الفصل السابق
(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
احتقن وجهه ماس بقوة لتهتف به بتحدي : متقدرش
اشتعلت أعصاب جاسر ليقول بعنفوان : اقدر ياماس ومتستفزنيش انا لغايه دلوقتي سايبك بمزاجي لغايه ما تعقلي وتهدي خالص بس لو فضلتي تعاندي معايا بالشكل ده هرجعك البيت غصب عنك ...!!
اندفعت الدماء الي وجهه ماس وتحول الي جمره ملتهبه ودارت بعقلها الآلاف الكلمات ردا علي كلماته الغاشمه بينما بكل عنفوان قلبه نطق بها ظنا منه أنه تمسك بها بينما بكل عقله يدرك أنه يخسرها بتلك الكلمات التي لن تخضع لها حبيبته ولن تزيدها الا عنادا مهما كان مبرره أو اسبابه ليدرك متأخرا مقدار خطأ اندفاع كلماته التي كانت نابعه من استراتيجيه خاطئه في حربه ضد فقدانها لتلتقي عيناه بعيناها التي ظلت تنظر اليه للحظات تفاضل بهم بين رد عقلها ورد قلبها ليتولي قلبها الرد بعتاب قاسي : كفايه ياجاسر ....كفايه وبلاش تهد اللي بقي فاضلك عندي بكلامك وعصبيتك اللي مش متخيل بتجرحني اد ايه ..!
وقع كلماتها كان بمثابه صفعه ورد أمثل علي عصبيته الهوجاء التي تأخذ كل شيء بطريقها لتثبت له للمرة المليون أنها تفهمه أكثر من نفسه بينما تعرف أن كلماته ليست إلا عصبيه اعتاد أن يصل بها الي مايريد ولكن تلك المره مناله أصبح مستحيل !
اسرع يفيق من عتابه لنفسه بعد كلماتها التي نطقت بها واستدارت لتغادر ليمسك بيدها سريعا : ماسه ..!
مش قصدي اللي فهمتيه ولا اني اجبرك .... انا تعبت من البعد بينا
اشاحت بعيناها التي بدأت تلمع بها الدموع بينما امتليء صوتها خزلان وهي تتابع عتابها : انت اللي عملت كده ...متوقع مني ايه بعد ما طلقتني ؟!
تنهد بتعب حقيقي : متوقع تفهمي اني مكانش قصدي ....امسك بكتفها وتابع : ماس انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ...اللي حصل بينا ده كان لحظه تهور مش اكتر بعد كلامك ....نظر إلي عيونها وتابع : هتفضلي سايبه بيتك وبعيد عني لغايه امتي .... آخره بعدك ده ايه عاوزة توصلي لايه ياماس
تنهدت بخزلان ويأس : كنت عاوزة اوصل انك تتغير بس كل مره بتثبت ليا انك زي ما انت ....معندكش استعداد تعترف بغلطك في حقي
قال باندفاع : اعترفت
ارتسمت ابتسامه متهكمه علي طرق شفتيها : اعترفت بغرور.... انا غلطان وانتي كمان غلطانة
رفع حاجبه : ومش ده الواقع
بادلته رفع حاجبها بينما تقول بتهكم مبطن : هقتبس من كلامك انك لو بتحبني مكنتش شوفتني غلطانه
افلتت زفره ضائقة من صدره بينما لا تتوقف عن الدوران بنفس الدائرة ليقول بانزعاج واضح : ماس كفايه بقي ...
أبعدت يده عن كتفها وهتفت بنبره قاطعه : عندك حق ...كفايه بقي .... خلصنا ياجاسر بطريقتك دي مش هرجعلك ابدا ....
احتدت نظرات عيناه لتتابع ماس بنفس نبرتها القويه : و
لو كلامك في موضوع ريم خلص انا ماشيه
أوقفها جاسر برفض : استني هنا كلامنا مخلصش
نظرت له ماس بانزعاج وقالت بنبره قاطعه : لا خلص ياجاسر ....
...........
....
وهاهي مها تغرق بسبب كذبها كل يوم أكثر ...!
فهارون لا يتوقف عن ملاحقتها وأصبح كابوس لا يحميها منه إلا وجودها وسط عائله صالح .... أو هكذا اخذت تقنع نفسها بينما هي بكل مرة من تخضع لتهديد هارون وهي من بدأت بتقديم الأموال له حينما أعطته ذهبها
لتنظر لها خالتها باستنكار بعد أن استمعت منها لكل ماحدث : انتي اكيد مجنونه ....ازاي تقبلي علي نفسك وضع زي ده ؟!
قالت مها بدفاع عن نفسها : كنت هعمل ايه .... الراجل ده مش هيبعد عني
قالت خالتها باستخفاف : ليه ...مفيش حكومه في البلد ؟!
هزت مها راسها بيأس : ده راجل شرير وانا خايفه منه
تهكمت خالتها بنبره جارحه : لا انتي خايفه تفوقي نفسك من حلم صالح وبتدوري علي اي سبب تفضلي فيه قابله ومش قابله بس لا انتي بتشحتي وجودك في حياه راجل مش عاوزك ....اعتدلت المراه واقفه وتابعت : انا بعد ما خزلتيني المره اللي فاتت جيت ليكي دلوقتي بمد ليكي ايدي بس انتي مصممه تمشي في نفس الطريق .... أعملي اللي يعجبك واقنعي نفسك زي ما انتي عاوزة بس اعرفي أن كل ده وهم ....صالح عمره ما هيحبك ولا انتي هتحبي نفسك طالما عايشه من غير كرامه
اسرعت مها خلف خالتها ولكنها رفضت هاتفه : خلص الكلام يامها ....لما تفوقي من وهمك هتلاقي بيتي مفتوح ليكي !
ابتلعت مها غصه حلقها التي اوقظتها كلمات خالتها الصحيح مائه بالمائه بينما هربت من مواجهه نفسها بتلك الحقيقيه بل وخضعت لتهديد رجل مثل هارون لتقنع نفسها أنها بحاجه لحمايه صالح بينما هي بحاجه الي حب من رجل كما قالت خالتها لن يحبها يوما
عقدت ليليان حاجبيها حينما خرجت الي الحديقه ووجدت مها جالسه وحدها : خالتك راحت فين يامها ؟!
قالت مها بوجوم : مشيت ياطنط
: ليه يابنتي ...انا جهزت الغدا
التفتت مها إلي ليليان قائله : زعلت مني ؟!.
قالت ليليان باستفهام : ليه يامها ؟!
هزت مها كتفها وتابعت بصوت حزين ترثو نفسها : عشان الوضع اللي انا قبلته علي نفسي ... قالت أن ماليش مكان في حياه صالح
.....نظرت إلي تغير ملامح ليليان لتسألها : عندها حق ياطنط مش كده ؟!.
اكتفت ليليان بنظرات عيونها بينما سبق واخبرتها بهذا الحديث
.........
...
قالت رغده بعتاب : كده يا ندله ...بقالك اكتر من شهر هنا ومتقوليش ولولا أني بالصدفه شوفتك في النادي دلوقتي مكنتش هعرف
قالت مي بوجوم : والله يارغده ما فيا دماغ ولولا أن آدم زهقان مكنتش نزلت من البيت اصلا
عقدت رغده حاجبها باستفهام : ليه بس ...مالك يامي ؟!
أخبرتها مي لتعقد رغده حاجبيها بعدم تصديق : طلقها ؟!.
أومات مي بحزن : ردها تاني بس هي رافضه ترجعله
نظرت رغده إليها بدهشه : وده اللي مضايقك اوي كده
نظرت لها مي : وانتي مش عاوزاني اتضايق وانا السبب .
قالت رغده باستنكار : السبب في ايه .....؟! عادي انتي طول عمرك بتقولي طبع جاسر صعب واهي مشكله وحصلت بينهم واتطلقوا
هزت مي راسها : طبعه صعب وهي كانت متحملاه ولولا اللي عملته جاسر كان بيعرف يسيطر علي عصبيته معاها ....انا السبب يارغده ...مش هنكر .....جاسر عنده حق انا السبب
دمعت عيون مي بينما تتابع بأسي شديد من وخز ضميرها : انا اللي كذبت وافتريت عليها بكلام محصلش وسخنته عليها وبسببي ابنهم مات ....
انسابت دمعه حاره علي خدها وتابعت : ليه حق جاسر يكرهني وماما وبابا وحتي مالك ....انا انسانه وحشه اوي ....معرفش امتي بقيت حقوده وكل اللي كان شاغلني هو حياه غيري بدل ما اهتم بحياتي
حاولت رغده التخفيف عن صديقتها لتضع يدها علي يد مي قائله : مش اوي كده يامي..... أراده ربنا بلاش تزودي في الذنب علي نفسك وبعدين ماس عنيده اصلا وتلاقي كان بينها وبين جاسر مشاكل تانيه
قالت مي وهي تهز راسها : لا يارغده ....احنا بنبرر لنفسنا
انها وحشه مع انها تكون حلوة أو وحشه ميفرقش معانا في حاجه .....انا ياما اتكلمت عليها معاكي ومع ماما وحتي مع جاسر .....ماس مش وحشه انا اللي وحشه وحقوده وحتي لو زي ما بتقولي أراده ربنا الا اني برضه عليا ذنب كبير اوي
غص حلقها وتابعت : انا طول عمري ببص في حياتها وبستكتر عليها اي حاجه ....حب عيلتها وحب جاسر ليها وحتي شغلها ....كل حاجه كنت بشوف أن ملهاش حق فيها مع أن ده مش من حقي وربنا وحده هو اللي بيوزع علينا نعمه بالتساوي ...
صمتت رغده تستمع الي عتاب مي القاسي علي نفسها لتقول اخيرا برفق بصديقتها التي أزالت تلك الغشاوة عن عيونها : عموما يا مي كفايه انك حاسه بالذنب وحاولي تكلمي جاسر وان شاء الله يرجعوا لبعض
نظرت لها مي تتبين صدق حديثها : انتي بجد عاوزاهم يرجعوا ؟!!
ضحكت رغده وقالت بمرح لتخرج مي من حزنها : بعد اللي سمعته منك اه طبعا .... وانا ناقصه اتجوز واحد يعمل فيا كل ده ...لا ..لا هو جاسر حلو اوي عليه اعتبره فارس احلامي من بعيد
ارتجفت شفاه مي ببكاء : متتكلميش علي اخويا كده ...جاسر مش وحش
أومات رغده وغمزت بشقاوة : هو من جهه مش وحش هو قمر ...وقمر اوي كمان بس زي ما قولتلك من بعيد لبعيد ....تنهدت وتابعت : انا عاوزة اتجوز واحد حلو وهيبه زي جاسر كده بس يكون حنين وطيب ومتفهم زي مالك وياسلام بقي لو يكون رومانسي و....اوقفتها مي التي ضحكت اخيرا : بس بس ....ده انتي شكل مخك ساح من الشمس ...
أومات رغده وهي تلوح بيدها من حرارة الجو : هو بصراحه الجو حر اوي ....ايه رايك نقوم نروح لطنط ماجده نتغدي اصل اكلها وحشني
قالت مي بحزن : مش بتكلمني من وقتها ....وكل مابروح بتديني كلام زي السم وبابا اصلا مش بيبص في وشي
ربتت رغده علي يدها قائله : هتتحل أن شاء الله
نظرت لها مي بيأس : تتحل ازاي بس ....ماس مصممه وجاسر بابا زعلان منه وخلاص محدش بيتدخل عشان نرجعهم
قالت رغده بحماس جديد اكتسبته من حديث مي بينما لايفوت الاوان ابدا لرؤيه أخطائنا وعيوبنا
: نحاول احنا
نظرت لها مي بعدم فهم : نحاول ازاي ...؟!.
هزت رغده كتفها : نروح لماس نتكلم معاها
...........
.......(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بحنق شديد نظرت ماس الي ذلك الذي يتبعها بعد أن اوصلها الي سيارتها التي تحركت بها لتتفاجيء به يسير خلفها .....أخبرته أن كل شيء انتهي وهو كعادته صمت بينما لم يسير حديثهم كما أراد ....لتزفر ماس بحنق وهي تزيد من سرعه سيارتها ....لتتبرطم ( كل حاجه عاوزها تمشي علي مزاجك ....لا انسي ...ماس القديمه خلاص مبقاش موجوده )
كلما زادت من سرعتها كلما زاد هو الآخر
لتضغط ماس علي مكابح السيارة توقفها فجاه وتنزل منها غير مباليه بشيء بينما إنصدمت ملامح جاسر من توقفها المفاجيء وسرعان ما كان يضغط مكابح سيارته التي توقفت قارب شعره عن الاصطدام بمؤخرة سيارتها
ما أن توقفت أمامه فجاه بتلك الطريقه ....نزل من سيارته يتطلع الي تلك الغاضبه يقول وهو يشير الي توقفها : في حد يقف فجاه كده ياماس ؟!
تجاهلت سؤاله كما تجاهلت أبواق السيارت التي تعالت من خلف سياره جاسر بغضب من وقوفه بتلك الطريقه
تهتف به : انت ماشي ورايا ليه ؟
زفر بضيق قائلا : اكيد عشان اطمن انك وصلتي البيت وليا حق بعد ما شوفت سواقتك
استهجنت ملامح ماس لتهتف به بجزع : مالها سواقتي .....انت اللي ماشي ورايا
قال باستنكار : تقومي تقفي فجاه كده ...هز رأسه وتابع بتهكم قاصد به استفزازها ومشاكستها : دلوقتي عرفت عربيتي القديمه دخلت في عربيتين ورصيف في نفس الوقت ازاي !
احتقن وجهه ماس بغضب شديد لتنظر له بغيظ هاتفه :
قولتلك الف مره العربيه مكانش فيها فرامل وانت ولا مره منهم فكرت تاخد كلامي جد.....
ازدادت حده نبرتها وهي تتابع باتهام : بس ليه تشوف اني انسانه زيك بتعرف تفكر وبتفهم وتاخد كلامي جد
ضحك قائلا : بهزر ....فداكي الف عربيه المهم انك كويسه
تعالي اصوات البوق من خلفهم ليهتف جاسر بصوت غاضب في أحد السيارات : لف من ورايا وعدي
تبرطم بحنق بينما لا يتوقف ذلك الشاب عن الضغط علي البوق ومن نافذه السيارة الأخري كانت تلك المراه الستينيه تخرج راسها وهي تتبرطم بغضب بينما نزل ذلك الشاب من سيارته واتجه الي جاسر الذي زفر بضيق متوقع مشاجره ليمسك بذراع ماس بلحظه ويدخلها الي سيارته حاولت ماس ابعاد يده: اوعي ايدك دي
ولكنه وضعها بالسيارة هاتفا من بين أسنانه : بعد اذنك اخلص الخناقه الاول وبعدين هوعي ايدي حاضر
لا تنكر ماس أنها كادت تظهر ضحكتها بينما بالفعل دارت مشاجره بينه وبين الشاب العشريني الذي ساندته والدته لتتابعهم ماس باهتمام متشفيه في جاسر بينما كان يتحدث ويتشاجر هنا وهناك وقد تجمع الشارع بأكمله
حوله وبالرغم من خطأه الواضح إلا أنه كعادته مغرور لا يتوقف عن إظهار نفسه محق دوما لتهتف به بينما تولت تلك المرأه الكبيرة رشقه بغضبها ( احسن ياابن ماجده ..)
هتف الشاب بحنق : انت الغلطان. ..ازاي تقف فجاه كده
التفت جاسر إليه هاتفا بهيمنه : وانت لازم تكون في ضهر شنطه عربيتي..... سيب كام متر زي ما الكتاب بيقول
استنكر الشاب بعدم تصديق : انت كمان بتطلعني انا غلطان
هنا تدخلت المراه تزجر جاسر بغضب : ايه ياابني مش تفتح ولا ماشي لوحدك في الشارع ....كان ايه الحل لو ابني دخل فيك ....ده شارع الحكومه يعني مش بتاعك لوحدك ....تدي إشارة وتقف
زفر جاسر دون الدخول في جدال مع امراه بسن والدته : حاضر ياحاجه
هتفت المرأه بسخط : حاضر ايه وزفت ايه ...فاكر نفسك مين ....احنا نروح القسم ونعمل محضر
قال جاسر وهو يحاول التحكم في أعصابه : ولا قسم ولا حاجه .....خلاص الموضوع بسيط ومفيش حاجه حصلت
نظرت له المراه وضيقت عيناها : يعني ايه خلاص ....انا بقي مصممه نروح القسم ولا انت خايف
ضحك جاسر دون إرادته قائلا : أنا ضابط ياحاجه ... عاوزة تروحي القسم يلا بينا
كتمت ماس ضحكتها علي تعبير المراه التي قالت وهي تتراجع عن حده نبرتها التي لانت فورا : طيب ياابني وهو ينفع تعمل كده
نظر إلي ماس التي بدي الاستمتاع علي ملامح وجهها ليقول للمراه بشكوي زائفه : مراتي بقي الله يسامحها مخليه دماغي مش فيا
تنهدت المراه بتأثر وهي تربت علي كتفه : ملهاش حق ابدا .... ده انا قلبي اتفتحلك اول ما شوفتك
زمت ماس شفتيها بغيظ بينما قال جاسر وهو ينظر لماس بطرف عيناه : قوليلها ياحاجه .
مالت المراه تجاه النافذه لتقول لماس : خدي بالك من جوزك يا بنتي ....
نظرت ماس لها ببلاهه لتتابع المراه وهي تربت علي كتف جاسر بينما لا تدري ماس متي تكونت تلك العلاقه الحانيه بين المراه وبين زوجها فجاه بعد أن كانت ستاخذه الي قسم الشرطه : خد بالك من طريقك ....انت بقيت في علاوة سامح ابني مع أنه مطلع عيني ومدفعني اقساط العربيه بس اقول ايه شباب
ضحك جاسر وهو رأسه للمراه التي أشارت لابنها : يلا ياسامح وابقي اسمع الكلام بتاع حضره الضابط وسيب كام متر بينك وبين العربيه اللي قدامك والا قسما بالله ما هدفع القسط
مال جاسر تجاه ماس هامسا بتشفي بينما لم تصدق موقف المراه الذي انقلب ٣٦٠ درجه : شوفتي بقي مهارة الاقناع عندي ....الشارع كله اقتنع اني مش غلطان
نظرت اليه بغيظ ولكنها قالت ببرود وهي تنزل من سيارته وتتجه الي سيارتها : طول ما انت كده مش هرجعلك ابدا
............
...
...
كاد صالح يختنق بطعامه من سؤالها ليقول وهو يتظاهر بالثبات بينما لاتجرؤ عيناه علي النظر لعيون ياسمين ليقول بتهرب : ايه اللي فتح الموضوع ده دلوقتي ياحبيتي ....احنا خلاص قفلناه وطلعت من حياتنا
لم تكن إجابته شافيه لياسسمن التي أكدت لها مراوغه إجابته شكوكها .....
شعر صالح بالحرارة تهب في جسده من صمتها علي كلماته ليغاير الموضوع وهو يقول بينما ينظر إلي صمتها : مالك ياحبيتي ...شكلك تعبانه
هزت كتفها بصمت ليتابع قائلا : وقفتي كتير تعملي الاكل وتعبتي نفسك ....قومي ياحبيتي ارتاحي
استندت ياسمين بساعدها الي الطاوله لتقوم وكل ما بداخلها يناديها أن تكتفي بتلك الاجابه وتغادر
والا تنبش علي جرح جديد
كانت بالفعل قد اعتدلت واقفه ولكنها لم تستطيع أن تخطو خطوة بينما الهروب ليس الحل لتنظر اليه وتسأله مجددا بلسان ثقيل وهي تنظر إلي عيناه تلك المرة :
صالح انت طلقت مها ؟!
تعلثم وارتبك وبحث في قاموس كلماته عن كلمه او رد سوي اهتزاز نظرات عيناه ولكنه لم يجد
لتسري تلك القشعريرة علي طول ظهر ياسمين لحظه قبل أن يعتصر الالم قلبها وهي تسأله سؤال اخر بلا اجابه بينما امتلئت نبرتها بالخزلان : انت كنت بتكذب عليا طول الفتره دي ومطلقتهاش ....
لم تنتظر اجابه بل لملمت شظايا قلبها واسرعت الي غرفتها وهي تهز راسها بعدم تصديق بينما كل شيء في حياتها عبارة عن كذب وخداع .....عائلتها ...حبها ....حياتها
.....كل شيء خداع
اسرع صالح خلفها ينادي اسمها برجاء بينما لا تسعفه اي كلمه : ياسمين
لم تقل شيء بل اتجهت الي الخزانه وجذبت ملابسها بحنق شديد تلقيهم في الحقيبه بينما انتفض قلبها وكيانها بغضب شديد من كذبه وخداعه لها طوال تلك الفتره ليسرع صالح بهلع يمسك بيدها يوقفها : لا يا ياسمين مش هتسبيني
جذبت يدها بعنف من يده صارخه : انت اللي هتسيبني وتبعد عني وعن حياتي
حاول الاعتذار : ياسمين حبيتي والله انا . ...صرخت به ياسمين بغضب : أخرس ومتقولش اي حاجه عشان مفيش مبرر لكذبك عليا
قال برجاء : في ....هقولك
هزت راسها بغضب : مفيش ....
أنا ساذجه وعبيطه وكل مره استاهل انجرح اكتر من اللى قبلها
امسك يدها برجاء : ياسمين اسمعيني
جذبت يدها من يده بغضب مزمجرة : مش عاوزة اسمع حاجه
اوما قائلا : طيب حاضر .....بس اهدي عشان خاطري
نظرت له وكأنها تسدد له رصاصه بينما مازال يعتقد أن له خاطر لديها ليتراجع قائلا : بلاش انا..... عشان خاطر ابننا
نظر لها بيأس بينما غامت عيناه بكل توابع فعلته : ياسمين افتكري اللي حصل لماس
.......أنا مستعد اتحمل منك اي حاجه بس بلاش انتي أو ابننا يحصله حاجه بسببي
بكل غل وحقد دفعته ياسمين خارج الغرفه وصفقت الباب لتبكي بعنف وتتعالي شهقاتها بقوة بينما هي بكل مرة المخطئه ...هي من سمحت له بأن يتلاعب بها ولكن كفي ...!
فرك صالح وجهه بقوة بينما يدرك أنها لن تسامحه بسهوله مهما فعل ...!
.........
...
نظرت فيروز الي تغير ملامح مهران الذي حاول اخفاءها بتلك الكلمات التي خرجت بارده من شفتيه : مبروك يا فيروز ....تقومي بالسلامه أن شاء الله
عقدت فيروز حاجبيها بقوة وهي تسأله : انت زعلت
هز رأسه : لا طبعا وهزعل ليه يا بنت الناس
غلت الدماء بعروق فيروز التي فكرت أن تمازحه قليلا بعد عودتها من الطبيبه وتخبره أن مولودهم القادم فتاه لتتفاجيء بتغير ملامح وجهه
لتقول بعدم تصديق : مهران انت من الناس اللي بتفكر كده .....معقول تكون بتفرق بين الولد والبنت
هز مهران رأسه بكذب : لا يافيروز وانا قولت ايه ...بقولك مبروك
زجرته فيروز بحنق وهي تتجه الي خارج الغرفه : عموما انا كنت بهزر معاك واصلا لسه نوع البيبي مش باين ...بس متوقعتش أن دماغك وتفكيرك كده ...!
............
....
لم تفهم مي شيء ولكن رغده أصرت لتتفاجيء ماس التي كانت جالسه مع ريم تخبرها بما حدث
اتسعت عيون ريم بعدم تصديق : بتهزري .....ده عاوز يتجوزني انا ؟!
أومات ماس بابتسامه واسعه : اه يا ريمو
هزت ريم راسها بعدم تصديق : لا مش مصدقه .....انا شوفته كذا مرة في البنك بس عمري ما تخيلت ....اصلا مازالت مش متخيله ...يااه ياماسه ....بقي بسرعه كده ربنا يعوضني
ربتت ماس علي كتفها : ربنا كريم اوي
عقدت ريم حاجبيها : متجبيش الاسم ده قدامي
ضحكت ماس لتجد هويدا تطرق باب غرفتها وتدخل تخبرها أن مي ورغده بالخارج
ارتعشت يد مي بينما تنظر إلي رغده وتستمد منها القوة وهي تنظر إلي ماس التي بالرغم من استغرابها لتلك الزيارة إلا أنها استقبلتهم بابتسامه لتشعر مي بمقدار دناءه أفعالها بينما احسنت هويدا استقبالها بتلك الطريقه ولاتدري شيء عن غدرها بابنتها
بينما ماس جلست برفقتهم ولا تنكر دهشتها للتغير الواضح علي مي ورغده بينما توقعت منهم تشفي واضح ولكن هذا التأثر لم تتوقعه ابدا ..!
..........
...
لم يستطيع مالك منع تعليقه ما أن اتصلت به مي تخبره أنها بمنزل عائلته ليتفاجيء هو الآخر بهذا الود الواضح منها ومن صديقتها تجاه الجميع ....
ليوقف السيارة اسفل المنزل ويلتفت إليها قائلا بهجوم : روحتي ليه عند ماما ....ايه حبيتي تشوفي كسره ماس انتي وصاحبتك
تلجم لسان مي بقوة وغزت الغصه حلقها من هجومه عليها بتلك الطريقه بينما عجزت عن اخباره أن نيتها لم تكن هكذا ليرتد سهم اخر بصدرها بينما وقفت بنفس موقف ماس التي واجهت تهم كثيرة بسببها وعجزت عن الدفاع عن نفسها ....لم تقل شيء لتنزل من السيارة وتفتح الباب الخلفي تأخذ طفلها وتصعد الي المنزل بصمت بينما زفر مالك بضيق شديد وسرعان ما كان يغادر ....غير راضي عن تصرفاته معها ولكن دون إرادته قلبه تغير من ناحيتها وكأنه أصبح يترصد لها الأخطاء بل وان لم يجد خطأ يصنعه لها .....وكأنه يعاقب نفسه عن صمته عن تصرفاتها طوال الوقت السابق ...!
........
...
خرجت ياسمين إليه ليرفع رأسه إليها باعتذار : ياسمين انا اسف ....مقدرتش اقولك أن زي كل مرة الظروف ....قاطعته ياسمين بانفعال : اسكت عشان انا اللي هتكلم
قال بإصرار : انتي لازم تفهمي السبب ولازم تعرفي اني عمري ما حبيت غيرك ....مها دي ولا حاجه مجرد ظروف كانت دايما اقوي مني
نظرت له ياسمين باحتقار بينما اكتفت من المبررات ومن الأعذار ومن التفكير في أحد سوي نفسها وقد اتخذت قرارها بلا رجعه فلا حياه ستجمعها به مجددا
لتهتف به بقوة : أنا ميهمنيش دلوقتي حاجه غير ابني
ده الحاجه الوحيده اللي في حياتي هبدأها صح
نظر لها لتتابع بإصرار : أنا عاوزة اتطلق
انصدمت ملامحه : ياسمين
هتفت به بغضب : أنا قولت انا اللي هتكلم وانت هتسمع ....احنا هنتطلق من غير مشاكل
ولما ابننا يتولد هنتفق علي كل حاجه تخصه وانا مش هحرمك منه
هز رأسه برفض : لا مستحيل ....مش هتحرميني منك ولا من ابني
نظرت له ياسمين بغضب : المستحيل اني افضل معاك
اقترب منها وامسك بكتفها : حبيتي انتي دايما كنتي حاسه بيا وعارفه أن الظروف كانت اقوي مني ...قاطعته وهي تبعد يداه عن كتفها بجفاء : خلاص مش عاوزة اسمع حاجه وكلامي خلص
هز رأسه برفض : وانا مش هنفذه يا ياسمين
مش هطلقك مهما حصل
نظرت له بتحدي : وانا مش هعيش معاك مهما حصل
امسك بذراعها برجاء : هطلقها
دفعته بعيدا عنها : مش فارق معايا ...
...........
...
أوقف جاسر سيارته بمنطقه الحرفين أمام تحدي ورش الميكانيكا ليخرج منها أحد الشباب مرحبا وهو يمسح يداه بتلك القماشة الباليه ويمد يداه بعدها الي جاسر : اهلا اهلا جاسر باشا
صافحه جاسر قائلا : فتحي عامل ايه يابرنس ....
: كله تمام
نظر الشاب الي سياره جاسر قائلا : طمني ياباشا ....العروسه الجديده فيها حاجه
ضحك جاسر وهو رأسه : لا زي الفل ....بس عربيتي القديمه عاوزك تبص ليا عليها ...انا رفعتها علي الونش وجاي ورايا
اوما الشاب قائلا : عنيا ياباشا علي ما نشرب الشاي يكون الونش وصل ...
اتسعت عيون الشاب وهو يري اضرار السيارة :
ياخبر ياباشا .....ايه اللي حصل ؟؛
هز جاسر كتفه : اهي حادثه من كام شهر
اوما فتحي قائلا : المهم انك بخير مع انها هتكلفك كتير بس فداك
اوما جاسر قائلا : أنا هسيبك تشتغل فيها براحتك بس مش ده اللي انا عاوزة منك ....
قال فتحي سريعا : أأمر ياباشا
قال جاسر وهو يتذكر كلمات ماس التي بالفعل كررتها كثيرا ولم ياخذها علي محمل الجد : شوفلي فرامل العربيه
قال فتحي : عنيا
وبالفعل سرعان ما كان ينزل اسفل السيارة
ليخرج بعد قليل رأسه قائلا : كابل الفرامل مقطوع ياباشا
عقد جاسر حاجبه : انت متأكد يافتحي
اوما الشاب بثقه : امال ياباشا
عاد جاسر يستفسر : يعني مش مقطوع من الحادثه
هز الشاب راسه بخبره : لا الحادثه أخدت وش العربيه
وبعدين عربيتك جديده يعني عمر الكابل لسه قدامه كتير
رفع جاسر حاجبه : ودي عرفتها بسهوله ولا محتاجه خبره يافتحي
ضحك فتحي قائلا : اي غشيم ميكانيكا هيقولك كده ..
زم جاسر شفتيه بغضب بينما تذكر تقرير مهندس التوكيل وماهي الا ساعه وكان المهندس بالخارج أمام مكتبه بمديريه الأمن ...!
..........
...
بغضب شديد ركلت ياسمين الباب الذي تفاجئت به مغلق بالمفتاح لتتصل بصالح هاتفه بغضب شديد :
انت ازاي تعمل كده ....؟! بتقفل عليا الباب
قال صالح بهدوء : ياسمين حبيتي انا كنت مضطر انزل ومقدرتش اسيبك لاني واثق انك هتمشي ......عموما انا في الطريق هطلق مها وهرجع نتكلم مع بعض
صرخت به بغضب شديد : مش فارقه تطلقها ولا تولعوا انتوا الاتنين .....انا خلاص بكرهك وعاوزة اتطلق منك
ابتلع صالح غضبها : حاضر يا ياسمين هعمل اللي يريحك بس ممكن تهدي وانت كلها كام ساعه واكون قدامك تقولي كل اللي انتي عاوزاه
أغلقت ياسمين الهاتف وجلست بكمد تخبر نفسها أنه مهما فعل قد انتهي الأمر ....وقد اتخذت قرارها وبالتالي كان أول سؤال يراود عقلها
....الي اين تذهب ؟!.
نظرت حولها ولم تفكر مرتين بينما كل ما هي بحاجه اليه هو أن يكون طفلها بخير لذا لن تغامر ..... بينما لم يعد سؤالها هل تبقي معه ام تذهب بل ماذا ستفعل بعد أن تخرجه من حياتها .....
وبالفعل كانت تمسك بهاتفها ....ماس ممكن اطلب منك طلب ..
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
.....
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك