حكايه عمر الفصل الثاني والستون

8


 ارتسمت التعابير الممتعضه علي ملامح عمر بينما غلت الدماء في عروقه هاتفا بعصبيه شديده ردا علي ما قالته : تاني هتقولي طلاق وتجننيني !!

التفت تجاه عائلته وإشار لهم وهو يعود ناظرا إليها بانفعال صارخا بينما مجرد نطقها كلمه الابتعاد تجعله يشعر بالاختناق ولا يستطيع السيطره علي أعصابه 

فكونه لا يكون مسيطر ولا يمسك زمام الأمور يفقده صوابه

: خلاص انتا قولت ليهم علي كل حاجه يعني حجتك اللي كنتي بتحججي بيها عشان تطلبي الطلاق بطلت عاوزه تجننيني ليه .....اتجه صوبها بخطوات فاقده الاتزان بينما اعماه الغضب : ليه مصممه تجننيني 

قبل أن يخطو خطوة اخري تجاهها كان عاصم يتوقف أمامه وعيناه تطلق الشهب وهو يهتف بنبره حازمه مشيرا تجاه الباب : سمعت انا قولت ايه ....برا !!

ضم عمر قبضته بينما بصعوبه حاول التمسك باعصابه أمام أبيه وهو يقول من بين أسنانه : 

حاضر يابابا هخرج بس انت مش سامعها بتقول ايه !

: وهو مش من حقها !!

التفت عمر بعدم تصديق تجاه زينه التي نطقت بتلك الكلمات لتتهادي التعبيرات المصدومه الي وجهه وهو يقول بعدم تصديق : ماما 

اتجهت زينه تجاهه بخطوات ملئها الغضب لتتوقف أمامه وتنظر له بغضب شديد بينما تشدد علي حروفها وهي تلكمه بصدره بغل شديد : رد عليا. ....هي مش من حقها تتطلق منك بعد اللي عملته فيها 

نظر عمر الي والدته بعدم تصديق بانها لا تقف في صفه 

: حتي انتي يا ماما واقفه ضدي ؟!

نظرت له زينه بغضب هاتفه : انا واقفه مع الحق والصح اللي انت ابعد ما تكون عنه ولسه كمان بتكابر

أشارت إلي الجميع وعادت تلتفت إليه هادره بحنق : بص شوف نتيجه استهتارك ...نظرت له بخزي شديد وتابعت : هو الجواز لعبه عشان تاخد بنت بالكدب والخداع ....كنت فاكر ايه اللي هيحصل وانت بتلغينا كلنا وتتجوز من ورانا 

بص شوف واسأل نفسك ذنبها ايه البنت اللي وثقت فيك هي وعيلتها وصدقوك ....ذنبها ايه الطفله اللي كان هيكون مصيرها ايه لو مكنتش عرفت توصل لهم 

ليه مراتك تعيش عند واحده كان عندها رحمه عنك 

سبتها شهور وانت قاعد وسطنا ولا كأنك عامل حاجه تهدجت انفاس زينه بينما تتابع بخزي شديد ممزوج بالسخط : والمصيبه انك كمان كنت عاوز تتجوز واحده تانيه ووقفت برضه قدامنا كلنا ورفضت تسمع رأينا ..... دفعته زينه بغضب في صدره بينما تصيح بقهر شديد : ايييييه ياابني هو احنا اعدائك 

ايه الاستهتار الي انت فيه ده واللعب بحياه الناس من غير ما تفكر في العواقب 

نظر عمر إليها بخزلان وهتف نفس كلماته بنفس اليقين : كالعاده كلكم ضدي 

تلك المره لم يصل إلي قلبها اي كلمه بل اشاحت بوجهها عنه هاتفه بسخط : انت اللي كالعاده شايف نفسك ضحيه ! 

نكس عمر رأسه للحظه يستوعب كل هذا الغضب تجاهه بينما لا احد منهم يضع نفسه مكانه كرجل يغار ....فقط بري جزء من صوره كامله عليه رؤيتها والحكم ولكن نظره المحدود لا يري الا شعوره هو وليذهب شعور الآخرين للجحيم ....رفع عمر نظره تجاه وسيله التي اشاحت بعيناها عنه كما فعل الجميع ليوجه نظراته تجاه أبيه فرأي نظراته الجامده تجاهه فلم يجد بد من أن ينسحب 

: بابا انا همشي بس لو وسيله ضاعت مني انا مش هسامحك طول عمري 

نظر له عاصم بجمود قائلا : انت مش في وضع يسمحلك انك تسامح انت اللي لازم تطلب السماح من الكل 

اوما عمر وبداخله تتجدد عقده النبذ والوحده والتي يعززها بشعوره العدواني محاولا السيطره ليلتفت الي وسيله قائلا بنبره جاده : لو فكرتي تبعدي ببنتي تاني 

قاطعه عاصم بغضب وهو يتوقف أمامه : متهددهاش 

هز عمر رأسه قائلا : مش بهددها بس مش هسمح لها تع

اني تبعد وتخليني اعيش اللي عيشته 

قال عاصم ساخرا : مش مشكلتها عيشت ايه ....وسيله هنا في بيتها و بإرادتها مش مسجونه 

نظرت له وسيله ورفعت راسها تجاه عاصم الذي تابع وهو يشير إلي زينه : زينه خدي وسيله ترتاح وانت برا وكفايه كده 

رفضت وسيله يد زينه التي أحاطت بكتفها ليري عمر في نظراتها أنها لن تبقي فينظر تجاه عاصم ويقول برجاء : بابا 

رفع عاصم إصبعه أمامه بتحذير : مش عاوز كلمه 

قال عمر برجاء : عينك عليها .....متسيبهاش تمشي يا بابا 

جذبها سيف بحنق هاتفا بهمس من بين أسنانه : مش هيسبها بس كفايه بقي ومتخلهاش تتحداك وتمشي ....يلا قدامي 

اتجه عمر الي سيارته وفتح بابها وهو يلتفت تجاه عاصم الذي وقف اعلي الدرج باعتداد ...تحرك الحارس ليفتح له البوابه ليتوقف عمر وينزل تجاه شافعي 

مناديا اسمه: شافعي

اتجه شافعي إليه : أيوة يا عمر بيه 

قال عمر بحزم : انا مش عاوز وسيله هانم تتحرك خطوه من البيت ...تكون وراها زي ضلها لو خرجت وتبلغني 

استدار شافعي علي صوت عاصم الجهوري : شااااافعي 

اتجه ناحيته شافعي بتهذيب : أوامرك ياباشا 

: في ايه 

قال شافعي بتبرير : ابدا ده عمر بيه 

تتدخل عمر وهو يتجه الي ابيه قائلا : انا بقول لشافعي 

قاطعه عاصم بغضب وهو يشير إلي شافعي أن يعود مكانه : وتقوله ليه ؟!

قبل أن يقول عمر شيء كان عاصم يهتف بحزم : شافعي ده راجل من رجالتي انا اللي بدفع له تمن خدماته ليا ....نظر إلي عمر باستخفاف يوقفه به علي مكانه الطبيعي ويبعد عنه تغنجه بسلطه وأموال ليست له : 

لما تبقي انت تدفعله تبقي تديه أوامر 

احتدت ملامح عمر للحظه ولكنه أمام نظرات عاصم الحاده لم يفعل إلا أنه اخفض عيناه وهو راسه بلا تعقيب ! 

............

....

فيلم مثل أي فيلم يمر به مشهد حب بين زوج وزوجته ولكنه بالنسبه لغرام كان من شهد حزين مؤلم لتنساب الدموع من عيناها وتشعر بخيوط اوصال قلبها تتمزق بكمد وقهر وهي تري ذلك المشهد الذي اوجعتها تفاصيله وهذا الزوج يستقبل خبر حمل زوجته 

أسرعت زينت تجاه ابنتها بهلع ما أن رأتها تبكي : غرام مالك يا حبيتي بتعيطي ليه ....حاجه بتوجعك 

هزت غرام راسها وقالت بصوت مختنق بالدموع : ابدا يا ماما بتفرج علي الفيلم 

نظرت زينب الي شاشه التلفاز بعدم فهم لتجد غرام تضع راسها علي صدرها وهي تقول بأسي : ليه يا ماما الدنيا جايه عليا .....هو انا مش من حقي احس بكده 

مش من حقي زي أي واحده تفرح وجوزها يفرح بحملها 

فهمت زينب مشاعر ابنتها الجياشه لتربت: معلش يا بنتي 

لم تجد بد من قول تلك الكلمات لابنتها : انتي اللي اخترتيه وانا قولتلك بلاش 

زمت غرام شفتيها بقهر وندم قائله : عارفه !

ربتت زينب علي كتف ابنتها وتابعت : حقك عليا بس انا لازم اقولك كده ....

....

......

وقفت ساره تتلقي من مراد تعليماته بعيون لم تخفي استنكارها لتلك الاستعدادات : الغي كل مواعيدي واول ما توصل ريان هانم دخليها علي طول وقهوتها تكون جاهزة وياريت تقدميها بنفسك يا ساره وغرفه الاجتماعات تكون جاهزة والكل يكونوا جاهزين

اومات ساره واتجهت الي مكتبها بينما تقبض علي قلمها الذهبي بغيره تغلغلت بعروقها وهي بانتظار تلك المراه التي جعل الجميع يستعدون للقاءها 

دقائق وقل فضولها لدي وصول المراه المنتظره وزادت غيرتها ....امراه بغايه الجمال أو الأخري بغايه الكمال ....انيقه من راسها حتي اخمض قدميها ....حذاء ذو كعب عالي موقع من ماركه عالميه لاتضاهي تناسق ساقيها الظاهره من تنورتها التي انسدلت فوق ركبتيها بقليل وتخطاها بالطو من الفراء تناسق مع لون حقيبتها الاسود اللامع ....: مراد بيه 

قالت ساره وهي تجذب عيونها عن تفحص المراه : في انتظارك ...اتفضلي 

دخلت المراه الي غرفه مراد الذي وقف لاستقبالها بقامته المديده مرحبا : اهلا ...اهلا ..شرفتي 

قالت المراه بنبره يشوبها اللكنه : الشرف ليا 

خرجت ساره وهي تعض علي شفتيها متساءله من تلك المراه وسرعان ما عرفت اجابه سؤالها بأنها مستثمره تركيه!

...........

...

رتبت غرام حقيبتها وعلقتها فوق كتفها واتجهت الي باب المشفي بعد أن أنهت نوبه عملها لترفع أمام وجهها وشاحها الثقيل الذي أحاطت به عنقها ووضعت كلتا يديها بجيبوها لتدفئها من لسعه البرد التي شعرت بها ما أن خرجت من أبواب المشفي ....التفتت بفزع من صوت البوق الذي تعالي من خلفها لتعقد حاجبيها ما أن رأت ايهم من خلف زجاج السياره .....: بتعمل ايه هنا ؟

مال تجاه باب السياره بجواره وفتحه لها هاتفا بنبره أمره : اركبي 

تبثتت غرام ساقيها بالأرض هاتفه ببرود كالذي يتحدث به : لما ترد عليا بتعمل ايه هنا 

نزل ايهم من جانبه واتجه إليها ليت قف امامها هاتفا بانفعال من عدم امتثالها لأوامره كما اعتاد منها : هكون بعمل ايه ....سايب شغلي وجاي اشوف بتشغلي فين ولا بتشتغلي ايه عشان مش ناقص مشاكل 

رفعت غرام حاجبها بامتعاض من كلماته : مشاكل ايه ؟!

واصلا انا مطلبتش منك تسيب شغلك وتيجي ورايا 

قال ايهم ببرود يخفي به فوران أعصابه من أنه لا يحتمل الا يعرف شيء عنها وبنفس الوقت لا يريد الاعتراف بذلك : مش هستني تقعي في مشكله من اللي بتحصل في الشغل .....اي حاجه ممكن تحصل لواحده ساذجه متعرفش حاجه عن الدنيا اللي حواليها 

نظرت له غرام وافلتت من عيناها نظره عتاب علي نعته لها بالساذجه لترفض أن تبقي هكذا في نظره .... احتضنت حقيبتها ورفعت راسها بكبرياء هاتفه وهي تتقدم خطوه في طريقها : لا متقلقش بعرف اتعامل مع الدنيا 

نظر لها بمغزي ولم يجد بد من الضغط علي وريدها وتذكيرها بعواقب تصرفها بسذاجه مع من حولها : انتي هتقوليلي ..! ما انا عارف بس خدي بالك مش كل مره هتلاقي اللي يطلعك من المشكله 

غص حلقها بينما أدركت مغزي كلامه ولكنها لم تقل شيء بل أسرعت بخطواتها بعيدا عنه ..يكفيها اهانه ورمي كلمات منه ..!

زفر ايهم بضيق بينما نيته لم تكن هكذا ولكن مهما كانت نيته لا تمحي قساوة كلماته 

سارت ليسير خلفها ببطء وهو يضغط البوق لها أن تتوقف 

ولكنها تابعت سيرها دون أن تلتفت إليه ليوقف السياره امامها وينزل منها جاذبا ذراعها ويدخلها عنوه الي سيارته 

بعد أن نفذصبره : اسمعي الكلام 

التفتت له غرام بغضب شديد صارخه : اي كلام فيهم ...كلامك اللي زي السم ولا أوامرك 

لمعت الدموع في عيناها وهي تهتف به بقهر : انت عايز مني ايه 

قال ايهم باتهام يتهرب فيه من وطء شعوره بتأنيب الضمير تجاهها حينما راس دموعها : انتي اللي كان في دماغك ايه وانتي بتحملي .... انتي غبيه !!

نظرت له غرام وارتجفت شفتيها بينما تنساب دمعتان حارقتان علي وجنتيها وهي تهز راسها قائله بكمد: 

أيوة غبيه عشان حبيتك وانت متستاهلش 

اتسعت عيناه من مجرد كلمه جارحه واحده قالتها له : انا مستاهلش !

اومات غرام وهي تلوح بيدها أمامه بعصبيه : 

أيوة شوف كلامك وكأني كنت قاصده ....اومات وعضت علي شفتيها توقف دموعها بينما تهتف به بعصبيه :طيب انا قاصده انت بقي يا كبير يافاهم الدنيا ليه مفكرتش أن حاجه زي دي ممكن تحصل 

رمش ايهم باهدابه لتباغته غرام بشراسه : شوفت بقي ادي انت ملقتش رد .... جاي تلوم عليا كل ده عشان خايف تواجه بناتك ....نظرت له بغضب شديد ممزوج بالاحتقار وهي تتابع : اعترف انك بكل هيلمانك ده أجبن من انك تواجه بناتك فجاي تستقوي عليا 

قالت كل مافي جوفها والذي اصابه للحظه بالشلل لتنزل وهي تصفق باب السياره خلفها هاتفه به : مش عاوزة اشوفك تاني قدامي !

بلا توقف أشارت إلي سياره اجره وسرعان ما قفزت بداخلها وهي تهديء من تسارع أنفاسها وتخبر نفسها انها قالت ما يجب قوله فلا يوجد أي تفسير آخر لموقفه الغير مفسر إلا أنه يخشي مواجه ابنتيه فيفرغ غضبه من عجزه بها وهي ليس عليها أن تتحمل بصمت وتظل تدفع ثمن الماضي ...تعلمت ما يجب عليها تعلمه ولكن الثمن كان باهظ وعليها أن تدفعه ! 

........

تحركت ثراء بتوتر شديد ذهابا وإيابا ويدها لا تتوقف عن الاتصال بعمر الذي لا تستطيع الوصول إليه 

لتعض علي شفتيها وتفرك شعرها بغل : عامل ليا بلوك ...

ايه اللي حصل ....اييييه 

انتفضت اختها الصغيره حينما صرخت بها : ايييه 

قالت الصغيره بتعلثم : ماما ....ماما كانت بتنادي عليكي 

أشارت لها ثراء بغضب شديد : قولي لها مش فاضيه واطلعي برااا 

............

....


عقدت سندس حاجبيها وهبت من مكانها وهي تهتف عبر الهاتف : بتقولي ايه يا ولاء ؟! كالون ايه اللي بيغير قفل الباب 

استمعت الي جارتها التي تحدثها بالهاتف : انا لقيت نجار بيغير كالون الباب وبسأل البنات في ايه وبسأل عنك 

مردوتش قولت اتصل بيكي واسألك خير يااختي 

قالت سندس بغيظ : مفيش ا...انا جايه اقفلي يا ولاء 

نظرت مديحه بطرف عيناها تجاه سندس وقالت بشماته : ايه يااختي ...اخدوا منك الشقه زي ما عملتي في ابو وسيله 

زمت سندس شفتيها وكورت قبضتها وهي تقول برجاء : مالوش لازمه الكلام ده يا حاجه مديحه ...انا عارفه غلطتي 

ضحكت مديحه ساخره : بركه انك عرفتيها بعد السنين دي ...

نكست سندس راسها قائله بتعلثم وهي تضع حقيبتها علي كتفها : انا لازم ارجع البيت اشوف اللي بيحصل بس هرجع تاني عشان اشوف وصلتوا لايه مع وسيله واطمن علي الحاجه 

أشارت لها قائله بسخريه : يلا اجري اجري يااختي الحقي الشقه وسيبي موضوع بنتك أن شاء الله ربنا هيطمن جدتها عليها 

أغلقت مديحه الباب خلف سندس بحنق وتبرطمت : شقه ايه اللي بتدوري عليها وبنتك ضايعه...حسبي الله ونعم الوكيل

أمسكت هاتفها واتصلت بابنها : ايه يامجدي طمنني 

قال الرجل وهو يوقف سيارته جانبا : اطمني يا امي وطمني خالتي ....انا جبت عنوان عاصم السيوفي وهقابله الصبح أن شاء الله عشان الوقت اتأخر 

ابتسمت مديحه بامتنان : ربنا يبارك ليك يا حبيبي ....شوفت يامجدي مش خالتك حركت ايديها والدكتور طمنني وقالي أن حالتها هتتحسن

قال مجدي بأمل : أن شاء الله... ولسه هتتحسن لما تتطمن علي وسيله بأذن الله 

تنهد وتابع بعتاب : يا ريتنا ما كنا سيبناها تمشي يومها يا امي !

.........

اندفعت سندس مع خيوط الفجر من باب المنزل الخارجي لتصعد الدرج بخطوات مسرعه وانفاس لاهثه وتطرق الباب بعنف .....قامت أحدي الفتيات من نومها بتكاسل واتجهت الي الباب : مين 

هتفت سندس بغضب وهي تطرق الباب بعنف : افتحي يا نيفين الباب

قالت الفتاه بتعلثم : بس بابا قال منفتحش الباب 

زمت سندس شفتيها بغل : بقي كده ....ياخساره تربيتي فيكي انتي واختك ....بس ملحوقه 

خرج طلعت علي تلك الأصوات ليشير الي ابنته 

اوعي يا نيفين 

فتح شراع الباب ونظر الي سندس قائلا : عاوزة ايه ؟

نظرت له سندس بغضب شديد مزمجره : انت بتغير كالون الباب يا طلعت 

اوما طلعت قائلا ببرود : امال اسيبك تطرديني من بيتي 

قالت سندس بوعيد : ده بيتي انا ...افتح يا طلعت الباب بدل ما افرج الناس عليك 

: ايه اللي جرالك ...مالها بنتك ماهي عايشه في عز متحلمش بيه 

ضربت سندس الباب بغل شديد : متجبش سيره بنتي علي لسانك يا وصولي 

نظر لها طلعت بعدم اهتمام هاتفا : وصولي عشان ايه كنت عملت ايه ...مش انا اللي وقفت جنبك بعد ما جوزك رماكي ...انتي لازم تشكريني 

نظرت له سندس بغضب شديد هاتفه : انا اللي عملت في نفسي كده...بس ماشي 

اغلق طلعت في وجهها شراع الباب لتهتف به بوعيد وهي تميل تجاه حقيبتها تتأكد من الأوراق التي اخذتها معها وبها عقد ملكيه الشقه : 

طيب يا طلعت اللي اديته كله سنين هاخده منك ..وهوريك !! 

...........

....

نظر عمر بطرف عيناه تجاه سيف بينما بقي صامت منذ خروجهم من المنزل ليقول بضيق وهو يفتح أحد ازرار قميصه : سيف انت ساكت ليه 

قال سيف بسخط دون أن ينظر إلي أخيه : عاوزني اقولك ايه ؟

قال عمر وهو يهز كتفه : قول اي حاجه بدل ما انت ساكت كده 

اشاح سيف بوجهه عن أخيه ناظرا من النافذه بجواره : مش طايق اتكلم معاك بعد اللي حصل ليا بسببك 

قال عمر ببراءه : و هو انا اللي طردتك ولا ابوك 

كور سيف قبضته بحنق وهو يلتفت الي عمر هاتفا من بين أسنانه : طيب تعرف تخرس بقي 

عاد سيف يركز علي الطريق أمامه ليتحدث عمر مجددا : 

طيب انت رايح فين كده 

هتف سيف بحنق : هنروح اي زفت اوتيل نقعد فيه ولا هنبات في الشارع .

هز عمر رأسه قائلا : لا اوتيل ايه.... احنا نقعد في اي حته شويه كده علي ما يناموا ونروح

التفت سيف الي أخيه رافعا حاجبه : نعم 

اوما عمر باصرار : أيوة طبعا انا مش هسيبها ولا ابعد عنها ....مش هبقي مطمن الا لما تكون قدام عنيا 

قال سيف بانفعال : وقرار ابوك 

قال عمر بتسويف : يحترم بس مش هنفذه 

قال سيف ساخرا : فين الاحترام في انك مش هتنفذه 

قال عمر بلا مبالاه : معرفش يا سيف بس قولتلك مش هتبقي مطمن الا وهي قدامي 

تنهد وتابع وهو يفكر : انا مش متخيل كل اللي حصل ده ...!

...........

...

نظر عاصم تجاه وسيله بانتظار قرارها بينما زينه تنظر لها برجاء أن تقبل البقاء : يا بنتي انا عارف ان اي كلام أقوله مش هيصلح حاجه بس علي الاقل نصلح اللي جاي ....ربت علي كتفها وتابع بحنان : مينفعش اسيبك تخرجي من البيت اولا لانك مرات ابني مهما حصل ومينفعش اسيبك ولا اسيب حفيدتي 

لأن باختصار مالكيش مكان تاني 

نظر لها باعتذار : متزعليش اني بقولك كده بس دي الحقيقه ...عارفه يا وسيله لو جوري مكانك وانا مش جنبها وملهاش مكان الا بيت اهل جوزها كنت هقولها نفس الكلام .... حقك هجيبه بس وانتي في وسطنا معززة مكرمة 

ضمتها زينه إليها بحنان قائله : احنا جنبك وعيلتك 

اقشعر بدن وسيله بينما تسرب الحنان من ثنايا حضن زينه لها وهي تهمس بحنان جارف بجوار أذنها : انا حاسه بيكي وعارفه اد ايه انتي مجروحه 

دمعت عيون وسيله دون إرادتها بينما تتدخل تينا برجاء هي الأخري : خليكي معانا يا وسيله وثقي في اونكل وطنط واتأكدي أنهم هيجيبوا حقك ويقفوا جنبك 

اخذتها زينه الي الاعلي لتفتح باب غرفه عمر وتدخلها إليها قائله : انتي محتاجه ترتاحي شويه بعد كل اللي حصل 

اجلستها علي طرف الفراش وتابعت بينما تأخذ من بين ذراعيها دنيا : انا حاسه بيكي يا وسيله وعيشت اللي عيشتيه 

نظرت وسيله إليها لتهز زينه راسها وتتابع : والله عيشته ...وكنت لوحدي بس انتي مش لوحدك انا جنبك 

التفتت الي الباب الذي طرقته تينا ودخلت لتشير زينه لها ان تقترب : تعالي يا تينا 

ضمت كلاهما وهي تقول : انا جنبكم انتوا الاتنين واعتبروني امكم .....اي حاجه انا في ضهركم وجنبكم 

ربتت تينا علي كتف زينه قائله بحب : ربنا يخليكي يا طنط 

مررت زينه يدها برفق فوق كتف وسيله الذي كان صمتها تعبيرا عن طاحونه أفكارها التي لا تتوقف عن التأرجح ما بين نطق الحقيقه والصمت .... لترفع راسها تجاه الباب الذي طرقه عاصم ودخل بعد قليل وخلفه منيره تحمل بعض الاكياس ...حمحم عاصم قائلا : دي شويه حاجات لدنيا ...والصبح أن شاء الله انزلي مع زينه وهاتي كل حاجه انتوا محتاجينها 

اومات زينه بابتسامه متحمسه : اه يا حبيتي ...هنجهز اوضه جميله لدنيا شبهها ونشتري هدوم كتير والعاب وكل حاجه 

أشارت إلي عاصم وتابعت : عمك كمان كلم المحامي والصبح هيروح يعمل شهاده ميلاد دنيا 

مدت يدها تحمل الصغيرة من جوار وسيله وهي تتابع : اسمها حلو 

كورت وسيله قبضتها بأسي بينما لم تتوقع أن تقابل بكل ذلك الحنان ولكنها ربطت حجر علي قلبها وهي تمنع لسانها من نطق الحقيقه بينما تتذكر كيف تلقي عمر كل الحنان من جدتها وقابله بالجحود ...

فلماذا تخجل هي ؟! 

..........


نظر سيف بسخط تجاه ايهم وعمر الذين ظلوا يتحدثون وكل منهم يأخذ دور الناصح تجاه الاخر بجداره 

ليضرب الطاوله بيده فتتسع عيون كلاهما بينما يزمجر سيف بهم : تعرفوا تسكتوا انتوا الاتنين 

نظروا اليه ليتابع سيف بسخط : صدعت من كلامكم وكل واحد عامل مثالي ونازل نصيحه في التاني 

أشار لهم مزيد من السخط بينما يقول بلا تجميل للحديث : انت وهو فعلا مثال حي للطيور علي أشكالها تقع 

شعر عمر بالحرج من كلمات أخيه تجاه ايهم ليقول بمحاوله منه لاستدراك الموقف : سيف أيهم ماله بتطلع عليه عصبيتك ليه 

قال سيف بحنق : عشان مستفز زيك 

نظر إلي ايهم وتابع بحنق شديد : ايه يا بيه مشكلتك انك تخلف ....غيرك مش لاقي ضفر طفل واهو قدامك البيه كان هيموت ويلاقي بنته من كام يوم 

لوح له وتابع بجديه : وحد الله كده وروح راضي مراتك بدل ما انت قاعد معانا تنصح في حيطه مهما قولت مش بيعمل الا اللي في دماغه 

التفت عمر الي ايهم قائلا : طيب والله سيف عنده حق ياايهم وانا لسه كنت هقولك كده 

زفر ايهم بضيق ليتابع عمر بصدر منفوخ : وانا كمان هروح اراضي وسيله

تهكم سيف ضاحكا : ده انت واثق اوي في نفسك 

قال عمر بحماس : متقفلهاش في وشي ياسيف ...وسيله بتحبني وهتسامحني 

اشاح سيف بوجهه متبرطما : ده علي اساس كنت متخانق معاها علي مصروف البيت مش متهمها تهمه زي دي 

اوما ايهم وقال بجديه : انا مع سيف ياعمر ... متبقاش واثق اوي كده اللي عملته مش شويه ....علي الاقل قدامها اعترف بغلطك 

طمأن عمر نفسه وهو يردد الطاووس بخيلاء : هي فاهمه اني عملت كده عشان بغير عليها ....متقلقوش انا واثق أنها بتحبني وهتسامحني 

..........

...


دخلت سندس الي بوابه المنزل لتصعد الدرج وخلفها قوه من الشرطه طرقت الباب بقوة 

اهتزت نظرات طلعت وهو يري أمامه الساده الضباط : خير يا فندم 

: المدام معاها أمر بالتمكين من الشقه 

اتسعت عيون طلعت الذي قال بتعلثم : يعني ايه ....اروح فين انا ؟!

قال الضابط بعدم اهتمام : مش مشكلتنا .....اتفضل ! 

..........

....

رفع عمر عيناه اعلي السور الذي قفز من فوقه وبقي سيف ليشير له بتشجيع : نط يا سيف متقلقش همسكك 

هز سيف رأسه بتردد ليزفر عمر هاتفا : نط يا سيف قبل ما حد من الحرس يشوفنا ويبقي شكلنا زباله 

تشجع سيف وقفز ليمسك عمر به مترنحا ....نفض سيف ملابس وهو يهتف بحنق بلفظ نابي : ابو اليوم اللي شوفتك فيه ....ميجيش من وراك الا المصايب

ضحك عمر دون إرادته : ايه الجديد ...وبعدين ايه البدله اللي انت لابسها دي ...الجينز قصر معاك في حاجه 

زجره سيف بحنق : غور من قدامي 

توقف كلاهما لدي الباب الخلفي بينما يبحث عمر عن نافذه مفتوحه بلا جدوي ليهمس لأخيه وهو يرفع نظره للاعلي : اتصل بتينا تنزل تفتح لينا 

؛ انت هتدخلها هي كمان عشان ابوك يقلب عليها 

: يا سيدي كلمها بس 

لحظات وكانت تينا تتسلل علي أطراف أصابعها وتنزل لتفتح لهم الباب ....بابتسامه واسعه ارتمت بين ذراعي سيف الذي ضمها إليه وقال بهيام : وحشتيني اوي 

لوي عمر شفتيه ساخرا بمرح : وانت راجع من السفر عشان الحب توحشك ...ده احنا لسه مطرودين من كام ساعه 

لوح لهم قائلا : مع نفسكم بقي انا طالع لسيلا 

التفت الي تينا باستفهام : في اوضتي 

اومات تينا بتردد : عمر انا بقول بلاش تكلمها دلوقتي وسيبها لما تهدي 

هز عمر رأسه وكان بالفعل تحرك للاعلي ...! 


....

فتح عمر الباب برفق ودخل علي أطراف أصابعه بينما بالكاد كانت وسيله تغمض عيونها وبجوارها الصغيرة النائمه .....توقف أمام فراشهم واجتاح قلبه مزيج من المشاعر الحلوة وهو يري هذا المشهد .... اشتاق اليها و لوجودها في حياته واااه من نيران الاشتياق التي هبت في كيانه فمال تجاهها ومرر يداه برفق علي جانب وجنتها يتلمسها باطراف أنامله التي لم تكد تلمس وجهها حتي هبت من مكانها وسرعان ما انتاب جسدها القشعريرة من لمسته 

: انت بتعمل ايه هنا ؟! 

اشار عمر لها برجاء وهو يهمس : هششس وسيله هتكلم معاكي 

هزت راسها هاتفه بانفعال وهي تقوم من الفراش وتتراجع بعيدا عنه تجاه باب الغرفه  : مش عاوزة اتكلم معاك ولا اشوفك... اطلع برا والا همشي انا 

بخطوة واحده اسرع عمر يسبقها ويمد يداه الي الباب يغلقه بالمفتاح ويجذبه ليضعه بجيبه قائلا باصرار وهو يتقدم منها : مش هتمشي وهنتكلم 

دفعته وسيله في صدره ما أن اقترب منها بعصبيه صارخه : نتكلم في ايه بعد اللي عملته فيا 

اوما عمر قائلا وهو يتقبل عصبيتها : انا عارف اني غلطان بس .....التوت شفتيها بابتسامه ساخره : 

بس هتضحك عليا بكلامك زي عادتك 

هزت راسها بمراره وتابعت : بس انا مبقتش اصدقك مهما تقول 

نظر إلي عيونها برجاء يعرف جيدا كيف يصوغه ليؤثر عليها بينما يقترب منها خطوة : وسيله حطي نفسك مكاني 

رفعت عيناها إليه بحقد هاتفه : وانت ليه محطتش نفسك مكاني لما مصدقتنيش وعملت فيا كل ده ....

نظرت له بخزي وتابعت : جاي دلوقتي تتكلم ...بعد ايه 

قال عمر ببديهيه : بعد ما عرفت الحقيقه 

هتفت وسيله بخزلان مرير : متأخر اوي ومش فارق تعرف الحقيقه ولا لا .....جايز كان فارق معايا وقتها انك تصدقني وتثق فيا إنما دلوقتي مش فارق معايا 

نظرت له باشمئزاز وتابعت :انت حتي مفكرتش تدور عليا ولا تعرف ايه اللي حصلي ...بسهوله صدقت اني كده و كأنك متعرفنيش .... مشيت ولا كأني كنت في حياتك 

قال عمر بتعبير جاد ووصف لمشاعره : كنت في نار .....مقدرتش !

مجرد التفكير في اليوم ده كان بيموتني كنت عاوز انسي 

نظرت له بحقد هاتفه : ونسيت وعيشت 

هز رأسه بدفاع عن نفسه ظنه كافي : لا.....انا دفنت نفسي في الشغل عشان انسي 

افلتت ضحكه ساخره تحمل مراره كبيره بينما مازال نفس الشخص الذي يبرر لنفسه كل شيء : ودلوقتي ايه اللي فكرك بيا ياعمر ....افتكرتني ليه بعد كل ده ؟!

بلا تفكير كان لسانه ينطق بما يصدقه : عمري ما نسيتك !! مقدرش انساكي 

التوت شفاه وسيله بسخريه مريرة سرعان ما بدلتها فقط بالسخريه وهي تنظر إليه هاتفه : قدرت ونسيت وعيشت حياتك ....ألقته بنظره بارده وهي تتابع : مع غيري !

هز رأسه سريعا وقال بدفاع عن نفسه : كنت بحاول انساكي ....هي ولا حاجه ....مجرد واحده حاولت انساكي بيها بس معرفتش 

ادانه جديده واعتراف جديد بخطيئه أخري فعلها دون ذره ندم لتنظر له وسيله ساخره : ضحيه جديده ....بالنسبه ليك مجرد واحده زي ما بتقول بس مسألتش نفسك انت بالنسبه ليها ايه ولا سالت نفسك عملت ايه عشان تدمر حياتها اللي ببساطه دخلتها بس عشان تنسي غيرها 

اشاحت بوجهها عنه هاتفه بمراره : انت زي ما انت ومش هتتغير ابدا ياعمر 

اهتزت نظراته بينما كور قبضته بقوة ينهرها عن ما نطق به ليقترب منها خطوه ويضع يداه علي كتفها : قولتلك زمان غيريني 

اجفل جسدها من لمسته لتبتعد عنه بوجل واضح وترتسم ملامح النفور علي وجهها وهي تستدير ناحيته هاتفه بشراسه: وانت اللي غيرتني ...غيرتني وخلتني انسانه تانيه معرفهاش ....

تجمع كل الحقد والغضب بداخلها بينما تنظر إليه وكأنه فريسه ...فريسه لتشفي كل جروحها بالتلذذ بانتقامها منه الذي لن تأخذه جرعه واحده ....!!

توهجت النيران بداخلها أكثر بينما تابع عمر ببساطه مقيته : وسيله تعالي ننسي اللي فات

حقا لا تصدق انها تستمع لتلك الكلمات بتلك البساطه التي يتحدث بها 

لتنفلت الكلمات من بين شفتيها بقهر تسأل سؤال بديهي : واللي حصل ؟! 

اجاب عمر ببساطه لا تناسب عمق السؤال : ننساه ونبدا من جديد ....خلاص اهلي عرفوا بجوازنا ومبقاش في حاجه تقف في طريقنا !

تماوج صوته وكلماته واختلط بمشاهد من حياتها معه مرت أمام عيناها كشريط سينيمائي بينما هو يتحدث وكأن ما مضي لم يمضي وكأنه لم يتغير ولو انش 

مجددا كل شيء يسير وفقا لخطة حياته هو 

لتنظر له وسيله مبهوته وهي تسأله بينما يتحدث فقط عن نفسه : وانا 

قال بنفس البساطه المقيته : انتي بتحبيني وهتسامحيني !! 

نظرت إلي عيناه التي تنظر لها بثقه تخطت حدود الغرور والأنانية ليهز عمر رأسه وهو ينظر إلي عيناها ويفترش امامها بساط وعوده التي طالما سارت خلفها : ايوة يا وسيله انا هصلح كل حاجه .... هنبدا من جديد وكل حاجه هتتصلح 

مجددا وعود ورديه ولكنها لم تعد نفس الفتاه التي تصدق وعوده لتسهر وسيله بمراره : وجوازك من واحده تانيه !

بنفس اللامبالاة والبساطة اجاب : دي ولا حاجه في حياتي ....انتي وبس اللي في حياتي ..دورها خلص 

انتي وبنتنا بس اللي في حياتي 

مجددا ومجددا هو نفس الشخص بنفس الانانيه البحته التي تقف علي قدمين ....كل كلمه ينطق بها يأخذها عقلها بها الي دائره مغلقه لن يفتحها الا أن يشعر بكل ما شعرت به ....تنتقم منه بحيث يري كيف تكون حقا الانانيه 

لا تستشعر ندمه الذي لم ينطق به ...كل ما يتحدث به هو نفسه فقط ...نفس الزر الذي يضغط عليه ويبدأ من جديد دون القاء نظره واحده خلفه ...يحطم ويدعس متابعا حياته دون أن يبالي 

واقف امامها لمجرد إحساسه بأنه افتقدها ...مجرد رغبته بمتابعه الحياه من حيث توقفت بالنسبة له لا يهم في شيء آخر .....يتحدث عن الطفله بأنها ابنته ولا يدرك أنه قتل طفله....قلبه متحجر لايريد ولا يشعر الا بنفسه هو فقط 

: وسيله 

نظرت وسيله إلي يده التي يمدها إليها وهو يلقي إليها بنظراته العاشقه : انا عارف انك بتحبني زي ما بحبك ومش هتقولي لا عشان نكمل حياتنا 

الكلمات واااه من اختيار الكلمات لتجذبها كلماته الي نفس المعني بعنف الي ذكري بشعه لا تفارق ذاكرتها ( من أمتي وانتي بتقولي لا ) انغرست كلماته بقلبها وادمته وتجسد امامها نفس الرجل بتلك الليله لتتوهج نيران الحقد بداخلها ولا تتمني شيء إلا اذاقته من نفس الكأس 

مؤلمه كلماته كما هي مؤلمه انانيته حد الجحود 

لتنظر الي يده وتراها نفس اليد التي صفعت وضربت وهذا اللسان نفسه الذي أهان 

نفس العيون التي نظرت بقسوة ونفس الشخص الذي رفض تصديقها لذا دون أن يرفع لها جفن صدقت علي صك استحقاقها للانتقام منه بأي طريقه ....! 

حلال عليه أن تدعه يصدق أنها نسيت وستكمل معه الحياه .....حلال أن يصدق كما صدقت هي !

حلال أن تخلف كل وعودها معه وتتشفي به وهي ترطمه بصخره الواقع ..!

حلال أن تدعه يستشعر حلاوة وجود طفله و تنزعه منه انتزاع كما فعل بها !!

فليتعلق بها وبطفلته وفي النهايه يخسر كل شيء 

.....ستتحمل من أجل انتقامها فقط !! 

نظر عمر لها برجاء بينما يهتف بها وهو يعزف سيمفونيه عقدته التي تفاقمت بموقف والدته المضاد تجاهه والذي خشي أن يؤثر علي وسيله : شوفتي يا وسيله ازاي كلهم ضدي ...حسيتي بيا انا طول عمري عايش ازاي ... اقترب منها وهو يمد لها يداه متابعا بنبره ناعمه : وسيله انا ماليش غيرك 

خرجيهم من بيننا وانا وانتي هنحل مشاكلنا مع بعض 

انا هصلح اللي عملته ....انا غلطان بس غيرتي عليكي هي اللي حركتني متسمعيش كلامهم اني وحش خليهم  يبعدوا عن حياتنا اللي هنبدأها سوا  

نظرت له وسيله ببطء بينما بدأت أول خطوة من انتقامها  تتجسد امامها بينما تسأله وهي تتذكر كيف أنه أبعدها عن جدتها :  تقدر تبعد عنهم 

عقد عمر حاجبيه وباغته سؤالها :  ايه ؟!

نظرت إليه بتحدي هاتفه : بسألك تقدر تستغني عن عيلتك وتبعد عنهم زي ما انا بعدت عن عيلتي عشانك 

رمش عمر باهدابه بينما يقول بتعلثم : انا ..قاطعته وسيله وهي تتحداه : انت ايه ...مش لسه من لحظه كنت بتقول خليهم يبعدوا عننا

قال بمراوغه : قصدي ميتدخلوش بيننا 

لوت شفتيها ساخره وهي تشيح بوجهها عنه : ايه صعب تبعد عن عيلتك اوي كده 

التفتت له باتهام ضغط علي كل كلمه منه وهي تواجهه : طيب ليه مكانش صعب عليا .....

ليه انت مدتنيش فرصه اختار بينك وبين جدتي واخدت القرار عني واخدتني منها 

تعليم عمر بينما بدأ العرق البارد يتصبب علي طول ظهره : وسيله انا ....

اشاحت بوجهها عنه وقالت باصرار أن تلعب به كما كان يتلاعب بها : انت قولت أنهم ضدك 

اوما بتعلثم لتتابع : يبقي نبعد عنهم ونبدا من جديد بعيد عن هنا 

بالكاد أبيه لم يسامحه علي فعلته فهل يخبره أنه سيبتعد ....ماذا سيكون رد فعل أبيه كان هذا اول شيء بدر لذهنه ولاول مره يتساءل ...! 

تنفس بعمق بينما نجحت لعبتها وضغطت عليه كما كان يفعل بنفس الأسلوب لتحصل علي موافقته بينما يتمتم بعدم اقتناع ولكنه إرضاء لها  

مد يداه تجاهها قائلا : موافق نبعد

ضغطت علي نفسها بقوة وهي تجاهد لمد يدها الي يده لتشعر وكأن النيران تحرقها من لمسته ليده

اغمضت عيناها بقوة لتحاول أن تتحمل مجرد لمسه يده وهي تحمل له كل تلك الكراهيه و الغل فقط من أجل اللحظه التي ستهدم بها عالمه !

مجرد ما أن لمست يداه يداها حتي سحبتها وضمتها الي جانبها وكأن لذغتها افعي واحرقتها نيران سمها 

لتهز راسها بقوة وهي تكور قبضتها بينما 

بالفعل مهما حاولت فهي لا تستطيع أن تضغط علي نفسها أو تحتمل ...لا تستطيع ابدا مهما حاولت أن تتظاهر بأن الحقد والكراهيه بداخلها ليست متواجدة

عقد عمر حاجبيه من تبدل حالتها ليميل عليها بينما اتكأت علي نفسها وهي تضم يدها الي جانبها ليسألها بقلق : وسيله مالك ....مالك يا حبيتي 

لا يشعر ولن يشعر بالألم النفسي الذي تشعر به بينما تريد أن تمزق يدها فقط من لمسته ليجفل كامل جسدها وهي تبعده عنه بجفاء وتنفلت نبرتها بعنف : مفيش ابعد 

انصدمت ملامحه من عنف نبرتها بينما ظن أنه ككل مره سيحصل علي رضاها دون أن يدري أن الطريق أمامه مليء بالافخاخ !

......

...

بعزم متراخي اتجه عمر الي باب غرفه أبيه .....كان عاصم جالس علي مقعده يولي ظهره للباب وعيناه شارده في الفراغ الممتد أمام النافذه الزجاجيه الكبيرة 

لم يستدير مع اقتراب خطوات عمر الذي تمهل قبل أن يقول بصوت خافت : بابا انا اسف !

قال عاصم بغصه حلق دون أن يستدير تجاه ابنه : اسف علي ايه ياعمر ...واسف دي بتقولها وانت حاسس بيها ولا بتقولها وخلاص زي كل وعودك ليا !

توقف عمر بصمت ولم يجد ما يقوله ليستدير عاصم تجاهه ببطء وهو يبحث عن شيء يقوله ولم يسبق له أن قاله بالفعل ....قال كل شيء ولم يعد هناك المزيد وايضا عمر لم يجد ما يقوله الا إلقاء قراره الثقيل

: بابا انا غلطت في حقك كتير وحملتك فوق طاقتك بس خلاص انا مش هتعبك تاني واي حاجه في حياتي هتحمل انا نتيجتها ....نظر إلي ابيه وتابع : انا هاخد وسيله وامشي من هنا !

عكس ما توقع من رفض أو جدال كان عاصم يقول بتخلي : براحتك 

تسمرت اقدام عمر كما حال نظراته الذي اوجعته نبره أبيه المتخليه وكأنه اكتفي منه 

لينظر له عاصم بعتاب : ايه متخيل اني همسك فيك

هز رأسه وتابع بهدوء :  لا ....اعمل اللي يريحك عاوز تمشي ...تقعد ...انت حر 

قال عمر بنبره خاويه بينما لم يرد الا الركض الي حضن أبيه والاعتذار : حضرتك مش هتحاسبني 

هز عاصم رأسه بهدوء شديد : لا ....هسيب الزمن يحاسبك 

ارتسمت علي طرف شفتيه ابتسامه واثقه بينما يتابع : انت اخترت اني مكونش موجود في حياتك فمالوش لازمه حساب أو غيره ..!

...........

...

: استني يا مني اجيب العلاج 

اتجهت عزه الي الصيدليه الملحقه بالمشفي وأشارت لاحدي العاملين بالروشته المدون بها العلاج قائله : وحياتك يادكتور عاوزة العلاج ده 

ببطء أدارت غرام راسها بينما استشعرت الفه ذلك الصوت 

كانت عزه تخرج محفظتها من الحقيبه لتخرج منها ثمن الادويه  لتتقابل عيناها بعيون غرام التي تسارعت أنفاسها حتي كادت تختنق وهي تري عزه امامها والتي بلا تفكير 

كانت تهتف وهي تخطو ناحيتها : غرام بت ياغرام ...ازيك ....ايه الصدفه دي

اهتزت أوصال غرام ولم تشعر الا وهي بين احضان عزه 

التي قالت بصدق : والله ليكي وحشه حتي بعد اللي عملتيه فيا 

خرج صوت غرام متحشرج : ايه اللي جابك هنا 

قالت عزه بوهن : انا كنت بكشف في المستشفي وجيت   اصرف العلاج ....شوفي الدنيا وشوفي اللي جرالي 

يلا الحمد لله ....انتي قوليلي عامله ايه والدنيا عملت فيكي ايه ؟! 

فقدت غرام النطق وكل الذكريات السيئه هبت تطاردها بينما تتابع عزه بشكوي :  المرض هدني بس انتي جدعه انك لقيتي شغل ....

خدي رقمي ولو عاوزة حاجه كلميني ....

كورت غرام قبضتها بعيدا عن يد عزه التي قالت بعتاب : في ايه ياغرام ....والله يا بت ليكي معزه عندي وبعد كل اللي حصلي انا اتغيرت ....يلا خدي رقمي وابقي لو عاوزة اي حاجه كلميني ....بس حاجه بجد مش الحوارات بتاعه زمان أنا الحمد لله رب تاب عليا بعد اللي فيفي عملته فيا يلا ربنا يسامحها ...!!

بقيت غرام متسمره مكانها وكل عروقها تنتفض بمزيج من المشاعر التي سيطر عليها الخوف من ظهور تلك المراه في حياتها مجددا لتهتز نظراتها بوجل وهي تقول : معلش يا دكتورة نجوي انا حاسه اني تعبانه ينفع استأذن 

اومات الفتاه قائله : مفيش مشكله يا غرام خدي بالك من نفسك 

.........

لم تفكر كثيرا بل استجابت لخطواتها التي ما أن شعرت بحاجه لمن يبعد خوفها حتي وجدت نفسها تلجأ إليه 

اجاب ايهم سريعا ما أن رأي رقمها : الو

أتاه صوتها بلا مقدمات :: انا تحت ينفع تنزل عاوزاك في موضوع ضروري 

عقد ايهم حاجبيه باستنكار : واقفه تحت ليه ...اطلعي

هزت راسها وقالت بحزم وهي تغلق الهاتف بينما تقنع نفسها أن لجوءها إليه ليس معناه تراجع عن موقفها : انزل انت ! 

بحث ايهم بعيناه عنها ليجدها واقفه علي الرصيف الاتجاه الآخر ....اتجه ناحيتها وسرعان ما بدا بانتقاده : ايه شغل العيال ده مطلعتيش ليه 

تجاوزت غرام نبرته وطبعه بينما بالكاد تستطيع أن تتنفس من خوفها ليخرج صوتها لاهث وهي تقول : 

مش مهم.... انا عاوزة اقولك علي حاجه 

نظر إليها وقد بدأ القلق يساوره : في ايه 

ابتلعت غرام اللحظه دارت الأرض بها وهي تتوقع رد فعله ليسرع ايهم يمسك بها ويهتف بها بقلق شديد :   مالك ياغرام ....ايدك متلجه ليه كده 

سحبت يدها من يده 

وابتلعت وهي تخفض عيناها عن نظرات عيناه الحاده بينما تقول بصوت متحشرج :  انا شوفت عزه النهارده !!

..........

....


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباسات من القادم 


: انا خوفت ومعرفتش اعمل ايه لقيت نفسي جايه ليك ....احميني مش ده دورك



: حد ضايقك يا وسيله 

: سيبيه يا زينه هو اختار 


: الغيره حب واعتقد مدام جوري أو اي ست مكانها لازم تغير عليك يا مراد بيه والا متكونش بتحبك 


بوغت عمر بما نطقته : ايه 

هتفت وسيله بقلب متحجر جثي علي قلبها الصافي وقتله أسفله : اللي سمعته ....اطرد الست دي مش عاوزة اشوفها 

قال عمر بلسان ثقيل : اطرد مامتك 

هتفت وسيله بحقد : انا ماليش ام واللي كانت أمي اتشلت بسببي ...!


وسيله اتغيرت وقلبها بقي قاسي تفتكروا معاها حق 



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. وسيلة تمام معاها حق في قسوتها مع عمر ووالدتها
    لكن الصراحة مش حقها تنسب لهم بنت مش بنتهم مجرد انها بتنتقم من عمر هم مالهمش ذنب وبعدين دي اخلاق ودين علاقته ايه بعمر او غيره يعني عمر غلط فيها تطرده من حياتها تمام لكن عاصم و زينة ما غلطوش فيها هي اللي غلطت في حق نفسها قبل ما عمر يغلط في حقها هي اللي غيبت عقلها ومشيت وراه تحاسب نفسها الأول قبل عاصم و زينة

    ردحذف
    الردود
    1. نفس رأيي إللي بتعمله غلط كبير اووي كله إلا كده حرام زينة وعاصم

      حذف
  2. عمر مشواره طويل على ما وسيله تسمحه ايهم موقفه دا هيبين أن كانت غرام هتكمل وهيبقي فيه فرصه للرجوع ولا لا جوري لو ما غرتشي من التركيه لا تبقي مش بتحبك يا مراد البارت روعه ♥️😍

    ردحذف
  3. عمر لازم يحاسب علي اللي عمله

    ردحذف
  4. وسيلة ممكن تسامح عمر بس بعد ما تتأكد أنه اتغير فعلا واكيد هتدوقه الألم والوجع بس هى ليه مش عايزه تعترف لحد بأن البنت مش بنتها دا اللى مزعلنى منه
    انما اهم وغرام كفايه كدا عليهم عند مع بعض عايزهم يعيشوا الحب اللى اتحرموا منه

    ردحذف
  5. وسيله معها حق وعمر مشورة طويل جدا وايهم وغرام مكن فرصه تانيه

    ردحذف
  6. الفصل تحفة يا رونا انا شايفة وسيلة عندها حق فى القسوة دى الى شافتة من عمر وامها مكنش سهل

    ردحذف
  7. البارت روعه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !