ما أن شعرت ثراء بخطوات عاصم تقترب حتي سحبت نفس عميق وكتمته بداخل رئتيها وهي تغمض عيناها تستجمع ثباتها قبل أن تقوم وتلتفت الي خطواته المهيبه وهي تحاول أن تستجمع شجاعتها لتقول الكلمات التي رتبتها بعقلها طوال الطريق .... قالت بصوت هاديء : انا متاسفه اني جيت من غير ما ابلغ حضرتك يامستر عاصم
اوما عاصم دون قول شيء لتبتلع ثراء رمقها بثقل وتحاول قراءه ملامحه ولكنها لم تستطيع بينما جلس عاصم في مقعده الجلدي الوثير ونظر إليها بنظراته الثاقبه لتتحدث فيما أتت من اجله دون أن يسألها لتتحدث ثراء بثقه في عقلها وفي تلك المعاملة رحبه الصدر التي طالما قابلها بها : مش عارفه اذا كان وصل لحضرتك القرار بتاع مستر سيف أو لا
استند عاصم بذقنه الي قبضه يداه ونظر إليها بقليل من الاستخفاف لم تلمحه بينما يقول : عندك شك ان في حاجه انا معرفهاش بتحصل في الشركه
هزت ثراء راسها وسرعان ما بدأت في التملق وهي تقول بثقه : طبعا لا يامستر عاصم وعشان كده انا جيت لسيادتك عشان تلغي القرار ده
هنا لمحت نظرات الاستخفاف بعيون عاصم الذي قال وعلي طرف شفتيه لمحه من ابتسامه مستخفه لثقتها الزائده : وايه اللي مخليكي واثقه كده !؟
قالت ثراء بمزيد من الثقه : أن طبعا مستر سيف مبلغش حضرتك سبب قراره أنه يفصلني والا اكيد كنت هتمنعه وترفض قرار زي ده اخده من غير ما يرجعلك
رفع عاصم حاجبه وازاد من جرعه استخفافه بها لأنها من أتت تستخف بعقله ليقول بهدوء شديد كان كافي بتلقينها الدرس الذي تحتاج إليه : انتي متوقعه مني الغي قرار ابني اللي انا سايب في أيده قرارت شغلي ورأس مالي كله وثقتي فيه عميا
اهتزت نظرات ثراء ورفض عقلها التوقف عن نثر سمومه لتهز راسها وتقول بخبث قصدته : طبعا لانه فصلني من الشغل بسبب كلام مسز ريهام عشان ليها مكانه عنده مش لأي سبب تاني
خبيثه وظنت بثقه أن إلقاء تهمه كتلك علي سيف ستجد صداها كما فعلتها مع تينا بقصد ذرع الشك بداخلها في زوجها لتنصدم ملامحها حينما نظر لها عاصم بحده وطار كل هدوءه بينما يهتف بها بتوبيخ : سيف اخد القرار بناء علي حاجه معينه هو شايفها وانا مش هسأله اخد القرار ليه لاني واثق في كل قرار ياخده
اهتزت نظرات ثراء لتهتف بعدم تصديق بينما بلحظه انهدمت كل آمالها ولم تفلح خطتها في إعادتها لعملها : يعني ...يعني انا مش هرجع الشغل
لم يجاوب عاصم علي سؤالها الساذج ليقوم من مقعده ويشير لها بقله لياقه : متاسف عندي شغل مهم لو كلامك خلص اتفضلي
قامت ثراء ببطء من مكانها وعيناها التي تجمعت بها الدموع نظرت إلي عاصم بعدم تصديق لهذا التغيير الكامل من طرفه ناحيتها لتجر أذيال الخيبه وهي تخرج من الغرفه ..... شهقت بقوة وارتدت الي الخلف بينما كادت تصطدم بعمر الذي تراجع للخلف وهو يبعد الكوب الذي كان بيده و انسكب البعض منه علي الأرض لتقول ثراء سريعا باعتذار : انا اسفه ...انا اسفه اوي
هز عمر رأسه قائلا : ولا يهمك ...حصل خير
تغيرت ملامحه وسرعان ما زأر بصوت جهوري : بت يا شهد ....انتي يا بت
أسرعت شهد تركض وهي تخفض عيناها بذل وانكسار الي الأرض قائله : نعم
نظر لها عمر نظره مليئه بالكراهية لم تخفي عن ثراء التي تساءلت ما غير علاقتهم عما قبل ليهتف عمر بها بتحقير : نضفي الأرض ولا اتعميتي مش شايفه
غص حلق شهد واسرعت بانكسار تحضر فوطه تنظف بها الأرض
لتنظر ثراء له وسرعان ماكانت تأمر تلك الدموع بالانهمار بينما تقول : انا اسفه بس مستر عاصم كلامه خلاني مبقاش شايفه قدامي
اجتذبت اهتمام عمر الذي سألها ...ايه اللي حصل
قبل أن تقول ثراء شيء كانت شهد تعود
وتجثو اسفل قدم عمر الذي رفع قامته باعتداد ونظر لها باحتقار وهو يمسح طرف حذاءه الثمين بالقرب منها في طرف الفوطه التي احضرتها قائلا : روحي شوفي حاجه تانيه تنضفي بيها
سبقتها دموعها وهي تركض من أمامه لتتغير ملامح عمر مجددا وتتحول الي اللطف بينما يقول لثراء: فاضيه نتكلم شويه ....بالطبع وافقت علي الفور فهاهي الظروف تساعدها دوما وما أن ينغلق باب حتي ينفتح اخر ولكنها لم تكن تظن أنه سيفتح لتلك الدرجه ...!!
رفع عاصم عيناه باستنكار بينما لم يصدق ما استمع له : بتقول ايه ؟!
قال عمر بهدوء شديد وعقلانيه نجح في رسمها أمام عاصم كافيه باستفزازه : بقول اني اخترت اللي هتجوزها وجاي زي اي ابن بياخد رأي ابوه
اوما عاصم وتمسك بهدوءه قائلا : جميل يعني انت جاي تاخد رأيي....نظر إلي ابنه وتمهل بينما يتابع : وانا مش موافق !
ارتسمت نظرات الاستخفاف بعيون عمر يخفي خلفها تحديه لأبيه بينما يسأله : والسبب ؟!
قبل أن يقول عاصم شيء كان عمر يتابع : انها مش بنت وزير ولا سفير ....هز كتفه وتابع ببرود : حتي لو كده ...عجباني وانت نفسك كنت بتتكلم عنها وعن اخلاقها
اوما عاصم وقد انخدع بحديث عمر العقلاني ليبادله العقلانية : حصل بس ده قبل ما كنت اعرف طبعها ....ياعمر البنت دي مش كويسه ...وصوليه وكدابه ...تخيل عاوزاني اشك في اخوك ....قاطعه عمر قبل أن يتابع بيننا يقول بتحدي : عجباني !!
احتدت نبره عاصم بغضب : ايه اللي عجبك فيها ...انت اصلا متعرفهاش ....خليني اقولك اللي عرفته عنها
هز عمر رأسه وقال باصرار رافض سماع اي شيء إلا صدي صوت تحديه لأبيه : مش فارق معايا حوارات الشغل بتاعتكم ... انا قررت اني اتجوز ثراء !!
زم عاصم شفتيه ليتابع عمر بتحدي مبطن : افتكر انك وعدتني تثق في قراراتي
اوما عاصم : حصل بس في نفس الوقت لازم أتدخل لما احس ان قرارك غلط
هز عمر رأسه وهتف باصرار : هتحمل نتيجته
زم عاصم شفتيه ونظر الي ابنه بخيبه امل فهاهو لم يتغير بل فقط كان مستكين بانتظار قدوم الوقت الذي يظن بأنه بتحديه لأبيه بهذا القرار سيأخذ حقه منه
ليتبختر عمر بخيلاء زائفه وهو يغادر مكتب أبيه وعلي شفتيه ابتسامه النصر بينما بداخله ذلك الغل والحقد الذي لا يهدأ وهو يتذكر كل لحظه مضت ....أبيه شك به واطلق عليه حكمه المطلق بينما لم يتواني لحظه في الثقه العمياء بأخيه بالرغم من وجود تلك الشائعات !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
😍😍😍😍
ردحذفعمر اغبي مخلوق علي وجه الأرض بيعاند أبوه وخلاص عمل ايه عشان عاصم يثق فيه زي سيف
ردحذفهو عمر ناوى ي خ ل ص علينا وصلت ل ثراء مش قادرة اتعاطف او ادافع عنه تانى
ردحذفحلوة يارب ينزل بسرعه 😚♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ردحذفانا مش لاقيه اي مبرر لتصرفات عمر بجد بيعاند وخلاص في عاصم
ردحذفصعبانه علي وسيله 😴
ردحذفعلاقة الأب بالإبن مشتعله، عاصم سبب اساسى لكل إلى فيه عمر، القصة ديه من أحلى رواياتك يا رونا تنافسها بس ) قيد من ذهب(
ردحذفلا يارونا بليز الروايه بوخت اوي هي وسيله عملت اي لكل ده الله يحرقك ي عمر
ردحذفامتي هتنزلي البارت ياحبيبتي ♥
ردحذفالبارت اتأخر زياده عن اللزوم
ردحذفالبارت اتأخر زياده عن اللزوم
ردحذف