ازدادت ملامح عمر عبوسا وهو يدخل الي المنزل ويراها بنفس الحاله التي تركها بها منذ عده ايام ...نفس الجسد الممدد اسفل الاغطيه ونفس انكماشه جسدها علي نفسه ونفس الملامح الذابله التي ازدانت بتلك العيون الباكيه التي لايعرف من اين لها بكل تلك الدموع وكأنها بحر لاينضب ...مهما يري دموعها تكون هي الوحيده التي تشعر بمرارتها في حلقها ولا تتساءل من اين تأتي بالمزيد بينما كل ما بداخلها تحول الي حزن اقتطف روحها وكأنها عاشت به لسنوات انستها كيف تكون السعاده أو كيف كانت قبل أن تلتقيه....تبكي بوجع شديد لكل شيء ومرارة الفقد والافتقاد تكسو حلقها الجاف ...!
لا يحتمل بالأساس ولم يعد يحتمل أن يقف في مواجهه مع ذلك الحزن الذي تقابله به بينما المواجهه الحقيقيه يجب أن تكون مع نفسه ولكنه كالعاده يتهرب من اي مواجهه ويبحث بفقد ضاري عن الراحه التي كان يجدها بين كنف أحضانها أو بمجرد بقاءه معها وبكل مره يأتي يذهب مباشرة دون قول شيء ويتركها لحزنها ظنا منه أنه ستكون له نهايه بالنهايه ولكن هاهي الايام تمر وصبره ينعدم لتنفلت زفره ضائقه من صدره تبعها كلمات حانقه خرجت من بين شفتيه يلسعها بها بلذعه عدم احتماله لحالتها بينما هي المخطئه لذا بصمت قامت وسيله من فوق الاريكه التي لا تعد الساعات وهي فوقها بلا حراك بينما عقلها طاحونه لا تتوقف وبقلبها نيران مشتعله بحزن جارف لاتعرف لمن تشكيه اتجر غطاءها كما جرت أذيال حزنها ودخلت الي الغرفه تحاول أن تصم اذناها عن حنق كلماته ليزم عمر شفتيه بضيق شديد ويركل الطاوله وهو واقف يراقب تلك الهاله الكئيبه التي تحيط بها في هذا المشهد الحزين ....اتجه بغضب الي المطبخ ليجذب كوب ويضعه أمام صنبور مبرد المياه ويضغط عليه لإفراغ كوب ماء بارد لنفسه لعله يهديء من فوران أعصابه الذي ازداد وهو يضغط بضع مرات على الزر لتتساقط بضع قطرات ....نظر بغضب الي زجاجه المياه الفارغه ليركل الجهاز بغضب ويتجه الي الثلاجه ويتوقف امامها بجبين منعقد وهو يراها فارغه من اي شيء ...!
التفت تجاه الباب بغضب تدفق في عروقه ثم عاد لينظر الي الثلاجه التي لايدرك متي انتهي كل الطعام منها وفرغت يشغل نفسه عن سؤال بشع .. هل بقيت بلا طعام لعده ايام دون أن ينتبه أو يفكر ....امسك بمعدته حينما شعر بالغثيان لمجرد تفكيره المقيت أنه سيء لتلك الدرجه ...يتركها وحدها بلا طعام وبلا نقود ...إذن كيف تحتمل وحتي لا تخبره وعلي الفور كان يتجه بخطوات غاضبه من نفسه ولكنه صبه عليها وهو بلا مقدمات يتجه ناحيتها يمسك بذارعها ليجلسها من نومتها مزمجرا بها: انتي ازاي متقوليش ليا أن مفيش اكل في البيت ....تعالي صوته لتغمض وسيله عيناها بوجل بينما أعصابها بالفعل منهارة ولا تحتمل صوته العالي : لييييه مصممه تخليني في صورة الوحش اللي بيعذبك ...ليييه ردي عليا ؟!.
فتحت وسيله عيناها المتورمه ونظرت إليه باستهجان لسؤاله لتجيب بسؤال خرج بنبره متحشرجه ...: امال انت ايه ؟!
التقت عيناه بعيناها باستنكار شديد تبعه بعتاب وهو يقر الحقيقه التي يحفظها ولكنه لا يعمل بها : انا الراجل اللي بيموت فيكي ومش ممكن يأذيكي !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
بنسبه كبيرة ان شاء الله الفصل بكرة ادعولي اخلصه
انت مش وحش بس انت الألفاظ والعبارات الوحشه كلها
ردحذفالفلاش باك طول اوي حاسة كان ممكن يبقي مختصر عن كده شوية يعني المشاهد كتير بس من غير تغيير في الاحداث خاصة احداث عمر ووسيلة مابقيتش بحس فيها تصاعد غير انها بتزود في وصف بشاعة عمر لدرجة ان ما بقيتش هقتنع ان ممكن باي حال م الأحوال ترجعله لان دي العلاقة التوكسيك في ابشع صورها
ردحذف