حكايه عمر الفصل الثالث والستون

11


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

تراقصت الشياطين أمام عيناه وتهادت التعبيرات البشعه الي وجهه بينما ينسج عقله العديد من السيناريوهات ليهتف باحتدام وهو يقبض علي ذراعها ويهزها : 

فين ...وازاي.. وليه ؟ 

نظرت غرام إليه بخوف فطري من عصبيته للحظات قبل أن تتغلب عليه وتحاول جذب ذراعها من قبضته هاتفه : اوعي سيب بتوجعني ....هقولك علي كل حاجه ....سيب دراعي انت بتوجعني !!

كور قبضته بقوة وهو يترك ذراعها بينما ينظر إليها بصبر نافذ : اتكلمي 

رفعت عيناها إليه وهي تضع يدها فوق ذراعها تدلك مكان قبضته الموجعه لتقول بتحذير : هقولك علي كل اللي حصل بس اياك تقول حاجه تحرق دمي ولا تخليني اندم اني جيت ليك 

نظر ايهم إليها نظرته المخيفه وكأنها في قفص اتهام أمامه يزجرها أن تتحدث لتبعد غرام عيناها عن عيناه وتحاول الا تهتم بقلبها الذي يلومها أنها أتت إليه وتستمع الي عقلها الذي أخبرها أن هذا هو الصواب لتتابع أخباره بكل ماحدث ثم تسود لحظه من الصمت بعد أن أنهت حديثها الذي تماوج في عقله قبل أن يستعيد ثباته وينظر إليها ويسالها بكلمات تبدو مهتمه ولكنها لا تدري ان كان يعني هذا الاهتمام أو لا وهي بكل الاحوال أخبرت نفسها انها من لا تهتم ولا تتوقع اهتمامه فهي أتت لتفعل الصواب ولا تخفي عنه شيء 

: عملت ليكي حاجه ؟! 

هزت غرام راسها وهي تفرك يدها البارده ببعضهما لعلها تدفئهما : لا خالص ....انا قولتلك علي كل اللي قالته ليا ... بس انا خايفه وخلاص 

نظرت له وتابعت : أبعدها عني 

لانت ملامحه وهو يري أمامه خوفها ليقول برفق : متخافيش .....انا هتصرف 

انتهي ما جائت من اجله لذا وضعت يدها في جيوبها وتحركت خطوه ليوقفها ايهم باستنكار : انتي رايحه فين؟! 

قالت غرام دون أن تنظر إليه : مروحه 

افلتت منه تلك الكلمه التي لم تميز غرام معناها : برضه ؟!

لتلتفت إليه باستفهام : برضه ايه ؟! 

تراجع عن التفسير بأنها ستذهب الذي منزل والدتها ولن تعود الي المنزل ليقول ببرود متهربا من هذا الاعتراف : برضه مصممه علي الشغل ؟!

خفضت غرام عيناها بخزي ضايق روحها التي مازالت تهفو اليه بالرغم من قلبه المتحجر ناحيتها : الشغل مالوش علاقه 

زفر ايهم بضيق وشعر بالضيق من نفسه التي لا تطاوعه باعتراف أنه افتقدها ويريد عودتها وازداد ضيقه من عقله الذي توقف عند عدم تقبل حملها بأي شكل وكأن تجاهله لها ولهذا الخبر سيجعله يختفي 

ليقول باقتضاب : استني هوصلك 

هزت غرام راسها وسارت بضع خطوات قائله بصوت واهن : مفيش داعي 

اتجه ايهم خلفها بضع خطوات غاضبه ليمسك ذراعها يوقفها مزمجرا : انتي ليه مش بتسمعي الكلام 

تألمت غرام من مسكته وكأن وجع روحها وجد متنفث له بالشعور بالألم الجسدي لتهتف به بوهن شديد ممزوج بملامح الآلم التي ارتسمت علي وجهها : سيب دراعي انت بتوجعني !

لانت ملامحه كثيرا بينما توجع قلبه لنبرتها الحزينه ليتصرف دون تفكير وسرعان مايجد يداه تمتد الي ذراعها تدلك لها موضع الالم وينطق لسانه برفق : اسف مقصدتش اوجعك !

شقت الدموع طريقها عبر حلقها لترفع عيناها ببطء بعد ان توقفت تتأمل يداه وهي تعالج وجعها لتلتقي بعيناه وينفلت منها العتاب : ولا تقصد ....مش فارق !

...........

...

وقفت زينه بعيون لمعت بها الدموع تضم جسدها بذراعيها بينما البروده التي شعرت بها في قلبها كانت اقسي من بروده الجو حولها وابنها يغادر بعد أن تفاجئت بقراره بترك المنزل ..... فلم تنسي وسيله نبرتها ولا نظرتها الحزينه وهي تسألها بحزن شديد : حد مننا ضايقك يا وسيله 

غص حلق وسيله وهي تهز راسها : لا خالص يا طنط 

نظرت لها زينه بقلب ملتاع : طيب هتمشي ليه 

تركت لعمر التفسير وتحمل العتاب لتخطو تسبقه الي الخارج محاوله عدم التأثر بنظرات زينه ولا بلوعه نبرتها وهي تمسك ذراع ابنها : عمر انت هتمشي ....ليه يا اابني تحرمني منك ومن عيلتك ....

تدخل عاصم يعفي ابنه من اي تفسير لن يجده ليقول لها برفق : سيبيه يا زينه هو اختار ...

دمعت عيون زينه ووقفت اعلي الدرج تتطلع الي ابنها وهو يغادر بينما دخل عاصم وهو مازال يتحكم في ثبات ملامحه التي تربط لها العنان ما أن اختلي بنفسه ليتنفس بضيق شديد ويخيم الحزن علي ملامحه للحظات قبل أن يوخزه قلبه ويتجه الي زينه التي مازالت واقفه اعلي الدرج ....

التفتت زينه تجاه الدفء الذي تسلل إليها بينما احاطها عاصم بذراعيه وتوقف بجوارها اعلي الدرج يتطلع الي عمر وهو يغادر بقلب ملتاع ولكن بوجه بلا تعبير

نظر عمر في مراه السياره بينما يبتعد وتبتعد صوره والده ووالدته ليوجعه تذكره لآخر كلمات نطق بها عاصم له قبل أن يغادر : هتروح فين ياعمر ؟!

اوجعته نبره أبيه التي مازالت تحمل الاهتمام بالرغم من كل أفعاله ليقول بنبره خاويه: هتصرف 

هز عاصم رأسه ومال خلفه ليخرج أحد مفاتيح من أحد أدرج مكتبه قائلا : خد دي مفاتيح شقه التجمع ...اقعد فيها هي جاهزه من كل حاجه 

خفض عمر رأسه بخزي بينما لا يترك أبيه ابدا يداه ليقول بصوت امتليء بالخجل : بابا انا .....قاطعه عاصم قائلا : 

انت ابني ومش عقابي ليك اني احرمك من الفلوس..... انت كبرت وبقيت اب ومسؤول 

هز عمر رأسه وأخذ المفاتيح واتجه الي الباب ليوقفه عاصم : عمر 

التفت عمر الي ابيه الذي نظر إليه قائلا : لو عاوزني اسامحك ....اثبت ليا انك بقيت مسؤول واد مسؤولية زوجه وبنت 

عاد عمر من تذكره لتلك اللحظات بينما تعبر سيارته الفناء ويتجه الي الخارج ليبعد عيناه عن المرأه وينظر الي الطريق أمامه ....سحبت وسيله نفس عميق بينما تخبر نفسها انها فعلت الصواب بابتعادها عن هذا المنزل ليس فقط لتعاقبه وتبعده عن عائلته كما فعل معها بل لأن قلبها لم يكن ليطاوعها ابدا علي البقاء معهم وخداعهم وهي تنظر في عيونهم ....الأمر سيكون اسهل حينما تكون بعيده ..... بعيدا عنهم قد تحتمل كذبتها ويتحمل هو وحده وجع الانتقام 

.......

.........

نفس المشهد ولكن باختلاف مواقف الابطال فهو تلك المره من يترك عائلته بينما كانت المره السابقه هي من تترك جدتها والتي كانت كل شيء لها وليس فقط عائلتها اشفقت علي زينه وعاصم ولكنها لا تشفق عليه ولن تفعل وليس عليها أن تفعل فهو لم يرأف بها ولا بجدتها التي تتمزق أوصال قلبها وصورتها لا تفارق خيالها والذنب يجثو فوق صدرها لدرجه تعجزها عن الذهاب إليها فكيف تقف امامها بعد أن كانت السبب باصابتها بالشلل والابشع أنها ستذهب إليها تلتجيء إليها وتحتمي بها وتعود إليها مثقله بتلك الهموم لذا بقاءها بعيد عنها هو افضل ما تستطيع فعله لها ...! 

نزل عمر من السياره التي لم تلحظ وسيله توقفها وهي غارقه في أفكارها لتلتفت إليه بينما يفتح الباب بجوارها ويمد لها ذراعها ليحمل الطفله التي اختطفت عيناه وهو ينظر إليها باعتذار شديد أنه لم يكن متواجد في اي لحظه من بدايه حياتها وتتجه عيناه بالمزيد من الاعتذار تجاه وسيله التي لم تري اعتذراه وهي تبعد عيناها عن عيناه ...فتح الباب وأضاء الانوار وهو يلتفت الي وسيله : قائلا تعالي يا حبيبتي 

لم تتمالك التحكم في ملامحها التي ظهرت عليها السخريه لنطقه كلمه حبيبتي لتتقابل عيناه بعيناها للحظه قبل أن تبعد وسيله عيناها عن عيناه وتمد يدها لتأخذ منه دنيا 

قال وهو يعطيها الفتاه برفق : انا هنزل اجيب شويه حاجات للبيت 

اومات له لينظر عمر إليها يتساءل : تحبي تيجي معايا 

هزت راسها بالرفض بينما يختنق صدرها من مجرد تواجدهم بنفس المكان ! 

........

....


وضعت وسيله الصغيرة بوسط الفراش ونظرت لها لا تعرف أن كان باعتذار ام بإعفاء نفسها من الذنب بأنه بالرغم من كل شيء فأن بقاءها معها افضل لها 

فهاهي في مسكن دافيء يوفر كل احتياجاتها دون أن تكون تحت رحمه اب مثل ابيها وام لا تستطيع حمايتها 

أثقلت الذنوب كاهلها فمالت برأسها تضعها علي الوساده وهي تتمني لو كل الأصوات برأسها تتوقف وتنام امسكت يد الصغيرة بين يديها تتلمس منها الأمان وعدم الشعور بشيء ....! 

وضع عمر الاشياء التي احضرها علي طاوله المطبخ الرخاميه ثم اتجه بخطوات هادئه الي الداخل وهو يحمل بعض الاشياء التي أخذ يشتريها من أجلها ومن أجل الصغيرة بحماس شديد  ....فتح باب يلو الاخر حتي وصل الي الغرفه التي تبقي بها ليفتح بابها برفق ويطل براسه ليراها نائمه بجوار طفلتهم وكم اختطفت رؤيتهم هكذا قلبه 

.... تقدم منهم وجلس علي طرف الفراش ليضع يداه فوق يداهم ويتطلع لهم بحب ....

رفعت وسيله راسها من فوق الوساده ما أن شعرت بلمسته وسحبت يدها من أسفل يداه ليهمس لها عمر بحنان : اسف لو صحيتك 

مرر يداه برفق علي شعرها ليقشعر بدنها من لمسته ودون أن تستطيع السيطره علي نفسها كانت تبعد راسها عنه ....استشعر عمر ابتعادها ولكنه كذب ما شعر به ليبتسم لها هامسا: انا جبت شويه حاجات ليكي انتي ودنيا ....مش هتشوفيهم !

هزت وسيله راسها وعادت تضع راسها علي الوساده قائله باقتضاب : بعدين عاوزة انام 

اوما عمر بخزلان بينما كل ما يشعره منها هو رفض ونفور ولكنه يكذب نفسه ويتجاهل معشما نفسه بوهم كاذب ! 

........


نظر مراد الي ساره التي زمت شفتيها بينما تقول من بين اسنانها وهي تؤكد حديثها للمره الثانيه : قولت لحضرتك اني تابعت كل حاجه بنفسي 

اوما مراد قائلا : والسواق

قالت من بين اسنانها وهي ترسم ابتسامه بارده : قدام الاوتيل وجاهز في أي وقت ريان هانم تحب تتحرك فيه ...! 

لاحظ مراد حركتها ليقول بمرح وهو يعتدل واقفا من خلف مكتبه : مالك يا ساره بتتكلمي من بين سنانك ليه ؟!

هزت الفتاه كتفها قائله : اتكلم بصراحه ؟!

اوما مراد لها وهو يلتقط جاكيت سترته المعلق علي المقعد خلفه : بصراحه اهتمامك زايد اوي بريان دي ...انا بشتغل معاك بقالي سنين ومستغربه 

عقد حاجبيه باستفهام : ايه الغريب ؟!

قالت وهي تقلب القلم بين يديها : قولتلك أن اهتمامك زايد ....نظرت له بطرف عيناها وتابعت : هو لو سألت حضرتك الاهتمام ده شغل ولا حاجه تانيه هترد 

استغرب مراد بشده : حاجه تانيه ايه ؟!

هزت كتفها دون قول شيء ليهز مراد رأسه قائلا بجديه : شغل يا ساره وافتكر انك تعرفيني من سنين وعارفه اني بحب مراتي ومش في دماغي حاجه تانيه 

اومات ساره بتأكيد ضاحكه بخفه : طبعا معنديش شك بس زي ما قولت لحضرتك استغربت اهتمامك الزايد

نظرت له وتابعت بقليل من المكر الأنثوي : عموما انا بس بلفت نظر حضرتك عشان جايز مدام جوري تضايق من الاهتمام ده 

هز رأسه ونظر الي ساره التي تابعت وهي تتأمله للحظات : وبصراحه هيكون عندها حق تغيير ...يعني اي ست مكانها لو متجوزه واحد زي حضرتك اكيد هتغيير 

.........الغيره حب واعتقد مدام جوري أو اي ست مكانها لازم تغير عليك يا مراد بيه والا متكونش بتحبك

غاب مراد بحديثها فلم ينتبه متي تحركت لتقف خلفه وتساعده علي ارتداء سترته التي سرعان ما وضع ذراعه بها وابتعد قائلا باقتضاب : متشكر يا ساره ...مفيش داعي 

تراجعت ساره سريعا وقالت بارتباك بينما شعرت بمقدار حماقه فعلتها بالقرب منه : في حاجه تانيه يامراد بيه 

هز رأسه وأشار لها أن تنصرف ثم تبعها الي الخارج دون أن ينظر إليها بينما جلست ساره بوجه احمر محتقن من غباءها .....دخل مراد الي ابيه قائلا: بابا خلاص ريان في الاوتيل وعملت كل اللي طلبته 

اوما سيف قائلا : طيب وجهزت العقود 

: كله تمام ...انا مروح 

هو سيف رأسه لابنه وعاد لينظر في الأوراق التي أمامه ليعود مراد تجاهه خطوة متسائلا : بابا 

رفع سيف عيناه الي ابنه الذي قال : هي ماما بتغيير عليك 

ضحك سيف بدهشه من سؤال ابنه الذي اجاب عليه بعفويه : طبعا مش بتحبني 

..........


نظر ايهم الي ابنتاه الذين دخلوا من باب المنزل ليسألهم بينما يفض اكياس الطعام التي احضرها في طريق عودته 

: اتبسطوا في النادي 

قالت هنا بانزعاج وهي تلقي حقيبتها علي أحد المقاعد 

: مش اوي ... ساندي جابت معاها اخوها الصغير 

...حركت ملامحها بطريقه منزعجه وتابعت : زنان اوي يا بابي 

تدخلت حلا قائله : لا يا نونو مش اوي ده لطيف وصغنون اوي وكيوت

هتفت هنا بامتعاض وهي تضع قطعه من الطعام في فمها : ولا كيوت ولا حاجه ...اصلا كان ايه لازمته مامتها تجيب بيبي تاني 

ابتلع ايهم بينما يتابع حديث ابنتاه : وفيها ايه عادي ...ده انا حبيته اوي يا بخت ساندي 

هزت هنا راسها ضاحكه : يا بختها ايه ...دي طول الوقت تأنب مامتها أنها جابت ليها اخ وهي كبيرة 

وصلت الرساله من موقف أحدي ابنتيه ليشعر بالضيق وفجاه يغادر المطبخ 

التفتت هنا إليه باستفهام : في ايه يابابي ؟!

قال ايهم باقتضاب : مفيش ....اتغدوا بعد ما تغيروا هدومكم 

نظرت كلتا الفتاتان الي بعضهما متساءلين : ماله ؟!

هزت هنا كتفها : معرفش 

بعد قليل دخلت ايه حلا : بابي يلا عشان نتغدي 

هز رأسه قائلا :ماليش نفس 

قالت حلا برجاء : عشان خاطري 

اصلا البيت كئيت اوي من وقت ما غرام مشيت....

تعالي اقعد معانا 

قام حتي لا تشعر ابنتاه بافتقادها ولكن هاهي هنا تكرر نفس الحديث : وحشتني غرام 

قالت حلا متنهده : وانا كمان 

وضع ايهم الشوكه من يده بانزعاج بينما التفتت إليه حلا برجاء : بابي ما تصالحها وتخليها ترجع البيت 

اومات هنا قائله : بليز يا بابي.... ولو علي الشغل احنا هنتحايل عليها تسيبه 

هتف ايهم بانزعاج شديد : وبعدين معاكم من أمتي بتتكلموا معايا في خصوصياتي 

قالت حلا بجديه : يا بابي احنا كبرنا وغرام اه تخص حضرتك بس انا كمان بنحبها وعاوزينها ترجع 

هتف ايهم بسخط وهو يعتدل واقفا : انتوا مش صغيرين تقولوا عاوزين 

: بابي 

: خلاص مش عاوز كلام في الموضوع ده 

قام وترك الطعام ليبقي بغرفته لبعض الوقت يفكر في رد فعل ابنته علي معرفه حملها وليس هذا بل كيف يملك الجراه ليخبرهم وماذا سيقول ..؟!

يتذكر كل كلمه نطقوا بها ويتجاهل كل شعور بداخله بافتقادها بينما يلومها وحدها علي هذا الوضع الذي بقوا فيه ....ليفكر بأن ابنتاه حتي وأن رضوا أمامه ما موقفهم من خلف ظهره...... لن يقبلوا وستتأثر نفسيتهم لذا بعدم تفكير في أي شيء الا مراعاه نفسيه بناته كان يذهب إليها بعد أن اتخذ قراره 

جلس وهو يضع كلتا يداه فوق بعضها وينظر الي الأرض بانتظارها لتخرج إليه زينب قائله : انا صحيتها يا ابني وجايه علي طول 

اوما ايهم وهو يبعد عيناه عن النظر لزينب التي لم تبدأ معه بالحديث بينما لا تريد أن تتدخل الا حينما تطلب منها ابنتها 

: تشرب ايه ؟

: مفيش داعي تتعبي نفسك 

أصرت عليه قائله بلياقه : لا والله لازم تشرب حاجه 

قال ايهم بتهذيب : يبقي هاخد قهوة لو سمحتي 

اومات زينب واتجهت الي المطبخ لتخرج غرام 

التي عكصت شعرها فوق راسها بعدم اهتمام وقد نالت منها اعراض الحمل بشده فبقيت في فراشها طوال اليوم لا تغادره بينما الوهن تملك منها مع شعورها الدائم بالغثيان ...

اتجهت لتجلس بصمت بينما قابلها هو الآخر بصمت 

نظرت إليه حينما طال صمته ليأخذ ايهم ما يخرجه من جيبه ذريعه لبدء حديثه 

نظرت غرام الي الأموال التي وضعها علي الطاوله باستفهام ليحمحم ايهم قائلا : ده مصروف ليكي 

قبل أن تقول شيء كان يرفع يداه أمام وجهها ويتابع : متقوليش لا..... انتي ملزمه مني بصرف النظر عن أي حاجه بتحصل بيننا 

ابتلعت غرام بينما اخر ما نطق به يوحي بأمل مازال قلبها الخائن يتعلق به 

حمحم مجددا وحك ذقنه ليتابع حديثه ومازالت عيناه علي الأرض : كل شهر هبعت ليكي كل اللي تحتاجيه

ولو عاوزة اكتر اطلبي من غير اي احراج ده حقك 

ابتلعت غرام وعيناها تتطلع الي ملامحه بينما تراه يجاهد لنطق شيء كل هذا مجرد مقدمات له وليتها لم تتعجل سماع القادم الذي تابعه ايهم بحزم وملامح ثابته ولكن بعيون لا تنظر إليها : أنا حاليا معنديش استعداد اقول للبنات حاجه تضايقهم ولا تأثر علي نفسيتهم بأي شكل من الأشكال .... وعشان كده موضوع الحمل ده مش هيعرفوه ابدا مني ولا منك وهتفضلي هنا وكل طلباتك ..... لم يكمل جملته حينما وقفت غرام ليرفع عيناه تجاهها متوقع غضب ليجد بدلا منه نظرات ساخره 

بينما لا يدري شيء عن صوت تحطم قلبها الذي زلزل كل انش بها بكلماته البارده حد الصقيع لترفض أن تبدي وجعها أمامه وتقف أمامه بنظرات ساخره بينما تقول : 

يعني انت جاي تديني فلوس وتقولي مسؤوله منك وكل طلباتك مجابه والشخص الحقيقي اللي مسؤول منك زيه زي بناتك ويمكن محتاجلك اكتر منهم لانه هيكون مجرد طفل مش في حساباتك ...!!!

امتلئت نبرتها بالسخط والاستخفاف وهي تتابع : خايف علي نفسيه بناتك وناسي أن اللي جاي ده هيكون ابنك او بنتك زيهم وحقه تخاف علي نفسيته وحقه عليك أن تراعيه وعلي الاقل تعترف بوجوده مش جاي تقولي تخبي والبنات متعرفش 

ارتسمت ملامح الاشمئزاز علي ملامحها وهي تلفظ اخر عتابها : يا خساره حبي ليك وعشمي ان فيك امل ياريتني كنت توقعت أو فكرت في رد فعلك وانا وقتها مكنتش حملت منك ...

خانتها غصه حلقها وهي تتابع : يا ريتني بس فكرت وقولت انك عمرك ما هتقبله وهتظلمه عشان خاطر نفسيه اخواته ...!!

نظرت له بغضب شديد بينما تتابع : انا مش شايفه اي كلمه تناسب موقفك الا انك جبان ! 

اخيرا نطق كلمه بينما تجاوزت حدها ليهدر بها : غراااام 

اهتاجت أعصابها لتصرخ به بعصبيه مفرطه : غرام ايه ...؟! متضايق اني قولتلك كده وانا المفروض حجر ابلع كل اللي بتقوله ....

احتدت نظراته وفتح فمه لتتجرأ غرام أكثر وهي تصيح به متابعه حديثها : انت لسه هتتكلم ....نظرت له بخزلان وتابعت : ياريتك سكتت ....

ياريتك سكتت ومتكلمتش كان احسن من انك تيجي بعد كل ده تتكلم وتقول كده 

تهاوت علي الاريكه خلفها وتابعت بأسي شديد تلوم سذاجتها : شهر وانت كل كلامك معايا حرق دم ولا مره فكرت حتي تسأل عن ابنك ولا بنتك اللي في بطني وكل كلامك عن بناتك ...وانا كل ده بعشم نفسي واقول هيهدي ويفكر ....استحملي شويه وهيجي اكيد يراضيكي........

رفعت إليه عيناها التي امتلئت بالدموع وتابعت بقهر : قول عليا زي ما انت شايفني دايما غبيه وساذجه بس خلاص دي فعلا اخر مره اتوقع خير يجي ليا من ناحيتك ....خلاص انا مش مستنيه منك اي حاجه 

اهتزت نظرات ايهم وشعر بالخزي من نفسه بسبب كلماتها التي كانت محقه بها ليري أنه ظالم لتلك الروح التي تحملها لانه عاملها بدونيه عن بناته مع أنه مثلهم 

تشتت أفكاره وكالعادة لا يعرف كيف يصوغ حديث أو قرار مفاجيء وبعد أن كان قادم وهو متخذ قرار لا يستطيع تغييره لذا فقد النطق ووقف بصمت يستمع إلي حديثها الممزوج بالدموع التي انهمرت من عيونها للحظات قبل أن يثور عقلها علي ضعفها وتهدر الدماء بعروقها وهي ترفع عيناها إليه صارخه بانفعال : 

اطلع برا 

اتسعت عيناه لتتجه زينب إليهم علي صوت صراخها : في ايه ؟! 

كور ايهم قبضته واتجه مغادرا بخطوات غاضبه دون قول شيء بينما شعر باحتقان كرامته التي ضغطت عليها وهي تطرده 

اتجهت زينب تجاه ابنتها الباكيه لتسألها بقلق: في ايه ياغرام ؟!

ارتمت غرام بحضن والدتها تبكي بقهر قائله : انا بكرهه بكرهه يا ماما ومش عاوزة اشوفه تاني 

لطمت وجهها بقهر شديد لتمسك زينب بيدها توقفها : اهدي ياغرام ... حرام تعملي في نفسك كده 

صاحت غرام بصوت باكي : وانا مش حرام اللي بيحصل فيا 

صمتت زينب متنهده لا تريد فتح الدفاتر القديمه واكتفت باحتضان ابنتها 

...........

....


عاد مراد مساءا ليجد جوري جالسه وبجوارها شهد وامامهم العديد من الكتب والأوراق 

نظرت إليه جوري بحماس قائله : انا سجلت لشهد في شويه كورسات سكرتاريه ومحاسبه 

عشان تشتغل حاجه كويسه ويبقي ليها مستقبل 

اوما مراد بصمت واستغراب لتشير شهد : انا هقوم اجهز العشا يا مدام جوري 

هزت جوري راسها وقالت بسماحه : لا يا حبيبتي ....خلصي اللي وراكي الاول ...فاضل صفحه 

رفعت عيناها تجاه مراد وتابعت : 

مراد حبيبي غير هدومك وانا هخلص مع شهد وبعدين نتعشي 

نظر مراد اليهم ولا ينكر أنه تضايق وكالعاده كان طفل صغير يتذمر بداخله من اهتمامها بالفتاه وعدم اهتمامها به أو ربما كان هذا سبب يتذرع به أمام شعوره بالغضب أنها لم تغار عليه ...!

.............

.....

تحرك طلعت بعصبيه يمينا ويسارا بينما يهتف : بقي انا تطردني!

قالت نيفين بضيق : انت ازاي يابابا تخلي الشقه باسمها ....هنعمل ايه دلوقتي 

قال طلعت وهو يلتفت الي ابنته بعصبيه : وهو انا كنت اعرف انها ممكن تعمل كده 

تمهل لحظات قبل أن يقول : بقولك ايه ...انزلي وخبطي عليها وحاولي تكلميها 

هزت نيفين راسها ببرود : لا انا مش هنزل للست دي تاني !!

طرقات عنيفه علي الباب جعلت الجميع ينظر تجاهها لتضرب سندس مجددا علي الباب بغضب اهوج سرعان ما فجرته ما أن فتحت الفتاه الباب : انا بقي اسمي الست دي يا بنت طلعت ...!

اتسعت عيون الفتاه لتلتفت سندس تجاه والده زوجها والتي تكون خالتها بينما جلست بكمد علي المقعد لتقول لها : شوفتي يا خالتي جزاه تربيتي فيهم بيقولوا عليا ايه ...

نظرت لها المراه باعتذار : حقك عليا يا سندس متقصدش 

نظرت لهم سندس باحتقار هاتفه : ولا تقصد يا خالتي مبقاش يفرق ....زمن شفتيها وهتفت بكمد : انا اللي رميت بنتي وفضلت اربي فيهم واخرتها يعملوا معايا كده 

تنهدت وتابعت : عموما انا لميت هدومهم والشنط قدام الباب ومن اللحظه دي تخلي ابنك يطلقني ومحدش فيهم له علاقه بيت تاني 

جرت أقدامها تجاه الباب وهي تحدث نفسها بخزي : يارب بس اعرف اعوض بنتي سنين حرمانها مني 

أسرعت خالتها خلفها : استني يا سندس 

تجاهلت سندس نداء المراه واتجهت للخارج لتنظر المراه الي ابنها بخزي : والله ما لاقيه كلام أقوله ليك انت وبناتك 

رفعت راسها وتابعت : سنين وهي بتخدمني وتخدمكم وانتوا ولا شكر ولا حمد 

نظر طلعت الي والدته بانفعال : ده واجبها 

نظرت له والدته بغضب : واطي هقولك ايه .....عموما بقي أنا معنديش استعداد اخسرها بعد خدمتها ليا السنين دي وعشان كده اوعي تكون عامل حسابك انت ولا بناتك تقعدوا عندي ...من بكره تشوفوا ليكم مكان تاني !

.........

.....

شق بكاء الصغيرة سكون الليل ليسرع عمر بالقيام من فوق المقعد ويركض الي الغرفه ليجد وسيله قد استيقظت وحملتها ....مالها ؟!

قالت وسيله باقتضاب وهي تتجاوزه الي الخارج : جعانه 

اسرع عمر خلفها حيث اتجهت الي المطبخ تبحث عن علبه اللبن الخاص بالصغيرة لتبدأ بتجيهزه لها فكانت يد عمر تسبقها .... تجاهلت مساعدته بجفاء ليقول عمر ببراءه : خليني اساعدك 

بالطبع لم يكن يتوقع منها أن ترتمي بين أحضانه بمجرد عودتهم ولكن معاملتها لها بتجاهل كسرت قلبه ولم يفكر ابدا بأنها لها كل الحق بل كالعاده رأي أنها تصد محاولته .... لم يتوقف عند تجاهلها بل باصرار علي أن يكون جزء من عائلته احب دوره بالمساعده فكان يمد يداه يأخذ الصغيرة من بين ذراعيها يهدهدها لتكف عن البكاء لتوليه وسيله ظهرها وهي تعد اللبن للصغيره التي أخذ عمر يداعبها بحنان : قلب بابي جعانه ...مامي خلاص بتعمل الاكل ....رفعها بذراعيه القويه يداعبها : شكلك طالعه بتحبي الاكل زي بابي ....نظر لها وابتسم بينما بدأت تصمت وكأنها تستمع اليه : تعرفي اني مستغرب اوي كلمه بابي ...عمر ايه رايك تقوليلي عمر ولا اقولك لا خليها بابي احلي .....تنهد وهو يضمها إليه ويشتم رائحتها قائلا بمشاعر : انتي حلوة اوي وصغيره اوي 

كورت وسيله قبضتها تضغط علي جروح قلبها التي انفتحت بينما تفكر بأن تلك اللحظات كانت ستكون من نصيب طفلها الذي قتله بلا رحمه في لحظه عصبيه منه لتتشعشع ملامح الغل والحقد بقلبها أكثر تجاهه وتبدو علي حركه يدها العصبيه وهي تنتزع الصغيرة من بين يداه وتحملها وتعود بها الي الغرفه 

نكس عمر رأسه متنهدا بينما لم يتوقع أن الطريق لنيل رضاءها بتلك الصعوبه وكأنه رأي صعوبه بالأساس!!

اتجه خلفها باصرار ليجدها جالسه تضم الصغيره الي حضنها وتعطيها زجاجه اللبن .....جلس امامها لتحاول وسيله تركيز عيناها علي الصغيرة حتي لا يري مقدار الحقد والغضب بعيونها ....قال عمر وهو يحاول بجهد فتح اي حديث معها : انتي مش بترضعيها ليه يا سيلا ....الرضاعه الطبيعيه افيد لها 

نظرت له وسيله ساخره بقسوه : كنت خلفت قبل كده وانا معرفش 

رمش عمر باهدابه قائلا : لا بس اسمع أن الرضاعه الطبيعيه احسن 

اشاحت بوجهها هاتفه : الدكتور هو اللي كتب ليها اللبن 

اوما لها بينما احمر وجهه من اقتضابها معه بتلك الطريقه لينظر الي الصغيرة ويمد يداه ناحيتها واضعها إصبعه من أناملها الصغيرة ليبتسم ما أن قبضت علي إصبعه بينما استمع لصوت امتصاصها لللبن من الزجاجه وكأنه يستمع إلي سيمفونيه بقيت تعزف حتي توقف الصوت واغمضت الصغيرة عيونها وراحت في ثبات 

وضعت وسيله دنيا بجوارها ليتجرأ عمر بأخذ دفه الحديث وهو ينظر باستعطاف إلي عيناها التي تبعدها عن عيناه : سيلا .... انتي لسه زعلانه مني 

تجاهلت سؤاله بينما تهتف ببرود : عاوزة انام ياعمر 

زم شفتيه ونظر لها بعتاب ولكنها تجاهلت نظراته ومدت يدها الي الضوء بجوارها تغلقه

خطوه أخري فكر أن يتجرأ ويأخذها بينما يستدير للجهه الأخري ويرفع الغطاء ليشاركهم الفراش ولكن هاهي لا تقبل خطوته بينما تقول وهي تستدير الي الجهه الأخري : لو سمحت شوف مكان تاني تنام فيه 

ضم عمر يداه الي جنبه وهو يترك الغطاء من يده ناظرا الي ظهرها بأسي بينما لم يعتاد قسوتها 

وهاهو صباح جديد يعتزم به عمر أن يتقرب منها أكثر دون يأس بينما تعتزم وسيله المضي قدما في كراهيته والانتقام منه فالنيران المشتعله بقلبها تزداد توهج كلما رأت حنانه مع دنيا وشعورها بالفقد يزداد كلما فكرت بأن هذا مكان طفلها هي وليست تلك الطفله ...! 

............

....

فتح ايهم باب المكتب ودخل الي عمر قائلا : اخيرا افتكرت ان ليك شغل 

قال عمر متنهدا بحبور : ولا كنت عاوز افتكر .....ياااه يا ايهم لو اوصفلك أنا مبسوط اد ايه 

رفع أحدي الاطارات التي مليء بها مكتبه : شوف جمال دندن ....قلب باباها ...مش بسيبها لحظه 

ابتسم ايهم ضاحكا : والله وبقيت اب يا حجش 

اوما عمر بحبور شديد : تخيل يا ايهوم.....اقعد بقي وقولي ازاي اتعامل معاها ...يعني كنت بتعمل ايه مع بناتك 

ضحك ايهم قائلا : زي اللي بتعمله دلوقتي ....مش حاجه تتعلمها مني انت هتلاقي نفسك بتتعلم معاها يعني ايه دنيا جديده وانت اب 

ابتسم عمر والقي نظره الي طفلته قائلا : عندك حق ....مكنتش اتخيل نفسي ابدا بس بلاقي اني بحاول وبتعلم....يعني بقيت اعرف هي امتي بتحب اتمشي بيها وامتي الاعبها وامتي احطها في حضني واسكت 

جميله اوي يا ايهم 

قال ايهم بحنان : ربنا يخليها ليك يا حبيبي 

نظر إليه ومرت لحظه من الصمت قبل أن يسأله : ووسيله عامله ايه ؟!

نظر إليه عمر بصمت كان ابلغ من اي جواب ....! 


.......


تقلب ايهم من جهه الي أخري في الفراش الذي استشعر كل نعومته اشواك ليغالب نفسه التي تشعر بالذنب تجاهها كلما بقي وحده مع تفكيره وتذكره لكل ما قالته 

وقتها ركز أن يغضب من كلماتها وظلت تتردد في أذنه مطولا دون أن يقر الا بعد عناء طويل مع نفسه بأنها محقه ....تذكر حديث عمر تلك الظهيره ليميل 

الي الكمود بجواره ويفتح أحد الإدراج يسحب منها البوم صور وسرعان ما تلمع عيناه ويشعر بحنين جارف داعب أوصاله وهو يقلب صوره تلو الأخري لتلك الفتره من حياه ابنتاه ....مرر يداه فوق احد الصور وارتسمت ابتسامه حانيه علي شفتيه وهو يتطلع الي براءه وجمال ابنته حلا حينما كانت طفله ...صوره تلو الأخري بها ضحكات وبراءه بناته وهم صغيرات ليتنهد ويغمض عيناه وهو يعود بذاكرته لتلك الأيام ...اول كلمه ...!

واول خطوه..!

قلقه حينما يمرضون.... وعدم نومه 

ولكن كل هذا كان يهون بضحكه منهم 

مشاعر جميله عادت تهب في كيانه وكأنه يشجع الصوت الداخلي أن يتعالي وهو يسأله ما المانع من عيش نفس التجربه بحلوها ومرها.... لقد أصبح أكثر خبره وسيعرف كيف يدير الأمور بوجود طفل.... ربما يتحدث مع ابنتاه ويقبلون كما قبلوا بأمر زواجه ...!

اخذ وقت طويل وفعل اشياء كثيرة كان لا يجب أن يفعلها وهو يصل اخيرا لتلك القناعه التي لا يدري انها جاءت متأخره ! 

........

...

تغيرت ....!!

نعم تغيرت كثيرا !

هذا ما ظل عمر يفكر به كلما نظر إليها ....أنها لم تعد الفتاه التي يعرفها ...!

ولكن اتتغير لتلك الدرجه ...كان هذا سؤال اخر سأله لنفسه بينما بوغت بما نطقته : ايه 

هتفت وسيله بقلب متحجر جثي علي قلبها الصافي وقتله أسفله : اللي سمعته ....اطرد الست دي مش عاوزة اشوفها 

قال عمر بلسان ثقيل : اطرد مامتك ؟! 

هتفت وسيله بحقد : انا ماليش ام واللي كانت أمي اتشلت بسببي ...!

توقف عمر مكانه بعدم استيعاب فقد ظنها ستفرح أن عرفت بوجود والدتها بالخارج والتي ذهبت الي منزل عائلته تسأل عنها فأعطاها عاصم العنوان لتذهب إليه سندس علي الفور متوقعه أنها ستتدارك خطأها في حق ابنتها ولكنها لم تكن تعلم ان الاوان قد فات 

اتجه عمر بهدوء الي جوارها ووضع يده علي كتفها برجاء هامس : وسيله دي بتقول انها دورت عليكي كتير اوي ....طيب حتي لو زعلانه منها ...قابليها واسمعي عذرها 

احتقنت ملامح وسيله التي سرعان ما أبعدت كتفها عن لمسته بجفاء واضح واتجهت الي الخارج بوعيد لم يفسره عمر : هسمع عذرها حاضر ! 

اتجه عمر خلفها ليشفق علي سندس التي وقفت أمام ابنتها كالتلميذ الخائب حينما بدأت وسيله حديثها بسؤال : جايه ليه ؟! 

توقفت ذراعي سندس مكانها بينما كانت تفتحهم لأخذ ابنتها التي وقفت امامها بوجه جامد ونظرات ملئها الاتهام وهي تكرر سؤالها : جايه ليه دلوقتي ؟!

تعلثمت سندس بينما تقول : يا بنتي انا ......اتسعت عيون عمر بصدمه ما أن خرجت نبره وسيله صارخه تقاطع ابنتها : متقوليش بنتي .....نظرت لها ساخره وتابعت : بنات طلعت هما بناتك إنما أنا بنت فخر اللي بتكرهيهه وبتعاقبيني بسببه 

اهتزت نظرات سندس بخزي بينما حاولت أن تبرر : وسيله ...انا 

تنفست وسيله بغضب هاتفه : انتي ايه .....انتي ايه ردي عليا ...جايه ليه دلوقتي ؟!

ضحكت بتهكم وتابعت : بلاش جايه ليه ....جايه امتي ؟!

نظرت لها بكراهيه وتابعت : عمر جه يسألك عني من اد ايه ؟! طيب بلاش ....بقالك كام شهر متعرفيش حاجه عني ....بلاش دي كمان ....فكرتي تدوري عليا اصلا .....ردي عليا ....انتي جايه ليه ولا بأي وش جايه دلوقتي 

غرقت سندس بعرقها البارد بينما اسئله ابنتها زجرتها في زاويه لا خروج منها لتتابع وسيله بتهكم : ....ايه في مصلحه جديده !!

نظرت لها بقسوة قبل أن تلتفت الي عمر وتتابع بسخريه جارحه : لو عاوزة مصلحه اهو عمر قدامك ...هو اللي ليكي مصلحه عنده مش انا ....تجاوزي بقي جو البنت وامها وادخلي في الموضوع علي طول 

قالت كلماتها واندفعت الي الداخل لتنتفض سندس علي صوت باب الغرفه الذي صفقته خلفها .....نظر عمر إليها بشفقه بينما استشعر أنه محظوظ لأنها علي الاقل لم تفعل معه مثلما فعلت مع والدتها وكل ما تفعله معه لا شيء أمام موقفها مع والدتها دون أن يدري انها فقط كالجمل تخزن بداخلها وسيأتي دوره في الانتقام 

: متزعليش منها !!

هزت سندس راسها وقالت بأسي : مش دي وسيله بنتي اللي اعرفها ....ايه اللي غيرها كده ؟!

سؤال كلاهما تظاهروا بعدم معرفه إجابته البسيطه والتي تلخصت في القسوه التي استشعرتها منهم فلماذا يتوقعوا منها الحنان !!


...........

.....

موقف آخر لا يحسد عليه كان عمر يصطدم به وهو يدخل الي المنزل لتتجمد خطواته مكانها ما أن رأي تلك الجالسه علي أحد المقاعد في البهو أمامه .....ابتلع عمر ولاح علي وجهه التوتر الشديد وهو ينتقل بعيناه تجاه وسيله التي كانت جالسه باعتداد ونظراتها كلها برود وهي تتطلع إليه ليتمني لمره أخري أن تنشق الأرض وتبلعه ولا يكون واقف بينها وبين ثراء .....!

جزت ثراء بقوة علي أسنانها كما فعلت طوال النصف ساعه التي بقيت بها لتتذكر كل البرود الذي حاولت التحلي به وهي تدق الجرس وتواجه نظرات وسيله التي عرفتها ما أن رأتها ولكنها قابلتها بوجه خالي : افندم 

قالت ثراء بتعالي وهي ترفع راسها للاعلي : عمر موجود ....أنا ثراء خطيبته !

توقعت صدمه علي ملامح وسيله ولكنها تفاجأت بلا شيء ....حتي ملامحها لم تتغير بينما تقول لها ببرود : مش موجود ....تقدري تستنيه 

لم يكن هذا ابدا ما توقعته فهي توقعت صدمه وشجار ومواجهه بينهم تنتهي لصالحها بينما أي امرأه مكان وسيله ستثور وتطالب بكرامتها فيكون الفوز من نصيب غريمتها ولكن في حالتها وسيله بالأساس لا تراها لا كغريمه لها ولا تراه كزوج متنازع عليه فهي فقط تبقي معه في سبيل انتقامها ليس أكثر .....!

قامت ثراء سريعا ما أن رأته لتقول بلهفه ودلال : عمر حبيبي انت فين كل ده انا قلقت عليك 

نظره حاده وجهها عمر تجاه ثراء يوقفها بها مكانها مزمجرا : انتي ايه اللي جابك هنا ؟!

قالت ثراء وهي تخطو خطوة تجاهه : روحت سألت عليك في البيت و عرفت عنوانك 

بلا مقدمات اشار لها عمر تجاه الباب : اطلعي برا !

احتقن وجه ثراء بالحمره بينما نظر عمر سريعا الي وسيله بأسف واعتذار : وسيله حبيبتي انا اسف علي الموقف ...ابتلع باقي حديثه حينما كان كل ما حصل عليه منها هو نظره لا مبالاه بينما تتجه الي غرفتها وتتركه واقف مكانه 

وجه عمر كل غضبه تجاه تلك الفتاه التي التصقت به كالعلقه : اسمعي ....انا متجوز وبحب مراتي ومفيش بيني وبينك اي حاجه واياك اشوفك في أي مكان انا فيه ....فاهمه !!

...........

.......

اسرع عمر خلف وسيله : سيلا حبيبتي ....انا ...قاطعته وسيله باقتضاب لم يتوقعه : انا مش عاوزة اسمع حاجه في الموضوع ده 

جرح اخر يتقبل أنها تغلقه دون أن يلتئم ظنا منه أن تلك الجروح تشفي من تلقاء نفسها ولا يدري شيء عن القيح الذي يتكون بكل الجراح اسفل غطاء إغلاقها الوهمي والذي يوما ما سينفجر ويظهر جرح غائر ويكون أوان شفاءه قد فات ...!

..........

...

نظر عاصم الي ثراء التي بكت بحرقه تنعي نفسها : ذنبي ايه يا اونكل يعمل فيا كده .....حضرتك كلمت بابا والمفروض كلمتك دي حاجه كبيرة وهو في الاخر يتجاهل كل ده ويكون متجوز .....

نظرت زينه الي عاصم الذي صمت متنهدا بينما لاحت خطيئه أخري من خطايا ابنه ....وبالرغم من أنه كان رافض تلك الزيجه إلا أنه في النهايه التزم بكلمه مع والد الفتاه 

: ليه ...ليه بس يعمل فيا كده ...طيب اعمل ايه 

واقول لبابا ايه بعد ما قري الفاتحه مع حضرتك 

.....يخطبني وهو متجوز ...طيب كان يقولي الحقيقه !!

استمع سيف بما يكفي وهو واقف لدي باب غرفه مكتب أبيه ليقرر أنه حان أوان كلماته هو ليتجه بخطوات ثابته ويتوقف أمام ثراء التي اهتزت نظراتها ما أن رأته 

نظر لها سيف بثبات هاتفا :اعتقد ان انا قولتلك الحقيقه دي قبل كده 

ابتلعت ثراء ببطء : حقيقه ايه ؟!

قال سيف وهو ينظر إلي عيناها بقوة ؛ أن عمر متجوز !

نظر لها وتابع : ووقتها قولتي مش فارق معاكي ....جايه تعيطي ليه دلوقتي ....حذرتك وقولتلك بلاش لأن ده الطبيعي يحصل أنه يسيبك ويرجع لمراته 

مالت الكفه تجاه عاصم الذي أراد إنهاء تلك المسرحيه ليقول باقتضاب : اعتقد كده الأمور واضحه ...!

جرت ثراء أقدامها بخزي شديد بينما أيقنت أن الكذب والالتواء الذين طالما استخدمتهم في كل شيء لتنال مرادها طريق قصير لا يوصل الي نهايه سعيده ...!

..........

..

تأخر عمر اليوم في عمله ليعود بالمساء وككل يوم هاهي وسيله جالسه بغرفتها بجوار الطفله الصغيرة التي أخذت قلبها واهتمامها ولكن لم تتخذ مكان ليس لها من مشاعر الامومه فهي تدرك جيدا أنها ليست ابنتها عكس عمر الذي تغلغلت بداخله من مشاعر الابوه ممزوجه بمشاعر مسؤوليه جديده عليه اخذها برحابه صدر وأحب أن يعيش كل تفاصيلها وكأنه في تحدي لإثبات نفسه لأول مره ...! 

فتح عمر الباب برفق ودخل الي الغرفه الذي مازال عليه محرما أن يشاركها بها بعد أن استشعر مدي رفضها لأي قرب منه ولو بمجرد بقاءه معها في نفس الغرفة .... كلما رأي نظرات الرفض في عيناها بصمت دون عتاب يدغدغ الخجل أوصاله حتي أنه أحيانا يتمني لو تنفجر به كما فعلت مع والدتها بدلا من صمتها ونظراتها التي تجعله يشعر بالعجز وهو لايريد اي باب يستطيع طرقه للدخول مجددا الي قلبها .....يفكر بكلمات أخيه الناصحه حينما سأله أن كان موقفها طبيعي تجاهه لتصبره كلمات أخيه بأن الأيام ستداوي جروحها المهم أن يبقي بجوارها 

و لا يضغط عليها كعادته بل يحترم الخطوط التي تضعها بينهما إلي أن تسمح له بتجاوزها ولكن ماذا يفعل بصبره المعدوم وبرؤيته المشوشه بينما لطبيعه شخصيته تضاءل جرمه في نظره وأصبح يري أن ماحدث انتهي وولي وعليها تجاوزه ....

ابتسم لها ولابنته التي مال يقبلها ثم مال تجاه راس وسيله بعفويه يقبلها وهو يقول بحب :  عاملين ايه ياحلوين.... وحشتوني 

كالعاده كان قربه غير مرحب به ليميل تجاه الصغيرة يحملها بين ذراعيه ويضمها الي صدره قائلا بحنان : وحشتيني ياقلب بابا ....وكالعاده يبدأ حديث معها فهي الوحيده من تسمعه بينما وسيله تشعره أنه غير مرئي 

: ها قوليلي عملتي ايه انتي  ومامي النهارده من غيري 

نظر بطرف عيناه تجاه وسيله وتابع حديثه لدنيا :  ارتاحتوا مني ولا وحشتكم زي ما انتوا وحشتوني 

تنهد وتابع وهو يتطلع الي عيون وسيله برجاء : ياريت اكون وحشتكوا 

تنهد مجددا بحنين وتابع : عارفه يا دندن انا طول اليوم بفكر فيكم وكنت بعد الساعات عشان اخلص شغل وارجع ....داعب وجنه الصغيرة الممتلئه وتابع حديثه بينما يتجه الي المقعد الهزاز ويجلس عليه : انا عمري ما كنت بهتم بشغلي بس دلوقتي اتغيرت وههتم بشغلي ومش هعمل اي مشاكل عشان لما تكبري تفتخري بأبوكي ..... تابع وهو يجذب أحد الاكياس التي احضرها : شوفي بقي انا جبت ليكي ايه ....أخرج بضع فساتين غايه في الجمال ...صغيرة وجميله ليبتسم لها : حلوين شبهك ياروحي 

ابتسم لها وتابع وهو يرفعها بين ذراعيه : 

ايه رايك طالما وحشتيني اوي كده اخدك معايا الشغل بعد كده ياقلب بابي ....ضحك لها بينما الصغيرة مستمتعه وساكنه بين ذراعيه : لما تكبري لو حبيتي تكوني اي حاجه انا هقبل ....هاخدك معايا الرمايه عشان تتعلمي ضرب النار ...وهنركب خيل سوا ...ولو عاوزة تتعلمي بيانو زي بنت ايهم مش همانع...عاوزة تبقي دكتورة اوك عاوزة تبقي ضابط برضه مش هقول لا ...ضحك وهو يتابع أحلامه : انتي مش هتبقي شبه اي بنت ....هتبقي بنت عمر السيوفي مختلفه في كل حاجه ....ضمها إليه وتابع بوعد : 

انا هعلمك كل حاجه ومش هسيب ايدك ابدا وهكون جنبك وهسمعك و هحبك اوي كل يوم اكتر من اللي قبله 

يعدها بأن لا يجعلها تشعر بما شعر به طوال عمره ... لن يكون مقصرا في حقها كما شعر دوما بأن أبيه قصر في حقه بعدم قبوله اختلافه 

غفت الصغيرة بين ذراعيه ليقوم عمر بهدوء ويميل ليضعها في فراشها وبعد أن انتهي أخرج هاتفه وأخذ لها صوره قائلا بحب : عشان افضل ابص لصورك انتي ومامي طول الوقت 

كانت وسيله تتابع ما يفعله كما يفعله كل يوم وبداخلها يكبر شعورها بالحقد والكراهية بأن كل هذا الحب والحنان كان سيكون من نصيب طفلها .... تتجرع كل يوم مراره الفقد علي امل أن يتجرعها هو دفعه واحده وتلقي بالنيران من داخلها الي داخله وهي تري انعكاس معرفته الحقيقه بعيناه ......افلتت تنهيده من صدر عمر الذي كان يتطلع الي شرودها الذي طال كما طال انتظاره لكلمه منها 

: سيلا 

نظرت له دون قول شيء ليقول بأسي : انا بقالي كتير بتكلم 

قالت وسيله وهي تتعمد عدم الاكتراث : بتكلم دنيا 

تنهد برجاء : اه بس كلامي نفسي يوصل ليكي انتي 

اشاحت وسيله بعيناها عن لقاء عيناه وهي تبعد عن قلبها اي شفقه تجاهه .....تنهد عمر مجددا وهو يتجه ليجثو الي ركبته امامها وينظر إليها باستعطاف : لغايه امتي هتفضلي تعاقبيني بسكوتك ..... عارف اني جرحتك بس 

نظر في عيونها وتابع : بس مش هقول تبرير ...هقولك انسي اللي فات وكفايه تعذبيني وتعذبي نفسك 

انتي قولتي سامحتيني بس انا مش حاسس كده انتي مش بتشوفي عينك اد ايه بتوريني أنها رافضه حتي تشوفني ....انا مستغرب ومش عارف ليه يا وسيله كل الجفا ده في عينك !!

هناك مقوله هم يضحك وهم يبكي وفي تلك الحاله كان الهم الذي يضحك فهو يسأل ببراءه حمل لماذا لينفلت الاستنكار من نبرتها : ليه ؟!

نظر عمر بعيونها وهو يعيد سؤاله : ليه ؟! 

التوت شفتيها بطيف ابتسامه ساخره مغمسه بالمراره: ليه مستغرب ولا ليه مش عارفه ؟!

صمت عمر بشتات من عمق سؤالها ليتنهد ويرد بسطحيه متعمقه بشخصيته : عشان انتي بتحبيني 

أجابت بنفس سطحيته: وانت؟!

قال بلا تفكير : بحبك طبعا والا مكنتش عملت كل ده عشانك 

مجددا الهم الذي يبكي والاستنكار المغلف بالمرارة وهي تسأله : عملت ايه عشاني ياعمر ...غص حلقها بينما تجاهد أن توقف لسانها بيأس عن العتاب 

( وعدتني ومنفذتش اي وعد ...بعدتني عن جدتي واتسببت أنها تتشل واعيش بعذاب الضمير ....مصدقتنيش وشكيت فيا و ضربتني واهنتني وجبت واحده تانيه قدام عنيا عشان تذلني ....اخذت وجع الماضي وعايرتني بيه ....استغليت ضعفي وان ماليش غيرك واستقويت عليا وبعد كل ده كنت السبب في موت ابني ) 

أن نطقت بعتابها ستخسر انتقامها ..... سيعتذر ويطلب السماح وربما يوخزه ضميره بضع ايام وهي لا تريد له فقط هذا الالم بل تريد الم موازي لكل الوجع الذي عاشته لذا لم تنطق وسيطرت على لسانها ليكون صمتها له صدي اقوي من اي كلمات ....اغمض عمر عيناه وسحب نفس عميق يهديء به طبعه نافذ الصبر ويطلب من نفسه التأني والتحمل ليفتح عيناه وينظر لها برجاء :  

وسيله احنا مش اتفقنا ننسي اللي فات 

اومات له ونظرت تلك المره الي عيناه تسأله :  انت نسيته ؟! 

اوما لها باختيار اجابه سطحيه مناسبه لشخصيته : اه نسيت ومش عاوز افتكر وحابب حياتنا اوي دلوقتي  

تنهد وتابع بحبور : انا عمري ماكنت مبسوط اد دلوقتي وانا جنبك انتي وبنتي ومتأكد أن الأيام هتخليكي تسامحيني وتنسي زي ما انا نسيت ....

تبختر الطاووس بثقه مجددا ....ثقه مقيته بأنه يستحق السماح لينظر لها بابتسامه أثره ويسألها : طيب وانتي 

مبسوطه ؟!

: مرتاحه ....!!

كلمه واحده عبرت بها عن ما بداخلها ...فهي تخبر نفسها انها مرتاحه لأنها تسحبه الي نفس الطريق الذي ستتركه به مدمرا  كما فعل بها ...!

ابتسم لها عمر بأمل قائلا بثقه : جربي تنسي وشوفي هتحسي بأيه .. خلينا نرجع زي زمان مع بعض ومش هتندمي 

رفعت وسيله حاجبها متهكمه : انت مش لسه بتقولي انسي زمان 

زم عمر شفتيه بينما أتقنت ابجديات الحديث ولم تعد فتاه غره تخطفها الاحلام ....

ليتنهد بضياع : وسيله انتي ليه مصممه تعذبيني 

نظرت وسيله بعمق عيناه وأجابت بداخلها : عشان انت تستحق العذاب 

ولكن مجددا صمتت ليجرب مجددا وهو يقترب منها ويميل ناحيتها يهمس بأنفاس محمومه : وحشتيني اوي يا وسيله وبحلم باليوم اللي تسامحيني فيه ونرجع زي ما كنا  

تراجعت مبتعده عن أنفاسه ليزم شفتيه محاولا ان يعطيها عذر في رفضها لقربه وينظر لها باستجداء : قوليلي اعمل ايه عشان تسامحيني ؟!

( رجع ليا كل اللي خسرته بسببك )

كلمات مجددا بداخلها لم تنطق بها واختارت نفس طريقته لعذابها ....عذاب الوهم الذي ستجعله يغرق به حتي اذناه لتضغط علي نفسها بينما تقول بهدوء وهي تحاول الا تبد

ي نفس النفور بعيناها : اديني بس وقت ياعمر وانا هنسي 

لمعت عيناه بالأمل ليهز رأسه بضع مرات : طبعا يا حبيبتي ....خدي وقتك وانا جنبك وهعمل المستحيل عشان تسامحيني 

رأي ابتسامتها وخدعته بها بينما لم تكن أكثر من ابتسامه شامته وهي تراه يركض خلف وعدها الزائف وخلف حب مسموم مثلما كانت تفعل هي !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تسلم ايدك بجد جميله

    ردحذف
  2. راوعة يا رونا جامدة من هنا للصبح وسيلة بتنتقم

    ردحذف
  3. انا بجد مش مصدقه ايهم خايف علي بنته ومش حايف طفل صغير زي يعني وغرام معه حق ان هي تطلب طلاق

    ردحذف
  4. روعة حببتى زى العادة تسلم عيونك وسيلة طيبة مش لايق عليها الانتقام عمر يستاهل إلى يحصله وايهم كمان فعلا جبان ومش بيفكر غير فى شكله قدام بناته الرواية جميلة جدا وبحبها جدا

    ردحذف
  5. تسلم ايدك تحفة كالعادة😘😘
    بس متتأخريش تاني🙏🙏

    ردحذف
  6. روعه بس انا ماظهرش عندي 61 و62 في حلقه مفقوده عندي

    ردحذف
  7. بصراحة انا محتقرة وسيلة لو كانت بعدت وصممت تطلق من عمر وعاصم كان هيقف معاها لكن دلوقتي بحتقر استغلالها للبنت هي بقت زيها زي هدي و زي عمر الغلط غلط والذنب مش هيشيل غير صاحبه
    وغلط عمر ما يبررش اللي بتعمله هي بتنتقم منه بس زينة وعاصم ذنبهم ايه وانها تنسب لهم بنت مش بنتهم علشان بعد كده تصدمهم او تصدم عمر
    مش عارفة الرواية دي كلها م الأول ناس سايكو
    وطولت كمان اوي والاحداث مطت بزيادة كانت ممكن تختصر كتير عن كده يعني بيفضل كتير ندور في نفس النقطة

    ردحذف
  8. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك

    ردحذف
  9. 🌹🌹🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  10. افتكر ماينفعش وسيلة ترجعله بعد كل اللي بتعمله دة

    ردحذف
  11. متصورتش ايهم بالغباء والاندفاع دا ازاي يقولها الكلام دا زيها زي وسيله ازاي هترجعله بعد الجرح الي سببهلها وسيله بجد صعبانه عليا محتاجه لدكتور نفسي ازاي هترجع لعمر بعد الي حصل البارت روعه يارونا كالعاده 😍

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !