حكايه عمر اقتباس

10


 صدمه قويه زلزلت كيان الجميع ليبقي كل منهم مكانه وكأن الطير فوق رؤوسهم ..... أشار الضابط الي وسيله قائلا : اتفضلي معانا !

اخر نظره ألقتها وسيله تجاه عمر وهي تبتسم 

ابتسامه ساخره محمله بالمراره انحفرت فوق ملامحها وهي تترك ذراعها للضابط اصطحبها منه تجاه أحدي سيارات الشرطه التي توقفت بالفناء ....نظره اخيره حاولت بها أن تتشفي به وبملامحه التي لا تستوعب صدمه تلو الأخري صدمته بها واستحقها لتتبعها عيون الجميع وهي تخطو بخطوات بطيئه تجاه مصير هي اختارته لتدفع هي الأخري ثمن خطأها حينما سارت خلف قلبها برفقته ....اذت نفسها كما اذته ولكنها لا تشعر بالشفقه علي نفسها ابدا فهي من اختارت أن تنتقم وكان الانتقام يستحق !!

دوت صفارات سيارات الشرطه وهي تغادر الفناء وكأنها ناقوس يضرب بقوة اذان الجميع ليفيقوا ولكن الصدمه كانت اقوي من استيعابهم وكانت زينه هي الأولي التي هدرت الدماء بعروقها تناديها أن تتجاوز الصدمه وتناديها بأن تتحرك بينما نظره وسيله مزقت نياط قلبها 

لتتجه إليهم تهتف بهم : انتوا هتفضلوا واقفين !

لم ينطق أحد منهم شيء بينما كل ما حصلت عليه هو استنكار لسؤالها ....فماذا يمكنهم أن يفعلوا ؟!

هزت زينه راسها وزمت شفتيها بحنق واسرعت بخطوات متعثره ولكنها حاولت أن تتماسك وهي تصعد الي غرفتها تخبر نفسها انها من ستتصرف .....وضعت هاتفها فوق أذنها وهي تميل تجاه الخزانه الحديديه بجانب الغرفه تفتحها و تخرج منها بضع رزم ماليه تلقيها بحقيبتها وتسرع خارج الغرفه وهي تتحدث : استاذ عبد الحميد لو سمحت قابلني في قسم *** 

أغلقت وهي تلقي نظره الي الجميع الذين كانوا كما تركتهم قبل دقائق لتنظر الي عمر بسخط شديد صارخه 

 : البنت ضيعت نفسها بسببك .... ربنا يسامحك ياابني 

أسرعت الي سيارتها تطلق البوق ليفتح لها الحارس البوابه لتضغط دواسه الوقود وتسرع بقلب لهيف تجاه تلك الوحيده في موقف كهذا ....!

كان المحامي بالرغم من اسراعه إلا أن وصوله كان متأخرا فهاهو يخرج بملامح ممتعضه ينظر إلي زينه قائلا باعتذار : للاسف هتنزل الحجز لغايه ما تتعرض علي النيابه !

نظرت زينه الي المحامي بهلع : يعني ايه يااستاذ عبد الحميد ...شوف حل !

طأطأ الرجل رأسه بأسف قائلا : للاسف اعترفت علي نفسها ومفيش حاليا في أيدينا الا أننا نجهز لعرضها علي النيابه 

استندت زينه الي الحائط خلفها تتماسك حتي لا تقع لتدمع عيناها ما أن انفتح الباب وخرجت وسيله التي كانت بانصياع ورضا تام تسير برفقه العسكري الذي وضع الاساور الحديديه بكلتا يديها .....دفعت زينه الدموع من عيناها وركضت تجاه وسيله التي تفاجئت برؤيتها بل وبهذا الحضن الذي غمرتها به وهي تهمس لها بحنان جارف : متخافيش يا وسيله انا جنبك ومش هسيبك ابدا !

غص حلق وسيله بقوة وجذبت نفسها من حضن زينه التي لا تستحقه لتقول بمراره تجلد ذاتها : انا مستاهلش 

هزت زينه راسها وهتفت بصوت مختنق بحمم دموعها : عمر اللي ميستاهلش ابدا واحده زيك ....ربتت علي يدها وهي تسمح دموعها وتشد اذرها : انا جنبك وهطلعك من هنا !


نظرت غرام الي والدتها وقالت برجاء : ماما انا اختارت الطريق ده بأرادتي وكان من غير إرادتك ودلوقتي انا برضه بأرادتي اللي بختار انهي طريقي معاه ....اقفي جنبي زي ما وقفتي معايا مع انك مكنتيش راضيه 

تنهدت زينب قائله : طالما اختارتي يبقي لله الامر من قبل ومن بعد !!

رمش ايهم باهدابه بضع مرات يحاول أن يستوعب تلك الكلمات التي يقرأها قبل أن يهب من خلف مكتبه كالبركان الثائر ....!

ارتجفت دقات قلب غرام بداخلها حينما رأته من خلال فتحه العين السحريه بالباب لتحاول أن تتنفس بضع مرات لتسيطر علي ارتجافه يدها ولكن عبثا فيكفي طرقاته علي الباب بتلك القوة والاي تثير بداخلها الرعب وليس الخوف فقط 

فتحت الباب بعد أن جاهدت أن تخفي خوفها ليثيره مجددا بنظراته التي أطلقت الشهب وهو يتطلع إليها هاتفا بأنفاس ساخنه حد اللهيب : انتي بترفعي عليا قضيه طلاق !!

نفس... اثنان... كبحتهم غرام داخل رئتيها وهي ترفع عيناها أمام عيناه وتهز راسها هاتفه بقوة عكس داخلها المهتز : اه 

باندفاع كان ايهم يقبض علي ذراعها هاتفا بحنق شديد : اه في عينيك ...ده انا .....انا ....ضاعت باقي جملته وهو يبحث عن وعيد أو تهديد بينما يتراجع بها الي الخلف لتكاد تقع بينما سرعان ما التفت ساقيها ببعضهم ومالت الي الخلف لولا ذراعه القويه التي أمسكت بها وبات ينقذها بعد أن كان يهددها .... هدرت دقات قلبها بقوة استطاع الشعور بها بينما جذبها تجاه صدره لتلتقي عيناه عيناها فيري طفله صغيرة أصبحت متمرده تنظر له بوعيد تبادله له دون أن تخشاه مثل سابق .....انساقت أنفاسه الساخنه تجاه أنفاسها المتسارعة ومال تجاهها مقربا وجهه من وجهها وعيناه لا تترك النظر إلي غضب عيونها الذي تحول الي هلع بلحظه ما أن انفلتت منه شهقه تأوه وهو يشعر بهذا الشيء الصلب الذي اصطدم بمنتصف ظهره حيث كان اعلي نقطه استطاعت شيماء اختها الصغيرة الوصول إليها وهي تمسك باحدي ادوات المطبخ والتي كانت قطعه خشبيه لفرد العجين أسرعت تحضرها وتركض تجاه اختها تحميها من هذا الوحش صارخه بصوت طفولي : ابعد عن اختي !!

التفت أيهم بعيون تطلق الشهب ليتبين ما يحدث فتصطدم عيناه بنظرات الصغيرة الغاضبه والتي رفعت أمامه سلاحها الخشبي بتأهب وهي تكرر كلماتها ...ابعد عن اختي !!

أسرعت غرام تستعيد أنفاسها وهي تجذب اختها الصغيرة من أمام هذا الهرقل وتضعها خلف ظهرها بحمايه وتتولي هي رفع السلاح الخشبي مزمجره : اياك تقرب منها !!

رفع ايهم حاجبه و حك ذقنه قبل أن يتقدم خطوه تجاهها لتتراجع غرام مثلها وهي مازالت ارفع أمامه السلاح الخشبي : متقربش 

لم يخشي تهديدها بل اقترب خطوة اخري ...!!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 



إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. هى الروايه دى مكمله معانا لحد امته سنه كمان ولا ايه
    دا انا زهقت

    ردحذف
    الردود
    1. طب لما أنتى زهقانة بتقرى ليه؟
      حاجة مزهقاكى سيبيها متكملهاش عادى محدش هيضربك على ايدك ويقولك لازم تقرى

      حذف
    2. اللى زهقان من حاجة ميتبعهاش ويشوفله حاجة تانية مبتزهقوش عشان ميقرفش الكاتب بتعليقاته اللى ملهاش لازمة ويزهقوا فى عيشته ويزهقنا معاه 😏

      حذف
  2. مشاهد ايهم وغرام تحفه زوديهم بجد

    ردحذف
  3. روعة حببتى تسلم عيونك غرام هتجنن ايهم وسيلة مصممة تأذى نفسها وعمر أضعف ما كنا فاكرين

    ردحذف
  4. الموضوع كبر قوي يا حرام يا وسيلة اما غرام واختها وسلاحهم الخشبي حكاية تانيه خالص. كملي بليز

    ردحذف
  5. وسيلة صعبانة عليا اوى اتبهدلت كتير كفاية عليها كدة يا رونا

    ردحذف
  6. هيا وسيله هتستريح أمتي بقي وتعيش حياتها أنا زعلانه عليها اوي لأنها متستهلشي حتي في انتقمها بتإذي نفسها

    ردحذف
  7. تشويق فظيع أبدعتي ♥️♥️♥️♥️♥️✨

    ردحذف
  8. هو بينزل فصل كل اد اي ؟؟

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !