قيد من دهب الفصل الثاني والخمسون

0


الفصل السابق

 الثاني والخمسون


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظرت فيروز الي مهران من خلال المرأه بينما 

وقفت تصفف شعرها لتقول بدلال : زعلانه منك برضه؟!

ابتسم لها واقترب منها قائلا وهو يداعب خصلات شعرها : متزعليش بقي يا ست البنات قولتلك دي مواضيع حريمي ماليش فيها ....

رفعت حاجبها : وايه الحريمي في انك تيجي معايا للدكتورة ...مش ابنك ده 

وضع يده برفق علي بطنها قائلا : ابني يابوي بس أنا أفهم ايه في المواضيع دي ....مرات عمي احسن مني وهي قالت ليا انها جايه معاكي 

عقدت فيروز حاجبيها واولته ظهرها متشاغله بأنها تكمل تصفيف شعرها ليحيط مهران ظهرها بذراعيه ويشاكسها بمرح : خلاص بقي يا ست البنات متكبريش الموضوع 

التفتت إليه ونظرت له بعتاب ليكمل سريعا : وبعدين وغلاوتك عندي شغل كتير اوي .....صالح سايب كل شغل هنا عليا وبيسد هو مكاني ومكان جاسر في اسكندريه 

أومات فيروز قائله : خلاص يا مهران مش زعلانه 

نظر لها بمكر : عيني في عينك كده 

ابتسمت فيروز قائله : بص هو انا زعلانه شويه بس خلاص ربنا يقويك علي شغلك واوعدني المره اللي جايه تيجي معايا 

اوما مهران وقبل وجنتيها قائلا : سيبيها لظروفها  

............

...

اوما جاسر قائلا بعد أن انهي داغر حديثه : مفيش مشكله طبعا ياداغر ...وهو الموضوع زي ما انا قولتلك 

قال داغر سريعا : أنا طبعا مصدقك وواثق في كلامك والا مكنتش اتصلت بيك بس لو بامكانك تعرفني تفاصيل اكثر عن الموضوع هكون شاكر 

قال جاسر بترحيب : اوي اوي.... انا هفهم من ماس التفاصيل اللي ينفع طبعا تعرفها لان زي ما انت عارف انهم صحاب وفي بينهم اسرار مفتكرش ماس هتقولها ليا ولكن جمله الموضوع زي ما قولتلك وأخو ماس نفسه كان حاضر الواقعه كلها 

تنهد داغر بارتياح : انا متأكد من كده وبصراحه طول الفتره اللي فاتت اللي كنت بتابعها فيها مشوفتش منها إلا أنها بنت كويسه ..... بس هي الفكرة زي ما قولتلك محتاج بس اعرف شويه تفاصيل 

: تمام هتكلم مع ماس وهقولك بس لو عاوز رأيي الافضل تتكلم معاها هي شخصيا 

هز داغر رأسه : انا كمان فكرت في كده بس محبتش تيجي مني خبط لزق فقولت ياريت لو انت تكلم مدام ماس تمهد ليا مع ريم وبرضه تاخد رأيها إذا كان في موافقه مبدئيه منها اتكلم معاها بقلب .....صمت لحظه ثم تابع بتوضيح : لاني بصراحه برضه مش حابب ادخل في الموضوع الا لو لقيت منها موافقه مبدئيه 

اوما جاسر : اكيد كده افضل ....عموما انا هتكلم مع ماس وهرجع اكلمك واقولك وصلت لأيه في اقرب وقت 

..........

...

جلست ماس الي مكتبها وهي تتطلع حولها بينما مازالت لا تصدق انها عادت الي عملها الذي افتقدته بشده .... بعد الكثير من الترحيب بها من جميع زملائها جلست اخيرا الي مكتبها وبجوارها ريم التي كانت سعيده بمقدار سعاده ماس التي رفعت راسها إلي ايمن الذي دخل يحمل باقه ورد كبيرة يخفي بها وجهه ذو الابتسامه المرحه

وضع الورد امامها علي مكتبها قائلا بمزاح : أحط الورد هنا ولا جوزك هيكسر مناخيري تاني 

كتمت ماس ضحكتها بينما وكزته ريم قائله : ميبقاش قلبك اسود ياايمن .... الراجل بيغير علي مراته ! 

ضحك ايمن قائلا بمرح : لا عندك حق ده يادوب كسر مناخيري .....نظر إلي ماس باعتذار مرح : طيب قولي حاجه ولا لمحي أن جوزك من النوع اللي بيغير من الهوا ...وحياتك ماكان قصدي انتي عارفاني من واحنا مع بعض في المدرسه كنت سخيف بس نيتي طيبه ....نظر لها وتابع وهو يحك أنفه : بس بصراحه جوزك علمني الادب وبطلت سخافه 

أومات ماس ضاحكه : طيب كده المفروض تشكره

هز ايمن رأسه بهلع وهو يتلفت حوله بتمثيل زائف للخوف من جاسر : لا ياستي الله الغني عن مقابلته مرة تانيه 

أنا عارف اصلا طائر الرخ ده جوزك ازاي 

تغيرت نظرات ماس دون إرادتها لتزجره ريم بتوبيخ : وبعدين ....انت مش قولت بطلت سخافه 

هز ايمن رأسه سريعا قائلا : مش قصدي ياماس بهزر والله ....واضح أنه بيحبك اوي طالما بيغير بالطريقه دي 

تنهد وتابع بنبره مسرحيه : عقبالي لما اغير علي مراتي انا كمان 

نظرت ريم إليه قائله بمزاح : مش لما تتجوز الاول 

نظر إليهم قائلا : طيب ما تجيبولي عروسه 

رفعت ريم حاجبها : ليه من قله البنات ....؟!  

قال أيمن بجديه : انا بتكلم جد علي فكرة 

قالت ريم : وانا علي فكرة ...في بنات كتير قدامك 

تدخلت ماس قائله : ريم عندها حق ...اصلا معانا بنات كتير مناسبه

هز ايمن رأسه قائلا : لا ....ده اهم شرط عندي ...مش عاوز انا وهي نشتغل في نفس المكان دي مشاكل لوحدها.

نظرت له ماس قائله : وكمان ليك شروط

ضحك ايمن قائلا : مش اوي والله ...انا بس طالب بنت كويسه ومناسبه 

نظرت له ماس باستفهام : انت بتتكلم جد 

اوما لها قائلا : جدا ...ها هتشوفيلي 

هزت ماس راسها بابتسامه : اوك

ابتسم ايمن قائلا بلياقه : عموما نورتي مكتبك وحمد الله على السلامه 

ابتسمت له قائله : شكرا ياايمن

اوما لها وانصرف لتتجاذب ريم الحديث مع ماس مجددا وهي تتابع بحماس : اهو اوردر الفطار وصل ....تعالي ياعم محسن 

دخل الساعي حاملا تلك الساندويتشات التي طلبتها ريم 

لتضع بيده بضع ورقات نقديه وتتجه الي ماس تجلس الي مكتبها وتفتح المغلفات قائله بمرح : طبعا تلاقي فطار كل يوم وحشك 

قالت ماس وهي تلتقط أحد الساندويتشات بحماس : 

اوي ياريمو .....تنهدت وتابعت بحنين : كل حاجه وحشتني ...الشغل والمكتب والرغي معاكي 

سعلت ريم بقوة وكادت تختنق بلقمتها ما أن دخل مهاب الي المكتب بقامته المديده ليتبادل النظرات بين الفتيات وبين تلك الوليمه المتمده أمامهم قبل أن يقول بهدوءه المعهود : صباح الخير 

قالت ريم بتعلثم : صباح النور يافندم 

أجابت ماس بحمرة وجهها بينما افترشت كل هذا الطعام امامها هي وصديقتها : صباح النور مستر مهاب 

ابتسم مهاب بهدوء : حمد الله علي السلامه ....نورتي مكتبك 

: متشكره يافندم 

تابع بقليل من المرح : ممكن لما حفله الفطار تخلص اشوفك في مكتبي 

قالت ماس سريعا وهي تجمع الطعام من امامها : أنا خلصت يافندم 

ضحك مهاب بخفه قائلا : خلصتي ايه ....؟! ده الوليمه لسه في أولها ....عموما افطري براحتك واكون انا كمان اخدت القهوة بتاعتي 


.....

........

نظر جاسر إلي تلك الأرباح التي وضعها صالح أمامه قائلا : ده نصيبك ياجاسر

رفع جاسر حاجبه بعدم تصديق لهذا المبلغ : بتتكلم جد ياصالح 

اوما صالح بثقه : امال انت فاكر ايه ...استني سنه ولا اتنين وهتشوف المكتب هيبقي ازاي أن شاء الله 

أعاد جاسر الاموال الي صالح قائلا : يبقي خليهم معاك 

هز صالح رأسه بينما فهم مساعده جاسر له في وضع أبيه المادي : لا ياجاسر ده نصيبك ونصيب مهران اهو كمان 

أصر جاسر قائلا ؛ معلش خليهم دلوقتي وكده كده هنروح من بعض فين .....

المهم بس تحاول تخلص موضوع ديون البنك الاول 

هز صالح رأسه بإصرار : متشغلش بالك ابدا ....الموضوع خلاص هيتحل وانا جدولت الديون مع البنك وطول ما الشغل ماشي كويس الدنيا أن شاء الله هتبقي زي الفل 

تنهد جاسر قائلا : أن شاء الله 

نظر إلي صمت صالح قائلا : طيب طالما موضوع البنك محلول ايه بقي اللي مضايقك 

قال صالح بعد أن افلتت من صدره تنهيده حاره : اكتر حاجه منغصه عليا عيشتي موضوع ياسمين 

أسند جاسر رأسه للخلف قائلا : انت عارف رايي في الموضوع ده من الاول 

اوما صالح بإقرار : كان عندك حق ومش ببرر لنفسي بس كل شويه الظروف بتقف ضدي 

تنهد وتابع بضيق : الموضوع خرج من ايدي و لو اتكلمت هقول ايه بعد ما خبيت عنها كل ده 

وضع جاسر يده علي رأسه قائلا : ياسمين مسيرها تعرف وافتكر اني قولتلك خليها تيجي منك 

قال صالح بضيق : ياجاسر ما انت فاهم أن الكلام سهل 

.....اروح دلوقتي اقولها انا كذبت ومطلقتش مها ....هز رأسه وتابع : خايف الموضوع يأثر عليها خصوصا وهي حامل 

نكس جاسر رأسه وهو يتذكر نتيجه عدم مراعاته لنفسيه ماس ليقول : عندك حق لازم تراعيها ومتغلطش غلطتي 

قال صالح باستدراك : اسف ياجاسر مش قصدي 

هز جاسر رأسه : ولا يهمك اصلا انت بتتكلم صح انا بس خايف تعرف ووقتها هتكون صدمتها اكتر 

هز صالح رأسه بحيرة قائلا : مش عارف ياجاسر 

سحب نفس عميق ثم تابع وهو يفرك رأسه : طيب سيبك من حواري انت هتعمل ايه هتفضل مكمل في عنادك 

قال جاسر رافعا حاجبه : مش عناد ياصالح .

عقد صالح حاجبيه قائلا : لا عناد ياجاسر ....روح لها وكلمها تاني  

هز جاسر رأسه بعنفوان : مستحيل ...! 


هكذا أخبر نفسه وأصر علي موقفه بينه وبين نفسه مبررا لنفسه أنه فعل كل ما هو عليه ....فزعت كرامته ولم يجد أي مبرر يقنع نفسه به أن يذهب إليها مجددا وكما قال صالح عناده أصبح ما يتحكم به ولكن هاهو عناده يتراخي وكرامته تتحرك بعيدا حينما أعطاها جرعه مسكنه وهو يبرر اتصاله بها بأنه يفعله من أجل داغر 

فهو لايريد الذهاب إليها من أجلهم بل من أجل هذا الموضوع الخاص بريم وجاسر وكما كان له مبرر كان لماس مبرر اخر وهي تجيب عليه بلهفه اخفتها فهو خرج من حياتها وهي لا تتخذ منه موقف لذا تجيب عليه 

: الو ...

ارتبكت دقات قلب كلاهما للحظات ما أن سمع كل منهم صوت الاخر حينما كال صمت كلاهما حاول جاسر سريعا استجماع نفسه التي تبعثرت باشتياق بالغ لها ليقول

بدون مقدمات : ماس كنت عاوز اتكلم معاكي وقبل ما ترفضي ....انا هتكلم معاكي في موضوع تاني خالص غير موضوع رجوعنا لبعض  

اغتاظت ماس من كلماته وكأنه يخبرها أنه لم يعد يهتم لتقول بحده بدت واضحه في نبرتها مهما تظاهرت بالهدوء : عندك حق .....اصلا انت خلصت كلامك قبل كده 

رفع جاسر حاجبه ورد بانفعال : في حدود علمي كان كلامك مش كلامي 

قالت ماس باحتدام : بناء علي تصرفاتك

لم تعطيه فرصه لقول شيء لتقول بنبره قاطعه تنهي بها الدخول مجددا في جدل مادام لا يزال علي رأيه وعناده بعدم الاعتراف بخطأه : عموما ياجاسر ده مش موضوعنا ....بتتصل عاوز تتكلم في ايه ؟! 

زفر جاسر قائلا : مش هينفع في التليفون هعدي عليكي اخدك نقعد في مكان نتكلم 

لا تنكر أن الفضول راودها لتنظر في ساعتها قائله بعفويه : لسه قدامي ساعتين واخلص شغلي 

صمت جاسر لحظه يراجع ما قالته قبل أن يردد باستنكار ممزوج باستفهامه : شغلك ؟! 

ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفاه ماس بينما وصل إليها استنكاره الذي لم يعد له به أي حق لتقول ببرود : اه 

شغلي ...وحاليا مش هقدر اتكلم اكتر من كده 

عشان عندي شغل كتير .....لما اخلص شغل هتصل بيك 

أغلقت ماس وتشتت عقلها كثيرا وهي تفكر في سبب طلبه لقاءها إن لم يكن أمر رجعوهم سويا وشعور بالضيق يراودها من مجرد استنكاره لعودتها عملها وشعور جارف بالرفض أن تتساءل أن كان متضايق ام لا بينما هو كما هو لا يهتم إلا بضيقه هو ورغبه قويه تتملك منها بالثبات ومتابعه طريقها من دونه بينما تنهر قلبها الذي مازال يشعر به ويتالم من ابتعاده بينما مازال نفس الشخص بل وتماديه يزداد وكأن ما يفعله هو الصواب ....

بينما جاسر كل ما تملك منه هو شعور جارف بالغضب كما دوما يشعر بأي شيء يخصها ويشعر بنفسه علي الهامش به ليجذب هاتفه بحنق وهو يتبرطم من كلماتها أنها ستحدثه ما أن تنهي عملها .....وهل ينتظر أو يحتمل الانتظار ....

وكأنه يبحث عما يوجع قلبه بينما يذكر نفسه بتمردها الواضح عليه وكأنها ألقته خلفها وتابعت طريقها بدونه ....

كل مشاعرها التي طغت عليها لم تطغي علي كونها انثي لتجد نفسها واقفه أمام المراه تعدل من وضع مكياجها البسيط وتزيد عليه بضع لمسات وتهندم من ملابسها وشعرها الذي فكت عقدته وتركته ينساب فوق ظهرها بحريه .... 

دخلت ريم خلفها الي التواليت الخاص بالعمل لتقول بخبث وهي تري تزين ماس الواضح : انتي رايحه فين ...؟! إذن من اول يوم 

قالت ماس بتعلثم : ابدا بس قولت اخلص مشوار جاسر عشان اروح بسرعه احسن عندي صداع .....اصل بقالي فتره اخدت علي قعده البيت 

نظرت لها ريم بخبث : عيني في عينك ...ده احنا بنظبط نفسنا  

هزت ماس راسها سريعا : لا طبعا ...انا بس حاسه شكلي مش حلو من الصبح 

ضحكت ريم بمكر : ماشي ياقمر ..عموما انا هخلص شغل وهروح عليكي ....هتغدي عندكم النهارده عشان اعرف التفاصيل ...

.......

....

اطال ذلك الرجل الاشيب النظر إلي تلك القطعه الذهبيه الثمينه التي أخذ يقلبها بين يداه ونظراته المتفحصه ليؤميء اخيرا بابتسامه قائلا : عفارم عليك يا حوده ...تسلم ايدك ...

قال ذلك الشاب : تسلم ياحاج 

أعاد تلك القطعه الي الشاب قائلا : اعمل منها عشر حتت 

خرج الشاب ليلتفت ابو النجا الي ياسمين قائلا : تسلم ايدك يا بنتي ...شغلك عالي اوي 

ابتسمت ياسمين بحماس : بجد عجبك يا حاج 

اوما الرجل : عجبني اوي ....يلا انا هقوم اروح الورشه وانتي كملي شغل مش هتأخر عليكي 

أومات ياسمين لتظل جالسه خلف المكتب الابنوسي الكبير الذي تركه لها الحاج ابو النجا وهاهي كل بضعه ايام تأتي لتجلس بالمحل الذي بدأ عملها يثريه بينما أضافت لمسه جديده لكل تلك القطع التي يعروضونها كما أنها نفذت فكرة ماس بتسويق علي الميديا لتبتسم بسعاده بينما لم تتخيل أن تكون حياتها اهديء ولا اسعد من تلك الأيام وقد بدأ كل شيء اخيرا بالابتسام لها .... ولكن هاهي ابتسامتها تتلاشي سريعا ما أن رأت كابوس حياتها يتهادي بخطواته الواثقه ويدخل من باب المحل الزجاجي .... هبت ياسمين واقفه وهاجمته بصوت حاد : انت ايه اللي جابك هنا 

رفع زياد حاجبه ببرود وعيناه تتنقل هنا وهناك في أرجاء المحل الصغير : انتوا بتقابلوا الزبائن كده ...؟! توء توء غلط يا حبيتي 

زمجرت ياسمين بغضب : أخرس حبك برص 

انتبه العامل الواقف خلف أحد الفاتيرنات لينهي سريعا معاملته مع أحد الزبائن ويتجه الي ياسمين متوقف أمام زياد : في حاجه يا مدام ياسمين

قبل أن تفتح ياسمين فمها كان زياد يزيح الشاب من أمامه هاتفا باحتقار : اجري يا واد انت هات حاجه اشربها 

جلس ببرود علي أحد المقاعد الجلديه الموجوده أمام ياسمين قائلا وهو يضع ساق فوق الأخري : اقعدي يا ياسمين انا مش جاي اعمل مشكله 

زفرت ياسمين وقالت بحنق : امال جاي ليه ؟! 

قال وهو يتطلع إليها مطولا بينما هب الاشتياق بكيانه لها مجددا : جاي اشوفك ....وحشتيني يا برنسيسه 

ضربت ياسمين طرف المكتب بقبضتها مزمجرة : اطلع برا 

رفع حاجبه : اطلع برا منين . ..... تلتفت ساخرا حوله لصغر المحل قائلا : هو انتي نسيتي انا مين .....؟! اوعي ياحبيتي تكوني فكرتي ده محل ....افتكري انا كنت كاتب باسمك ايه ولا ايه ......حبيتي الفقر وعاوزة تفضلي فيه وتكابري قدامي ولا تفكري وتشوفي مصلحتك مع مين 

نظرت له ياسمين باحتقار : حبيت النضافه .... أنا بكل محلاتك وفلوسك أقذر من اني ابصلك تاني 

احتقن وجهه زياد ليقول بغل : علي الاقل انا بكل قذارتي مروحتش اتجوزت عليكي ...!!

اهتزت نظرات ياسمين للحظه قبل أن تتظاهر بالثبات وتتحداه بنظراتها وتهم بالرد عليه إلا أن دخول ابو النجا أنقذها بينما عاد بسرعه ما أن أرسل إليه الشاب بوجود زياد ...

نظر بهيبته الي زياد هاتفا : ايه اللي جابك هنا ؟!

زفر زياد قائلا : ايه المقابله دي يا حاج ابو النجا 

....ده انا في محلك 

هتف الرجل بحده : مش مرحب بيك في أي مكان هنا ....برا 

احتقن وجهه زياد ليتجه إليه الرجل ويتابع بحزم : انا بحذرك تاني مره تقرب من ياسمين ولا تفكر مجرد تفكير تقف في طريقها ....رفع إصبعه في وجهه زياد وتابع : ياسمين في حمايتي انا وكل تجار الصاغه ولو قربت منها تبقي بتزود في عداوتك معانا ...برا 

نظر زياد إلي ابو النجا بغل واندفع خارج الباب لتنظر ياسمين إليه بامتنان : شكرا ياحاج واسفه لو عملتلك مشكله 

ابتسم لها الرجل قائلا: علي ايه يا بنتي ...؟! مفيش مشكله ولا حاجه ...ده كلب ولا يهمك منه 

أومات ياسمين لتحاول السيطرة علي رجفه يدها وذلك الشعور بالغثيان الذي تملك منها بعد كلمات زياد لتعتذر من ابو النجا وتعود الي المنزل وذلك الشعور يزداد بداخلها بالرغم من الهدوء الذي غلفها وغلف جلستها برفقه صالح أثناء تناول الغداء الذي لم تتناول منه لقمه بينما اختنق حلقها بتلك الكلمات التي خرجت من فمها دون مقدمات وبهدوء شديد كانت ترفع عيناها الي صالح وتسأله : صالح ...انت طلقت مها ؟!!

.........

...

خرجت ماس من باب البنك الزجاجي الضخم وسارت بضع خطوات تجاه الدرج الرخامي الكبير لتجد عيناها سريعا ما تقع عليه .....كان لرؤيتها له بعد هذا الشهر وقع كبير علي دقات قلبها التي أخذت تهدر بين جنبات صدرها حتي كادت تسمعها كما سمع جاسر دقات قلبه التي أخذت تقرع بصدره كالطبول لتمر لحظات كل منهم يتأمل الآخر دون إرادته باشتياق غلب علي نظرات عيونهم وامتزج بعتاب خرج من قلب كلاهما للاخر .... 

ليتنهي بهما الحال بجمود نظراتهم بينما مازال كل منهم يتظاهر بالثبات ...اقترب جاسر منها بضع خطوات ليقف امامها ويمد يداه التي اشتاقت لملمس يدها : ازيك ياماس 

ظلت ماس مكانها بينما لم تتمالك نفسها وتتحكم بها كما فعل هو ليقول جاسر بعتاب بينما لم تصافحه : ايه مش عاوزة تسلمي عليا ياماس ؟!

هزت راسها وقالت بكلمات صريحه وهي تمد يدها الي يده الدافئه التي احتضنتها : لا بس مستغربه 

ابتسم جاسر بشجن وقد شعر نفس شعورها بالغربه بينما هو حبيبها وهي حبيته وليس اثنان اغراب ليتصافحوا : اكيد غريبه .... نظر لها وتابع بحنين : لما كنت بغيب عنك كان يوم كنتي بتجري علي حضني !

خفق قلبها بقوة وغص حلقها بينما اهتزت نظرات عيونها التي اشاحتها بعيدا عن نظراته قائله وهي تشير الي سيارتها : اطلع علي المكان اللي انت عاوزة وهحصلك 

استنكرت ملامح جاسر ليهز راسه : تحصليني ...!!

لا تعالي معايا ياماس 

رفعت حاجبيها : ليه اجي معاك ...معايا عربيتي ؟!

زفر بضيق بينما تمردها يخنقه ولو بمجرد استقلالها بشيء ليهتف بامتعاض : وانا هخطفك يعني .... 

هزت راسها قائله : مش قصدي بس هسيب عربيتي ليه ؟!.

قال بهدوء وهو يقودها الي سيارته : متقلقيش هرجعك مكان ما اخدتك 

أومات ماس واتجهت برفقته لتنفلت تنهيده حارة من صدر جاسر ما أن ركبت بجواره وبدأت رائحتها العطره تتهادي الي أنفه ويحدث نفسه وهو يتطلع الي ملامح وجهها الجانبيه كم اشتاق اليها ....وكعادته لا ينتظر ولا يتمهل لينسي تماما اي شيء كان سيحدثها به ويلقي سؤاله : رجعتي الشغل ازاي ؟! 

للحظه كانت كلمات كثيرة ستخرج من فمها تخبره بما حدث ولكنها تراجعت بينما تذكر نفسها بأنه لم يعد لديه حق بمعرفه شيء عنها لتهز كتفها وتقول بهدوء : عادي 

رفع جاسر حاجبه بتهكم : عادي ترجعي بالسرعه دي ؟!

نظرت له ماس بثبات : 

هيفرق معاك في حاجه رجعت بسرعه ولا ببطء ...؟! 

نظر جاسر إليها والي نبرتها التي تخبره أن الحرب التي أشعلها ما تزال قائمه وان ماسته لن تتراجع

ليقول بخبث وهو ينظر إليها : لا... بس اهي تهمه اني دمرت حياتك اتشالت من رقبتي 

احمر وجهه ماس بالغضب من بروده لتهتف به : ولا ذنب ولا حاجه وميخصكش شغلي في حاجه 

هتف جاسر بعنفوان : يخصني كل حاجه في حياه مراتي 

احتقن وجهه ماس لتقول بانفعال : مش مراتك....انت طلقتني 

شدد جاسر علي كلماته بحنق شديد : لا مراتي ياماس وانسي حوار مطلقين ده عشان خلص في يومها ورديتك 

ازداد فوران الدماء بعروق ماس لتهتف به من بين اسنانها : مخلصش ومسمهاش مطلقين اسمها مطلقني 

....نظرت له بعصبيه شديده وتابعت : مطلقين دي لما نتفق علي الطلاق إنما أنت طلقتني وأنا حتي مكنش عندي رفاهيه أن يكون ليا رأي في حياتي 

أوقفها جاسر عن متابعه تقريعه : ماس كفايه.... انا عارف اني غلطان واعتذرت بدل المره الف ومستعد اعمل اكتر بس مش كل ما تشوفيني تأنبيني كده  

اشاحت ماس بوجهها هاتفه : ولا اانبك ولا تأنبني قولنا الموضوع اللي بينا انتهي ....عاوز ايه ياجاسر مني ؟! 

لم يتراجع ليقول وهو يجبر عيناها علي النظر إلي عيناه : اجابه سؤالي ...رجعتي الشغل ازاي ؟! 

تحلي بكل ثباته الانفعالي وهو يتابع بمغزي واضح : طبعا مديرك كان له يد في رجوعك 

مازال نفس الرجل ولم يتغير قيد انمله بينما يخبرها أنه يعرف كل شيء بل ومحق في غيرته وفي سوء نيه مهاب الذي لم تري منه اي تجاوز أو سوء حتي الآن 

لتهتف بجاسر بغضب : بطل تلميحاتك دي .....حتي لو مستر مهاب له يد فده تقديرا لشغلي 

احتقن وجهه جاسر بغضب وغيره شديده من مجرد دفاعها عن مهاب ليغاير الموضوع سريعا حتي لا يوقد نيران تحرق مجددا ليقول وهو ينظر إليها : هترجعي البيت امتي ؟! 

رفعت حاجبها باستنكار لجرأته في قول شيء كهذا : نعم؟!  

قال جاسر بهيمنه متأصله بطباعه : اللي سمعتيه 

اغتلت ملامح ماس لتهتف به بتحدي : مش هرجع 

رفع حاجبه باستنكار لتواجهه ماس بنظراتها وتقتبس من كلماته : اللي سمعته ......مش هرجعلك 

وحالا قول انت طلبتني ليه ولا همشي 

انتفخ وجهه جاسر بالغضب ولكنه لم يتمادي بينما رأي بوضوح إصرارها ...ليخبرها بإعجاب داغر بريم منذ تلك المره التي رآها فيها من خلال التحقيقات وبالتبعيه عرف بعض المعلومات عنها وحتي ذهب أكثر من مره بحجه مختلفه كل مره لرؤيتها بمقر عملها حتي اصطدم اخيرا بالكلام الذي اشاعته حماتها السابقه عنها بأنها سرقت أموال ابنها وتركته .... لم يصدق ولكنه دقق وعرف بأمر تحويل الاموال وكان عليه التأكد !

لتقول ماس بدفاع عن صديقتها : انت عارف موضوع ريم وطالما زي ما بتقول معجب بيها يبقي المفروض يعرف أن مش دي اخلاقها ..

قال جاسر بدفاع هو الآخر عن داغر : مش عيب أنه يسأل ويعرف عنها كل حاجه قبل ما يفكر يرتبط بيها 

دون أن تقصد تهكمت ماس بمرارة : مش فارقه زي ما بتقول .....ما انا كنت عرفتك قبل ما نتجوز 

وشوفت عيوبك وسكتت 

لم يجادل علي كلمه عيوب التي قصدتها ليقول وهو يتطلع إليها كطفل مشاكس ابدا لن يعترف بخطاه ومع ذلك ينتظر من والدته أن تفهمه وتلتمس له المبررات : كنتي بتحبيني ومكنتيش شايفاها عيوب 

تعلثمت من اختراق نظراته لها لتهتف وهي تبعد عيناها عن مرمي نظراته : كنت غبيه 

هز جاسر راسه وقال بإصرار بينما يجذب عيناها الي عيناه : قولتك كنتي بتحبيني واللي بيحب مش بيشوف في حبيبه عيوب 

قالت ماس وهي تشيح بوجهها بينما ترفض تماما أن تخضع ولو بمشاعرها لابتزازه العاطفي ولعبه علي اوتار ذكريات حبهما : الحب مالوش علاقه 

تنهد جاسر وهو يقول بتعب حقيقي من تلك الأمواج التي لا ترسو علي بر بينهما : واخرتها ياماس ؟!

نظرت إليه قائله : آخره ايه ؟! 

: عنادك 

رفعت حاجبها باستنكار : فين العناد ده ...؟! 

قال جاسر بجديه : انتي شايفه تصميمك علي رايك وانك مترجعيش البيت ده مش عناد 

هزت راسها : لا مش عناد

بدأت أعصاب جاسر تنساب من عقالها ليهتف بها وهو يحاول جاهدا الا يفقد أعصابه : امال اسمه ايه ....وهاهو لم يتمسك بزمام أعصابه كثيرا ليتابع بانفعال : خدي بالك ....انا اقدر ارجعك بالعافيه 

احتقن وجهه ماس بقوة لتهتف به بتحدي : متقدرش 

اشتعلت أعصاب جاسر ليقول بعنفوان : اقدر ياماس ومتستفزنيش انا لغايه دلوقتي سايبك بمزاجي لغايه ما تعقلي وتهدي خالص بس لو فضلتي تعاندي معايا بالشكل ده هرجعك البيت غصب عنك ...!!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !