حكايه عمر الفصل الواحد والستون

5


 لوت مديحه شفتيها بامتعاض هاتفه بسندس : يااختي بقالك يومين سامحيني سامحيني ....خلاص بقي فلقتينا

التفتت سندس التي لا تبارح جوار امتثال منذ مجيئها بالأمس تجاه مديحه التي تابعت بسخط : انتي مش شايفه حاله الحاجه تعبانه ازاي .... كفايه بقي نواح جنبها وروحي شوفي حالك 

هزت سندس راسها قائله : انا مش هسيب الحاجه ولا همشي الا لما اعرف حاجه عن بنتي 

لوت مديحه شفتيها هاتفه : خليكي خفيفه و سيبيها ترتاح وشوفي بقي وراكي ايه واحنا لو وصلنا لحاجه هنكلمك 

رمشت امتثال باهدابها بينما تجاهد لتحريك شفتيها فقط لتسأل عن شيء واحد وهو وسيله  

زفرت مديحه وتابعت متهكمه وهي تنظر إلي سندس : خليكي قاعده وهو انتي يعني قاعده فوق راسي ... بس ياريت تسيبي الحاجه ترتاح شويه وتعالي اقعدي برا 

نظرت مديحه إلي يد سندس التي تمسك بها هاتفها وتابعت : امال يااختي يعني بقالك اهو يومين عندنا ولا حد رن عليكي رنه .....مصمصت شفتيها وتابعت بسخريه : امال بنات جوزك اللي رميتي بنتك عشان تكبريهم محدش منهم قلق عليكي ولا فكر يتصل حتي يسأل عنك 

غص حلق سندس ونكست راسها بخزي بينما بالفعل رأت قله اصل بنات زوجها علي حقيقته الان فلم تحاول واحده منهم الاتصال بها ولا السؤال عن مكانها وعي لم تعد الي المنزل منذ الأمس لذا لم يكن هناك رد علي مديحه التي قالت الحقيقه ... مالت مديحه تعدل من وضع الوسائد خلف اختها بينما تتابع سلخ سندس بسياط الحقيقه التي خرجت من شفتيها : طيب البنات ومطمرش فيهم التربيه ولا الخدمه كمان البيه برضه زيهم اللي طول عمرك تحت رجليه هو وأمه وبناته 

ضحكت ساخره وهي تتابع : يلا اهو عرفنا البنات جايبين قله الأصل منين !!

اتسعت عيون مديحه وانتفضت من مكانها شاهقه ما أن شعرت بيد اختها تتحرك ناحيتها لتهتف بقلب لهيف وهي تنظر إلي يد اختها التي تحركت للحظه محاوله الامساك بها : امتثال انتي حركتي ايدك يا اختي 

رمشت امتثال باهدابها لتتسع ابتسامه مديحه وتهب سندس من مكانها تحاول الاقتراب من امتثال قائله بلهفه : حاولي يا حاجه تحركي ايدك تاني 

زجرتها مديحه وهي تبعدها عنها : لا احسن يكون خطر عليها ....انا هكلم الدكتور 

اتجهت سريعا الي باب الغرفه ولكنها توقفت مكانها و التفتت الي سندس بتحذير : اياك ترجعي تقوليلها سامحيني ولا تحرقي دمها لغايه ما اكلم الدكتور وارجع ..!

.........

....

هزت غرام راسها بهدوء بينما بداخلها الفرحه تجعل دقات قلبها تكاد تقفز من مكانها  لتستمع الي تعليمات الرجل الذي انهي معها المقابله قائلا: طالما موافقه يبقي هتبدأي شغل من دلوقتي ....اينعم مش هتكوني في الحسابات ولكن هتساعدي في شغل الصيدليه ...يعني ترتبي الايصالات وتسليمها للحسابات وطبعا د نجوي هتفهمك كل حاجه 

اومات غرام بسعاده وهي تهز راسها : شكرا ...متشكره اوي 

قامت وهي تمليء رئتيها بالهواء بينما لا تصدق انها حصلت علي وظيفه وأصبحت شيء وليست مجرد عبء ثقيل علي والدتها أو نكره كما كانت بالنسبه اليه 

...........

بغضب صفقت جوري باب سيارتها التي اوقفتها اسفل مقر مكتب مراد وبنفس الغضب كانت تدخل الي مكتبه 

رفع مراد عيناه وبقيت بقايا ضحكته علي شفتيه بينما قاطع دخولها حديثه مع مديره مكتبه والذي كما تري جوري كان ليس مجرد حديث عمل ولكن هناك ضحكات بالوسط ....قامت نهله مديرة مكتبه سريعا بينما كانت تجلس في المقعد المقابل لمكتبه لتجذب طرف تنورتها القصيرة فوق ساقيها وتجمع أوراقها وتستأذن ....نظر مراد باستفهام الي دخول جوري بتلك الطريقه بينما توقع مثلها مثل أي امرأه ستغار أو تعلق علي مارأته ولكن جوري كان لديها شيء آخر يشغل عقلها غير غيره ليست لها تبرير من وجود سكرتيرة جميله أو سواها لتندفع بلا مقدمات : انت اديت خطه الشركه بتاعتكم للسندات والأسهم لأحمد ابو الفضل 

عقد مراد حاجبيه وقام من خلف مكتبه باستفهام :  أيوة ليه ؟!

نظرت له جوري بحنق هاتفه : مفتكرش أنها محتاجه سؤال ...واضحه انك شايف أنه اكفء مني عشان تتجاهلني بالطريقه دي 

هز كتفه بلا مبالاه قائلا : ده شغلي ايه علاقته بيكي 

احتدت نظرات جوري بحنق : انت مش شايف أن له علاقه ان اي شركه تتمني اني اخد شغل السندات بتاعها وانت تتجاهلني وتديه لواحد تاني شغال معايا في نفس شركتي ونفس مجالي 

بلا مبالاه نظر لها مراد قائلا : عادي 

نظرت له جوري باستنكار : عادي يعني ايه ؟

عقد مراد حاجبيه متبرمرا : عادي يعني عادي ياجوري 

هزت جوري راسها بانفعال هاتفه : هو ايه اللي عادي ....

نظرت له جوري بحنق هاتفه : لا مش عادي ....اعترف وقول انك شايفني مش كفء علي عكس كل الناس اللي شايفه اني دكتورة وناجحه في مجالي بس انت مش شايف كده 

هز مراد رأسه وقال باقتضاب : مالوش علاقه بيكي ... الفكره كلها اني بحب اشتغل مع الرجاله 

نظر لها بامتعاض وتابع : وبعدين يا جوري من أمتي بتكلم في شغل معاكي 

اومات له بحنق : أيوة ليه بقي...هل انا أقل من انك تتكلم معايا 

كور مراد قبضته بغضب بينما ضايقه عدم تطرقها ولو بمجرد ملاحظه أنها تغار عليه مثل أي امرأه : جوررري وبعدين في النكد اللي من غير سبب ده 

رفعت حاجبها بغضب : نكد ....انا نكديه 

هز مراد رأسه بلا تفكير : أيوة عشان بتخترعي سبب نتخانق بيه 

زمت جوري شفتيها بحنق وبلا تفكير هي الأخري اندفعت تهدده : طالما شايف كده يبقي هريحك من النكد بتاعي ومش هقعد في البيت 

اتسعت عيون سيف الذي كان يدخل الي مكتب ابنه بنفس اللحظه لتتجاوزه جوري بخطوات منفعله وهي تغادر المكان .....نظر سيف الي ابنه باستفهام : في ايه يا مراد ...انتوا بتتخانقوا تاني ليه ؟!

اشاح مراد برأسه بحنق غاضبا : فاضيه ففكرت تعمل مشكله ونكد من الهوا 

استمع سيف لابنه ليقول بهدوء : وماله يا مراد ....اسحب الشغل من احمد واديه لجوري 

هز مراد رأسه بغضب : لا طبعا....هو مش لوي دراع

هز سيف رأسه رافضا: ولا لوي دراع ولا حاجه ...نوعا ما حقها تتضايق وبعدين انت ليه اصلا عملت كده 

قال مراد بحنق : عادي يا بابا ....مش عاوز يكون بيني وبينها مواضيع تخص الشغل ...زي اي راجل مراتي في البيت وبس وبعدين هي خلاص قربت تولد شغل ايه اللي بتفكر فيه 

تنهد سيف بحيره قائلا : وماله برضه راضيها ...يلا قوم بقي وراها تلاقيها بس الحمل مآثر عليها 

اوما مراد قائلا : قولت كده ومرضتش اتخانق 

هز سيف رأسه قائلا : أيوة بس برضه رميت كام كلمه زي الدبش ...يلا روح صالحها وبلاش مشاكل 

  نظر سيف الي ابيه بينما كل ماحدث لم يضايقه به إلا عدم استشعاره غيرتها مثل أي امرأه مكانها تدخل وتري أنه يضحك مع أخري ....نعم لا ينكر أنه توقع قليل من تلك البهارات التي تضيف للحب نكهه لذا عدم تطرقها للأمر هو ماضايقه فقط وليس ثورتها ولا تهديدها الفارغ بأنها ستترك المنزل ...! 

........


نظر عاصم الي مراد الذي قال معاتبا :  انا جيت وراها اهو وعملت لحضرتك حساب ياعمي 

وجيت اقولك اني مش عاجبني اللي بتعمله 

اندفعت جوري بغضب : ولا انا عاجبني اللي بتعمله 

تراشق الاثنين بالحديث الغاضب ليهب عاصم من مقعده هاتفا بعصبيه بينما أعصابه بالكاد يتمسك بها وهو غارق حتي أذنيه بمشكله عمر : وبعدين معاكم انتوا الاتنين 

انا مش فاضي لشغل العيال ده 

اتسعت عيون جوري وانكسر قلبها لتنظر الي عاصم بعتاب وتلمع الدموع بعيونها وتسرع الي الخارج دون قول شيء  ليزفر عاصم بحنق من نفسه أنه كسر قلب ابنته ولكنه دون إرادته فعقله منشغل بمشكله عمر ليشير الي مراد قائلا : حصلها يامراد وحلو مشاكلكم .... انا عندي مشكله اكبر ودماغي مش رايقه 

اسرع مراد يلحق بجوري ويناديها : جوري 

لم تسمع له واسرعت بخطواتها حتي انها كادت تصطدم بشهد التي كانت تركض نحوها ....مدام جوري ...اسفه مش قصدي 

اومات جوري وهي تستعيد وقفتها قبل أن تقع لتنظر لها شهد برجاء : ممكن تشغليني عندك !

عقدت جوري حاجبيها باستفهام لتهمس شهد وهي تفرك يدها : مش قادره اقعد هنا وعمر بيه كل شويه يبهدلني ...نفسيتي تعبت وامي استحاله تخليني اشتغل عند اي حد متعرفهوش بس لو عندك هتوافق من غير ما تشك ولا تسال ايه اللي خلي عمر بيه يعاملني كده 

اومات جوري بتفهم لتقول لها : طيب هاتي هدومك وتعالي هستناكي في العربيه  

برر عاصم لزينه رده اللاذع لابنته : غصب عني يا زينه ...دماغي فيها الف حاجه ..كفايه عليا عمر ومصيبته 

اومات زينه برفق ولم تهاجمه بل قالت بحنان : طيب اهدي وانا هروح وراها اصالحها .....

...........

...

مال مراد تجاه جوري التي جلست في سيارتها واغلقتها عليها يطرق علي الزجاج : أفتحي يا جوري 

هزت راسها ولم تنظر إليه لتلحق زينه بهم وتجلس بجوار ابنتها وهي تستسمح مراد : خليني اكلمها يامراد 

التفتت جوري بعتاب تجاه والدتها : اول مره بابي يكلمني كده 

تنهدت زينه بحنان قائله : متزعليش يا جوجو واعذري بابي انتي مش متخيله هو عامل ازاي من ساعه مشكله عمر 

نظرت جوري إلي زينه بتأثر : مفيش جديد 

هزت زينه راسها قائله : مش عارفه اي حاجه وزعلانه من عمر ومستحيل اتصل بيه ....

نكست راسها بخزي وتابعت : انا ليا يد في الاستهتار اللي وصل له وعشان كده انا مش هتدخل تاني وهسيب عاصم يتصرف معاه 

التفتت زينه تجاه شهد التي كانت تحمل حقيبتها وتتجه الي سياره جوري لتنظر لها باستفهام سرعان ما فسرته جوري برجاء : انا محتاجاها الفتره دي بعد اذنك يا مامي 

اومات زينه ونزلت من جوار ابنتها لتتفاجيء بجوري تأخذ شهد وتغادر ليرفع مراد حاجبيه باستنكار 

: شايفه يا طنط 

قالت زينه برجاء: معلش يا حبيبي عشان خاطري بلاش تزعلها ...خلاص جوري في اخر حملها وجايز عشان كده عصبيه شويه وطبعا اكيد زعلانه أن عاصم اتعصب عليها 

...........

...


فتح مراد باب الغرفه ونادي اسمها بحنان بينما لا ينكر أنه أشفق عليها حينما ضايقتها كلمات عاصم 

: جوري 

قالت جوري وهي توليه ظهرها : عاوز ايه ؟

امسك بكتفها وادارها إليه قائلا : 

عاوزك تبطلي شغل عيال .... الموضوع مش مستاهل خناق 

قالت برفض : بالنسبه ليا مستاهل انك تشوفني زي ما الناس شيفاني 

غالب توقعاتها وهو ينتقي كلماته تلك المره بينما يداعب خصلات شعرها بهيام قائلا :  انا شايفك غير كل الناس ....انتي بالنسبه ليا جوري حبيتي مراتي ام ابني مش شايفك دكتورة الاقتصاد

ضمها إليه وربت علي كتفها بحنان وهو يقبل جبينها : متزعليش وتعالي في حضني  

.......


عقد ايهم حاجبيه بقلق وهو يتحرك في أرجاء المنزل مناديا اسم ابنتاه دون أن يجدهم ولكن قبل أن يسرع الي الباب كانت حلا تفتح الباب من الجهه الأخري وتدخل وخلفها اختها لينظر لهم ايهم باستفهام وهو يشير إلي ساعته : كنتوا فين وازاي تخرجوا من غير ما اعرف ؟!

قالت حلا بجرأه : ما احنا لو قلنا لحضرتك كنت هترفض 

احتدت نظرات ايهم للحظه بعدم استيعاب ليقول بعصبيه : تقوموا تخرجوا من ورايا واصلا كنتوا فين ردي عليا  

ابتلعت حلا ورطبت شفتيها بلسانها قبل أن تقول : كنا عند غرام 

اتسعت عيون ايهم وامتلئت بالغضب لتسرع هنا مبرره: ماهو يا بابي بصراحه مينفعش اننا منروحش ليها ونسأل عنها ...هي متستهالش مننا كده ..

اومات حلا موافقه : أيوة يا بابي حتي لو انتوا متخانقين هي كويسه معانا وكنا لازم نخليها تحس انها مهمه عندنا 

لم يتوقع حديث ابنتاه ليتجاهل كل ما قالوه رافضا التصديق عليه وهو يهتف بابنتاه بانفعال : تقوموا تخرجوا من ورايا وفي وقت زي ده 

هزت حلا راسها سريعا : لا يابابي احنا نزلنا من بدري بس لما روحنا عند تيته زينب كانت غرام في الشغل واحنا استنيناها لما رجعت عشان كده اتاخرنا 

سكبوا بنزين علي نيران غضبه دون قصد حينما ذكروا أمر العمل لينظر لهم ايهم بغضب ظنت حلا أنه سيهديء وهي تتابع : وغرام اول ما شافتنا اتضايقت اننا خرجنا من وراك وخافت تسيبنا نرجع لوحدنا وهي بنفسها رجعتنا لغايه تحت البيت ...دي طيبه اوي يا بابي انت مزعلها ليه  ..انت زعلان عشان هي اشتغلت...؟!

يريد أن ينفجر ويثور ولكنه خشي أن يكسر قلبهم لذا أشار لهم باقتضاب : ادخلوا اوضتكم ودي اخر مره تفكروا تعملوا حاجه من ورايا فاهمين 

اقتربت هنا من ابيها قائله برجاء  : بابي عشان خاطرنا صالحها ...احنا منقدرش نبعد عنها ولو عشان اشتغلت طيب ماهو عادي تشتغل زي اي واحده 

انتفضت هنا من مكانها حينما صاح ايهم بعصبيه : سمعتوا قولت ايييه ؟!

أسرعت الفتيات تختفي من أمامه بينما جذب أيهم مفتاتيح سيارته واسرع للاسفل ...!

..........

بالطبع توقع أنه سيصل قبلها الي اسفل منزلها ليبقي ايهم جالسا في سيارته وعيناه علي باب مدخل المنزل بانتظار عودتها وانامله تطرق بغضب علي المقود أمامه ...لقد أخبرت الفتيات أنه غاضب لأنها تعمل ...تريده أن يظهر دوما بدور الجلاد وهي الضحيه مع انها السبب في كل ما حدث لأنها لم تأخذ حذرها ....مترفع للغايه بغرور عن رؤيه أنه اخطيء ...!

مرت أقل من نصف ساعه وكانت غرام تجر ساقيها وهي تقترب من مدخل الباب .....نزل ايهم من سيارته سريعا واتجه ناحيتها لتتراجع غرام للخلف بمفاجاه من رؤيته امامها : انت !

باغتها ايهم بانفعال مزمجرا : انتي ايه اللي قولتيه للبنات ده ...انتي عاوزة تشوهي شكلي قدامهم وخلاص 

اتسعت عيون غرام بصدمه من اتهامه الغريب لها لتقول باستنكار : انا ؟! 

هزت كتفها وتابعت باحتدام : وانا هعمل كده ليه 

اوما ايهم بغضب : بتعملي كده عشان تتحديني 

قبل أن تقول شيء كان يتابع بغضب شديد : زي ما اتحدتيني في موضوع الشغل واشتغلتي 

هزت غرام راسها برفض  : انا معملتش اي حاجه .... انت اللي شايف كده وكالعاده مش بتسمع غير رايك وبس 

بس انا معملتش اي حاجه وحلا وهنا لما سألوني متخانقين ليه كل اللي جه في دماغي اقول اي سبب وقولت انك متضايق اني اشتغلت ..ده وبس اللي قولته 

نظرت له وتابعت بمغزي : ولا تحب اقولهم علي السبب الحقيقي 

نظر لها ايهم بعصبيه بينما ظنها تهدده : انتي بتهدديني 

انفجرت غرام بغضب : انت كل ما هقول ليك كلمه هتتهمني اتهام ....قولتلك قولتلهم كده وخلاص 

عشان أنا مبقتش عارفه اقول ايه ولا مقولش ايه .. كالعاده خوفت من رد فعلك لو قولت للبنات علي الحقيقه اللي اصلا مش هتستخبي كتير 

اتسعت عيون ايهم واهتزت نظراته بينما مجرد المواجهه بينه وبين بناته لم تأتي بخاطره وكما ذكرت من لحظه أن الحقيقة لن تختفي طويلا لتتشتت أفكاره وتخرج كلماته مندفعه بلا تفكير  : انتي ....انتي بتقولي ايه ...البنات مش ممكن تعرف حاجه زي دي 

غص حلق غرام وتغلغلت المراره بحلقها ولكنها رفضت أن تبدي له انكسارها فهي كالعاده ليست لها أي اولويه أو حتي اي رقم في حياته بينما شعر ايهم بغشامه كلماته ليتابع كلماته دون أن يبدو مبررا : يعني انا لسه مفكرتش هعمل ايه في الموضوع ده ولغايه ما افكر تسكتي واياك تقولي حاجه للبنات 

نظرت له غرام بنظرات خاليه وهي تقول : مش فارق معايا ....خلاص انا بدأت حياتي بعيد عنكم وانت وبناتك احرار مع بعض 

نظر لها بامتعاض : يعني ايه ؟!

فاجأته بردها اللا مبالي : يعني انا مش مستنيه منك حاجه ولا فارق معايا تفكر ولا متفكرش 

لوت شفتيها وهتفت متبرطمه عن قصد : متوقع مني استناك تفكر لسه وهتفكر في ايه اصلا

نظر لها ايهم بحده : قصدك ايه ؟! 

انفجرت غرام بعصبيه : قصدي اللي فهمته ...فيها ايه تفكير ....صمتت لحظه قبل أن تلتاع لهذا الخاطر الذي عبرت عنه بلا تفكير وهي ترفع اصبعها بوجه : اياك تكون بتفكر انزل البيبي 

انصدم لا ينكر من مجرد تلك الكلمات لينظر لها باستنكار : ايه اللي بتقوليه ده ....فاكراني شيطان معرفش ربنا هموت روح اكيد لا 

نظرت له غرام ببلاهه ولم تصمت بل صاحت بانفعال : امرك غريب ....ولما هو كده امال هتفكر في ايه ....انا تعبت من سكوتك.... ما تتكلم وفهمني انت عاوز ايه ....عاوز الطفل ولا لا 

نظر لها ايهم وانفلتت الكلمه من شفتيه ؛ لا  !

زمت غرام شفتيها بحنق شديد ونظرت له بغضب : انت مجنون ...هو ايه اللي لا ولسه من لحظه واحده قايل انك مش هتموته ....قبل أن يقول ايهم شيء كانت غرام تنظر له بغضب شديد بينما تعبت من التأرجح بين حبال هواه الدائبه التي كلما أمسكت بطرفها اسقطتها لتهتف بانفعال وإصرار تخبره لنفسها قبل أن تخبره هو به  : انا مش هفضل تحت رحمتك ...انا اشتغلت وهعتمد علي نفسي ومش عاوزة حاجه منك ولا هستني تفكيرك من عدمه 

زم ايهم شفتيه بحنق مزمجرا : وانا قولتلك هتستني لغايه ما افكر وموضوع الشغل ده تنسيه 

نظرت له باستهجان شديد ؛ ليه أن شاء الله فاكر نفسك الحاكم بأمر الله ....لا طبعا وبأماره ايه ....انت اصلا معتبرني ولاحاجه يبقي مش هوقف حياتي واستني تفكيرك ولا قراراتك تمشي عليا 

احتدت نظراته بقوة بينما لم يتوقع أن ترد عليه بتلك الكلمات التي جعلته يستشيط غضبا وهو يهدر بها : 

غراااام انتي كده بتكسبي عداوتي 

لمعت نظرات التهكم في ملامحها ليس منه قدر تهكمها من نفسها : وهو يعني كنت عرفت اكسب محبتك 

رفعت عيناها تجاهه وهتفت بتمرد لم يتوقعه متابعه بنفس التهكم : اهو المهم اكسب حاجه في الاخر !

احتدت نظرات الغضب في عيناه بينما لم يتوقع أن الصغيرة تلك عرفت ابجديات الرد لينظر لها بحنق هاتفا من بين أسنانه : غرااام وبعدهالك 

نظرت له باستفهام : وانا عملت ايه ...بلاش كمان اتكلم 

اوما لها هاتفا وهو يتحرك خطوة جاذبا ذراعها بينما هو بحاجه للوقت لا يعرف لماذا فهي محقه بأنه لا يوجد شيء للتفكير به ولكنه بحاجه للوقت ليتقبل ما حدث ولكنه لا يعرف كيف يصوغ كلماته  : طيب تعالي نتكلم طالما عاوزة تتكلمي 

رفعت حاجبها وثبتت قدمها بالأرض وهي تبعد ذراعها عن يده قائله : نتكلم !! دلوقتي عاوز تتكلم 

انتفخ وجه بالغضب بينما كل كلمه تردها بعشره أمثالها

ليزفر بضيق هاتفا : يلا تعالي اركبي نروح اي مكان نتكلم 

هزت راسها قائله : مش هروح معاك اي مكان ...لما تحب تتكلم معايا ليا بيت اهلي 

لايعرف مكيف استطاع السيطره علي غيظه منها بينما يهتف من بين أسنانه وهو يمسك ذراعها مجددا : طيب تعالي نطلع بيت أهلك نتكلم ...انتي مش عاوزة تتكلمي 

نظرت غرام في ساعتها يعد أن أبعدت ذراعها عن يده مره أخري لتتسع عيون ايهم بصدمه بينما رفعت غرام راسها إليه قائله : اه عاوزة اتكلم بس دلوقتي الوقت اتأخر انا لسه راجعه من الشغل تعبانه وماما اكيد برضه راجعه من شغلها تعبانه .... يوم الجمعه نتكلم 

ارتدت قدمه بقوة ما أن ركل بها اطارات السياره بحنق ليفرغ غضبه من تلك التي نطقت بكلماتها وكادت تركض من أمامه ليتبع ايهم أثرها بغيظ شديد بينما تنفجر غرام لأول مره ضاحكه وهي تخطو خطوات الدرج تحدث نفسها : جدعه ولا فاكر نفسه محور الكون ....فاضي دلوقتي تتكلم طيب انا بقي مش فاضيه 

هنأت نفسها لتدق علي الباب وهي تعزف علي اوتار سعادتها بأنها واخيرا ردت له جزء من معاملته لها وكأنها لا شيء فليشعر بما شعرت به !!

مجرد ابتسامه ضحكت بها علي وجعها الداخلي وقابلت بها والدتها التي تحمل الكثير من الهموم فلن تحملها المزيد!

..........

....

: دلوقتي انتي هتحكي ليا علي كل حاجه وهتقوليلي كل الوقت ده كنتي فين وليه خبيتي عليا بنتي ! 

اهتزت شفاه وسيله كما اهتزت نظراتها وهي تردد بغصه حلق : انت اللي جاي تسألني وتحاسبني ؟!

اوما عمر بلا تردد وركز نظراته التي ملئها الغضب عليها قائلا : أيوة وحالا هتردي علي كل اسئلتي .....اتجه صوبها خطوة غاضبه متابعا : كنتي فين كل ده وايه علاقتك بهدي دي ومين اللي كان عندك يومها 

حقا لا تصدق أنه مازال يملك تلك الجرأه ليقف امامها ناهيك عن الاسئله والحساب الذي بيقين تام كان عمر يطالبها به لتشيح بوجهها عنه فلا يوجد ما يجعلها تنصدم وقد رأت وجه الحقيقي سابقا بينما تقول باقتضاب : معنديش اجابه لحسابك انا قولتلك قبل كده على كل حاجه وانت مصدقتنيش

بقوة جذب عمر ذراعها يديرها إليه بينما يصيح بانفعال : حاولت اصدقك بس ملقتش دليل 

نظرت له وسيله باتهام : ولما هو كده جاي دلوقتي ليه ...خلصت انت شايف اني خونتك يبقي مالوش داعي السؤال ! 

قال بغضب من مجرد نطقها بتلك الكلمه ليهدر بغضب وهو يمسك بذراعها ويجذبها تجاهه  : لا مش هتخلص كده .... انتي هتقولي ليا علي كل حاجه .....مين هدي وايه علاقتك بيها وليه خبيتي عني انك كنتي حامل واياك تقولي مكنتيش تعرفي عشان أنا عرفت كل حاجه 

سخرت وسيله منه بمراره وهي تنزع ذراعها من يده : ولما انت عرفت كل حاجه بتسال ليه 

استشاط غضبا ليهتف بها بعصبيه : وسيييييله ....اتكلمي وقولي علي كل حاجه وبلاش تفضلي تقولي اي كلام ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع بيقين :  خبيتي عني حاجات كتير ....قولي علي كل حاجه وانا لو انتي بريئه مش هنكر اني غلطان وليكي حق عندي بس الاول اعرف كل حاجه .... كل حاجه تقوليها وقبلها تحطي نفسك مكاني وتشوفي انا غلطت ليه ....انتي طلبتي تتطلقي مني وحاولت اعمل كل حاجه عشان متبعديش عني بس كنتي مصممه ووقتها عرفتي انك حامل وخبيتي عليا وكان في واحد عندك وحتي اللي اسمها هدي دي عمرك ما قولتي ليا انك تعرفيها قبل كده ....كل ده ايه تفسيره وليه خبيتي عليا وكنتي فين الفتره دي كلها ؟! ليا حق اشك ولا لا 

نظرت له وسيله وهي تتذكر كلمات هدي أن الحقيقه راحه لا يستحق الحصول عليها فهو حاله ميؤوس منها فلن تتعب نفسها أكثر ماهي متعبه فلتتركه يتعذب بشكوكه وهي بكل الاحوال ستمضي حياتها بدونه فيكفي حياتها دمارا ....

: ساكته ليه...اتكلمي !

هزت وسيله راسها ونظرت له بتحدي ممزوج بالحقد الذي اعتصر قلبها تجاهه هاتفه : ملكش اجابات عندي .....سبق وقولت ليك الحقيقه وانت مصدقتهاش وانا مش هقولها تاني !

رفع عمر حاجبه بغضب متوعدا : هتتكلمي !

بنفس اللحظه تحركت وسيله من مكانها بينما بقوه قبض علي ذراعها وجذبها معه للخارج لتحاول وسيله تخليص ذراعها وهي تصرخ به : سيب ايدي يا عمر. ... 

هز عمر رأسه وتابع جذبها لتلتفت بسنت بقلق وتهب من مكانها حينما وجدته يجذب وسيله بتلك الطريقه لتتمسك بالصغيره التي تحملها بين ذراعيها وهي تتجه الي عمر هاتفه برفض : ايه اللي بتعمله ده ياعمر 

بقله لياقه هتف عمر وهو مازال يقبض علي ذراع وسيله التي تجاهد لنزع ذراعها من قبضته : متتدخليش 

بنفس القوة كان يميل لينتزع الصغيرة من بين ذراعي بسنت التي صرخت به توقفه : مينفعش اللي بتعمله ده ياعمر 

نظر لها عمر بغضب وهو يترك ذراع وسيله للحظه حتي يضع الصغيرة بين أحدي ذراعيه وقبل أن تبتعد وسيله كان يقبض علي ذراعها مجددا هاتفا بحزم : تعالي معايا 

لكمته وسيله بقبضتها تبعده عنها هاتفه بغل : ابعد عني وهات البنت 

رفض عمر وتقبل لكماتها وصراخها الغاضب وهو يتابع جذبها ليدفعها بقوة طفيفه تجاه المصعد ويتوقف امامها بقامته المديده هاتفا بانفعال وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : هتيجي معايا وهنتكلم في كل حاجه ...برضاكي أو غصب عنك ...اعقلي وبطلي اللي بتعمليه ده!!

زجرته وسيله بغضب حارق من بين اسنانها وهي تلكمه في صدره : انت حيوان ...ابعد عني أنا بكرهك !

تقبل عمر غضبها الذي لا يضاهي حريق نيرانه لمعرفه كل النواقص بما يعرفه لتكتمل لديه الصورة ليجذب ذراعها وهو يخرجها من المصعد ومازال  يكتنف الصغيرة بحضنه

: اكرهيني زي ما انتي عاوزة بس برضه هتيجي معايا !

مجرد شعوره بأنها أمامه يشعره بالأمان الذي يعيد إليه توازنه لذا سيفعل اي شيء حتي يعيدها الي سجنه الذي لا يريدها أن تبارحه ليعود توازن حياته وشعوره بالأمان انها معه ولن تبتعد مجددا ! 

هب بواب العماره من فوق مقعده حينما رأي هذا المشهد ليسدد له عمر نظره محذره : ارجع مكانك واياك تتدخل !

توقف الرجل مكانه بلاحول ولا قوة ليلتفت تجاه بسنت التي كانت تلحق بهم ركضا من علي الدرج لينظر لها : في ايه يا مدام بسنت ! ابلغ البوليس

نظرت بسنت بقله حيله تجاه وسيله التي وضعها عمر في سيارته لتهز راسها للبواب قائله : مفيش داعي ياعم ابراهيم 

صرخت وسيله بغضب بينما تشق الدموع طريقها الي حلقها وكل استخدامه لقوته وهيمنته امامها يعيدها الي ذكرياتها السيئه معه وتجعل الوهن يغزو أطرافها دون إرادتها خشيه من أن تعيش مجددا كل ما عاشته سابقا

: ابعد عني بقي ..!

هز عمر رأسه وهو ينطلق بسيارته بسرعه غاشمه كما حال تفكيره الغاشم  : مش هبعد !

خرج صوتها مختنق بالدموع التي انسابت فوق وجنتيها : عاوز مني ايه تاني ....كفااايه بقي !

دعس عمر مكابح السياره بقوة و التفتت اليها بقلب ملتاع بينما نبرتها وكلماتها اوجعته وكأن وجعها الشديد تغلغل إليه لينظر لها بعتاب يسألها ماذا فعل ....أنه المجروح والمغدور فلماذا هي من تتوجع واه من الوجع الذي تشعر به والذي أرادت وسيله أن تخبره به ولكن وقتها سيكون كعتاب والعتاب بين المحبين وهو لم يعد حبيب بل عدو لا يستحق عتاب أو لوم بل يستحق التجاهل والصمت ....!

: كفايه انتي واتكلمي عشان ترحميني وترحمي نفسك 

جزت وسيله علي أسنانها ونظرت له بحقد شديد وهي تشيح بوجهها عنه ليدير عمر السياره وينطلق بها بعنفوان غضبه مسرعا ...

شق بكاء الصغيرة قلبها وقلبه الذي تحرك وجعله يفيق من عنفوان ما يفعله لينظر الي الصغيرة التي كان مازال يضعها بين أحدي ذراعيه بينما يقود بذراعه الآخر ...حاول أن يهمس لها بعيون مشتته بينها وبين الطريق أمامه : هشش انتي مع بابا .... اهدي

لم تستجيب الصغيرة وتابعت البكاء لتنظر اليه وسيله بكراهيه وهي تستجمع قوتها وتنتزع الصغيره من بين ذراعيه صارخه : هات البنت 

نقل نظراته بين الطريق وبين الصغيرة التي اخذتها وسيله منه ووضعتها بين ذراعيها تحاول تهدئه بكاءها 

لينطق باعتذار لم يعد له محل : انتي السبب جننتني بسكوتك  ... وسيله احكيلي علي كل حاجه عشان انا مش هبعد عنكم ...مكانكم جنبي وكل حاجه تانيه هتتحل 

هيمنه وغرور مقيت يجعله يظن أن كل شيء ملك يداه جعل الكراهيه تزداد بقلبها ناحيته وتفكر للحظه كم يستحق الالم وليس اي الم ....تريد أن تعذبه وتسحقه بألم لا يستطيع النهوض من أسفله كما فعل بها ! 

..........

...

تحرك انور مسرعا تجاه هدي يوقفها بجرأه وهو يمسك بذراعها : لا مش هسمحلك !

اتسعت عيون هدي بصدمه ونظرت الي يداه الممسكه بذراعها : انت اتجننت 

اوما انور باندفاع : أيوة ومش هسمحلك تدمري حياتك 

نظرت له هدي بحده وامتعاض : وانت مالك ؟!

تراجع انور خطوه للخلف يتطلع إليها كما رأها دوما وكما رأي أن له الحق في أن يرسم لها خطواتها : مالي .. انا بعد كل اللي عملته عشانك بتقولي ليا وانت مالك !

تواجهت نظرات كلاهما لتري شيء جديد بنظراته لم تغيره للحظه قبل أن تندفع الكلمات من فمه بلا تفكير أو ترتيب : انا بحبك !

دارت الغرفه من حول هدي وهي لا تستوعب ما نطق به ليهز انور رأسه بتأكيد وقد اعترف واخيرا بتلك المشاعر التي يكنها لها بألم لا يبارح قلبه وهو يمسك بذراعيها بقوة يقربها إليه : أيوة يا هاديه ...انا بحبك ....بحبك ودفنت الحب ده جوايا سنين واكتفيت اني اكون جنبك حتي لو انتي في حضن واحد تاني غيري ....اكتفيت اني اشوفك مبسوطه ومش بعد كل تضحياتي دي جايه تقوليلي وانت مالك ...مالي يا هاديه ....مالي وحقي انك متضيعيش السعاده اللي انا ضحيت عشانك بيها عشان خاطر البنت دي 

بغل شديد لكمته هدي بصدره تبعده عنها صارخه : ابعد عني يا حيوان 

تعثرت قدم انور بطرف السجاده المفروشه فوق الارض الخشبيه ليتقهقر الي الخلف بضع خطوات ولكنه سرعان ما يستعيد وقفته ويتطلع الي هدي بعيون لمع بها الغضب وهو يصرخ بها : مش هبعد عنك تاني وطالما انا حيوان يبقي هوريكي الحيوان بيعمل ايه 

تبعثرت خصلات شعر هدي من حبكتها بينما جذبها انور بقوة تجاهه يحاول أن يحيطها بذراعه ويقربها الي صدره متقبل مقاومتها الضاريه له : ابعد يا انور ...انت مش في وعيك 

صفعه قويه تمكنت بشراسه من تسديدها له وهي تدفعه بعيدا عنها تنظر له باشمئزاز بينما لم تتوقع يوما أن يكون هكذا ولا أن تكون تلك نهايه ثقتها به : انت بتعمل كده فيا بعد كل ثقتي فيك .....انت يااانور ياللي كنت بعتبرك زي اخويا الصغير 

توقف انور مكانه وخانه قلبه الملتاع الذي دون إرادته دق لها هي دون عن كل النساء : وانا حاولت كتير أقبل أن دي بس مساحتي في حياتك بس غصب عني مقدرتش ....اقترب منها خطوه لتتراجع هدي علي الفور وهي تهتف به بتحذير : اياك تقرب مني !

: اسمعيني 

صرحت هدي به بتحذير : انت اللي تسمعني ...من دلوقتي تختفي من قدامي واياك اشوفك تاني ...فاهم 

اتجهت بسرعه تجاه حقيبتها تجذبها من فوق المقعد الجلدي وتتجه الي الباب ليوقفها صوت انور الغاضب الذي حان دوره بالوعيد: مش هبعد وانتي اللي افهمي كويس اللي هقوله 

توقف امامها بقامته المديده ونظر لها بغضب هاتفا  : كل أسرارك اللي اعرفها في لحظه هكشفها ومش بس هتخافي علي بيتك لا علي حياتك كلها اللي بأيدي ادمرها 


...........

....

وضع عاصم يداه خلف ظهره وهو يتحرك ذهابا وإيابا يستمع إلي شافعي الذي تابع : حسونه ده انا مترتحش له خالص ....في حاجه غلط واحتمال يكون نصب علي الحاجه في موضوع الشقه ..عموما انا خليت رجالتي عينهم عليه ... 

اوما عاصم وأشار له بالانصراف قائلا : مش مهم اي حاجه ...انا عاوز اوصل للحاجه امتثال في اسرع وقت

هز شافعي رأسه قائلا : متقلقش يا عاصم بيه ... جوز ام وسيله جايز يعرف حاجه عن مكانها هتكلم معاه 

التفت عاصم تجاه زينه التي سألته بلهفه وهي تدخل : ايه يا عاصم ...شافعي وصل لحاجه 

اوما لها قائلا : قوليلي الاول عملتي ايه مع جوري 

قالت برفق : متقلقش هي كويسه وكمان اتصالحت مع مراد 

هز رأسه ليميل تجاه النافذه يبعد الستاره الحريريه من فوقها وسرعان ما تحتد نظراته حينما راي سياره عمر تدخل الفناء .....سبقته خطوات زينه وهي تركض تجاه الباب تحاول أن تسيطر علي دقات قلبها بينما الجميع يحاول أن يتخيل هذا اللقاء .....أوقف عمر السياره والتفت الي وسيله التي بقيت بصمت لا ينكر أنه هزه أكثر من صراخها فصمتها يعني التفكير والتفكير يقلقه فهو يريدها أن تسمعه وتخبره ويصلون الي نهايه كل ما يحدث لا أن تفكر وحدها بشيء لا يدري عنه شيء ويجعله يعيش بقلق .... لم تستسلم ولكنها صمتت لتري نهايه ما يفعله وبعدها ستضع هي له النهايه التي يستحقها ...لو كان عذابه بصمتها فلتصمت ...لن تنفجر ولن تعاتب ولن تقول شيء تريحه به فليتعذب بالتفكير والشك ومع هذا فعذابه هذا لا شيء ....لن تريحه وهي تسرد أمامه بشاعه أفعاله لأنها لا تريد سماع اعتذار بل تريد رؤيته يتعذب .....نظرت إلي الصغيره القابعه بحضنها وهي تفكر أنها أيضا لن تخبره بحقيقتها فهو لا يستحق أن ظنها ابنته فليفعل وبعد أن يتعلق بها ستخبره بالحقيقه لتراه وهو يتذوق مراره الفقد !

نظر عمر الي وسيله وهو يطفيء محرك السياره ويستدير إليها بكامل جسده قائلا بهدوء عاد إليه وهو يضمن أنها أصبحت تحت سيطرته في منزله : وسيله انا قولت لبابا علي كل حاجه .... عملت اللي كنتي بتطلبيه مني و دلوقتي عليكي الدور تقوليلي علي كل حاجه ....تعالي معايا !

نظرت وسيله باشمئزاز لم تخفيه تجاه يده التي مدها إليها ليتنهد عمر وينزل صافقا الباب خلفه ويتجه ناحيتها يفتح الباب بجوارها ويمد يداه مجددا هاتفا بنفاذ صبر وهو يلمح وقوف أبيه اعلي الدرج يتطلع إليه : انزلي يا وسيله واللي انتي عاوزاه هعمله .....اتكلمي وريحيني من الشك اللي هيجنني 

نظرت له وسيله ساخره بينما تهتف بشيء بسيط من مقدار حقدها تجاهه : مش هريحك ياعمر ..... !

فرك عمر وجهه بانفعال وحاول السيطره علي غضبه بينما يمد يده ناحيتها يلمس ذراعها : تعالي يا وسيله 

ابعدت وسيله ذراعها عن لمسته التي تصيبها بالغثيان ونظرت له بحقد : اياك تلمسني !

رفع عاصم رأسه باعتداد وهو ينزل الدرج وقد قرأ المشهد الواضح ليصل باللحظه التي كاد عمر يتهور بها ويحاول مجددا فرض قوته وهو يجذب ذراعها هاتفا بغضب : انزلي 

هتف عاصم بنبره أمره يوقف ابنه : ابعد ايدك عنها !!

نظرت وسيله إلي هذا الرجل الذي رمق عمر بنظره غاضبه قبل أن تتحول نظراته كليا الي الرفق وهو يلقي إليها نظره ثم الي الصغيرة التي تضمها الي حضنها نظره أخري وهو 

يمد يداه الي وسيله قائلا برفق : تعالي يا بنتي انزلي

التفت عمر الي ابيه وفتح فمه ليبرر سبب غضبه : بابا انا ...قاطعه عاصم بسخط : انت تسكت خالص 

وجه نظره الي وسيله قائلا وهو يمد يداه ناحيتها : تعالي يابنتي بيتك وبيت بنتك 

بقيت وسيله مكانها تحاول السيطره علي دقات قلبها وهي تسأل نفسها ماذا تفعل هنا أمام عائله بدأت تفتح لها أبوابها ...لتشمئز نظراتها من نفسها وهي تنظر إلي الطفله التي تضعها بحضنها وتري نفسها مقيته وهي تستغلها ...

تغلبت زينه علي ثقل خطواتها وهي تتقدم منهم بخزي مليء نظراتها تجاه ابنها ثم باعتذار تجاه وسيله بينما تقول بصوت معذب : ليه مقولتليش يومها علي الحقيقه وقبلتي مني اتهامي ليكي يا بنتي 

خفضت وسيله عيناها بألم بينا هي نفسها تسأل نفس الاسئله لماذا تقبلت كل شيء منه ؟!

سحبت نفس عميق وهي تستجيب لذراع زينه التي مدتها ناحيتها لتحمل الطفله برجاء لمع في عيونها كما لمعت دموعها لتتراجع وسيله وتشدد ذراعيها حول الطفله بينما  

ابتلعت لعابها ببطء مقرره الا تلعب تلك اللعبه التي ستؤذي بها الجميع وليس عمر فقط ...ستخبرهم أن الطفله ليست حفيدتهم ....ابتلعت مجددا وهي تنظر إلي عيون زينه الراجيه : خليني أشيل حفيدتي !

: مش .... ماتت باقي الكلمات علي شفتيها وتغلب وجعها وقهرها عليها وهي تنظر إليه بينما وقف أمامهم باعتداد أرادت كسره كما كسر الجميع ...فتحت فمها مجددا تحاول الا نتساق خلف الحقد الذي يمليء قلبها تجاهه 

ولكن بنفس اللحظه تعالي صوت بوق سياره امام البوابه 

: في ايه يا شافعي 

قال شافعي وهو يشير إلي السياره : في واحده اسمها د هاديه عاوزة تقابل سيادتك 

التفت عمر سريعا وتجلت الشراسه علي ملامحه بينما اهتزت دقات قلب وسيله تتساءل ماذا اتي بها الي هنا !  

نزلت هاديه من سيارتها ووقفت أمام الجميع الذين نظروا إليها باستفهام : مساء الخير ....انا هاديه شافع 

اتجه عمر ناحيتها بغضب هاتفا : كويس انك جيتي برجلك ....انا كنت لسه جايلك 

أوقفه عاصم نبره حازمه : عمر ! 

التفت عمر الي ابيه باندفاع هاتفا: بابا لو سمحت ده موضوعي 

نظر له عاصم بحده ليزم عمر شفته ويحاول بصعوبه السيطره علي نفسه بينما يترك أبيه يتقدم بالحديث 

نظر عاصم تجاه هدي قائلا :  خير 

نظرت هدي الي وسيله التي زادت من ضم الصغيره الي صدرها وهي تتطلع الي هدي باستفهام بينما قالت هدي بثبات : في كلمتين لازم اقولهم 

نظر عاصم لها قائلا : بخصوص ايه ؟

قالت هدي وهي تشير الي وسيله : بخصوص وسيله 

ماذا سيحدث أو ماذا ستقول أو ماذا سيكون الافتراء تلك المره ...لا يهم نعم هكذا أجابت وسيله علي نفسها فلم تعد تهتم فليحدث ما يحدث ....هي والصغيره مصيرهم واحد وهي لا تريد شيء إلا أن تختفي من هذا المشهد وتبتعد عن الجميع لتتراجع بخطواتها للخلف بينما يتقدم الجميع الي الداخل ....التفتت وسيله تجاه عمر الذي أوقف تراجعها وهو يتوقف امامها وينظر لها بهيمنه بينما يمسك ذراعها : رايحه فين ...مش عاوزة تسمعي هتقول ايه 

نظرت له وسيله من أعلي الي اسفل قائله : مش فارق معايا اللي هتقوله 

تمكنت من الظنون ليترك العنان لطبعه البربري وهو يقبض علي ذراعها ويجذبها معه الي الداخل حيث سبقهم عاصم وزينه بتحرق لسماع ما ستقوله تلك المراه 

 وكانت مفاجاه للجميع واولهم وسيله التي 

تفاجئت لا تنكر بينما حكت هدي الحقيقه بتفاصيلها كما أخبرتها بها من قبل ....كل شيء عن ابنها وحياتها ...تقول الحقيقه الان دون أن تطلب منها ...تفعلها الآن لماذا ؟!

كان لدي هدي أسبابها أو مجازفتها بقمار أما تخرج منه خاسره كل شيء أو تربح راحه بالها من تهديد وسيله لها وتتفرغ لتهديدات انور !!

نظرت هدي الي زينه وتابعت باستعطاف : انتي ام يا زينه هانم وهتفهمي شعوري وخوفي علي ولادي اللي لو جوزي عرف حاجه زي دي اكيد هيحرمني منهم ....نظرت إلي عاصم وتابعت : فات أوان الاعتراف ياعاصم بيه عشان ولادي واولهم اسر اللي مستقبله هيتدمر لو حقيقه زي دي اتعرفت ....انا مفكرتش في نفسي وبس فكرت في ولادي عشان نتيجه اللي حصل هي دمار حياتهم ...

انا غامرت وقولت اقول الحقيقه ليكم زي ما صارحت وسيله بيها وهي وعدتني أنها هتحافظ علي سري 

الان بدأت وسيله تفهم ما ترمي إليه هدي وهي تحرف الجزء الاخير من روايتها بينما تنظر إلي عمر الذي كان يكور قبضته ويضعها بين أسنانه يعض عليها بحنق: 

يومها شافع جه فجاه وانا معرفتش اعمل ايه طلبت من وسيله تخلي اسر عندها ولسوء حظها عمر رجع ....نظرت إلي وسيله باعتذار زائف : غضب عني مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل لها .... اسر ابني عنده ١٧ سنه ازاي يجي 

في بالي أن عمر يشك أنه علي علاقه بوسيله ....اخرجت بعض الصور من حقيبتها ووضعتهم أمام الجميع ...دي صور اسر ابني يومها انا وهو اتصورناها ... أشارت إلي عمر وتابعت : انت شوفته من ضهره بس اكيد فاكر الهودي اللي كان لابسه ...افتكر كويس وشوف الصور 

سخرت وسيله بمراره بينما توثق الان الحقيقه بالدليل لتتابع هدي :كل حاجه حصلت بسرعه و

فجاه لقيتها قدام بابي في حاله صعبه بعد اللي عمر عمله فيها ....!!

كنت بين نار اني أنقذها هي وابنها واني ادور علي عمر واحكيله الحقيقه ...

مقدرتش اسيبها واخدتها معايا لأقرب مستشفي والحمد لله انقذتها وبعدها كانت حالتها النفسيه سيئه جدا ومجرد بس ما انطق اسم عمر كانت حالتها بتزيد سوء مكنش قدامي حل الا اني اخدها معايا البيت واحاول أبعدها عن أي توتر بسيره عمر اللي متحملتش يشك فيها بالطريقه دي ويتهمها اتهام زي ده ....

اهتميت بيها انا وشافع واعتبرتها بنتي 

طول فتره حملها و كان نفسي افضل جنبها اكتر بس واضح انها رجعت لعمر 

نظرت إلي عمر وتابعت وهي ترتدي ثوب الحمل : ياريت تحاول تكفر عن غلطتك في حقها !

مسرحيه هزليه مقيته تابعتها وسيله بعيون ساخره وهي تري انياب الذئب اسفل ثوب الحمل الذي ترتديه 

ولكن عمر لم يكن ممن ينخدعون بالمظهر ليهب من مكانه ويندفع ناحيتها بهجوم :  ولما هو كده مقولتيش الحقيقه ليه من شهور ...جايه ليه دلوقتي 

قالت هدي بدفاع عن نفسها وهي تنظر إلي وسليه : وسيله منعتني لأنها كانت طبعا زعلانه منه علي شكك فيها 

اخيرا نطق عاصم بشيء بينما راودته الشكوك أن هناك شيء ما لا يريح بتلك المراه : وهو اللي مكانه ميشكش 

اومات هدي بهدوء : طبعا... بس يتأكد 

لو جه لغايه عندي كنت هتكلم 

تراجعت سريعا بينما احتقن وجه عمر بالغضب وهو يمسك بذراعها : مقولتيش كده ليه ما جيت وسألتك من يومين 

قالت هدي سريعا بكذب بينما ابعد عاصم ابنه عن المراه : 

وسيله نفسها طلبت مني متكلمش وبصراحه انا مقدرش ارفض ليها طلب ...هي اللي طلبت مني اخبي كل حاجه عند ومقولش عن بنتك حاجه كمان ...نظرت إلي وسيله وتابعت بزيف : مش كده يا وسيله ...فاكره اد ايه كنت بحاول اقنعك نقول لعمر انك حامل وانتي كنتي بترفضي حتي تسمعي اسمه ....نظرت وسيله إليها بصمت نظره لها الف معني تتوعدها ولكن هدي تابعت بإتقان مسرحيتها وهي تلقي لهم الحقيقه ليبتعدوا عنها كأسلم حل بعد أن أيقنت أن عمر بوصوله لوسيله عاجلا ام اجلا سيعرف الحقيقه ووقتها لن تأمن شره ...توقعت أن يصمتوا كما صمتت وسيله ولكنها تفاجات بعمر الذي نظر لها بسخط شديد هادرا بشراسه : وانتي فاكره لما تيجي تتكلمي دلوقتي هرحمك ....ده انا هفضحك وهسجنك يا وليه انتي ...و جوزك هيعرف كل حاجه عن واحده غشاشه زيك 

اخيرا نطقت وسيله بينما مجرد شيء يعرض شافع لصدمه كتلك حركها لتنفلت كلماتها الرافضه من بين شفتيها بلا تفكير وهي تهب واقفه ومازالت تحمل دنيا بين ذراعيها : لا .... د شافع مش هيعرف حاجه 

عقد عمر حاجبيه كما حال الجميع بينما صمتها وحديثها الان فقط مريب لتنظر وسيله إلي عمر وهي تهتف بنبره قاطعه : انت عرفت الحقيقه اللي تخصك الباقي ميخصكش .... د شافع مفيش بينما وبينه اي حاجه عشان تأذيه بحاجه زي دي 

استنكرت كل ملامح عمر ليزمجر بها : تستاهل !

اشاحت وسيله بوجهها ومجددا حديثها كان عن شافع : د شافع ميستاهلش 

قام عاصم من مقعده وهو ينهي ذلك المشهد 

ويشير الي هدي  : لو خلصتي كلامك اتفضلي 

نظرت هدي الي عاصم برجاء : اوعدني ياعاصم بيه أن اللي قولته يفضل سر عشان ولادي 

تهرب عاصم من وعد لايعرف أن كان يستحق اني يفي به ام لا ليقول بتسويف : مش وقته ...اتفضلي 

نظرت هدي الي وسيله وهي تحاول اخفاء حرجها : مش هتودعيني يا وسيله ! 

سارت هدي بضع خطوات الي الخارج بينما امسك عاصم بذراع ابنه يوقفه عن اللحاق بها : بابا سيبني ....الست دي دمرت حياتي 

نظر عاصم الي عمر بغضب مزمجرا : حياتك انت اللي دمرتها مش الست 

زجره وتابع بغضب : اخرس خالص دلوقتي لغايه ما نشوف اخره مصايبك ...نظر إلي ابنه بسخط وتابع : انت بعد كل اللي عملته كمان جايبها غضب عنها 

اشاح عمر بنظرة يتبع وسيله التي سارت خلف هدي بضع خطوات بينما يقول لأبيه : مكنش ينفع اسيبها 

نظرت وسيله إلي هدي باحتقار تجاهلته هدي وهي تنظر لها بجرأه هاتفه برضي المنتصر : كده سر قصاد سر .... انتي هتحكمي علي عمر ميفتحش بوقه قدام شافع وانا مش هفتح بوقي ولا اتكلم في حاجه تخص البنت اللي رسمي بقت بنتهم 

نظرت لها وسيله من أعلي الي اسفل وهتفت باستخفاف : فاكره اننا كده خالصين 

اومات هدي : سر قصاد سر

هزت وسيله رأسها قائله : احنا مش شبه بعض 

قالت هدي بسخريه : فعلا ...علي الاقل انا منسبتش بنت من الشارع لجوزي 

قالت وسيله ببرود : ليا سبب 

هزت هدي كتفها قائله : ميهمنيش سببك...!

يهمني انك متخليش عمر يقرب مني تاني وانا وعد مني دي اخر مره تشوفيني فيها والبنت ضمنت أنها تبقي ليكي وكمان هعملك كل الاوراق والتحاليل اللي تثبت نسبها 

كده عداني العيب 

نظرت لها وسيله ساخره : انتي العيب بنفسه 

قالت هدي وهي تبادلها الاتهام : حالنا زي بعض !!

..........

...

نظر عاصم برفق شديد إلي وسيله التي تحتضن الطفله الصغيرة وقال لها باعتذار : ياريت في كلمه اسف أو اعتذار اقدر اجيبلك بيها حقك .... نورتي عيلتنا 

التفت الي ابنه وتغيرت ملامحه بينما يتابع : وانت برا عيلتنا 

نظر عمر بعدم استيعاب الي يد عاصم التي وضعها أمامه بإشارة منه يمنعه من الدخول بينما ينظر إليه متساءلا 

....ايه يابابا انت مش قولت ...قاطعه عاصم بملامح حازمه : قولت رجلك متخطيش الباب من غيرهم 

اوما عمر وأشار إلي ابنته وزوجته : ورجعتهم 

اوما عاصم والتفت بكامل جسده تجاه ابنه قائلا وهو. يرفع رأسه بعنفوان : كمل كلامي ...وقولتلك لسه حسابي معاك علي كل اللي عملته 

نظر عمر لأبيه الذي أردف بجديه وهو يشير له : انت معملتش لوجودي حساب ..... لغتني من حياتك واتصرفت كأن ماليش وجود يبقي كمل اللي بدأته ..... !!

هل يطرده...نظر عمر الي ابيه غير مصدق جديته ليهز عاصم رأسه بحزم : ملكش مكان في بيتي وكرما مني هسيب ليك عربيتك و اياك تفكر رجلك تخطي اي مكان انا املكه طالما مش معتبرني موجود 

اهتز عمر وحاول التبرير بينما ظن أنه اخيرا سيرتاح ليجد أن هنالك مازالت حسابات كثيره عليه دفعها 

: يابابا...انا ...قاطعه عاصم بانفعال : متقولش بابا دي .... انت مالكش اب 

نظر عمر باعتذار الي ابيه الذي اشاح بعيناه عنه لينظر الي زينه ويتفاجيء بها تشارك عاصم رأيه بصمتها تجاهه بينما تحيط كتف وسيله بذراعها قائله : تعالي يا حبيتي ارتاحي 

فقد عمر من كانت تقف خلفه دوما لينظر تجاه سيف برجاء أن يتدخل : سيف قوله حاجه ....فهمه ....قبل أن يفتح سيف فمه سواء بالرفض أو القبول كانت تتسع عيناه حينما هتف عاصم بحزم وهو يشير إليه : وانت كمان برا معاه 

نظرت تينا الي عاصم بعدم فهم واتسعت عيون زينه بصدمه لينظر عاصم بعتاب تجاه سيف قائلا : انت شاركته في عملته بسكوتك وسلبيتك

ازدادت نظرات عاصم عتابا تجاه سيف الذي نكس رأسه بخزي : خوفت عليه ومخوفتش عليا لما اعرف ....خوفت عليه ومخوفتش علي البنت اللي ضيعها بأنانيته ...اخترت تسكت وتكون سلبي يبقي شاركته في الجرم ودلوقتي هتشاركه في العقاب .

نكس سيف رأسه ولم يجادل أبيه ليتجه الي الباب وهو ينظر إلي عمر يحثه علي عدم المجادله علي الاقل الان فليترك أبيه ينفث عن غضبه بأي صورة ولكن عمر ثبت قدمه بالأرض ورفض أن يتحرك والتي تحركت هي وسيله التي قالت : اللي المفروض يمشي من هنا هو انا 

نظرت زينه إليها وكذلك عاصم باستفهام لتهز وسيله راسها قائله : انا هنا مش بأرادتي ....ومفيش حاجه تخليني افضل هنا 

اتجه عمر صوبها بجنون صارخا : مش هتتحركي من هنا 

تواجهت نظراتهم ليهز عمر رأسه بجنون اصابه من فقدانها مجددا : انا غلطان وهصلح كل اللي عملته بس انتي مش هتبعدي تاني عني ....نظر إلي أبيه وتابع برجاء : بابا أنا موافق علي اي عقاب بس متخلهاش تبعد

هزت وسيله راسها وهي توجه كلماتها لعاصم : انت قولت لو في حاجه تقدر تعملها عشان تعتذر عن اللي علمه هتعملها ....خليه يطلقني ويبعد عني !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 



إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. غرام عملت صح مع ايهم وسيله لازم تقول الحيقه علي شان عاصم وزينه

    ردحذف
  2. لازم يعرف انه موت ابنه ده اكبر عقاب ليه
    الفصل صغير اوي

    ردحذف
  3. عاصم كل كلمة منه روعة ميزان عمر عجيب فعلا ومستفز هدى مش سهلة خالص غرام عسل طفلة هتنقط ايهم

    ردحذف
  4. اخر حاجه أتوقعها انور يحب هدي وان هدي تبقي بالجبروت دا ومتوقعه أن نهايتها علي ايد انور أو العكس غرام برافو عليها لازم تعمل لنفسها كيان ومتستناش يعطف عليها وبتنازل ويتكلم وأيهم زودها اوي عاصم اب رائع ازاي يجيب متخلف زي عمر الي عاوز تربيه من اول وجديد الفصل رووووووووووعه ♥️🥰

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !