اختطفها ولكن الفصل التاسع والعشرون

0


 بوغتت حور بالسؤال لتنظر له بعدم فهم سرعان ما وضحه سليم وهو يشير بغضب واضح إليها : اتخبطي زي ما قولتي ليا ولا البت زقتك لما روحتي لسعاد من ورايا ...!

اهتزت نظرات حور للحظه قبل أن تهز راسها لسليم قائله : أيوة 

احتقنت نظرات سليم بالغضب ليتجه ناحيتها هاتفا بانفعال : أيوة ايه ؟! .... أيوة خبيتي عني اللي البت دي عملته وبرضه هتدافعي عنها 

هزت حور راسها وهي تقطب جبينها من صوت سليم العالي ليزمجر بحنق : ردي عليا .... هتدافعي عنها ولا فهمتي انها مش كويسه واخيرا بعد ما الكل حذرك منها وانتي فضلتي تعاندي وفاكره انك صح مع انك معرفتش تحكمي علي واحده زيها 

تابع ثورته بحنق بينما حور صامته وكم اغضبه صمتها الذي جعله يشعر بأن المسافات بينهما عادت مجددا : ازاي تروحي مكان من غير ما اكون عارف ....وازاي تخبي عني حاجه زي دي ....لو كان حصلك حاجه ....اخيرا لم تعد حور قادره علي الصمت أكثر لتتجرأ وتقاطعه : محصلش ليا حاجه وخلاص الموضوع خلص 

احتدت نظرات سليم الغاضبه : يعني ايه خلاص ..؟!

ارتفعت نبرتها دون قصد منها بسبب ضغط كلماته وعصبيته : يعني خلاص يا سليم .... اه عرفت اني ساذجه ومبعرفش احكم علي حد وأنكم تعرفوا تحكموا علي الناس اكتر مني.  .. عرفت اني غبيه وهفضل كده ارتحت 

قبل أن يفتح سليم فمه كانت تندفع تجاه الباب لتغادر ولكن ذراعه اوقفتها بينما سبقتها خطواته ليمسك بها : رايحه فين ؟!

غزت الدموع مقلتيها لترفع إليه وجهها المحتقن بالحمره وتهتف بصوت مختنق بالدموع : عاوز ايه تاني ....لسه في كلام عن غباوتي هتقوله 

نظر سليم لها واهتزت نبضات قلبه لرؤيه دموعها التي تحتجزها خلف اهدابها لتلين نبرته وهو يقول : انا مقولتش عنك كده 

ابتلعت حور غصه حلقها ونظرت له بهجوم قائله : امال ايه معني كلامك .....ابعدت يداه عن ذراعها وقالت بصوت حزين : اوعي ياسليم 

تركها لتخرج من الغرفه ليزفر بضيق من حساسيتها الزائده والتي جعلتها تأخذ عتابه والذي ربما خرج منه بقسوة قليلا علي أنه هجوم بالرغم أنه كان فقط خوف عليها 

..............

.....

بأقدام مسرعه وعيون تنظر هنا وهناك كان حمدي يجوب البلده بحثا عن والدته التي عاد ولم يجدها ....

بينما بأقدام متهالكه كانت مني تخرج من تلك البنايه لتنظر إليها بخزلان وقد كانت الآمال الكبيرة ترتسم في مخيلتها وهي تهرب من اهلها معتقده أن جميع الأبواب ستفتح لها لتتفاجيء بصخره الواقع بأن الأمر ليس بتلك السهولة وهاهي الوظيفه تلو الأخري تحاول أن تقدم بها يكون الرفض هو الرد عليها .....

ضغطت زر الجرس لتركض أحدي الفتيات تفتح الباب ...لوت الفتاه شفتيها حينما رأتها ليتعالي صوت من داخل المنزل البسيط : مين يا رنا 

قالت الفتاه ببرود : دي صاحبه وفاء يا ماما 

لم يصدر صوت بينما خرجت فتاه من أحدي الغرف تشير الي مني : تعالي يا مني 

اتجهت مني خلف الفتاه الي داخل الغرفه لتسألها بترقب : عملتي ايه ؟

قالت مني وهي تخلع حجابها : اترفضت 

أومات الفتاه قائله : قولتلك يامني ....صعب تلاقي شغل 

نظرت إليها وتابعت بتهكم : هو المتخرجين لاقيين شغل لما هتلاقي انتي 

توترت ملامح مني ما أن وقفت تلك المراه الخمسينية علي باب الغرفه : وفاء قومي جهزي معايا العشا 

أومات وفاء وخرجت خلف والدتها التي سرعان ما زجرتها : انتي مش قولتي أنها يومين وهتمشي ...اهي بقالها اسبوع 

قالت وفاء برجاء : ماما وطي صوتك هتسمعك 

قالت المراه بحنق : تسمع ولا تتفلق .... انا بأكلك انتي وأخواتك بالعافيه مش ناقصه كمان حمل فوق حملي 

تراجعت مني الي داخل الغرفه لتعض علي شفتيها وتكور قبضتها تخبر نفسها .....اي جحيم ألقت نفسها به ؟

الم تكن تعيش في منزلها بدلا من التطفل علي بيوت الآخرين ....لترفع عيناها الي المراه متسائله ماذا ستفعل ؟!

لم تجد وظيفه وليس لها مأوي وحتما لا تستطيع العوده الي أهلها بعد كل ماحدث ....؟!

..........

...

نظر سليم بحنق من خلال سور الشرفه الي تلك الجالسه بالحديقه الي منتصف الليل ليزفر ويتجه إليها 

: حور ...قاعده عندك بتعملي ايه لغايه دلوقتي  ؟

لم تنظر إليه بل اكتفت بالرد الغاضب عليه : قاعده وخلاص 

مد يداه الي ذراعها : قومي معايا 

بعناد هزت راسها : لا ....وابعد وسيبني في حالي

زم سليم شفتيه بغضب بينما ألقت اللوم عليه وحده بنقاش له الحق به ليهتف بها بانفعال : كل ده عشان البت دي 

هزت راسها بانفعال مماثل : لا مش عشانها وانت عارف كده ....نظرت إليه بعيون غاضبه ولم تقل شيء آخر بينما جرحتها كلماته ونقده لينظر لها سليم بغضب : انا حقي اعمل اكتر من كده وانا عشان خاطرك عديتها بالكلمتين اللي ضايقوكي اوي كده .... الظاهر اني دلعتك زياده بس انا عندي حق في كل كلمه قولتها ولو اتكررت تاني وخرجتي من غير ما اعرف أو خبيتي عني هحاسبك ياحور ...فاهمه 

تركها واتجه الي داخل المنزل بخطوات غاضبه لتعود حور الي جلستها بكمد ....نقده ضايقها وتوقعت منه الهدوء والاحتواء كما اعتادت ولكنه لم يسيطر علي أعصابه تلك المره فلم لا تتقبل وتحتوي غضبه هي حتي لا يصل الأمر بينهما الي جفاء وخلاف وعناد بينما كل طرف يري أنه محق ....هو محق في غضبه منها لانها أخفت عنه وهي محقه في غضبها منه لعصبيته عليها حتي وإن كانت مبررة ...ولو كان محق في شيء فهو أنه دللها حتي أنها باتت لا تقبل منه إلا الدلال ....

..........

...

نظرت وفاء باستنكار الي حور : ايه ؟!

قالت حور وهي تتمسك بما قالته : هفضل هنا للصبح 

هزت وفاء راسها باستنكار : وده ليه أن شاء الله ... كان ايه اللي حصل ....قالك كلمتين تستاهليهم يبقي تاخدي بعضك وتطلعي تراضيه وتخلص إنما تقوليلي لا وهفضل هنا يبقي غلطانه يا مرات ابني 

التفتت لها حور بغضب طفولي : يعني عاجبك أنه يزعق ليا كده 

نظرت لها وفاء بسخط : امال يعمل ايه ؟! يابنتي انتي غلطانه ...خبيتي عننا عمله البت دي ليه 

قالت حور بدفاع : صعبت عليا داده سعاد وقولت سليم اكيد مش هيسكت ...وبعدين اصلا انا كنت مصدومه في مني ومعرفاش اقول ايه 

تبرطمت وفاء : تقولي انك هبله 

نظرت لها حور بحنق : يعني انا غلطانه اني حكيت ليكي 

هزت وفاء كتفها : وهتحكي لمين غيري ....برفق ربتت علي كتفها : يا حور انا زي امك وربنا عالم اتبسطت انك اتكلمتي معايا وعشان كده بقولك اللي هقوله لفرح أو وهج لو مكانك ....دي زعله تافهه متستاهلش تفضلوا متخاصمين ....يلا استهدي بالله وقومي اطلعي اوضتك وراضيه ...قوليله عرفت غلطتي وواخده علي خاطري منك انك زعقت ليا وخلاص 

...يلا قومي يا بتي

..........

....

نعم أرادت وبشده أن تفعل ما قالته وفاء ولكن تجاهله لها حينما دخلت الي الغرفه لم يشجعها ليتابع سليم ببرود مشاهده أحدي مباريات كره القدم ولا يلتفت لها حينما دخلت ....زمت شفتيها بغيظ وندمت أنها أخذت الخطوة وعادت للغرفه بينما سليم بداخله كان يترقب خطوتها التي ستخبره أنها نضجت ولم تعد تلك الطفله التي لا تدرك كيف تتصرف ....ستتحدث إليه وتعاتبه ام ستبقي تتدلل هذا ما سأل نفسه وقد صدق حدثه حينما وجدها لا تفعل شيء إلا أن أخذت جانبها من الفراش ونامت ليزفر بضيق من صمتها بينما توقع عتاب منها وكان فورا سيطيب خاطرها ولكن الكبر والعناد دخل بينهما ...

....

......

اشار عوض الي حسين قائلا : باين البيه لسه نايم 

اوما حسين قائلا : طيب هدخل اشوفه 

اتجه حسين رجل سليم الي باب المنزل ليدق الجرس ...فتحت وفاء قائله : صباح الخير يا حسين ...خير.

قال الرجل : صباح النور يا ست وفاء ...اصل سليم بيه تليفونه مقفول وكنت عاوز اسأله ندبح ولا اخلي الجزار يستناه 

عقدت وفاء حاجبيها باستفهام ولكن من خلفها كان صوت رسلان : صباح الخير ياحسين 

: صباح النور ياحاج .....كان سليم بيه موصيني اجهز العجل عشان ادبح علي سملات البيت الجديد وانا جهزت كل حاجه بس بكلم البيه تليفونه مقفول ومش عارف 

ادبح ولا اخلي الجزار يستني 

التفتت وفاء الي رسلان باستفهام عن أي منزل جديد يتحدثون ليهو رسلان رأسه قائلا : ابدء يا حسين وانا جاي وراك 

اوما حسين واتجه خارجا لتلتفت وفاء إليه باستفهام : بيت ايه ياحاج 

بعفويه قال رسلان : بيت سليم .....بيبني بيت له شرق الأرض 

اتسعت عيون وفاء بهلع : بيت جديد ....سليم هيسيب البيت 

اوما رسلان واتجه الي الخارج لتوقفه وفاء باستنكار : وانت موافق علي الكلام ده 

: وفيها ايه 

هتفت وفاء بحنق : هو ايه اللي فيها ايه ....ابني مش هيسيبني ويبعد عني 

قال رسلان بعقلانيه : ابنك راجل مش عيل هيفضل جنب أمه 

قال كلمته واتجه للخارج بينما اهتاجت وفاء بحنق : ابني يبعد عني 

قالت وهج باستفهام : مالك يا ماما ..

.......

استيقظ سليم بمزاج معكر بعد أن عرف الجفاء لفراشهم طريق ...التفت الي جواره فوجد مكانها خاويا 

: سليم حبيبي انت صحيت ...تعالي 

التفت الي صوتها ليتفاجيء بها تحمل ابن أخيها الصغير وتدلله ...

نظر لها بغيظ بينما تجاهلته كما فعل معها بالأمس ليأخذ ملابسه ويدخل للاستحمام 

خرج يجفف شعره بالمنشفه ليجدها مازالت تلاعب سليم الصغير 

القي المنشفة من يده بغيظ فقد ظنها ستتراجع عن عنادها..!! ولكن نظرتها اليه أخبرته بأنه يحلم ان ظنها ستتراجع عن موقفها  خاصة بعد ما تجاهله لها امس...!

اخذت تطبع العديد من القبلات علي وجهه سليم الناعم لتتعالي ضحكة الصغير الذي ماان فتح له سليم ذراعيه حتي تركها وركض نحوه ليرفعه سليم عاليا يدغدغه ويضعه فوق اكتافه... ليتمتم الصغير باسمه ويتعلق بعنقه... قالت حور بغيظ : سليم حبيبي تعالي لعمتو

هز الصغير راسه واحتضن سليم بقوة ليظل يلاعبه لفترة طويلة وحور تقضم شفتيها بغيظ من برود سليم وتجاهله لها.... لتتوعد له بأنها ستعذبه كما يعذبها الان.....

بحنق طفولي اخذت الصغير من بين ذراعيه قائله : اسمع بقي ياسليم... انت تبطل تضحك وتلعب معاه  انت تلعب معايا انا وبس...انا صاحبتك و هو وحش

التحم حاجبي سليم الدقيقين اعلي عيونه الواسعه ناظرا اليها باستغراب وكانه يفهمها لينفحر باكيا بلحظة .... ضمته اليها : لا ياحبيبي متعيطش

حملته وخرجت به من الغرفه : تعالي نروح نشوف ماما فين 

ركض سليم الصغير يسبقها للاسفل ...لتتباطيء خطواتها ما أن واجهت نظرات وفاء الحانقه والتي لم تعرف لها سبب بينما قبل لحظات أخبرت وفاء وهج بكلمات غاضبه لتقول وهج مهدئه : وفيها ايه يا ماما ....ده خطوتين جنبنا 

زمت وفاء شفتيها بحنق : اكيد هي اللي قالت له ياخد لها بيت جديد 

نظرت لها وهج باستفهام : هي مين ....قصدك حور

بغل نظرت وفاء الي وهج التي قالت بدفاع عن حور : وهي مالها بس يا ماما ؟

زمجرت وفاء بحده : هي ....هي السبب 

فورا وقعت عيناها علي حور التي كانت تنزل الدرج لتسدد إليها نظرات ناريه وهي تهتف : ده انا هقطم رقبتها ...!

اتسعت عيون حور بفزع حينما رأت وفاء تتجه ناحيتها بخطوات مسرعه لتستدير الي الجهه الأخري وتعاود صعود الدرج راكضه بينما تلحق بها وفاء بحنق : استني هنا رايحه فين ....تعالي هنا ده انا هقطم رقبتك 

ركضت حور بسرعه وكذلك فعلت وهج تحاول اللحاق بوالدتها  ...!

طارت حور بخطواتها تركض من أمام وفاء ليتفاجيء سليم بها تندفع من باب الغرفه : سليم الحقني يا سليم ....

وقفت خلف ظهره تحتمي به بينما لحقتها وفاء بوعيد : هقطم رقبتك ومحدش هينجدك مني ....تعالي هنا 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم .....الي اللقاء في اخر جزء 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !