حكايه عمر الفصل الرابع والستون

29


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

فتح مراد الباب ودخل ليقول لشهد التي كانت جالسه بالبهو : السلام عليكم 

اومات شهد وهي تعتدل واقفه وتترك الكتب التي امامها : وعليكم السلام 

اوما مراد متساءلا : جوري فين ؟! 

أسرعت ناحيته وكعادتها تكون اول من ينقل الاخبار :  مدام جوري جت من شويه من عند الدكتور وجوه في اوضتها 

عقد حاجبيه بقلق وهو يسرع تجاه الداخل  : مالها.... هي تعبانه ؟! 

هزت شهد كتفها ولم تلحق أن تقول شيء بينما ركض مراد تجاه غرفتهم وفتح الباب بقلب لهيف وعيون قلقه دارت بارجاء الغرفه لتتوقف بدهشه علي جوري التي وقفت تستقبله بابتسامه واسعه وهي تترك ما بيدها وتستدير تجاهه ....اسرع ليمسك بكتفها بقلق : 

جوجو انتي كويسه ؟!

اومات له باستفهام : اه ... ليه ؟! 

قال وهو يلتقط أنفاسه : اصل شهد قالت ليا انك كنتي عند الدكتور 

ضحكت جوري وقالت ببساطه وقد اعتادت طبع شهد : 

ملهاش حل ...رويترز علي رأي عمر 

قال مراد متجاوزا : طيب في ايه طمنيني ؟!

قالت ببساطه :ابدا كنت حاسه بشويه وجع خفيف في ضهري فكلمت الدكتور قالي اروح العياده

ابتسمت وأشارت إلي الحقيبه الجميله التي كانت تعدها قبل دخوله وتابعت :  حدد بكره ميعاد الولادة

رفع حاجبه : بكره ؟!

اومات له وهي تضم يدها بسعاده : ااه...قالي طالما انا في نص التاسع يبقي ادخل الولاده 

نظر لها بدهشه : طيب ومقولتيش ليا ليه عشان اكون معاكي 

قالت ببساطه : محبتش اشغلك ...انت قولت عندك اجتماع مع المستثمره التركيه 

شعر بالضيق لا يعرف أن كان من نفسه أنه لم يكن متواجدا ام من استقلالها عنه ليهتف باندفاع : قولتلك مجرد غدا مش اجتماع مهم وعادي جدا الغيه لو كنتي قولتي ليا 

هزت جوري كتفها ببساطه بينما لا تريد لجدال أن يعكر صفو تلك اللحظه : عادي يامراد اهو انا روحت وخلاص

هتف مراد بانزعاج : يعني باختصار وجودي جنبك في وقت زي ده مش مهم والأهم اني اكون مع واحده تانيه عقدت جوري حاجبها باستنكار : واحده تانيه ايه .... 

دي شغلك ؟!

هتف مراد بحنق شديد بينما لم يتوقع ردها : انتي بتدافعي عني ليه ....كنتي قاعده معانا ...بقولك كنت بتغدا مع واحده تانيه تقوليلي عادي واللي حصل وخلاص

هزت جوري راسها وقالت ببديهيه : مش لازم اكون قاعده معاكم.  ..انا واثقه فيك 

هتف مراد بعصبيه شديده :  ملهاش علاقه بثقتك فيا ....اي واحده مكانك هتغير 

هزت جوري كتفها وقالت بهدوء : اغير ليه وانا واثقه في نفسي 

اندفع الغضب الغير مبرر بعروق مراد : واثقه في نفسك ولا انا مش فارق معاكي 

اتسعت عيون جوري من تغير مجري الحديث : ايه اللي بتقوله ده ؟!

هز كتفه وأصر علي موقفه : بقول الواضح من كلامك ....اي ست مكانك هتغير علي جوزها لو بتحبه 

اومات جوري ونظرت إليه هاتفه باحتدام : بحبك وواثقه فيك و مش لازم اغير من الهوا 

قبل أن يقول شيء تابعت جوري بقليل من الاقتضاب : عموما يا مراد خلاص حاضر هبقي اغير عليك بعد كده بس ممكن بقي بلاش نتخانق في لحظه زي دي 

رفع مراد حاجبه باستهجان شديد وسرعان ما امسك بذراع جوري هاتفا بامتعاض : هو انتي بتاخديني علي قد عقلي !

اغمضت جوري عيناها للحظه بينما تسحب نفس عميق قبل أن تنظر إلي عيون مراد بعتاب وهدوء حاولت أن تتحلي به مغالبه كل الأصوات بداخلها والتي تدعوها للانفعال: انت عاوز ايه يامراد ...انا بقولك مش عاوزين نتخانق وانت مصمم 

هز كتفه وقال برفض : لا طبعا مش عاوز اتخانق انا بتكلم معاكي 

رفعت جوري نفسها علي أطراف أصابعها وأحاطت عنقه بذراعيها لتخلب أنفاسه بقربها الذي لم يتوقعه بينما تنظر إلي عيناه وتقول بدلال : وانا ياحبيبي رديت عليك وقولتلك اني واثقه في حبك ليا وانك استحاله تشوف غيري يبقي اغير ليه ...فهمت قصدي 

ليس بيت القصيد فهم مقصدها ولكن بالنسبه له كانت حاجته فجاه ليستشعر حاجتها إليه وغيرتها عليه ...تنهد مراد وربت علي كتفها بصمت للحظه قبل أن يغالب هذا الغضب الذي كان بداخله : طيب تعالي قوليلي الدكتور قالك ايه بالضبط !

............

.....

عقد ماجد حاجبيه بقلق ما أن دخل الي مكتبه وتفاجيء بثراء : ثراء في ايه دلال والولاد كويسين 

اومات ثراء بينما تبتسم برقه : اه كويسين اوي ...انت مالك قلقان كده ليه ؟!.

قال ماجد دون مراوغه : امال انتي جايه ليه ؟!

ابتلعت ثراء ببطء بينما تستجمع شجاعتها للحظه قبل أن ترسم مجددا نفس الابتسامه الرقيقه علي ملامحها وهي ترفع عيناها إليه وتقول : عاوزة اتكلم معاك في موضوع مهم 

اوما ماجد بصبر نافذ : في ايه يا ثراء اتكلمي ...؟!

مجددا تمهلت وهي تحاول ترتيب حديثها قبل أن تدفع بالحمره الي وجنتيها وتسدل اهدابها راسمه نظرات الخجل : هتكلم يا ماجد ...بس ...بس يعني مكسوفه !

رفع ماجد حاجبه بدهشه وازداد صبره نفاذ لتتغير كل ملامحه ما أن روت صبره بكلماتها ولكنها جعلت الدهشه والاستهجان بنظراته يزداد : ماما لما كلمتني في انك كنت عاوز تتقدم ليا وقتها انا كنت بفكر اعمل مستقبلي الاول وهي للاسف فهمت ده غلط ووصلته ليك اني رفضتك بس ده محصلش وعشان كده فكرت كتير وقررت اني اجي ليك وأوضح وجهه نظري 

بعد أن أنهت حديثها الذي اتقنته ببطء رفعت عيناها تجاه ملامح ماجد لتعرف وقع كلماتها عليه بينما توقعت رد فعله الاكيد وهي تفتح له الطريق الذي تمني دوما ان يسير به ...!

.........

....

نظرت لميا بتأثر الي ريم التي تكومت علي نفسها تبكي بقهر شديد وهي تحيط بطنها بيديها : انا لا يمكن اسامحه ابدا ... هو السبب 

ربتت لميا علي كتفها بحنان : اراده ربنا يا ريم محدش السبب 

نظرت لها ريم بعيون غارقه بالدموع : لا هو السبب 

كان سؤال نديم التالي والذي توقف لدي باب الغرفه واستمع لتلك الكلمات : هو مين ؟!

ارتبكت لميا حينما رأت نديم بينما تقول بتعلثم : مفيش يا نديم ...دي ريم 

بالطبع أخذته الظنون لطريق اخر لتخرج نبرته حاده موجهه الي ريم وهو يقاطع لميا : بسألك كنتي بتتكلمي عن مين ؟

كورت ريم قبضتها وانسابت دموعها أكثر قهرا علي طفلها الذي فقدته بينما تقول بأسي : بابا ...بابا السبب 

هزت لميا رأسها بينما اتسعت عيون نديم بعدم فهم فكيف يكون رشدي سبب في فقدان طفله : لا يا نديم ....ريم بس من اللي حصل لها مش عارفه هي بتتكلم عن ايه 

هزت ريم راسها ببكاء : لا هو السبب ...هو اللي ضغط عليا وطردني 

اندفع نديم بغضب خارج الغرفه لتنظر لها لميا بعتاب : 

ينفع اللي قولتيه ده يا ريم ...انتي كده بتزودي العداوة بين ابوكي وجوزك 

.....


عقدت وسيله حاجبيها حينما فتحت عيناها تبعد عنها النعاس وتلتفت الي جوارها فلم تري دنيا ....قامت مسرعه والقلق يتسرب بعروقها بينما تخطو باقدامها الحافيه الي خارج الغرفه لتتمهل خطواتها وتتوقف مكانها حينما وقعت عيناها علي الصغيره نائمه بين ذراعي عمر الذي غلبه النعاس وهو متمدد علي الاريكه.....داعب تأنيب الضمير قلبها للحظه فقط وهي تري هذا المشهد بينما استيقظ ليلا وأخذ الصغيرة واطعمها وهاهي زجاجه الحليب الفارغه بجواره ولكنها لم تسمح لأكثر من تلك اللحظه بالتحكم بها لتعود مجددا تشحن مشاعرها الكارهه تجاهه وهي تميل لتأخذ الطفله من بين ذراعيه التي سرعان ما رفعها واحاطها بها ....احاسيس قد غابت عنها لوقت طويل شعرت بها بتلك اللحظه من لمسته ولا تدرك لماذا أثرت بها لمجرد لحظه بعدها سرعان ما شعرت بالنيران تحك جلدها وتدفع يده باشمئزاز بعيد عنها وتبتعد لتتفاجيء بانفاسه الساخنه تلفح عنقها ما أن قام سريعا خلفها واحتضنها من الخلف ودفن رأسه في عنقها يهذي بأنفاس مشتاقه وهو يغمض عيناه بانتشاء من رائحتها ..وحشتيني اوي 

نفس رد الفعل بل يزداد قسوة وهي تبعده عنها ليفتح عمر عيناه وينظر إليها بعتاب : انتي وعدتيني انك سامحتيني ....ليه بتبعدي عني !

يعاتب ويطالب بوعد ظن أن له الحق به وكل ما تنطق به أو تصمت عنه يناقض نظرات عيناها التي كانت غريبه بالنسبه اليه فكلما نظر إليها لا يري الا فراغ ونظرات لا تشابه نظراتها التي اعتادها تخبره أنها تغيرت ولكنه يرفض تفسيرها متمسك بوعدها له ...!

...........

....

نظرت ساميه الي انور بترقب بينما تعيد مجددا استجداءها : ايه يا بيه ساكت ليه ....انت قولت ليا لو عاوزة اي حاجه اكلمك وانا اهو محتاجه منك تخلصني من ارزاق وترجع ليا بنتي !

تهكم انور ساخرا : بالبساطه دي 

قالت ساميه بفطره: انت قولت ليا اطلب 

اوما انور قائلا : مقابل ايه ؟!

ابتلعت ساميه قائله : اني اسكت 

هز انور رأسه : وانتي مش ساكته انتي عاوزة البنت 

قالت ساميه برجاء : دي بنتي يا بيه ...ابوس ايدك رجعها ليا 

ضيق انور عيناه ونظر الي ساميه التي مالت علي يداه ليبعدها قائلا : المره دي مش انا اللي هنفذ طلباتك 

نظرت له ساميه باستفهام : امال مين يا بيه ؟!

........

............

وقف عمر يستند الي إطار باب المطبخ وهو لا يصدر اي حركه منه بينما يتأملها وهي تتحرك هنا وهناك باشتياق لا يبارح نظراته وانفاسه لتنفلت منه تنهيده حاره وهو يتذكر صفاء ذكرياتهم معه ....لقد طلب منها أن تعد لهم الطعام بل لم يطلب فقط ...ترجاها لعله يشعر أن حياتهم ستعود طبيعيه وهي ضغطت علي نفسها وفكرت أن تذيقه حلو اخر وتنزعه منه بعدها ....التفتت وسيله إليه ما أن توقف خلفها وأحاط خصرها بذراعه 

ولكن قبل أن تبتعد ككل مره توقفت يداها حينما همس لها بصوت حاول أن يكون مرح فلا يحمل مراره جفاءها معه : حطيتي ليا سم 

التفتت وسيله له بجبين منعقد وتستنكر بشده كلماته ليضحك قائلا :  بهزر يا حبيتي 

نظرت له بغضب ليمسك بكلتا يداها ويرفعهم الي شفتيه قائلا بهيام : حتي لو حاطه سم من ايدك هأكله وانا مبسوط .....نظر إلي عيونها وتابع بحب : انا بحبك يا وسيله ونفسي ترجعي تبصي ليا زي زمان ...نظراتك ليا انا مش فاهمها 

مجددا تهربت منه وتركته في شتات شاعرا بالعجز 

............

...

هبت هدي من خلف مكتبها ما أن فتح انور الباب ولكن قبل أن تثور ماتت الكلمات علي شفتيها حينما رأت ساميه خلفه ....ارتسمت ابتسامه شامته علي طرف شفاه انور وهو يري ارتباك هدي وهي تنظر له وكالعاده نظراتها تخبره بأنها بحاجه اليه ولكنه اكتفي من احتياجها له والذي فهم مؤخرا أنه مجرد حاجتها لمصلحتها منه ليس أكثر ....: الست ساميه كان ليها شويه طلبات بسيطه فقولت اجيبها تطلبها من المكان الصح ...نظر لها بشماته وتابع بصوت خفيض : بما انك استغنيتي عني فقولت اوصلها ليكي ..

تهدجت انفاس هدي ليتفاجيء انور بها تمسك بكم سترته ما أن هم بالتحرك وهي تهمس له برجاء : اتصرف ياانور 

نبره ساخره ملئت شفتيه بينما يهمس بجوار أذنها : اتصرفي لوحدك ! 

تركها غارقه بنبضات قلبها المتسارعة وهم بالمغادره ولكن قبل أن يغادر مال ناحيه أذنها مجددا وهمس بتشفي : دي مجرد تذكير صغير بأبواب الجحيم اللي ممكن تتفتح عليكي لو انا حبيت ...سلام يادكتورة 

........

..........

كانت غرام جالسه مستنده برأسها الي ذراعها بينما زملاءها بالعمل يتحدثون في مواضيع مختلفه وهي تستمع إليهم بعدم اهتمام وشرود حاولت عدم الانصياع له وشغل نفسها عن التفكير بمتابعه حديث زملاءها ولكن أفكارها بعد دقائق تعود وتسحبها الي دوامتها .... تشعر بالشفقه علي نفسها حينما تتذكر مافعله معها وتشعر بالضعف والظلم لكل ما نالته والابشع هو شعورها أنها لا تقدر له علي شيء فهي ضعيفه للغايه فماذا تفعل لترد له ولو جزء من جرحه لها ....رفعت راسها ببطء من فوق يدها واخيرا اجتذب اهتمامها شيء من الحديث الدائر حولها لتلتفت زميلتها تجاهها بدهشه حينما سألتها غرام : يعني انتي بتعرفي ترفعي قضايا وكده 

اومات الفتاه بابتسامه : طبعا يا غرام مش محاميه 

هزت غرام راسها وقالت بعفويه : مش قصدي ...انا بس بفهم ...فكرت شغلك في المستشفي انك اداريه. 

اتجهت الفتاه التي تعمل في قسم الشئون القانونية بالمشفي الي جوار غرام لتجلس علي أحد المقاعد وتتحدث معها بلطف : أيوة يا حبيتي انا اه هنا بشتغل نوعا ما إداريا كل حاجه مختصه بالقانون بالمستشفي بس أساس شغلي المحاماة

بلا تفكير كانت عيون غرام تلمع وهي تسألها : يعني لو طلبت منك ترفعي ليا قضيه ينفع 

اومات الفتاه : اه ينفع بس افهم قضيه ايه ...ضحكت وتابعت بمرح : اوعي تكوني هترفعي قضيه علي المستشفي 

هزت غرام راسها وقالت بحماس : عاوزة ارفع قضيه طلاق !

.........


....

انتفضت زينب من مكانها ونظرت الي غرام باستنكار : ايه اللي بتقوليه ده ياغرام .....قضيه 

نظرت غرام الي والدتها وقالت برجاء : ماما انا اختارت الطريق ده بأرادتي وكان من غير إرادتك ودلوقتي انا برضه بأرادتي اللي بختار انهي طريقي معاه ....اقفي جنبي زي ما وقفتي معايا مع انك مكنتيش راضيه 

اومات زينب وقالت بعدم اقتناع : أيوة يا بنتي بس برضه الأمور متتاخدش كده ..... اطلبي منه الطلاق بالمعروف ليه سكه القضايا 

لمعت عيون غرام بالدموع وقالت بلا تجميل : عاوزة احسسه اني اقدر اعمل حاجه ....عاوزه اعمل انا حاجه من غير ما يكون هو متحكم فيها ...مش عاوزة اطلب منه ...عاوزة أجبره !

نظرت زينب بشفقه الي ابنتها التي ارتمت في حضنها وانفجرت باكيه : احساس الظلم وحش اوي يا ماما وهو ظلمني ...اقفلي معايا يا ماما وخليني اخد حقي منه واحسسه أنه ولا حاجه زي ما هو دايما كان محسسني 

تنهدت زينب وقالت بينما تربت علي كتف ابنتها : طالما اختارتي يبقي لله الامر من قبل ومن بعد !!

............

.....

نظر عاصم الي صالح باعتذار : انا فعلا مش عارف اقول ايه ياصالح

قال صالح بصوت متحشرج : متقولش حاجه ياعاصم بيه ...لعله خير 

زم عاصم شفتيه ونظر الي صالح مجددا باعتذار قبل أن يقوم من مكانه : السلام عليكم 

ردد صالح بصوت باهت بينما لم تحمله ساقه ليقوم : وعليكم السلام

بخطي متخازله اقتربت ثراء من باب المنزل بينما عادت بخيبه الامل التي تلازمها بعد أن ظنت الحياه قد فتحت لها ذراعيها هاهي تغلق كل الأبواب بوجهها 

أغلقت دلال الهاتف وطلت برأسها تتطلع تجاه صالح الذي كان ما يزال جالس مكانه منذ خروج عاصم لتشعر بالشفقه تجاهه وتتراجع عن أخباره بما حدث من ابنته !

اتسعت عيون ثراء بمفاجاه حينما رأت عاصم ينزل من بيتهم لتتجه إليه سريعا وتنفلت نبرتها الحزينه : اونكل عاصم ...

نظر لها عاصم وهز رأسه بضيق من تلك الفتاه ليقول لها بنصيحه : يا بنتي اخر حاجه هقولها ليكي .. اللي بتعمليه ده غلط 

تركها وخرج من الباب لتجر ثراء أذيال الخيبه وهي تدخل الي المنزل 

هب صالح واقفا ما أن دخلت ثراء التي دب القلق في عروقها ما أن رأت نظرات ابيها لها ....نظر لها صالح بسخط شديد واندفع يمسك بذراعها صارخا : ازاي تبقي عارفه حاجه زي دي وتكذبي عليا ....تعرفي أنه متجوز وتمثلي عليا 

خفضت ثراء نظراتها بكمد لتزداد نظرات صالح حنق تجاهها بينما تحاول التبرير : فكرت اخوه بيكذب 

نظر لها صالح بغضب هاتفا : كنتي تقوليلي ...إنما انتي كنتي عارفه أنه مش بيكذب وكملتي المسرحيه وفي الاخر شوفي اللي حصل ...طلعت زي الاطرش في الزفه 

تدخلت دلال لتنظر الي ثراء بحنق وهي تسألها بينما قررت اخبار زوجها بباقي أفعال ابنته : انتي كنتي فين يا ثراء ؟!

اهتزت نظرات ثراء ونظرت لها برجاء الا تقول شيء لينظر صالح الي ابنته باستفهام لم تجيب عليه وأجابت دلال : كانت عند ماجد ....نظرت لها باحتقار وتابعت : راحت تقوله أنها مكانتش رفضاه واني انا اللي فهمته غلط ...كانت عاوزاه يسيب خطيبته ويخطبها 

نظرات خزلان غلفت ملامح صالح الذي قال بخزي شديد : انا مش عارف هتنزلي من نظري ايه اكتر من كده ..... كان عندك فرصه يكون ليكي مستقبل بس انتي استغلتيها غلط 

نظر لها بسخط وتابع : كرهتي عيشتك واتعاليتي علي اهلك بدل ما تشكري ربنا وتستغلي الفرصه صح ....اشار الي المنزل حوله وتابع : اهو هتفضلي في البيت اللي كرهتيه والعيشه اللي مكانتش عجباكي

  ............

....

دار نديم حول نفسه وهتف بغضب شديد لأبيه : انا لازم اخد حق ابني اللي ضاع

نظر أبيه إليه وقال بتفهم : حاسس بيك بس خلينا نتكلم بالعقل يا نديم ....ده أمر ربنا وزعل مراتك من ابوها مجرد سبب بلاش تخلي الغضب يعميك 

هز نديم رأسه وهتف باحتدام : هو السبب ....انت لازم تدمره يابابا وتاخد ليا حقي 

...........

...

هتفت هدي برجاء زائف : ارجوكي يا وسيله متعقديش الأمور اكتر من كده ....الست كل اللي طلباه انها تشوف بنتها 

أغلقت وسيله الهاتف ونظرت الي دنيا مطولا وهي تفكر في كلمات هدي ....في النهايه الفتاه ليست ابنتها ومن حق والدتها أن تراها !

نظرت هدي الي أحد الرجل الواقف امامها وسألته : عرفت هتعمل ايه ؟

اوما الرجل لتضع هدي توقيعها علي الشيك امامها وتمد يدها له قائله : ده نص المبلغ اللي اتفقنا عليه والنص التاني لما تجيب البنت علي المكان اللي اتفقنا عليه 

خرج الرجل لتجلس هدي بأعصاب تالفه وهي تحاول الا تفكر في كل الأخطاء التي ترتكبها وكل خطأ يقود الي خطأ اكبر منه وكلما ظنت انه الاخير يفتح عليها باب آخر وتضطر الي غلقه بخطأ اخر وهاهي تنتوي خطف الفتاه من وسيله وإعادتها الي والدتها لعلها تغلق هذا الباب معتقده أن وسيله لن تجروء علي قول الحقيقه وسينتهي الأمر بتقبل الجميع اختفاء الفتاه الصغيره .

...........

...

ضحك عمر مليء فمه ليصل صوت ضحكته الي وسيله التي كانت جالسه بغرفتها بينما هو بالخارج ومعه دنيا ....كان صوته يقترب من الغرفه بينما يتحدث بالهاتف لتسرع وسيله تندثر اسفل الغطاء ما أن شعرت بقدومه .....تابع عمر حديثه بالهاتف : اخيرا هتولدي ...ده انتي حامل في جمل ...ضحك مجددا وتابع بحنان : طبعا يا جوجو جاي ...علي ما توصلي المستشفي هكون جيت انا وسيلا ودندن 

أغلقت جوري الهاتف ومدت يدها لتعيد الهاتف الي جوارها لتتوقف بمنتصف الطريق وهي تتذكر اخر ما نطق به عمر .....!

سيأتي بالطبع هو وزوجته وابنته ....!! المفارقه أن زوجته وابنته لا احد يعلم عنهم شيء واولهم مراد !!

جلس عمر علي طرف الفراش بجوار وسيله بعد أن وضع  ابنته في فراشها الصغير الموضوع بجوار فراش وسيله  

ليميل ناحيتها ويمرر يداه برفق فوق كتفها :  سيلا !

اقشعر جسدها بينما لمس عمر كتفها بحنان وهو يميل عليها ويمرر يداه بين خصلات شعرها ويكرر نداءه : سيلا 

فتحت وسيله عيناها والتفتت إليه ليبتسم لها : صباح الخير 

هزت وسيله راسها وتهربت بعيناها منه كالعاده لتصر عيناه علي اجتذاب نظراتها كما اصرت شفتاه علي تذوق شفتيها مخالف اي حواجز وضعتهم بينهم بينما بلغ اشتياقه لها مبلغه ليمسك وجهها بين يداه برقه ويدير راسها إليه وبلا مقدمات يميل تجاه شفتيها التي بالكاد لمست شفتيها قبل أن تبعده وسيله عنها وتقوم من مكانها ....لاحت ملامح الانزعاج علي ملامحه بينما شعور النفور والرفض لم يعتاده ولم يتأقلم عليه مهما حاول لتنفلت منه زفره ضائقه : هتفضلي تبعديني عنك لغايه امتي يا وسيله ؟! 

نظرت له وسيله بقوة هاتفه : لغايه ما انا احس اني عاوزة اقرب 

تقابلت نظرات كلاهما لتتابع وسيله وهي تعقد ذراعيها حول صدرها : مش لازم الأولوية تكون لاحساسك انت ياعمر 

بنبره خاويه كرر نفس جملته التي لم تعد الا مجرد صدي صوت فارغ : انتي مبقتيش تحبيني زي زمان !

اشاحت وسيله بعيناها عنه وقالت ببرود : قولت ليا انسي زمان 

هب عمر من مكانه واندفع ناحيتها هاتفا بنفاذ صبر بينما لم يعتاد أن يتلاعب به أحد بنفس أسلوبه : انتي عارفه اقصد ايه بزمان 

ببرود طالما قابل ثورة كل ما أمامه به كانت وسيله تتحدث معه بنفس البرود : قصدك انسي بس اللي عملته فيا الليله دي !

شعر عمر بالاختناق من عجزه امامها عن السيطره علي الموقف : ليه بتكرريها تاني يا وسيله مش اتفقنا ننسي 

نالت كفايتها وقررت أن تتركه عاجز وسط تفكيره أنه مقصر كما كان يفعل معها لترسم ابتسامه بارده علي شفتيها قائله : خلاص ياعمر ...ننسي اللي فات 

اتجهت الي فراش دنيا متعمده أن تتركه تائه مشتت 

ليزفر عمر بضع مرات وهو يحاول انتشال نفسه من دوامه التفكير وفقط الاقتناع باخر ما قالته ( ننسي اللي فات )

: صحيت من بدري واديتها الرضعه بتاعتها وغيرت ليها ونامت تاني 

كانت تلك كلماته التي قالها لتتراجع وسيله عن حمل الصغيرة وتتركها بفراشها .... بقي عمر واقف مكانه ينظر إليها بينما اولته ظهرها وهي تخرج لها ملابس لتدخل للاستحمام بينما وسيله تحاول أن تسيطر علي رجفه يدها ما أن استمعت له يقول : جوري هتولد النهارده ....اجهزي عشان نروح 

بلا تفكير قالت وهي مازالت توليه ظهرها : روح لوحدك 

عقد عمر حاجبيه وتحرك ناحيتها يسألها بامتعاض : ايه ؟!

استدارت وسيله إليه وملئت نظراتها بالبرود بينما تلذعه مجددا بسم لسانها : مفتكرش اني هحب اكون موجوده وأشوف اختك في مناسبه زي دي 

نظر لها عمر باستفهام لتتابع وسيله بث حقدها بلا خجل لانه وحده المسؤول عن خلق تلك العقده بداخلها : يعني باختصار هحس بالحقد لما اشوفها وهي بتولد وعيلتها وجوزها جنبها في حين اني معشتش الموقف ده !

وكأنها سكبت عليه دلو ماء بارد وقف عمر مكانه مباغت بما نطقت به بلا أي تجميل وتركته ودخلت للاستحمام ....تنفس عمر بينما اهتزت نظراته وهو يعيد حديثها الذي القته عليه بهدوء ولكنه وصل تماما الي مكانه واشعل حريق العجز بداخله ..... محقه ولا يستطيع أن يكذب علي نفسه مجددا ويخبرها أن وجعه لها لم يترك أثرا بالغا ...!

.............

.....


رمش ايهم باهدابه بضع مرات يحاول أن يستوعب تلك الكلمات التي يقرأها قبل أن يهب من خلف مكتبه كالبركان الثائر ....!

اعلان بقضيه طلاق !!

هذا أكثر من احتماله ....بل شيء لم يتوقع أن تفعله أو تفكر به بالأساس وكالعاده كانت المبادره من نصيبها لانه تأخر في اتخاذ قراره وحتي في اخبارها به فكانت مجددا تحاول إجباره علي شيء .

أسرعت غرام تجاه باب الشقه بهلع ما أن تعالت تلك الطرقات القوية فوق سطحه الخشبي لترتجف دقات قلبها بداخلها حينما رأته من خلال فتحه العين السحريه بالباب لتحاول أن تتنفس بضع مرات لتسيطر علي ارتجافه يدها ولكن عبثا فيكفي طرقاته علي الباب بتلك القوة والاي تثير بداخلها الرعب وليس الخوف فقط 

فتحت الباب بعد أن جاهدت أن تخفي خوفها ليثيره مجددا بنظراته التي أطلقت الشهب وهو يتطلع إليها هاتفا بأنفاس ساخنه حد اللهيب : انتي بترفعي عليا قضيه طلاق !!

نفس... اثنان... كبحتهم غرام داخل رئتيها وهي ترفع عيناها أمام عيناه وتهز راسها هاتفه بقوة عكس داخلها المهتز : اه 

باندفاع كان ايهم يقبض علي ذراعها هاتفا بحنق شديد : اه في عينيك ...ده انا .....انا ....ضاعت باقي جملته وهو يبحث عن وعيد أو تهديد بينما يتراجع بها الي الخلف لتكاد تقع بينما سرعان ما التفت ساقيها ببعضهم ومالت الي الخلف لولا ذراعه القويه التي أمسكت بها وبات ينقذها بعد أن كان يهددها .... هدرت دقات قلبها بقوة استطاع الشعور بها بينما جذبها تجاه صدره لتلتقي عيناه عيناها فيري طفله صغيرة أصبحت متمرده تنظر له بوعيد تبادله له دون أن تخشاه مثل سابق .....انساقت أنفاسه الساخنه تجاه أنفاسها المتسارعة ومال تجاهها مقربا وجهه من وجهها وعيناه لا تترك النظر إلي غضب عيونها الذي تحول الي هلع بلحظه ما أن انفلتت منه شهقه تأوه وهو يشعر بهذا الشيء الصلب الذي اصطدم بمنتصف ظهره حيث كان اعلي نقطه استطاعت شيماء اختها الصغيرة الوصول إليها وهي تمسك باحدي ادوات المطبخ والتي كانت قطعه خشبيه لفرد العجين أسرعت تحضرها وتركض تجاه اختها تحميها من هذا الوحش صارخه بصوت طفولي : ابعد عن اختي !!

التفت أيهم بعيون تطلق الشهب ليتبين ما يحدث فتصطدم عيناه بنظرات الصغيرة الغاضبه والتي رفعت أمامه سلاحها الخشبي بتأهب وهي تكرر كلماتها ...ابعد عن اختي !!

أسرعت غرام تستعيد أنفاسها وهي تجذب اختها الصغيرة من أمام هذا الهرقل وتضعها خلف ظهرها بحمايه وتتولي هي رفع السلاح الخشبي مزمجره : اياك تقرب منها !!

رفع ايهم حاجبه و حك ذقنه قبل أن يتقدم خطوه تجاهها لتتراجع غرام مثلها وهي مازالت ترفع أمامه السلاح الخشبي : متقربش 

لم يخشي تهديدها بل اقترب خطوة اخري ...!!

...........


....

ضمت وسيله طرف رداء الاستحمام حول جسدها ما أن خرجت الي الغرفه ووجدته ما يزال كما تركته واقف مكانه .... انتبه عمر لخروجها ولكنه بقي مكانه تائه يبحث عن شيء يقوله .... دفعت وسيله بخصلات شعرها المبلله تبعدها عن كتفها وترفعها الي الاعلي بدون تصفيف لتجذب نظراته العاشقه بشعرها الحريري ذو اللون العسلي 

تنفس واتجه ناحيتها بينما عيناه وجدت طريقها بعيدا عن شتات أفكاره بالغرق في سحرها وتأمل ملامح وجهها الجميل ليتوقف امامها ويمسك بيدها لتفلت خصلات شعرها بينما يهمس بأنفاس مبهوره : لو قولت اسف هتسامحيني !

قبل أن تفتح فمها كانت أنامله تلمس شفتيها وهو يهمس : هششش ....عارف هتقولي ايه بس مش عارف اعمل ايه ! 

تحركت أنامله ببطء ترسم خطوط شفتيها التي انفرجت دون إرادتها مستجيبه للمسته بينما عيناه تبث لها نظراته العاشقه :  انا عمري ما ندمت علي حاجه عملتها زي ما ندمت وبندم علي اللي عملته .... قوليلي اعمل ايه عشان ترجعي تشوفيني زي زمان ؟! 

لايعرف وهي ايضا لا تعرف ...ربما لانه لايوجد شيء قادر علي جعلها تراه كما كانت تراه بالسابق وقد رأت وجهه الحقيقي وبعدها لا يمكن لأي شيء اعاده تجميل حقيقته 

لتقول بصدق : مفيش حاجه تعملها ياعمر 

نظر لها بعدم فهم كطفل صغير متعلق بها يترجاها الا تتركه لجهله لتبعد وسيله اي شفقه عن قلبها وهي تعده بوعد زائف : قولتلك محتاجه وقت 

...........

....

تحتاج إلي وقت وهو لم يعتاد الانتظار ولكنه تلك المره مجبر لأنها كانت محقه حينما خطت خط عريض اسفل جملتها بأنه لا يجب أن تكون الاولوليه لما يشعر به ويحتاج هو له .....طوال طريقه الي المشفي وهو يفكر في كلماتها بينما بدأ يعرف ابجديات التفكير في شيء 

توقف في أحد المحلات ليشتري هديه لأخته وكعادته مؤخرا يتلهف لشراء كل ما يراه جميل لابنته .....

كانت عائلته وعائله مراد جالسين بانتظار خروج جوري من غرفه العمليات لتتهلل ملامح زينه ما أن رأت ابنها وبعتاب لاح في عيونها استقبلته ليسرع عمر يحتضنها : وحشتيني يا ماما 

قالت زينه بعتاب : لو وحشتك كنت سالت عليا 

نظر لها برفق وربت علي يدها قائلا : اسف متزعليش 

مال تجاه عاصم يحتضنه ويقول بصدق : وحشتني يا بابا 

بادله عاصم الاحتضان قائلا : اخبارك ايه ياعمر 

نظر له عمر بابتسامه باهته : الحمد لله

نظر له باستفهام : فين وسيله ودنيا ؟!

هز عمر كتفه وتنهد بقله حيله بينما يقول بزيف : قولت اسيبها براحتها 

نظرت له زينه بجبين مقطب : يعني ايه ؟!

أشار عاصم له ولزينه أن يتبعوه ليجلسوا بكافيتريا المشفي ويتحدثون براحه لينظر عمر زينه التي استمعت الي ماقاله عمر عن سبب عدم مجيء وسيله لتتنهد بثقل : مقدرش الومها يا عمر ...اعذرها 

قال عمر بحنان : طبعا عاذرها يا ماما ....انا بس مش عارف اعمل ليها ايه عشان تسامحني 

التفت الي ابيه وتابع : بابا ... انا عاوز اعوض وسيله عن اللي حصل بينا 

اوما عاصم بصمت ينتظر حديث ابنه الذي تابع بتفكير : لازم أعلن جوازنا ....بفكر اعمل ليها فرح كمان 

مررت زينه يدها علي وجهها بتفكير قبل أن تقول : انا كمان نفسي أنها تعيش كل حاجه معاشتهاش بس فكر يعني ايه تعملوا فرح وانتوا معاكم بنت ....هزت راسها بتفكير وتابعت : لا ياعمر ...كده الناس هتتكلم عنكم 

حكت راسها وتابعت : ايه رايك نعمل حفله سبوع كبيرة لدنيا ونقول انكم اتجوزتوا في حفله عائليه ؟!

تدخل عاصم قائلا : مش هتفرق اعملوا اي حاجه المهم تكون حاجه هتعوضها فعلا ....حفله يعني لازم يكون فيها صحابها وعيلتها

نظر إلي عمر بمغزي ليقول عمر سريعا : عارف ودي اول حاجه انا فكرت اعملها ....تنهد وتابع بخزي : انا هروح لجدتها واحاول اصلح كل اللي حصل ...تنهد وتابع باعتراف : الحاجه الوحيده اللي هتعوض وسيله هي رجوعها لحضن جدتها 

لأول مره يستشعر عاصم جديه ابنه ليقول له موافقا : كده هتمشي في الطريق الصح 

نظر عاصم في ساعته وأشار لزينه بينما يريد أن يختلي بأبنه : زينه قومي شوفي اخبار جوري ايه وانا وعمر هنحصلك 

اومات زينه وغادرت لينظر عاصم الي ابنه ويسأله : علاقتكم مع بعض ايه بعد اللي حصل ؟

قال عمر بزيف وهو يبتسم : كويسه 

نظر له عاصم بنظره نافذه وقال دون مراوغه : انت بتنام فين ياعمر ؟!

حمحم عمر وخفض عيناه ليسحب عاصم نفس عميق قائلا : يبقي متضحكش علي نفسك وتقول كويسه .... طول ما هي مش سامحه ليك تقرب منها يبقي لسه مسامحتكش ياعمر ...اياك تضغط عليها 

هز عمر رأسه قائلا : لا مش هعمل كده ...بس انا ...قاطعه عاصم بحزم قائلا : حاليا مفيش حاجه اسمها انا .....هي وبس ليها الأولوية.... اللي عملته مش قليل حاول ياعمر معاها 

هز عمر رأسه وابتسم لأبيه ليربت عاصم علي يده بينما سأله عمر : طيب وحضرتك سامحتني

قال عاصم بتسويف : انا عاوزك تفضل كده وتكون مبسوط في حياتك انت وعيلتك 

..........

....


تراجعت غرام خطوة تلو الأخري بينما ايهم يقترب أكثر لتستدير تجاه اختها وتدفع بها الي الغرفه قائله : اجري يا شيماء وادخلي اوضتك 

ركضت الصغيرة بخوف بينما التفتت غرام تجاه ايهم الذي تفاجئت به امامها مباشره لتشهق بهلع ما أن كاد وجهها يصطدم بصدره ...أحاط ايهم بخصرها ليوقف تراجعها دون أن يدرك خطوره فعلته التي جعلتها قريبه منه بتلك الطريقه بينما أنفاسها المتهدجه تمثل خطر اكبر عليه ناهيك عن نظرات عيناها التي امتلئت شراسه وهي تتطلع له بقوة زائفه ترفع أمامه السلاح الخشبي: ابعد 

بلا مجهود كان ايهم يرفع ذراعه ويمسك بيدها التي تمسك بها السلاح الخشبي بينما ذراعه الأخري مازالت تحيط بخصرها ليميل ناحيتها وتمتزج أنفاسه الحاره بانفاسها المبعثره وهو يقول : سيبي اللي في ايدك وخلينا نتكلم !

قرب أنفاسه الممزوج برائحه عطره الاثره بعثرت أنفاسها أكثر لتضع يدها بعفويه علي صدره لتبعده عنها فدفعت بشرارات الاشتياق الي كيانه من لمستها ليتبعثر كل ثباته فيحرر هو خصرها ويتراجع خطوه ليضبط أنفاسه ولا يبدو متأثرا بقربها ويشيح بعيناه عن عيناها قائلا بصوت حاول أن يكون رزين : ايه اللي عملتيه ده ياغرام ؟!

عقدت غرام يدها حول صدرها ووقفت أمامه بتأهب قائله : عملت اللي كان لازم اعمله 

التفت لها بحده هاتفا : ترفعي عليا قضيه طلاق 

هزت غرام راسها ونظرت إليه بتحدي لتحتد نظرات ايهم وسرعان ما ينفلت لسانه هاتفا لحفظ ماء وجهه كما ظن : كنتي اطلبي الطلاق وانا اطلقك من غير قضايا 

غص حلق غرام بقوة وتهدجت أنفاسها ليشعر ايهم بالضيق من نفسه علي كلماته الجارحه واراد التراجع عنها ولكن اوان التراجع قد فات حينما قالت غرام وهي تحاول بقوة السيطره علي دموعها ولا تسمح لها بالعبور الي مقلتيها وهي تنظر له بقوة هاتفه : مش لازم كل حاجه اطلبها منك ....انا خلاص نفذت 

تنهد ايهم ورفع حاجبه بامتعاض : يعني ايه ؟!

اشاحت غرام بوجهها : يعني متتعبش نفسك وتستني مني اطلب منك 

ضغط علي عروق يده بينما لم يعهد في نفسه الطلب او الرجاء ليقول وهو يرفع رأسه بينما كعادته مغرور : انا مشتكش ليكي !

التفتت له غرام وهتفت به بثبات لاتعرف من اين أصبحت تتحلي به : وانا مش هستناك تشتكي  ....خلاص نصيبنا مع بعض خلص 

انزعجت كل ملامحه بينما في حالته وما اعتادته من نفسه كان ليغادر ولكنه وجد نفسه يحاول فتح طريق آخر للحديث دون أن يبدو كذلك : مش فاهم 

نظرت له غرام ببرود : نتطلق !

نظرت الدماء الحاره في عروق ايهم الذي احتدمت نبرته وهتف بغضب وعناد : طيب طالما بتتحديني ...مش هطلقك 

قال جملته واندفع تجاه الباب الذي ما أن يخرج منه لن يعد هناك طريق للعوده فكرامته ستكون له بالمرصاد ....

حاولت غرام رفع راسها بكبرياء بينما تتطلع الي خطواته للحظه ثم تبعد عيناها وتوليه ظهرها متأهبه لصوت ارتطام الباب خلفه 

بينما بدأت خطوات ايهم تتباطيء وهو يحاول بقوة أن يفكر تحت ضغط لم يعتاده .....أن خرج لن يكون طريق للعوده وان عاد سيكون تراجع منه لم يعتاده ولكنه اعتاد منها أن تمهد له الطريق وهو انتوي أن يعيدها إليه ولكنها لم تدع له تلك المره اي طريق ! 

فعله أخري متهوره كان يفعلها بلا تفكير لتتفاجيء غرام بألم ذراعها من قبضته التي امسك بها ذراعها لتلتفت له بمفاجاه حينما وجدته يجذبها معه : انت بتعمل ايه ؟!

هو لا يعرف ماذا يفعله بالأساس ....يعيدها بقوة غاشمه حتي لا يبدو أنه تراجع عن حديثه ....حاولت غرام سحب ذراعها منه بينما لا تفهم الي اين يأخذها ولم تتوقع أن يكون بطبع بربري لا يفهم أن بضع كلمات قد تحل الأمر 

: اسكتي خالص 

قال كلماته ودفع بها الي سيارته التي انطلق بها لتتجرء غرام وتلكمه بذراعه بغل : انت همجي ومجنون نزلني 

هز ايهم رأسه وتابع قياده السياره بسرعه : مش هتنزلي وهمجيتي دي سببها تصرفاتك يا للي رافعه عليا قضيه !!

حسنا صاغ الأمر أنه مجرد ربح للتحدي ليلف ويدور حول عدم اعترافه بالحقيقه وتوقع منها أن تقبل تصرفاته ولكنها لن تفعل بينما انهكها التماس الأعذار له لتهتف بغضب : بقولك نزلني !

تجاوز ايهم السياره التي أمامه بينما كاد يصطدم بها من فرط قوته لتصرخ غرام بفزع شعر به وهو يمد ذراعه امامها بحمايه حتي لا تصطدم بزجاج السياره التي بدأ يهديء من سرعتها حتي توقفت لتتوقع منه غرام تفسير لم تجده بل كل ما فعله هو أنه مال ناحيتها لتتقابل أنفاسهم للحظه بينما مد يداه الي حزام الامان يحكمه حولها ثم يتابع طريقه 

............

.....

مال عمر علي جبين أخته يقبله وهو يقول بحنان : مبروك يا حبيتي 

ابتسمت له جوري بوهن ليبتسم عمر الي مراد قائلا : مبروك يا مراد 

ابتسم له مراد بسعه قائلا : الله يبارك فيك يا حبيبي عقبالك 

قال عمر بابتسامه واسعه : سبقتك !

قال كلمته وهو يضرب كتف مراد بخفه ثم يستأذن ليغادر بينما يترك الجميع في دهشتهم وكالعادة تولي عاصم مسؤوليه التفسير للجميع ليختم حديثه : يعني دماغه ناشفه كالعاده وتوقع مني ارفض جوازه فاتجوز 

نظر مراد الي جوري التي تهربت بنظراتها منه بينما يتهمها أنها أخفت شيء كهذا عنه 

قال سيف البحيري بينما يحاول إعفاء عاصم من الحرج : شباب محدش يعرف تفكيرهم ....المهم الف مبروك يا عاصم علي جوازه وعلي بنته 

احمر وجه زينه وهي تتلقي من نور نفس التهنئه لتبقي قليلا قبل أن تخرج الي خارج الغرفه تتنفس وهي تعاتب بسرها ابنها الذي دوما يضعهم بمواقف كتلك ولكن ايا أن يكون موقفهم فلم يكن مثل موقف عمر الذي استجمع كل شجاعته وهو يخطو الي غرفه امتثال بالمشفي التي عرف بوجودها بها ....رفعت مديحه عيناها إليه باستفهام : افندم 

قال عمر بتهذيب : انا جوز وسيله ...تسمحي ليا اطمن علي الحاجه امتثال 

قبل أن  تقول مديحه شيء كان عمر يتقدم بخطوات يجرها جرا تجاه فراش امتثال التي هدرت الدماء الحاره بعروقها ما أن رأته امامها ..... مشاهد كثيره مرت أمام عيناه سريعا لتلك المرأة التي استقبلته بمنزلها وشعر بالالفه وهو يناديها بجدته لترتسم ابتسامه لاح بها الحنين تجاهها وهو يقول بصوت يشوبه الحزن الشديد لحالتها : الف سلامه عليكي يا تيته

أغتلت كل ملامح امتثال التي صدرت عنها محاوله غاضبه للحركه لتندفع مديحه ناحيتها تحاول تهدئتها بينما امتثال تحاول بقوة أن تخرج كلمه غاضبه من بين شفتيها فلم تستطيع الا اخراج همهمات غاضبه تجاه عمر الذي قال باعتراف وهو يحاول تهدئتها : انا عارف انك متضايقه من وجودي بس ارجوكي اهدي انا مش جاي اضايقك ...نظر إليها برجاء وتابع سريعا بينما يعرف أن ما سيقوله ربما يهدئها : وسيله محتاجه ليكي 

توقفت امتثال عن محاوله التحدث ونظرت له بعيون متلهفه ما أن سمعت اسم حفيدتها ليبتسم عمر لها ويقول برفق : هي كويسه ....كويسه متقلقيش بس محتاجه ليكي ...انا فرقتكم عن بعض وجاي دلوقتي اصلح غلطتي ....ارجوكي يا حاجه سامحيني واقبلي اني اصلح كل اللي عملته .....تنهد وتابع : اهلي عرفوا كل حاجه وانا محتاجك تكوني في حياتنا تاني عشان وسيله ترجع زي ما كانت 

استفاض وهو يتحدث عن ابنته ويري امتثال صورها لتندفع الدماء الي وجهه امتثال وتملئه بالحياه وهي تتخيل حفيدتها قد أصبحت ام لتتهلل ملامح عمر ويغزو الامل عروقه وهو يفكر بأن كل شيء في طريقه لينصلح فعاد الي المنزل وهو يكاد يطير يتحرق شوقا ليفاجأها .

.........

...

نظر عمر الي وسيله التي كانت تستمع له بصمت بينما يعدها بحفل وزفاف وحياه لم تعد تري نفسها بها كما لم تعد نفس الفتاه التي يسعدها شيء كهذا 

وضع عمر يداه فوق يدها ونظر لها برجاء متابعا : انا عاوز اصلح كل اللي حصل بينا واعوضك عن كل اللي عملته 

تنهد وتابع بينما يتطلع الي عيناها باعتذار : انا عارف انك زعلانه من مامتك بس لو عرفتي اللي عملته جايز تعذريها ....مامتك عرفت هي غلطت في حقك اد ايه وطردت طلعت وبناته وكل أملها انك تسامحيها 

بلا مبالاه أخفت به خزلانها قالت وسيله بخواء : تعمل اللي تعمله مش فارق معايا ...متأخره اوي محاولتها 

نظر عمر لها لتتابع بقلب كسير : مكانتش موجوده وقت ما كنت محتاجه ليها 

قولا فصل قالته وحسم الأمر ليحاول عمر إفراغ ما بقي في جعبته من محاولات ليربت علي يدها بحنان ويتابع : طيب ولو قولتلك اني روحت لتيته امتثال 

اخيرا دبت الحياه في نظراتها وهي تنظر إليه ليبتسم عمر لها ويهز راسه قائلا : أيوة يا سيلا روحت ليها واتكلمت معاها 

غص حلق وسيله وقالت بقهر : تيته مبقتش تتكلم 

تحامل عمر علي إحساسه بالذنب قائلا : هتتحسن ...الدكتور قالي أنها بتتحسن وهتتحسن اكتر لما تشوفك ....انا قولت ليها اني السبب في كل حاجه ووعدتها اني اصلح كل حاجه وهي مستنيه تشوفك 

اخيرا لاح لها ضوء امل في الطريق المظلم الذي دخلت إليه لتجد نفسها بلحظه واحده تتراجع عن كل شيء انتوته وتختار طريقها الأمن الي حضن جدتها تحتمي بها من كل السوء الذي تغلغل في روحها 

كما رأت ضوء امل كان عمر هو الآخر يري واخيرا نفس بصيص الامل وهو يري نظراتها التي دبت بها الحياه وهي تنظر له مطولا وكأنها تودعه ....نعم بدأ بإصلاح كل شيء ولكن فات أوان الإصلاح بينما كل شيء تصدع بالفعل ...

سينتهي كل شيء هكذا وعدت نفسها وهي تستعد لآخر مكان ستذهب إليه بعدها تذهب الي جدتها وتترك كل شيء خلفها .....ستعيد الفتاه الي والدتها بعدها تذهب الي جدتها وتخبر الجميع بكل شيء !

لم يفهم عمر سبب إصرارها علي الخروج بينما كل ما قالته غامض علي انها تريد البقاء وحدها قليلا 

: طيب يا حبيتي فهميني هتروحي فين ؟

قابلت سؤاله بصمت ليتنهد عمر وهو يحاول كبح غضبه وتحمل نوبات صمتها : وسيله احنا اتكلمنا وخلاص كل حاجه في حياتنا هتتصلح وهنروح لجدتك ايه المشوار اللي فجاه قررتي تروحيه 

هزت كتفها وقالت بتهرب : عاوزة اروح لبسنت اعتذر ليها عن اللي حصل 

عقد عمر حاجبيه وداخله أيقن أنها تكذب ولكنه سايرها بكذبتها : نروح سوا 

هزت راسها وقالت باصرار : مفيش داعي ...كلها ساعه وهرجع 

لم يجد أمامه مفر من موافقتها ولكن كان برأسه خطه أخري توقعتها وسيله بسهوله واكتشف عمر انها فهمتها حينما بحث عن مفتاح سيارته ليلحق بها فلم يجده .....زفر عمر بحنق شديد وركل الطاوله بينما يسرع ممسك بهاتفه : شافعي هات ليا عربيه بسرعه 

........

....


نظرت هدي في ساعتها بينما جلست علي جمر ملتهب وهي تحاول تهدئه أعصابها بانتظار وصول خبر لها من الرجل الذي استاجرته لخطف الفتاه من وسيله وهي في طريقها اليها ....

نظرت وسيله إلي دنيا في مرأه السياره وابتسمت لها تودعها وقد اقتربت من المكان الذي حددته هدي لتهمس لها بحنين : هتوحشيني 

صرخه قويه انبثقت من صدرها تزامنت مع صوت انفجار قوي دوي حولها ارتدت علي أثره بقوة للخلف بينما انفجر أحدي اطارات السياره ...!

وقف عمر أمام بسنت بجبين مقطب : مجتش!

اومات بسنت بدهشه : هو في ايه ياعمر 

لم يكن هناك وقت للاجابه أو الشرح بينما عصفت الظنون برأسه والتي كلها قادته لنهايه لا يتخيل أن يعيشها وهي أنها أخذت ابنته وهربت منه مجددا !!

كل منهم أخذه القدر لطريق غير الذي انتواه وتشابكت كل الاحداث ...فهاهي هدي بانتظار مكالمه من الخاطف لتجد مكالمه أخري لم تتوقعها من انور الذي قال بشماته بينما يحكم الحبال حول يد الرجل : ايه يا دكتورة مش عيب بعد كل السنين دي تشكي في ذكائي أو اني بسهوله هعرف انتي بتفكري في ايه .....الراجل اللي كنتي بعتاه يخطف البنت عندي وباشاره واحده مني هيعترف بكل حاجه وادمر مستقبلك 

تهاوت هدي علي المقعد خلفها بينما تقول بانهزام: عاوز ايه يا انور ؟

قال انور بلا جدل : عاوزك !

عمر متخبط بين الطرقات يبحث عنها بأنفاس لا يقوي علي اخذها وهو يري تكالب كل أفعاله عليه ولكن إن كان هذا الثمن فهو باهظ للغايه ولا يدرك أن كل شيء اخفاه لابد أن يظهر بينما كان انفجار إطار السياره هو ترتيب القدر لتكشف وسيله اخر ما كانت تجهله ويكون القشه التي ستقسم ظهرها الذي حاولت رفعه والتصدي لحقدها تجاه عمر ....! 

اومات وسيله واتجهت الي شنطه السياره الخلفيه لتفتحها وتميل تقلب بين محتوياتها لعلها تجد العده المطلوبه التي طلبها أحد الرجال الذي توقف لمساعدتها علي تبديل الإطار .... حركت حقيبه سوداء جانبا وبحثت خلفها للحظه قبل أن تعود بنظرها مجددا تجاه تلك الحقيبه التي لا تستغرب شكلها....مدت يدها الي السحاب وفتحتها 

لتجتاح الدهشه ملامحها وهي تتطلع الي محتويات الحقيبه .....ارتجفت يدها بينما تخرج فرشاه شعرها ...فرشاه اسنانها ....وشاحها المفضل والذي شغلته لها جدتها بالتريكو ....تلك الدميه التي احتفظت بها من طفولتها واخيرا محفظتها الجلديه والتي بها كل أوراقها .....ازدادت عقده جبينها واهتزت نظراتها لتمد يدها بحركه عصبيه تخرج المزيد من تلك الحقيبه والسؤال يلوح أمام عيناها .....كيف وصلت تلك الحقيبه باشياءها الشخصيه الي سيارته ؟! ....ارتجفت أناملها وهي تمسك بتلك الورقه المكعمشه والملقاه بالحقيبه بإهمال لتبتلع ببطء ويجتاح الالم قلبها وتغشو الدموع عيناها وهي تقرء سطور تلك الورقه والتي كانت بخط جدتها الذي تعرفه جيدا  ( بيت جدتك مفتوح ليكي دايما زي ما حضنها كان طول عمره مفتوح ليكي ) !!

إن كان هناك وصف للألم فهو عاجز عن التعبير بتلك اللحظه عن كل الالم الذي شعرت به ..... ألم الخيانه والغدر من رجل وثقت به ... ألم العيش بوهم أن جدتها نبذتها .... ألم اخفاءه عنها أن جدتها سامحتها وكانت بانتظار عودتها .... اهتزت شفتيها بقوة كما حال يدها بينما تضم الورقه الي صدرها وتبكي بنشيج قوي حتي يا تنفسها صعب .....اتسعت عيون الرجل الجاثي علي الأرض ليسرع ناحيتها بقلق : خير يا مدام ....في حاجه حصلت ؟!

حاولت وسيله أن تخرج صوتها ولكنه لم يخرج لتهز راسها مرارا بينما تحاول ايقاف نزيف دموعها وهي تزم شفتيها تكبح صرختها التي أرادت أن تشق بها عنان السماء وهي تتوعده بأن يذوق من نفس الكأس ...!!

لم يعد هناك أي شيء سيوقفها الان فهاهي رغبتها في الانتقام توهجت وازدادت عزما .... كل فعله لإصلاح ما حدث مجرد وهم مجددا كان ينتوي أن يجعلها تعيش به ...تشوشت رؤيتها أكثر واكثر كما تشوش عقلها وقلبها 

: وسيله ! 

كان هذا صوت عمر اللهيف الذي وصل إليها لينصدم بملامح وجهها الباكيه كما انصدمت هي بحراره حضنه الذي دفنها به بلوعه وكأنها غابت عنه سنوات 

لتنظر الي عيناه التي لمعت بها الدموع وهو يكوب وجهها بين كفيه ويقول باعتراف خرج من قلبه الملتاع : خوفت تسبيني وتبعدي عني ! انا اموت لو بعدتي عني يا وسيله 

غص حلقها بقوة وقد عجزت عن فهم هذا الرجل الذي دمرها بكل الطرق ولكنه لا يتوقف عن اخبارها أنها الأنفاس التي تبقيه علي قيد الحياه 

: خلاص مبقتش اقدر ابعد عنك يا عمر !.

نظر عمر إليها بعدم استيعاب لتهز وسيله راسها وتنظر الي عيناه بتاكيد أن طرقهم لن تنفصل الا بسفك دماء الانتقام 

تهللت ملامحه دون أن يفكر بإنها صادقه ام لا لتشعر وسيله بالاختناق بينما ضمها الي صدره بقوة يحتضنها ويدفن رأسه بعنقها يقبلها بحراره لتشكر الله علي بكاء الصغيرة بتلك اللحظه الذي أعطاها سبب لتبعده عنها دون أن يستشعر نفورها لتضع يدها علي صدره الذي كان قلبه يدق بداخله بجنون وتحاول أبعاده بأنفاس متقطعه : عمر ....دنيا بتعيط 

بالكاد استمع اليها بينما الدماء الحاره هدرت بعروقه بقوة كما حال أنفاسه التي تلاحقت بصدره وهو يضمها إليه أكثر يريد أن يروي لهيب اشتياقه بنعيم قربها لتتهدج أنفاسه بينما خلصت وسيله نفسها من بين ذراعيه واسرعت تجاه الصغيره تحملها ولكن ذراع عمر سبقتها وحملها وضم كتف وسيله إليه وهو يظن أنه قد وصل اخيرا للفردوس ليعود بهم الي المنزل والسعاده تتراقص بين جنبات صدره 

سحابه ورديه أحكمت رسمها بكيانه وبكامل إرادته هاهو يعيش بها دون أن يدري ما تخفيه من سحب سوداء ستحتل كيانه باكمله ...قريبا !

.............

....

توقف لحظه أمام باب غرفه امتثال والتفت الي وسيله قبل أن يقول بحماس : جاهزه 

ابتلعت وسيله ببطء بينما غلف الاسي والخزي نظراتها ما أن فتح الباب ورأت جدتها بتلك الحاله والتي ربما كانت ظاهريا كما هي ولكنها لم تكن تدري ان دماء الحياه عادت تهدر في قلب امتثال ..... تهدجت أنفاسها وشقت الدموع طريقها سريعا الي عيناها وقدماها تتكبل ببعضهما مكانها بينما لا تجروء علي التقدم خطوه .....تهللت ملامح امتثال وفاضت عيناها بالدموع وهي تري واخيرا حفيدتها لتحاول بجهد كبير محاوله رفع يدها لتقترب من حضنها ولكن يدها لم تتحرك فكانت بعيناها تناديها أن تقترب 

ليلمس عمر كتفها بحنان قائلا بتشجيع : قربي يا سيلا  

نظرت وسيله تجاهه ببطء بينما ازدادت غصه حلقها وهي تفكر أنه الآن يقول هذا وهو يظنها لا تعرف بما فعله وأنه كان السبب في ابتعاد جدتها عنها .....برفق جذبت مديحه وسيله من يدها قائله : قربي يا وسيله من جدتك ....قربي لحضنها 

..............

....

خرجت هنا وحلا من غرفتهم علي تلك الأصوات التي صمتت بلحظه خروجهم لتتوقف غرام عن غضبها كما يتراجع ايهم ويترك ذراعها ويتوقف كلاهما أمام الفتيات الذين نظروا بدهشه للحظه قبل أن يركضوا باشتياق تجاه غرام : غرام وحشتينا اوي اوي 

احتضنتهم غرام بالمثل لتقول حلا بسعاده وهي تحتضن ابيها : شكرا يا بابي انك رجعتها 

نظر ايهم بطرف عيناه الي غرام لتري تبختر الثقه في نظراته بينما يظن أنه فعل الصواب 

......

......... 


تمنت امتثال أن تستطيع تحريك لسانها لتوقف صغيرتها عن جلد ذاتها بتلك الطريقه بينما ارتمت وسيله بحضنها وأخذت تتحدث بمرارة عن كل ما عاشته بعيدا عنها : انا بكرهه يا تيته وبتمني اني مكنتش قابلته ..... رفعت عيناها الغائرة بالدموع وتابعت بوجع شديد : انا عارفه انك زعلانه مني عشان بعدت عنك بس انا مكنتش اعرف انك سامحتيني ....بكت بقهر وهي تخبر جدتها بوجيعه قلبها بينما قلب عمر تتراقص دقاته وهو جالس خارج الغرفه بانتظار خروجها ظنا منه أنه اجتاز كل خطوات النجاح في إصلاح كل شيء 

بيأس حاولت امتثال اخراج صوتها وهي تهز راسها : انا هدمره زي ما دمرني ...هنتقم منه علي كل اللي عمله فيا وفيكي

لو ينطق لسانها أو تتحرك يدها لكانت أوقفت كل الحقد الذي قطر من نبره حفيدتها التي اندفعت خارجا والرغبه في الانتقام تعميها ولا تطيق صبرا حتي تروي انتقامها منه !

.............

....

زفرت غرام وعقدت ذراعها حول صدرها بينما بخفه دفعها ايهم الي غرفتهم وهو يرسم ابتسامه لابنتاه قائلا : خلاص يا بنات سيبوا غرام ترتاح شويه 

اومات هنا قائله : تصبحي علي خير يا روما 

التفتت له غرام بحنق هاتفه : كده فاكر أن كل حاجه اتحلت

نظرت إليه بغضب وتابعت : ماما زمانها قلقانه عليا 

قال بهدوء فسرته أنه برود : انا هكلمها اطمنها عليكي واقولها انك رجعتي معايا البيت 

رفعت غرام حاجبها بغيظ : ومين قال اني رجعت ....اسمها اخدتني غضب عني 

هتف ايهم بنفاذ صبر : غرااام خلصنا بقي انا مش بحب الدلع ده 

اتسعت عيون غرام بصدمه كانت الواحده بعد الألف منه ولكنه مازال يصدمها بردات فعله بينما يتوقع منها أن تفهمه ككل مره وتفهم أنه فقط يريد عودتها ولكنه لن يعترف ولكن هذا طريق طويل للتفسير لن تسير به لذا تعالت أنفاسها صعودا وهبوطا ونظرت له بغيظ شديد : دلع !!

ده تفسيرك للموضوع 

اوما لها قائلا : اه دلع ... وكويس اوي اني بفسره دلع بدل ما احاسبك علي انك رفعتي عليا قضيه 

نظرت له غرام بجراه ساخره : لا حاسبني 

هز رأسه وقال بمكر وهو يتجه ناحيتها لتتفاجيء به يضع يده علي بطنها : لا عشان انتي حامل 

ارتبكت أنفاسها من تصرفه بينما الفتاه الحالمه بداخلها ظهرت مجددا ونال منها بنظراته واحتياجها لإحساس كهذا منه ولكنها تمردت علي تلك الأحاسيس وهي تبعد يده وتنظر له ساخره : ايه ده ...فجاه عرفت الحقيقه دي 

لوي شفتيه بملل بينما انهكه تمردها تلك المره : وبعدين يا غرام ....مالوش داعي كلامك ده وكفايه اني عديت ليكي كل كلامك ولا ناسيه انك قولتي عني جبان عشان مقولتش للبنات 

نظرت له بجراه تحلت بها نظراتها ولكن لسانها لم يتحلي بها لنطقها وراوغت وهي تسأله بقليل من التهكم : تقصد انك هتقول ليهم

انتفخ صدره بنفس عميق زفره وهز رأسه : طبعا امال رجعتك البيت ليه ؟

سايرته في تفكيره المتعجرف بأنه يتحكم في كل شيء ويظنها ستقبله: وايه اللي اتغير ؟!

لم يجيب ايهم عن سؤالها لتجده يخلع سترته ويقول بارهاق : كفايه كلام يا غرام ....انتي فاهمه كويس معني كل كلمه وتصرف عملته فبلاش تفضلي تسألي وانتي عارفه اني مش هجاوب 

رفعت حاجبها ونظرت إليه باستنكار من إجابته التي بالفعل لخصت كل شيء لتعقد ذراعها حول صدرها وتنظر له قائله : يعني طلعت في الاخر فهماك

اوما ايهم لتنظر له وتقول بكبرياء : بس انت بقي اللي مش فاهمني ولا فاهم اني اتغيرت ومبقتش الساذجه بتاعه زمان .....عقد حاجبيه ونظر إليها باستفهام : يعني ايه ؟!

هزت كتفها قائله : يعني انا مش فارق معايا تقول للبنات أو لا ...انا اخدت قراري اني هبدا حياتي بعيد عنك 

.............

.....


تفاجيء عمر بما قالته وسيله ...بل بكل ما تفعله منذ عودتهم من زياره امتثال

لينظر لها بدهشه قابلتها وسيله بابتسامه زائفه وهي تقول : مالك بتبص ليا كده ليه ؟! 

هز كتفيه قائلا : انتي بتتكلمي بجد ياسيلا 

كاد قلبه ينفجر بين ضلوعه حينما وجدها تقترب منه وترفع نفسها علي أطراف أصابعها بينما تحيط عنقه بذراعيها وتهمس بدلال : عشان خاطرك يا قلب سيلا  انا خلاص نسيت كل اللي فات وسامحتك 

تهدجت أنفاسه وهو يطوق خصر وسيله بها يقربها منه ويطبق بشفتيه علي شفتيها هامسا بحراره....ده انا اللي عشان خاطرك مستعد اعمل اي حاجه ياقلب وعقل وروح عمر !

تحملت وسيله قبلته لتغمض عيناها تتنفس اخر نفس بالقرب منه لتبتعد عنه بعد لحظات وتتطلع الي السعاده المتراقصه في عيناه قائله : ايه رايك ناخد دنيا ونروح نزور باباك ومامتك 

بالطبع وافق ليقول بسعاده : طبعا يا حبيتي 

...........

....

مشهد سعيد كأي مشهد للنهايه كان يرتسم حيث تجمعت العائله بأكملها في منزل عاصم الذي كان يدير عيناه بين أبناءه وعائلاتهم بينما يضم كتف زينه بذراعه وينظر لها بابتسامه 

ودوما لكل شيء نهايه وكانت نهايه طاقه وسيله في التمثيل قد انتهت وهي تتحمل رسم مشهد العائله السعيده التي يتغني عمر بها أمام الجميع لتخبر نفسها آن أوان إسدال الستاره قد حان ...التفت عمر إليها بينما تحرر كتفها من ذراعه وتقول بصوت خافت : ثواني وراجعه 

اوما لها لتتحرك وسيله مبتعده عنهم تمسك بهاتفها قبل أن تعود بعد لحظات لتتوقف وتنظر الي عمر الذي كانت ضحكته تمليء وجهه كما مليء جلستهم العائلته بالبهجه والضحك  بينما يحمل طفلته بذراعه ليري بفخر انعكاس صورته في عيونهم والتي لم تعد مجرد صوره الشاب الطائش بل اب مسؤول عن عائله ...!!

داعب عمر صغيرته بين ذراعه ونظر الي سيف ومراد قائلا : بعينكم اجوزها لواحد من ولادكم ...دي بنت عمر السيوفي مش اي حد 

غمز الي عاصم بمرح قائلا : جوري جه اللي هتاخد مكانها يا عصوم 

ضحك عاصم وداعب وجنه جوري الجالسه بجواره بينما تضع طفلها الرضيع بين حضن ابيها : انسي هي جوري واحده بس 

ضحك الجميع حينما مدت جوري راسها إلي ابيها وقبلت وجنته ....انتفخ صدر عمر بالسعاده بينما يضم ابنته الي صدره ويقبل وجنتيها قائلا : انا حاسس اني بقيت واحد تاني من بعد ما جيتي الدنيا يا دنيا 

: هو انت بتحس !!

التفت الجميع تجاه وسيله التي نطقت بتلك الجمله 

لتتهادي ملامح عدم الفهم علي وجه عمر بينما تقترب خطوات وسيله منه وهي تنظر إلي عيناه نظرات لم يفهمها وهي تاخذ الطفله من بين ذراعيه تنظر لها ثم تنظر إلي عمر وتكرر سؤالها : ايه ياعمر السؤال صعب اوي كده ....بسألك هو انت بتحس اصلا ؟!

اهتزت نظرات عمر بينما استنكر الجميع سخريتها منه أمامهم لتتابع وسيله بلا هوادة : مالك ؟!

هتف عمر بحنق وهو يتجه إليها ويمسك ذراعها : انتي اللي في ايه مالك يا وسيله ....تعالي معايا 

نزعت ذراعها من قبضته وهزت راسها قائله : ايه الغلط في اللي قولتله ...بلاش اسالك سؤال 

وقف عمر بوجه محتقن ينظر إليها بينما قطبت زينه جبينها كما حال الجميع الذين لا يفهمون شيء لتفجر وسيله قنبلتها : سالتك لما انت بتحس ...ازاي طول الوقت ده محستش أن دنيا مش بنتك!!

اهتزت نظرات عمر كما اهتزت شفتاه بصدمه دون أن يستطيع نطق شيء ....لتنظر وسيله إلي عيناه بقسوة بالغه وتهز راسها بتأكيد : أيوة مش بنتك ....والله مش بنتك ولا حتي بنتي !!

غص حلقها واهتزت نبرتها بينما تتابع  : ابني أو بنتي انت قتلته بايدك !

بالكاد كان كل واحد منهم يتنفس بينما وسيله بقسوة تدفع بالمزيد من كلماتها وكأنها تسدد سهم يلو الاخر في قلبه تدميه كما فعل معها 

اهتزت نظرات عمر وحاول تحريك لسانه بعدم استيعاب بينما وقعت عليه كل كلماتها كالصدمه : ليه ....ليه يا وسيله مقولتيش ليا ....ليه عملتي فيا كده 

نظرت وسيله إليه بقوة دون أن يهتز لها جفن بينما تنظر بوسط عيناه تواجهه بنفور وحقد : عشان انت تستحق كل حاجه وحشه في الدنيا ...تستاهل تتوجع واي وجع وجعته ليك مش كفايه ....تستاهل اكتر من كده ....انا بكرهك وعمري ما كرهت في حياتي حد زيك ياعمر .....كرهتك لدرجه اني كرهت نفسي لاني في يوم حبيتك  .....تستاهل انك تحس بكل اللي حسيت بيه ....أيوة انا قصدت اعمل فيك كل اللي كنت بتعمله فيا ...قصدت ابعدك عن عيلتك زي ما بعدتني عن جدتي وخبيت عني أنها سامحتني وخلتني اعيش في سجنك لما حسستني أن ماليش غيرك .....قصدت تتعلق بالبنت زي ما انا اتعلقت باابني اللي لو كان فضل عايش كان جايز في حاجه واحده تشفعلك عندي ...قصدت اوعدك زي ما وعدتني وفي الاخر منفذتش اي وعد .....قصدت تعيش كل اللي عيشته بس كان عندي رحمه عنك انك عيشت ده بس لكام يوم مع اني عيشت فيه شهور خسرت فيها كل حاجه ....غص حلقها بقوة بينما تنهي كلماتها : خسرت نفسي وبقيت واحده انا معرفهاش 

انقبض قلب زينه داخل صدرها واهتزت نظرات عاصم وكست الشفقه نظرات الجميع تجاه عمر الذي بتلك اللحظه فقط أيقن أن هناك ثمن عليه دفعه !! 

ولأول مره يكون مغدور حقا وكم كان موجع هذا الشعور الحقيقي

كانت صدمه قويه زلزلت كيان الجميع ليبقي كل منهم مكانه وكأن الطير فوق رؤوسهم ..... لتتحرك وسيله تجاه الباب الذي تعالي رنينه وهي تدرك جيدا أن القادم هو اخر مشهد 

: فين وسيله فخر ؟!

قالت وسيله وهي تبتلع غصه حلقها : انا وسيله اللي قدمت البلاغ بخطف الطفله 

مدت يدها الي الضابط قائله : و البنت اللي خطفتها اهي يا حضره الضابط 

اخذوا الطفله من بين ذراعيها ثم 

أشار الضابط الي وسيله قائلا : اتفضلي معانا !

اخر نظره ألقتها وسيله تجاه عمر وهي تبتسم 

ابتسامه ساخره محمله بالمراره انحفرت فوق ملامحها وهي تترك ذراعها للضابط اصطحبها منه تجاه أحدي سيارات الشرطه التي توقفت بالفناء ....نظره اخيره حاولت بها أن تتشفي به وبملامحه التي لا تستوعب صدمه تلو الأخري صدمته بها واستحقها لتتبعها عيون الجميع وهي تخطو بخطوات بطيئه تجاه مصير هي اختارته لتدفع هي الأخري ثمن خطأها حينما سارت خلف قلبها برفقته ....اذت نفسها كما اذته ولكنها لا تشعر بالشفقه علي نفسها ابدا فهي من اختارت أن تنتقم وكان الانتقام يستحق !!

.......قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

29 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. يا الله وسيلة موتت عمر فعليا ده مش قلم لا دي ضربة موت
    تألقتي مونا كما عهدناك

    ردحذف
  2. فاجئتيني بالاحداث...👍

    ردحذف
  3. تسلم ايدك يا مبدعة ❤
    البارت تحفة وكل مرة الاحداث بتكون مشوقة أكتر شابوه ليكى 👏👏👏
    فى انتظار البارت الجديد متتأخريش علينا يا قمر 😘🤍🤍🤍❤

    ردحذف
  4. الفصل تحفة والأحداث جااامدة

    ردحذف
  5. جيه وقت الحساب كل ساقي سيسقي بما سقي

    ردحذف
  6. برافو وسيلة 👏👏👏👏
    متتأخريش علينا

    ردحذف
  7. بصي انا متابعه الرواية من الاول والأحداث عمالة تسخن اهي وانا مع كل اللي مستنيين أن عمر وايهم ياخدوا جزائهم والفصل دا بيبرد نارنا اهو بس اتفاجئت دلوقتي ان حضرتك بتقولي هتوقفي الرواية وياعالم هتكمليها ولا لاء وبس كده مفيش اي إضافة طيب حضرتك احنا بقالنا شهور معاكي متابعين ومستنيين النهاية اللي كنتي كل شوية تتكلمي عنها وفجأه كده تقولي هوقفمن غير حتى اي أسباب يعني اسمحيلي دا عدم تقدير لكل الناس اللي تابعتك وحبتك وحبت الرواية وتأثرت بتفاصيلها كل الشهور دي ياريت لو في أسباب توضحيها أو لو هي شخصية توضحي ع الاقل انه في حاجة بتمنعك ومينفعش تقولي ابدا ان الرواية بتاعتك وليكي الحرية انك تكلمي أو لا لو كان كده مكنتيش نشرتها تمام الموضوع كله مفيهومش مقابل مادي لحضرتك بس اعتقد في مقابل معنوي كبير اللي هو كل البنات اللي متابعاكي وبتحبك وبتحب رواياتك اعتقد ان دا التزام كبير حضرتك مينفعش تسبيه كدا من غير توضيح

    ردحذف
  8. و على فكرة انا مش يهاجم أو بتخانق او اي حاجة عدائية الموضوع اني مستغربة جدا ومستنكرة بصراحة يعني ف بكل وضوح بسأل واتمنى الاقي إجابة ع سؤالي

    ردحذف
    الردود
    1. مين قال انها هتوقف الروايه

      حذف
  9. تحفه يا رونا تسلم ايدك 😍 يارب حد

    ردحذف
  10. تحفة يارونا من فضلك كملى متوقفيش الرواية ولو كنتى زعلانة مم المتابعين حقك عليا

    ردحذف
    الردود
    1. مش عارفه كانوا بينتقدوا روايه ديه بالعكس هى حلوه جدا وجميله وحرفيا ديه اول مره اتعلق بروايه. كده يمكن ديه يعتبر من اقرب رويات لى قلبى والى مش عاجبه او مش حاببب روايه ميكملهاش ويقعد ينتقد فى الكتابه بالعكس فى حل بسيط جدا انه ميكملش روايه او يشوف روايه تانيه. حل بسيط جدا ويرضى طرفين بدل كميه الانتقاد ديك

      حذف
  11. وسيله بنت بمليون رجل وعلامت علي عمر جامد وغرام جامده ايهم يستاهل كل الي هيحصل في

    ردحذف
  12. وسيله كانت زي القنبله المؤقته وانفجرت والآي جاي راح يكون خارب على الكل

    ردحذف
  13. هو انت فعلا هتوقفى الرواية😭

    ردحذف
  14. البارت روعة بس انك توقفى الرواية كدة زعلتينا كلنا

    ردحذف
  15. البارت حلوه جدا يارونا وكالعاده بتتالقى فى كتابه يوم عن يوم واحسن من الاول انا اينعم. زعلانه انك هتو قفى روايه يس ديه حريه شخصيه ليكى انتى بقالك سنه يعتبر بتكبى فى روايه ديه وحرفيا انا اتعلقت بيها جدا واكيد انتى عايزه تريحى نفسك شويه او ترتاحى شويه عايزه اقوللك خدى وقتك براحتك بس بليز متتاخريش علينا احنا مستنين على نار الاحداث جايه واكيد هتكون اقوى من الى قبلها واحلى كمان منتظرينك يا رونا 💞🍃

    ردحذف
  16. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك

    ردحذف
  17. روعه تسلم ايدك لازم كل واحد يشرب من الكأس اللى سقى غيره منه

    ردحذف
  18. ايهم و غرام روعة احسن اثنين في الرواية لكن مشاهدهم قصيرة

    ردحذف
  19. ايهم و غرام احسن اثنين في الرواية كثرلنا من مشاهدهم

    ردحذف
  20. وين تم كتابة انه الرواية رح تتوقف ؟

    ردحذف
  21. روعه روعه روعه

    ردحذف
  22. رواية جميلة واحداث شيقة دومتي بدعة

    ردحذف
  23. يا وجع قلبي عليكي يا وسيله انتقمت لنفسها قبل ما تنتقم من عمر اما نشوف عمر هيعمل ايه وهيرجع وسيله ازاي

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !