسه الحمد لله
جلسوا جميعا يتجاذبون أطراف الحديث بينما عيون مالك لا تتوقف عن النظر لها كل بضع لحظات كما لم تتوقف يداه عن ملامسه يدها يطمئنها ويطمئن عليها .....بعد انتهاء العشاء قال مالك وهو يمرر يداه علي شعرها برفق : أنا هسيبك كام يوم ترتاحي مع مامتك وكل يوم هاجي اطمن عليكي
هزت مي راسها وامسكت بذراعه : لا يامالك متسنبيش
ابتسم لها قائلا : حبيتي مش هسيبك ..انا عارف انك محتاجه ترتاحي بعد اللي حصل
ابتسمت له قائله : هرتاح في بيتنا
نظر لها مالك بشك : متاكده
هزت راسها : انا كويسه اوي .... هقوم اجهز واقول لماما وبابا اني هروح معاك
اوما لها : ماشي ياحبيتي اللي تشوفيه
...........
......
أوقف جاسر سيارته التي قادها الي تلك المنطقه لبدايه الطريق ثم التفت الي زياد الجالس بالخلف ليفك قيوده ويشير له بلهجه أمره : انزل
ابتلع زياد بعدم فهم لما انتواه له جاسر وصالح : انزل اروح فين ؟
قال جاسر ببرود : هتروح فين ...اشار الي تلك السياره التي توقفت أمامه بينما قادها صالح علي طول الطريق أمام جاسر الذي تابع : عربيتك اهي روح مكان ما انت عاوز ....!
ضيق زياد عيناه بعدم فهم بينما نزل صالح من تلك السياره التي أزال عنها بصماته بتلك القطعه كما أخبره جاسر والقاها بعيدا واتجه الي جوار جاسر ....
ابتلع زياد بعدم فهم : يعني هتسيبني
اوما صالح ونظر له بوعيد مبطن
بينما بخطوات متردده بدأ زياد بالتحرك ليوقفه جاسر : استني
التفت له زياد لينظر جاسر في ساعته ويتابع بهدوء : معاك بالضبط دقيقه توصل لعربيتك وتهرب مني بعدها ....!
ترك جملته بلا تكمله ليركض زياد بسرعه ويفتح باب سيارته ويندفع بها بسرعه بدون تفكير ....نظر جاسر الي صالح وبنفس اللحظه كان جاسر يدخل الي سيارته مجددا ويقودها مسرعا وصالح يلحق به بعد أن انطلق من خلفه باحدي سيارات رجاله ليؤمنه .....!
نظر زياد بهلع في مرأه السياره بينما يري جاسر خلفه ليضغط أكثر علي دواسه الوقود وبدون تفكير كان يدخل الي الطريق حيث يريد جاسر تماما .....
ما أن شعر جاسر باقترابه من هدفه حتي امسك بالاسلكي الخاص به وبدأ يدلي باخباريته .....ازدادت قدم جاسر دعسا علي دواسه الوقود وسرعان ما كان يكسر كامل المقود منحرفا بسياره زياد إلي جانب الطريق ليرتطم زياد بقوة بالمقود مع ارتطام السياره بجانب الطريق.....
تماسك جاسر بينما تلقي صدمه قويه ارتدت بكتفه مع جنون حركته الفجائيه ليتجاهل الم كتفه وينزع حزام الامان وينزل مسرعا من السياره وهو يتبختبر بمشيته الواثقه متطلعا الي زياد بتشفي بعد أن جعله يعيش نفس حادث ماس ومازال لم يشفي غليله بعد ليقول بشماته في زياد الذي حاول فتح باب السيارة :
نسيت اكملك بعدها .......جذبه بعنف من تلابيبه وأخرجه من السياره ثم دفع بكامل جسده مجددا يصدمه بهيكل السيارة الحديدي الصلب ليصرخ زياد متألما بيننا يتابع جاسر : بعدها بقي هجيبك وهقبض عليك متلبس !
هلعت نظرات زياد بيننا أشار جاسر الي حقيبه السيارة : متخافش انا مش بلفق ليك تهمه.....ده كله بتاعك مش من عندي ... سلاح ومخدرات ودهب مسروق
لمعت نظرات الانتصار بعيون صالح الذي وقف علي مقربه من جاسر يطمئن أن كل شيء سار كما خططوا له سويا بينما بظرف ساعه واحده كان مكرم يجلب تلك الحقيبه المليئه بالذهب المسروق من سلمي بالاضافه الي حقيبه أخري بها مخدرات وأسلحة بلا ترخيص حصل عليها من منزل زياد وسلمها لصالح الذي نفذ ما قاله له جاسر بالضبط وهاهو مجبر علي عدم التدخل حتي يكون كل شيء كما خطط جاسر ....
اقترب جاسر من زياد وقال بفحيح غاضب بينما يقبض علي ذراعه بعنف : انت مش بس حاولت تدبر ليا حادثه ...... نظر له جاسر بغموض بينما يتابع : لا ده أن فعلا حاولت تقتلني دلوقتي ...ازداد فحيحه سخونه بينما يتابع بوعيد : انت عارف عقوبه اللي يحاول قتل ضابط ايه. ..! ضحك جاسر ببرود والقي اخر كلماته : حد قالك أن الحكومه بتسيب حقها ؟!
قبل أن يفهم زياد شيء كان جاسر يخرج ذلك السلاح من حزامه الجلدي ويطلق منه طلقتان في الهواء قبل أن يضعه عنوه بيد زياد بعد أن جذبه بعنف وضربه بمقدمه رأسه ليدور العالم من حول زياد الذي تهاوي أرضا واخر شيء كان يستمع اليه هو صفارات سيارات الشرطه التي ملئت المكان من حوله ....!
..........
....
لم يصدق صالح أن كل شيء بالفعل انتهي كما خطط جاسر بذكاء وهو يوقع زياد بفخ من أفعاله ليتم القبض عليه متلبسا بكل تلك التهم ولايوجد منها خروج.....!
انتهي جاسر من وضع أقواله وهاهو يخرج من مديريه الامن ليسرع صالح الذي ظل بانتظاره خلفه يحاول إيقافه : جاسر استني خلينا نتكلم
قال جاسر وهو يتابع سيره : مش عاوز اسمع حاجه
امسك صالح بكتفه يوقفه : لايا جاسر هتسمعني ...انت صاحبك واكتر واحد هتفهمني
نظر له جاسر وهتف بعتاب : وعشان انا صاحبك وفاهمك توقعت انك تقولي مش تسكت
هز صالح رأسه : مسكتش وحاولت ابعد شره عنك بكل الطرق ....انت مكانش ليك ذنب تتاذي بسببي و بعد ماعرفت أنه السبب وأنه عمل كده بسببي عشان وقفتك جنبي مبقاش ليا عين اقولك كلمه .... هز رأسه بخزي : مقدرتش اقولك يا جاسر وكان عندي استعداد اعمل اي حاجه عشان احميكم ...!
نظر له جاسر بصمت لينتظر صالح منه رد ولكنه لم يجد ليتجه جاسر الي سيارته بصمت ...لحق صالح به : جاسر عارف اني غلطان بس ياأخي انا اهو بعترف بغلطي مش هتتقمص زي العيال الصغيرين اقف وكلمني
رفع جاسر حاجبه وزفر قائلا : مش عاوز اتكلم دلوقتي يلا ياصالح روح بيتك ..ياسمين قلقانه عليك ..!
وبالفعل كانت ياسمين تكاد تاكل نفسها من القلق عليه لتربت ماس علي يدها : متقلقيش زمانه راجع
قالت ياسمين بقلق وهو تحاول الاتصال به : تليفونه لسه مقفول ياماس
قالت ماس بهدوء : ما هو جاسر قدامك طمنا وصالح قال إن تليفونه فاصل شحن
فركت ياسمين يدها بتوتر : بس ده من ساعتين ياماس
قبل أن تكمل ياسمين كلماتها كانت تقفز من جلستها ما أن استمعت لصوت المفتاح يدور بالباب .....ركضت بسرعه تجاه صالح الذي دخل من باب المنزل وسرعان ما كان يلتقفها بين ذراعيه ....احتضنها بقوة متنهدا لايصدق أن الكابوس انتهي ....لم تستطيع ياسمين نطق شيء من تلك الدموع التي ملئت حلقها ليمرر صالح يداه علي ظهرها بحنان ...حمحمت ماس واعتدلت واقفه لتقول بتهذيب لتنصرف : حمد الله على السلامه يا صالح ....هو جاسر فين ؟!
قال صالح : الله يسلمك ...كان راجع ورايا
هزت راسها قائله : طيب هستاذن انا
هز صالح رأسه : لا ...لا استني جاسر
هزت راسها وهي تخرج هاتفها : ما انا هتصل بيه .... خليك مع ياسمين هي تعبت اوي النهارده
انصرفت ماس لترفع ياسمين عيونها الباكيه تجاه صالح وتقول بعتاب شديد : كده برضه ياصالح ...انا كنت هموت من القلق عليك
احتضنها صالح بحنان : بعد الشر عليكي يا حبيتي
قبل راسها ومسح دموعها قائلا برفق شديد : كفايه عياط يا حبيتي ....خلاص المره دي بجد مش هيكون في عياط تاني ابدا ...
هزت ياسمين راسها بعتاب : كل مره بتقول كده ..
هز صالح راسه واحتضنها بقوة وهو يمسح دموعها : المره دي اخر مرة ....
امسك وجهها بين كفيه ونظر لها بحنان : انتي تستاهلي كل السعاده اللي في الدنيا يا ياسمين ..
.........
...
خرجت مي من الاستحمام لتقف أمام المراه تنزع المنشفه عن شعرها وتصففه ثم تتجه الي غرفه طفلها لتجد مالك يخرج منها ...اشار لها بهمس : هشش ... نام خلاص
اتسعت عيناها بابتسامه بينما تولي تلك المهمه عنها لتقول بامتنان : شكرا ....هروح اجهز العشا
هز رأسه وامسك بيدها : ولا ادخلي ارتاحي وانا هجهز لينا اي حاجه خفيفه
هزت مي راسها قائله : لا طبعا انت اللي محتاج ترتاح ...ادخل خد دوش وانا هجهز العشا
اوما مالك لها ليستحم سريعا ويتجه إليها .... وقف لدي باب المطبخ يتأملها قليلا بينما عادت الالوان الي وجهها الذي ازدان كما ازدان قماش فستانها الصيفي الخفيف بتلك الوردات المبهجه ...انساق مالك خلف مشاعره المشتاقه لها لتشعر مي بخطواته التي اقتربت منها ووقف خلفها ...شعور جارف بالدفء تسرب بكيانها ما أن لامس صدره ظهرها يضمها إليه ويدفن رأسه بين ثنايا عنقها الناعم لتغمض مي عيونها وتمتثل لذراعيه التي ادارتها ناحيته لتتقابل عيناه بعيونها التي اشتاق لها كثيرا وقبل أن يهمس باشتياقه كانت مي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها قائله بصوت هامس من فرط المشاعر التي تدفقت بعروقها : وحشتني يا مالك
اجاب عليها بشفتاه التي اقتربت من شفتيها وسرعان ما كان يأخذها بقبله ناعمه لم تقصي شغف واشتياق الايام التي كان بعيدا عنها لتزداد قبلته شغفا بادلته اياه مي التي لأول مرة تشعر بمقدار حلاوة حياتها برفقه زوجها وطفلها وفي كنف منزلها الهاديء ليبدو الرضي والسعاده علي وجهها وهي تدفن نفسها بين ذراعي مالك الذي لم ينطق بكلمه واحده من لو أو عتاب كان انتواه بينما قبل بقلب صافي توبتها حتي وان لم تقر بذنبها أمامه إلا أنه رأي كم تغيرت وهذا اكبر دليل علي صدق توبتها وعدم عودتها لأفعالها السابقه ومن كانت مي ممتنه لانه لم يتطرق لاي حديث أو سؤال كان سيجبرها وقتها علي اتخاذ الكذب طريق بينما تعجز عن أخباره أنها بالفعل تسببت بكل هذا لاخته وهاهو كعادته طيب المعشر حنون ومراعي ....تلمست أطراف أناملها عضلات صدره العاريالذيوضعت راسها فوقه لتهمس له قبل أن تغمض عيونها وتستسلم لهذا النوم المريح لاول مره منذ وقت طويل : انا بحبك اوي ...!!
............
..
نظرت فيروز الي بهتان لون وجهه والدتها بقلق لتمسك يدها بحنان : يعني انتي كويسه يا ماما
هزت وداد راسها بابتسامه كاذبه تخفي عن ابنتها حزنها : انا كويسه يابنتي ...
نظرت فيروز الي والدتها بشك ولكن وداد أصرت انها بخير لتربت علي يد ابنتها اخيرا قائله : يلا يابنتي روحي انتي عشان متتاخريش
هزت فيروز راسها وقبلت والدتها وغادرت الغرفه باتجاه الاسفل لتري زوجه عمها عزيزة قبل أن تغادر ....توقفت مكانها وانحنت تحتضن اختها الصغيرة : هتوحشيني يا زوز
داعبت فيروز اختها : وانتي كمان .. انا اتفقت مع ماما انك هتيجي تقعدي معايا يومين
أومات الطفله بحماس لتستند فيروز الي كتفها وهي تسألها بصوت خفيض : هي ماما مالها ياتوتو ....حد مزعلها !؟!
قالت الطفله ببراءه: عمو فاروق علي طول بيزعق وماما بتعيط
ابتلعت فيروز غصه حلقها ورفعت راسها تجاه تلك اليد التي شعرت بها علي كتفها لتلتقي عيونها بعيون وداد التي امتلئت بالدموع كما عيون فيروز التي قالت بعتاب : انتي ازاي ياماما تخبي عني حاجه زي دي ....قوليلي الراجل ده بيعمل فيكي ايه
مسحت وداد عيونها سريعا وقالت بجلد : مش بيعمل حاجه يافيروز ....يلا يا بنتي وخليكي في حياتك انا كويسه
هزت فيروز راسها بعنفوان : مش كويسه يا ماما .....هو مقدرش علي مهران وقدر عليكي انتي ..انا مش هسكت
...قاطعتها والدتها برجاء : لو ليا خاطر عندك اقفلي كلام في الموضوع ده ....هو خسر فلوس كتير وعشان كده متعصب علي الصغير والكبير
: وانتي ذنبك ايه تتحملي كل ده ؟!
ربتت وداد علي كتفها : عشان خاطر اخواتك ....
........
...
اجاب جاسر علي هاتفه ليعقد حاجبيه سريعا وهو ينظر في ساعته بحنق : شارع ايه يا ماس اللي انتي فيه لغايه دلوقتي ؟!
قالت ماس بهدوء : ابدا يا حبيبي كنت قلقانه عليك وفضلت مع ياسمين لغايه ما صالح رجع ونزلت استناك تحت
زفر بخنق وزاد من سرعه سيارته : طيب انا خمس دقايق وهكون عندك
وهاهو يصل ومعه يبدأ بقصيده من التأنيب التي تقبلتها ماس بهدوء لانه خائف عليها ليهتف جاسر اخيرا بحنق
: مش بتسمعي الكلام ابدا ..... هو انا مش وصلتك البيت ..نزلتي تاني وروحتي لياسمين وبرضه قولتلك روحي ومع ذلك مسمعتيش كلامي ...ضرب كفيه ببعضهم : مش بتسمعي الكلام وعنيده ...انا مش عارف اعمل ايه يا ربي معاكي
قالت ماس ببساطه وهي تنهي الحديث بلطف : خلاص بقي يا حبيبي قولتلك كنت عاوزة اطمن عليك ومكنتش هعرف اقعد في البيت وانا قلقانه كده
هز رأسه ولكنه ظل محتفظ بعقده جبينه لتداعب ماس وجنته : ما خلاص بقي ....نظر لها بطرف عيناه لتتابع : يلا احكيلي عملت ايه ؟!.
اشار لها لتدخل الي سيارته : طيب تعالي اوصلك الاول
نظرت إلي سيارتها : وعربيتي
مال عليها وقال بمكر : لا خليها هنا عشان تبطلي تتحركي هنا وهناك ....انا هوصلك دلوقتي وبكره خطوبه محمود هاخدك برضه معايا
هزت راسها : لا ياحبيبي خليك انت واطلع ارتاح وانا هروح
نظر لها بغيظ : وهو انتي بيجي من وراكي الا التعب ...
رفعت حاجبها : انا !
اوما : طبعا ماهو لو سمعتي كلامي كان زمانك في البيت ولو برضه سمعتي كلامي من الاول ورجعتي معايا كان زماننا احنا الاتنين في البيت دلوقتي بدل ما بنلف ورا بعض في الشوارع بس اقولك ايه الصبر من عندك يارب اهو بكره والحجه تبطل
رفعت ماس حاجبها باستنكار : حجه
اوما بتأكيد وهو يدير السيارة : اه حجه امال ايه
التفتت له بحنق : قصدك أن انا بتجحح ولا بابا
قال جاسر بغيظ : انتوا الاتنين
هزت ماس راسها هاتفه : لا بقي وعلي فكره بابا عنده حق ولا هو بالبساطه دي نرجع لبعض لازم نقعد ونتكلم ونحط النقط فوق الحروف
التفت جاسر إليها ورفع حاجه هاتفا باستنكار ؛ نعم ؟! هو احنا لسه هنتكلم
رفعت ماس اصبعها أمامه قائله بغيظ : اهو شوفت بقي انك زي ما انت ومش هتتغير
أحاطت صدرها بذراعيها واشاحت بوجهها مزمجره : مش انت قولت انك هتسمعني وتتكلم معايا ...دلوقتي مش عاجبك يعني مفيش حاجه اتغيرت
ضيق جاسر عيناه بغيظ : انتي شايفه كده ؟
نظرت له بطرف عيناها وهزت راسها : اه
ابتسم جاسر بسماجة هاتفا : هو انا مش قولتهالك قبل كده ...انا زي ما انا ومش هتغير
قبل أن تنطق بشيء كان يتابع وهو يشدد علي كلماته بنبرة لينه حتي لا يتحول الأمر بينهم الي شجار : كل اللي يهمك اني مجيش عليكي ولا اتعصب مع انك اللي بتعصبيني ومع ذلك قولت حاضر ...بس شخصيتي مش هتتغير بين يوم وليله وانتي عارفه كده ايه بقي اللي اتغير دلوقتي
هزت ماس كتفها بدلال دون قول شيء ليداعب جاسر وجنتها بطرف أنامله : ماسه
ابعدت يداه عنها بغيظ متزايد من عدم محاولته حتي تجميل كلماته التي يخبرها بها أنه لن يتغير : وقت ماسه ده ؟!
قال بمكر وهو يداعب وجهها مجددا : امال وقت ايه
هتفت به : نكمل خناقه
هز رأسه ضاحكا : لا مش هتخانق
التفتت له ماس : لا اتخانق عشان انا متعاظة منك
باغتها وهو يميل عليها ويقبل وجنتيها قائلا بشغف : وانا هتجنن عليكي
ضيقت ماس عيناها بغيظ وهي تخفي ابتسامتها : انت بتضحك عليا زي عادتك
كالقطار لايحيد عن طريقه كان يقول وهو يوقف سيارته جانبا اسفل منزل عائلتها : اه ويلا انزلي عشان هموت وانام
نظرت له ماس بحنان لاتدري كيف باستطاعه قلبها كل مرة أن يكون أكثر من مرحب بأن يغدقه عليه :
طيب انت هترجع تاني كل ده
هز رأسه قائلا: لا هروح انام عند ماما .
ربتت علي وجهه بحنان قائله : تصبح علي خير
ضحك من تبدل حالتها بلحظه ليقول : وانتي من أهله يامجنونه
بعد أن نزلت من السيارة عادت إليه لتقول : جاسر
نظر لها قائلا : نعم
: متجيش تاخدني بكرة
رفع حاجبه : وده ليه؟!
هزت كتفها : عشان بابا
: ماله ؟!
هزت كتفها : اهو كده ازاي هروح معاك وهو قال إننا لسه مرجعناش لبعض وهنتكلم
تبرطم جاسر بحنق بصوت خافت وهو يغاد: لسه هنتكلم انا زهقت من الكلام
........
......
بكمد صعدت فيروز الي غرفتها بينما تملك الحزن من قلبها علي والدتها التي سبق وظلمتها من قبل بينما لم تفكر يوما أن تكون مكانها تقبل كل شيء حفاظا علي مستقبل اولادها ....الان فقط فكرت لاحظه لو لم يظهر مهران في حياتها ماذا كانت ستفعل ..؟!.
تنهدت وتابعت الصعود الي غرفتها فلم تنتبه الي تهاني التي كانت تناديها ...رفعت تهاني حاجبيها متبرطمه
: مالها دي ...واخده في وشها كده ليه ؟!
هزت بسمه كتفها : مش عارفه ...شكلها زعلانه
تهكمت تهاني بسخط : تلاقي اللي مايتسمي فاروق ضايقها بكلمه
هزت بسمه راسها ؛ جايز ...
انا هطلع اشوفها ...مينفعش نسيبها زعلانه
قبل أن تتحرك كان مهران الذي عاد يتساءل : مين اللي زعلانه
قالت تهاني وهي تشير بيدها : فيروز كانت عند امها بتزوها وراجعه شكلها زعلانه ....
عقد مهران حاجبيه وأشار لبسمه : طيب خليكي انا هطلع اشوفها
أومات بسمه ليتجه مهران الي غرفته ....دخل مهران ليجد فيروز جالسه مكانها بوجوم
جلس بجوارها : مالك ياست البنات .... حد زعلك
هزت فيروز راسها : مفيش .... انا بس دايخه شويه هقوم اغسل وشي
امسك مهران بيدها واجلسها قائلا بحنان : هتخبي عني
هزت راسها بصمت ليمسك وجهها بيداه : يلا قولي اللي مزعلك ...اتخانقتي مع الست والدتك
هزت راسها سريعا وسرعان ما غص حلقها : لا خالص دي ماما طيبه وغلبانه اوي
رفع مهران حاجبه : يبقي فاروق
تنهدت فيروز بثقل وهي تخبر مهران الذي ضمها إليه بحنان وقبل راسها قائلا : وانا ميرضنيش زعلك ولا زعل الست والدتك ابدا .....بكرة الصبح هيكون بيت جاهز لوالدتك وأخواتك
هزت فيروز راسها : لا يامهران ماما مش هتقبل ابدا
ابتسم مهران لها : ماهو انتي بقي هتقنعيها ومش بس كده ....انا هخلي كام قيراط حواليه البيت ليها عشان تصرف براحتها علي اخواتك ومحدش يضايقها تاني ولا يتحكم فيها
هبت فيروز من مكانها وارتمت بحضنه تبكي بسعاده بينما لم تتخيل يوما أن يكون العوض بتلك الحلاوة التي كانت أشهي من الشهد !!
.........
...
في اليوم التالي
اقتصر حفل الخطبه الذي أقيم بمنزل مهران علي العائله والقليل من الاصدقاء ليقف محمود الذي تأنق ببدلته ذات اللون الرمادي القاتم وربطه عنقه الحريريه بجوار مالك بانتظار نزول العروس ....نظرت بسمه بخجل الي فيروز وماس اللاتي رافقنها لتهز ماس راسها لها بابتسامه مشجعه .... دخلت الي البهو الواسع حيث جلس الجميع لتنخطف انفاس محمود وهو يتأملها بثوبها الرقيق بلون السماء ... اقتربت ماس بخطوات متمهله خلف بسمه
لتقع عيون جاسر عليها وكما تفعل به دوما تجعله عاجزا عن ابعاد عيناه عنها ...اقتربت وعلي شفتيها ابتسامه أثره وهي تري نظراته العاشقه له ولكن ماهي الابضع خطوات حتي تغيرت نظراته بينما مع خطواتها انتبه الي فتحه فستانها الجانبيه
رفع جاسر حاجبه وهو يتطلع إليها من راسها حتي أخمص قدميها وتتمهل عيناه تجاه تلك الفتحه الجانبيه بفستانها الانيق التي امتدت الي ركبتها بينما ظهر كاحلها الذي احاطه طوق حذائها اللامع ليقول باستنكار : وده ايه ؟!
نظرت له ماس نظره جانبيه وهي تتظاهر بتصوير أخيها بهاتفها قائله ببرود : ايه ؟!
اشار جاسر بحنق تجاه فتحه الفستان : ده !
نظرت له وهزت كتفها : عادي
انتفخ وجهه جاسر هاتفا من بين أسنانه : مش عادي ...غطي رجلك
هزت ماس راسها : لا ...عاجبني كده
زفر جاسر بضيق : وانا مش عاجبني
نظرت له ماس بابتسامه هادئه خدعته لوهله قبل أن تهمس : ميهمنيش يعجبك
قبل أن يقول كلمه كانت تتجه الي جوار عائلتها وهي تقول بحماس : يلا ناخد صورة كلنا
أتجه جاسر خلفها بحنق وبالرغم من أنه لا يحب التصوير إلا أنه وقف حشرا بجوارها وبخبث مد يداه الي جانبه وجذب طيات فستانها ليغطي تلك الفتحه
رمقته ماس بنظره غاضبه وابعدت يداه عن فستانها وأخذت تلك الوضعية التي تبرز بها وقفتها ويظهر ساقها مجددا ....انتفخ صدر جاسر بالغضب ولكنه كتمه بداخله يخفي نيران غيرته لتجده ماس يقف أمامها قليلا ليخفي بوقفته جانب فستانها ....نظرت له ومن داخلها تراقص غرورها الأنثوي بينما تقلبه علي نيران غيرته يمينا ويسارا
ولكن هذا ليس كافيا لتبتعد عنه قائله : مالك تعالي جنبي عشان انتي مش باين في الصورة
ومجددا عادت لتقف نفس الوقفه ليضيق جاسر عيناه وينظر إليها بوعيد هامسا : الصبر جميل .... ياماسه
نظرت له بتشفي حينما وقف مالك بجوارها وأحاط كتفها بذراعه لتتفاجيء به ينحشر بينها وبين محمود من الجهه الأخري متظاهرا بالمباركه لمحمود : الف مبروك ياحبيبي وبطرف ساقه يعيد طيات الفستان الي الجانب ليخفي ساقها بينما صالح الذي وقف يلتقط الصور لم يفوت لحظه مما يدور وهو يدرك أن جاسر سيقتله ما أن يري ملامح وجهه بتلك الصور التي أظهرت مقدار غيرته ...!
تعالت الزغاريد بينما يضع محمود ذلك الخاتم ذو الفص النفيس بإصبع بسمه التي ارتجفت أوصالها مع لمسه يده لتتخضب وجنتها بالحمرة وسرعان ما تخفض عيونها عن عيناه وكم تقافزت دقات قلب محمود من خجلها المحبب الذي كان أول ما جذبه لها ...!
..........
...
لم يعد لدي جاسر ذره صبر وهاهو باليوم التالي كان جالس برفقه ابيها الذي لم يتوقف عن ارشاده ولفت نظره الي أخطاءه وجاسر لا يحيد عن هز رأسه بهدوء دون نطق كلمه ممتثل لأمر زيدان الذي أضاف هو الآخر العديد من الكلمات
: انا في الاول والاخر كل الي يهمني راحه وسعاده بنتي وانت اكيد فاهم كده ياجاسر ولولا اني متاكد أن اللي عملته ده مش اكتر من لحظه طيش انا مكنتش وافقت ابدا اني ارجعهالك
اوما جاسر قائلا : متشكر ياعمي وان شاء الله اللي حصل مش هيتكرر
التفت الي ابيه ثم الي شريف متسائلا : كده خلاص اقدر اخدها ونرجع بيتنا
ضحك زيدان وشريف علي لهفته الواضحه ليهز شريف كتفه : انا عن نفسي معنديش مانع ....نشوف رأي ماس
بثقه نظر لها جاسر ليسألها شريف : خلاص ياماسه سامحتي جاسر وموافقه ترجعي معاه
نظرت ماس الي جاسر ثم الي ابيها قبل أن تخفي المكر بعيونها وهي تقول ببراءه : سامحته يا بابا .... بس هفكر شويه في موضوع رجوعنا
انصعقت ملامح جاسر ليوكز مالك ماس سريعا ويهمس من بين أسنانه بحنق : متزوديهاش ياماس ....تفكري في ايه ...
نظرت ماس لأخيها تحتمي به بالتهرب من نظرات جاسر الحانقه : ماهو انا لسه عاوزة اتكلم معاه
زجرها مالك : انتي كده بتستفزيه ؟!
امسك زيدان بيد جاسر ونظر له بعيناه أن بهديء بينما نظر شريف الي ماس التي حمحمت وقالت باستدراك : يعني ...يعني قصدي في كام حاجه عاوزة اتكلم فيها مع جاسر ونتفق عليها قبل ما نرجع
قال جاسر من بين أسنانه : اتكلمي
اعتدل زيدان واقفا بلياقه : وماله ياحبيتي اتكلموا طبعا ....كده انا هستاذن
تدخل شريف بلطفه المعتاد : لا تستأذن ايه ... خليك يازيدان .... اتفضل ياجاسر مع ماس اتكلموا براحتكم
التفت زيدان الي جاسر الذي كان يرسل ماس بنظراته التي تكاد تطلق شررا وسرعان ماكان يقول : ايه رايك ياجاسر تاخد ماس تتغدوا سوا برا وتتكلموا زي ما انتوا عاوزين
اوما مالك موافقا وهو يزجر ماس بنظراته الا تتمادي : فكره كويسه اوي
اتجهت ماس الي المصعد برفقه جاسر الذي تقدم بها بضع خطوات وسرعان ما كان ينفجر بغيظ من بين أسنانه : بقي كده ياماس ....كلام ايه اللي عاوزة تتكلمي فيه ؟!
هتفت ماس ببراءه مزيفه : اتفاق بينا انك مش هتزعلني تاني وانت اهو لسه معداش خمس دقايق وبتزعق معايا
رفع حاجبه : انا تعبت ولا فتحت بوقي ....احنا مش خلاص اتصالحنا
هزت راسها بتردد : اه بس برضه انا لسه مش متصالحة اوي
نظر لها جاسر بغيظ : ايه مش متصالحه دي
هزت كتفها : يعني مش متصالحه اوي وخصوصا بعد ما قولت ليا امبارح انك مش هتتغير ....انتفخ صدر جاسر بغيظ منها وكان علي وشك الانفجار بينما تلك القصيرة لا تتوقف عن التلاعب به وتعرف أنه يكاد يجن اشتياقا لها .....اه من تلك الماكره التي تتلاعب به !!
كان مالك وزيدان قد لحقوا بجاسر وماس لدي المصعد ليجدوهم يتناقرون ليقول مالك مشاكسا : عاملين زي القط والفار ...انتوا لحقتوا تتصالحوا
هتف جاسر بحنق : اختك مستفزه
رفعت حاجبها : بقي كده
اوما مالك بجديه وهو يضرب مؤخره راسها برفق : بصراحه عنده حق
اتسعت عيناها بغيظ : انت هتتفق معاه عليا
تدخل زان بلطف : لا يا مالك متقولش كده ..
أومات ماس : مفيش غيرك بينصفني يااونكل
ربت زيدان علي كتفها وقال بحنان : طيب ايه اللي مزعلك من الولد ده
ما أن فتحت ماس فمها لتتحدث حتي هتف جاسر بغيظ : ماهو عرفت وحفظت انا زعلتها في ايه ...لسه هنفتخ تاني
تظاهرت بالبراءه وهي تقول : شايف يااونكل مش عاوزني افضفض ولا اتكلم
نظر لها جاسر بغيظ : اتكلمي ...اتكلمي انا هسكت خالص
تدخل مالك قائلا : طيب حيث كده احنا كلنا نقعد في أي مكان نتغدي ونصفي كل حاجه بينكم وبين بعض .....
جلس زياده ومالك يتجاذبون أطراف الحديث وتركوا لجاسر وماس أطراف الحديث والذي سرعان ما تطور كعادتهم
لتنظر ماس الي جاسر وتهز كتفها قائله : شوفت اهو انت زي ما انت مش هتتغير
ضيق جاسر حاجبيه بغيظ وانفلتت الكلمات من شفتيه : ده انا ولا دماغك الناشفه وعنادك معايا
رفعت حاجبها : دماغي الناشفه وعنادي ....جميل اوي
اسمع منك نفس كلامك بتاع زمان
هبت ماس واقفه وامسكت حقيبتها قائله : يلا يا مالك
قال مالك : اقعدي بس ياماس
هزت راسها بعناد : مش هقعد
تدخل زيدان : اقعدي عشان خاطري ياماس واللي انتي عاوزاه هيتنفذ
نظر جاسر بغيظ لابيه الذي تابع وهو يوكزه من اسفل الطاوله : مش كده ولا ايه ياجاسر
علي مضض هز جاسر رأسه لتجلس ماس وتنظر له متظاهره بالبرود : ها قولت ايه ؟!
نظر جاسر الي مالك وزيدان الذين انتظروا إجابته ليهز رأسه بابتسامه سمجه : اللي انتي عاوزاه يا ماسه ...حاضر
زجرته ماس بحنق من بين اسنانها : متقولش ماسه !
مال جاسر ناحيتها وهمس بصوت خفيض بينما تشاغل مالك وزيدان بالحديث وتركوا لهم مساحه للحديث سويا : اقول حياتي ....روحي ...قلبي...حبيتي اللي وحشتني ومش قادر اعيش من غيرها
اندفعت الدماء لوجهه ماس بينما ربح جاسر تلك الجوله ببضع كلمات ليري في عيونها كم تحبه هي الأخري ولكنها مجروحه .....
هربت من نظرات عيناه بينما تقول بجديه مزيفه : وبعدين بقي ....خلينا في المهم
ركز نظراته علي عيونها : وهو في أهم من كده
زفرت بضيق مزيف : وبعدين معاك .... خلينا في كلامنا
لم يستطيع جاسر منع شفتيه من الاعتراف ليهمس : يا حبيتي انا معنديش مانع اعمل كل اللي انتي عاوزاه ومش اللي انتي عاوزاه بس ....انا هعمل كل اللي يخليكي مبسوطه ....نظر في عيونها وتابع بمشاعر : بس انتي مش هتبقي مبسوطه وانا بتحول لكده .....انتي بتحبيني زي ما انا !
اشاحت بوجهها : عشان كنت غبيه
هز جاسر رأسه : لا انا اللي كنت غبي وانا مش حاسس بيكي ....مد يداه ليضعها فوق يدها وتابع بمشاعر حاره : كفايه بعد بقي يا ماسه ...مش قادر اعيش من غيرك
ارتجف قلبها ولكنها لم تستسلم لنوبه مشاعرها فسرعان ما سحبت يدها من اسفل يده مزمجره : انت بتمسك ايدي ليه دلوقتي
اتسعت عيون جاسر الذي حاول اسكاتها وهو يشير بعيناه طرف زيدان ومالك بينما لم تمهله ماس فرصه وكانت تقول بغضب محبب : شايف يا اونكل بيمسك ايدي ازاي ...
زجرة زيدان : ابعد ايدك عنها يا ولد ....!
اتسعت عيون جاسر مرددا: ولد !!
:شايف يا اونكل كلام حضرتك مش عاجبه ازاي .... قوم يامالك
نظر مالك وزيدان لبعضهم قبل أن يقوم مالك ليهتف جاسر بحنق : ماهو دي مش طريقه ناس جايه تتصالح ....انتوا جايين تعيدوا تربيتي !!
هز مالك رأسه وامسك بكتف جاسر : لا ياجاسر متقولش كده ... خفض صوته وتابع :
ياراجل بتدلع حبتين خليها عليك وسايسها
ومن قال إنه لن يفعل فهاهو احسن اختيار الكلمات بينما مال ناحيتها وتحدث بنبره لينه للغايه : هو مش احنا اتفقنا تغيريني علي ايدك ....رجعتي في كلامك ليه
نظر في عيونها وتابع ... مش انا جاسر حبيبك اللي حفظاه اكتر من نفسه !
أصاب سهمه قلبها لترفع عيناها تجاه عيناه وتتهادي ابتسامه هادئه علي شفتيها وهي تهز راسها وتنفلت الكلمات من قلبها قبل شفتها : انت حياتي ياجاسر
ابتسم لها برضي قائلا : وانا هسيبك ترسمي حياتنا بأيدك
ارضتها جملته التي تركها ناقصه بضع كلمات ( يتركك الرجل ترسمين خطوط حياتكما وخطوط خطواته التي سيسير بها بشرط ألا تدعيه يشعر يوما أنه يسير وفقا لما ترسمينه ...فليشعر دوما أنه القائد بينما تحتفظين انتي لنفسك بأنك السبب بكل انتصاراته ونجاحاته فخلف كل رجل عظيم امراه عظيمه دفعته وقادت خطواته وقدمته علي نفسها فليس الزواج بالصراع بين اثنين وإثبات من منهم اقوي ولكنه بالمشاركة ودوما ما كانت المراه هي تلك التي تتحمل لتسير الحياه وابدا لم يقلل هذا منها بشيء ما دامت تعرف أن الرجل الذي امامها يستحق .....قودي وارسمي ايتها المراه الجميله فجميع الانتصارات تكونين انتي خلفها ....فأنتي من صنعتي زوج ناجح وانتي من ربيتي ابن بار )
انتهت الروايه ولم تنتهي القصه ابدا بين ادم وحواء التي كانت ومازالت الصراع الابدي بين الذكر والانثى علي حقوق وواجبات لم تحسمها خطوط ابدا لذا تركت لتقدير كل اثنين بمختلف ظروفهم ....
كلنا عاوزين نعرف اللي حصل مع جاسر وهل اتغير ولا لا ....استنوا الخاتمه في اقرب وقت ان شاء الله ....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك