الخاتمه ١
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تنهد مكرم بملل وهو ينظر في أرجاء الثلاجه ويخرج لفافه الطعام الذي لم يكمله بالأمس ليمسك بها ويضعها في الفرن ويشعله ويتجه الي الخارج وهو يتحدث مع نفسه : والله كنت عامل ليا حس ياعماد بيه ..!
القي بجسده علي الاريكه وأمسك بهاتفه يطالعه بملل يزداد يوما بعد يوم مع بقاءه بلا عمل يذكر ..... !
غفي مكانه بعد قليل من الوقت الذي مر عليه ولم يشعر بشيء إلا انتفاضه جسده حينما وقع الهاتف من يده حينما تحرك علي صوت تلك الطرقات المتعالية علي الباب الخشبي ....فرك وجهه بانزعاج وقام من مكانه ليتجه بملامح متجهمه يفتح الباب ....خفض عيناه تجاه تلك التي لم يتبينها بينما لم يفق من نعاسه .... رفعت تلك الشابه وجهها إليه بينما تتحدث بسرعه وهي تشرأب برأسها داخل الشقه تتطلع حولها : هنا ... أيوة هي الريحه جايه من هنا !!
عقد مكرم حاجبيه الكثيفان أكثر ينظر لهذا الشيء الذي يتحدث بلا توقف وتتحرك يمينا ويسارا تشم هنا وهناك وكأنها كلب بوليسي ليسالها بانزعاج واضح ؛ انتي مين وفي ايه .. ؟!
هتفت الفتاه بكلمات كثيره لم يميز منها إلا تلك الكلمه وهي تدفعه من امامها وتركض بساقيها القصيرة الي داخل الشقه بدون مقدمات ... حريقه !
استوعب مكرم سريعا كلمتها وركض خلفها حيث عبأ الدخان الكثيف المطبخ ليتذكر أنه نسي الطعام بداخل الفرن كل هذا الوقت ..!!
بعفويه مدت تلك الفتاه يدها تجاه زر الموقد لتصرخ بألم وهي ترتد للخلف ما أن لسعتها سخونه الازرار ليسرع مكرم بحسن تصرف سريع يغلق زر الغاز ويفصله عن الموقد ثم يمد يداه سريعا الي أحدي مناشف المطبخ يمسك بها ذلك الإناء الذي تحول الي رماد ويلقيه بداخل حوض المطبخ الرخامي ويفتح مقبض المياه لتزداد كثافه الدخان ... سعلت الفتاه التي خرجت الي اقرب نافذه وفتحتها ثم تحركت للخارج لتفتح الشرفه الواسعه ...!
زفر مكرم وهو يمسح وجهه ويخرج من غيمه الدخان التي عبقت المكان ليتذكر وجود تلك الفتاه ما أن وجدها واقفه بوسط صاله المنزل تنظر إليه بعيونها الواسعه ....: انت كويس يااستاذ ؟
حك مكرم عنقه وهز رأسه بدون قول شيء لترمش الفتاه باهدابها الكثيفه بضع مرات بينما شعرت بالحرج من الانزعاج بنظرات ذلك الرجل ذو الملامح المتجهمه لتحمحم قائله : انا ..جارتك أشارت إلي باب الشقه وتابعت : سندس ...ساكنه قدامك ...شميت ريحه الحريقه وفكرت أن ....أن
صمتت ولم تتابع حديثها حينما وجدت نظرات خاويه بعيون مكرم الذي لا يهتم لتلك التفاصيل بينما في عالمه لم يكن له جار ولا يعرف بالأساس معني لتلك الكلمه التي غابت عن قاموسه منذ أن كان في الحاديه عشر ووجب عليه الاهتمام بنفسه بعد موت والدته وبقاءه وحده في منزلهم المتواضع بلا لقمه واحده طوال يومان ....لم يطرق بابه جار ولا سواه ولم يكن عليه إلا جلب لقمته بيداه لذا فلا معني لاهتمام تلك الفتاه بحريق في الشقه المجاورة فمن يهتم تلك الأيام ...!
تراجعت الفتاه خارجا ومازالت تري ملامح ذلك الرجل الخشنه والتي لم تتغير قيد انمله ...أغلقت باب شقتها وزجرت نفسها وهي من توقعت علي الاقل كلمه شكر. ..!
...........
...
التفتت ماس الي جاسر الذي فتح باب منزلهم ودخل قبلها بخطوة قائلا بابتسامه كللت ملامحه : حمد الله علي السلامه يا حبيتي. ...
استدار إليها ومد ذراعه ليحتضنها باشتياق ليستغرب عقده جبينها ...سألها بتوجس وهو يغلق الباب : مالك يا ماسه في حاجه ؟!
نظرت ماس حولها في أرجاء المنزل ثم هزت راسها : لا مفيش
اومأ لها وسرعان ما غمرها بذراعيه متنهدا بسعاده وارتياح لاتصفهم كلمات قائلا بشغف شديد وهو يغرق كامل وجهها بالقبلات : وحشتيني ...وحشتيني اوي يا ماسه
أغمضت ماس عيونها مستمتعه بملمس شفتاه علي كل انش بوجهها بينما تهمس : وانت كمان ياحبيبي
امسك وجهها بكلتا يداه ورفع شفتيها في مرمي نظراته التي تمهلت وهو يتطلع إليها باشتياق جارف قبل أن يميل ناحيتها بشفاه نفذ صبرها ليتفاجيء بها تقول بضع كلمات سريعه وتتجه الي الداخل ....!
رفع حاجبه بعدم فهم ولحق بها بينما كانت ماس سرعان ما تضع يدها علي مقبض باب غرفتهم وتفتحه وتمد يداعب الي زر النور لتعاود من جديد تقطيب جبينها. ...
التفتت الي جاسر بتلك العيون الغاضبه التي لم يفهم سبب نظراتها والذي سرعان ما فسرته ماس وهي تهتف بغضب محبب : فين الشمع والبالونات والقلوب ..!
نظر جاسر لها للحظه بعدم فهم لتزم ماس شفتيها بغيظ وتوكزة بكتفه : انت مش عامل احتفال اننا رجعنا لبعض ...؟!
وكزته مجددا وهي تهتف : وانا اللي طول الطريق بفكر انت مفاجئني بأيه المره دي ...اتاري ولا علي بالك
ضحك جاسر وجذبها لحضنه: يا شيخه خضتيني وقولت هنتخانق تاني ....قبل رأسها وقال بمسايرة لغضبها الطفولي : معلش المره اللي جايه !
رفعت راسها إليه : نعم ...! قصدك انك هتطلقني تاني
هز رأسه سريعا : لا طبعا ....قصدي هعملك مفاجاه المرة اللي جايه
نظرت ماس له بطرف عيناها : اي مره ...قصدك الخناقه اللي جايه
هز جاسر رأسه ضاحكا وعاد يحتضنها : وليه بس السيرة دي ....تعالي يا سوسو انتي وحشتيني اوي
احتضنت خصره هي الأخري بينما وضعت راسها فوق صدره الذي بالكاد وصلت إليه وهي تقول : وانت كمان وحشتني ...بس زعلانه منك عشان مفيش بالونات
داعب شعرها وقال بمكر : ماهو انا جبت بالونات المرة اللي فاتت وانتي قلبتيها غم ....ازدادت مشاكسته وهو يتابع : انا بصراحه اتشائمت فقولت مش عامل حاجه
ضحكت ماس : ال يعني انت كنت فاكر اصلا
ضحك هو الآخر وهز رأسه : بصراحه مجاش في دماغي وتوقعت انك هتعاندي زي كل مرة ومش هترجعي
رفعت راسها ونظرت إليه بعتاب : علي فكرة انت ظالمني عشان أنا كان نفسي نرجع لبعض اكتر منك ....رفعت نفسها علي أطراف أصابعها وأحاطت عنقه بذراعيها وهي تتابع بمشاعر داعبت قلبها : انت مش متخيل انا بحبك اد ايه .....كل الحكايه أن قلبي اللي بيموت فيك كان زعلان منك والزعل بيكون علي قد الحب . ... اصلا مكنتش متخيله انك في يوم من الايام تقدر تستغني عني بالبساطه دي
دغدغت غروره لتقصي درجه ليفيض قلبه بحبها ويمسك بكلتا يديها يضع بداخل كل منهم قبله وهو يبادلها المشاعر : عمري ما اقدر استغني عنك ....انتي قلبي وروحي وحياتي ....ولو زي ما بتقولي الزعل علي قد الحب فأنا كمان كنت زعلان عشان انتي اكتر واحده فهماني وكان لازم تعرفي أن اللي حصل ده مش اكتر من لحظه طيش مفكرتش فيها ..!
ابتسمت ماس له وهزت راسها بتأكيد ؛ عارفه ...بس خلاص مش هيحصل بينا كده تاني أن شاء الله
اوما بتأكيد : أن شاء الله .... ضمها إليه ومرر يداه داخل خصلات شعرها الناعم يتلمسه قبل أن تتسلل يداه الي ذلك المشبك الذهبي ويزيله تاركا بخصلات شعرها العنان لتنساب فوق كتفيها وظهرها .... نظرت ماس اليه لتلمع عيناه بالحب والاشتياق والإعجاب الشديد بكل شيء بها وهو ينظر إلي كل انش بملامحها التي يعشقها ولا يمل ابدا من النظر إليها بينما يحفظ كل تعبير من تعابير وجهها الجميل ....يحبها شواء كانت غاضبه أو راضيه ...سعيده أو حانقه ..يعشق نظرات الشقاوة التي تلمع بعيونها ويذوب بنظراتها العاشقه ....يحب مرحها وجدها وغضبها وكل شيء بها .....ازدادت ضربات قلبه الذي وضعت ماس يدها فوقه تتطلع اليه بنظرات عاشقه لتلك النظره في عيناه والتي تخبرها كم يحبها كما تحبه ....أغمضت عيونها بينما بدأت شفتاه ببطء تتحرك تجاه شفتيها واخيرا تلتقي بها بعد جفاء طويل ليلتهم جاسر شفتيها بين شفتاه يقبلها قبله حارة طالت كثيرا قبل أن تتمهل وتتجه شفتاه تتلمس وجنتها لتغمض ماسه عيونها ما أن شعرت بأنفاسه الحاره تداعب ملامحها التي طبع قبله فوق كل انش بها .....همس قلبها بسعاده تناغمت مع دقاته المتسارعة بأنها لم تكن لتكون يوما اسعد مع رجل سواه فهو عشقها بكل مزاياه وعيوبه لتترك لسعادتها العنان لتحلق واخيرا مستمتعه بتلك اللحظات من السعاده التي استحقتها بعد طول عناء مع هذا الرجل ذو التناقضات التي تعشقها ..... لم تكن هناك مكافاه يتمناها قدر وجودها بين ذراعيه بعد أن انهكه بعدها ليتفنن جاسر برسم خطوط تلك اللحظات وتعزف شفتاه سيمفونيه عشق علي كل انش بوجهها قبل أن تتحرك تجاه عنقها الناعم الذي استنشق رائحته العطره بانتشاء وهو يبعد خصلات شعرها علي جانب كتفها ثم تبدأ شفتاه بالنهم من عبير عنقها الناعم ....لم تعد ماس تستطيع الوقوف أكثر بينما ذابت بين ذراعيه من فرط مشاعر الاشتياق التي غلفت كلاهما ....استجاب جاسر لتراجعها تجاه فراشهم الذي سينعم واخيرا بمشاركتها له به مجددا بعد أن كان كالاشواك في غيابها .....!
............
.....
بمزاج رائق للغايه كان مالك يدير المفتاح في باب منزله بينما الابتسامه لا تفارق وجهه سعاده بعوده أخته الي زوجها .....اغلق الباب وهو ينادي : مي ... مي ...ميوش انتي فين يا قمر !
توقفت خطوات مي التي خرجت لتوها من المطبخ ليري مالك ملامح الدهشه علي وجهها وهي تتطلع إليه مردده : انت بتنادي عليا انا ؟!
ضحك مالك واتجه إليها وهو يتلفت حوله : حدود علمي معنديش الا ميوش واحده
نظرت له بعتاب : بقالك كتير مدلعتنيش عشان كده استغربت
ضحك لها بسماحه وأحاط كتفها بذراعيه بحنان مقبل جبينها : حقك عليا ....
ابتسم لها وهو يرفع يداه إليها بهذا الكيس الأنيق الذي تعرف محتواه : جبتلك سينابون !
أخذته من يده بسعاده : شكرا يا حبيبي ..
داعب وجنتها وقال بمرح : اهو سمعت حبيبي عادي مستغربتش مع انك بقالك كتير مقولتهاش
نظرت له بعيون تفيض عشق عرفت قيمته اخيرا : انا بحبك اكتر من نفسي يامالك ..... اصلا انت كتير اوي عليا
هز رأسه وعاد يقبل جبينها بحنان : وانا بموت فيكي ومن اول يوم شوفتك فيه كنتي حلمي
انفرجت شفاه مي عن ابتسامه حالمه وهي تتطلع إليه بنهم للاستماع للمزيد من غزله لتحيط عنقه بذراعيها : بجد يا مالك ....بتحبني اوي كده ....هز رأسه لتنظر له : لا قول ....قول الكلام ده تاني
غمز لها مالك بشقاوة قائلا بينما يداه تقربها الي صدره وتتلكأ نظراته فوق شفتيها المغريه : انا مش هقول وبس انا هعمل حاجات كتير اوي ...
ابتسمت مي بخجل وهي تعض علي شفتيها التي مال مالك تجاهها وهو يهمس : هو ادم نام ؟!
قبل أن تجيبه كان ادم يركض تجاهه ليرفع مالك رأسه وينظر لها متبرطما : ياريتني ما سألت
ضحكت مي ونظرت له بخجل هامسه : خلينا نتعشي كلنا وبعدين هاخده ينام
انحني مالك يحمل طفله ويقبله وهو يهز رأسه لها قائلا بعبث : بسرعه بقي عشان عندي كلام كتير عاوز أقوله
هزت مي راسها وبخجل كانت تقول بصوت خفيض : وانا كمان في حاجه عاوزة اعملها بس مكسوفه
ازدادت ضربات قلب مالك كما تحركت الدماء بعروقه هادرة ليتطلع لها بنظره لعوب : اعملي اللي انتي عاوزاه ياقلبي
غمز لها بوقاحه محببه : انا عاوز تعويض عن حرمان الشهور دي
ابتسمت مي ولم تفارق الابتسامه شفتيها طوال ذلك الوقت الذي أعدت فيه العشاء لأسرتها الصغيرة التي أمضت العشاء وسط تبادل حديث لطيف ومرح ومشاكسه لم يكن بها سيرة أحد آخر ولا مشاكل آخرين تنشغل بها وكم كانت الحياه ممتعه وهي تهتم فقط لحياتها وسعادتها
التي ازدادت حينما أخبرها مالك بعوده ماس وجاسر سويا .. واخيرا تنفست بارتياح لتأخذ طفلها الي غرفته لينام ثم تتجه بتردد الي خزانتها تخرج منها ذلك الكيس الورقي الأنيق الذي اشترت محتواه اليوم ...!
: مالك ؟!
رفع مالك الذي تمدد علي الاريكه بكسل وراحه عيناه تجاه صوت مي : نعم ياحياتي
تباطت خطوات مي وهي تدخل الي غرفه المعيشه بينما يتهادي ثوب النوم الحريري القصير فوق ساقيها الممشوقه لتختطف نظرات مالك الذي غاب بتأمل جمالها الأخاذ بدأ من خصلات شعرها المموجه الي ذلك الطوق الذهبي الرقيق الذي أحاط عنقها المرمري ثم عظمتي كتفها الذي انعقد فوقه حمالات ذلك القميص الرفيعه
مد مالك يداه ناحيتها لتقترب وعيناه لاتحيد عن النظر لعيونها بينما مد يداه الأخري ليخفض اضاءه الغرفه ويكتفي بالانوار الهادئه ....استجابت مي ليداه ليجذبها برفق ويجلسها فوق ساقه وعيناه مازالت لاتفارق النظر لعيونها وكم اشتاق لرؤيتها بتلك الهيئه خاصه وتلك الحمره الخجوله تكتنف بشرتها الناعمه ....مرر ظهر يداه علي وجنتها قبل أن تبدأ شفتاه بتلمس بشرتها وتلفحها أنفاسه الساخنه ....أغمضت مي عيونها تستقبل قبلته الحاره باشتياق ماثل اشتياق مالك الجارف الذي تراجع بها للخلف دون أن يترك اسر شفتيها التي اشتاق لها كثيرا ...!
........
....
عقدت فيروز حاجبيها واحتدت نظراتها بينما قبضت يدها علي هاتفها وهي تسأل بغضب : يعني ايه بيزعق لماما ...يحيي اتكلم من غير عياط وفهمني
حاول الصغير الخائف اخبار فيروز برفض فاروق لمغادرة والدتها واخواتها المنزل حيث كانوا سينتقلون الي المنزل الذي جهزه مهران لهم ليختم حديثه : قال محدش هيطلع من البيت وكان بيزعق بصوت عالي
احتقن وجهه فيروز بالغضب بينما تقول : يعني ايه يمنعها . ..فين ماما يا يحيي
هتف الطفل بصوته الباكي : مع طنط عزيزة وانا وشيرين في الأوضه خايفين فقولت اكلمك
هزت فيروز راسها بوعيد هاتفه : طيب يا يحيي متخافش انا جايه علي طول
أغلقت الهاتف وسحبت ملابسها ترتديها علي عجل وكل انش بدماءها يغلي غليان من عمها الذي توعدته بكل غضب
التفتت تهاني الي تلك العاصفه التي كانت تنزل الدرج ركضا لتقول سريعا : في ايه يا بت مالك بتجري كده ليه ....واحده واحده هتقعي
تبرطمت فيروز بحنق وهي لاتري امامها : اقع ولا اروح في ستين داهيه !
اتسعت عيون تهاني التي هبت من مكانها واتجهت إليها توقفها : في ايه يابت انتي ...ايه اللي حصل وبتجري كده ليه ؟!
بغيظ تحدثت فيروز وهي تكمل عقد وشاح رأسها حول وجهها : عمي مانع ماما تمشي من البيت ... فاكر أن محدش هيقف له ....!
عقدت تهاني حاجبيها وهي تحاول الفهم وسرعان ماكانت دماءها تغلي هي الأخري لتهتف بفيروز : زودها اوي فاروق ...استني يابت انا جايه معاكي
سريعا ما تعالي صوت تهاني : ذكيه .... بت يا ذكيه
أسرعت ذكيه: نعم ياست تهاني
زجرتها تهاني : بسرعه هاتي طرحتي من فوق وحطي عليكي طرحتك وتعالي ورايا
امتثلت ذكيه لكلام تهاني وسرعان ما لحقت بخطوات فيروز وتهاني التي توعدت فاروق هي الأخري
علي الجانب الآخر هتف رحيم بفاروق بنفاذ صبر : وبعدهالك يا فاروق ....لازمتها ايه المشاكل ؟! ما تسيب اللي يمشي يمشي ولا ناقصين هم فوق همومنا ...اهي جت منها وقالت ماشيه سيبها بقي
التفت فاروق الي أخيه بحنق متبرطما : ولما اسيبها تمشي يبقي ايه الحال
عقد رحيم حاجبيها بعدم فهم : حال ايه ؟
هتف فاروق من بين أسنانه : حالنا اللي واقف بسبب مهران
صاح رحيم بحنق: وهو مين اشتري عداوته ...مش انت !
هز فاروق رأسه بغل : معلوم بس احنا لسه فيها طول ما في بينا نسب ....إنما لو سبت مرات اخوك تمشي يبقي كل حاجه اتقطعت ومن غير رجعه
نظر رحيم الي أخيه الذي حك ذقنه وتابع : ام يحيي تفصل هنا و باللين نرجع اللي بينا وبين مهران واهو الحاج عمران هيعمل حساب للنسب اللي بينا لما يعرف إننا لسه عاملين حساب للست ام يحيي
هز رحيم رأسه : حساب ايه وانت غاصب عليها تفضل هنا
هز فاروق رأسه وقال بخبث : وفين الغصب ...انا بعمل الأصول وباقي علي لحم اخويا
تنهد رحيم بعدم اقتناع ليلتفت كلاهما الي تعالي تلك الأصوات بالخارج والتي كانت لفيروز التي ما أن دخلت الي المنزل حتي صاحت بصوت عالي تنادي والدتها
اتجهت عزيزة الي فيروز : اهلا يابنتي ...ازيك ياست تهاني
هتفت تهاني بنفاذ صبر : لا اهلا ولا سهلا يا ام سليم حالا تخلي أم فيروز تنزل واياك حد يفكر يتعرض لها
قالت عزيزة بهدوء وهي تحاول احتواء الوضع : وليه بس كده يا ست تهاني ...وداد قاعده وسطنا ومحدش داس ليها علي طرف
أسرعت فيروز تجاهه والدتها التي نزلت الدرج مسرعه لتحتضنها وتسالها بلهفه : ماما انتي كويسه ؟
أومات وداد بسماحه : اه يا بنتي ...مالك يابنتي
هتفت فيروز بضيق : يحيي كلمني وقالي أن عمي مانعك تخرجي
هزت عزيزة راسها : لا يابنتي ....ده الحاج قال ...قبل أن تكمل كلماتها كان فاروق يخرج من الغرفه وخلفه رحيم ليقول فاروق بثبات وهو يقف أمام فيروز : قولت أن امك مش هتخرج من البيت يا بنت اخويا عندك مانع
احتقن وجهه فيروز التي اندفعت بغضب : اه عندي ....ماما هتيجي معايا
هز فاروق رأسه بهدوء : انا الكبير هنا وانا اللي اقول مين يقعد ومين يمشي و ولاد اخويا ومراته محدش فيهم هيعيش في بيت غريب
هتفت تهاني بحده : ليه ملهاش أهل ....بقولك ايه يافاروق انت مالكش حكم علي حد واليت أم فيروز هتيجي معانا
احتدم الوضع لتحاول عزيزة التحدث وكذلك وداد التي كعادتها لاتريد اي مشاكل لتقول لفيروز : يابنتي مفيش داعي انا هتكلم مع الحاج
هزت فيروز راسها بحنق : مفيش كلام ...انتي هتيجي معايا
أومات تهاني موافقه وسرعان ما اشارت إلي ذكيه بلهجه أمره : اطلعي يابت مع الست ام فيروز ولمي هدومها
تدخل فاروق بهدوء زائف : انا قولت كلمتي يا ست ام بسمه ومن الاخر انا ماليش حديث مع الحريم. .... انا كلامي مع عمران بيه
أومات تهاني بثبات : وماله كلمه !
...........
.....
همهمت ماس بنعاس سيطر عليها بينما شفاه جاسر تداعب أذنها هامسا بغزل : قمر برضه
ضحكت ماس وهي تتثاءب : قمر ايه بس ...تلاقي شعري منكوش ...
هز جاسر رأسه وتابعت شفتاه الحركه علي كل انش بوجهها بينما يداه تتحرك داخل خصلات شعرها : توء ...قمر
ضحكت ماس لتلتقي شفاه جاسر مجددا بشفتيها ويبدأ ملحمه جديده من جنون عشقه الذي لايرتوي منها حتي بدأت انوار الصباح تشق ظلام الليل الذي شهد نوبات حب لا تنتهي جعلت كل انش بجسدها مخدرا لتتوسد صدره الذي دقت بداخله دقات قلبه صاخبه بارهاق وهي تهمس : تصبح علي خير ياحبيبي
نشر جاسر قبلاته فوق جبينها وشعرها قبل أن يزيد من ذراعيه حولها ويغمض عيناه هامسا : وانتي من اهل الخير ياحياتي
......
.........
بالرغم من سعاده الانتصار التي لمعت بعيون فيروز وهي تغادر برفقه والدتها بعد أن حكم عمران بأن تكون المراه مكان ماتريد واخيرا نطقت والدتها واختارت أن تكون بمكان بعيد عن سطوه زوج أخيها لتربي اولادها بهدوء بعيدا عن المشاكل إلا أن نظرات مهران لها جعلتها تتوجس ولم تكن وحدها بينما نالت تعاني نصيبها من نظرات عمران الغير راضيه .....
تحرك مهران بالسيارة وبجواره أبيه وبالخلف جلست فيروز التي تبادلت نظراتها مع تهاني تسألها عما سيحدث بينما كلتاهما تجاهلت وجود الرجال وتقدموا المشهد دون الرجوع لهم لتأخذ تهاني مبارده الحديث وهي تقول : كتر خيرك ياحاج انت ومهران ....لولاكم البنيه كانت هتفضل قلقانه علي امها
رمقها عمران بنظره جانبيه غاضبه مزمجرا : لولانا ولا لولا مرواحتكم وحديكم وگأن مفيش رجاله تتحدث
حاولت فيروز قول شيء : معلش ياعمي انا بس ...كنت يعني قلقت علي ماما وبعدين .....قاطعها مهران بحنق وهو يوقف السيارة : اطلعي علي فوق يا بنت الناس وكفايه حديث ماسخ !
فتحت فيروز فمها لتتحدث ولكن تهاني أمسكت يدها وأشارت لها بالصمت لتنزل كلاهما وكالعادة فيروز لاتهدأ ولا تصمت فما أن خطت الي داخل المنزل حتي هتفت بتهاني : هو في ايه ...احنا مغلطناش ...!
زجرتها تهاني بنظراتها : اسكتي بقي واياك تقولي كده قدامه .... زمت شفتيها وتابعت بتفكير : كله منك ومن لهفتك ...كان هيجري ايه لو كنا كلمنا مهران ولا أبوه ....
زمت فيروز شفتيها هي الأخري : اهو بقي اللي حصل ...المهم هنعمل ايه .. ده شكلهم متضايقين اوي
رفعت تهاني حاجبها : هتعدي انتي بس اسكتي وخدي كلمتين وقوليله من قلقي علي امي معرفتش افكر
قصمت فيروز اضافرها بتوتر : تفتكري هيسمع
أومات تهاني : هيسمع ....انتي بس اياك تقولي مغلطتش والكلام ده ...معلوم احنا غلطتنا وكان لازم نقولهم مش يعرفوا من الغريب
أومات فيروز بتعقل لتسأل تهاني: طيب وانتي هتعملي ايه مع عمي
هزت تهاني كتفها : زي ما انتي هتعملي ... هسمع الكلمتين وتقوله حقك عليا يا اخويا ..
افلتت ضحكه فيروز علي نبره تهاني لتوكزها بغيظ : هشش ويلا اطلعي بدل ما يدخل يلاقينا بنتكلم
..........
...
ابتسمت سلمي بامتنان وهي تتطلع الي مكرم : انا مش عارفه اشكرك ازاي يامكرم
اوما مكرم وهو ينهي قهوته : شكرتيني كتير ...
حمحمت سلمي وهي تفكر في قول شيء ولكنها لم تجد ليعتدل مكرم واقفا ويضع الحساب علي الطاوله قائلا : لو مفيش عندك كلام غير شكرا اللي سمعتها كتير هقوم
هزت سلمي راسها سريعا وامسكت يداه : لا . .قصدي استني نتكلم
نظر لها مكرم باستفهام : نتكلم في ايه ؟!.
عضت سلمي علي شفتيها تستجمع شجاعتها : في اللي انت فاهمه يامكرم
هز مكرم رأسه واوقفها عن متابعه الحديث قائلا : بلاش افهم احسن ....افهمي انتي أن اللي بتفكري فيه مش هيحصل
هتفت سلمي بامتعاض : ليه ؟!....عشان ياسمين مش كده
قال مكرم وهو يهم بالمغادرة : طلعيها برا كلامك عشان ملهاش علاقه .....
عقدت حاجبيها : امال ليه مش مديني ريق حلو
قال مكرم بجديه : عشان مش سكتي الجواز وحتي لو
سكتي مش هتكوني انتي ...نظر لها وتابع : انتي جاتلك فرصه تبعدي عن القرف بتاع زياد وكمان طلعتي منه بقرشين ...ابدئي صح بس مش معايا
هز رأسه وتابع : مش هنفعك ولا انتي تنفعيني ...سلام
تركها وغادر ليتجه الي ذلك المقهي بجوار منزله ليخرج من جيبه مغلف ويعطيه لأحد الرجال الجالسين معه والذي قال : واخرتها يا مكرم ....هتفضل تدينا مرتب من غير شغل ...حرام علينا ناخد فلوس من غير تعب احنا لازم نرجع نشتغل
قال مكرم بتسويف : هنشتغل أن شاء الله
قال أحد الرجال بلهفه : فين يا مكرم
حك مكرم ذقنه واعتدل واقفا : قريب هقولكم يارجاله ...يلا تصبحوا علي خير
منزله الذي لا يعود إليه الا للنوم بينما شعوره بالملل يزداد لبقاءه بلا عمل بينما بدأ يستصعب العوده الي تلك الأعمال وبنفس الوقت لا يستطيع الرفض طويلا وهو ليس بمفرده ومعه باقي رجاله المسؤولين منه .. !
لم يكد يبدأ بخلع ملابسه حتي عقد حاجبيه واسرع تجاه تلك الطرقات المتسارعة علي الباب ليتفاجيء بنفس المشهد يتكرر وتلك العيون الواسعه تتطلع إليه ببراءة وهي تهز راسها : لا الريحه مش من هنا ؟!.
عقد حاجبيه بعدم فهم لتسرع الفتاه مجددا للخارج وهي تهتف به : الريحه جايه من فوق ..... دي من عند طنط سعاد ...تعالي معايا بسرعه.!
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لم يفهم مكرم شيء من تلك الفتاه التي أسرعت تسبقه
تصعد درجات السلم وهي تهتف بقلق بالغ بكلمات غير مفهومه كلما اقتربت من الطابق الذي تقصده بينما تزداد رائحه الدخان : استر يارب .... ده في ريحه دخان جامده اوي
تابع مكرم صعوده خلفها وبالفعل كانت الرائحه تزداد ...
صرخت سندس بهلع ما أن وصلت إلي حيث أرادت لتري تصاعد تلك الادخنه من خلال فتحات الباب الخشبي الذي دقت فوقه وهي تهتف بصوت عالي ....طنط سعاد
بقلب لهيف اخذت تطرق علي الباب الخشبي بيدها الصغيره وهي تنادي بيأس بينما تدرك أن لا أحد سيفتح لها الباب ...طنط سعاد
كان مكرم قد وصل خلفها ليري هو الآخر تصاعد تلك الأدخنة من خلال الباب ليبعدها سريعا دون قول شيء ويدفع الباب الخشبي بكتفه بضع مرات حتي انكسر واندفع مكرم الي داخل تلك الشقه التي كانت الرؤيه بها شبه معدومه من تكاثف الدخان بها .... صرخت سندس بهلع وهي تركض الي الداخل حيث تحفظ تفاصيل منزل جارتها عكس مكرم الذي وقف مكانه لحظه يتبين مكان الحريق وسرعان ما كان يلحق بتلك الفتاه التي تعالت صرختها وارتدت للخلف حينما فتحت باب أحد الغرف وفأجأتها السنه اللهب المشتعل
جذبها مكرم للخلف يبعدها قائلا وهو يرفع ذراعه يحمي بها وجهه من تلك السخونه الشديده التي خرجت من الغرفه: ابعدي انتي !
.... صاحت سندس برعب وهي تحاول الدخول مجددا بينما استمعت لصوت سعال المراه : طنط سعاد ....طنط سعاد جوه
أبعدها مكرم للخارج بعقل مشتت ولكن بسرعه بديهه كان يخلع كنزته الصوفيه ويلوح بها فوق السنه اللهب يحاول اخمادها وهو يقتحم الغرفه وعيناه تحاول تبين مكان تلك المرأه من خلال الدخان الكثيف الذي عبق الغرفه. .... أسرعت سندس تصرخ من خلال النافذه تنادي الجيران للنجده بينما مدت تلك المراه يدها الي مكرم الذي امسك بها باحدي يداه يحاول جذبها بعيدا عن تلك الغرفه بينما بيده الأخري كان مازال يلوح فوق النيران ....
تسمر مكانه حينما جاءه صوت المراه الواهن ...انا مشلوله مش هعرف اقوم معاك
سعل بقوة من فرط استنشاقه لتلك الادخنه لتهتف به المراه بصوت متقطع وهي تترك يداه : ....سيبني ياابني ....اشهد ان لا اله الا الله
القي مكرم الكنزه من يده وخلع التيشيرت القطني الذي يرتديه وأحاط به أنفه
ووسط رؤيته التي تكاد تنعدم من فرط الادخنه سرعان ما كان يجذب أحدي الاغطيه السميكه من فوق الفراش ويندفع بها تجاه جانب الغرفه حيث تكاثفت السنه اللهب ليليقها فوقها يحاول اخمادها ويستدير سريعا مجددا الي تلك المرأه ويحيطها بذراعيه القويه ويحملها ويسرع بخطواته خارج تلك الغرفه ....!
..........
.....
لم تترك فيروز اصبع في يدها الا وقضمت اضافره بينما جلست بانتظار مهران وهي تحدث نفسها تاره تخبرها أن تتحلي بالشجاعه فهي لم تفعل شيء خاطيء وتاره تتراجع وتخبر نفسها انها أخطأت بتجاهله وفي كلا الاحوال عذرها الوحيد هو قلقها علي والدتها الذي حجب عنها رؤيتها السليمه للأمور .... التفتت سريعا الي باب الغرفه حيث دخل مهران لتسرع ناحيته وتمليء فمها بالكلمات تهتف بها سريعا : والله يا مهران انا مافكرت في أي حاجه الا ماما ... يحيى اول ما كلمني مشوفتش قدامي ...انا عارفه أن كان لازم اكلمك بس معرفش ازاي مفكرتش وجريت علي بيت عمي .....صمتت حينما اشار لها مهران هاتفا بحزم : خلصت يابت الناس مش عاوز كلام في الموضوع ده
اردفت وهي تتجه ناحيته : بس يامهران
قاطعها بحزم دون أن تكمل حديثها : من غير بس ... خلصنا قولت مش عاوز كلمه في الموضوع ده
اقتربت منه تتلمس كتفه : طيب ..طيب انت زعلان مني ؟!
نظر لها بطرف عيناه بحنق لتعض علي شفتيها برجاء وهي تقول : متزعلش ....
هتف مهران بانزعاج واضح : فيروز ...قولت خلاص اقفلي الكلام !
رمشت باهدابها وهي تقول بنبره ناعمه : طيب مش هتاكل
هز رأسه وهو يستبدل ملابسه : لا
قالت برجاء : عشان خاطري
هتف مهران بضيق : وبعدين وياكي يابت الناس
اتجه الي الفراش بخطوات غاضبه لتتحرك فيروز حول نفسها بضع مرات قبل أن تتجه ناحيه مهران مجددا قائله : شكرا علي اللغه عملته لماما
لم تتلقي رد منه بينما وضع جانبه علي الفراش لتزفر
بضيق من نفسها انها اغضبته ...ظلت تقضم أظافرها قبل أن تعود مجددا الي جواره علي طرف الفراش
وهي تفكر كيف ستصالحه بينما هذا الرقي في تعامله معها اشعرها بالضيق من نفسها فهو حتي لم يرفع صوته أو يقول كلمه تضايقها ... قامت من جواره لتستبدل ملابسها بهدوء ثم عادت لتضع جسدها علي الفراش من الجهه الأخري بكمد من الجفاء بينهم ...لم تتردد وسرعان ما تحركت لتميل علي مهران الذي أولاها ظهره وهي تناديه بصوت ناعم : مهران
شعر مهران بنعومة ملمس قميصها الحريري كما داعبت قلبه نبرتها الناعمه ولكنه يتمسك بثباته لتمرر فيروز أناملها بين خصلات شعره الفاحمه وهي تهمس بجوار أذنه : عديها بقي ياسيد الرجاله وخليها عليك المرة دي ...!
التفت مهران إليها رافعا حاجبه : سيد الرجاله ؟!
أومات فيروز : مش انت طول الوقت محسسني أن انا فعلا ست البنات ...تبقي انت سيد الرجاله !
أثرت عليه بكلماتها النعمه ولكنه تظاهر بالثبات علي موقفه وهو يقول بصوت أجش : عاوزة ايه يافيروز ؟
قالت برقه وهي تتلمس كتفه : عاوزة اصالحك واقولك مش قصدي ابدا ازعلك
رفع حاجبه بجفاء ظاهري : وده من أمتي ؟
ابتسمت برقه قائله وهي تمرر أناملها برقه علي أطراف ياقة جلبابه : قوتلك خليها عليك وبعدين انت عرفت طبعي وعرفت اني مش بفكر لما بتضايق
نظر لها وقال بجدية : وانتي كمان عرفتي طبعي وعرفتي ايه اللي بيضايقني وبرضه عملتيه
قالت برقه وهي تقبل وجنته : بس انت اكرم مني وهتعديها وخصوصا اني بقولك غلطانه وحقك عليا
رفع حاجبه متفاجيء من محاولتها ليقول بتهكم ظاهري : من غير مقاوحه كده ...امال فين لسانك
قالت بسماجه وهي تضحك مشيرة إلي لسانها : لساني اهو في بوقي
افلتت ضحكه مهران التي سرعان ما أخفاها ولكن فيروز لم تخفي عنه هذا الاعتراف وهي ترفع ذراعه وتضع راسها فوقه متنهده بحب : انا بحبك اوي يا مهران ومقدرش علي زعلك ...انت خلتني واحده تانيه ومن غيرك معرفش انا كنت هبقي عايشه ازاي ....انت احلي حاجه ربنا عوضني بيها ...اشرأبت برأسها تتطلع الي عيناه التي لمعت بالرضي من كلماتها لتختمها بتلك القبله الناعمه علي طرف شفتيه والتي سرعان ما التهمتها شفتاه .
........
...
مد أحد الجيران يداه الي مكرم بكوب من الماء
ليهز رأسه برفض وتتركز عيناه علي ملامح المراه الواهنه بينما يحاول الجيران اسعافها إلي أن تأتي سياره الاسعاف والتي طلبوها كما طلبوا سياره الاطفاء ولم تأتي بعد ....!
تكاتف الجيران واستطاعوا إخماد الحريق بوقت قليل قبل أن يطال باقي الشقه بينما يهرع الجميع للمساعده ...
جلست سندس بجانب تلك المرأه التي كانت تسعل وتتنفس بصعوبه ليزفر مكرم بحنق من عدم وصول سياره الاسعاف ويتحامل علي الم صدره الذي تعبق بالادخنه
هاتفا وهو يعتدل واقفا : هاتوها يارجاله علي العربيه انا هاخدها المستشفي
دخل الي شقته وسحب قميص وضعه فوق جسده وجذب مفتاح سيارته من فوق الطاوله بينما أسرع الرجال يحملون المراه ويضعوها بسيارته ....جلست سندس الي جوار المراه وركب معهم أحد الجيران ليتحرك مكرم مسرعا
وما أن وصلوا الي بدايه الشارع حتي تعالي صوت سيارة الإسعاف متزامن مع وصول سيارة الإطفاء ليتهكم مكرم بنظراته ويسرع بسيارته الي المشفي القريب حيث اسرع الأطباء لإسعاف المراه ......
اخذت سندس تتحرك ذهابا وإيابا في ممر المشفي بينما كل بضع خطوات ترفع عيونها تجاه ذلك الرجل ...أنه خشن للغايه ولا ينطق بالكثير لتحتار في تبين شيء عنه بينما سكن في الشقه المقابله منذ اشهر قليله ولم تراه الا مره او مرتين وهو يغادر أو يعود بسيارته التي استغربت كونها فارهه لا تتناسب مع سكنه بهذا المنزل القديم بتلك المنطقه التي يسكنون بها .... يبدو من ملابسه الانيقه أنه ليس برجل بسيط ولكن لماذا رجل مثله يسكن بشقه بسيطه بمكان متواضع كهذا ...غابت بتفكيرها بينما مكرم كان مايزال واقفا برواق المشفي بصمت
خرجت أحدي الممرضات من تلك الغرفه حيث يعاينون جارتها لتسرع سندس ناحيتها : طمنيني عليه ؟
قالت الممرضه وهي تضع يدها بجيوبها : كويسه ...هتاخذ جلسه نفس ثانيه كمان ساعه وبعد كده الدكتور هيكتب ليها علي خروج
: ينفع اطمن عليها
أومات الممرضه قائله : شويه لما تخلص جلسه النفس ...
انتي بنتها
هزت سندس رأسها : لا هي ملهاش حد
عقدت الممرضه حاجبها : بس دلوقتي لازم حد يملي بياناتها للمستشفي وكمان يسدد الحساب
هزت سندس رأسها قائله بقليل من التعلثم: حاضر ... انا هروح البيت اجيب فلوس ...هو كام الحساب
هزت الممرضه راسها : معرفش ...تقدري تعرفي في الحسابات
توترت ملامح سندس بينما كانت ملامح مكرم هادئه الي نحو كبير ليوقفها قبل أن تتحرك : خليكي هنا وانا هروح اخلص الإجراءات
لم ينتظر سماع رد منها ليتحرك علي الفور ولكنه وجد تلك الفتاه تلحق به ...استني ...استني يااستاذ
تابع مكرم طريقه بعدم اكتراث لحديث سندس التي كانت تقول بحرج : انا خرجت البيت اجيب الفلوس .. اصل ...اصل مش هينفع انك تدفع لها
اشار لها مكرم بهدوء وهو يأخذ تلك الأوراق من موظفه الاستقبال : مفيش مشكله دلوقتى ....قوليلي بس اسمها بالكامل
بدء مكرم يمليء تلك الأوراق التي تمليه سندس محتوياتها عن بيانات المراه لتتابع بحديث تخفي به حرجها من هذا الموقف : انا بجد مش عارفه اشكرك ازاي وطنط سعاد كمان ....دي طيبه اوي وتعتبر مربياني ...انا لما جيت مع بابا من البلد من سنين محدش كان بياخد باله مني الا هي ....بابا كان مدرس بس مات وانا في الدبلوم ومن وقتها وهي عينيها عليا وكأنها امي ....
جت لها جلطه السنه اللي فاتت واتشلت وانا مش بسيبها
وبفضل معاها طول الوقت ..... بس نزلت عشان كان عندي طلبيه قولت اشتغل فيها وعيني غفلت لغايه ما قومت علي ريحه الحريقه .....تابعت بحيرة وهي تفكر بسبب الحريق : هي بتسقع اوي بسبب رجليها وعشان كده بتشعل الدفايه تلاقي البطانيه شبكت فيها
مع اني علي طول اقولها بلاش تنام والدفايه شغاله
تنهدت بثقل وهي تتابع : بس الحمد لله انت انقذتها
ربنا يحميك
لم يقل مكرم شيء بينما لم تتوقف سندس عن الحديث لتنتبه لصمته الذي استفزها وترفع إليه عيناها الواسعه تسأله : يااستاذ
ترك مكرم القلم من يداه ونظر لها : نعم
تعلثمت من عمق نظرته الثابته لتقول : هو ..هو يعني انت بتكلمني كده ليه
رفع مكرم حاجبه بعدم فهم بينما هو لم ينطق بكلمه : ازاي..... هو انا اتكلمت اصلا ؟!
أومات سندس بنبره طفوليه : ايوه قصدي مش بتتكلم !
ازدادت قطبه جبين مكرم الذي تساءل بدهشة : اقول ايه ؟!
هزت كتفها ببلاهه : اي حاجه .....انا حكيت لك تاريخ حياتي
قال مكرم باقتضاب : والمطلوب
شعرت بالحرج لتخفض عيونها بينما تخضبت وجنتيها الممتلئه بالحمرة : ولا حاجه قصدي يعني علي الاقل اسمك ايه ....احنا جيران والجيران لبعضها
قال مكرم بنبرته العميقه بينما لاحظ مقدار سذاجه تلك الفتاه وبراءتها : مكرم
ارتسمت ابتسامه علي شفتيها وهي تقول : اتشرفت يااستاذ مكرم
اوما لها بصمت لتأتي الممرضه تجاههم قائله :تقدري تشوفي المريضه
أومات سندس وسريعا ما تحركت ليتبعها مكرم بنظراته ويهز كتفه بينما مازال يستغرب وجود فتيات مثلها ....تبدو بسيطه للغايه بكل شيء حتي تفكيرها ....
انهي باقي الإجراءات وكان يعيد حافظته الجلديه الانيقه الي جيبه حينما لمح طيف تلك الفتاه تتحرك تجاهه بخطواتها المسرعه دوما ...قالت بابتسامه ارتسمت فوق شفتيها الورديه : طنط سعاد عاوزة تشكرك
قال مكرم باقتضاب : مفيش داعي انا معملتش حاجه
هزت راسها باعتراض : أزاي بقي ده انت انقذتها وحتي جبتها المستشفي
هز مكرم رأسه قائلا : عادي المهم انها بخير ... أنا خلصت حساب المستشفي وكل حاجه
مد يداه الي جيبه وأخرج بضعه اوراق نقديه لتتفاجيء سندس به يمد يده لها بهم قائلا ؛ خلي دول معاكي عشان تبقي تروحيها في تاكسي . .
ابتلعت سندس بتوتر واحمر وجهها لتبعد يداها بعزه نفس : شكرا
فهم مكرم نظراتها التي بدي فيها الغضب ليقول بتوضيح: انا مقصدتش حاجه .... انا بس مضطر اروح وانتي لازم تفصلي معاها وتروحيها
قالت الفتاه بعزه نفس : هتصرف متشغلش بالك
هز مكرم رأسه بإصرار : اسمعي الكلام لو سمحتي
اخذت سندس ورقه نقديه واحده تكفي لعودتها برفقه جارتها قائله بحرج : هاخد دي بس وهرجعهالك اول ما اروح
هز مكرم رأسه ووضع كل المال بيدها : خليهم معاكي عشان لو احتاجتي حاجه
تركها وغادر قبل أن تعترض لتسرع خلفه : يا استاذ ... لم يتوقف لتتنهد وهي تنتظر في أثره فكم هو غريب وصامت هذا الرجل ...!
ولكنه يدفعها للتفكير به !
دخلت الي سعاد مجددا وكعادتها لا تصمت ولكن تلك المره لم تتوقف عن الحديث عنه ....بعد منتصف الليل
استمع مكرم الي صوت تلك الجلبه التي تأتي من خلال الدرج ليتجه الي الباب ولكنه يتراجع مكانه مجددا يخبر نفسه انه فعل ما عليه ليستمع الي صوت الجيران وهم يحملون المراه ويدخلونها الي منزل سندس المقابل له ليعقد مكرم حاجبيه وهو يفكر للحظه بتلك الفتاه الغريبه التي استغرب انه تذكر اسمها !
ليجذب هاتفه ويضع به عيناه بصمت الي أن راوده النعاس .
....
.......
تقلبت ماس بكسل لترتسم تلقائيا ابتسامه حالمه فوق شفتيها وهي تشعر بأنفاس جاسر الهادئه تلفح بشره عنقها. ...مدت يدها لتمررها بين خصلات شعره قليلا قبل أن ترفع رأسه برفق من فوق صدرها وتضعها فوق الوساده ثم تميل فوقه وتطبع قبله رقيقه علي جبينه وتتجه الي طرف الفراش لتغادره ولكنها لم تكد تتحرك حتي شعرت بذراعي جاسر تحيط بها ويعيدها الي جواره متمتم بصوت ناعس: رايحه فين ياقلبي ؟!
ابتسمت وهي تداعب أنفه : صباح الخير
فتح عيناه وابتسم لها : صباح الورد .....
ضحكت ماس قائله : علي فكره وحشني اوي اصحي وانت جنبي
اوما واحاطها بذراعه مقبل وجنتها : مش اكتر مني
أغمضت عيونها متنهده وهي تشعر بشفتاه تداعب شحمه أذنها هامسا بغزل : وحشتني ريحتك ....داعب أنفها وتابع : وحشتني شقاوتك
وقبل عيونها وهو يتابع : وعنيكي الحلوة افتح عليها عنيا
قبل وجنتها وجانب شفتيها وهو مازال يتابع :
كل حاجه فيكي وحشتني ....بحبك ياماسه
ازدادت ابتسامه ماس الحالمه بينما لاتتوقف شفتاه عن تقبيل كل انش بوجهها مجددا ومرارا وتكرارا حتي تمهلت شفتاه بجوار شفتيها يقبل كل جزء بها بتمهل وبطء قبل أن يلتهم كلتا شفتيها بين شفتيه بشغف اذابها بين ذراعيه لتبدأ صباحها بنوبه عشق عاتيه ... دفن جاسر وجهه بعنقها وانفاسه المتسارعة تداعب بشرتها بينما يهمس برضي تام : بحبك
بادلته ماس الهمس: وانا بموت فيك ...
..............
....
شعرت بانتظام انفاس جاسر مجددا لتقاوم تلك القوة التي انتابتها وهي تقوم بهدوء من جواره
وضعت روبها الحريري فوق جسدها واتجهت للخارج لتنطلق من شفتيها تنهيده عميقه وهي تبتسم بينما تنظر في أرجاء من لها الذي افتقدته كثيرا
بحماس بدأت تزيل تلك الفوضي التي خلفها جاسر في أرجاء المنزل لتعيد تنظيم كل شيء بمكانه
ثم تتجه الي غرفتها مجددا لتجد جاسر مايزال نائما
دخلت لتأخذ دوش دافيء طالت مكوثها به لترخي عضلات جسدها المرهقه وابتسامته لاتفارق وجهها بينما تتذكر تفاصيل تلك الليله الطويله التي لم يتوقف جاسر فيها عن جنون عشقه المرة تلو الأخري بلا ارتواء...
اشتاقت إليه أضعاف لتننهد وهي تفكر كم تحبه ولم تكن لتكون سعيده مع رجل سواه هو بكل ما فيه عشقها الاول والاخير. ...له عيوب نعم ولكنها وصلت إلي حب عيوبه
خرجت من كابينه الاستحمام لتجذب رداء الاستحمام الزهري وتحيط به جسدها وتتجه الي المراه الكبيره التي توسطت الحمام تجذب مجفف الهواء وتجفف به شعرها وتجمعه اعلي راسها ثم تتجه الي الخارج ....تمطأت وهي تخرج الطعام من الثلاجه لتعد الأفطار ولكن صوت جاسر الذي يناديها أوقفها لتتجه الي الغرفه : ماسه ..ماسه
ابتسمت له وهي تدخل الي الغرفه قائله : صحيت
اوما وهو يتمطأ: اه ياحبيتي ... كنتي فين بدور عليكى
اتجهت إليه تقبل وجنته : انا صحيت من شويه وقولت اجهز لينا الفطار
جذبها إليه يحتضنها ويقبل طرف شفتيها ثم يمرر أنفه علي عنقها الناعم يشتم رائحه الياسمين التي انبعثت منه وهو يتمتم : صباح الورد
ازدادت عمق قبلته بينما اشعلت رائحتها الجميله أثارته ليحيط خصرها النحيل بذراعيه لتبادله ماس قبلته وهي تغمض عيونها بسعاده إلي أن تنبهت ليد جاسر التي امتدت الي رباط رداء الاستحمام الذي ترتديه يفك عقدته لتضع ماس يداه فوق يده بينما لمعت تلك النظرات بعيونه لتعرف ماس ماينتويه وعلي الفور كانت تركض من بين ذراعيه قائله بكذب وهي تتهرب من نوبه أخري من جنون عشقه : القهوة هتفور ...!
أسرعت الي المطبخ وبسرعه جذبت القهوة وبدأت تصنعها بينما تحكم رباط ثوب الاستحمام الزهري الذي ترتديه حول خصرها النحيل وهي تحدث نفسها ضاحكه : ده لازم ياخد مهدئات ..!
شهقت بهلع ماان لفحت تلك الأنفاس الساخنه جانب عنقها لتستدير بفزع : جاسر !
نظر لها جاسر بعبث : مهدئات ياظالمه ...!
ازدادت نظرات العبث بعيناه التي طافت بشفتيها التي بدأت تعض عليها حينما مرر أطراف انامله علي جانب عنقها بحركات دائريه وترت كل أطرافها وبدأت تستجيب لاقترابه حينما همس بجوار أذنها بوقاحه محببه : كل ده عشان عملت كده 🤫🤫 خمس مرات بس
افلتت ضحكه ماس التي احمر وجهها قائله : انت عاددهم
فرك جاسر شعره الاشعث قائلا بشقاوة : خمسه ولا سته مش فاكر
عادت ماس لتضحك وهي تتهرب بنظراتها من نظراته الوقحه: بطل قله ادب بقي وخليني اعمل الفطار
وقف جلس خلفها وأحاط ظهرها بصدره قائلا : بالرغم أن وحشني اوي افطر من ايدك بس انتي وحشتيني اكتر....أدارها ناحيته وبدات شفتاه جولتها فوق وجهها بينما يهتف بشغف : مش عاوز افطر ....عاوزك انتي
هزت ماس راسها ضاحكه بينما تدغدغها أنفاسه : لا هنفطر عشان أنا جعانه اوي ....أبعدت عنقها عن مرمي قبلاته وهي تقول : يلا ياحبيبي روح خد شاور ومتعطلنيش
هز رأسه وهو يضع قبلات كثيرة علي جانب كتفها : حاضر ياقلب حبيبك
اتجه الي باب المطبخ ليستدير إليها باستدراك : ماسه
نظرت له ليشير الي القهوة التي لم تعدها متسائلا بخبث : فين القهوة اللي كانت هتفور
ضحكت ماس قائله : لا مفيش قهوة ....انا كنت بقول كده بس عشان تسيبني
نظر لها بوعيد عابث : بقي كده ؟!
هزت راسها بابتسامه زينت حمرة وجهها : اعمل ايه ما انت ...
لم تكمل جملتها ليزداد خجلها بينما هاهو الوقح يتجه ناحيتها : انا ايه ..... وضعت يدها علي شفتيه : بطل بقي ياجسورة
قبل أصابعها وهو يقول بشغف : وحشتيني اعمل ايه
ابتسمت له بدلال : وانت كمان ....
قبل أن تجيبها شفتاه بطريقته كانت تكمل جملتها وهي ترفع يدها أمامه : كفايه ياجسورة قله ادب ويلا نفطر
انا هموت من الجوع
اوما لها وقبل وجنتها : بعد الشر عليكي...يلا خمس دقائق وجاي علي طول
.......
....
استيقظ مهران ليفرك وجهه وعيناه التي دارت في أرجاء الغرفه بحثا عنها ولكنه لم يجدها ليرفع الغطاء من فوقه ويقوم من الفراش وهو يتمطأ ويتثاءب وتلك الابتسامه تداعب وجهه بينما كعادتها تخطف قلبه بكل مافيها ....اتجه الي الحمام بخطوات ناعسه ليقف اسفل المياة الدافئه لوقت قليل ثم يخرج .....كان وجهه بأكمله اسفل المنشفه التي كان يجفف بها خصلات شعره حينما انتفض بهلع علي شهقه فيروز ...!
نزع المنشفه سريعا لينظر لها بقلق : في ايه ؟!
ضربت فيروز الأرض بقدمها هاتفه : انت صحيت ليه ...كنت استني خمس دقائق
لم يفهم مهران شيء لتضع فيروز تلك الصينيه التي جهزت عليها الافطار علي الطاوله وتهتف بامتعاض طفولي : انا كنت هصحيك وجيبالك الفطار لغايه السرير ...هزت راسها وتابعت : ضيعت اللحظه الرومانسيه
نظر لها مهران رافعا حاجبه بغيظ : صرعتيني عشان كده ....انا قولت حصلك حاجه ...يابوي عليكي قطعت الخلف
لوت فيروز شفتيها كالاطفال واتجهت إليه بتدليل : بعد الشر عليك
نظر لها مهران بطرف عيناه بينما اذابته بما تفعله منذ الأمس لتشعر بيداه تحيط بخصرها ويلصقها بجسده وهو يتطلع لها بنظرات عابثه : ناويه علي ايه يا بنت الناس
مررت فيروز أناملها علي جانب عنقه بدلال : مش هتقولي ياست البنات
لم يعد هناك مجال للكلمات ليميل مهران بشفتاه تجاه شفتيها التي لم يعد يصدق مقدار الشهد الذي أصبح يخرج من بينهما ليرتوي منها بقبله طويله اججت من دماءه التي هدرت بعروقه ليتراجع بها خطوة للخلف باتجاه فراشهم ...!
.....
........
مالت ياسمين علي صالح برجاء وهي تنظر إليه بعيونها الجميله : عشان خاطري ياصالح
هز صالح رأسه قائلا : ياسمين بطلي زن قولت هفكر
لم تتركه لتحيط عنقه بذراعيها : لا ياصالح انت بتضحك عليا وبتقول هفكر وخلاص ....تابعت بنبره ناعمه :
عشان خاطري ....ده وقف جنبي كتير اوي
اقل حاجه انك تساعده ده الحاج ابو النجا قالي أنه مش بيشتغل وانت عارف أن..قاطعها صالح بحاجب مرفوع متزمرا : هو اليوم كله هنتكلم علي مكرم
هزت راسها وقالت برقه متراجعه : مش قصدي بس ياصالح انا بقولك ظروفه ....
زفر صالح من هذا الموضوع الذي لا تتوقف عن الحديث به ليقول بجديه: طيب يا حبيتي حاضر....بس تقدري تقولي ليا هشغله ايه ؟!
قالت ياسمين بتفكير : اي حاجه
تنهد مكرم وتابع بشرح : يا ياسمين مكرم ده مش محتاج شغل وخلاص ده له شغل معين وانتي عارفاه
أومات بدفاع عن مكرم : بس هو بعد عن الشغل ده خلاص
هز صالح رأسه : ومش هيعرف يشتغل شغل غيره
قالت ياسمين برجاء : جرب بس ....انت مش عندك اماكن كتير خليه هو ورجالته يحرسوها
تنهد صالح قائلا بحيرة : مش عارف يا حبيتي ....
نظرت له بعتاب : مش عارف ايه ....قطبت جبينها قائله : انت قولت ليا اطلب اللي انا عاوزاه واهو رفضت
أحاطها صالح بذراعيه قائلا : لا طبعا أنا عند كلمتي ...اطلبي لو نجمه من السما ...
التفتت له بابتسامه : طلبت تشغل مكرم
انتفخ صدر صالح بغيرة واضحه : يادي مكرم ....حاضر يا حبيتي هشغله ...رفع إصبعه في وجهها : بس مش عاوز اسمع اسمه تاني
نظرت له بدلال : ليه بقي ؟!
نظر لها بغيظ وغيرة : عشان زي ما انتوا عندكم الحاسه السادسه احنا كمان عندنا سنسور وانا مش مرتاح له وحاسس أنه في حاجه منه ناحيتك
هزت ياسمين راسها سريعا : لا ..لا مفتكرش
نظرت إلي غيرو صالح الواضحه وتابعت لتنهي الحديث : وحتي لو انا كل اللي يهمني أنه عمره ما تجاوز معايا بكلمه حتي
مالت علي صدره وتابعت بتدليل : خلي السنسور بتاعك يرتاح انا مفيش في قلبي ولا عقلي ولا حياتي الا انت وبس ..!
وكانت قبله عاصفه هي الرد الأمثل علي كلماتها بينما كان هناك مستشعر اخر يتحرك بداخل جاسر الذي وقف بجوار ماس يغتصب ابتسامه مصطنعه علي شفتيه وهو مجبر علي تحمل ابتسامتها لمهاب ومصافحتها له بينما يحضرون سويا حفل زفاف ريم وداغر ....!
احلي بكل ضبط النفس بينما لايريد أن يتشاجرون سويا لأي سبب وخاصه حينما يكون السبب هو غيرته الحمقاء فقط ....يغار بجنون وإن كان فقط لمجرد رؤيه ابتسامه منها لأحد سواه لذا ظل يردد لنفسه أنه زميل عمل وهم بمناسبه اجتماعيه وليس عليه أن يغار من شيء ....
التفتت ماس اليه لتكتم ضحكتها علي ابتسامته المصطنعه الواضحه لتشعر بالرضي وهي تراه يبذل مجهود لارضاءها لذا عليها أن تكافأه بطريقتها ...أمسكت بيده ونظرت إليه بعيون مبهورة : تعرف انك حلو اوي النهارده
نظر لها وسرعان ما كان يرضي كطفل صغير وهو يقول بلهفه بينما يهندم من ربطه عنقه الحريريه: بجد يا ماسه
أومات له وأخذت منه مهمه هندمه ربطه عنقه : جدا ياحبيبي ...زي القمر ...
ابتسم لها لتميل عليه بدلال وتتابع سيل مكافأتها بحلو الكلمات : امال انا سبت كل الرجاله واخترتك انت ليه !
ذكيه للغايه وقد عرفت واخيرا طريقه التعامل المثاليه مع رجل بطباع زوجها ....لايجب أن تهمله ابدا وعليها أن تريه دوما أنه أولي اهتماماتها ...!
أشارت إلي ريم التي تألقت بفستان زفافها وبابتسامتها السعيده قائله : حبيبي دول كل زمايلي بيتصورا مع ريم تعالي نتصور معاهم
ربت جاسر علي كتفها بحنان قائلا : روحي يا حبيتي اتصوري مع زمايلك
نظرت له بعيون تطايرت منها السعاده : يعني مش هتضايق
هز رأسه : خالص ...انا عاوزك تتبسطي
وبالفعل كانت لغايه السعاده بينما عرف التفاهم لهم طريق ليزيد من الود والحب بينهم
وقف يتأملها بعيون عاشقه وهي تتصور برفقه زملائها قبل أن يلتفت الي ذلك الصوت : جاسر
تقدمت سلمي وهي تحمل طرف فستانها الطويل ناحيته وتمد يدها اليه : عامل ايه ؟!
صافحها قائلا ,: الحمد لله وانتي
هزت كتفها : الحمد لله ....طنط ماجي قالت ليا أن عروسه داغر عرفها عن طريقك
اوما لها قائلا : اه صاحبه ماس مراتي
نظرت سلمي الي حيث نظر جاسر تجاه ماس لتردد : اسمها حلو اوي
اوما لها بتأكيد وهو يشير لماس أن تأتي ليعرفها علي سلمي جارتهم القديمه بينما كانت تسكن بالعمارة المقابله لهم هي وداغر الذي عرفت من والدته بزفافه ودعتها إليه ....
مر منتصف الحفل لينظر جاسر بنظرات ماكرة تجاه مهاب الذي كان يتحرك بهيئته الكامله هنا وهناك لتزداد نظراته مكرا وهو يتقدم ناحيته قائلا : اعرفك يامهاب علي سلمي ....من أنجح واشطر سيدات الأعمال ....اشار الي مهاب وتابع : مستر مهاب مدير بنك **
كتم جاسر ضحكته الخبيثه بنهايه الحفل بينما التصقت سلمي بمهاب !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم .....
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك