حكايه عمر الفصل الثامن والاربعون

8


 

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

لم تتردد وسيله في نداءها الذي جعل هدي تتوقف مكانها وتستدير إليها حينما نظرت إليها برجاء وهي تسألها : ممكن اطلب منك طلب 

رددت هدي بحيرة بعد أن استمعت لطلب وسيله التي لم تتردد في الإمساك بأي طوق نجاه لها : المنصورة !

هزت وسيله راسها وقالت بصوت مختنق راجي : انا اسفه اني بطلب منك بس لو سمحتي ساعديني 

يصعب كثيرا عليها أن تخذل تلك الفتاه التي لاتدري سبب طلبها ولكنها تشعر أن خلفها حكايه كبيرة ليت لديها الوقت لسماعها لتنظر في ساعتها بتردد جعل الخزلان يسري بعروق وسيله للحظه قبل أن تقرر هدي الا تخذلها : حاضر ...هوصلك 

لاتعرف وسيله هل تشعر بالسعاده ام تبكي لوصولها لتلك الحاله من الضعف واليأس فهي أصبحت بلا وسيله ...!

نظر انور الي هدي التي قالت له : خد العربيه الصغيرة ووصل وسيله مكان ما هي عاوزة وانا هرجع بالعربيه دي 

لاح الرفض بعيون الشاب الذي كان يتواصل مع هدي بالنظرات التي لم تكن وسيله بحاله تؤهلها لملاحظتها

: بس يا هدي هانم ...شافع بيه ....قاطعته هدي وقد فهمت ما يريد قوله لتؤكد له : متقلقش ....انا هقوله انك في توكيل المعدات الطبيه 

اوما انور لتستدير هدي تجاه وسيله وتقول بود : انور معاكي هيوصلك مكان ما تحبي

هزت وسيله راسها بامتنان لتنظر هدي الي انور وتهز راسها أن يتحرك ولكن اشار الشاب لها أن تتقدمه هي لتدخل هدي الي تلك السيارة الفارهة وتتحرك بها علي طول الطريق الذي بقي انور خلفها عليه حتي افترقت طرقهم لتتجه هدي الي القاهره بينما وسيله تنطلق في طريقها الي المنصورة .....توقف انور جانبا ونظر الي وسيله من خلال مرأه السيارة يسألها : فين بالضبط في المنصورة 

نظرت له وسيله بيأس وهي تحاول بجهد تذكر اي شيء عن العنوان تحديدا ....لتفرك وجهها رافضه الاستسلام فهي تدرك أن كل ما تشعر به من الم سيختفي ما أن ترتمي بحضن جدتها ....لتلوح بذكرياتها تلك المشاهد وتحاول وصفها لانور الذي كان بصبر وهدوء يتجه بها الي حيث ما وصفت ليتوقف بها اسفل ذلك النصب التذكاري للسيده ام كلثوم والذي تتذكر مرور سيارة عمر به لتحاول ارشاده الي الطريق فتاره تخطيء ويعودون مجددا الي ميدان ام كلثوم وينطلق بها مجددا في طريق آخر تتذكره دون أن يبدي اي تذمر او ضيق ....ساعه اثنان لا يهم المهم هو هدفه بايصالها ورؤيه تلك السعاده علي ملامحها وهي تشير جانبا بلهفه : هو ده ....هو ده البيت 

ابتسم انور بهدوء وهو يتوقف بالسيارة جانبا حيث أشارت لترفع وسيله عيناها الي هذا المنزل الذي تتطابق مع ما تتذكره من تلك المره التي اتي بها عمر إليه 

نظر لها انور بتهذيب متساءلا : هو ده المكان ولا تحبي ندور تاني 

هزت راسها وهي تتطلع الي ذلك السلم الرخامي الضيق الذي غادرت منه بمراره الخزلان ليخرج صوتها متحشرج وهي تبعد تلك الذكري عن عقلها : هو ده 

اوما انور قائلا : تحبي استناكي

هزت راسها فلاداعي لأنها لن تعود ابدا تلك المره الذي هذا الضياع الذي عاشت به لاشهر بجوار عمر وستعود لاستقرارها النفسي الذي عاشت به لسنوات بجوار جدتها 

.........

....

عاد انور الي السيارة وانطلق بها ليأتيه ذلك الاتصال الذي توقف جانبا من اجل الاجابه عليه :افندم يا شافع بيه 

استمع لتلك الكلمات المقتضبه من الجانب الآخر وعلي الفور كان يجيب كالانسان الالي : بنفذ تعليمات هدي هانم مع توكيل المعدات الطبيه ....ساعه واكون قدام حضرتك 

اغلق الهاتف وعاد ينطلق في طريقه كما عاد ذلك الرجل المهيب لتدخين سيجاره الكوبي بهدوء .

......

..........

عقدت مديحه حاجبيها بقوة حينما فتحت الباب ووجدت وسيله امامها والتي لم تهتم لرؤيه ملامحها الباكيه وفقط كل ما رأته هو حاله اختها السيئه 

: انتي !!

جايه ليه ؟!

قالت وسيله بجراه وهي تحاول تجاوز المرأه : جايه لتيته 

وضعت مديحه يدها امام وسيله بنفس الرفض مجددا وتلك المره خرجت نبرتها اشد حده : وانا قولتلك مش عاوزة تشوفك

قالت وسيله بعنفوان نابع من يأسها : بس انا عاوزة اشوفها وهدخل اشوفها .....بصوت عالي ونداء لهيف صاحت وسيله : تيته......تيته...

بقوة اضطرت لها دفعت مديحه وسيله للخارج وخرجت معها خارج الباب تصيح بها : انتي ايه يا شيخه مش كفايه فضلها اللي نكرتيه وعملتيه فيها جايه دلوقتي تكملي عليها ....امشي واياك تقربي منها تاني ....هي سابت ليكم الدنيا كلها اشبعوا بيها وابعدوا عنها كفايه اللي جرالها 

اندفعت الدموع من عيون وسيله وانهمرت فوق وجنتها حينما عادت مديحه الي الداخل صافقه الباب خلفها بعنف وصوتها يتعالي بالدعاء : منكم لله ....منكم لله ....ابعدوا عنها بقي ...ابعدوا انتوا شياطين 

غص حلق وسيله واختنق بحمم دموعها وهي تهز راسها وتجثو علي الأرض الرخاميه البارده تهذي : تيته انا اسفه ....سامحيني يا تيته.....سامحيني انا محتاجه ليكي ....تيته افتحي ....افتحي يا تيته

بغل وكمد وقفت مديحه خلف الباب الذي استندت له بظهرها تخبر نفسها انها تفعل هذا لصالح اختها الراقده بمرضها العضال بعد ما فعلته تلك الفتاه ووالدتها بها 

.........

.....

ترددت غرام وهي تنظر إليه وكأن طلبه بأن تشاركه الطعام لم يكن واضح لينظر إليها ايهم باستفهام عن سبب نظراتها التي مازالت تحمل توجس منه بالرغم من تصرفاتها التي تدفعه للمزيد من الاقتراب .... تطلع الي ملامح وجهها ببطء لتتوقف عيناه لدي احمر الشفاه الوردي الحاد الذي مازال يرسم شفتيها ومن وجهه نظره كان يفسد قليلا رؤيته لها عن قرب بتلك البراءه ليرفع أنامله ببطء تجاه شفتيها يمرر أطرافه فوقها برفق شديد وهو يخفف من حده ذلك اللون وكم كان لوقع تلك الحركه منه ذكري سيئه انحفرت بذاكرتها عن تلك الليله لتتراجع بوجل لاارادي منها وتقول بتعلثم من خلال شفتيها المرتجفه : انا ...انا مش جعانه ...هنام 

تمتم ايهم باقتضاب وهو يهز رأسه : مم 

بينما بنفس اللحظه أسرعت غرام بخطواتها الي خارج الغرفه تهرب من اجتياح تلك المشاعر كيانها 

...اتجه ليضع رأسه علي الوساده وهو يحاول الا يفكر كثيرا بما حدث قبل لحظات ولا بما جعلها تبتعد فجاه بينما لم تترك تلك اللحظه اي ذكري بعقله كما فعلت معها فحاول الا يشعر بالندم أنه لم يصر علي بقاءها بينما بالنسبه له خطوته مستتره ولم تكن دعوة صريحه منه لخطوة جديده في علاقتهم شجعه عليها انها أكملت الصورة بأخذ كل مهام الزوجه ....متزن ويفهم ويستطيع أن يقرر عكسها التي كانت متخبطه بفرق خبرات الحياه ...هربت الي الشرفه لتجلس بها لعل الهواء الطلق يساعدها علي التنفس بعد أن شعرت بكل الدماء تهدر في عروقها وهي تذكر نفسها بلسعه النار القويه التي أحرقت يدها وهي تتلاعب بها ...! 

............

....

( الله الله هو القمر ساب السما ونزل يمشي علي الأرض )

كلمات خرجت من شفاه أحد الشباب ووجهها تجاه وسيله التي لم تلتفت إليه ولم تسمعها من الاساس بينما بقيت تسير بلا هدي منذ أن غادرت منزل جدتها ....احتبست الدموع بعيونها و غشيت رؤيتها وصمت عقلها عن الإحساس بأي شيء حولها وكأنها في فقاعه لاتسمع أو تري من خارجها شيء لتتابع خطواتها وذلك الشاب لايتوقف عن السير خلفها ومن شفتيه تسيل تلك الكلمات اللزجه التي استنكرها أحد الماره ليقول بتوبيخ : عيب ياابني كده 

نظر الشاب الذي لم يتجاوز العشرون من عمره تجاه الرجل الذي وبخه وكان ربما في أواخر الثلاثينات ليقول باستخفاف : وانت مالك ...تخصك ؟!

وبمزيد من قله التهذيب كان يمد يداه الي كتف الرجل قائلا بصوت خشن : مالكش فيه يا صاحبي 

احتدت نظرات الرجل وابعد يد الشاب عنه مزمجرا : انا مش صاحبك وبقولك عيب كده 

ضحك الشاب ببرود واسرع بخطواته خلف وسيله التي لم تلتقط اي شيء كما دار قبل بضع خطوات ليطلق الشاب صفيرا وقح وهو يتابع : عبرنا ياجميل ...طيب قولي رايح فين وانا اوصلك 

احتدت ملامح الرجل واسرع تجاه ذلك الوقح الذي تجرأ وتوقف امام وسيله متابعا بنبره لعوب : ايه يا قمر بقالي ساعه بلاغيكي 

عقدت وسيله حاجبيها وتراجعت خطوة للخلف بخوف من هيئه ذلك الشاب ولحسن حظها قبل أن يتعرض لها مجددا كان الرجل يقف بينهما ويزمجر بالشاب : ترضاها لأختك 

تغيرت ملامح الشاب والتوت شفتاه مطلق سباب بذيء : وانت تعرف اختي منين يا *** 

اهتزت نظرات وسيله بينما بلحظه اشتبك الرجلان بشجار عنيف وسرعان ما تجمهرت الناس حولهم يتساءلون عما حدث لتجد وسيله نفسها وسط تلك الحكايه بينما يقول الرجل : قليل الادب ده ماشي ورا الانسه وعمال يتعرض لها 

تعالت الأصوات وهجم الشاب علي الرجل بغته ودارت اللكمات والضربات وتعالت الاصوات لترفع وسيله يدها تضعها علي أذنها بألم شديد حينما تعالت صفاره سيارة الشرطه ....!

وكأنها بحاجه للمزيد وجدت نفسها في قسم الشرطه واقفه أمام الضابط الذي سألها وهو يتطلع إليها بحنق : ها ....اللي حصل صح ...الواد ده حاول يتعرضلك والراجل ده دافع عنك 

تبادلت النظرات حيث اشار الضابط خلفها هنا وهناك ليتعالي صوت الشاب الذي نزفت شفتاه وتمزقت ملابسه : وانا هتعرض ليها ليه يا باشا ...انا كنت ماشي في حالي وهو هجم عليا 

بعنفوان صاح الرجل بدفاع عن نفسه : كداب يا حضره الضابط كان بيضايق الانسه 

صاح الضابط بغضب وهو يضرب المكتب بقبضته : اخرسوا انتوا الاتنين ....نظر إلي الشاب بغضب مزمجرا : وانت ياروح امك اخلص وقول اللي حصل ولا هو مجنون هيهجم عليك من غير سبب 

نظر الرجل الي وسيله التي بشهادتها سترد الجميل للرجل لتهز راسها وتقول بصوت متحشرج : هو كان بيدافع عني 

تعالت الأصوات مجددا ليسكتها الضابط بنبرته الحازمه وهو ينادي علي الامين : امين علي ...تعالي خد الواد ده علي الحجز وخد بطايق الاتنين دول وخليهم برا لغايه ما اقفل المحضر 

لأول مره تدرك وسيله حجم المأزق الذي هي بوسطه لتلتفت الي الضابط وتقول بصوت خافت : لو سمحت ممكن اتكلم مع حضرتك 

اوما الضابط الذي وضع هيئتها في الحسبان ....اتفضلي 

قالت بتوتر : ممكن تليفون 

نظر لها الضابط باستفهام لتخفض عيناها وتقول سريعا : انا ...انا مش معايا بطاقه بس هكلم جوزي ....قبل أن يعترض الضابط كانت تكمل جملتها التي بها خلاصها : هو ضابط ...بعد اذن حضرتك أكلمه 

اوما الضابط بلياقه وهو يخرج هاتفه من جيبه ويعطيه لها مشيرا لها أن تجلس ....

قضمت وسيله شفتيها بتوتر وهي تضغط زر الاتصال بينما تتجلي امامها حقيقه كلماته بأن لااحد لها سواه 

.......

تجاهل عمر رنين هاتفه لهذا الرقم الغريب وتابع عمله ليغلق الملف الذي أمامه ويشير للعسكري : خد المتهم رجعه الحجز 

تحرك الرجل ومجددا تجاهل عمر رنين هاتفه لتهرب الدماء من وجهه وسيله الذي رفعته تجاه الضابط وهي تعيد له الهاتف قائله بصوت متحشرج : مش بيرد !

نظر لها الضابط بضع لحظات قبل أن يحكم أن كانت كاذبه أو لا ليأخذ الهاتف من يدها ويعيد هو الاتصال بينما استبعد من هيئتها أن تكون كاذبه ...الو

جاءه الرد سريعا ليقول الضابط بصوت ثابت : عمر السيوفي 

عقد عمر حاجبيه باستفهام : مين ؟!

عرف الضابط عن نفسه : المقدم ايمن النبراوي .....

ازدادت عقده جبين عمر وهو يساير الرجل : اهلا ...أأمر يا باشا اخدمك بأيه 

حمحم الضابط بحرج قبل أن يقول : الأمر لله ...هو بس احنا محتاجين سيادتك تشرفنا ....قبل أن يزداد استفهام عمر كان الضابط يلخص ما حدث : مشكله صغيرة حصلت للمدام وهي عندي في القسم ....فغر فاه عمر وبصعوبه حاول جذب الكلمات من شفتيه : مدام ....المدام بتاعتي 

اوما الضابط متابعا لاعفاء عمر من الحرج : متقلقش يا باشا المدام قاعده في مكتبي معززة مكرمه ومفيش اي حاجه ..

تحركت اقدام عمر تسبقها أنفاسه الساخنه وتسبق كلاهما سرعه سيارته التي سابقت الريح والف شيطان يرقص أمام عيناه .... مجددا تتركه وتغادر أو بالاحري تهرب منه ....!

............

...

تقلب ايهم يمينا ويسارا مجددا بعد أن قضي الساعه الفائته أيضا يتقلب من هنا لهناك ليقضي علي اي فرصه له بالنوم وقد تملك منه الارق ليزفر بضيق ويغادر الفراش الذي تركه في حاله فوضي ....جذب سيجارة من علبته وأخذ قداحته الذهبيه وخرج بها تجاه الشرفه ينتوي تدخينها ولكن قبل أن يفعل كانت يداه تتوقف مكانها حينما لمح تلك التي غفت علي اخد المقاعد .....بهدوء وضع السيجارة والقداحه من يده علي الطاوله وهو ينظر إليها وقد استند راسها إلي ظهر المقعد ومال علي عنقها 

بينما ضمت ذراعيها حول جسدها الذي لابد وانه تجمد بفعل البرد .... مال ناحيتها وبرفق شديد مرر ذراعه خلف عنقها ويداه الأخري مررها اسفل ركبتيها وحملها لتستكين راسها فوق صدره فتتهادي رائحه التوت البري المنبعثه من شعرها الي أنفه الذي قربه أكثر منها وهو يميل ليضعها في وسط الفراش الذي استند بركبته إليه وهو يحرك يداه برفق من أسفلها .... تأملها قليلا وهو يستغرب الشعور بالسكينه الذي يراه في ملامحها والذي دون أن يقصد تسرب حوله بمنزله الذي تحول الي عش هاديء كان قد افتقده .... لم يتردد تلك المره بل دخل الي الفراش بجوارها وجذبها ليضع راسها فوق صدره برغبه بقربها لم يخجل من التعبير عنها ..سحب نفس عميق لتخلط رائحتها الذكيه بنفسه الذي يستنشقه فتداعب الراحه أوصاله ويرفع أنامله يمررها بين خصلات شعرها الناعم يحرره من عقدته ويبقي دقائق يحدق في سقف الغرفه ويداه تتحرك تلقائيا بين خصلات شعرها يحاول جذب النعاس لعيناه ....!

.............

.....

تتوقع نوبه غضب منه بالتأكيد حتي أنها حاولت أن تتجهز لها وتنتظرها طوال هذا الطريق الذي قطعه بسرعه كعادته وكان لمقود السيارة النصيب الأكبر من نيل نيران غضبه بتلك اللكمات التي يفرغها به بين حين وآخر ويعود ليطبق علي شفتيه بحنق يطلق سباب خافت ويتابع قيادته المسرعه لتتشبع كل اعصاب وسيله بالتوتر والخوف والشتات .... ارتدت للخلف حينما أدار مقود السيارة بقوة ودعس المكابح وهو يتوقف أمام المنزل الذي مثل بتلك اللحظه الملاذ الآمن لها فسرعان ما دخلت إليه ومنه الي غرفتها التي لم تكن لا تريد أكثر من الاختباء بداخل فراشها والغرق بنوم طويل لا تستيقظ منه علها تهرب من هذا الخوف الذي تشعشع بكيانها وستكون واهمه أن ظنت أنه افرغه طوال الطريق وكانت بتلك النقطه محقه فبداخله نيران ملتهبه يجب أن ينالها منها نصيب ....ارتدت للخلف حينما انفتح الباب بقوة ودخل منه عمر بوجه غاضب كلمه قليله لوصفه بل كان كالبركان الثائر بتلك اللحظه وصوته الجهوري يرج أرجاء الغرفه حولها : برضه عمر اللي غلطان .....برضه عمر وحش ...عمر السبب في كل حاجه صحححح

جذبها بحنق من ذراعها ليصطدم جسدها بصدره الذي كان كريشه في مهب الريح ولكنه لم يشفق علي ضعفها بل أراد ايلامها بقوة كما المته وهي تهرب منه لتنتفض بين ذراعيه علي صوته الجهوري يؤنبها بسخط : ولما عمر وحش اوي كده لجأتي له ليه !

ارتجفت شفتيها وبللتها دموعها التي انسابت من عيونها بينما صدمته بنظره عتابها وهو يغرس حده كلماته بقلبها يذكرها أنها لجأت له ليتابع عمر باحتراق دون أن يرأف بوجعها: كلمتيني ليه ومكلمتيش جدتك اللي مموته نفسك عشان ترجعيلها ....ولا خوفتي تقفل بابها في وشك تاني

نظر لها بسخريه جارحه وهو يتابع : لا تاني ايه ...تالت 

نظر لها بمزيد من السخريه وتابع : مش برضه روحتي ليها وطردتك تاني ....! 

أغمضت وسيله عيناها التي اعتصرتها تحاول ايقاف شلال دموعها المنهمر بانكسار ليهب الندم بكل عروقه علي كل كلمه نطق بها ظنا منه أنه سيأخذ حق جرحه ....ابعد يداه عن ذراعها ووقف لحظه يتطلع الي اثار ما حطمه تلك المره فلم يحتمل لذا هرب بخطواته للخارج الذي نال من غضبه وهو يحطم كل ما تقع يداه عليه ولكن اصوات التحطم بالخارج لم تكن اعلي من أصوات التحطم بداخلها لترفع يدها وتضعها فوق أذنها التي كادت تصاب بالصمم من صدي كلماته الموجعه ....!

دار عمر حول نفسه حينما ارهقه التحطيم ليتوقف مكانه ويسأل ماذا يحطم وماذا يفعل بعد فعلته الشنعاء بها وكالعاده لايكون مخطيء فهي من قادته لهذا وبالفعل امتليء فمه بالكلمات والمبررات وهو يعود مجددا إليها ليتوقف مكانه وتتسع عيناه بصدمه وهو يري هذا المشهد الذي كان النهايه الطبيعيه لشعورها الجارف بالنبذ والخواء ...!

رفع عمر نظراته الي عيناها التي كانت مثبته علي يدها وقد أفرغت بداخل راحتها تلك الحبوب البيضاء من العلبه التي أعطتها لها هدي لتتسارع دقات قلب عمر بخوف ورعب لم يشعر به سابقا حتي أنه حرفيا شعر بالمثل أن ساقيه لا تحمله بتلك اللحظه التي رفعت بها وسيله يدها تجاه فمها بلا تردد تلقي به تلك الحبوب التي تناثر بعضها حولها .....وسيله ...ايااااك 

لم تفلح صرخته بايقافها بينما التقت يدها بفمها الذي استقبل تلك الحبوب برغبه منها في وضع نهايه يائسه لكل الوجع الذي تشعر به ..... لايعرف كيف وصل إليها بخطوه واحده وسرعان ما أطبقت احدي ذراعيه علي جسدها وذراعه الأخري ارتفعت تجاه وجنتها بيأس يحاول الضغط عليهما لتفتح فمها وتبثق تلك الحبوب ولكنها قاومته وحاولت أبعاده واطبقت بقوة علي فمها تشعر بالمذاق المر لتلك الحبوب التي تمر خلال حلقها الجاف فتصيبه بجرح لم تهتم له .... أطبق عمر علي جسدها وكبله بذراعه ليسقطها علي الفراش خلفها ويجثو فوقها ويداه تطبق علي وجنتيها مجددا ليجعلها تفتح فمها وهو يصيح بيأس : لا ...لا اوعي تبلعيهم يا وسيله ....وسيله افتحي بوقك ....افتحي بوووقك 

لم ييأس وهي لم تستسلم لمحاولته حتي أنها شعرت بشفتيها لا تتزحزح من فوق بعضهما برفض لاي محاوله منه لإنقاذها فهي اختارت ما سيريحها .....وسيلللله 

افتحي بوقك ...لا ..لا وسيله 

غاب تعقله ولكن لم تغيب إرادته بتركها فارتفعت يداه تجاه وجنتها يصفعها صارخا باسمها الذي لا يتحمل فقدان سماعه : وسيلللله !

انفرجت شفتيها من الم صفعته ليمد عمر أنامله داخل فمها دون حساب فوات الاوان يحاول بيأس أخرج شيء من تلك الحبوب التي مازال بعضها يلتصق بلسانها الجاف ....لم ييأس ولكن محاولته أصبحت بلا فائده ليميل سريعا تجاه تلك العلبه الملقاه علي الأرض يجذبها ويضعها بجيبه ثم يحمل وسيله ويركض بها الي الخارج دون الاهتمام برفضها أو محاولتها لردعه .....اوقف سيارته التي سابق بها الرياح لأقرب مشفي لينزل ويحملها مجددا بالرغم من أنها واعيه ولا تشعر بشيء وقد توقف كل شعورها بتلك اللحظه التي أرادت بها الخلاص بيأس ....كل شيء مضي عليها بسرعه بينما يأخذونها لغرفه الطوارئ وعمر يخبرهم بماهيه تلك الحبوب التي أعطاهم علبتها ولكن عليه كانت الدقيقه تمر ببطء وثقل وهذا المشهد لايترك مخيلته ..!

........

....

تحركت غرام بنومها الهاديء الذي داعب عيونها ليخفض ايهم الذي كان مايزال مستيقظا تجاهها فتقع عيناه علي شفتيها المنفرجه قليلا فلم يتمالك نفسه وهو يميل قليلا ليلثمها برقه مستجيب لما شعر به بتلك اللحظه وبعدها شعر بالندم لاستغلاله لنومها ولكن مجددا دعته شفتيها الورديه إليها وهي تحركها أثناء نومها ليدير ايهم رأسه للجهه الأخري في محاوله منه لضبط أنفاسه التي لم تكد تنتظم حتي التفت تجاهها مره اخري حينما تحركت بنومها مجددا ...حركت رأسها يمينا ويسارا ثم رمشت باهدابها بنعاس للحظه قبل أن تفتح عيونها علي وسعهما حينما شعرت بتلك الأنفاس قريبه منها لتلتقي عيناها بتلك العيون التي تتطلع إليها ....تغلب ايهم علي مفاجأته باستيقاظها بينما كان مايزال مستيقظا ....اشرأبت غرام بعنقها بحركه طفوليه وهي ترفع جسدها قليلا لتري اين هي وسرعان ماكانت تلك الحمره تنتشر بوجهها وهي تري حولها أرجاء غرفته التي لا تتذكر كيف أتت إليها ... انفرجت شفتيها وعادت بعيناها إليه لتحاول صياغه سؤاله لتغرق بخجلها من نظراته التي قابلت عيونها ....صار تنفسها اعلي وكذلك كانت انفاس ايهم بينما لا يعترف بوجود صدفه بل ترتيب لكل شيء ليسير وفقا لما هو مرتب له ....تحركت شفتيها مجددا لتجتذب نظراته ويصبح صوت اعلي فتشعر بحرارتها تلامس وجنتها وهو يقرب وجهه لوجهها منصاع خلف شعوره بالرغبه في قربها بتلك اللحظه ....أغمضت غرام عيناها بينما لم تعد تحتمل سخونه أنفاسه التي ازدادت فانبعث عبير رائحته بانفها مخدرا حواسها للحظه قبل أن تهدر الدماء بعروقها حينما لامست شفتاه وجنتيها يقبل كل منهما برقه قبل أن تزحف أنامله حول وجهها الناعم يتلمسه وهو يقربه من وجهه الذي مال جانبا وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه يقبلها قبلات ناعمه علي كل انش بها قبل أن تزداد قوه قبلاته وتصبح مشبعه بالشغف فتغرق غرام في بحر تلك المشاعر التي تولدت بداخلها الواحده تلو الأخري وتلك المره تستجيب له بلا خوف أو تفكير في أي شيء فهو زوجها ...! 

.........


....

تهللت ملامح زينه حينما ابلغتها منيره قبل لحظه بمجيء سيف البحيري ومراد لتقوم من جلستها تنتوي الذهاب للترحيب بهم حيث سبقها عاصم ولكنها 

عقدت حاجبيها باستفهام وهي تنظر إلي شهد التي ركضت امامها ومالت علي الطاوله الرخاميه الموضوعه بوسط الغرفه تحمل ما فوقها من فازات كريستاليه 

: بتعملي ايه ياشهد ؟!

قالت شهد سريعا وهي تحتضن تلك الفازات بين ذراعيها : بشيل الفازات اصل جوز مدام جوري كل ما يجي يكسر حاجه 

كتمت زينه ضحكتها وهي تضم شفتيها وتحاول أن تتخلي بالجديه وهي تزجر شهد : بنت ...رجعي الحاجه عيب 

هزت شهد راسها قائله بخفه ظلها المعتاد : لا يا مدام زينه ...اسمعي كلامي وخليني اشيلهم ...ده اخر مره كسر كوبايه من طقم البهيمه اللي بتحبيه 

لم تستطيع زينه السيطرة علي ضحكتها وهي تصحح لها : اسمه بوهيمي 

اشاحت شهد بوجهها : اهو الطقم ده كسر الكوبايه بتاعته ...يلا انا هجري أشيل اي حاجه في سكته وبعدين متقلقيش هما عارفين انكم عندكم تحف غاليه 

هزت زينه كتفها ضاحكه : والله ما في تحفه غيرك ... امشي 

أطبقت زينه علي شفتيها وهي تتجه الي جانب عاصم ترحب بهم : اهلا اهلا ...اتفضلوا 

شهقت شهد برعب حينما أتاها ذلك الصوت من خلفها لتستدير بمفاجاه كادت توقع ما تحمله بين ذراعيها من تحف باهظه وهي تقول بعدم تصديق : ماهر 

ابتسم الشاب لها وقال بمرح : انتي بتسرقي الناس ولا ايه

ضحكت شهد وهزت راسها وهي تضع تلك الفازات علي الطاوله الرخاميه ...لا طبعا 

التفتت حولها باستفهام : انت دخلت ازاي ؟!

قال ماهر وهو يشير إلي الباب الخلفي المفتوح : من الباب ده 

أشارت له شهد بخوف وهي تتلفت حولها : طيب امشي ياماهر حد يشوفك 

هز رأسه واقترب منها باشتياق : وحشتيني يا شهد

تراجعت شهد سريعا قبل أن يلمسها : ماهر وبعدين معاك 

قال باشتياق وهو يقترب مجددا : وحشتيني اوي ونفسي بقي نبقي مع بعض 

اومات شهد قائله : هنبقي مع بعض قريب بس انت امشي دلوقتي احسن ماما تدخل وتشوفك 

نظر لها الشاب بإحباط : يعني اجي السكه دي كلها واعمل حرامي وانا بدخل من الباب الوراني وحتي مقعدش معاكي خمس دقائق 

قالت شهد بخوف : معلش يا ماهر ....عشان خاطري امشي دلوقتي 

هز رأسه متصنعا الضيق لتقول له بتدليل : هبقي اصالحك بس امشي دلوقتي 

........

...........

اجتمعت العائلتان واتي مراد رافعا رايه الصلح بعد أن فهم موقف عاصم وشعر بحرج موقفه الذي تفاقم بسبب ضيق أفقه ليقول باعتذار : انا متاسف ياعمي علي كل اللي حصل 

ضحك عاصم بسماحه من أجل سعاده ابنته : طالما عرفت تقول اسف يبقي خير ان شاء الله 

تدخل سيف بتأكيد : كل خير ياعاصم ....هو مراد اهو جاي المره دي وعنده استعداد يصالحها ويراضيها بأي طريقه وقبل كل ده جاي يعتذر عن سوء التفاهم بينه وبينك

التفت إلي ابنه وتابع : مش كده يامراد 

هز مراد رأسه واعاد اعتذاره : طبعا انا متاسف ياعمي 

اتم جملته بنفس لحظه مجيء جوري ليشير إليها بتشجيع : تعالي ياجوجو ....

اقتربت جوري تجاه يد ابيها لتقوم نور علي الفور تحتضنها ويمد سيف يده لها مصافحا وهم يسألون عن حالها : مراد جاي يصالحك ياجوجو 

عقدت جوري حاجبيها ونظرت الي والدتها التي نطقت بتلك الكلمات والإبتسامة تمليء وجهها ليتفاجيء الجميع واولهم مراد برد جوري التي وقفت بثبات تتطلع لهم قائله : بعد ايه ؟!

قطب الجميع جبينهم باستفهام لتتجه جوري بنظراتها تجاه مراد الذي نظر إليها باستنكار وهي تتابع : جاي بعد ايه ....ومين اصلا قالك اني مستنياك تصالحني 

تقابلت نظراتهم لتهتف جوري بثبات وهي تشحن عقلها بكل ما نطق به من قبل : انت مش قولت مش هتحاول تاني وهتعرف عليا وتخوني !

لاحت الصدمه علي وجوه الجميع واولهم مراد الذي احمر وجهه وهي تضعه بتلك الصوره أمام الجميع بينما تملكت منها كل الطاقه السلبيه التي توغلت بداخلها طوال تلك الفتره : ايه نسيت كلامك ؟!

زم عاصم شفتيه ونظر تجاه ابنته بتأنيب بينما تصرفت مثل مراد برعونه تحاول جرحه لترد جرحه لها 

لتنصدم ملامح الجميع أكثر حينما نطقت جوري بتلك الكلمات التي ظنتها ستشفي جراح قلبها : طيب نسيت كلامك كمان نسيت أفعالك ولا نسيت انك ضربتني بالقلم ...! 

وضعت نور يدها فوق فمها بينما خجلت من رفع عيناها تجاه زينه التي تملكت منها الصدمه بينما رفع سيف عيناه تجاه عاصم الذي ازدادت نظرات التأنيب بعيناه تجاه ابنته وقد ابتلع صدمه معرفته بشيء كهذا وسرعان ما حللها عقله في موضعها الصحيح فهي أخفت هذا من قبل حينما كان عليها أن تنطق ولم يكن عليها البوح به الآن بتلك الطريقه المهينه ...! 

تنفس مراد بانفعال وخانته كل ردود أفعاله لتبقي نظرات عيناه متركزه فوق عيونها يتساءل لماذا كل تلك الضغينه التي يراها بعيونها والاستقواء بوجودها وسط عائلتها بينما لم يكن يوما ما يتوقع أن تضعه بهذا الموقف ...!

........

...

بوجهه انتشرت فوقه الحمره فتحت غرام عيونها وهي تشعر بذراعيه حول خصرها لتحاول كتم تلك التنهيده التي انبثقت من صدرها بارتياح وسعاده لتزداد حمره وجهها وهي تتذكر تفاصيل الليله الماضيه ....رفعت الغطاء فوق وجهها الخجول للحظات وهي تخفي عيناها عن التطلع الي عضلات جسده ....قضمت شفتيها وهي تزيح الغطاء ببطء عن وجهها وتتطلع الي ملامح وجهه بعشق لاتدرك معناه وسط خفقات قلبها القويه التي تنظر إليه بانبهار ....بهدوء شديد أبعدت الغطاء من فوقها وجذبت اول ما وصلت إليه يدها لترتديه وتخرج من الغرفه علي أطراف أصابعها ....أسرعت بتلقائية الي المطبخ تخرج مستلزمات افطار الفتيات ثم أسرعت الي غرفتهم لتوقظهم ولكنها توقفت علي اخر لحظه قبل أن تفتح الباب حينما جذبتها تلك الرائحه لتخفض عيناها تجاه مصدرها فتجد أنها ترتدي التيشيرت الخاص به ....مجددا غزت الحمره وجهها وهي تسرع للاستحمام واستبدال ملابسها ...

..........

....

أراد بشده ان يأخذها بحضنه ويقبل جبينها معتذرا عن أفعاله ولكن قلبه الذي يكاد ينفجر بين ضلوعه لم يسامحها علي ما جعلته يعيشه خوفا وقلقا عليها لذا تجمدت ملامحه وهو يضعها بوسط الفراش ويجذب الغطاء فوقها بصمت ويتجه الي الباب ولكن مع كل خطوه وهو يكبح ذلك الغضب بداخله كانت تزداد ثقل خطواته لذا توقف مكانه والتفت ناحيتها وكالعاده في غضبه لايري شيء فلم يري أو يشعر بشهقاتها المكتومه بداخل صدرها واكتفي بإفراغ الحريق المشتعل بداخل صدره وصوته يتعالي بعتاب ممزوج بالتقريع : عملتي كده ليه ......لم يتلقي رد أو هكذا خيل اليه صبره المعدوم وهو يتجه ناحيتها بخطوات غاضبه مزمجرا : ليييه ....هو انا وحش اوي كده عشان تموتي نفسك بدل ما تعيشي معايا 

جذبها بقوة طفيفه من كتفها ليجلسها و يواجهه عيناها 

وهو يتابع بعنفوان بينما يهز رأسه : كل ما ادور ضهري ليكي تهربي ......ليييه...ردي عليا وفهميني انا وحش اوي كده ؟!

سالت الدموع من عيون وسيله وكل ما خرج من حلقها الجاف هو تلك الكلمات التي لو فهم معناها لاخترقت صدره بينما لم تكن أكثر من طفله فقدت الامان والاحتواء وتبحث عنهم بيأس في المكان الوحيد الذي يشعرها بذلك : نفسي اشوف تيته وتاخدني في حضنها 

نظر اليها عمر بعتاب شديد وبمنتهي الايثار للذات كان يجيب : وهو انا حضني مش مكفيكي 

كل ما أجابت به هو مزيد من الدموع التي تنساب علي وجنتيها بينما يضعها في موقف الجاني والمقصر ليمسك ذقنها ويرفع وجهها لتنظر اليه وهو يعيد عتابه الذي تمكن من جعل نفسه يستحقه : انا اللي سبت الدنيا كلها واكتفيت بيكي مبقتش كفايه ليكي !

..........

...

: ليه ؟!

التفتت جوري لأبيها الذي نظر لها بتأنيب ولوم يسألها مجددا : ليه ياجوري عملتي كده ؟!

لا تنكر أنها لم تفهم موقف ابيها فقد ظنت أنه سيحرق المكان حينما يعرف بشيء كهذا وكان بالفعل سيفعلها لو باحت بها قبل الان ولكن الآن فعلتها لتثأر من مراد الذي سددت له طعنه غادره أمام الجميع جعلته يري أنه ضئيل فغادر دون قول شيء ليبقي عاصم واقف أمام ابنته يعاتبها بحزم : سكتتي علي اللي عمله ومقولتيش وقتها جايه تقولي دلوقتي ليه ....ليه صغرتيه قدامنا ياجوري 

هز رأسه باستياء وتابع : انا مربتكيش علي الغل والحقد ولا هو مهما عمل يستاهل منك كده 

غزت الغصه حلق جوري : انت بتدافع عنه يا بابي 

اه عشان هو عنده حق زي ما انتي كان عندك قبل ما تعملي اللي عملتيه .....انتوا الاتنين غلطانين بس حاليا غلطتك اكبر ..كنت هفهمك لو قولتي وقتها إنما دلوقتي ملهاش لازمه ...! 

هز عاصم رأسه بأسي وتابع : انا زعلان منك اوي ياجوري !


..........

....

ضغطت تينا علي شاشه هاتفها بقليل من الوحده تحاول التمسك باعصابها وتركيز تفكيرها علي اي شيء اخر سوي كلمات سيف الذي سألها : تينا انتي سمعاني 

اومات تينا دون أن تنظر إليه ليعقد حاجبيه: ولما انتي سمعاني مركزة في التليفون ومش بتردي عليا ليه ؟

قالت تينا بانفعال وهي تلقي الهاتف بجوارها : عشان كلامك مش عاجبني 

ازدادت عقده جبين سيف باستفهام : مش عاجبك 

اومات تينا باحتدام : اه يا سيف ...اعتدلت واقفه أمامه وتابعت بعصبيه : انت مش بتلاقي اي ساعه فاضيه ليا في يومك ودلوقتي سبحان الله لقيت وقت عشان تروح اسكندريه 

تقبل سيف عصبيتها ليقول بتبرير : انا مش رايح اتفسح قولتلك رايح اقابل وسيله واطمن عليها ونشوف حل للموضوع ده 

خرجت نبره تينا دون إرادتها عدائيه وهي تقول : وانت مالك ؟!

انصدمت ملامح سيف لتتابع تينا بغيرة واندفاع : أيوة انت مالك بالموضوع ده ...عمر قالك كذا مره متتدخلش هو هيحله 

احتدت نبره سيف وهو يقوم من مكانه ويقف امامها : واهو محلش حاجه ... هقف اتفرج عليه 

نظرت له تينا بحنق : معرفش ياسيف كل اللي اعرفه اني متضايقه من اهتمامك الزايد بالموضوع ده 

نظر لها سيف بخزي : ولا بوسيله !!

ابتلعت تينا وابعدت عيناها عن عيناه لينظر لها بخزلان ويتابع : ياخسارة كنت فاكرك اعقل من كده وتعرفيني اكتر من كده وكنت فاكر البنت هتصعب عليكي وتحاولي 

معايا نشوف حل 

خفضت تينا عيناها بخجل من كلمات سيف لتقول باعتراف : سوري ياسيف بس غصب عني غيرت شويه 

هز سيف رأسه بتفهم : فاهمك يا تينا بس ياريت انتي تفهميني وتعرفي أن عمر مسيطر علي البنت دي جدا وبيحركها وكمان انا واثق أنه مخبي حاجه كبيرة اوي 

عقدت حاجبيها باستفهام : حاجه ايه ...سيف انت ليه بتتكلم عن عمر وكأنه مريض نفسي 

هز سيف رأسه بحيرة : مش مريض بالمعني ده ولكن برضه عنده مشكله معينه ....عمر طول ما اللعبه في أيده زي ماهو عاوز هيبقي مبسوط بي اول ما اللعبه تتمرد معرفش ايه هيكون رد فعله 

نظرت له تينا بعدم فهم ليتنهد سيف بقلق : انا لازم اطمن علي البنت دي ..!

اتسعت عيون تينا ودق قلبها بقوة ما أن آتي هذا الصوت من خلفهم : لا اطمن !

التقت عيون سيف بعيون أخيه بنفس اللحظه التي نطقت بها تينا : عمر !! 

تواجهت عيون الأخوين لتتراجع تينا خطوه للخلف بتوجس بينما وقف سيف أمام أخيه بثقه متجاهل نظرات العتاب والاستنكار بعيون عمر الذي أعاد كلمته : اطمن ياسيف ...البنت اللي بتتكلم عنها دي مراتي وانا اكتر واحد في الدنيا خايف عليها 

رمقه بنظره بها عتاب أخفاه سريعا وهو يتجلد بالبرود بينما يتابع : انت شايفني مريض وواخدها لعبه براحتك بس هي شيفاني العالم كله ....رمق أخيه بنظره مستخفه وتابع : غيرك يااخويا يا اللي شايفني مريض محتاج اتعالج ...!

زم سيف شفتيه واراد أن يصحح لأخيه وجهه نظره ولكنه انتظر أن يكمل عمر ويفرغ كل ما بداخله : وانا عشانها هثبت للكل اني احسن واحد في الدنيا 

استدار عمر ليغادر ليستمع لكلمات أخيه الذي قال بثبات : لو كلامي هيخليك تثبت للكل انك تستاهل ثقتها فأنا مش هسحب ولا كلمه من كلامي 

اوما عمر بتحدي وهو مازال يولي أخيه ظهره حتي لايري وقع كلماته عليه بينما للمره المليون يتأكد أن صورته في عيون الجميع لن تتغير : هتشوف ياسيف !

اوما سيف وهو يقبل الرهان : مستني ياعمر ! 

...


.........


وضعت غرام القهوه أمام ايهم الذي قلب الصحيفة الي الجهه الأخري وتابع قراءتها دون أن يرفع عيناه ناحيتها لتنظر له غرام لحظات قبل أن تسأله : انت بتقري جرائد 

اوما ايهم : اه 

نظرت إلي عيناه التي مازالت تتابع تلك السطور الصغيرة : ليه ؟!

ترك الصحفيه من يده ونظر إليها باستفهام : ليه ايه ؟!

هزت غرام كتفيها وقالت بتلقائيه : هو في حد لسه بيقري جرايد 

قال ايهم وهو يمرر يداه علي عنقه الظاهر من فتحه قميصه : اصلي راجل قديم

هزت غرام راسها سريعا بينما غابت عيناها في تأمل وسامته الزائده بانبهارها المعتاد : مش قصدي 

رفع عيناه إليها قائلا : امال قصدك ايه؟!

خفضت غرام عيناها قائله بإحباط بينما عجزت عن قول ما أرادت قوله : ولا حاجه ...عاوز حاجه تاني مني ؟

هز ايهم رأسه ونظر الي تلك الكلمات التي مازالت بعيونها والتي مؤكد أتت لتقولها متخذه إحضار القهوة التي لم يطلبها حجه : انتي عاوزة حاجه ؟ 

عضت علي شفتيها وهزت راسها بكذب واتجهت الي الباب ليوقفها ايهم : استني 

التفتت له طائعه : نعم 

قام ايهم من مكانه واتجه إليها قائلا : قوليلي عاوزه تقولي ايه 

قضمت شفتيها مجددا ليتوقف ايهم امامها يتطلع الي شفتيها التي تأسرها اسفل أسنانها تعض عليها بهذا التوتر فتكون شفتيها الضحيه ليرفق بها ويمد يداه بنعومه يحررها من أسر أسنانها ويقول بنبرته المخملية بينما يميل تجاه شفتيها يلثمها برقه هامسا: قولي 

خلب أنفاسها كعادته لتنظر بخجل الي يداه التي تحركت فوق شفتيها وسرعان ما تخفض عيناها الي الأرض تسأله بنبره طفوليه بسرعه قبل أن تفقد شجاعتها 

: انت مش بتعمل كده ليه طول اليوم 

عقد حاجبيه باستفهام وهو ينظر إلي عيناها التي تخفضها : مش فاهم 

احمرت وجنتيها ولكنها ارادت اجابه عن السؤال الذي لايتوقف عن التردد برأسها ويعكر سعادتها لتقول بتعلثم وهي تحاول شرح ما تشعر به : يعني مش بحس انك بتكلمني أو ...او يعني ...يعني قصدي اني بحس طول اليوم قدام البنات اننا زي زمان وبليل لا 

فهم ايهم مقصدها ليجيب بتلقائيه: هبوسك قدام البنات يعني 

عضت علي شفتيها بخجل وهزت راسها : لا لا مش قصدي بس ...بس يعني هو احنا مش زي اي اتنين متجوزين نقعد نتكلم مع بعض 

قال ايهم وهو يهز كتفه : ما انتي بتتكلمي اهو معايا 

زفرت بينما لا تستطيع إيصال وجه نظرها له بأنها طوال اليوم تشعر وكأنها غريبان وبالمساء حينما تذهب الفتيات للنوم يكون زوجا لها مما جعل شعور سيء يراودها ويعكر صفوها الذي تعيشه منذ أيام برفقته لتقول بتبرير : 

أيوة بس عشان أنا جيت اكلمك .....

رفعت عيناها اليه وسألته ببراءه : انت بتستعر مني ؟!

عقد ايهم حاجبيه بقوة مستنكرا : ايه اللي بتقوليه ده ؟!

مجددا عضت علي شفتيها وخفضت عيناها الي الأرض بينما تحاول شرح ما تريده : يعني انت مش بتكلمني كتير قدام البنات وحتي ..حتي يعني انا لما بصحي بجري بسرعه برا اوضتك عشان البنات متشوفنيش 

فحسيت كأني بعمل حاجه غلط 

قال ايهم وهو يهز كتفه : انتي اللي بتعملي كده مش انا ...خليكي نايمه جنبي انا ممنعتكيش وفكره اني مش بتكلم معاكي كتير جايز مش بيكون فيه مناسبه بس انا بتعامل معاكي عادي جدا ومش مستعر منك زي ما بتقولي يا غرام وبطلي هبل 

تراقصت دقات قلبها لتجتاح الابتسامه وجهها وهي تنظر لها بسعاده طفله : يعني ....

تراجع ايهم بها بضع خطوات للخلف لتلتصق بالجدار خلفها ونظر الي حمره وجهها قائلا بعبث : يعني انا لسه مفهمتش انتي عاوزة ايه ..قرب وجهه من وجهها أكثر وبدأت أنفاسه تداعب وجنتها الناعمه بينما تراقصت النظرات الراغبه في عيناه وهو يتابع بهمس : عاوزاني اعمل كده 

مال تجاه شفتيها لتغمض غرام عيناها بابتسامه حالمه تستقبل قبلته التي لم تكد تلامس شفتيها حتي فتحت عيونها علي وسعهما ودفعته من امامها واسرعت تغادر حينما تعالي صوت حلا تنادي عليها : غرام !

............

.....

في مشهد متكرر باختلاف وقعه الذي يكون تاره فيه النهايه الصحيحه لطرفان اختاروا الافضل بكل منهما بالانفصال وتاره يكون مرير حيث يضطر الطرفان أو أحد الأطراف لقبول الانفصال ظاهريا كما يحدث الان بينما جلست جوري ومراد كل منهما في طرف وبينهم جلس المأذون يلقي نفس الكلمات عن مراجعه النفس قبل أخذ هذا القرار البغيض ...كلاهما يشعر بالمراره والاسي ولكن امام العناد والكبر تظاهر كل منهما أنه يقف خلف قراره .....بكمد اتخذت زينه مكانها وهي تنظر لابنتها تناجيها أن تتراجع كما تهمس نور لابنها برجاء ولكنه صم أذنه عن سماعه بعد أن تعالي ضجيج كرامته 

تبادل سيف النظرات مع ابنه والذي أخبره أنه سيندم ويعرف مراد جيدا أنه سيندم ولكنه لم يعد بوسعه التراجع بعد أن أخبرها بموافقته علي الانفصال وهي لم تتراجع .....لم يتوقف عاصم عن هز ساقه بعصبية بينما يلوم نفسه أنه ترك الأمر لهم وهاهم فشلوا في حل مشكلتهم وستنتهي بقرار كارثي لا يرقي لتلك المشاكل بينهما وليس الحل الوحيد ولكنه المسكن لالم كرامه كل منهما دون ان يفكر أحدهما ماذا سيحدث بعد زوال مفعول المسكن ولا تلك الالام القاتله التي سيشعر بها كل منهما .....نظر إلي المأذون الذي ختم كلماته ولم يتلقي إلا اشاحه وجهه من كل منهما باصرار بملامحهم علي تلك الخطوة ليهز كتفه بقله حيله قائلا : لله الامر من قبل ومن بعد !

مسرحيه هزليه شعر عاصم أنه تركها كثيرا تتجسد أمامه لذا بنفس الحركه المسرحيه كان يهب من مكانه ويتجه ليقف أمام المأذون ويغلق الدفتر الكبير الموضوع أمامه هاتفا بحزم : متاسفين يا حضره الشيخ ...مفيش طلاق

رفع مراد وجوري عيناهم الي عاصم بنفس اللحظه وكل منهما يحاول التحكم في ملامح وجهه بينما جاءت المعجزه ... نظر المأذون الي عاصم الذي قال وهو يمد يده إليه : متشكرين تعبناك ....شهد ..شهد ...وصلي الشيخ

قام الرجل برفقه شهد لتتركز كل العيون علي عاصم الذي ضوت حوله تلك الاضواء الساطعة وهو ياخذ دور البطوله التي تركها في يد اطفال من وجهه نظره .....ليشير الي مراد : انت قوم  

قام مراد بلا تردد يتظاهر بالطاعه التي من داخله يفعلها فهو أنقذه من هذا الموقف ليتابع عاصم بتوبيخ : قوم اتفضل يلا علي بيتك وخد مراتك معاك 

نظرت جوري لأبيها ليتابع عاصم بنبره أمره لزينه : هلي شهد تجهز شنطتها 

استدار تجاه مراد ورفع إصبعه أمام وجهه متابعا : انت راجل تعرف تحل مشاكلك مش عيل صغير جريت تجيب المأذون ....يلا اتفضل انت وهي وبلاش دلع ...اييييه شويه مشاكل تخلص بينكم مش في محاكم ولا مع مأذون 

يلا امشي 

توقف مراد ينظر لجوري التي تظاهرت بالرفض لكرامتها : لا يابابي ...انا ....قاطعها عاصم بحزم : مفيش لا ....حلي مشاكلك انتي مش صغيرة ...شوفوا ايه بينكم ويتحل سوا 

نظر إلي كليهما وتابع بتوبيخ : اييه انتوا مش واخدين بالكم أن في طفل بينكم ...التفت الي مراد وتابع بمزيد من التوبيخ : وانت يا بيه ....طلاق ايه وهي حامل اصلا ....!

زفر وهز كتفه متابعا : أنا قولت اتفرج وأشوف اخرتها بس لقيتكم مش مسؤليين وياريتني من الاول عملت كده 

يلا اتفضلوا 

قبل أن ينهي كلمته كانت شهد تنزل وهي تحمل تلك الحقيبه الكبيرة تجرها من علي السلم لتقول بلهاث وشفتيها تنفرج بالفرحه : شنطه مدام جوري جاهزه 

اوما عاصم قائلا : يلا يامراد ...خد مراتك وشنطتها 

اسرع مراد ينفذ كلام عاصم لينظر سيف إليه بابتسامه وسرعان ما يقول : الله ينور يا عاصم ده اللي كان لازم يتعمل 

اومات نور وزينه بسعاده بينما كل منهما يري لهفه مراد وجوري مهما اخفوها ......وضع مراد الحقيبه بالخلف قي سيارته واتجه ناحيه جوري التي تظاهرت بالحنق وتدللت بأنها مجبره علي العوده التي ستكون عوده لبدايه صحيحه معا 

مال مراد ناحيتها يغلق لها حزام الامان برفق لتشتبك عيناها بعيناه للحظه قاطعها عاصم الذي طل عليهم من نافذه السيارة قائلا بمشاكسه وهو يرتدي قناع الجديه :لما انت خايف عليها كده امال كان ايه لازمته 

تعلثم مراد ليرفع عاصم إصبعه أمام وجهه بتحذير : لو فكرت تزعلها تاني مش هرحمك ياابن البحيري 

اشار لابنته بنفس اللحظه : وانتي لو سكتتي تاني تستاهلي وبرضه مش هرحمك 

نظر إلي كلا

هما وتابع :والله وقتها لأخد حفيدي واسيبكم انتوا الاتنين تولعوا في بعض 

لانت نظراته وهو يتابع : اخر الاسبوع أن شاء الله انا عازم نفسي عندكم علي الغدا ..اجي تقولولي كله تمام من غير تفاصيل ...فاهمين ..!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. البرنس عاصم وايهم ايه دلع ده

    ردحذف
  2. يابخت جوري بأب زي عاصم وسيله صعبانه عليا اوي غرام انا فرحتلها بجد ياريت حياتها تستقر بعد المعاناه

    ردحذف
    الردود
    1. بقولك ده اخر فصل نازل عشان معلقه عندي؟؟

      حذف
  3. عاصم دة طلع جامد اوى بردو مهانش علية بنتو وفى نفس الوقت ربى مراد

    ردحذف
  4. فعلا الاب سند

    ردحذف
  5. مبدعة رونا😍😍

    ردحذف
  6. ايوه بقا مايجيبها ال عاصم

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !