حكايه عمر الفصل السادس والستون

16


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ترنحت غرام بوهن بينما ارهقها الغثيان الصباحي المصاحب للحمل لتتماسك وهي تجفف وجهها الذي غسلته بالماء البارد لعلها تشعر بتحسن لتتجه الي المطبخ بخطوات واهنه لتعد الأفطار للفتيات ...وضعت في فمها قطعه خبز كما نصحتها الطبيبه لتتغلب علي شعور الغثيان لتمضغها وهي تجهز الأفطار الذي وضعته علي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ ثم اتجهت الي غرفه الفتيات توقظهم ....يلا يا لولو ...يلا يا نونو اصحوا عشان متتأخروش 

تمطأت حلا بكسل : صباح الخير يا روما 

ابتسمت غرام لها بوهن : صباح الخير يا حبيتي ....يلا قوموا اجهزوا وانا حضرت الفطار في المطبخ 

اومات حلا لها وهي توقظ هنا التي نامت مجددا 

لتتحرك غرام تجاه جانب الغرفه حيث تلك الكومه الكبيرة من الملابس التي ألقتها الفتيات علي المقعد الطويل ....انحنت لترتبها ولكنها شعرت بدوار يداهمها حينما مالت برأسها  لتتراجع عن ترتيب الغرفه الان وتقرر تركها لوقت لاحق تكون نوبه الغثيان الصباحي قد مرت 

جلست الفتيات بشهيه يتناولون الأفطار بينما لم تستطيع غرام تناول شيء : انتي مش هتفطري معانا يا روما 

هزت غرام راسها بابتسامه رسمتها وهي تتحايل علي شعورها بالغثيان لمجرد شم رائحه الطعام : لا يا حبيتي فطرت مع بابا الصبح 

اومات هنا وعادت تتناول الأفطار مع اختها 

لتقول غرام لهم برفق وهي تتجه الي غرفتها لترتاح : 

حبايبي ممكن لما تفطروا تبقوا بس تشيلوا الاطباق وتحطوها في الحوض وانا هبقي اغسلها 

اتجهت الي غرفتها لترتمي علي الفراش لتتمدد عليه وترفع ساقها علي وساده كما نصحتها الطبيبه 

وتغمض عيناها ليتوقف الدوار 

تعالي رنين جرس الباب لتستمع لجدال الفتيات عمن منهم تذهب لفتح الباب لتجر جسدها وتتجه لتفتح وهي تقول لهم بصوت عالي : خلاص انا هفتح يا بنات وانتوا يلا اجهزوا عشان متتاخروش علي المدرسه 

فتحت الباب لتجد والدتها امامها ...ارتمت في حضنها : ماما حبيتي ...تعالي اتفضلي 

دخلت زينب وهي تنظر الي ابنتها بتفحص : عامله ايه يا غرام ؟

ابتسمت غرام لها وهي تجلس بجوارها : الحمد لله يا ماما 

وانتي 

قالت زينب وهي تنظر لوجه ابنتها الشاحب : انا كويسه بس فضلت طول الليل قلقانه عليكي وقولت اعدي اطمن عليكي قبل ما اروح الشغل 

نظرت إليها وتابعت : ايه يا بنتي اللي حصل ...هو زعلك تاني ؟

هزت غرام راسها وابتسمت : لا خالص.

نظرت زينب الي شحوب وجهها : امال مال وشك مخطوف ليه 

قالت غرام هي تنفض عنها الوهن : ابدا يا ماما ما انتي عارفه الصبح بفضل دايخه شويه 

ربتت زينب علي يدها قائله : طيب ارتاحي يا حبيتي 

قالت غرام سريعا : كنت لسه قاعده في السرير متقلقيش انا كويسه 

نظرت زينب لها علي استحياء تسألها : يعني انتوا كويسين وخلاص اتصالحتوا ولا ايه اللي حصل يا بنتي؟ ...شيماء بتقولي أنها خافت منه وهو كلمني زي عادته بذوق وقالي انا رجعت مراتي البيت بعد اذنك ومقدرتش اقول حاجه 

اومات غرام قائله  : هو جه متضايق عشان موضوع قضيه الطلاق واخدني البيت ...خفضت وجهها بخجل وتابعت بصوت خفيض : طيب خاطري وصالحني وقالي هيقول للبنات 

خرجت الفتيات يحملون حقائبهم ليركضوا تجاه زينب يرحبوا بها : ازيك يا تيته زينب 

رحبت بهم زينب بحراره ليستاذنوا ويذهبوا لتعود غرام الي حديثها مع والدتها ....لتتنهد وتفيض لوالدتها بما تشعر به: انا نفسي اعيش مبسوطه وابني ولا بنتي يكبروا مع ابوهم وعشان كده انا خلاص مش زعلانه منه 

التمست له العذر كالعاده دون أن يبرر : هو برضه غصب عنه كان خايف البنات تزعل 

قلت زينب بلهفه : يعني قالهم 

هزت غرام راسها لتتغير ملامح زينب ولكن 

قبل أن تقول شيء كانت غرام تتابع بيقين : هو هيختار الوقت المناسب ويقولهم ....تابعت بمحاولة لإقناع والدتها وكأنها نفسها مقتنعه : دي حاجه كويسه فيه يا ماما أنه مهتم ببناته وأنهم اهم حاجه عنده في الدنيا ...وضعت يدها علي بطنها وتابعت : هو هيهتم بالبيبي ده زيهم ودي حاجه مطمناني وانا واثقه فيه 

ابتسمت وتابعت : هو حمقي شويه بس .. بس 

خفضت عيناها وتابعت بخجل : بس انا اخدت علي طبعه ومبسوطه معاه 

اومات زينب لها وكأي ام لا تريد الا سعاده ابنتها ربتت علي يدها قائله برفق : طالما انتي شايفه كده. ..ربنا يهدي سركم يا بنتي 

تنهدت غرام : يارب يا ماما 

تعالي رنين هاتفها لتقوم لتحضره وهي تقول لوالدتها : ماما انا هجهز الفطار  نفطر سوا 

قالت زينب وهي تهز راسها : لا يا حبيبتي انا فطرت الحمد لله ...

وضعت غرام هاتفها بعد أن أغلقت الصوت علي الطاوله وعادت لتجلس بجوار والدتها هاتفه : دي د مروة بتتصل اكيد عشان تشوفني اتأخرت ليه 

تنهدت وتابعت : شويه لما افوق هتصل اعتذر ليها اني مش هرجع الشغل تاني 

بوغتت زينب بما نطقت به ابنتها لتنظر لها باستفهام : مش هترجعي الشغل   .....ليه!!

قالت غرام ببديهيه : مفتكرش ايهم هيرضي اكمل في الشغل وخصوصا أنه من الاول رافض 

قال زينب بامتعاض : ويرفض ليه ؟

هزت غرام كتفها لتنظر زينب إليها باستنكار : ايه ياغرام ردي ...يرفض ليه ...هو الشغل عيب ولا حرام 

هزت غرام راسها قائله : لا ابدا ... بس انتي عارفه دماغه 

هزت زينب راسها بانفعال بينما بلحظه عادت ابنتها عن كل قراراتها : انا مش عارفه الا دماغك انتي اللي كل يوم بحال ....نظرت لها وتابعت :   هو انتي مش من كام يوم كنتي مقتنعه تشتغلي و قولتي مستقبلي 

قالت غرام ببديهيه فطريه مناسبه لعقليتها الساذجه : ماهو احنا رجعنا لبعض ومفيش داعي اشتغل .... مستقبلي معاه 

افلتت الكلمات الممتعضه من شفاه زينب : ومين قال أن المستقبل راجل .....وضعت يدها علي يد ابنتها وتابعت بإقناع :غرام ....انتي يا بنتي متعملتيش مني حاجه 

مال الشغل ومال رجوعك لجوزك 

شغلك هيسندك زيه زي جوزك بالضبط 

مقتنعه غرام بكل ماقالته والدتها لتقول باعتراف دون مراوغه : عندك حق يا ماما بس ....بس انا بصراحه مش عاوزة ازعله 

قالت زينب بضيق : ويزعل من ايه بس 

اتكلمي معاه براحه واقنعيه أن عادي جدا تشتغلي واهو علي الاقل تشوفي الدنيا حواليكي وتتنصحي ...

إنما حرام تسيبي شغلك . .. هو حد لاقي شغل دلوقتي 

قالت غرام بارتباك : ماهو ياماما ....قاطعتها زينب بحنق : 

خلاص يا غرام براحتك انا بس بنصحك

قالت غرام برجاء : ماما متزعليش مني 

قالت زينب بجديه : مش زعلانه منك انا زعلانه عليكي عشان انتي هوائيه زي عادتك شبطتي في الشغل ليه طالما مش مقتنعه كنتي بتعنادي معاه وخلاص 

هزت غرام راسها وقالت ببراءه : لا بس فكرت أنه مش هيرجعني تاني 

زمت زينب شفتيها وقالت بعدم رضي :  كل كلامك عنه 

فين انتي ....يا بنتي لو نسيتي نفسك محدش هيفتكرك 

..... يا غرام بيتك وجوزك ليهم اولويه بس انتي يا حبيتي الاساس ...شوفي اللي يريحك واعمليه 

قالت غرام بخجل : اللي يريحه هيريحني يا ماما 

تنهدت زينب بقله حيله بينما تدرك جيدا طبع ابنتها الذي مازال بريء لم يتعكر بصدامات الحياه لتقول اخيرا : 

طالما مقتنعه ماشي يا بنتي ربنا يهدي سرك 

قامت غرام بعد ذهاب والدتها لتنظر الي الطاوله التي تركتها الفتيات كما هي ويعادوها الشعور بالدوار فقط حينما فكرت بكل ما عليها أن تفعله من واجبات منزليه 

وهاهي بعد ساعتين تجلس واخيرا منكه بعد أن أنهت ترتيب المنزل الذي تحول الي فوضي في غيابها

تمددت علي الفراش ولا تنكر أنها شعرت بالضيق من الفتيات حينما شعرت بهذا الوجع يصيب ظهرها ويجعلها تخاف علي جنينها لتنهر نفسها بندم علي إرهاق نفسها 

لم تشعر الا حينما مد ايهم يداه برفق تجاه كتفها يوقظها : غرام اصحي 

عقدت حاجبيها وفتحت عيناها تديرها بارجاء الغرفه : انت رجعت 

اوما قائلا : اه من شويه 

قامت غرام بوهن لينظر ايهم إليها باستفهام : مالك ؟

قالت وهي ترتب الفراش : ابدا 

اوما لها وبدء يبدل ملابسه لتتجه الي باب الغرفه قائله : هروح اجهز الغدا 

عقدت حاجبيها حينما خرجت الي البهو ورأت ستره هنا و حقيبتها هي واختها ملقاه بإهمال علي أحد المقاعد لتحملهم وتتجه الي غرفه الفتيات التي تبعثر نظامها وكأن إعصار ضربها بينما انحنت هنا تفتش في أرجاء الخزانه التي أخرجت محتوياتها علي الأرض 

لتقول غرام بجبين مقطب : ايه يا هنا ... قلبتي الدولاب ليه كده 

قالت هنا وهي تلتفت الي غرام وتزفر بضيق : بدور علي الجاكيت الازرق بتاعي ومش لاقياه

زمت غرام شفتيها بضيق بينما لا تحتمل حالتها أن ترتب الغرفه مجددا لتهتف لأول مره بانتقاد : غسلته الصبح يا هنا ....كنتي سألتيني قبل ما تقلبي الدولاب كده 

دفعت هنا بخصلات شعرها للخلف وقالت بضيق : كنت عاوزة البسه النهارده 

زفرت غرام وهي تنحني لتجمع الملابس من علي الأرض : هو ده اللي فارق معاكي ومش شايفه عملتي ايه في الاوضه اللي طلعت عيني في ترتيبها 

تدخلت حلا قائله: معلش يا روما...وانتي يا هنا مش مشكله الجاكيت بكره يكون نشف 

شعرت غرام للحظه بالحنق من برود الفتيات بينما وجع ظهرها جعل خلقها يضيق ولا تتحمل دلالهم كما اعتادت لتنظر لهم بضيق هاتفه : انا زعلانه منكم كمان ...هو انا مش طلبت منكم تلموا الاطباق بتاعه الفطار 

استغربت الفتيات حديثها الذي بدء يشبه انتقاد والدهم 

الذي دخل إليهم بعد أن اتجه الي غرفه الطعام ولم يجد الطاوله جاهزه ولا الفتيات ولا غرام : انتوا فين كل ده ؟! مش هنتغدي

التفتت غرام إليه بشكوي واضحه وهي تشير الي كومه الملابس الملقاه علي الأرض : حاضر هجهز الغدا بس بعد ما أرتب الدلاوب اللي هنا قلبته

نظر ايهم الي ابنته التي قالت : كنت بدور علي الجاكيت بتاعي وهرجع كل حاجه مكانها ...هزت كتفها وتابعت : انا مش عارفه غرام مالها متضايقه ليه النهارده وكمان زعلانه مننا 

نظر إلي غرام لتتدخل حلا بعد أن رمقت اختها بنظره غيظ : ابدا يا بابي ..احنا بس اللي مسمعناش كلامها 

قالت برفق وهي تربت علي كتف غرام  : معلش يا روما كنا متأخرين الصبح 

قالت غرام وهي تربت علي يد الفتاه ثم تتجه لترتب الملابس :ولا يهمك 

أشار ايهم إلي هنا بنبره أمره : هنا رجعي كل حاجه مكانها وانتي يا حلا ساعدي غرام في تجهيز الغدا 


......

.......

مال علي إذن عمر وهمس بوقاحه : طلعت هوا يا عمر باشا وملكش في الخلفه بعد ما كنت نافش ريشك .... طيب كنت قولي اساعدك انا مع المدام ....القي نظره وقحه تجاه وسيله لم يحتملها عمر بينما 

كان هذا آخر رمق استطاع التمسك به بعد ان تطاول نديم علي زوجته لتتحرك يداه بغشامه معهوده به تجاه فك نديم بلكمه قويه وسرعان ما تبادل الاثنان اللكمات   

ليسود الهرج المكان ويسرع المأمور : في ايه ؟!

بصعوبه تجمع أفراد الأمن لإبعاد نديم وعمر عن بعضهم ليحاول عمر إبعادهم عنه ولكنهم أحاطوا به ليدفعهم بعيدا عنه ويختم الأمر بضربه قويه من رأسه سددها مباشره لأنف نديم لعلها تخفف من نيران غيرته التي توهجت بسبب نظره نديم لها 

ادار عمر رأسه تجاه وسيله التي استمع لصرختها بأسمه وكانت اعذب سيمفونيه يستمع إليها لتتفاجيء به يبتسم لها بينما يكبله رجال الأمن ويهمس لها : متخافيش !

التقت نظراته بنظرات وسيله بينما لم يفلح اربعه من رجال الأمن بأبعاده عنها والوقوف أمام إصرار نبرته الغاضبه وهو يبعدهم عنه : هقول لها كلمه واحده ...مش ههرب 

زفر أحد الضباط وأشار للبقيه بتركه هاتفا بسخط : متزودهاش يا عمر ....كلمه واحده 

اوما عمر ليترك الضباط كتفه ويتجه الي وسيله يتوقف امامها وينظر لها برجاء هامسا : قولي الحقيقه .... تغضنت نبرته بالانكسار الراجي وهو يتابع بينما يمد يداه الي يدها : انتقمتي والله العظيم انتقمتي مني ....قولي الحقيقه وبلاش تنتقمي من نفسك !

لم تكد يداه تلمس يدها حتي سحبه مجددا رجال الأمن ليلقي إليها نظره رجاء اخيره بينما يقودها العسكري الي غرفه التحقيق 

............

...

لوح عاصم بيده بحنق تجاه سيف وزينه بينما يخبرهم عبد الحميد بما حدث : اهو ....اهو من مصيبه للتانيه .....رفع عيناه للاعلي : يارب اعمل فيه ايه ...جنني خلاص 

أمسكت زينه به تحاول تهدئته : اهدي يا عاصم 

هتف عاصم بجنون : اهدي ايه.....ده احنا لسه ....لسه مطلعناش من مشكله يقوم يضرب ضابط في القسم 

هتف سيف بحنق : ماهو يا بابا انت عارف عداوته هو ونديم

هتف عبد الحميد بعدم رضي : والله امبارح كان هادي وقالي هيمسك أعصابه لغايه ما وسيله هانم تخرج 

تنهدت زينه بخوف : يارب ...يارب تخرج يا عبد الحميد 


...........

نظر المأمور بسخط تجاه عمر ونديم الواقفين أمامه وحول كل واحد منهم لفيف من رجال الأمن متأهبين

: ايه اللي بتعملوه ده ...انتوا ضباط ولا بلطجيه ....وجه نظراته الساخطه تجاه عمر : ايه اللي حصل ؟!

رفض عمر قول شيء بينما دارت نظرات المأمور تجاه نديم الذي قال بافتراء : هيكون ايه ...البيه كان عاوزني اقطع المحضر وانا مش هسكت والواقعه دي هتنضاف لواقعه الخطف

نظر المأمور تجاه عمر الذي لم يدافع عن نفسه فعاد الرجل ليجلس خلف مكتبه يتطلع الي الاثنان لحظه 

قبل أن ينطق قراره : انتوا الاتنين هتتحولوا مجلس تأديب وانا مش هرتاح الا لما كل واحد منكم يتوقف عن عمله شهر أدبا ليكم علي تصرفاتكم 

لم يجادل عمر بينما انتفخت وجنه نديم بالغضب ليزيح الدماء عن أنفه التي تنزف بغزارة هاتفا باحتدام : معنديش مانع بس الواقعه دي هتنضاف لواقعه الخطف ...اشار الي عمر وتابع : ده استغلال لنفوذه 

ضرب المأمور طرف المكتب بقبضته هاتفا بسخط : انا هنا اللي أقرر مش انت يا حضره الضابط .....نظر إلي نديم بحنق وتابع : عمر متجاوزش حدودة ولا طلب أي استثناء لمراته اللي باتت في الحجز ....اشار اليه وتابع : اتفضل علي المستشفي عالج نفسك ولما ترجع تقدم نفسك لمجلس التأديب 

بحنق استسلم نديم ليد أحد الضباط الذي سحبه للخارج ليلتفت المأمور الي عمر هاتفا : عمر ...انا مش عاجبني اللي حصل والسبب الوحيد اللي هعذرك عشانه هو هو الظرف اللي انت فيه ....بعد ما النيابه تخلص تحقيق مع مراتك هتقدم نفسك لمجلس التأديب ...اتفضل 

.........

..

حاولت وسيله السيطره علي رجفه يدها وهي تتوقف أمام وكيل النيابه الذي نظر في الأوراق أمامه ثم نظر إليها 

: اسمك و سنك وعنوانك 

تحدثت وسيله بصوت مرتجف لينظر لها عبد الحميد يطمأنها بنظراته بينما سألها وكيل النيابه : قدامي هنا بلاغ منك عن نفسك انك خطفتي بنت من المستشفي 

فتحت وسيله فمها فلم تخرج من لسانها الكلمات ليتدخل عبد الحميد : يا امجد بيه ...قدام حضرتك تقارير المستشفي أن مفيش اي محضر بخطف طفله وان ....قاطعه وكيل النيابه باشاره من يده : انا بسألها بعد اذنك يا استاذ عبد الحميد

اوما الرجل ونظر الي وسيله برجاء أن تقول الحقيقه 

............

اسرع عاصم تجاه ابنه يسأله : ايه اللي حصل مع المأمور ؟

هتف عمر بلا مبالاه : مش مهم ...المهم وسيله تخرج  

أشار سيف تجاه غرفه التحقيق هاتفا : لسه جوه 

اوما عمر ووقف بأعصاب تالفه وهو يخرج هاتفه : عملت ايه يا سيف ؟!

قال سيف وهو يسرع بخطواته : متقلقش يا عمر ...الدكتوره معايا 

تهلل وجه عمر وتركزت نظراته تجاه أخيه الذي كان يسرع بخطواته وكذلك فعلت تلك الطبيبه التي لم تتأخر في القدوم حينما ذهب سيف إليها وطلب منها أن تأتي بعد أن طلب منه عمر أن يسافر الي الاسكندريه وارشده الي الطبيبه التي وقعت الكشف علي وسيله وكانت أول من اشار أنها تمر بحاله نفسيه سيئه 

دخلت الطبيبه الي غرفه التحقيق ليظل عمر واقف مكانه للحظات قبل أن يتجه الي باب الغرفه ....نظر إليه عاصم باستفهام : هتعمل ايه ؟

قال عمر وهو يطرق الباب : مش هسيبها لوحدها 

زفر عاصم بضيق من اندفاع ابنه الذي يعقد الأمور ليتجه مراد إليه قائلا : عمر مينفعش تدخل ....امجد بيه وكيل النيابه راجل محترم وعادل متقلقش وكمان استاذ عبد الحميد معاها وحتي الدكتورة لتقول شهادتها وام البنت مفتكرش أن ضميرها هيسمح لها تقول حاجه غير الحقيقه 

نظر له عمر بشك بعد رؤيته لساميه وحديثها مع انور ....! 

هز رأسه برفض وإصرار ليميل علي مراد يهمس له ببضع كلمات ويرسل له شيء علي هاتفه لم يفهم الواقفين منه شيء ليتركه ويدخل 

....رفع إليه وكيل النيابه رأسه : افندم 

عرف عمر بنفسه : انا مش هتدخل في إجراءات التحقيق بس عندي كلام عاوز أقوله 

أشار له وكيل النيابه أن ينتظر : نخلص تحقيق مع المدام وبعدين اسمعك ياعمر بيه 

عاد امجد لينظر الي وسيله : ها يا وسيله قدمتي البلاغ ليه طالما مخطفتيش البنت 

اندفع عمر برجاء خالص لها :قولي الحقيقه يا وسيله. ...قولي كل اللي حصل 

زفر امجد ونظر الي عمر الذي نظر له باعتذار : يا فندم وسيله زي ما حضرتك شايف اتعرضت لحاله اجهاض وكانت نفسيتها سيئه جدا والدكتورة منال شافت الآثار اللي كانت علي جسمها وقالت إنها نفسيا ....التفت الي الطبيبه وتابع : اهي قدامك اسالها 

وسيله مخطفتش البنت .... فقدها طفلها اثر عليها 

ولما شافت وضع البنت اشفقت عليها وده اللي خلاها تتولي رعايتها 

أدار امجد عيناه الي وسيله متجاهل كلام عمر : ردي علي السؤال يا وسيله ....اخدتي البنت ليه من المستشفي 

كور عمر قبضته بينما مرت اللحظات عليه كساعات طويله وهو بانتظار أن تتحدث وتعود الي رشدها 

لتبدأ أنفاسه واخيرا بالانتظام ما أن خفضت وسيله عيناها للأرض وبدأت تتحدث : لما شوفت حاله دنيا ووالدها ازاي كان مصمم ياخدها من المستشفي مقدرتش اتحمل واتكلمت مع مامتها ووعدتها اني اخدها تتعالج وارجعها ليها ....اخذت تتحدث بكل شيء لتتحول نظرات امجد الي الرفق وهو يستمع إلي صوتها المختنق بالدموع وهي تتحدث عن الطفله وكيف ذكرتها بطفلها الذي فقدته 

أشار وكيل النيابة الي كاتب الجلسه بجواره : استدعي ساميه عبد العزيز عشان نسمع أقوالها 

تقدمت ساميه أمام وكيل النيابه بأقدام مرتجفه

وهي لا تدري شيء عن الموقف الذي تعيشه 

: ها يا ساميه ...الكلام اللي قالته مدام وسيله حصل ولا لا 

هزت ساميه راسها لأول مره بالرفض فلم تتفاجيء نظرات وسيله لينحر عمر استسلامها ويهب من مكانه باندفاع تجاه ساميه : اتكلمي وقولي الحقيقه 

زفر امجد وهتف بنبره أمره : أخرج برا ياعمر بيه وخليني اكمل التحقيق 

خرج عمر بالدفع من ايدي العساكر ليهرع تجاهه الجميع : ايه اللي حصل ؟

عض عمر أنامله بغيظ وغضب شديد : مش هتقول الحقيقه 

تلفت حوله : فين مراد ؟

هز سيف رأسه : قال عنده مشوار مهم 

اسرع عمر يخرج هاتفه : عملت ايه يامراد ؟

جاءه صوت مراد يطمئنه ليغلق عمر ويتحرك بتوتر ذهابا وإيابا .....

نظر وكيل النيابه الي ساميه التي لم يطاوعها ضميرها أن تكذب بعد ما فعلته وسيله معها لتقصي كلام انور بعيدا وتتحدث بكل شيء 

: يعني مخطفتش البنت 

هزت ساميه راسها : لا يا بيه ....اختها تعالجها وكانت بتطمنني عليها 

أشار وكيل النيابه الي كاتب الجلسه ليضع قراره : اكتب يااابني ...قررنا نحن .....تسليم الطفله دنيا الموضوعه بدار رعايه كريم الي والدتها البيولوجيه 

كما أمرنا بتوقيع الكشف النفسي علي وسيله فخر الركايبي وإخراج تقرير بحالتها 

اعاده نسب الطفله ......هب الجميع من أماكنهم ما أن انفتح باب غرفه التحقيق ليسرع عمر بأقدام لهيفه : حصل ايه ؟!

ابتسم عبد الحميد قائلا : تقدر تقول براءه !

تهلل وجه الجميع لينظر عمر الي المحامي الذي تابع : الاول هتتحط في المستشفي عشان ناخد تقرير بحالتها النفسيه بس تقدر تقول مساله وقت وتخرج أن شاء الله

كانت وسيله كما دخلت بنفس الملامح لم تتغير سواء براءه أو سواها لم تؤثر بها بل كانت ما تزال ماخوذه بكل ما عاشته لتجد نفسها بين ذراعي عمر الذي جذبها وضمها إليه بقوة : متقلقيش يا حبيتي ....هتخرجي ...!

ابتسمت زينه الي وسيله التي أبعدت عمر عنها واتجهت لترتمي بحضن زينه تهمس بامتنان : شكرا 

ربتت زينه علي ظهرها بحنان : متشكرنيش انا معملتش حاجه 

رفعت وسيله عيناها بخجل تجاه عاصم : اسفه 

هز عاصم رأسه بصمت ليعود عمر يجذبها تجاهه : حبيتي متعتذريش احنا مقدرين انتي عملتي كده ليه!

قال عبد الحميد مقاطعا : كفايه ياعمر بيه عشان نكمل الإجراءات ...تقدر تطلب تشوفها في المستشفي 

وكان هذا اول ما رفضته وسيله بعد وصولها المشفي النفسي ...رفض مقابله اي احد بينما كل ما تريده هو لقاء نفسها وإجراء حديث طويل تتحدث به عن كل ما فعلته وعاشته بينما أدركت اخيرا أنها كانت تحت تأثير مرض نفسي دفعها لكل ما فعلته بسبب ما عاشته مع عمر !

..........

....

استمع عمر باستفهام لحديث مراد : انت متأكد يا مراد 

هتف مراد وعيناه تتابع ما يحدث أمامه : زي ما بقولك ياعمر ....اهو فتشوا العربيه واخدوه في البوكس 

عقد عمر حاجبيه بعدم فهم بينما اضطر أن يجعل مراد يتولي مراقبه انور حينما انشغل هو بمباشره التحقيق مع وسيله ليهتف به : طيب خليك وراهم وانا جاي علي طول 

.........

....

ضم عمر دنيا بحنان وطبع علي جبينها قبله وهتف بمشاعر : هتوحشيني 

تناولت ساميه منه الطفله وهي تبتسم لعاصم الذي قال وهو يضع يداه علي كتف ابنه يخبره بقراره الذي اتفق عليه هو وزينه وساميه : مش هتوحشك ولا حاجه 

...الست ساميه هي وولادها هيعيشوا عندنا 

نظر عمر الي ابيه ليتابع عاصم : عرضت عليها تشتغل وهي وافقت وانا وفرت ليها مكان تفضل فيه جنب ولادها ويكون امان عن جوزها وحماتها 

نظر عمر بفخر لأبيه ولم يمنع تعليقه المرح وهو يحتضنه : برنس طول عمرك يا سيوفي....تغيب غيبتك وترجع بهيبتك !

........

.....


جلس عمر في سيارته يتطلع أمامه بينما يحدث نفسه : ياتري ايه اللي حصل .....

نظر مراد إليه بعدم فهم : ما تقولي وتفهمني يا عمر ...مين ده ؟!

قال عمر بينما مازال يحدث نفسه : ده راس الافعي...وجه وقت الحساب 

لم يفهم مراد شيء ويبدو أنه لم يفهم لذا اكتفي أنه أتم دوره وادي لعمر الخدمه التي طلبها منه : ما علينا ...المهم انت عاوز مني حاجه تانيه 

هز عمر رأسه وقال بامتنان : شكرا يا مراد ...طلعت جدع 

رفع مراد حاجبه وهتف بمشاكسه : وانت برضه طلعت جدع  ..ضحك وتابع : الواد نديم ده انا عمري ما بلعته

اوما عمر موافقا ليتابع مراد : وكمان طلعت ذكي...خرجتها 

قال عمر بشجن : انا اللي عملت فيها كده 

ربت مراد علي كتفه قائلا : سيبك من اللي فات وصلح اللي جاي 

..........

...

كما توقع عمر الذي عاد ليجلس بسيارته خارج قسم الشرطه حيث احتجزوا انور كانت هدي تظهر .....

ليتمهل عمر قليلا قبل ان يفتح هاتفه ويستمع إليه 

تبخترت الشماتة وتعالي الغرور بنبره هدي التي خفضتها وهي تتحدث الي انور : وقعتك بنفس اسلوبك يا انور ... قولتلي ازاي اشك في ذكاءك وانك حفظتني السنين دي وانا اهو تلميذة شاطره وحفظتك واستخدمت نفس اسلوبك وطريقتك 

امتلئت نظراتها حقدا ممزوج بالشماته بينما تتطلع الي احتدام نظراته وهي تتابع : ها ...مين دلوقتي اللي قادر يدمر مستقبل مين ؟!

اكتفي انور بنظراته إليها والتي دون أن يسيطر عليها تخللها العتاب لتتنهد هدي وتهز راسها وتنفلت من يدها ضربه الي سطح مكتبها : انا عمري ما تخيلت اعمل فيك كده بس انت اللي بدأت

اقتربت منه وتابعت بجديه : انور انا مش عاوزة حاجه غير انك تبعد عن طريقي 

نظرت إليه وتابعت بحزم : بكلمه مني هخرجك من هنا واقدم المستندات أن الادويه دي كنت بتنقلها للمستشفي وبكلمه مني برضه اسجنك سنين واقول اني معرفش حاجه عن الادويه دي ....القرار بايدك

جذبت حقيبتها وتابعت : هسيبك لغايه الصبح تبلغني قرارك قبل ما تتعرض علي النيابه 

تهاوي انور علي المقعد خلفه ووضع قبضته بين أسنانه يعضها بغضب شديد للحظات قبل أن يرفع عيناه تجاه باب الغرفه الذي انفتح لتتسع عيناه بمفاجاه حينما رأي أمامه عمر الذي كانت نظراته لا تفسر !!

...

نظرت الطبيبه النفسيه الي وسيله وقالت برفق : مستعده تتكلمي يا وسيله 

اومات وسيله وبدأت تتحدث ولكن ليس بما أرادت الطبيبه سماعه لتقول لها بعد أن انتهت : كلامك كله بتعاقبي بيه نفسك  ....ليه مش عاوزة تسامحي نفسك 

: عشان أنا اللي غلطت 

: غلطتي في ايه 

صمتت وسيله لتسالها الطبيبه بصيغه أخري : غلطتي لما اخدتي البنت 

هزت راسها : غلطت اني سمحت لنفسي استغلها في انتقامي منه !!

.........

...

عقد انور حاجبيه حينما راي عمر أمامه ليهتف بكلمات مهتزه  : انت ؟! انت ايه اللي جابك هنا 

أشار له عمر باشاره من يده أن يصمت بينما يجاهد أن يتحكم في أعصابه حتي تكتمل خطته : هششش خالص انا اللي هسأل 

نظر له انور وهو يبتلع رمقه : تسأل ايه 

قال عمر ببرود وهو يجلس أمام انور ويمد يداه اسفل الطاوله الصغيره يخرج جهاز التسجيل الصغير الذي وضعه قاصدا بعد ترتيب مع الضابط المناوب : اسال عن كل اللي عملتوه

سخر بينما يفتح هاتفه ويسمع لأنور التسجيل لترتسم ابتسامه ساخره علي شفتيه وهو يصل إلي تهديد هدي :  

دي طلعت زعيمه عصابه مش دكتورة 

نظر إلي انور قاصدا استفزازه وهو يتابع : ايه اللي حصل وخلاها تقلب علي دراعها اليمين كده .....نظر له بغل أخفاه خلف بروده بعد أن عرف من وسيله أن انور كان من ينفذ كل شيء لينقذ هدي : مش انت دراعها اليمين برضه ؟!

صمت انور ومور قبضته بحنق لينظر عمر الي نظرات الغل التي تجمعت في عيناه ويتابع : دلوقتي التسجيل ده يخرجك من هنا ويسجن هدي ......قبل أن يبدي انور رده فعل عن مقايضه عمر له ما بين سجنه وسجن هدي كان عمر يشطب هذا الاحتمال : وفي نفس الوقت 

تغيرت نبرته من البرود الي الغضب الشديد الذي جعل انور ينتفض من مكانه بينما ينقض عليه عمر ويمسك بتلابيبه مزمجرا بغل شديد : وفي نفس الوقت انا مش عاوز اخرجك من هنا ...لكمه بقوة في أنفه وهو مازال يقبض علي تلابيبه : بقي انت بتخطف مراتي

اهتزت نظرات انور ليقول بدفاع وهو يحاول تخليص نفسه من قبضه عمر القويه : هدي ....هدي الي خلتني اعمل كده 

وكالعادة حينما يقع أحد اللصوص يوشي بالآخرين ليبعد التهم عن نفسه .....تماسك عمر ورسم التصديق علي ملامحه وهو يدفع بأنور للخلف هاتفا : جميل يبقي هتنفذ اللي اقولك عليه ...

اهتزت نظرات انور ليسأل مبهوتا : هتسجنها !!

هز عمر رأسه وقال بتسويف : هاخد حقي

نظر إلي انور وتابع بحنق : هي محت كل دليل وراها ....ابنها اختفي ومعرفتش اوصل له ....كلامي عن اللي حصل لجوزها جايز يبقي مجرد كلام وعشان كده انا لازم اوقعها بطريقه تانيه 

نظر إلي انور بوعيد : اختار أما تشيل انت الليله كلها أو تسلمها ليا وتدفع هي تمن اللي عملته 

قرار صعب ولكن حينما تكون الحياه علي المحك نتمسك بالحياه وهاهو انور يقصي الحب الذي كان يتغني به ويقف امام هاديه يرسم الانكسار أمام القوة التي رمقته بها هدي وهي تسأله : قراراك 

قال انور بخنوع : موفق ابعد عنك وتخرجيني من هنا 

نظرت له هدي بشك : متاكد ؟!

اوما انور قائلا : انا مش عاوز مشاكل وعاوز أخرج من هنا وبما انك الوحيده اللي تقدر تخرجني فأنا موافق علي شروطك لاني عارف اني حتي لو اعترفت عليكي شافع بيه مش هيسيبك تتسجني 

قالت هدي بتهديد لتضمن ابتعاده عنها نهائيا بينما لم تفكر ولو للحظه أن عمر يستمع لتسجيل محادثتهم وليس عمر فقط بل جهاز الأمن : هتبعد وتختفي من البلد خالص عشان مش شافع بس ياانور اللي مش هيسيبك....عمر السيوفي عرف أن ابنه مات واظنه مش هسيبك لو عرف انك انت اللي اديت مراته المخدر وكنت سبب اجهاضها 

اتسعت عيون انور بصدمه وصاح بهياج صارخا ليسكتها بينما بدلا من أن يوقع بهدي وقع معها  : انتي بتقولي ايه .....اخرسي 

اندفع عمر من باب الغرفه كالليث الغاضب ينقض عليهم بينما لم يفلح الضابط بالامساك به .... لتصرخ هدي بخوف ما أن انقض عليهم صارخا بقهر : يا ولاد ال ** 

حاول الضابط أبعاده عنهم : عمر بيه خلاص هما قدام العداله 

غص حلق عمر بقوة بينما يحاولون تخليص انور من قبضته : مفيش عداله هترجع ليا ابني !

...........

ربت عاصم علي كتف ابنه الذي جلس أمام عائلته يخبرهم بما حدث ليتهدج صوته وهو يهتف بوجع : انا اللي سبتها في أيديهم ....ضرب جبهته بلكمته بقوة يزجر نفسه بندم وسخط : انا السبب في كل اللي حصل لها .....لو كنت صدقتها ....سبتها في ايد عصابه ...انا عذبتها كتير اوي ....

قالت زينه بقلب متوجع وهي تحتضن ابنها وتبعد يداه عن جبهته التي يكلمها :  اللي بتعمله مش هيصلح حاجه 

رفع عمر عيناه التي لمعت بها الدموع تجاه والدته يسألها : امال ايه اللي يصلح كل اللي عملته ؟

نظر له عاصم وهز كتفه دون اجابه لينظر عمر إلي أبيه ويسأله بضياع : تفتكر وسيله هتسامحني يابابا 

خفض عاصم عيناه وقال بدون مراوغه : علي حسب انت عملت ايه فيها وعملت ليها ايه .....لو الحلو اكتر جايز يكون ليك فرصه ؟!

نكس عمر رأسه بخزي بينما يتذكر كل ما فعله معها ليجد ما فعله من أجلها صفر ....رصيد لاشيء أمام أفعال نكراء 

أمسكت زينه بوجه ابنها المخزي ترفعه إليها وتقول بينما تشد عزمه : مفيش مستحيل ....حاول تصلح اللي عملته ايا أن يكون ....انا وابوك جنبك وهنساعدك تصلح كل غلطاتك بس تكون من جواك عاوز تصلحها

اوما عمر وقال بجديه : عاوز ياماما .....عاوز اصلح كل حاجه 

نظر عاصم إليه : يبقي تبدأ حالا .....هتعمل ايه 

قام عمر ومسح وجهه بيده يشد عزمه قائلا : هروح ليها المستشفي وافضل جنبها واتأسف ليها واقولها اني جبت حقها من هدي وأنور واطمنها علي دنيا 

حك عاصم ذقنه وقال ليستفز ابنه لفعل المزيد : مش كفايه ؟! ده واجبك مش حاجه زياده عملتها 

نظر عمر الي ابيه واعتصر عقله ليتابع : هروح لجدتها واجيبها عندها ....اكتر حد ممكن يسعد وسيله هو جدتها 

وكمان هحاول اقرب بينها وبين والدتها 

قال عاصم بتسويف : يعني .... موقتاً اعمل كده علي ما تفكر تقدر تعمل ايه تاني لانك اصلا اللي بعدت جدتها عنها وبتصلح غلطتك انك تقربها منها تاني 

..........

......

بعد أن كانت غرام مرهقه صباحا ولا تستطيع الوقوف علي قدمها في المساء دب فيها النشاط وهي تتحرك بحماس من غرفه المعيشه الي المطبخ تعد وتجهز سهره عائليه لتتسع ابتسامه الفتيات حينما نادتهم : يلا يا بنات 

تقدمت الفتيات بحماس بينما وضعت الشطائر والمشروبات المختلفه وأطباق من المقرمشات والحلوي والمكسرات بمنتصف الطاوله لتقول لحلا : شغلي لينا فيلم حلو يا لولو علي ما انادي بابا 

أحتضنت حلا ذراع ابيها ووضعت راسها علي كتفه بينما وضعت هنا راسها علي ساق ابيها الذي أخذ يداعب خصلات شعرها بحنان بينما انتصف الليل وهم متجمعون يشاهدون أحد الأفلام ....مالت غرام برأسها بينما جلست علي الاريكه المقابله تتطلع الي حنانه علي ابنتاه ....تثاءب ايهم لترفع الفتيات عيناهم إليه برفض : لا يا بابي خليك معانا لغايه ما الفيلم يخلص 

عاد ايهم الي جلسته لترتسم علي شفاه غرام ابتسامه حالمه وتنفلت من صدرها تنهيده جذبت انتباه ايهم الذي اشتبكت عيناه بعيناها للحظه قبل أن يغمز لها بشقاوة ويشير بطرف عيناه لها تجاه غرفتهم لتبتسم بخجل بينما يهز لها كتفه بقله حيله لبقاءه مع ابنتاه

ترك مشاهده الفيلم وركز نظراته علي غرام التي احمرت وجنتيها خجلا محبب ..... قام ايهم لتقول هنا بامتعاض : بابي لسه الفيلم 

داعب شعرها بحنان : كمليه انتي واختك ...انا خلاص مش قادر وعاوز انام عشان عندي شغل بدري 

قالت حلا سريعا : طيب غرام هتسهر معانا

هز رأسه سريعا قائلا : لا ...لا ...قصدي دي هي نايمه علي نفسها اصلا 

نظر إلي غرام التي احمرت وجنتيها خجلا بينما يسألها بغمزة شقيه : مش كده يا غرام 

اومات له وهي تتثاءب ليسبقها ايهم بضع خطوات الي الممر المؤدي الي الغرف .....وقفت غرام بمنتصف الطريق لينظر لها ايهم باستفهام فقالت بصوت خفيض تنطق برغبه انطلقت في عروقها : شيلني !

نظر لها واتسعت عيناه لتوميء له بدلال سرعان ما استجاب له وهو يلقي نظره حيث بقيت ابنتاه في غرفه المعيشه ليطمئن أنهم وحدهم بعدها سرعان ما استجاب لدلالها الذي ناغش قلبه ليميل تجاهها ويحملها كالريشه بين ذراعيه ....ابتسامه حالمه ارتسمت فوق شفاه غرام التي أحاطت عنقه بذراعيها ووضعت راسها في تجويف عنقه لتداعب أنفاسها الناعمه بشرته فتلتهب حراره مشاعره تجاهها .....وضعها بمنتصف الفراش وهو يميل فوقها بينما مازالت تحيط عنقه بذراعيها وتتطلع له بحب ليخطف قبله من شفتيها سلبت أنفاسها التواقه له ....ايهم !

اذابته بدلال نبرتها وهي تنطق اسمه ليقول بحب : نعم 

جذبت يداه ليجلس بجوارها ليجدها تفتح التلفاز ثم تميل وتضع راسها فوق ساقه وتطلب منه برقه : ممكن نكمل الفيلم وانا نايمه علي رجلك زي هنا ...اصلي كان نفسي اوي احط راسي علي رجلك زيها 

ضحك ايهم وهز رأسه : دي شكلها هرمونات الحمل 

اومات غرام بدلال وهي تمرر يدها فوق ساقه : شكلها كده 

بالطبع لم يري لقطه واحده من الفيلم بينما تلك الصغيره الهبت مشاعره لتجده يحيطها بذراعه ويجذبها ليضعها فوقه ويحيطها بذراعه بينما بالذراع الاخر مد يداه ليجذب ريموت التلفاز يغلقه لتقول بتذمر : الفيلم مخلصش 

همس أمام شفتيها بحراره : سيبك من الفيلم ده وخليكي معايا في فيلم تاني 

افلتت ضحكه غرام الخجوله ليبتلعها ايهم بين شفتيه ويستدير بها ليصبح فوقها بينما تحلق غرام في سماء بلا غيوم وهي تقنع نفسها انها تعيش سعاده لم تحلم بها .....نعم هو أيضا سعيد للغايه ولكن مازال هناك جدار عليهم تجاوزه وهو حسابه الزائد لابنتاه

.......... 

: انا جبت ليكي حقك من انور وهدي يا وسيله !

رفعت وسيله راسها تجاه عمر وسرعان ما انفلتت نبرتها : د شافع عرف الحقيقه ...حصل له ايه 

شعر عمر بالغيره تدب باوصاله بينما مكث ساعه يتحدث معها ولم تنطق بشيء إلا اسم هذا الرجل وسؤالها عنه 

ليهتف باحتدام : يحصل اللي يحصله مالك بيه 

اشاحت وسيله بوجهها عنه قائله بتجاهل لما شعرت به من غيره تجاهها منه  : مش مستنيه منك تفهم 

قال عمر وهو يحاول البقاء هادئا  : فهميني  انتي 

قالت وسيله بشجن : وقف جنبي

عقد عمر حاجبيه بغيره واضحه بينما تتحدث عن هذا الرجل بتلك الطريقه : ليه 

اشاحت بوجهها هاتفه : هو كل حاجه لازم ليها سبب 

قبل أن يقول شيء استدارت تجاهه وهتفت بحنق : وبعدين اصلا انت بتتكلم معايا ليه ولا جاي هنا ليه ....امشي انا عاوزة اخف منك ومش عاوزة اشوفك قدامي 

هز رأسه قائلا : مش همشي .....انا كمان عاوز اخف 

نظر لها وقال بمشاعر جياشه فاضت أمام حزن عيناها : بس مش عاوز اخف منك ....عاوز اخف عشانك 

عقدت حاجبيها وارتبكت مشاعرها التي رفضت أن تفكر بها وكل ما إرادته هو أن يذهب ويتركها ليجدي علاجها نفعا وتتجاوزه لتجده يتوقف امامها ويمسك كتفها ويوقفها أمامه قائلا بينما ينظر لعيناها : انا جيت اتعالج 

ابعدت كتفها عن لمسته وقالت ببرود : لا والله 

اوما بابتسامه : اه والله ..... الدكتوره قالت انت نرجسي!!

نظر لها وتابع بمرح لا تعرف كيف ينتقل إليه بتلك السهولة بعد جديته :  هي ايه النرجسيه دي ياسيلا !

نظرت لاستخفافه بغيظ هاتفه بينما تتركه وتغادر حديقه المشفي : بص في المرايه وانت تعرف !

......

........

لم يترك التفكير عقل امتثال ولم يترك القلق قلبها علي وسيله ....مالت برأسها حيث جلست اختها مديحه علي المقعد وقد نامت في جلستها لترمش امتثال باهدابها وهي تحاول أن تحرك جسدها الراقد تتحامل علي نفسها وتحفزها بأن عليها أن تطمئن علي صغيرتها ....ضغطت علي ذراعها الذي يتحرك لترفع جسدها قليلا الي الخلف بينما شعرت بأنها تستطيع تحريك أناملها لتتحامل علي نفسها اكثر وهي تحاول تحريك كامل ذراعها .....فتحت مديحه عيناها الناعسه بعدم تصديق ما أن استمعت الي هذا الصوت الواهن يناديها 

دمعت عيون مديحه بقوة بينما لم تصدق انها استمعت لصوت اختها تنادي اسمها لتنظر الي اختها وهي تهب من مكانها وتتجه الي اختها هاتفه بلهفه  : امتثال انتي قولتي مديحه صح ....انا سمعت 

رمشت امتثال باهدابها عده مرات وحاولت تحريك لسانها مجددا ...وسي...ي..له ...وسيله 

كل ما نطقته هو وسيله لتهز مديحه راسها بسعاده غامره وهي تحتضن اختها ....هخلي مجدي يجيبها ليكي بس ارتاحي ...انا هروح انادي الدكتور  .

.............

....

توقف مجدي مكانه حينما لمح عمر يدخل المشفي : كنت لسه جاي ليك

 اهتزت نظرات عمر ومليء القلق نظراته : خير ...الحاجه امتثال كويسه 

اوما مجدي وقال متنهدا براحه : الحمد لله...اتكلمت وحالتها اتحسنت 

تعالت ملامح عمر ليلتفت تجاه والده ووالدته الاتين خلفه : خفت ...الحمد لله...خفت 

اشار عمر تجاه أهله يقدمهم الي مجدي : الاستاذ مجدي ابن اخت الحاجه امتثال 

قادهم مجدي تجاه غرفه امتثال وعيناه تتلفت حوله يتساءل اين وسيله ؟!


قال عاصم وهو ينظر تجاه امتثال : حمد الله علي السلامه يا حاجه 

تدخل عمر وهو يميل علي يدها حيث أشار له عاصم : حمد الله علي السلامه يا تيته

سحبت امتثال يدها بعيدا عن عمر ونظرت له بنظرات حاده بينما تحرك لسانها بثقل بعد أن بحثت بعيناها حولها : فين وسيله ؟!

نظر عمر الي ابيه برجاء أن يتولي هو الحديث لتتولي زينه الدفه بينما تقول بود وهي تقترب من امتثال : حمد الله علي السلامه يا حاجه ....عمر كلمني عن حضرتك كتير انا وأبوه وشرف لينا نتعرف عليكي ....نظرت لها باعتذار وتابعت : ومش بس نتعرف احنا هنصلح كل حاجه وعشان كده جيت انا وعاصم 

تجاهلت امتثال كل ما قالته زينه وأصرت علي سؤالها وعيناها تمتليء بالاتهام تجاه عمر : فين وسيله ؟!.

حمحم عمر ونظر الي ابيه للحظه قبل أن يقترب من امتثال قائلا : وسيله كويسه اوي ....احنا بس جينا ...قاطعته امتثال بلسان ثقيل ما زال يتعافي : فين وسيله ؟!

لم يجد عمر بد من اخبارها بما حدث بينما بحرص شديد حاول انتقاء كلماته حتي لا يصيب المرأه انتكاسه بعد شفاءها ليختم كل جمله : هي كويسه وانا جنبها ومش هسيبها ...المسأله مسأله وقت وحل كنت مضطر ليه عشان أخرجها بس هي كويسه ..كويسه اوي وحتي هاخد حضرتك تشوفيها ....انتفض عمر من مكانه كما أسرعت ذراع عاصم تمتد أمام زينه بحمايه يبعدها خلف ظهره ما أن ألقت امتثال كوب الماء الزجاجي الموضوع بجوارها تجاه عمر بينما تهتف بكلمات ممتعضه: خلتها مجنونه ياابن السيوفي !!

رفع عمر يداه أمام وجهه يتفادي الكوب بينما يقول بدفاع عن نفسه : لا والله يا تيته....انا 

مجددا تراجع بخوف ما أن مالت امتثال الي جوارها تبحث عن شيء تلقيه به هاتفه من بين اسنانها : انت تخرس ....أشارت إلي مديحه بحنق : هاتي العكاز 

نظرت اختها إليها بتردد لتهتف امتثال مجددا وقد دبت القوة بجسدها : بقولك هاتي العكاز عشان ادخله في عينيه الواد ده !

هتف عمر بامتعاض : واد .....رمقه عاصم بنظره غاضبه هاتفا : واد ...وواد مش متربي يا حاجه انا معاكي بس اهدي 

اوما عمر يوافق أبيه الذي يهديء الأمور : أيوة اهدي يا حاجه ...التفت الي مديحه وتابع برجاء : وانتي يا طنط اوعي تديها العكاز 

لم تعرف مديحه ماذا تفعل ...هل تضحك ام تمسك نفسها علي هذا الشاب الذي حول الموقف الي كوميديا ربما احتاجوا إليها للتغلب علي ما يحدث ...! 

............

.....


وضعت ثراء يدها علي أذنها تغطيها بينما لا تحتمل سماع تلك الزغاريد التي ملئت المنزل احتفالا بزواج مياده بأخو زوجه ابيها ماجد .....كورت قبضتها بغضب شديد وقهر بينما خسرت كل شيء ...خسرت علاقتها بأبيها وزوجته التي كانت كأم لها كما خسرت وظيفتها وزوج مستقبلي وحتي اصدقاء لم يعد لديها ...!

........

....


: هنا !

التفتت هنا تجاه غرام التي لأول مره تتحدث معها بحزم بينما تقول : قبل ما تنزلي رتبي اوضتك !

عقدت هنا حاجبيها بعدم فهم : ايه ؟!

قالت غرام وهي تمسك نفسها من الترنح بسبب الدوار الصباحي الذي انتابها: بقولك معلش رتبي اوضتك قبل ما تنزلي 

لم تفعلها عن قصد ولكنها تشعر بتعب شديد ولا تستطيع اعاده الكره بتنظيف المنزل بأكمله مجددا وفقط كل ما تريده مساعده من الفتيات استجابت لها حلا ولكن هنا تجاهلت ماقالته غرام لتقول بلا مبالاه وهي تضع حقيبتها علي ظهرها : لما ارجع يا روما ....اتاخرت 

خرجت هنا لتتوقف غرام مكانها بضيق لم تنكره حينما سألها ايهم عما بها ليقول وهو ينهي الأمر : خلاص متتعبيش نفسك وانا هبعت واحده تساعدك

هزت غرام راسها بحنق هاتفه : الموضوع مش محتاج واحده تساعدني كل اللي طلبته أنهم يرتبوا بس مكانهم غير كده انا منضفه البيت كله امبارح 

تواجهت نظراتهم بينما لايريد أن يحزنها وبنفس الوقت بناته خط احمر لن يجعلها تملي عليهم ما يفعلونه 

ليقول بتجاوز حازم: خلاص ياغرام قولتلك متتعبيش نفسك ....لينهي الأمر تماما اتجه هو الي غرفه ابنته لتتبعه غرام بخطوات حانقه ازدادت حينما وجدته يميل هو ليرتب فراش ابنته المبعثر لتسرع إليه تمسك يداه وتوقفه بينما شعرت بالذنب والتقصير: انت بتعمل ايه ؟!

زفر ايهم بضيق : بخلص الموضوع ده 

هزت راسها وقالت برجاء أن يفهمها : انا مش قصدي اضايقها بس كل اللي طلبته تكون مسؤوله شويه . .انا الحمل تاعبني ومبقتش زي الاول 

اوما ايهم قائلا : بس هي متعرفش كده وكل اللي هتحس بيه انك اتغيرتي معاها 

هزت راسها قائله :لا طبعا متغيرتش ....وبعدين انت كنت دايما بتقول ليهم ينظموا مكانهم 

قال ايهم بنبره قاطعه : انا اقول انتي لا !!

..........

...

اسرع مجدي تجاه امتثال يمد لها ذراعه بحرص قائلا : اسندي عليا ياحاجه 

هزت امتثال راسها وحاولت أن تضغط علي قدميها بكل قوتها قائله بصوت مازال به الوهن : لا يامجدي .... همشي...وسيله هتشوفني وانا وماشيه علي رجلي 

اوما لها مجدي بابتسامه واعطاها العكاز قائلا : طيب اسندي علي العكاز علي الاقل ...انتي لسه تعبانه 

اومات له ومسحت حبات العرق التي ظهرت علي جبينها من هذا المجهود القليل الذي بذلته وهي تحاول أن تضغط علي قدمها لتسير بخطوات متمهله الي الداخل

غص حلقها بقوة وغزت الدموع مقلتيها وهي تتطلع الي تلك التي جلست علي أحد المقاعد تحيط صدرها بذراعها وتتطلع الي الأرض امامها بشرود وقد عكصت شعرها بلا اهتمام خلف راسها وانسدلت بعض الخصلات العشوائيه علي جانب وجهها فلم تري امتثال مدي ذبوله الا حينما اقتربت منها 

ببطء شديد وعدم تصديق رفعت وسيله راسها حينما استمعت الي اسمها يخرج من شفاه امتثال : وسيله !!

اهتز العالم من حولها للحظه بينما تصارع مابين النظر خلفها والتأكد أن كان الصوت حقيقه ام مجرد خيالها ما يصور لها انها تستمع الي صوت جدتها التي كررت نداءها فلم يعد هناك مجال للشك لتتسارع العبرات تخنق حلقها وتنبثق من عيونها وهي تردد بعدم تصديق بينما تري جدتها واقفه امامها : تيته !

فتحت امتثال لها ذراعيها علي وسعهما ولم تكن وسيله بحاجه لشيء أكثر من رحابه حضن جدتها الحنون كلما ضاقت عليها الدنيا كما فعلت الان لترتمي بحضن جدتها وهي تهتف بصوت ممزوج بسخونه العبرات التي سالت علي وجنتيها : تيته!!

ابتسمت زينه وهي تكفف دموعها التي انسابت علي وجنتيها وهي تلتفت الي عاصم تهز له راسها بامتنان كما فعل عمر الذي نظر إلي أبيه بفخر وقد عني كل حرف من جملته : ربنا يخليك ليا يابابا !

اوما عاصم له وعاد ليتطلع الي اجتماع تلك المسكينه بالحضن الذي كان به شفاءها واخيرا !

أمسكت امتثال يد وسيله ونظرت لها بتشجيع : يلا بينا نرجع بيتنا ....انتي مش مكانك هنا 

اومات وسيله وهي تضحك من بين دموعها التي كانت دموع سعاده لم تشعر بمثلها لترتمي بحضن جدتها وهي تهز راسها كطفله صغيرة : يلا يا تيته....يلا خديني بيتنا 

ربتت امتثال علي كتفها بحنان قائله : يلا حبيتي ....تعالي غيري هدوم المستشفي دي 

أشارت إلي حقيبتها قائله بسعاده : انا خلصت ليكي البلوفر التريكو الوردي اللي كنتي عاوزاه ...يلا البسيه وقوليلي رايك 

أغرقت دموع وسيله يد امتثال التي انحنت فوقها تقبلها : ربنا يخليكي ليا ....انا مش هبعد عنك تاني ابدا 

بحنان شديد نظرت امتثال الي وجه حفيدتها ومدت يدها تمسح دموعها وهي تتركها لتستبدل ملابسها وبنفس اللحظه كانت تتغير كل ملامحها وتتحول الي الشراسه ما أن وقعت عيناها علي عمر الذي كانت ابتسامته تمليء وجهه ....تلاشت الابتسامه من فوق شفتيه وارتد للخلف ما أن أطبقت امتثال بتلابيبه هاتفه من بين اسنانها بقوة لا تعرف من اين اتتها ولكن غريزة حمايه صغيرتها أعطتها القوة : انت ايه اللي جابك هنا 

قال عمر وهو يدعها تفعل به ما تريد : ما انا مش بمشي من هنا يا تيته...انا جنب وسيله 

زجرته امتثال بحنق وهي تبعده من امامها : مش عاوزة اشوفك ناحيتها تاني 

التفتت الي عاصم وهتفت به بحزم : خد ابنك ياعاصم من قدامي ...انا عامله ليك انت وأمه حساب بس لو شوفته ناحيتها تاني هسلخ لحمه 

تقدمت زينه من امتثال قائله برفق : حقك يا حاجه وهو عرف غلطته ...صدقيني عمر اتغير 

قاطعتها امثتال بحزم : اتغير لنفسه مش لينا يا زينه 

نظرت لها زينه برجاء : طيب خليها علي الاقل تعرف أنه اتغير وأنه عمل كل ده عشانها 

هتفت امتثال بغضب : عمل كل ده عشان يصلح غلطته في حقها ...احنا كنا قاعدين زي الفل لا بينا ولا علينا لغايه ما دخل علينا وخرب حياتنا ...نظرت له امتثال بشراسه وتابعت : كان يوم اسود 

نظرت زينه الي عاصم برجاء أن يتدخل ليهتف عاصم بهمس من بين اسنانه: الست عندها حق وانا عملت اللي عليا وزياده ...مش هتدخل تاني ...سيبيها تربيه !


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

16 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رائع الفصول الجديدة تتابع و إيقاع الأحداث فيها ممتع اجمل حاجه ان عمر لجأ للعلاج النفسي و وسيلة محتاجه وقت عشان ترجع ، انا متحمسه جدا للى جى

    ردحذف
  2. الحاجة امتثال زى السكر مثال حقيقى للام وحنانها وغرام غبية جدا علسان سابت الشغل مبدعة ك العادة يا رونا

    ردحذف
  3. فصل غاية فى الروعة تسلم ايدك يا مبدعة ❤
    وفكرة ان عمر يقبل العلاج فدا معناه انه مش حالة مستعصية وفيه أمل وانه قابل للعلاج والإصلاح ودرجة النرجسية عنده مش كبيرة جدا

    بس خلى بالك يا قمر بلاش يوم اسود لان دا سب للظهر وسب الدهر حرام حتى لو دا دارج بين الناس وللأسف متكرر ولكت برضو حرام وأنتى كاتبة ومسؤولة عن كل حرف بتكتبيه ❤
    بالتوفيق يا حبيبتي 😘💗💗💗💗

    ردحذف
  4. العمر لحظه تمر بين السعاده و الشقاء
    عنر حول حياة وسيلة للشقاء والعذاب بي نرجسيته وحرمها حضن جدتها امنها وسلامها
    وسيلة انخدعت بالحب ومحكنتش عقلها والنتيجه خسرت روحا وانسانيها وعليها بنئها من جديد
    دومتي مبدعة

    ردحذف
  5. روعة على قد الفصول الصعبة والى شفناه مبسوطة من عمر وزينة وعاصم اما الحاجة امتثال دى سكر تسلم ايدك يا قمر

    ردحذف
  6. هو فين الفصل الخامس وستين

    ردحذف
  7. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف
  8. طبعا البارت روعه بس مش عارفه ازاي وسيله هترجع لعمر تاني قدامه شوط كبير اوي عشان تسامحه ايهم لازم يعكها كل مره

    ردحذف
  9. حد يفهمني بالله الفلاش باك انتهي ولا لسه ؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. انتهى من زمان من يجى شهر تقريبا 🤨

      حذف
  10. مقدرتش امسك دموعي في موقف وسيله لما قابلت جدتها قلبي وجعني اووي

    ردحذف
  11. دومتي مبدعه ورمضان كريم ❤️❤️

    ردحذف
  12. البارت حلوه جدا والاحداث بقت حلوه وفرحت جدا جدا لمًا وسيله قابلت جدتها وغرام غلطت لما سابت الشغل كان مفروض تكمل الى بداته من الاول ومتسبش شغلها وموقف. ايهم من ناحيه خوفه زايد على بناته مش حلوه والمفروض يتعلموا يعملوا اى حاجه بنفسهم وميعتمدوش على غرام او اى حد عمومًا لان كل واحد. عنده طاقه تحمل وابسطها ميجيش على شخص الى قدامه لانه مش حاسس بيه. وايهم. غلط لما مخلهمش يعتمدوا على نفسهم كان مفروض لما هنا. سابت الحاجه ومعلمتهاش مكنش ينفع يسبها تمشى من غير. ما تعملها وكمان معجبتنيش طريقه كلامه مع غرام عشان بناته مهو سورى يعنى. انت متضايق عشان بتقوللك حقيقه ومفروض يعملوا ايه بدل ما حد تانى لو شفهم بمنظرهم ده يقول عليهم مهملين ومعفنين ومش لازم قدامه. عادى من وراه ومفروض يقدر انها حامل ويبطل يجى عليها عشان بناته وكمان غرام مفروض. يكون ليها شخصيه معاه بحسها مستسلمه ومعندهاش كرير ومعلقه حياتها كلها عليه مع انها تقدر تكمل عادى جدا من غيره وتربى ابوها بردوا من غيره كمان ده كان حارق. دمى البارتات الى فاتت لمًا كان رافض الولد الى فى بطنها كان نفسى تربيه وتبعده عنه او حتى يتولد من غيره ويشوفه بعدها ويحس بنعمه حرم نفسه منها عشان خاطر بناته وانا راى لو ايهم وبناته فضلوا مستمرين على. وضع. ده تسيب البيت وترجع بيتها وشغلها وتسيب بناته يعتمدوا على نفسهم ويلموا دور بالذات هنا لانها ما بتحسش بالى قدامها وان كل واحد لي طاقه تحمل وان غرام مش مجبوره تنضف وراها على طول وتتعلم تبقى نضيفه وتنضف مكانها على الاقل تدى انطباع حلوه للى قدامها وتكون نضيفه لى نفسها وايهم هو كا اب لبناته حلوه جدا بس بردوا مفروض ميجبش شغاله. او يخلى غرام. تروق مكانهم مفروض يشد عليهم اكتر من كده عشان يتعلموا يكونوا نضاف لى نفسهم ويسبوا انطباع حلوه عند اى حد يشوفهم

    ردحذف
  13. يا سلام لو البارت ينزل اول يوم رمضان 🍃💞

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !