: ايه مش عاوز تاخد تارك منه ؟!.
اهتزت نظرات ادم للحظه بينما يستعيد ذكريات هذا اليوم لتمر دقائق وكل تلك التفاصيل تدور برأسه ليرفع عيناه ببطء تجاه عامر ويسأله : اخد تاري ازاي
لمعت نظرات الخبث بعيون عامر وارتسمت ابتسامه منتصره علي شفتيه وهو يقول بعزم : اقولك !
..........
....
أغمضت حور عيونها وهي تتوسد صدر سليم تستمع الي دقات قلبه الراقده فوقه تحاول أن تجعل ضجيج عقلها يصمت وكل ما حدث يمر أمام عيونها ونظرات سعاد المنكسرة توخز قلبها بقوة .... لماذا تقول فتاه لأمها مثل تلك الكلمات الجاحده ....!
امتعضت ملامحها وهي تتذكر كلمات وملامح تلك الفتاه التي رأتها علي حقيقتها وعلي الفور بدأت تري كل ما كانت تفعله وحور بثقه عمياء وسذاجه كانت تتبعهاون تفكير ....الهذه الدرجه هي ساذجه لا تعرف كيف تحكم علي من امامها بينما بسهوله كانت وهج تستطيع قراءه تلك الفتاه وهي التي كانت مقربه منها لم تستطيع ..؟!
فتح سليم عيناه حينما استمع لتلك التنهيده التي خرجت من صدر حور للمره الثالثه ليسألها بصوت حاني : حور انتي لسه صاحيه ؟
هزت حور راسها ليمرر يداه فوق خصلات شعرها ويسألها بقلق : مالك ...في حاجه ضايقتك ؟
هزت راسها ورفعت عيناها إليه بابتسامه هادئه وهي تشكر الظروف التي وضعت رجل حنون مثله في طريقها ...انا كويسه
وضع يدها علي وجنتيها بحنان ونظر في عيونها الحزينه متسائلا : امال مالك .... ليه منمتيش ؟
خفضت عيناها واغمضت عيونها قائله : هنام خلاص
قبل راسها وزاد من ذراعيه حولها يضمها الي دفء جسده قائلا : تصبحي علي خير
همسات بصوت ناعم وهي تغلق عيونها وتغلق معه صفحه الماضي : وانت من أهله
......لم تكد تمر يضعه دقائق وكان هاتف سليم يتعالي رنينه مد يداه الي جواره واجاب حينما وجده حسين : خير يا حسين في ايه ؟
اعتدلت حور جالسه تطلع إليه حينما شعرت بتغير ملامحه وهو يقول باقتضاب : طيب يا حسين خليك عندك وانا جاي علي طول
قالت بقلق : في ايه يا سليم ؟
قال بهدوء ينافي القلق الناشب بداخله : مفيش حاجه ....كملي نومك وانا بس هنزل اشوف حاجه في الشونه وراجع علي طول
بالرغم من نبرته الهادئه إلا أنها بالطبع شعرت بالقلق وان هناك شيء ليس علي مايرام من ملامحه .
.........
....
لمعت نظرات الانتصار والتشفي في عيون عامر الذي وقف من بعيد يتابع ما يحدث بينما انقلب المكان رأسا علي عقب متزامن مع تعالي صافرات عربه الشرطه التي وقفت أمام المكان وقد اجتاحت القوات المبني تفتش به
أوقف سليم سيارته ونزل منها ونظرات الاستهجان تعلو ملامحه ليتقدم من الضابط متسائلا : خير يا حضره الضابط
قال الضابط باستفهام : انت مين ؟
: انا سليم الهاشمي صاحب الشونه
اوما الضابط قائلا : هتعرف دلوقتي في ايه
نظر سليم تجاه حسين الذي وقف بعدم فهم هو الآخر ...بعد قليل خرج بعض العساكر يحملون بضع لفافات كبيرة ليقول أحدهم : لقينا دول يافندم
اوما الضابط بثقه : تمام حرز الحشيش ده وهاته
انصعقت ملامح سليم من تلك الكلمات وسرعان ما وقف حسين امام العسكري يحاول منعه من الوصول لسليم الذي تنهد قائلا : اوعي ياحسين
باستسلام وعدم فهم كان سليم يذهب معهم الي قسم الشرطه .
..........
....
هب فهد من مكانه حينما أتته تلك المكالمه : ايه ....امتي حصل ؟
انا جاي علي طول
اندهشت فرح حينما دخلت الي الغرفه ووحده فهد يرتدي ملابسه : فهد انت رايح فين ؟
قال وهو يتجه الي الباب بسرعه : ابدا ...حاجه مستعجله في الشغل هشوفها وراجع
اسرع وعقله لا يستوعب ما استمع له من خبر القبض علي سليم ليترك فرح في عدم فهمها ...
وصل إلي قسم الشرطه ليجد فارس هو الآخر يصل : ايه اللي حصل ؟
قال فارس وهو يخطو مسرعا : مش عارف ...اوعي تكون قولت لفرح
هز رأسه قائلا : لا مقولتش حاجه ...عمك عرف
بنفس اللحظه كان يصل رسلان بأقدام لا تقوي علي حمله ...اسرع إليه فهد وفارس : اطمن يا عمي اكيد في حاجه غلط
اوما رسلان قائلا : ابني استحاله يعمل كده
.........
...
ضحك عامر مليء فمه قائلا : ايه رايك يا باشمهندس .....شوفت بقي ادينا خلصنا منه
انا خلي ليا الطريق في الشغل وانت خلي ليك الطريق لبنت عمك
تنفس ادم بصوت مسموع وهو يحاول أن يخفي ملامح وجهه ليقول بهدوء : مش خايف الموضوع يتكشف وسليم يعرف انك ورا اللي حصله
قال عامر بثقه : ويتكشف ازاي ....انا مالي اصلا
ضحك بصخب وتابع : انا معرفش اي حاجه عن الحشيش ده وحتي طول الوقت كنت مع رجالتي وهيشهدوا بكده
اوما ادم قائلا : عندك حق يا حاج ...واضح انك مرتبها كويس
اوما عامر قائلا بتشفي : امال ايه ....ده انا حالي وقف بسببه ....اهو كده راح فيها وانا ايدي نضيفه ومش بس هو ...لا كمان عيله الهاشمي كلها سمعتها هتروح
استدرك قائلا وهو يضع يداه الغليظه علي كتف ادم : طبعا ما عدا انت يا باشمهندس ....انت غيرهم وطول عمره الحاج سلطان في حاله
هز ادم رأسه واعتدل واقفا ليقول عامر : علي فين يا باشمهندس
قال ادم وهو يتجه الي الباب : همشي ...مش خلاص كده
اوما عامر قائلا بصوت أجش. : واد يا دوكش ...وصل الباشمهندس
اشار له ادم : مفيش داعي
هز عامر رأسه قائلا : طيب خد.بالك من نفسك ...ولاد الحرام بقوا كتير اوي اليومين دول
تبرطم ادم بداخله : فوق ما تتخيل يا ابن ال**
.........
....
جلس سليم أمام الضابط ليكرر حديثه : معرفش عن الحاجات دي اي حاجه
نظر له الضابط مطولا قبل أن يقول : ازاي وهي في مخزنك ؟!
........
...
رفع فهد عيناه تجاه ادم بدهشه بينما ابعد ادم عيناه عن النظر إلي فهد الذي قام من مكانه تجاهه : ايه اللي جابك هنا
نظر له ادم دون قول شيء وتابع طريقه ليستأذن العسكري في الدخول ....طرق العسكري علي الباب ودخل وبعد لحظات كان ادم يدخل
اتسعت عيون سليم بصدمه بينما يتابع ادم اخبار الضابط بكل ماحدث ويثبته بالتسجيل الصوتي الذي غفل عامر وحصل عليه وهو يتحدث معه ليختم حديثه : انا قولت اهاوده عشان اعرف هو بيخطط لأيه وبصراحه خوفت يأذيني لو رفضت وجه في دماغي اسجل اتفاقي معاه وخليته يطمن ليا علي الاخر ....نقل الضابط عيناه تجاه سليم وادم ليتابع ادم : سليم ابن عمي وانا لا يمكن اأذيه ابدا
..........
...
احتضن سلطان ادم بفخر بينما تجمع الرجال بعد انتهاء تلك المحنه بالقبض علي عامر لينظر سليم الي ادم ويقدم له شكر واعتذار وجب عليه : متشكر ....تنهد وتابع : واللي حصل ...قاطعه ادم باشاره من يده : اللي حصل حصل ....ليك نصيب في بنت عمك
اوما سليم دون قول شيء لا يحتمله الموقف ليتابع ادم : انا من يومها واعتبرت أن ماليش نصيب فيها وأنها بنت عمي وبس ويوم ما كنت عند عمي كنت جاي بدافع انها بنت عمي لما البت الخدامه قالت انك بتأذيها ....اتسعت عيون سليم بعدم فهم ليرفع عيناه إليه : قصدك ايه ...مين قالك اني پأذيها
أخبره ادم بما قالته مني ليبدأ الموقف كله بالاتضاح بينما طوال هذا الوقت وتلك الفتاه لم يعرف احد أنها كانت ستكون السبب في وقيعه كبيرة بين أولاد العموم
: انا حاولت اقولكم كده بس محدش سمع مني .... اه كنت عاوز اخلص عليك يا سليم بعد اللي عملته بس لو كنت هعملها كنت هعملها وانا واقف قدامك مش وانا بستخبي ورا واحد زي عامر ولا اني اخد بنت عمي من ورا ضهرك
تغيرت ملامح سليم علي ذكرها ليعتدل ادم واقفا ويتابع : انا مدافعتش عن حقي فيها وقتها وعشان كده ماليش اي حقوق عندك يا سليم
تدخل فواز قائلا : عين العقل وكل اللي فات خلاص مات ....انتوا ولاد عم ومالكمش الا بعض .
..........
.....
همست ذكيه لحور بتردد ؛ اقولك يا ست حور ومتقوليش لحد
أومات حور بلهفه ممزوجه بالقلق : قولي يا ذكيه
تلفتت ذكيه حولها قبل أن تهمس في اذن حور : سليم بيه اتقبض عليه
انصعقت ملامح حور ودق قلبها بعنف : بتقولي ايه ؟
قالت ذكيه سريعا وهي تتلفت حولها : ابوس ايدك يا ست حور وطي صوتك احسن الست وفاء تسمع وتقطع خبري
قالت حور بقلب لهيف وقلق سافر : ايه اللي حصل ...قوليلي ايه اللي حصل
قالت ذكيه بهمس : انا كنت في الجنينه لما لقيت حسين جاي يجري وطلب الحاج رسلان وقاله أن سليم بيه اتقبض عليه
غامت عيون حور بالقلق وامتلئت بالدموع لتقول بعقل مشتت وهي تركض تجاه الباب : ليه ...ليه ؟
أسرعت ذكيه تلحق بها توقفها : استني يا ست حور انتي رايحه فين ...؟!
...........
....
ركضت حور درجات السلم الرخاميه بدون هدي وقلبها يدق بقوة لتلفحها نسمات الهواء البارده وتدفع وشاح رأسها الحريري تسقطه من فوق شعرها لتمد أناملها المرتجفه إليه تجذبه فوق راسها وتحكمه وهي تخطو تجاه البوابه الحديديه التي هب الحارس من امامها : خير ياست حور
لم تقول حور شيء بل اندفعت الي الخارج بخطوات متعثره ليركض الحارس في أثرها : استني ياست حور .
لم تتوقف وتابعت ركضها ليقف الحارس مكانه بحيره ماذا يفعل ...هل يترك البوابه ويركض خلفها ام يعود ويخبر وفاء ليقرر العوده ولكنه ما لبث أن عاد حتي توقفت الدماء في عروقه وهو يلمح سياره سليم تقترب
اسرع تجاهه ليوقف سليم السيارة باستفهام : في ايه يا عواد ؟
قال الرجل سريعا بتعلثم : الست حور ...
عقد سليم حاجبيه قائلا بقلق : راحت فين ؟
اشار تجاه الجهه الأخري : جريت من هنا يا بيه ...والله جريت عشان الحقها ...قاطعه سليم قائلا : خلاص روح انت
اشار رسلان إليه وهو يغادر السيارة : روح وراها ياسليم ...اكيد عرفت باللي حصلك وقلقت
اوما سليم وتحرك بالسيارة حيث أخبره الحارس وماهي الا بضعه أمتار وكان يلمح طيفها بينما تسرع بخطواتها المتعثره ....انتبهت حور لتلك السيارة المسرعه خلفها والتي سرعان ما هدأت سرعتها حينما وصلت إلي جوارها ....توقفت مكانها ولم تكد تصدق أذنيها حينما استمعت الي صوته : حور
التفتت تجاهه لتجده ينزل من السيارة ويتجه ناحيتها ولكنها كانت الاسرع حينما ركضت إليه وسرعان ما كان سليم يلتقفها بين ذراعيه التي ارتمت بينهما وغابت بنوبه بكاء غير مصدقه أنه واقف امامها لتنطق بأسمه بحروف متقطعه من فرط بكاءها .....ضمها سليم إليه وربت علي كتفها لتهديء قائلا بصوت حنون : اهدي يا حور
رفعت وجهها الباكي تنظر إليه : سليم ....سليم انت كويس
اوما لها والإبتسامة تجتاح وجهه لرؤيه كل ذلك القلق و اللهفه في عيونها عليه : انا كويس. .... انتي ايه اللي خرجك في وقت زي ده
غابت مجددا بنوبه بكاء فلم يفهم سليم شيء من شهقاتها المتتابعه: عرفت انك اتقبض عليك وخوفت عليك اوي و....ربت علي كتفها لتهدأ ليأخذ بيدها بحنان ويدخلها الي السيارة : انا كويس تعالي واهدي وبعدين فهميني
مسح دموعها بأصابعه ونظر لها برجاء أن تتوقف عن البكاء : كفايه عياط بقي يا حور ....محصلش حاجه
...........
...
تحركت وفاء بعصبيه تهتف برسلان : مش كفايه يا حاج ....مش كفايه أنه يتسجن ...لازم تاخد حق سليم وتقطع خبره من الدنيا
خلع رسلان عباءته وجلس علي المقعد قائلا : معلوم يا ام سليم ...متشغليش بالك
عضت علي أناملها بغيظ ممزوج بخوفها علي ابنها : اه يا ناري منه عامر .....لو اطوله هقطعه بسناني ...ازاي يتجرأ يعمل كده
: قولي الحمد لله أن آدم عمل اللي عمله ...لولا كده كان سليم راح فيها
شهقت وفاء بهلع : اوعي تقول كده يا حاج ...ده انا كنت اموت فيها
..........
...
هز سليم رأسه ولم يستطيع منع ضحكته لترفع حور عيناها إليه باستفهام : بتضحك علي ايه
جلس بجوارها وداعب وجنتها المبتله بدموعها قائلا : عليكي طبعا ....بقالك ساعتين مش مبطله عياط ...ماهو انا قدامك اهو
نظر لها بقليل من المكر وتابع بينما عيناه تتفحص ملامحها : امال فين ربنا ياخدك واخلص منك اللي مكنتش بسمع غيرها زمان
اهتزت نظرات حور وهزت راسها قائله : بعد الشر عليك
اختفي مكر نظراته وابتسم لها قائلا بلهفه : يعني خايفه عليا ياحور
هزت راسها وخفضت عيونها بخجل ليرفع سليم ذقنها بيداه : بصيلي
نظرت إليه ليسألها بتلهف : قوليها ...قولي انك خايفه عليا
أومات حور وقالت : خايفه عليك طبعا ....انت حياتي يا سليم ....انا بقيت بحبك اوي وكل اللي كنت بقوله كان من قهري بس عمري ما أتمني ليك اي حاجه وحشه
كان هذا أكثر مما يريد سماعه وكم اطربت أذنه كلماتها
ليجذبها إليه ويضعها بحضنه ويقبل راسها متنهدا : بحبك يا حور
ابتسمت واستكانت فوق صدره لتمر لحظات من الصمت بعدها كان سليم يهمهم : حور ...نمتي
هزت راسها ونظرت إليه : لا ...ليه ؟
حك ذقنه ونظر إليها قائلا : عشان أنا كنت ناوي ازعل منك انك خرجتي لوحدك في وقت زي ده ...بس دلوقتي ....تلكأت عيناه وهي تزحف من فوق وجنتها الحمراء تجاه عيونها الخجوله بينما تسأله وهي تعض علي شفتيها : دلوقتي ايه
مال تجاه شفتيها هامسا قبل أن يلتهمها بين شفتيه : دلوقتي هعمل كده .
......
.......
ضربت سعاد صدرها تقول بنواح : بنتي راحت مني يا حمدي ....بنتي ضاعت
اشاح حمدي بعيناه وقال بملامح وجه جامده : هي اللي اختارت يا اما
نظرت له سعاد بعيون باكيه : يعني ايه يا حمدي ....هنسيب اختك ومش هندور عليها
قال حمدي وهو يربط علي قلبه حجر : هي مش تايهه عشان ندور عليها ....هي هربت واختارت تعيش بعيد عننا
نظر إلي والدته وسرعان ما لانت ملامحه وهو يجذبها الي حضنه يربت علي كتفها بحنان : اعتبريها ماتت يا اما ...عمرها ما كان ليها خير فيكي
..........
.....
تمطأت حور بكسل وهي تعتدل واقفه لتنظر لها وفاء بطرف عيناها : وقفتي ليه يامرات ابني
قالت حور وهي تحرك جسدها يمينا ويسارا بينما تخشبت أطرافها من طول جلستها منذ الصباح برفقه وفاء التي إرادتها أن تشاركهم طبخ تلك الوليمه بمناسبه ماحدث لسليم ونجاته من هذا الشرك : تعبت يا طنط
قالت وفاء وهي تلوي شفتيها : ايه طنط دي ....قولي ماما
أومات حور وهي تلوي شفتيها كالاطفال : ماشي يا ماما ...تعبت وهطلع ارتاح
هزت وفاء راسها باستنكار وأشارت الي كل هذا الطعام الممتد امامها : تعبتي ...ومين هيكمل طبخ .....؟!
ماهو كلهم واقفين اهو ومحدش منهم تعب ......يلا بطلي دلع واشتغلي معانا بدل قاعدتك طول اليوم في الاوضه
تدخلت وهج وهي تجفف يدها بالمنشفه : سيبيها يا ماما ترتاح وانا معاكي اهو
هزت وفاء راسها لتشير إليها : طيب وانتي طالعه خدي معاكي فطير سخن لسليم عشان بيحبه
أومات حور واتجهت علي مضض تجاه الفطير لتضحك فرح علي تصرفات والدتها التي لا تتوقف عن كونها حماه لتقول لحور برفق : اوعي ياحور انا هجهزه
وضعت الفطير والعسل علي الصينيه واعطتها لحور التي خرجت وابتسامه واسعه تجتاح محياها لأنها هربت من أسر وفاء لتدخل سريعا الي الغرفه وتضع من يدها الصينيه علي الطاوله ثم تنظر إلي سليم الغافي براحه وسط الفراش ....خلعت حذائها وسرعان ما كانت ترفع الغطاء وتندس بين احضان سليم الدافئه ليفتح عيناه الناعسه ويقربها منه ويحيط جسدها الصغير بجسده الضخم .....تنهدت حور باستمتاع لهذا الدفء المنبعث إليها من جسده قائله بمشاكسه : نايم انت في الدفا ولا علي بالك مامتك بتعمل فيا ايه
نظر لها سليم باحدي عيناه متمتم بصوت ناعس : عملت ايه ؟
لون حور شفتيها قائله : مشغلاني من الصبح وعامله عليا حماه
ضحك سليم وداعب اانفها بأنفه : وهي مش حماتك يعني
أومات حور : اه ...بس يعني هو لازم تعيش الدور
ضحك سليم قائلا : معلش هخليها تقلل الجرعه شويه
مال تجاه شفتيها هامسا بولهه : تعالي بقي اخد جرعه من شفايفك
افلتت ضحكه حور الخجوله بينما حاولت التملص منه ولكنه احكم جسدها اسفل جسده وسرعان ما كان يلتهم شفتيها بشفتاه ليأخذها في قبله دامت دقائق طويله قبل أن تقطعها تلك الطرقات علي الباب : سليم يلا قوم انت هتفضل نايم اليوم كله
كان هذا صوت وفاء ليحمحم قائلا : حاضر يا امي
تابعت وفاء : وخلي حور تنزل يلا بقالها ساعه بتقول هترتاح
فتحت حور فمها بغيظ لتعترض فلم تمر سوي بضعه دقائق علي صعودها ليضع سليم سريعا يداه فوق شفتيها يسكتها وهو يقول لوفاء : حاضر ....شويه وهننزل انا وهي
انتفخت وجنه حور بالغيظ لتقول له : شوفت بقي ....اهي مفيش ثواني وتقولك ساعه
ضحك سليم وداعب شعرها : بتناغشك ياحور
نظرت له وضيقت عيناها وبالفعل كان هذا ما تفعله وفاء بينما عاتبتها وهج وفرح علي ما تفعله لتقول وهي تهز كتفها : امال اسيبها طول اليوم قاعده لوحدها في الأوضه ....لازم تنزل وسطينا وتمد أيدها تعمل اكل جوزها ....امال ايه وهي ضيفه
قالت فرح : أيوة يا ماما بس واحده واحده عليها
: وانا كنت عملت ايه ....دي قاعده جنبي اعلمها ازاي تعجن تقولي متعرفش ....ازاي تخبر تقولي الفرن سخن عليا ...اقولها طيب ادبحي البط تقولي لا اخاف
انفجرت الفتاتان بالضحك وكذلك سليم الذي وقف لدي باب المطبخ واستمع لكلمات والدته ولكنه سرعان ما كتم ضحكته حينما واجهته عيون حور الغاضبه ....
اتجهت حور تجاه وفاء قائله بحنق طفولي : مش عملت البطاطس زي ما قولتي ليا
قالت وفاء وهي ترفع حاجبها : بركه يا مرات ابني ...اهو عملتيها وطلعتي وسبتيها وكانت هتتحرق
كتمت الفتاتان ضحكتهما لتتجه وهج وتربت علي كتف حور قائله : تسلم ايدك ياحور ....دي طلعت حلوة اوي
ابتسم سليم الي أخته التي حاولت جبر خاطر حور لتجذبها فرح من يدها قائله : تعالي ياحور هعلمك تعملي الفراخ
اشار سليم الي والدته لتخرج برفقته وينظر لها بعتاب : وبعدين يا ام سليم ...مالك ومالها
هزت وفاء كتفها ببراءه : وانا عملت ايه ...الحق عليا عاوزاها ست بيت
قال سليم بمرح : خفي عليها شويه هي مش حملك
مال تجاه أذنها وتابع بمكر : وبعدين مش عاوزه سليم صغير
اتسعت عيون وفاء ونظرت إليه ليهز رأسه : قريب إن شاء الله انتي بس خليها ترتاح
أومات وفاء سريعا واتجهت الي المطبخ لتتفاجيء حور بها تقول : سيبي اللي في ايدك يا حور وتعالي اقعدي
نظرت لها بعدم فهم لتتابع وفاء : انتي واقفه علي رجلك من الصبح ....ريحي يا بنتي
ضحك سليم وهز كتفه باستسلام من تصرفات والدته التي تبدو جامده من الخارج ولكنه يدرك جيدا أنها حنونه وتحب حور بداخلها وما تفعله مشاكسه ليس أكثر وبالفعل كان كذلك بينما لم تتوقف وفاء عن إسداء النصائح لحور طوال جلستهم التي سريعا ما عمتها الالفه وتعالت من وسطها الضحكات والأحاديث .
.........
...
رفع سليم عيناه تجاه حسين الذي دخل إليه قائلا : السلام عليكم يا سليم بيه
هز سليم رأسه بترحيب : وعليكم السلام يا حسين اتفضل
جلس حسين قائلا بحرج : لا مؤاخذه يا سليم بيه مش هعطلك ...انا بس جاي في كلمتين
قال سليم سريعا يعفيه من الحرج : أنت تيجي في أي وقت ....اأمرني يا حسين ...حاجه ناقصه لزوم الجواز
هز حسين رأسه سريعا قائلا : لا يا بيه تشكر ....حمحم وتابع وهو يخفض رأسه : هو خلاص مبقاش في جواز
عقد سليم حاجبيه باستفهام : خير ايه اللي حصل ؟
أخبره حسين بما حدث ليختم حديثه متنهدا : متنفعنيش بنت زيها يا بيه .....حقك عليا اني رجعت في كلمتي معاك وعشان كده انا جيت النهارده اعتذرلك اني فكيت الخطوبه
هز سليم رأسه قائلا : مفيش اعتذار ولا حاجه ....وعلي العموم مفيش نصيب ربنا يكرمك ببنت الحلال اللي تستاهلك
اعتدل حسين واقفا وهو يقول : شكرا يا سليم بيه ...بعد اذنك
اوما سليم ليخرج حسين ..... بعد قليل نادي سليم علي أحد رجاله ليذهب ويخبر حمدي أنه يريده وعلي الفور توقع حمدي أن سليم عرف بما فعلته أخته بحور ولكن لم يكن هذا ما أراده سليم الذي كان يريد أخباره بانتهاء الخطبه كما أخبره حسين
ولكنه تفاجيء بحمدي يقول سريعا ما أن دخل إليه : حقك وحق الست حور عندي يا سليم بيه ....دي بنت متعرفش الربايه وربنا يعلم اني كنت هربيها لولا نفدت من ايدي وهربت ...
لم يفهم سليم شيء مما قاله حمدي ليقطب جبينه: ايه اللي حصل
........
نظرت سميحه تجاه والدتها التي انهي سليم حديثه معها عن طلب طارق وجلس بانتظار سماع ردها لتهز راسها : بنتي تبعد عني يا سليم
هز سليم راسه قائلا : ولا هتبعد ولا حاجه يا خالتي ....دي كلها كام ساعه ... الراجل مفيش فيه عيب وسميحه تستاهل واحد زيه
....وافقت راوية علي مضض علي ابتعاد سميحة عنها بعد زواجها فهي ستنتقل للعيش مع طارق في القاهرة الذي صمم علي تحديد موعد الزواج خلال شهر وقد أحبط جميع محاولات راوية للتأجيل فلايوجد سبب للانتظار...في البداية سميحة لم تستقبل الفكرة برضي لأنها لم تعرفه ولكن بعد عدة لقاءات بينهما بدأت تتقبل الفكرة خاصة وهي تراه محبب ولطيف قدر علي الوصول لقبلها وعقلها سريعا
..........
....
التفتت حور تجاه سليم الذي دخل من باب المنزل لتقول مع والدته بنفس اللحظه : حمد الله علي السلامه يا سليم
قال باقتضاب : الله يسلمك
نظرت وفاء باستفهام لملامحه ولكنه لم يمهلها فرصه للسؤال حينما اشار لحور قائلا : تعالي ياحور عاوزك
اتجه للاعلي لتقوم حور وتنظر الي وفاء التي قالت : عملتي ايه ؟
قالت حور وهي تهز كتفها : معملتش حاجه
أومات وفاء قائله بهمس : طيب اطلعي شوفيه ولو في حاجه نادي عليا
أسرعت حور تدخل الي الغرفه خلف سليم الذي التفت اليها قائلا وهو يشير إلي جرح جبينها : اتعورتي ازاي ياحور ؟
بوغتت حور بالسؤال لتنظر له بعدم فهم سرعان ما وضحه سليم وهو يشير بغضب واضح إليها : اتخبطي زي ما قولتي ليا ولا البت زقتك لما روحتي لسعاد من ورايا ...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك