اختطفها ولكن الفصل الثلاثون والاخيره

0


 وقفت حور خلف ظهر سليم الذي لم يفهم شيء تحتمي به ....ليرفع حاجبه بدهشة لوفاء التي كانت حرفيا تركض خلف حور المتشبثه بظهره وهي تقول بهلع : الحقني يا سليم 

هتفت وفاء بحنق وهي تمد يدها لتجذب حور من خلف سليم : محدش هيلحقك من ايدي 

شعور جارف بالطمأنينه تسرب في أوصال حور بينما لم تكد وفاء تمسك بذراعها وكانت يد سليم تبعد يد والدته عنها برفق ويسحبها مجددا الي خلف ظهره ويقف أمام والدته : في ايه يا امي ....؟

بالرغم من أن المشهد بأكمله هزلي لأن وفاء بالطبع لن تفعل بها شيء الا ان ماشعرت به حور بتلك اللحظه كان شعور يفوق الخيال لتجد ابتسامه واسعه تجتاح محياها وتتمسك بظهره أكثر ....احتقن وجه وفاء الغيظ حينما رأت ابتسامه حور والتي ظنتها شماته بها لتتجه إليها مجددا : تعالي هنا ...اوعي ياسليم 

مجددا برفق ابعد سليم والدته عنها وتلك المره كان يوقفها بجواره من الجهه الأخري ويحيط كتفها بذراعه : يا امي اهدي بس وفهميني عملت ايه ؟

نظرت وفاء الي سليم باحتدام : هي اللي خلتك تبني البيت الجديد ....هي مفيش غيرها 

حاولت الامساك بحور من غيظها ولكن سليم لم يسمح لها ليمسك بكلتا ذراعي والدته برفق ويبتعد بها بضع خطوات : اهدي بس وتعالي يا امي 

نظرت له وفاء ليتابع بهدوء : هي ملهاش دعوه ....انا اللي اخدت القرار ده 

نظرت له وفاء بغضب : انت يا سليم ...!

مش وعدتني انك مش هتسيب البيت وهتفضل جنبي 

تهدج صوتها ببكاء وهي تتابع : كده برضه يا سليم عاوز تبعد عن امك وتحرق قلبى 

قال سليم بحنان وهو يحيط كتف والدته بذراعه : سلامه قلبك يا ست الكل ...نظر لها وتابع برفق : وانا هروح فين يا امي ...انا جنبك علي طول وكلها خطوه ولا اتنين وتبقي عندي اي وقت 

استجابت وفاء لرفقه ليتابع : وبعدين البيت لسه هياخد وقت علي ما يجهز 

همس بجوار أذنها : انا بعمله عشان لما يكون عندي ولاد كتير 

نظرت له وفاء : يعني هتفضل هنا 

اوما قائلا : لغايه ما البيت يخلص هنفضل هنا وبعد كده وعد مني كل يوم هنكون عندك وانتي تيجي في أي وقت 

..........

.....

التفت سليم تجاه حور حينما غادرت والدته وارتسمت علي شفتيه ابتسامه ماكره بينما يقول : جايه تستخبي ورا ضهري ليه ؟

دون تفكير كانت حور تنطق : وانا هستخبي ورا مين ....مش انت جوزي وحمايتي 

شهقت فجأه حينما جذبها سليم الي صدره ليحتجزها بين ذراعيه قائلا بعبث: امال ايه اللي عملتيه امبارح 

حاولت التخلص من ذراعيه حولها وهي تقول بدلال  : مش انت اللي زعلتني وقولت الكلام ده 

قال بهمس مثير وهو يتطلع الي عيونها : قولته عشان خايف عليكي 

ابعدت عيناها قائلة بعتاب : أيوة بس مكنش ده كلامك ....كنت بتهاجمني 

هز رأسه ومال يداعب وجنتيها بشفتيه : قولته عشان خايف عليكي وبس متفكريش في حاجه تانيه 

ارتفعت حراره جسدها من اقترابه بينما افلتت من بين شفتيه تنهيده حاره حينما هتفت بدلال : برضه زعلانه منك 

التوت شفتيه بابتسامه عابثه لتحمر وجنتيها بغيظ حينما قال بهنس بجوار أذنها : وانا قولت اللي عندي ومش هصالحك لانك اصلا غلطانه عشان خرجتي من ورايا 

انتفخت وجنتيها بالغيظ : غلطانه 

اوما ومازال يحتجزها بين ذراعيه : اه .... 

رفعت حاجبها بغيظ هاتفه : طيب اوعي بقي

هز رأسه وظل يحتجزها بين ذراعيه لتحاول أبعاده بغضب طفولي ليتركها بعد لحظه فتسرع حور تجاه باب الغرفه بينما يتجه سليم الي الفراش يتوسده وهو يقول : استني

التفتت له بغيظ : عاوز ايه ؟!

التفت لها برأسه محذرا : اسمها نعم مش عاوز ايه ؟

ضيقت حاجبيها وهتفت من بين اسنانها : نعم  

عاد ليتوسد الفراش هاتفا  : تعالي دلكي ظهري 

قلصت المسافة بين حاجبيها هاتفه باستنكار : نعم..!!

قال ببساطة وهو يرفع جسده ويخلع ملابسه : ضهري واجعني وبما انك مراتي تعالي دلكيه...

لفت ذراعيها حول صدرها قائلة : لا طبعا....

التفت برأسه لها قائلا : لا اية ؟ لا مش مراتي ولا لا مش هتدلكي ضهري 

انتفخت وجنتيها بالغيظ : لا مش هدلكه ....اصلا ايه اللي بتقوله ده ...عيب علي فكره 

افلتت منه ضحكه صاخبه ...لتقول بغيظ : بتضحك علي ايه ؟

قال وهو يضع رأسه فوق الوساده : عليكي ...هو ايه اللي عيب ....غمز لها بعبث : ده مساج بس.. ماليش نيه خبيثه

قطبت جبينها : قلت لا 

اوما قائلا : ماشي براحتك 

بثقه كان سليم يغمض عيناه فهي ستفعلها وكم أراد بشده ان يرهي عضلاته المتوترة بين ذراعي المراه التي يعشقها لينفصل عن كل شيء ماعدا إحساسه بقربها بينما حور ظلت واقفه مكانها وهي تحدث نفسها 

انه يفعل هذا ليغيظها... حسنا وهي لا تشعر بالغيظ ...

ان كان متلهف لقربها فلماذا لا يراضيها بدلاله كما اعتادت منه ...ما الذي أوقف خطواتها لا تعرف أو ربنا تعرف واعترف أن له الحق في الدلال مثلها تماما وكم يرحب قلبها بتدليله ليشعر برجولته كما تشعر دوما بكونها انثي استثنائيه يميل قلبها الي من يدللها ....

اخفي سليم ابتسامته المنتصرة ليتلفت نحوها ببطء حينما شعر بخطواتها تقترب من الفراش ....

اغمض عيناه ومدد كلتا يديه فوق الوساده وترك لها ظهره العريض لتفعل به ما تشاء بينما تسارعت أنفاسها وهي تتأمله بعيون حالمه لاول مره بتلك الجرأه 

و متمدد امامها بتلك الاريحيه  كاشفا عن عضلات ظهره العريض بانتظارها ..

تناولت زجاجة زيت اللافندر الموضوعه لدي طاولة الزينه واقتربت ببطء جالسة علي طرف الفراش تحاول الإبتعاد عنه قدر المستطاع وتمد أطراف اصابعها تمررها اعلي كتفيه ببطء...ولكنها لم تستطع الوصول لكتفه وهي بهذا البعد لتجد نفسها تقترب منه أكثر فيما بدأت يدها بالانزلاق علي ظهره اكثر بسبب الزيت لتبدأ يدها بالتحرك علي ظهرة وكتفيه ليأن سليم باستمتاع تحت يديها

الغير خبيرة ولكنها فعلت به الافاعيل ....خلعت حور وشاح رأسها ورفعت طرف عباءتها المنزليه وهي تعدل من جلستها بجواره لتكشف عن ساقيها لتخرج تنهيده أخري من صدر سليم بينما عيناه تتأملها وهي تميل فوقه وخصلات شعرها تنساب فوق كتفيها وتلامس كتفه وكم يعشق هذا الشلال الحالك بالسواد الذي يزين راسها ....انه

يريد أن يلتف ليأخذها بين ذراعيه الان وقد شعر بدقات قلبها تتسارع وقد اشتعل وجهها بالاحمرار وهي ببراؤه لاتعرف مالذي اقحمت نفسها فيه بينما مازالت خجوله من كل شيء بينهما ....شعرت بحراره جسده ترتفع تحت يديها وقد تثاقلت أنفاسه الراغبه بها التي اججتها لمساتها لتجده يلتف نحوها بلحظة ويحيط خصرها بذراعيه القوية و يستدير بها ليصبح فوقها لتحاول ابعاده بتمنع ضعيف فهي تشتاقه حد الجنون ولكن خجلها لا يساعدها لتقول بدلال  : لا.. انا زعلانه منك

همس امام شفتيها : وانا بحبك ياحور

تجرأت لتمد يديها تخللها بخصلات شعره لتقول وهي تتطلع الي عيناه  : وانا كمان بحبك يا سليم 

...انتهت كلماتها بين شفتيه بينما مال فوقها منهال علي شفتيها يحطمها بقبله اذابتها بين يديه.. ليبتسم وسط قبلاته حينما تمتمت : بحبك اوي...

عاد ليحطم شفتيها بقبله تحمل جنون وشغف وحنان لتستلم شفتيها تماما له ليتذوق كل انش بها بشوق كبير... جن جنونه حينما شعر بيديها تمررها علي ظهره العالي تضمه اليها ليعمق قبلته اكثر يتذوق لسانه بشرة عنقها الناعمه وقد تسللت يده بجرأه تجاه جسدها المستسلم له..... 

.......

نظرت وهج تجاه ملامح وجه فارس الجامده بتوجس بينما ظل فارس يقود بصمت ....ليتذكر قبل ساعة حينما همست وهج باذنه... فارس انا شاكة في حاجة كدة.... انا شكلي حامل

اعتدل جالسا ينظر اليها بعدم تصديق لتهز راسها : اه..

تغيرت ملامح وجه بينما اكتست ملامح وجه وهج بالحزن بينما لم يكن هذا رد الفعل الذي انتظرته علي خبر كهذا ....وماذا تتوقع وكل الأفكار السوداء اقتحمت مخيلته خوفا عليها ...

تنهدت وهج والتفتت إليه : فارس 

همهم دون قول شيء لتنظر له وهج بعتاب : انت مش بترد عليا ليه ؟

قال فارس باقتضاب : رديت يا وهج 

مالت علي كتفه قائله : فارس حبيبي انا وعدتك اني مش هزعل وهقبل النتيجه مهما تكون 

زفر فارس دون قول شيء لتقول وهج برفق وهي تمرر يدها علي ذراعه : ساكت ليه ....قول حاجه ؟

أوقف فارس السيارة فجاه والتفت إليها بحده : عاوزاني اقول ايه ...اقول انك برضه عملتي اللي في دماغك ....ليييه يا وهج عاوزاني اعيش الاحساس ده تاني .... ليه عاوزاني اموت من الخوف عليكي 

بزغت الدموع من عيونها من حدته معها والتي قلما يعاملها بها ولكن لم تكد الدموع تظهر بعيونها حتي كان سريعا يجذبها الي حضنه يدفنها بين ذراعيه قائلا باعتذار : حقك عليا .....خايف عليكي والله خايف عليكي ...انتي قلبي يا وهج 

افلتت الكلمات من قلبها قبل شفتيها : وانت حياتي يا فارس 

...........

....

برفق وحنان امسك حمدي بيد والدته التي افترشت الطريق الترابي وجلست بعد أن نال منها الإرهاق وهي لا تتوقف عن البحث عن ابنتها كما لم يفعل حمدي الذي اوجعه قلبه علي والدته التي كان يبحث هو الآخر عنها منذ الصباح ليجدها جالسه علي الطريق بجوار محطه القطار وقد تغبرت عباءتها السوداء بالغبار وقد وضعت طرف وشاح رأسها علي عيونها الباكيه تبكي قهرها في صمت 

مال عليها ليسندها وهو يقول برفق العالم أجمع : قومي معايا يا اما ....  

بحنان مسح دموعها بيداه المتشققه من العمل منذ نعومه أظفاره ليتابع برفق وهو يضم والدته الي كتفه : قومي يا غاليه ومتعمليش في نفسك كده والله 

استنادت الي كتف ابنها كما تفعل طوال عمرها فهو لم يكن ابن فقط بل كان ساعدها القوي الذي استندت عليه منذ أن مات أبيه وكم كان رجلا طوال تلك السنوات 

قالت بقهر بينما تسير بخطوات واهنه وهي تستند الي ابنها : انا قصرت معاها بس غصب عني ....والله ما كان في أيدي حاجه تانيه اعملها ...حقها يكون ليها ام زي صاحباتها تتشرف بيها بس اعمل ايه ...قدري اني اكون ست غلبانه 

توجع قلب حمدي ليزيد من ضم والدته الي كتفه قائلا برفق شديد واعتذار : حقك انتي علينا يا اما .. هي متستاهلكيش ابدا 

عاد ليتوقف بخطواته ويمسح دموع والدته برفق ويميل يقبل جبينها : دموعك غاليه ....انسيها يا اما ...هي اللي اختارت 

ضيق حمدي حاجبيه حينما لمح هذا النور القوي من خلال الطريق المظلم ليرفع يداه يضعها فوق جبينه ويضيق عيناه يتبين ما يحدث ....قال برفق وهو يسند والدته : خليكي هنا يا اما علي ما اشوف في ايه 

ركض بخطواته تجاه هذا الضوء القوي الصادر من تلك السيارة البعيده .....بحرص أخذ يقترب من السيارة التي كانت اضواءها الجانبيه تضيء وتطفيء وسط الظلام بهذا الطريق الجانبي الشبه مقطوع 

وصل إلي السيارة ليتبين أن كان بداخلها أحد أو لا لتتسع عيناه حينما لمح ذلك الشعر الكثيف منساب فوق المقود الذي رقدت فوقه امراه لم يتبين ملامحها بسبب الظلام ولكنها كانت بلا انفاس .....بسرعه فتح حمدي باب السيارة وأخذ ينادي تلك المراه ....انتي ...انتي قومي ...مالك يا ست 

امسك برأسها يرفعها من فوق المقود لترتمي بجسدها الي الخلف ...انصعقت ملامحه ودق قلبه بجنون ...أنها جثه !

هم بالصراخ لينادي أحد ولكنه توقف حينما شعر بتلك الرجفه تسري بجسده ما أن ضغطت انامل تلك المراه الفاقده للوعي علي يده .....ليلتفت إليها مجددا ويميل فوق فمها بأذنه يستمع لصوت نفسها وبالفعل يجد انفاس ضعيفه تخرج منها ليمد يداه الي وجهها ويربت عليه بخفه ويحاول افاقتها : انتي ياست ....ردي عليا ...انتي مين ومالك وايه اللي حصل لك ؟

لم تستجيب وبقيت أنفاسها الضعيفه تخرج من بين شفتيها وكأنها تجاهد للتنفس ... مال حمدي ناحيتها وفك حزام الامان ومازالت يداه تحاول افاقتها بالربت علي وجنتيها ليلتفت سريعا ما أن استمع لصوت والدته : في ايه يا حمدي 

شهقت وهي تري الفتاه : مين دي وايه اللي حصل ؟

قال حمدي سريعا : مش عارف يااما ....تعالي جنبها علي ما اشوف شويه ميه افوقها بيهم 

اسرع تجاه السيارة يبحث عن ماء ليجد زجاجه صغيرة بالخلف ...رش منها بضع قطرات علي وجهها لتشهق الفتاه بوهن ولكن جفونها الثقيله ظلت مغلقه 

عاود الكره وسعاد برفق تربت علي وجهها : فوقي يا بنتي ....

بعد عده محاولات استجابت جفون الفتاه لتحركهم بوهن وبوهن أشد تهمس وهي تحاول رفع ذراعها ....الدوا ....الد.....انقطعت أنفاسها مجددا ولكن بفطنه كان حمدي يفتح باب السيارة الخلفي حيث أشارت ليجد حقيبتها اليدويه ملقاه علي المقعد ....امسكها سريعا وفتش بها وكان مفتاح اللغز هو ذلك الجهاز الصغير الذي حمله واسرع قائلا لوالدته : اوعي يا اما . ..دي شكلها عندها نوبه ربو ولازم تاخد البخاخه دي 

افسحت له المجال ليحملها حمدي ويمددها علي الأرض مسند راسها الي السيارة ثم يضع الجهاز بفمها ويضغط عليه ....

لايعرف أن كان ما يفعله صحيح ام خطأ ولكنه الحل الوحيد أمامه ....نقل نظره بين الفتاه وبين والدته حينما بدأت أنفاسها تتعالي ....شكلها هتفوق يا اما 

بنفس اللحظه انتفض جسد الفتاه كما انتفضت سعاد بخوف حينما ضرب صوت الرعد متزامنا مع البرق الذي لمع في السماء لتبدء الأمطار  القويه بالهطول ....

مدت سعاد طرحتها الباليه فوق وجهه الفتاه تحميها من زخات المطر قائله : البت هيجرالها حاجه لو فضلت تحت الشتا ده يا حمدي 

...شيلها ناخدها علي البيت بسرعه 


امسك فارس بيد وهج فيما جلسوا بانتظار دخولهم للطبيب 

نظرت وهج الي ملامح وجه فارس التي ارتسمت فوقها قلق بالغ جعلها تتساءل عن مقدار الحب الذي يكنه لها هذا الرجل ليمر شريط سريع من ذكرياتهم أمام عيونها يحمل الكثير والكثير من الحب الذي ارتقي لمرتبه عشق خالص جعله يخالف كل التقاليد والعقلانية متمرد عليها لنيل حبه ....عشق يجعلها تشعر أنها المرأه الوحيده علي وجه الكون ...التفت فارس إليها حينما وضعت يدها فوق يداه لتلتقي عيناه بعيونها التي قالت بامتنان : فارس بجد انا مش عارفه اقولك ايه ....

نظر لها باستفهام لتبتسم له : معقول انت بتحبني كل الحب ده 

نظر فارس الي عيونها ليتبدد القلق من عيناه وترتسم بداخله موجات عاتيه من العشق وهو يتنهد قائلا : مفيش كلام يوصف حبي ليكي ....أمسكت يداه بيدها أكثر ليتابع : انا بعشقك يا وهج ....معنديش حاجه في الدنيا اهم من وجودك جنبي 

ازدادت ابتسامتها التي تخللها بعض الخجل وهي تقول : عارفه وواثقه من كده ....انت وقفت قدام العالم عشاني 

اوما لها واحتضن يدها بين يداه أكثر : ومستعد اعمل اكتر من كده ...انتي بس تكوني جنبي ومبسوطه 

تنهدت بهيام : مبسوطه اوي ....نظرت إلي عيناه برجاء وتابعت : وهبقي مبسوطه اكتر لو بطلت قلق وفرحت زيي بالحمل ده 

اوما فارس بينما عاد القلق يداعب عيناه لتضحك وهج برقه وهي تقول : انت قلقان اكتر مني ....

نظر لها بجديه : يعني مش خايفه علي نفسك 

هزت راسها وقالت بامتنان : هخاف من ايه وانت جنبي ....انا بس حاسه اني فرحانه ...فرحانه اوي ونفسي انت كمان تكون فرحان زيي 

..........

......

تسارعت دقات قلب حمدي حينما بدأ جسد تلك الفتاه الغريبه بالارتجاف فجاه ما أن وضعها فوق الفراش البسيط بمنزلهم ليلتفت سريعا الي والدته ويدب القلق في أوصاله : هنعمل ايه يا اما. ..دي شكلها تعبانه اوي 

مصيبه احسن يجرالها حاجه ونروح في داهيه 

قالت سعاد برفق وهي تتجه الي جوار الفتاه: احنا بنعمل خير يا حمدي وربنا مش هيعمل فينا حاجه وحشه 

تلمست جبين الفتاه لتقول : مش سخنه ....بس شكلها بردانه يا اابني....بسرعه هات غطا زياده من اوضتك 

اسرع حمدي ينفذ طلب والدته بينما تلمست سعاد قماش البلوزة الخفيفه التي ترتديها تلك الفتاه فوق بنطال رقيق من الجينز لتهتف : ايه يا بنتي اللبس الخفيف ده ...حد يلبس كده برضه 

انتبه حمدي لحديث والدته بلهفه ظنا منه أنها فاقت : فاقت يا اما 

هزت سعاد راسها وأخذت منه الغطاء : لا لسه ....انا بقول لبسها خفيف وعشان كده بردانه 

قال حمدي بسرعه : طيب هجيبلك جلابيه تقيله من بتوعك تلبيسهالها 

قالت سعاد باستنكار : يا لهوي ياحمدي ...بقي عاوز البنيه الزينه دي تلبس جلابيه من بتوعي ...دي لابسه حرير

ضحك حمدي قائلا وهو يسحب أحدي ملابس والدته : يا اما اهو اي حاجه تدفيها  

أومات سعاد ليحمحم حمدي بحرج ويخرج حتي تستبدل والدته للفتاه ملابسها ....بعد قليل طرق الباب وعاد للغرفه ليجد سعاد تدثر الفتاه جيدا بالاغطيه 

قالت سعاد : اهو وشها ردت فيه الدمويه ....هتفوق دلوقتي 

برفق شديد اخذت سعاد تمرر تلك المنشفه حول عنق وشعر الفتاه وتمرر يدها علي وجنتيها  لتبدأ تستشعر الدفء ... غيامات سوداء وأصوات كثيرة وشعور بالاختناق كان يدور بذهن تلك الفتاه التي بدأت أنفاسها بالانتظام بينما شيئا فشيئا بدأت تلك الغيامات في الانقشاع .....

...........


استيقظت حور في الصباح التالي حينما شعرت بأصابع غليظة تتلمس ظهرها ببطء مثير...... فلم يستطع سليم مقاومة الاقتراب منها حيث كانت نائمة علي وجهها وشعرها الحريري متناثر علي الوسادة أسفل راسها ليقترب جالسا بجوارها يبعد خصلات شعرها ممررا يداه علي جانب وجهها الناعم ... ثم نزلت يداه تجاه كتفها و ظهرها العاري تتحرك فوقه برقه قبل أن يميل فوقها ويطلع قبله متمهله علي كتفها ليجدها تتنتفض من نومها ناظرة اليه...عقد سليم حاجبيه للحظه قبل أن يضحك : يا بنتي انتي في حد مخبر في عيلتكم ...ايه ياحور يا تصحيني مفزوع يا تقومي انتي مفزوعه 

ضحكت حور علي تشبيهه لتهز كتفها العاري وهي ترفع الغطاء فوقه : الله ياسليم ...اتخضيت 

مال سليم ناحيتها يداعب وجنتيها بينما يلتصق بها : اتخضيتي وانا ببوسك امال لو صحيتك زي ما بتصحيني

مالت حور عليه بدلال قائله وهي تمرر أناملها علي لحيته : وانا بصحيك  ازاي 

انتفضت حور حينما قلدها سليم بتلك اللحظه ( سليم قوم يا سليم ) 

تعالت ضحكتها بصخب بينما غرقت بنوبه ضحك لدقائق طويله حينما قلدها بتلك الطريقه 

شاركها سليم الضحك ليتمهل بعد لحظات يتطلع إليها وهي تضحك من قلبها بتلك الطريقه ....مد يداه تجاه يدها يمسك بها ليرفعها الي شفتيه قائلا : تدوم الضحكه 

.......

..

فتحت الفتاه عيناها بضياع لتلتقي عيناها بهذا السقف الغريب بينما اخر ما تذكره هو ذلك الطريق الذي يبدو وأنها تاهت به ....سمعت ذلك الصوت اللهيف : شكلها فاقت ياحمدي ....

أدارت راسها باستغراب تجاه صوت تلك المراه ذات الملامح البشوشه لتقول بهمهمه : انا فين ؟

قالت المراه بحنان : انتي في بيتنا يا بنتي ....انا وابني لقيناكي في عربيتك علي الطريق ومكنتيش قادره تتنفسي ... و حمدي جابك علي هنا 

بحنان جففت سعاد شعر تلك الفتاه البني الحريري بالمنشفه بعد أن بدأت تستعيد وعيها وهي تخبرها بكيفيه عثورهم عليها لتختم حديثها بحنان : حمد الله علي سلامتك ....

ابتسمت الفتاه قائله لسعاد بامتنان : الله يسلمك يا طنط ....

قالت سعاد سريعا : سعاد ... وده حمدي ابني 

التفتت الفتاه تجاه ذلك الواقف بجانب الغرفه لتتقابل عيناها بطوله الفارع وجسده العريض وتلك اللمحه الرجوليه الخالصه بملامحه الصلبه المتناقضة تمام لملامحها الغايه في النعومه والتي خجل حمدي من النظر إليها بينما لم يري مثيلاتها الا بالتلفاز لترتجف يداه الخشنه حينما لامست يداها الناعمه للغايه التي مدتها إليه وهي تقول : انا سيلا ... سيلا الشناوي 

اوما حمدي ليسحب يداه سريعا من يدها ....تلتفتت سيلا بجوارها وهي تقول : اكيد طارق قلقان عليا 

نظرت لها سعاد باستفهام لتقول سيلا وهي ما تزال تتلفت حولها بحثا عن حقيبتها : طارق اخويا ...تابعت بشرح : انا كنت جايه عشان اتعرف علي خطيبته ...هي بنت من هنا شافها وخطبها وانا كنت لسه راجعه من لندن وقولت اعملها مفاجاه واجي اتعرف عليها وواحد من اللي شغالين معاه وصف ليا الطريق وال gps دخلني الطريق ده لما بدأت أحس بالنوبه فجاه .. هزت كتفها وتابعت : مش فاكره غير اني مديت ايدي اخد ال inhaler بس النوبه زادت وكل اللي لحقت اعمله اني اوقف العربيه 

قالت سعاد بحنان وهي تربت علي يدها بعد أن عجزت عن فهم نصف حديث الفتاه المختلط بالانجليزيه 

: المهم حمد الله علي سلامتك ....قولي لينا بس فين نلاقي اخوكي وحمدي يبلغه انك بخير 

قالت سيلا وعيناها تنظر تجاه حمدي مجددا: هو بس لو ممكن تجيب ليا تليفوني من شنطتي 

اوما حمدي علي الفور واتجه للخارج ليتجه الي الاريكه حيث وضع حقيبه الفتاه ويعود الي الغرفه ...

وضع الحقيبه امامها بحرج : اتفضلي 

أومات سيلا و قالت برقه : مرسي تعبتكم معايا 

ربتت سعاد علي يدها قائله : فين التعب يا بنتي 

مدت سيلا يدها بامتنان فوق يده المراه ليلفت نظرها ذلك الكم المزكرش الذي غطي ذراعها لتخفض عيناه وتري ما ترتديه وعلي الفور كانت سعاد تبرر : معلش يا بنتي ...كانت هدومك خفيفه وغرقانه ميه من الشتا فقولت اغيرهالك بجلابيه من بتوعي 

ابتسمت لها بسماحه وتابعت : معلش هي مش قد مقامك بس اهو تدفي بيها لغايه ما هدومك تنشف 

تفاجات سعاد بتلك الابتسامه تجتاح ملامح الفتاه الرقيقه التي هتفت : لا دي تحفه ...رفعت يدها تتأمل الكم المزكرش بنقوش وقطعه من الدانتيل : تحفه ...حلوة اوي 

حاولت أن تقوم لتري نفسها بها ليدور العالم من حولها وسرعان ما كانت تلك الذراع القويه تسندها لتدفق تلك الكهرباء بأطراف سيلا التي رفعت عيناها تجاه حمدي بوجهه احمر ليخفض حمدي عيناه سريعا ويعيدها الي الفراش لتنظر الي حمدي الذي قال وهو يحمحم بحرج: خدي بالك هتقعي 

ابتسمت الفتاه وعادت لتدثرها سعاد بالاغطيه : ارتاحي يا بنتي 

قالت الفتاه التي شعرت بألفه غريبه لتلك المراه : مرسي يا طنط انا مش عارفه اقولك ايه ....

قالت سعاد وهي تربت علي كتفها : متقوليش حاجه ....انتي زي بنتي ....اختنق صوت سعاد بالدموع التي تحشرجت الكلمات في حلقها ما أن أتت علي ذكر ابنتها .....نظرت إليها سيلا بعدم فهم لهذا الحزن الذي خيم علي وجهها فجاه 

أخفت سعاد دموعها لتعتدل واقفه وهي تقول : انا هقوم اعملك لقمه تاكليها اكيد انتي جعانه 

هزت سيلا راسها سريعا : لا متتعبيش نفسك انا هقوم امشي اول ما اكلم طارق 

نظرت إلي هاتفها لتجد شحنه قد نفذ وبنفس الوقت كانت سعاد تصر عليها وهي تقوم من جوارها وتتجه للمطبخ : لازم تأكلي وتتقوتي 

اشار حمدي لها حينما لمح الإحباط علي وجهها لرؤيه هاتفها مغلق : طيب معاكي شاحن ....هز كتفه وقال بحرج : مظنش نلاقي شاحن لتليفون زي ده هنا 

زفرت سيلا قائله : وانا مش معايا شاحن 

: طيب مين اخوكي وانا اروح له 

قالت سيلا : طارق الشناوي ....هو مش من هنا بس خطبيته من هنا 

قال حمدي وهو يحك لحيته الناميه : معرفش الاسم .... بنت مين خطيبته طيب ؟ 

هزت سيلا كتفها وابعدت خصلات شعرها النديه خلف أذنها : مش عارفه 

اوما حمدي قائلا : طيب عموما ارتاحي دلوقتي وانا هتصرف 

التفت تجاه والدته التي دخلت تحمل صينيه بين يديها ليسرع ناحيتها يحملها من يدها قائلا برفق : عنك يا اما 

حمل الصينيه من والدته التي اتجهت لتجلس بجوار سيلا وبدأت تطعمها بيدها الطعام الذي بالرغم من بساطته الا أنه كان شهي للغايه لتبتسم سيلا بتلذذ : تسلم ايدك طعمه تحفه 

...........

....

نظرت مني باستنكار الي ذلك الرجل : انضف 

اوما الرجل قائلا بصوت خشن : أيوة تنضفي المحل كل يوم بعد ما تخلصي الورديه بتاعتك

احتقن وجه مني وهزت راسها برفض : لا طبعا هو انا خدامه 

اشار لها الرجل بعدم اكتراث : براحتك يبقي مالكيش لقمه عيش عندي 

اهتزت نظرات مني التي تعبت من اللف طوال اليوم علي عمل لتجد عمل كبائعه في أحدي المحلات لتقول له سريعا : طيب انا محتاجه الشغل اوي 

نظرت إليه وتابعت برجاء : انا شاطره وممكن اعملك حسابات المحل أو اي شغل 

قال الرجل بعدم اكتراث : عندي فاديه ماسكه الحسابات ....انا عاوز بياعه ها قولتي ايه 

أومات مني وهي تكسر غرورها أمام حاجتها الماسه للعمل : ماشي موافقه ....هاخد كام 

انصدمت ملامحها لهذا الرقم الزهيد : بس كده 

اوما الرجل لتسحب نفسها قائله : ماشي هفكر وارد عليك 

قال الرجل ببرود : براحتك وانتي وحظك يا ترجعي تلاقي الشغل مستني يا تلاقي غيرك اشتغل

زفرت مني وتنهدت : خلاص موافقه .... أبدا امتي 

قال الرجل : بكرة تيجي سبعه الصبح تفتحي وتنضفي وتشوفي اللي تقولك عليه فاديه 

..........

....


دخلت وهج برفقه فارس لغرفة الكشف ليستقبلهم ذلك الطبيب ذو الشعيرات البيضاء بوجهه مريح ويبدأ بالكشف عليها وسط ترقب فارس....!

كانت دقائق طويلة حتي تحدث الطبيب لفارس ووهج : كله تمام 

هزت راسها بلهفة : بجد يادكتور

اوما الطبيب وعاد ليجلس الي مكتبه بينما ترك فارس وهج لتساعدها الممرضة بارتداء ملابسها واتجه خلف الطبيب 

قائلا بقلق :  طمني يادكتور... بعد تاريخ حالتها تفتكر الحمل ده في ضرر ليها

قال الطبيب بعمليه : انا شايف الحمل حالته كويسة جدا ومفيش اي خطورة او ضرر عليها ولا عليه..... وبالنسبه للي حصل قبل كده جايز له عوامل كتير واحنا هنحاول نتفاداها المره دي وان شاء الله كله هيبقي تمام بس هنحتاج شوية رعاية واهتمام اكتر من قبل كدة... بدأ الطبيب بتدوين الأدوية لوهج التي كانت لاتعي شئ مما حولها سوي سعادتها بهذا الحمل وسعادة فارس به..!

........

.....


توقفت سيارة فارهة لينزل السائق ويفتح الباب لتلك المرأة الخمسينيه الانيقة تتبعها فتاه في أواخر العشرينات من عمرها تطرق الارضيه الترابيه بحذائها ذو الكعب العالي....انها نجلاء كريم الشايب أحدي سيدات الأعمال تعرف فهد علي زوجها بأحد المناقصات وعمل معه بعده مشاريع وتوطدت علاقتهم ليموت تاركا ابنته والدتها وحدهم وقد ساعدهم فهد كثيرا بالعمل لتستقل نجلاء بشركة زوجها وتحاول انجاحها بسوق الأعمال...

قام فهد من مقعده مرحبا... اهلا نجلاء هانم حمد الله على السلامة

ابتسمت المرأه ; الله يسلمك يافهد ...عامل ايه 

مد يده ليصافح الفتاه التي اتسعت ابتسامتها وهي تقول بود : ازيك يافهد

: الله يسلمك يا هبه...اتفضلوا 

.... التفت الي نجلاء قائلا :  الف مبروك علي شغل الوادي الجديد 

اتسعت ابتسامتها : البركة فيك

: متقوليش كدة ... جمايل كريم بيه اللي يرحمه مغرقاني..

قالت نجلاء متنهده : الله يرحمه... وعشان كدة انا جيت و طمعانه تكمل جميلك وتقف معانا لغاية مانخلص الشغل ده

اوما فهد بدون تردد : مفيش مشكله..

قالت نجلاء : بس مش جمايل... لا شركاء

نظر اليها فهد قائلا : ولية يبقا ليكم شريك.. انا معاكوا في اي حاجة عاوزينها وخدوها لصالح شركتكم لوحدها

قالت نجلاء  : بصراحة يافهد بيه الشغل ده كبير عليا لوحدي وانا مش هقدر اشتغله لوحدي وعشان كده جيت 

فكر للحظات ثم قال بحرج : بصراحة أنا دخلت شريك مع طارق الشناوي وابن عمي سليم والشغل واخد كل وقتي ورجالتي حتي كمان السيولة اللي عندي مش كتير 

.. بس عموما سيبيني كام يوم افكر وارد عليكي يا نجلاء هانم

ابتسمت له قائلة : متشكرة يافهد...

طرق مسعد الباب ودخل ليضع القهوة أمامهم لتقول هبه  : لا قهوة اية... هشرب شربات .. احنا الشغل اخدنا ونسينا نباركلك علي الجواز..

قالت نجلاء بابتسامة؛ صحيح ....الف مبروك يافهد

: الله يبارك فيكي.. عقبال هبه 

هزت هبه كتفها قائله : لا انسي.. مش ناوية خالص ماانت عارف

قطبت نجلاء جبينها قائلة : شوف بقي اهي دايما مجنناني بكلامها ده

تدخلت نجلاء : سيبك مني يامامي وخلينا نعرف.. هيعزمنا امتي نتعرف علي العروسة

قال فهد بترحيب  : احنا فيها ....دلوقتي اتفضلوا 

قامت نجلاء بحرج : لا لا مفيش داعي ....ابقي شوف وقت مناسب 

أصر فهد قائلا : عيب تبقوا هنا ومتتفضلوش عندنا 

....

........


ابتلع فهد لعابة وهو يري نظرة فرح له فيما يقدم لها هبه ونجلاء بينما يقول : فرح .. مراتي

ابتسمت لها نجلاء قائلة بعفوية : ماشاء الله.... عرفت تختار 

... ابتسم فهد بمجامله فهو يدرك ان فرح ستقلته الان خاصة وهي لا تزحزح عيناها عن هيه  التي تتعامل بتلك العفوية معه...

انتهي الغداء وفرح لا تتوقف عن استجواب هبه عن معرفتها بفهد ثم تقوم  بإرسال النظرات له كلما تحدثت اليه هبه والتي تبدو بأنها عفوية ولطيفة كما والدتها ولكن ماذا تفعل بقلبها الذي شعر بنيران الغيرة تلتهب به 

قالت نجلاء بود : مرسي اوي ياعدنان بيه علي المقابلة الحلوة دي...

قال عدنان بترحاب : البيت بيتك ياهانم

والتفتت تجاه فرح :فرصة سعيدة اننا اتعرفنا عليكي

قالت هبه وهي تصافح فرح بحرارة : انا مبسوطة اوي اننا اتعرفنا وان شاء الله نبقي أصحاب... التفتت تجاه فهد : ضروري يافهد تجيب فرح معاك لما تيجي القاهرة

اغمض عيناه فهو هالك لامحاله بعد نظرات فرح له.....!!

وقفت فرح معه تودع تلك السيدة اللطيفة وابنتها ولكن هذا لايمنع انها تريد قتلها فهي فتاه جميلة وانيقة للغاية لتكون شريكة لزوجها ببعض الأعمال....

كان سليم قد أوقف سيارته بنفس اللحظة وترجل منها ليري تلك الفتاه ووالدتها برفقة فرح وفهد يودعوهما ليقول فهد وهو يشير لسليم : سليم الهاشمي ابن عمي واخو فرح

قالت نجلاء وهي تمد يدها نحوه : اه طبعا سمعته سابقاه... اتشرفت ياسليم بيه

صافحها وصافح ابنتها بذوق قائلا : اتشرفت

كانت حور قد نزلت من السيارة بعده وقد وقفت خلفه بخطوه ليمد اليها يدها يوقفها بجواره قائلا : حور.. مراتي..

ابتسمت نجلاء قائلة : اتشرفت..  انا مبسوطة اوي اني اتعرفت علي العيلة يافهد

ابتسمت لها حور فيما استغل فهد اللحظة ليضم حور اليه قائلا بفخر : حور تبقي اختي كمان مش بس مرات سليم 

ابتسمت حور واستكانت بين ذراعي أخيها ليبتسم فهد ويربت علي كتفها بحنان 

قالت نجلاء وهي تركب السيارة : فرصة سعيدة ياجماعه

ماان غادرت السيارة حتي نظر فهد لسيلم باستنجاد حينما قالت فرح : فهد عاوزاك ثواني

: ماشي حاضر .... بس اشوف سليم واضح انه عاوزني في حاجة مهمه

أحاط سليم كتف حور بذراعه قائلا : مش عاوزك في حاجه 

قال فهد بغيظ من بين أسنانه  : افتكر كويس ...كنت بتقول عاوزني في حاجه مهمه 

فهم سليم ليرفع حاجبه قائلا : اااه ....هز رأسه وتابع : بس خلاص مش مشكله دلوقتي ...

نظر له فهد بغيظ بينما تابع : انا قولت اشوف عمي انا وحور 

نظر فهد الي سليم بغيظ ليهتف به من بين أسنانه وهو يمر بجواره : ماشي يا سليم ...هردهالك 

لم يصدق عدنان عيناه وهو يري سليم وحور امامه يتعاملان بتلك الطريقة وقد زال النفور ليحل محله حب واضح بتصرفاتهم التي لاتخلو من النظرات واللمسات ليبتسم بامتنان وهو يراها اخيرا سعيدة بتلك الطريقة...

........

قالت فرح بغيظ : انا ماليش دعوة باللي بتقوله ده شغل معاها لا.. يعني لا

: ياحبيتي بقولك محتاجين جدا أقف معاهم

لفت ذراعيها حول صدرها : مليش دعوه...

اقترب منها واحاط خصرها مقربها اليه قائلا بحب ; هو انتي مش عارفة اني بحبك وعمري مااقدر اشوف غيرك

هزت راسها قائلة : عارفة... احاطت عنقه بذراعيها قائلة بهمس : برضه لا...

: يافرح عشان خاطر ابوها الله يرحمه

... قاطعته قائلة بدلال : حبيبي انا بغير عليك مش هستحمل انك تبقي معاها كل يوم حتي لو في شغل.. هتجنن ... اتصرف شوف حل تاني

لم يتحمل دلالها ليقول بهمس امام شفتيها : وانا ميرضنيش تتجنني.... حاضر هشوف

......

..............

قال سليم باستنكار : انا... لا طبعا

قال فهد في محاولة منه لاقناعه : ياسليم المشروع حلو جدا ومربح..... .. قاطعه سليم : انسي.. انا ماصدقت علاقتي اتحسنت بحور..

: وهي مالها بشغلك

رفع سليم حاجبه بمكر : وهي كانت فرح مالها بشغلك ....

لا ياعم انا زي الفل كده مش ناقص واختك اصلا دماغها صغيرة وبتعمل حوار علي اي حاجه  

حاول فهد مجددا : ياسليم  ..... قاطعه سليم قائلا : قولت لا ... مش بشتغل مع حريم

قال فهد بمراوغة : وهي نجلاء الشايب اي حريم

ضحك سليم قائلا ببرود : خليهالك....

نظر له فهد با ستنجاد : طيب اعمل ايه انا دلوقتي ... مقدرش ارفض ليهم طلب 

حك سليم ذقنه قبل أن يقول : خلاص لقيت ليك الحل 

نظر له فهد بلهفه : قول 

قال سليم بتشفي : فارس مفيش غيره .... تبرطم بداخله : ابن حلال ويستاهل كل خير 

هز اوما فهد وقد فهم مقصد سليم : تصدق عندك حق ....واهو مستحيل مراته تقوله حاجه ده مجنون بيها 

.........

.....

بفطنه كان حمدي يقضي النهار بأكمله يتقصي عن الغرباء بالبلده ليصل الي ضيف فارس من القاهره وبالفعل عرف أنه قام بخطبه سميحه ابنه خاله سليم ليتجه الي ذلك المنزل الذي يبقي به ....عقد طارق حاحبيه باستفهام حينما فتح الباب ووجد هذا الرجل أمامه: خير 

قال حمدي بشرح : انا ....انا حمدي ...اخت حضرتك قصدي يعني ....ازدادت عقده جبينه طارق الذي ما أن نطق حمدي بكلمه أخته حتي قال بلهفه : سيلا ....سيلا ...مالها ...انت تعرفها منين ؟

قال حمدي بتعلثم : هفهم حضرتك 

....

......

نظرت حور تجاه وهج وقامت من مكانها لتجلس بجوارها وبتردد ممزوج بالخجل تهمس لها : وهج 

التفتت لها وهج التي كانت جالسه تستمع الي حديث والدتها مع خالتها وسميحه ...نعم ياحور 

همسات حور بصوت خفيض مستغله انشغالهم بالحديث : ينفع أسألك علي حاجه 

أومات وهج : طبعا 

همسات حور بخجل : هو انا ...يعني 

..يعني قصدي ...الحمل ..يعني 

ابتسمت وهج برفق بخجل وتعلثم حور التي عضت علي شفتيها وتابعت : يعني نفسي افرح سليم 

أومات وهج قائله : اكيد يا حبيتي ....انا هقولك 

بدأت تتحدث مع حور بصوت خافت وتعطيها بعض النصائح لتربت علي يدها بامتنان : شكرا يا وهج 

ابتسمت وهج لها بأخويه وضمتها إليها قائله : علي ايه يا حبيتي 

..........

...

بلهفه كان هذا الرجل المهيب يدخل من باب المنزل البسيط مسرعا لتقف سعاد بجانب الغرفه تتطلع إليه بينما ركض تجاه اخته يحتضنها قائلا بقلق ولهفه : سيلا حبيتي انتي كويسه 

أبعدها عن حضنه وتطلع الي وجهها الشاحب يتفحصها : ايه حاسه بأيه ...انتي كويسه 

أومات سيلا قائله : كويسه اوي ياطارق

هز طارق رأسه بعتاب : ليه مقولتيش انك جايه ...ينفع اللي حصلك

قالت سيلا بابتسامه : وانا حصل ليا ايه يا طارق ...دي حتي كانت فرصه اتعرف علي الست الطيبه اوي دي وابنها الشهم 

التفت طارق إليهم ليهز راسه متنهدا بامتنان : انا مش عارف اشكركم ازاي 

قالت سعاد : واحنا عملنا ايه يا بيه ... 

التفت طارق الي أخته قائلا : يلا يا حبيتي خليني اخدك المستشفي اطمن عليكي 

قالت سيلا وهي تقوم من الفراش : انا كويسه ياطارق فعلا 

اوما قائلا وهو يلمح ما ترتديه  : تمام هستناكي برا غيري هدومك 

هزت سيلا راسها قائله بمرح : لا انا هفضل كده 

مالت تجاه سعاد قائله : بعد اذنك ممكن افضل لبساها وهرجعها لحضرتك بكرة 

هزت سعاد راسها قائله بسرعه : لا يا بتي خليها ليكي علي طول 

ابتسمت سيلا بسعاده : شكرا 

قالت سعاد بسماحه : علي ايه دي مش قد مقامك 

ترك طارق أخته لتسبقه الي سيارته المتوقفه بالخارج لتتمهل خطواته وهو يقف أمام حمدي و يربت علي كتفه   قائلا بامتنان : شكرا ياحمدي 

مد يداه إليه بمبلغ مالي كبير ليهز حمدي رأسه برفض : عيب يا بيه انت بتشتمني 

قال طارق سريعا : لا والله ما قصدي .....انا بس عاوز ارد جميلك انت والست سعاد 

قال حمدي وهو يشير إلي تلك التي جلست بالسيارة واستندت الي نافذتها : شوفتها بالسلامه احسن من اي حاجه.  .. 

ابتسم طارق له ومد يداه بالكارت الشخصي الخاص به قائلا : لو احتجت اي حاجه كلمني علي طول 

اوما حمدي وأخذ الكارت منه لتشير سيلا لهم : باي

أشارت لها سعاد بابتسامه : مع السلامه يا بتي ...خلي بالك من نفسك 

انطلق طارق بأخته عائدا للمنزل لتعود سعاد وابنها الي داخل منزلهم .

..........

....

رفعت وفاء حاجبيها وهي تتطلع الي ذكيه التي جلست الي طاوله المطبخ واضعه يدها علي خدها بينما لم تشعر بدخول وفاء ....

نظرت لها وفاء قائله  : بت يا ذكيه

التفتت لها بشرود : نعم ياست وفاء 

: مالك يا بت قاعده كده ليه 

تنهدت ذكيه قائله : بفكر يا ست وفاء 

لوت وفاء شفتيها بتهكم : وبتفكري في ايه بقي ؟!

ترددت ذكيه قبل أن تقول بحيره : في حاجه حصلت كده ومش عارفه اعمل ايه 

قالت لها وفاء بتشجيع : قولي ايه اللي حصل 

اطمأنت ذكيه لتشجيع وفاء لتقول لها : النهارده وانا في السوق عارفه مين قابلني 

زجرتها وفاء بنفاذ صبر : ها قولي 

قالت ذكيه : الست ام حسين ...عارفه قالت ليا ايه 

أومات لها وفاء ووكزتها : ما تتكلمي يا بت علي طول وانا هسحب منك الكلام بالقطارة

قالت ذكيه سريعا : خلاص خلاص هقول .....الست ام حسين قابلتني واتكلمت معايا شويه 

احمر وجه ذكيه وهي تتابع بخجل : بصراحه يا ست وفاء عاوزة تخطبني لحسين 

اتسعت عيون وفاء وهبت واقفه توكز ذكيه بكتفها : يخيبك يا بت ....تخطبك لحسين ايه ...ده متجوز وعنده عيال 

اتسعت عيون ذكيه : متجوز ....لحق يتجوز ويخلف أمتي دي لسه امه مكلماني الصبح 

وكزتها وفاء بكتفها : متجوز من زمان يا اختي لهو انتي تايهه عن حسين 

رفعت ذكيه وجهها قائله باستدراك : ااااه....انتي قصدك حسين مين فيهم 

نظرت لها وفاء بغيظ : هو فيه غيره ...حسين راجل سليم بيه 

هزت ذكيه راسها ضاحكه : لا مش ده يا ست وفاء .....انا قصدي علي حسين ابن الحاج مسعد ....اللي كان خاطب بنت سعاد 

أومات وفاء ولوت شفتيها بينما تغيرت ملامح وجهها لسماع اسم تلك الفتاه : ااه .... داهيه تقطع اسمها 

تبرطمت ذكيه هي الأخري : امين 

التفتت لها وفاء قائله وهي تعود لجلستها : ها بقي ....من الاول كده احكيلي اللي حصل

...........

...


انهي سليم استحمامه وخرج ليجد حور جالسة مندثرة بالاغطية.....

جلس بجوارها قائلا بقلق وهو يري وجهها استحال للقرمزي : انتي كويسة ياحبيتي

هزت راسها ليقول : طيب مالك قاعده في الغطا ليه كده 

مدت حور يدها ترفع الغطاء أكثر حولها ليعقد حاجبيه باستغراب من تمسكها بالغطاء 

ليميل ناحيتها ويمد يداه يبعده عنها ... لتشهق حور بمفاجأه حينما انسدل الغطاء عن كتفيها ليتسمر سليم مكانه فور رؤيتها بتلك الفتنه.... مرر عيناه عليها ببطء وذهول غير مصدق جمال تلك الحورية وهي بذلك القميص ذو الحملات الرفيعه والصدر الشفاف و اللون الاسود

جذبت حور الغطاء فوقها بسرعه وقد تحول وجهها لكتله ملتهبه من الخجل بينما تلوم نفسها التي تجرأت وقررت أن تلبس شيء كهذا في مبارده منها لاسعاده وقد بدأت تعرف ابجديات الحياه الزوجيه والفضل يعود لوهج التي تنصحها دوما ... امسك سليم الغطاء سريعا يبعده عنها لتقول بتحذير : سليم...سيب الغطا

اشتعلت النيران بجسده وهو يقترب منها بانفاس ثقيلة واعين راغبه فيما وصلت رائحتها لانفه لتشتعل النيران به اكثر واكثر وهو يراها بتلك الهيئه ليبعد الغطاء بعيدا ليظهر جسدها الفاتن امامه ليقترب منها قائلا بعبث: لا ده انا ماصدقت..... هو انا بشوفك كدة كل يوم

.........و في لحظة كان سليم يجثو فوقها ينهل من حبها بلا هواده.......

...........

............

بعد مرور بضعه أشهر ....

ابتسامه هادئه ارتسمت علي شفاه سليم النائم حينما شعر بملمس أناملها الرقيقه تداعب خصلات شعره بينما همست اسمه توقظه بصوت ناعم.. سليم... سليم..

غمغم بعيون ناعسه .... ممم

: اصحي..

جذبها لتقع بين احضانه ليعود مغلق جفونه مرة اخري متمتم بنعاس... لا تعالي انتي نامي في حضني

هزت راسها : لا.. اصحي بقي

فتح عيناه ناظرا اليها.. مالك ياروحي

: مش عارفة... دماغي وجعاني

اعتدل جالسا ينظر اليها بقلق : حاسة بأية

أسندت راسها علي صدره قائلة : عندي صداع ومش عارفة انام..

مرر يده برفق علي شعرها قائلا: تحبي نروح للدكتور..

هزت راسها : لا... بس خليك قاعد معايا

ضمها لصدره طابعا قبله علي شعرها قائلا بحنان ; انا جنبك اهو....

شاكسها وهو يضمها إليه : اول مره تصحيني كده ....امال فين المخبر اللي جواكي

ضحكت حور ووضعت يدها فوق بطنها المنتفخه قليلا بينما بدأت ملامح الحمل تبدو عليها لتقول بارهاق : مفرهده ومش قادره اتكلم 

ضحك سليم وربت علي ظهرها : هكذب لو قولت الفرهده حلوة ليا عشان تبقي رقيقه كده 

ضحكت حور ووكزته : انت غلس ....

مرر شفتاه بين خصلات شعرها وقال بحنان : انا بحبك 

اخذ يمرر يداه علي شعرها بهدوء ليختفي ألم رأسها وتغفو بين ذراعيه ليقبل جبينها ويغمض عيناه هو الاخر 

وكأنه أصاب نفسه بالعين لينتفض باليوم التالي من نومه علي صوتها وهي توكزه بكتفه: سليم قوم يا سليم 

انتفض سليم من نومه بقلق ... حور مالك انتي كويسة؟

هزت راسها قائلة : اه.

قطب جبينه متسائلا :طيب بتصحيني ليه في نص الليل ورجعتي زي المخبرين ليه  ؟

قالت وهي تتطلع إليه : مش عارفه انام وحاسه اني جعانه وجربت اكل اي حاجه بس لقيت اني عاوزة مانجه

رفع حاجبه : مانجه... 

أومات له : اه هتجنن واكل مانجه دلوقتي 

قال بحيرة : وانا اجيبها منين دلوقتي

قطبت جبينها : معرفش اتصرف

: اتصرف ازاي ياحبيبتي.. احنا في الشتا اجيب مانحة منين

: معرفش ياسليم اتصرف وخلاص...

: اتصرف ازاي ياحور هو انا ساحر هطلع مانجه في الشتا

قالت بنفاذ صبر : معرفش بقي انا نفسي فيها وخلاص وماما وفاء قالتلي الحامل مينفعش يبقي نفسي بحاجة..

اقترب منها يداعب شعرها : ياروحي وانتي بتصدقي كلام ماما

نظرت له شرزا... سليم! يلا قوم هات اللي طلبته

اوما سليم قائلا : طيب ينفع معاكي عصير اخلي ذكيه تعملهولك 

هزت راسها برفض : لا عاوزة مانجه عويسي اكلها 

تبرطم سليم وهو يغادر الفراش : كمان عويسي 

أومات له ليهز رأسه باستسلام : حاضرررر

.... نزل الدرج خارجا من الباب.. تجاه حسين ومن سواه رجل المهمات الصعبه... اوامرك ياسليم بيه.. ؟

: حسين عاوزك تدرو في كل مكان علي مانجا

قطب جبينه باستغراب : مانجا... ده احنا في الشتا والمحصول مش دلوقتي فاضل عليه.. قاطعه سليم : فاضل عليه شهر.... عارف... امال بكلمك لية: .. اتصرف وهات من اي مكان..

اومأ له حسن ; اوامرك ياباشا.

...... انهي سليم تدخين سيكارته بالحديقة ليجد حسين ينزل من السيارة بابتسامته المنتصره يحمل قفصا من المانجه.. ليقول سليم ; جبتها منين؟

: من معارفي في شركة المغربي

خبط سليم علي كتفه : عفارم عليك...

..

تناولت حور المانجو بشهيه كبيرة تحت أنظار سليم لتقول له : اية ياحبيبي مش عاوز مانجه

هز راسه وابعد الطبق عنها قائلا بمكر وهو ينحني بها للخلف : لا انا عاوز حاجة تانية..

ضحكت حور بدلال : وهي الحاجه التانيه دي تبقي ايه 

مال سليم عليها وهمس في اذنها ببضع كلمات قبل أن تنتهي كلماته بين شفتيها 


.........

تحول كل شئ بلحظة كما بدأ... فقد اختطفها سليم قبل أشهر بلحظة لتنقلب حياتها لدمار وكراهية وحقد ورغبة بالانتقام... ليندثر كل هذا بلحظة وتعود حياتها لسعاده ورضا وحب بمساعده سليم وبحب الجميع لها لتغفر لهم الاذية التي نالتها دون قصدهم....لتصبح راضية بسعادة لما ال آلية واقعها وحياتها... لانه كان قدرها منذ البداية الذي عاندته كثيرا رافضه الخضوع له غير مدركة ان خطواتنا تسير بترتيب القدر لذا ليس علينا معاندته وإنما محاوله جعله فرصة لشئ افضل بمسيرة حياتنا...فرصه لها حتي لاتكمل حياتها هاربة مسجونه من شئ لاتعرفه..... وفرصة لحياة سعيدة لها مع سليم الذي لم تعد تتخيل حياتها مع رجل اخر سواه... فرصه لتعرف كم تحبها عائلتها وفرصه ليعود فارس ووهج وسط عائلتهم ....وفرصه ليتضح معدن كل انسان كما اتضح المعدن الحقيقي لرجل كحمدي رأت تلك الفتاه الغريبه مقدار بره بوالدته بهذا اليوم الذي قضته في منزلهم ومعدن تلك المرأه ذات القلب الانقي من الذهب ....

خرجت حور من أفكارها وهي تتأمل تلك المهره الرائعة التي أهداها لها فهد لأنها طالما حلمت بالحصول علي حصان لها ولكن ابيها كان يخشي خروجها ... والان وهي مع سليم لم تعد تخشي شئ...

........

..........

في منزل هاديء مفروش بذوق عصري تعالت تلك الضحكه لتلك المراه الرقيقه التي جلست بجوار حماتها بينما تطرز أحدي القطع الحريريه بين أناملها 

قالت سيلا بمرح وهي تأخذ الطرحه البيضاء التي أصرت حماتها علي تطريزها لها يدويا : هاتي كده يا ماما اجربها 

ابتسمت سعاد لها بحنان ووضعت الطرحه فوق خصلات شعرها البني الحريري لتتطلع لها بقلب تمزقت أوصاله بينما تمنت في يوم من الايام أن تضع الطرحه البيضاء فوق راس ابنتها .....عام ونصف مر وهي لا تعرف عنها شيء ....عام ونصف تغير به الكثير بعد أن وضع القدر تلك الفتاه ذات القلب الصافي أمام هذا الرجل الشهم الذي لم يصدق ان يبتسم له القدر ليس فقط مجرد ابتسامه بل ضحكات صاخبه بينما يوم بعد يوم تتقرب تلك الفاتنه من والدته وتأتي الي منزلهم بأي حجه ...لم يصدق في البدايه إعجابها الواضح به فكيف فتاه مثلها تعجب برجل مثله وكيف لا تعجب به وهي يوما بعد يوم تقترب منه وتعرف كيف أنه مثال للرجوله والشهامه والبر بوالدته التي علاقته بها كانت السبب الأساسي في إعجابها به 

.....ظنت أن المسافات اقتربت حينما وافق علي عرض أخيها بعد إلحاح منها أن يعمل لديه وانتقل هو ووالدته للعيش بالقاهرة ولكن عزه نفسه أخبرتها أنه لن يقبل وبالفعل رفض حينما تجرأت وأخبرته بمشاعرها التي أخبرها باستحياء أنه يبادلها لها لولا الظروف التي تجعل من ارتباطهم درب من دروب المستحيل ....لم تيأس وكانت قادره أن تشعل بداخله شرارة العزم علي أن يلغي المسافات بينهم ليجد في عمله مع أخيها ....تغير الحال وأصبح يمتلك شقه ليست كبيرة أو فارهه ولكنها كانت بدايه اغتنمها حمدي الذي تمزق وهو يري نفسه مازال غير جدير بحبيبته التي كان لديها استعداد أن تترك كل شيء خلفها من أجله .....وقفت أمام رفض أخيها لزواج كهذا وصممت ومع تصميمها رأي جوهر حمدي الحقيقي واراد أن يدع أخته تنعم باختيارها .....رفض حمدي اي مساعده من طارق وعرض إمكانياته وما يمكنه توفيره من نمط حياه لأخته التي قبلت بلا تردد ....فبقاءها بالمنزل مع تلك المراه التي رأت فيها انعكاس لصوره ابنتها التي طالما تمنتها كافي للغايه لسيلا التي رأت فيها والده حرمت منها منذ نعومه اظفارها وكم كان العوض جميل تمام مثل جمال تلك الفتاه التي دخل حمدي وتفاجيء بها تضع الطرحه البيضاء فوق راسها وكم خلبت كيانه ليقف يتطلع إليها بأنفاس مبهورة بينما بأنفاس مقطوعه كانت مني تعتدل واقفه بعد أن أنهت مسح الارضيه الرخاميه للمحل الذي تعمل به ......رفعت عيناها ببطء تجاه هذا تلك الخطوات لهذا الحذاء الجلدي الفاخر الذي دخل صاحبه بخطوات بطيئه وهو ممسك بتلك اليد التي تحولت لقطعه من الجليد وهي تري ابنتها بتلك الهيئه ...كان مشهد صادم للجميع واخيرا اللقاء الذي جهد حمدي لتأهيل والدته له بعد أن عرف واخيرا مكان أخته بينما حاول طوال تلك المده البحث عنها ......تخلل المشهد الذي تسمر فيه الجميع مكانهم تلك الشهقات المقهورة لسعاد وهي تري ابنتها هكذا .....

وبالرغم من كل ما رأته منها إلا أن قلبها تمزق لشظايا وهي تراها لتقول بعتاب : انا كنت بشتغل خدامه عشان تكوني احسن مني ....اختنق صوتها بالبكاء وهي تتابع : عمري ما فكرت اني هشوفك كده 

بكت سعاد ليضمها حمدي إليه بحنان وينظر الي أخته التي بزغت الدموع النادمه من عيونها وهي واقفه مكانها تتساءل هل سيقبلون بعودتها ام ستبقي ما بقي من عمرها منبوذه من تلك النعمه التي بادرت بنبذها اولا وتمردت عليها وكم صدقت مقوله اننا لا نعرف قيمه ما لدينا حتي نفقده ....!

.........

......


التفت سليم تجاه تلك الحورية التي يتلاعب الهواء بشعرها الحريري وهي تركض بمهرتها واضعه تلك النسخة الصغيره منها امامها والابتسامه لاتفارق وجهها السعيد..فقد كان قدرها ان يختطفها. .. ولكن....! 

ليس ليمتكلها بالقوة.. وإنما ليمتلك قلبها وعقلها بتفهمه واحتواءه لها وحبه الذي اغدقه عليها.... لتشعر بتلك السعادة التي لا يتردد في منحها لها ويفعل كل مااستطاع لارضاءها....

ابطأت من سرعه فرسها ليمد سيم يده القوية يحمل صغيرته التي ضحكت له بسعاده فور رؤيتها له....

وضع الصغيرة أرضا وهو يتأمل جمالها : راسيل حبيبه ابوها 

ابتسمت له حور بدلال : وبالنسبه لامها 

قال سليم وهو يحيط كتفها بذراعه : أمها دي حياتي 

وهاهي السنوات تمضي ونفس المشهد يتكرر بينما انطلقت تلك الفتاه الجميله ذات الشعر الاسود الحالك بفرستها في الأرض الشاسعه وجلست حور برفقه سليم يتطلعون إليها  ....بينما أمسكت بلجام فرسها التي لا تدري أنه سيكون السبب في لقاءها بحب حياتها .....النهايه 

باقي مشاهد راسيل

 مع فارس ابن بدر بطل روايه بعد البدايه 

موجوده في الحلقات الخاصه وهنزلها بكرة أن شاء الله


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الروايه خلصت اتمني تكون عجبتكم بعد التعديل هستني رايكم ... وبفكركم أن جميع الروايات الغير مكتمله موجوده كامله وبدون أي مقابل علي مدونه روايات رونا فؤاد ...الي اللقاء في روايه حكايه عمر قريبا ♥️♥️

دمتم سالمين 



.

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !