حكايه عمر الخاتمه جزء ثالث وأخير

30


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


سألته وسيله بلهفه : ها بقي ياعمر قولي الحل ؟!

قال عمر وهو يرتمي علي الاريكه بارهاق : اخد نفسي بس ياسيلا انا راجع من المأموريه عليكي ...استني اكل القلقاس اللي جاي طول السكه احلم بيه وبعدين اقولك علي كل حاجه 

زمت وسيله شفتيها بغيظ : جاي تحلم بالقلقاس ....هو انت جاي عشاني ولا عشان القلقاس 

حك عمر ذقنه وقال متصنع الجديه : وده سؤال برضه ....طبعا جاي عشان القلقاس اللي تيته عملاه ليا مخصوص 

انتفخت وجنه وسيله بالغيظ ليداعب عمر خدودها المنتفخه بمشاكسه وهو ينظر إلي امتثال قائلا : خلاص ياروحي متتنرفزيش هقولك علي ما تيته تجهز الغدا ...يلا يا تيته انا ميت من الجوع 

اومات امتثال بتحذير : هدخل اجهز الغدا بس اياك تجيب سيرة الكلام الفارغ بتاعك ده بدل ما اجيلك 

ضحك قائلا : حاضر يا تيته ده انا كنت بهزر ...اتش مش بتاع جواز 

تبرطمت امتثال وهي تدخل الي المكتب : العيله كلها كده !! 

تلهفت وسيله لمعرفه الحل أو بالاحري الزهو بشعورها أنه يسعي لارضاءها ليمسك عمر هاتفه ويشير لها : تعالي طيب جنبي مالك قاعده بعيد ليه 

تمسكت وسيله بجلستها علي المقعد المقابل له قائله : لا انا مرتاحه هنا ...قول بقي 

هز كتفه باشتياق لقربها قائلا : لا لما تيجي جنبي 

خفتت نبرته بينما تتلاعب النظرات اللعوب بعيناه وهو يشير إلي الاريكه بجواره : تعالي جنبي ومش هتندمي 

قامت وسيله إلي جواره لتترك مسافه بينهم سرعان ما لاغاها عمر وهو يجلس ملتصق بها ...اشتم رائحه عطرها الاخاذه بانتشاء وهو يميل عليها لتبتعد وسيله محذره : هقوم لو قربت ...ارجع ورا وقول الحل وانت بعيد 

نظر لها بامتعاض مشاكسا : اعوذ بالله ...مالك بقيتي زي الشاويش ليه كده....غمز لها بشقاوة وتابع : كلها كام يوم ونتجوز 

نظرت له بخجل ووكزته : عمر بطل هزار وقول بقي 

عاد ليمسك هاتفه ويحرك أنامله عليه لحظات قبل أن يقربه منها قائلا : شوفي بقي يا سيلا حبيبك عمل عشانك ايه ... ده web site بتاعك ...أخذ يقلب في الصور وهو يتابع بينما عقدت وسيله حاجبيها بمفاجأة : ودي صور الفرع التاني بتاعك في القاهره اللي هتشتغلي منه وتعرضي علي الموقع وطبعا الفرع بتاع هنا شغال برضه وجيبي اي حد تثقي فين يمسكه ومن وقت للتاني تعالي تابعي الشغل

نظرت له وسيله لحظات بعدم استيعاب فهو أقام لها مشروع كامل في ظرف ايام لها لتقول بعدم تصديق : عمر انت بتتكلم جد 

اوما لها بابتسامه : طبعا يا روحي ....الصور قدامك انتي شايفه ده هزار 

قالت وسيله بعدم تصديق : بس ياعمر ده اتكلف فلوس كتير اوي ...حرام اونكل عاصم يتحمل كل ده !

رفع عمر حاجبه باستفهام : وانتي عرفتي منين أن عاصم اللي دافع ؟!

زمت وسيله شفتيها هاتفه بغيظ : باينه ياعمر وهو يعني الاربعين الف بتوعك يعملوا كل ده 

قال عمر بمرح وهو يرفع ياقه قميصه بغرور محبب : اوديكي فين ياشهرة ...! الاربعين الف ثروتي الناس كلها بتتكلم عنها 

ضحكت وسيله بصخب ليغمز لها قائلا : طيب ايه مفيش مكافاه ليا علي اللي عملته ولا مش فرحانه 

هزت كتفها بخجل قائله : لا طبعا فرحانه طبعا ومش مصدقه..!

نظر لها بأستفهام : امال ليه شايفك مش مبسوطه 

قالت وسيله بجديه : عشان معني ترتيباتك دي كلها انك واخد قرار اعيش معاك في القاهره

قال عمر دون مراوغه : قولتلك انك هتعيشي معايا 

قالت وسيله بإصرار لم تفكر ولو للحظه بالتزحزح عنه : 

وانا قولتلك مش هبعد عن تيته ياعمر وانت وعدتني تلاقي حل 

اوما عمر قائلا بهدوء : وانا اهو بعرض عليكي الحل بس انتي مسمعتيش للآخر ومستعجله نتخانق 

عقدت وسيله حاجبيها برفض لالقاءه اللوم عليها : انا مش بتخانق ياعمر ...

هو الآخر تسرع بما قاله ربما من لهفته التي ترهقها التفاصيل ليقول بهدوء : ولا انا يا حبيتي بتخانق ...اسمعيني وفي الاخر قرري 

هدأت حده أنفاسها ونظرت له ليتابع عمر وهو يعود لهدوءه : ده بالنسبه لشغلك ....تاني حاجه انا مش حابب نعيش مع اهلي 

نظرت له بعدم فهم ليقول سريعا : مش اي حاجه في دماغك ....الحمد لله انا واهلي علاقتنا زي الفل 

تزحزح الي جوارها قليلا ومال عليها ليتابع : انا حابب تكون لينا خصوصينا وحياتنا ....اه ماما طيبه وحماه لطيفه بس البيت كله داخل في حياه كله وانا بقي ...

اقترب اكثر ليتابع بنبره لعوب لم تراها وسيله التي كانت تستمع له بانصات جاد : احب اكون براحتي يعني اقولك كلمتين سر بصوت عالي محدش يسمعني 

سرت القشعريرة بجسدها من حراره أنفاسه التي تهمس بجوار أذنها لتنظر اليه وسرعان ما تندفع الدماء التي من نظراته العابثه ليتأملها عمر باشتياق وتلمع رغبته بعيناه وهو يعض علي شفتيه وعيناه تشع بالعبث بينما يتابع : نكون براحتنا .... تلبسي ليا قميص احمر شفاف البس ليكي ....وكزته وسيله بكتفه توقفه عن تخيلاته وسرعان ما أبعدته عنها : عمر بطل قله ادب ....وخلينا نتكلم جد 

زفر هاتفا بامتعاض طفولي : هو كله جد انا محتاج شويه هلس

رفعت حاجبها وهي تخفض ضحكتها عليه وتتظاهر بالجديه : نعم 

اوما عمر بصراحه تناسب شخصيته : اه أنكر يعني ...انا زهقت من الجد ومحتاج ابقي هلاس 

نظرت له وسيله شزرا متبرطمه : طبعا مش قادر تنسي ماضيك 

ضيق عمر عيناه لتلميحها قائلا : يعني بلاش اهلس مع مراتي حبيبتي 

: لما نتجوز ...بطل ويلا قولي المهم 

قال عمر بغمزة شقيه وهو يقترب منها مجددا : ايه اهم من اللي بقوله 

تنهدت وتابعت : لسه اهم مشكله ...تيته !

قال عمر بغرور وثقه : كله محلول ..... مجددا رفع هاتفه لترفع وسيله حاجبها بمشاكسه : ايه عملت لتيته ويب سايت هي كمان 

ضحك عمر قائلا : ياريت كان ينفع ....دي تيته اخدت مني ايام وليالي عشان أحل مشكلتها 

نظرت له بلهفه : طيب ولقيت حل 

اوما لها قائلا بشرح : عارفه طبعا خالك مجدي 

بلحظه تغيرت ملامح وجهه وهو يجز علي أسنانه بينما يتابع بغيظ : خالك مجدي اللي كان جايب ليكي العريس 

اومات له وهي تتهرب من نظرات غيرته ليتابع بوعيد : طبعا اوعي تفكري اني عديتها كده ...لسه مش طايقه ولا طايق تيته علي اللي عملته 

زجرته وسيله بحنق من تمطيطه : خلص ياعمر بقي ...ايه علاقه اونكل مجدي بالموضوع بتاع تيته 

: ده هو الموضوع ...يا ستي هو عايش في القاهره في السيده زينب مضبوط 

نظرت له وسيله بنفاذ صبر ليتابع ضاحكا : افضلي انتي كده اكتمي فيا وانا مش هعرف احكي 

قالت بنفاذ صبر : احكي 

: المهم مجدي عايش في القاهره ووالدته في المنصورة واختها الحجه في اسكندريه ...انا بقي قولت الم شمل العيله دي وجبت شقه في السيده زينب لتيته ..فتحت وسيله فمها بالاعتراض ليتابع عمر دون أن يعطي لها فرصه : شقه من بتوع زمان زي بيتها ده بالضبط 

هتعجبها اوي.... ده انا طلعت عيني انا والسمسار علي ما لقيناها ...واهو اختها تقعد معاها وتبقي جنب ابنها وانتي تبقي جنبي ويتلم شملي بقي 

رمشت وسيله باهدابها تخشي إفساد سعادته بمجهوادته التي لا تنكرها بسؤالها أن كانت جدتها ستقبل : انا عارفه انك تعبت وفكرت وكتر خيرك وانا لو الموضوع بأيدي كنت وافقت بس تفتكر تيته هتوافق

نظر عمر لها لحظه بخوف من هذا الهاجس لتدخل امتثال بتلك اللحظه قائله : موافقه يا سيلا 

تهلل وجه عمر هاتفا : بتتكلمي جد 

اومات امتثال لتبتسم بحنان لوسيله التي خشيت أن تقف عائق في طريق سعادتها : طبعا وانا ليا مين هنا ....انا موافقه ياعمر

ابتسمت وسيله بينما تقترب امتثال منها تحتضنها : موافقه يا نور عيني عشان خاطرك واهو كل فتره ابقي اجي يومين اقعد في بيتي 

توجست نظرات عمر بينما يتساءل منذ متي وامتثال تستمع إليهم ليحك ذقنه بخجل : 

تيته هو انتي هنا من أمتي 

زجرته امتثال بنظراتها هاتفه : من وقت السيده زينب 

خفضت وسيله عيناها بخجل ليقول عمر : متاكده 

زجرته امتثال هاتفه : أيوة ...قوم يلا عشان تأكل القلقاس شاكسته بهمس متابعه : يا بتاع الهلس! 

...........

...

نظرت غرام بغباء مطلق الي تلك الكتب والأوراق المفتوحه امامها لتزفر بملل وضيق وتحاول أن تركز بلا جدوي ..... التفتت بسعاده الي ايهم الذي دخل الي الغرفه : حمد الله علي السلامه يا حبيبي 

ابتسم ايهم لها وهو يلقي مفاتيحه علي الطاوله : الله يسلمك 

قالت سريعا وقد وجدت لها مهرب : هقوم اجهز لك العشا

أوقفها ايهم قائلا : لا خليكي كملي مذاكره لسه بدري علي العشا 

قالت غرام بتهرب وهي تغلق الكتب : لا انا خلصت 

رفع ايهم حاجبه : خلصتي ايه ...ده انا لسه مكلمك من نص ساعه قولتي يارا نامت وهتبدأي مذاكره ...اقعدي يا غرام ذاكري 

لوت شفتيها بامتعاض هاتفه : بصراحه انا مش عاوزة اذاكر ولا فاهمه حاجه ...انا اصلا مكنتش بحب المذاكره وماصدقت خلصت تعليم 

مال ايهم عليها وداعب وجنتيها بتدليل : معلش يا روحي ...ذاكري شويه وانا هاخد دوش واطلع اقعد معاكي نشوف ايه اللي مش فهماه 

كادت قلبها يخرج من موضعه لتلتفت له بعيون عاشقه تكاد تلتهم ملامحه وهي تقول بإعجاب : انت حلو اوي ياايهم 

ضحك ايهم ولا ينكر أن تعبيرها عن حبها له احيانا يخجله ليشاكسها بمرح : وانتي اول مره تشوفيني 

ضحكت بخجل قائله وهي تهز كتفها : مش قصدي حلو شكلك ....مع أن شكلك حلو ...انا قصدي لما بتبقي طيب ورومانسي وبتعاملني حلو كده 

داعب شعرها ومال يقبل طرف شفتيها قائلا : وانتي حلوة كمان وزي القمر ....يلا بقي ذاكري علي ما اخد دوش واطلع 

............

....

نظر طارق الي ريم التي ابتلعت ببطء بينما تنتظر رد فعله علي ما قالته أو بالاحري علي قصتها التي روتها له بكل تفصيله بها بعد أن قررت ألا تكون عرضه لأي تهديد من جانب نديم وبمغامره حسبت أنها ستخرج منها بمكل الأحوال رابحه قررت أن تبدأ بالحقيقه ...أن تفهم وقبل أن ما مضي قد مضي ستكون ربحت رجل حقيقي متفهم تبدأ معه بدايه جديده وان رفض ستتفهم أنه لا يستطيع تجاوز امراه يريد الزواج بها وايضا ستكون رابحه عدم الدخول في تجربه والخروج منها بفشل 

قبل أن يقول كلمه كانت ريم تعفيه من اي حرج وتترك له المساحه كامله : طارق انا مش مستنيه منك اي رد دلوقتي ....انا حبيت أقولك كل اللي عيشته عشان اكون صادقه معاك وأيا يكون قرارك انا قبلاه وعاوزاك تقول بصراحه في الوقت اللي يناسبك 

كل ما استطاع قوله بتلك اللحظه هو أول سؤال بدر لذهنه : ليه ؟!

نظرت له بعدم فهم ليتابع طارق : ليه قولتي ليا كل ده .... عاوزة نهايه الموضوع تكون من عندي 

بالرغم من انكماش قلبها بداخل صدرها لما قاله إلا أنها تحلت بالثبات بينما تقول وهي تهز راسها : لا ...قولتلك عشان حقك تكون عارف وزي ما قولتلك القرار ليك 

خفضت عيناها تجاه يدها التي تفركها وتابعت : مع أن قرارك واضح ! 

هز طارق رأسه متنهدا : لسه مقررتش يا ريم 

نعم ربما لم ينطق بقراره ولكنه لاح علي وجهه لذا بالنسبه لها الأمر محسوم ...لا طريق لها مع طارق كما أن لا هناك عوده لها مع نديم ...أو ربما ...فلا أحد يدري ما يخبئه الزمن ويغيره بلحظه !

....

.........

قامت غرام تجمع تلك الأوراق والكتب بعيدا وقلبها يتغني بأحد الالحان لتتجه الي طاوله الزينه تبحث عن احمر الشفاه الخاص بها لتقع عيناها علي سلسله مفايتح ايهم التي تركها جانبا .....أمسكت بها لتضعها جانبا فوجدت فضول ما يجذبها للنظر الي محتوياتها ....مفتاح المنزل ومفتاح السياره وهناك مفتاح يبدو أنه مفتاح مكتبه وهناك مفتاح هذا وذاك واخيرا هذا المفتاح الذي نظرت له بقليل من الامتعاض وهي تعطي تخمين عن اي مفتاح يكون 

خرج ايهم يجفف خصلات شعره بمنشفه صغيرة وضعها علي كتفه ليتطلع الي غرام : ايه لحقتي تخلصي مذاكره 

قالت غرام بارتباك وهي تلتفت إليه بينما مازالت المفاتيح بيدها : اه ....قصدي قوات هكمل بكره 

نظر لها ايهم وهز كتفه بقله حيله فهي ليست صغيرة ليجبرها لتتردد غرام لحظه قبل أن تندفع خلف غيرتها التي اشتعلت بقلبها وهي تشير الي المفاتيح بيدها : ايهم هو ده مفتاح ايه ؟!

وكأنها ألقت بقنبله كافيه بتغيير ملامح وجهه كليا ليعقد حاجباه بقوة ويتجه إليه يجذب سلسله المفاتيح من يدها ويلقيها علي الطاوله مصدره ضجيج قوي هاتفا : بتسالي ليه ؟!

رد فعله زاد من تحفزها لتخرج نبرتها هجوميه وهي تصيح به بلا وعي : هو مش من حقي اسأل 

نظر لها ايهم باحتدام : ومن امتي نغمه حقي ومش حقي !

زمت غرام شفتيها بغضب بينما تعالت انفاس ايهم بانفعال 

وهي تضعه في موضع المتهم بحكايه لا يريد اي شيء يذكره بها فيشعره بالخجل وهي الوحيده التي تعرف ماضيه المخجل ....رد عليا يا ايهم ده مفتاح ايه 

انفلتت نبرته الغاضبه : انتي عارفه كويس ده مفتاح ايه ...؟!

اختلجت العبرات حلقها ربما من نبرته وانفعاله لتهديء نبرتها بصورة مفاجاه وهي تقول بانكسار : انت عارف ان مش قصدي ده مفتاح ايه وقصدي انت لسه مخلي مفتاح الشقه دي معاك ليه !

زم ايهم شفتاه بضيق من نبرتها وبنفس الوقت بضيق كامل من كل ما حدث بلا داعي ليقول وهو يزفر بضيق : انا حر !

انكسر قلبها بينما عاد يلفظها خارج حياته ليتجه ايهم بضيق شديد تجاه الخزانه يخرج ملابسه ينتوي الخروج حتي لا يطول الشجار بينهم لتوخز قلبه عبراتها التي انسابت علي وجنتيها بحراره فما كان منه إلا أنه عاد خطوتين بعد أن اتحه الي الباب لينظر لها بعتاب غاضب : ممكن افهم بتعيطي ليه. ...مين اللي بدا مشكله من الهوا ....ليه خلتيني اترفز عليكي اصلا وفتحتي في حوارات خلصت ....مالك معايا المفتاح ليه واصلا هرمي المفتاح ليه ...ازدادو نظرته احتدام وهو يتابع باتهام : ايه ياغرام فاكره اني بخونك مثلا !

هزت راسها وهي تمسح دموعها : مقولتش كده 

هتف ايهم بهجوم : امال سالتي ليه ؟!

قالت بصوت متهدج : استغربت أنه لسه معاك

نظر لها بضيق : امال هيكون مع مين ...انتي اصلا مش عارفه بتتكلمي عن ايه. ... فكرتي لحظه اصلا بينك وبين نفسك ايه لازمته تفتحي في مواضيع اتقفلت 

قامت تقف أمامه وهي تهز راسها مبررة بطيبتها المعهوده : لا مفكرتش بس غصب عني غيرت عليك 

تضايقت روحه أكثر ولكنه رفض الاعتراف لأنها من بدأت الشجار بلا داعي لينظر لها باتهام : غيرتي من ايه. .... حصل مني حاجه تخليكي تغيري 

هزت راسها ونظرت له باعتذار : مكنتش اقصد ...كان مجرد سؤال 

نظر لها ايهم بحنق : سؤال عمل بينا مشكله من غير داعي وكانك بتفكريني انا كنت ايه زمان 

هزت راسها سريعا : لا والله 

نظر لها ايهم بعتاب ممزوج بالانفعال : خلصت يا غرام متبرريش وعشان ترتاحي ...دي شقتي وسايبها استثمار للبنات ولو جت ليها بيعه كويسه هبيعها ارتاحتي 

اومات له لتتفاجيء به يتركها ويتجه الي الباب لتسرع خلفه : انت رايح فين 

قال بضيق : في داهيه مش جاوبت عليكي مالكيش دعوه اروح فين 

هتفت وهي تمسك ذراعه : بعد الشر عليك ...انا اسفه مكنش قصدي 

تركها وغادر لتجلس غرام مكانها بكمد تلوم نفسها بالرغم من أنها لم تفعل شيء خاطيء وان انفعاله هو المبالغ فيه لانه من علي رأسه تلك البطحه !


........


نظرت زينه لعمر بإعجاب قائله : بجد انا مبسوطه بيك اوي ياعمر ....بقيت راجل 

رفع عمر حاجبه باستهجان: ايه يا زوزو ما تظبطي كلامك ايه بقيت راجل دي ! 

ضحكت زينه قائله : قصدي راجل يعتمد عليه 

رفع ياقه قميصه بغرور محبب قائلا : اه إذا كان كده ماشي 

التفت الي أخيه قائلا : ايه رايك في اخوك يا سيفو 

هز سيف رأسه قائلا : زي ما ماما قالت بقيت راجل ....

زفر عمر قائلا : انت برضه 

اوما سيف ضاحكا : أيوة ياأخي مش هجاملك ...طبعا اتغيرت وبقيت راجل مش عيل بتاع مشاكل. ....ضرب راس أخيه بإصبعه وهو يتابع : وبعدين ماهو في مخ وتقدر تعمل المستحيل كنت قارفنا ليه بقي 

نظر عمر بجبين مقطب تجاه والدته بينما يشكي بنبره طفوليه : شايفه يا زوز بيحدف دبش ازاي 

قالت زينه بتدليل : معلش ياحبيبي سيف مش قصده 

هز سيف رأسه قائلا : قصدي عشان يتعلم 

تدخلت زينه بحب وهي تربت علي كتف ابنيها : خلاص يا حبيبي كمل 

قال عمر وهو يخرج لسانه لأخيه : اسمع عشان تتعلم 

رفع سيف حاجبه : انا اتعلم منك ؟!!

اوما عمر بمرح : أيوة واسمع نصيحتي وفكك من الجد وخليك هلاس شويه البت تينا اتخنقت 

ضحك سيف متهكما : لا والله 

: أيوة وطول الوقت تشتكي انك مش فاضي ليها ...اعمل ليها عياده تنشغل فيها 

: نعم 

اوما عمر بجديه : اه بدل ما هي قاعده ليك تشتكي انك مشغول اشغلها انت وخليك ذكي ...واهي تفرح انك بتفكر فيها 

داعبت الفكره راس سيف ليقول وهو يضيق عيناه : تصدق عندك حق وهسمع نصيحتك 

اوما عمر قائلا : عشان تعرف دماغ اخوك .....انت بس خلي زوزو تكلم عاصم يمولك زي ما عمل معايا وهي الخير والبركه 

ضحكت زينه ليقبل عمر يدها قائلا : يلا همتك معانا يازوزو واقنعي عاصم بيه وخليه رايق بدل ما كان عصبي طول الوقت 

قال سيف ضاحكا : ماهو كان بسببك ....يلا ماعلينا هقوم اكلم تينا وانتي يا زوزو متكلميش بابا انا معايا فلوس 

قال عمر وهو يضيق عيناه متصنع الحسد : أيوة يا ابن السيوفي عاملهم علي قلبك 

خمس سيف في وجه بمرح : الله اكبر من عنيك 

ضحك الجميع بينما هزت شهد ساقها بعصبيه وهي تنتظر انتهاء الحديث لتتدخل كما اعتادت بمرح : والله برافو ...حليت مشاكل البيت كله ....مشكلتك ومشكله اخوك ومشكله عاصم بيه العصبي وناسي اهم مشكله 

رفع عمر حاجبه والتفت الي والدتها باستفهام: ايه اهم مشكله هي جوري عندها مشكله 

هزت زينه راسها : لا الحمد لله 

اشار الي شهد قائلا : امال البومه دي قصدها ايه 

ضحكت زينه قائله : اسألها 

اشار عمر لها : قصدك ايه يابومه 

قالت شهد بتزمر : مشكلتي طبعا 

رفع عمر حاجبه : وانتي عندك مشاكل ؟!

تهكت شهد وهي تلوي شفتيها : لا خاليه ....طبعا عندي مشكله وانت لازم تحلها ليا 

قال عمر بغيظ : قولي مشكلتك يا زفته من غير رغي 

اومات وقالت بخجل : ماشي بس لوحدنا 

رفع حاجبه : لوحدنا 

قالت وهي تهز راسها : اه يعني بعدك اذنك يا مدام زينه 

هزت زينه كتفها قائله بقله حيله من الفتاه التي تربت علي يدهم وتحبها كابنتها : لما اشوف اخرتها معاكي تعالي قوليلي انا كده كده قايمه اشوف ورايا ايه 

انتظرت شهد ذهاب زينه لتنظر الي عمر وهي تقفز لتجلس في المقعد المقابل له قائله بسرعه : طبعا انت عارف اني حلوة وصغيرة و بكمل تعليمي وكلها شويه واشتغل الفلوس تجري في أيدي 

لوي عمر شفتيه : وبعدين في وصله مدح الذات 

ها عاوزة ايه لما الفلوس تجري في ايدك اشغلهملك

هزت راسها : لا وهو انا لسه بقي معايا مليم ... انا بقول اعتبار ما سيكون 

هتف عمر بنفاذ صبر : اخلصي 

قالت شهد : اهو باينه انت بقي بذكاءك ايه اللي ناقصني

: معرفش 

قالت شهد ببديهيه محببه : طبعا ناقص اني يكون ليا بيت واتحوز 

نظر عمر لها لتتابع وهي تنعي نفسها بصورة مضحكه : وانا بقي حمارة زي ما انت شوفت ومش بعرف اختار 

ال علي رأي احمد سعد اختياراتي مدمره حياتي 

زفر عمر بغيظ : يا اما اخلصي اعمل ايه انا 

: خليني اكمل ومتقاطعنيش

حكت رأسها وتابعت : اه كنت بقول اختياراتي مدمرة حياتي واخترت غلط 

جز عمر علي أسنانه بغيظ : غلط 

اومات وهي تخفض عيناها تتهرب بخجل : اه غلطه واهو كلنا بنغلط وانت نفسك ....هم عمر بالقيام بغيظ : يابت هقوم أكتم نفسك اخلصي عاوزة ايه من غير ندب 

قالت وهي تهز كتفها : باينه انا عاوزة ايه ...افهم انت 

: مفهمتش 

: عاوزة عريس 

رفع حاجبه : نعم يااختي ؟! 

قالت بابتسامه سمجه : اهو انت قولت اختي 

يبقي تشوف لأختك عريس ولا تعنس 

: وده اجيبه منين ؟! 

: من ايه حته هو انت هتغلب 

عندك قسم طويل عريض مفيش فيه امين شرطه ولا حتي ضابط بتجوزني 

تهكم عمر بمرح : ولا حتي ضابط !! لا متواضعه اوي 

: ماعلينا مش مهم ضابط ... المهم انا عاوزة امي تفرح بيا واتحوز وانت لازم تجيب ليا عريس 

......


........


ضحك ايهم بصخب مرددا : عريس ! و ده نجيبه منين ؟

هز عمر كتفه ضاحكا : اهو نشوف اي حد يا ايهم... تعرف حد عاوز عروسه 

ضحك ايهم وهز راسه ليقول عمر : اكيد مدام غرام تعرف 

التفت تجاه غرام التي دخلت للتو يسألها : تعرفي حد عاوز عروسه يامدام غرام 

ضحكت غرام بخجل وهي تضع أمامهم القهوة ليزجره ايهم قائلا : سيبك من مدام غرام اللي هتقوم تجهز لينا الغدا وخليك معايا 

نظر ايهم الي غرام قائلا بلطف : لو سمحتي ياغرام جهزي لينا الغدا 

اومات له وهي تختطف نظره الي ملامح ايهم التي مازالت بنفس الغضب منذ الامس بينما تقول : هات يارا هز ايهم رأسه دون أن ينظر إليها : لا هي نامت انا هدخلها اوضتها 

قام مستأذن من عمر : بعد اذنك ياعمر ثواني احط يارا في سريرها 

اوما عمر وهو يداعب وجنه الصغيرة الناعمه ....

اسرعت غرام تتوقف أمام ايهم بينما يخرج من الغرفه بعد أن وضع ابنته في الفراش ...ايهم انت لسه زعلان مني ؟

قال ايهم باقتضاب وهو يتركها ويعود لجسلته مع عمر : مش وقته ياغرام 

أمسكت به قبل أن يتحرك لتقول بصوت خافت : لا وقته 

...ايهم انا امبارح استنيتك ترجع عشان نتكلم بس انت اتاخرت والصبح نزلت بدري اوي....انا مكنش قصدي 

ربت علي يدها هاتفا باقتضاب : خلاص يا غرام نبقي نتكلم بعدين 

......


رفع سيف البحيري عيناه تجاه مراد ابنه الذي دخل الي مكتبه يولول : سيف الحقني ياسيف 

رفع سيف حاجبه باستنكار : سيف !

قال مراد باستدراك : قصدي يابابا ..الحقني يا بابا ..جوري ! 

هتف سيف بقلق : قول يااخره صبري هببت ايه تاني 

قال مراد بشرح : كان يوم اسود يوم ما قولت تغير عليا 

جننتني .... رايح فين جاي منين اجي معاك بتكلم مين .....كل يوم تحقيق والف سؤال 

ضحك سيف ليتابع مراد وهو يدور حول نفسه متبرطما : ابو غبائي كنت بفكر في ايه ......ده انا اتخنقت 

ضحك سيف قائلا : مش انت اللي طلبت اهو نولت 

دخلت السكرتيرة قائله : مدام جوري في مكتبك يا مراد بيه 

اشار مراد الي أبيه : شوفت اهي جت ورايا ....اعمل ايه يا بابا ...قولي اعمل ايه 

ضحك سيف بشماته : العمل عمل ربنا !

........


خطوة تلو الأخري تقربها من البدايه الجديده التي قررت أن تبدأها بأراده منها ورغبه وتطلع في أن تكون الشافيه...... ولكن كلما تتسارع الخطوات وتمر الساعات وكلما يقترب الوقت كلما يزداد ذلك الشعور بداخلها والذي تمثل في فجوة !

....تشعر أن هناك شيء ما مازال يقف بينها وبين شعور السعاده الكامله ... فجوة ما ! 

تحاول أن تتخطاها وتتجاهلها وهي تسأل نفسها كثيرا ما الذي يمكن لن ينقص سعادتها أو يجعلها ناقصه 

فلا يوجد شيء كهذا وستكون ناكره أن لم تعترف أن ماتعيشه هو اسعد ايام حياتها ...!

كل ما يحدث لها وتعيشه يجعلها تشعر بالسعاده الغامره إذن ماهو سبب تلك الفجوه !

لم تتهرب بل سالت نفسها عن تعريف لهذا الشعور لتجده الخوف الذي سمحت لنفسها أن تتحدث عنه مع نفسها وتسألها مما تخاف ولماذا مازالت تشعر بالخوف حاولت أن تطمئن نفسها كثيرا ولكن ليزداد اطمئنانها وجدت نفسها أمام الطبيبه تسألها سؤال جعل الطبيه تتطلع إليها وبلا شرح تفهم خوفها : هو عمر ممكن يوجع تاني نفس الإنسان اللي آذاني ؟! 

: هو ده الي مخوفك ؟! 

اومات وسيله وتابعت : من اول ما رجعنا لبعض وهو واحد تاني.... كويس في كل حاجه ....بقي عمر اللي كان في خيالي بس مش عارفه ليه جوايا شعور غريب ان في حاجه ناقصه ولما سالت نفسي ايه لقيت اني لسه خايفه 

وعاوزة أتغلب علي شعوري ده واعرف اذا كان طبيعي ولا لا 

قالت الطبيبه بهدوء : طبعا يا وسيله شعور طبيعي ....كلنا طبيعي نخاف من الحاجه الجديده 

وانتي داخله علي حياه جديده احب ان دي تكون فكرتك عنها ...تجربه جديده بكل ما فيها وتحاولي تتجاوزي التجربه اللي قبلها وتكتفي بس باللي اتعلمتيه منها 

عشان شعور الخوف ده لو سيطر عليكي اكتر هيخلي دايما سعادتك منقوصه 

تحركت عضله بجانب وجه وسيله التي لم تشفي كلمات الطبيبه اجابه سؤالها : جاوبي علي سؤالي ....هو عمر ممكن تاني يرجع يكون نفس الشخص اللي آذاني 

قالت الطبيبه بجديه : بصراحه سؤالك مالوش اجابه لانه عن حاجه في المستقبل بس لو عاوزاني اطمنك هقولك اطمني 

تنهدت وتابعت بشرح : عمر مر بحاجات كتير اوي واللي عاشه في التجربه دي معتقدش أنه عاوز يعيشه تاني وعشان كده هيفكر كتير قبل ما يرجع نفس الإنسان اللي كان عليه .....نظرت وسيله إلي الطبيبه بانصات بينما تستفيض : عمر فيه نرجسيه اتكونت جواه لأسباب كتير أو تحديدا استخدمها عشان يحمي نفسه بيها من اللي حواليه .... عاش أنه مكتفي بنفسه وبيوقرها وبيدها اهتمام و اولويه وده عشان ميحسش أنه ناقص لو اللي قدامه قلل من قدراته .....ده خلاه اناني ونفسه سيطرت عليه أنه اتعود ياخد وبس وخصوصا طبعا أنه ابن مدلل متعودش يتحمل المسؤوليه وكان أول اختبار له في تحمل المسؤوليه كان جوازكم وفشل فيه لانه عالجه بطريقته المتعاده ولقي النتيجه كل اللي حصل ....

في اول حكايتكم حب انك الوحيده اللي شايفه عمر الي جواه وفضل يعافر أنه يفضل نفس الشخص في عينك واي حد كان ليحاول يغير نظرتك له كان بيحسسه بالخطر ويحاول يبعده عنك زي اخوه وزي جدتك 

دلوقتي وبعد كل اللي مر عليكم عمر أتأكد أنه فشل باستخدام طريقته وعشان كده لقي طريق جديد وبدأ ينجح فيه وعمر شخص ذكي وهيحب يكمل في المكان اللي نجح فيه كمان عمر لقي الاهتمام ونظره اللي حواليه له بقت افضل كتير.... بالعكس بقي هو محور الاهتمام بالتغيير الجديد في شخصيته واللي هيحافظ عليه لابعد مدي عشان هو حابب يشوف نفسه في عيون اللي حواليه أنه اتغير وبقي مسؤول ده غير طبعا أنه بالفعل وقت موضوع البنت كان حابب جور المسؤوليه ومخافش منها ولا اتهرب 

بدأت الطمأنينه تسري بعروق وسيله التي خرجت نبرتها راجيه : يعني ...ابتسمت لها الطبيبه تكمل جملتها : 

يعني متخافيش عمر وانتي في بدايه جديده كل واحد منكم اتعلم من أخطاءه 

نظرت لها وتابعت بجديه : انا عاوزاكي ياوسيله انتي اللي تحافظي علي شخصيتك و متخليهوش يطغي عليكي زي ما حصل لأن جزء كبير من سيطره عمر عليكي كان لأنك سمحتي له بده 

الاحساس اللي خلاه يحكم سيطرته عليكي أنه حسسك دايمت انك مقصره وده كان مفتاح الباب اللي دخل منه ومسح شخصيتك عشان تفضلي معاه ومتبعديش عنه وانا هنا بقولك انك لازم تعلميه ابجديه جديده وهي أن اللي هيقربك منه أفعاله مش سيطرته عليكي ....عبري عن مشاعرك وخوفك وطموحك وطلباتك وكل اللى انتي حاسه بيه من غير حساب زايد لرد فعله طبعا أنا بتكلم في العموم مش قصدي انك تترجمي ده لانانيه انا بقصد انك توزني الأمور وطالما شيء انتي واثقه أنه حقك يبقي متتردديش انك تعبري عنه ....زي بالضبط موضوع حياتكم مع بعض وشغلك حبيت ازاي اتمسكتي برأيك من غير ضغط عليه فده حسسه أنه مسؤول عن سعادتكم وبالتالي بذل مجهود عشان يلاقي حل ...لو اتصرفتي زي زمان ووافقتي لأقرب حل قدمه وبعد فتره حبيتي حاجه تتغير كان هيلومك ويشوف انك بتخلقي عقبات بعد ما وافقتي ....فهتيني يا وسيله 

اومات وسيله لها بامتنان لتمد يدها تصافحها بحراره وتشكرها أنها بفضلها مرت بتلك التجربه لتبتسم لها الطبيبه قائله : كلنا اوقات كتير بنكون محتاجين طبيب نفسي ولكن مش كلنا بنقدر نوصل ونكون قدام طبيب وهنا احنا ممكن نساعد نفسنا ومنهملهاش ونطلب النصيحه أو نقري ونتعلم ربنا يوفقك ! 

.........

.....


اسبوعين متتالين وعمر يعود الي فراشه يرتمي فوقه بانهاك ولكنه إنهاك لذيذ بينما أخذ علي عاتقه جعلها سعيده بكل تفصيله في تفاصيل التحضير لزفافهم ....يريد أن يحقق لها كل ما تطلبه ليدور كالنحله الطنانه ما بين فرش المنزل وبين كل تفصيله ارادتها في مشروعها وفي حفل الزفاف 

: عمر انت نمت ؟! كان هذا سؤال وسيله التي كانت تتحدث معه بالهاتف ووجدته صمت لوقت طويل 

بالكاد كان يفتح عيناه وهو يقول سريعا بصوت ناعس : معاكي ياروحي 

قالت وسيله بتفكير : طيب شوفت الستاير واتاكدت أنهم اللون اللي انا عاوزاه 

اوما عمر قائلا وهو يتثاءت : أيوة اخضر يا حبيتي 

انزعجت وسيله وهي تهب من جلستها هاتفه بامتعاض : اخضر ....هو ايه اللي اخضر ياعمر 

قال عمر بلسان ثقيل بينما الفراش يناديه ويفتح له ذراعيه : الستاير اخضر يا سيلا زي ما قولتي 

هزت راسها وقالت بجبين مقطب : لا مش اخضر ياعمر 

انا اخترت mint green و ماكده عليك الدرجه وانت قولت مهندس الديكور عرفها 

قال عمر وهو يهز رأسه : أيوة يا حبيتي هو اللون متقلقيش 

رفعت حاجبها هاتفه : ازاي بقي وانت بتقول اخضر

ضحك قائلا : ياروحي الرجاله عندهم الوان اساسيه اخضر ازرق احمر أسود باقي الالوان دي ملهاش اسماء عندنا بس اللون اللي اخترتيه تمام متقلقيش 

ضيقت عيناها وهتفت به بوعيد : عارف ياعمر لو الستاير طلعت مش زي ما انا عاوزة

قال ببساطه : نفكهم ونعمل غيرهم يا روحي ....

وبعدين ياسيلا ما انا قولتلك تعالي شوفي كل حاجه بنفسك 

قالت وهي تهز راسها : اكيد مش هاجي كل يوم من اسكندريه عشان اشوف الفرش يا عمر 

قال عمر بمكر : مين قال كده ...كنتي تفضلي معانا في البيت واهو سريري واسع 

ابتسمت بخجل بينما تهتف به : انت قليل الادب 

قال عمر متنهدا بلوغه : وانتي جننتيني يا سيلا 

خرجت مشاعرها في كلمتها بلا ترتيب ولكنها شعرت بحاجه لأن تقولها : بحبك ياعمر 

توقف عمر مكانه وهتف بلهفه : ايه 

قالت بابتسامه واسعه ومشاعر جياشه يستحقها : بحبك 

واللي بتعمله عشاني مش متخيل مفرحني اد ايه ...كل حاجه صغيرة بالنسبه ليا كبيرة اوي ياعمر ...جايز عمري ما قولتها ليك قبل كده بس بجد ربنا يخليك ليا 

اغمض عيناه يستمع إلي تلك المعزوفه التي اطربت قلبه وعقله ليهمس صوتها بحب : 

تصبح علي خير يا حبيبي 

فتح عيناه وقال برفض سريعا : لا أصبح علي خير ايه بعد اللي قولتيه .....خلينا نتكلم 

هزت راسها بدلال قائله : توء انت لازم تنام دلوقتي عشان انت جاي الصبح تاخد الحاجات اللي تيته مجهزاها وتاخدها الشقه 

هتف عمر من بين أسنانه لتلك التفاصيل : الصبر

: جميل يا حبيبي 

رفع حاجبه : هو ايه ؟! 

ضحكت برقه قائله : الصبر ! 


.... ....

....

كالعاده قطار سريع بلا مكابح كانت شهد تطلق لسانها تعبر عن غضبها وهي تصفق حقيبه السياره الخلفيه بعنف بعد أن انزلت الصندوق الذي كاد يكسر ظهرها متبرطمه : ايه كل ده .....فينك يارجوله ....! قالتها وهي ترمق شافعي بنظرات ساخطه بينما وقف وتركها تحمل الصندوق دون أن تبالي بهذا الهاتف الذي يتحدث به لتكررها بصوت اعلي : فينك يا رجوله 

يأست من أن يلتفت شافعي ناحيتها فهو مشغول كليا بمكالمته مع عاصم لتتبرطم شهد وهي تنحني لتحمل الصندوق الثقيل من علي الأرض : عامل نفسه مشغول اوي ....ال يعني التليفون هيطير....يااخويا قول ثواني وشيل عني ...بس نقول ايه ..عضلات علي الفاضي بدل ما يقولي عنك عامل نفسه مش سامع 

ابتلعت ببطء ورفعت عيناها شيئا فشيئا تجاه تلك الاقدام التي توقفت امامها لتعتدل كليا بينما تقول امامها شاب نزل من السياره ....مؤكد سمع ما تقوله وهذا واضح من ضحكته التي حاول كبحها وهو يقول : عنك يا انسه ...

رمشت شهد باهدابها بينما وقعت عيناها علي هذا الشاب الذي تراه لأول مره لتهتف سريعا بتبرير : انا ....انا يعني بتكلم في الأصول ....تبرطمت وهي تشير بطرف عيناها تجاه شافعي الذي يوليها ظهره ويتابع حديثه : هو يعني يصح راجل طول بعرض زيه يسيب كتكوته زيي تشيل كل ده وعامل نفسه مش واخد باله ...ده انا هقول لعاصم بيه لما يرجع 

حك الشاب أنفه واراد ايقاف ذلك القطار المتمثل بلسانها ليقول : معلش عمي واضح أنه مركز في مكالمته 

اتسعت عيون شهد بمفاجآه لتتحرك يدها باشاره الي شافعي بينما تردد بعدم استيعاب أنها كانت تشتم عم الشاب : هو ...هو عم شافعي عمك عمك ولا عمك بتقوله ياعمي 

ابتسم الشاب علي تعلثمها وهز رأسه : عمي ... عمي 

ابتسامه بلهاء ارتسمت علي شفتيها بينما تحك راسها فتزداد بلاهه جعلت الشاب لا يتمالك ضحكته 

انهي شافعي المكالمه واستدار ناحيتهم ليقول سريعا : ايمن ...خد الصندوق دخله جوه 

اوما الشاب لتقول شهد سريعا : كلك ذوق ياعم شافعي ....هو في حد في البيت كله ذوق زيك يا عم شافعي 

كتم الشاب ضحكته وهو يحمل الصندوق ويسير به وشهد لا تتوقف عن الاشاده بشافعي : انا طول عمري اقول البيت كله مفيش فيه زي عم شافعي ...هو في رجوله زيه ...انا من جوايا قولت اكيد مش واخد باله عشان كده مجريش يشيل عني 

ظلت تتحدث الي أن دخل الشاب ليضع الصندوق علي الطاوله قائلا بتهذيب : اي خدمه تانيه 

نظرت شهد إليه بابتسامه وقالت برقه لم يعد لها مجال بعد ما رأه الشاب منها : شكرا يا ابن اخو عم شافعي الجدع 

ضحك الشاب وهز رأسه وانصرف بينما تلاحقه عيون شهد التي قالت بتوبيخ لنفسها : كان لازم تحدفي دبش ....اهو شاب زي القمر كان يمكن يكون ليكي نصيب فيه ! بومه طول عمرك ياشهد وحظك فقر 

........

....

للمره الخامسه يلتفت شافعي تجاه تلك الطاوله في الحديقه حيث جلست شهد برفقه عمر تتحدث ...المره السادسه لم يكذب نفسه فهي تشير ناحيته  فمؤكد هذا الحديث عنه ...!

تنهد بحيره وهو يفكر هل تلك الصغيرة لمحت شيء عنه وأخبرت عمر به كعادتها ليتبرطم : شهد تعملها طبعا وتفتن عليا !

ما يخفيه مؤكد لمحته شهد وستخبر عمر به ! 

وبالفعل مرت نصف ساعه وتلك القصيره لا تتوقف عن الحديث ولكن ليس عن ما يخشاه شافعي ابدا : اقولك ايه بس ...بومه ولساني فضل يشتم الراجل وفي الاخر يطلع عمه...شوفت بقي حظي انا بقولك اني بومه 

قال عمر بملل : عارف يا بومه  ..المطلوب 

ارتسمت ابتسامه سمجه علي شفاه شهد التي هزت كتفها قائله : افهم انت بقي 

اتسعت عيون عمر وهز رأسه بالرفض : لا ....ايه عاوزاني اروح اخطبلك الواد من شافعي 

اومات وهزت راسها قائله: اهو علي راي المثل ...أخطب لبنتك ...فيها ايه 

كور عمر قبضته هاتفا من بين أسنانه : قومي يا بت 

هزت راسها ودبدت الأرض بقدميها : لا مش هقوم ....بقولك الواد مفيش فيه غلطه ....شغال أمن عندكم في الشركه و أبوه ميت وبيعتبر شافعي زي أبوه وأمه ست طيبه وعنده أختين متجوزين 

اتسعت عيون عمر بندم تصديق : كل ده عرفتيه امتي 

ضحكت شهد بثقه : قررت البيت كله وعرفت عنه كل حاجه ...

تنهدت وتابعت بهيام : اتاري نصيبي كل السنين دي جنبي وانا مكنتش واخده بالي ....اهو الصندوق اللي مدام زينه  طلبته هو اللي وصلني لنصيبي وخلاه يجي عندنا 

تعالي رنين هاتف عمر لينظر الي شهد : يلا قومي هتكلم في التليفون 

هزت راسها : لا مش وقت تليفون ...قولي هتعمل ايه في موضوعي 

قال بتسويف : بعدين ياشهد 

: لا انت بتقول كده عشان تخلص مني 

زم عمر شفتيه : هكلمه واحاول المح له ...امشي بقي خليني ارد علي التليفون 

........

....

اخيرا شراء فستان الزفاف ....تنهد عمر والتقف انفاسه بينما يتحرك منذ يومان معها لتختار فستان هي الوحيده التي تتخيله في رأسها وتريد مثله في الواقع واخيرا وصلت لبغيتها واختارت ثوب بعد مائه ثوب لم يعجبها .... خرجت الفتاه التي كانت تساعد وسيله

بوجه متهلل ليقول عمر بلهفه : اختارت فستان 

اومات الفتاه قائله : أيوة 

اشاره منها أنها استقرت علي اختيارها جعلته يركض تجاه الكاونتر ليدفع ثمنه قبل أن تتراجع 

تفاجيء بامتثال تتجه إليه بوجه غاضب لم يفهم عمر سببه لتزجره : انت بتعمل ايه ؟! 

قال عمر وهو يرفع كارته البنكي : هحاسب علي الفستان قبل ما ترجع في كلامها 

هتفت امتثال بضيق : ما ترجع في كلامها 

قال عمر سريعا : لا ياحجه ابوس ايدك انا ماصدقت لقت فستان يعجبها ... خليني ادفع بسرعه قبل ما ترجع في كلامها 

لوت امتثال شفتيها بامتعاض : وانت زي الاهبل كده بتدفع وخلاص 

رفع عمر حاجبه باستنكار لتلوح امتثال بيدها متابعه : مش تشوف الاول هي اختارت ايه 

هز عمر رأسه قائلا كالطفل المطيع : لا ماما أكدت عليا مينفعش اشوف الفستان عشان فال وحش 

لوت امتثال شفتيها وهتفت بغيظ من بين اسنانها : وانا بقولك شوف الفستان 

قال عمر ببديهيه بينما لا يفهم سبب إصرارها : هشوفه يا تيته.... الفرح كمان يومين 

زفرت امتثال وهتفت به بتوبيخ : انت مش بتسمع الكلام ليه ...بقولك شوف الفستان 

رفع حاجبه بعدم فهم لكل هذا الإصرار : ليه ؟!

قالت امتثال باصرار : حقك تشوف الفستان وتقولها لا عليه 

اتسعت عيون عمر بدهشه : اقولها لا ليه بس 

زمجرت امتثال به بحنق : هو كل حاجه تسأل سؤال ....

قال عمر بنفاذ صبر : ما تتكلمي علي طول يا تيته 

قالت امتثال بسخط : انا معجبنيش الفستان وعاوزاك تقولها لا عليه 

رفع عمر حاجبه بعدم فهم : معجبكيش ازاي 

: مفتوح 

: ايه 

هتفت امتثال بعصبيه بينما عجزت عن اقناع وسيله بان فتحه الفستان مبالغ فيها بينما تمسكت به وسيله لاقصي درجه : اللي سمعته 

عمر رأسه قائلا بتمهل : مش فاهم يا تيته

نظرت له امتثال بغيظ هاتفه : هو ايه اللي مش فاهم ...ايه فجاه حل عليك الغباء بقالي ساعه بفهمك

نظر لها عمر بغيظ هو الآخر هاتفا : قصدي مشفتهوش ومش عارف 

لوت امتثال شفتيها هاتفه : وانا اهو بعرفك وبقولك الفستان مفتوح 

نظر لها عمر بتوجس بينما لا يدري أن كانت تختبره ام ماذا تفعل لتتابع امتثال بغيظ من سكونه : بقولك الفستان مبين صدرها كله وانت واقف زي اللوح ساكت .....

حمحم عمر لتتابع امتثال الضغط علي وريده : بقولك الفستان مبين ....

مرر يداه علي وجهه الذي احمر من الغيره وقاطع امتثال هاتفا : عرفت ياحجه مبين صدرها ....خلاص يا حجه سخنت والله !

نظرت امتثال إليه وهي تلوي شفتيها : ولما سخنت واقف قدامي ليه 

نظر لها عمر بغيظ هاتفا : بفكر يا تيته اعمل ايه ....بلاش افكر واروح اتخانق معاها ...هز رأسه يحاول التمسك بهدوء أعصابه وهو يتذكر كيف عليه التعامل لحظات الغضب من تلك الأسطر الكثيرة التي قرأها ومليء راسه بها ولكنها لا تفلح أمام غيرته التي جعلت الدماء الحاره تغلي بعروقه ليحاول أن يتحدث بصوت عالي : اكتب طيب الكتاب واضمن أنها رجعت ليا وبعدين اشوف موضوع الفستان ....ممكن أقنعها تغيره أو حتي

أسرق الفستان ...أو ابدله ....زمت امتثال شفتيها بغيظ شديد : انت لسه هتسرق وتفكر ....انت بقيت بارد كده ليه ياراجل انت !!

نظر لها عمر رافعا حاجبه : بقي كده يا حجه .....طيب والله لاقول لها انك جايه تسخنيني عليها !!

نظرت له امتثال بحنق لينظر عمر بضيق الي نهايه الممر حيث بقيت وسيله بغرفه القياس الكبيره .....

ابتسمت وسيله وهي تخرج بعد قليل وخلفها تخرج فتاتان يحملان صندوق ضخم بداخله الثوب 

ليتوقف عمر مكانه بملامح ثابته حاول رسم ابتسامه زائفة عليها ليبادلها الابتسامه التي ترسلها له وتجعل وجهها يشع بالسعاده .... يراها تكاد تطير من السعاده وهذا ابسط حق لها بينما لم تشعر بتلك السعاده في زفافهم السابق لذا شق عليه كثيرا إفساد لحظتها وفي

نفس الوقت يغالب غيرته وهو يؤكد لنفسه أن امتثال لن تغضب من فراغ ولابد أن الثوب كما قالت 

نظرت وسيله إلي صمته ووقوفه بجوار جدتها لتسالهم : في ايه مالكم ؟!

قال عمر وهو يهز رأسه بنبره باهته : مفيش 

قالت وسيله بسعاده بالغه وهي تميل عليه بدلال : طيب ليه شكلك مش مبسوط اني اخيرا اشتريت فستان الفرح 

هز رأسه ورأيك ابتسامه يرضيها بها : لا طبعا مبسوط ....

قال بفضول بينما يسيرون الي السياره : مش هتوريني الفستان 

: لا 

نظر لها قائلا : ليه ؟! 

قالت بدلال : هتشوفه في الفرح ....مفاجاه 

وقف يحك ذقنه بينما ينتظر نزول العامل يحمل الثوب ليضعها بمؤخره السياره يحدث نفسه : وبعدين بقي في الحيره دي 

مال تجاه امتثال وهمس لها : انتي متاكده 

اومات امتثال بغيظ : بقولك مبين صدرها كله 

رفع حاجبه بنيران حاره : كله 

وكزته امتثال بغيظ ودخلت الي السياره لتتجه وسيله اليت تقف بجواره وتضع يدها في ذراعه متنهده بحب : 

انا مبسوطه اوي ياعمر 

ابتسم لها وهو يبحث عن مدخل لتقول وسيله : علي ما ينزلوا بالفستان هقعد في العربيه عشان تعبت اوي 

اوما لها بحنان : ماشي يا حبيتي 

جلست بحوار جدتها تراضيها : يا تيته متزعليش الفستان حلو وعاجبني اوي 

اشاحت امتثال بوجهها هاتفه : المفروض كمان يعجب جوزك 

نظرت لها وسيله بتوجس : هو انتي قولتي لعمر حاجه ؟! 

لوت امتثال شفتيها هاتفه : ولا قولت ولا عيدت انا بقول الأصول مش انك تفاجئيه كده 

نظرت وسيله الي عمر الذي ابتسم متصنع الغباء بينما اوقف السياره اسفل المنزل : ايه 

قالت بجديه : ايه يا عمر ....بقولك هات الفستان من شنطه العربيه وطلعه 

قال عمر باستغباء : هو مش هيفضل معايا 

رفعت حاجبها بعدم فهم : يفضل معاك ليه ؟! 

قال وهو يتحرق لرؤيه الثوب : هاخده عشان هتلبسي هناك في الاوتيل 

هزت راسها قائله : لا خليه معايا عشان لسه هظبط الطرحه والتاج 

قال بسماجه : وماله ...اخد الفستان 

رفعت حاجبها : في ايه يا عمر ؟! 

هي تيته قالت لك حاجه 

هز رأسه بتعلثم : لا هتقول ايه ؟!

اومات وهي تنزل من السياره : طيب يلا انزل وهات الفستان علي فوق 

: طيب ما تخليه معايا 

هتفت وسيله بحنق : يوووه ياعمر ...انت ايه حكايتك عليك عفريت اسمه اشوف الفستان ...لا ياعمر مش هتشوفه إلا في الفرح 

........

....

اسرعت شهد بقلب تتراقص دقاته تجاه عمر : عمر عمر ....عن شافعي عاوزك 

عقد حاجبيه باستفهام لتقول بفرحه غامرة : اكيد عاوز يطلبني منك 

رفع عمر حاجبه : يا سلام ....ده فجاه كده 

لوت شفتيها قائله : اه اكيد الواد اعجب بيا وكلم عمه عشان يخطبني ...اهو مش محتاجه ليك 

نظر لها عمر بغيظ : بقي كده

اومات له وهي تتمايل بدلال : اه الحمد لله جمالي لا يقاوم 

ضحك عمر وزجرها هاتفا : ماشي يا جميله ...عموما مش عاوز احبطك بس عادي اوي شافعي يكون عاوزني لاي سبب 

نظرت له شهد شزرا : اعوذ بالله منك ....انت بتفقر في وشي ليه أن شاء الله هيخطبني !

وقفت بلهفه خلف الستائر وعيناها كالصقر تتطلع ناحيه عمر الذي وقف يتحدث مع شافعي والانتظار يقتلها لمعرفه ما يقولونه وقد صدق حدث عمر فلم يكن موضوع شهد ...حمحم شافعي قائلا : انا كنت بفكر في الموضوع بقالي فتره وقولت قبل ما اكلم عاصم بيه أخد رايك 

نظر إليه عمر بحيره ليقول شافعي سريعا : متقلقش هحط عيالها في عينيا ....انا راجل وحداني بعد ما مراتي ماتت بقالي سنين لوحدي والست ساميه 

طيبه وحنينيه وانا محتاج يكون ليا بيت وعيله وعرفت كل ظروفها وانا بخلص مع عاصم بيه في موضوع طلاقها من الراجل اللي إسمه فرج 

قال عمر بترحيب :والله ياشافعي انا عن نفسي مرحب جدا بس انت عارف القرار في أيدها هي 

قال شافعي بلياقه : طبعا بس انا حبيت اخد رايك وأستأذن عاصم بيه بما انها تحت حمايته 

ابتسم عمر قائلا : بابا هيرحب جدا ان ربنا هيعوض الست دي 

نظر إلي شافعي وتابع برجاء : كل اللي هطلبه منك تاخد بالك من دنيا ....دي تعتبر بنتي 

قال شافعي سريعا : وهتعبرها بنتي انا كمان ومش بس هي كل عيال الست ساميه في رقبتي وزي ولادي 

ربت عمر علي كتفه قائلا : رقبتك طول عمرها سداده ياشافعي ...

.......

...

التفت عاصم الي عمر الذي وضع أمامه هاتفه مفتوح علي صوره ما : ايه ده ؟!

اشار عمر الي صوره القلاده الضخمه التي امتلئت بالاحجار قائلا : عقد 

اوما عاصم بعدم فهم : شايف أنه عقد ... خير بتوريهولي ليه ؟!

قال عمر برجاء : محتاجه ضروري 

رفع عاصم حاجبه وهب من مكانه بينما يدرك الرقم الخيالي لعقد كهذا : نعم يااخويا ...محتاجه في ايه 

قال عمر سريعا : وسيله اختارت فستان مفتوح والعقد ده هيداريه .....تغيرت ملامح عاصم وسرعان ما هبت الدماء الحاره بعروقه ليهتف بأبنه بتوبيخ : وانت كنت فين يا ابن السيوفي ....ليه مقولتش لا 

قال عمر بحيره: صعبت عليا أنها فرحانه بالفستان وقعدت افكر ولقيت فكره العقد 

لوي عاصم شفتيه : لا يا راجل .....

جاتك نيله ده اللي قدرت عليه 

: مش عاوز ازعلها ياعصوم ....قلبي مش مطاوعني مع أن اسهل حاجه عليا اقولها لا واقلب وشي وازعق 

قال عاصم بتهكم : بقيت طري 

حك عمر عنقه لينظر عاصم إليه بعدم رضي قائلا : الحاجات دي مفيهاش متزعلهاش ....عاوز الناس كلها تتفرج معاك يبقي تسكت ....بتحبها وبتغير عليها اتكلم ومش لازم ياابن السيوفي تزعق ....خدها بالسياسه 

ابتسم عمر لأبيه الذي تغيرت ملامح وجهه للغيظ بينما قال عمر : طيب هات العقد اصالحها بيه لو زعلت 

هز عاصم رأسه هاتفا: ولا مليم 

قال عمر برجاء وهو يحتضن أبيه : هسدد تمنه بالتقسيط 

زجره عاصم بحنق: ولا مليم ....يلا روح اتصرف 

........

......


نظر عمر الي وسيله قائلا برقه : وسيله 

نظرت له بحب وقالت بنعومه : نعم 

ابتسم عمر قائلا : حلوة نعم دي ....ابتسمت علي رقته الزائده اليوم ليخرج عمر من جيب سترته ورده حمراء جميله ويقدمها لها قائلا : خدي ياقلبي الورده دي عشانك 

ابتسمت وسيله وهي تأخذها من يده قائله : حلوة اوي 

أخرج من الجيب الاخر علبه صغيرة من القطيفه الزرقاء : وخدي ده كمان 

فتحت العلبه هاتفه بلهفه ؛ ايه ده ؟!

ابتسم عمر وهو يشير إلي الخاتم الرقيق الذي انتقاه لها : خاتم بأربعين الف 

ضحكت وسيله بصخب قائله : ثروتك كلها 

بادلها عمر الضحك قائلا : مستخسرتش فيكي حاجه 

وضعت وسيله الخاتم باصبعها قائله بضحك : هاخده عشان افتكر انك ضحست بثروتك عشاني 

ابتسم عمر لها لترفع وسيله إليه عيناها وتضيقها بمكر بينما تسأله : 

رقتك و الورده والخاتم مقدمه لأيه ياموري 

أقصر الطرق هي الصراحه ليقول عمر : من الاخر ؟!

هزت وسيله راسها وقالت بمكر : لا من الاول 

هي تيته اتكلمت معاك في حاجه 

اوما كالطفل : اه 

ضحكت وسيله بينما صدق حدثها :وانت متكلمتش ليه ؟!

قال بإقرار ؛ خوفت ازعلك 

نظرت له وسيله لحظه قبل أن تقول بمشاعر : وانا كمان خوفت ازعلك 

نظر لها بعدم فهم : ايه 

اومات له بوداعه ورقه قائله : انت مش عاوز تزعلني وانا مرضتش اعمل حاجه تزعلنا في يوم زي ده 

قال بعدم تصديق : غيرتي الفستان 

هزت راسها قائله : لا هلبس فوقه قطعه تقفله 

ملئت الابتسامه وجه ليقول بنبره لعوب : حلو اوي ....وانا وانتي لما نروح البسيه مع غير القطعه 

ضيق عيناه التي تلاعبت بها النظرات العابثه بينما يتابع بحراره : ده انا علي وصف تيته هشوف حاجات 

قالت وسيله بعفويه وهي تشير تجاه صدرها : متبالغش 

دي فتحه صغيرة اد كده 

نظر تجاه يدها التي ترسم فتحه الثوب فوق بلوزتها الحريريه والتي حددت منحنيات جسدها لتخفض وسيله عيناها ببطء الي حيث زحفت عيناه تجاه فتحه بلوزتها لتوكزه هاتفه من بين أسنانها وهي تغلق زر البلوزه العلوي : اه يا سافل بتبص علي ايه ....هات الخاتم وامشي يلا 

ضيق عمر عيناه وهي تدفعه خارج الباب : اخدتي ثروتي كلها وطردتيني 

..........

عقدت امتثال حاجبيها حينما فتحت الباب ووجدت سندس أمامها والتي سألت عن تلك الانوار التي تزين المنزل وامام المنزل وتعالت من المنزل أصوات الموسيقى لتبتلع سندس باستنكار : وسيله بتتجوز من غير ما اعرف؟..... كده يا حاجه اكون اخر من يعلم بجواز بنتي

قالت امتثال بسخط : ولما عرفتي قبل كدة عملتي ايه؟ 

كشرت عن انيابها وتابعت بالمزيد من السخط : وافقتي تبيعيها وكنتي السبب في كل اللي حصل لها عشان لو وفقتي معايا يومها مكنش حصل كل ده 

اهتزت نظرات سندس وحاولت المراوغه : انا ماليش ذنب.... هي كانت موافقه 

هتفت امتثال بعصبيه : عيله متفهمش واهو دفعت التمن غالي ومن الآخر يا سندس بلاش تقولي اي عتاب مش من حقك.... انتي متعرفيش حاجه عنها ولا محاولتي تقربي منها بقالك سنه 

هتفت سندس بدفاع عن نفسها : انتي شوفتي عملت ايه ورفضت تسمع مني اي كلمه ولا تسامحني 

اومات امتثال بسخط : وانتي ما صدقتي ورحتي وقولت عدولي اهو بقالك سنه..... كملي بقي جميلك وارجعي مكان ماكنتي 

وايا يكون السبب اللي جابك دلوقتي انا متأكده انه مش عشان وسيله... انتي مزرعتيش يا سندس عشان تحصدي 

اغلقت امتثال الباب وعادت للداخل لتهز سندس راسها باقرار ان كلمات امتثال في محلها فهي عرفت انها مريضه لذا فكرت بالعوده الي ابنتها حتى لا تكون وحدها 

...

ضحكات تعالت بصخب من تلك الغرفه المزينه والتي امتلئت بالفتيات مجتمعين حول وسيله التي تتزين من أجل الزفاف وكم كانت الأجواء مختلفه تماما عن زيجتهم السابقه فهاهي امتثال تتحرك هنا وهناك وابتسامتها لا تفارق وجهها وزينه تكاد تطير من الفرحه.... تعالت ضحكات الفتيات وكانت اعلاهم هي جوري التي تابعت بضحك : جننته..... قاعده له زي الشاويش.... رايح فين جاي منين؟ 

ضحكت وسيله لتغمز لها جوري بشقاوة :امال ايه.... فاكر اني مش فهماه واهو طلب اغير عليه ونالها 

عادت الفتيات لتضحك لترفع جوري باقه الورود قائله لوسيله : خدي ياسيلا الورد وخلينا نستعد عشان تنزلي..... دون قصد منها قالت بلهفه : مين هياخدك ينزلك لعمر 

غص حلق وسيله ولكنها تجاوزت غصه حلقها بينما تقول بحزن واضح : هنزل لوحدي.... كان نفسي بابا الله يرحمه يكون موجود 

ابتسمت جوري لها بحزن واسرعت ناحيتها تقول باسف :سوري يا سيلا بجد مكنش قصدي 

ربتت جوري علي كتفها قائله بسماحه : ولا يهمك 

أشارت زينه للفتيات قائله؛ استنوا يا بنات ثواني وراجعه 

اتجهت زينه لتطرق على باب الغرفه المجاورة والتي كان بها عمر يستعد..... أشارت لعاصم الذي قام ناحيتها : نعم يا زوزو

انحني ناحيتها لتهمس له ببضع كلمات جعلته يهز راسه بابتسامه واسعه : طبعا يا حبيتي 

ابتسمت زينه بسعه لتاخذ بيده وتعود الي غرفه الفتيات 

نظر سيف وايهم الي بعضهم قبل أن يهز ايهم كتفه ويتجه ليطرق على باب الحمام الذي بقي عمر بداخله:ايه يا عمر بقالك ساعه جوه بتعمل ايه كل ده 

فتح عمر الباب ونظر الي ايهم هاتفا : متوتر يا ايهم..... مفيش معاك مهدئات 

ضحك ايهم بقوة حتى دمعت عيناه بينما يقول : اللي اعرفه ان العريس بيبقى عاوز منشطات ولا مقويات انما مهدئات دي جديدة 

وكزة عمر في كتفه هاتفا : مش محتاج ولا منشطات ولا مقويات... انا زي الفل بس محتاج اهدي خايف اتهور او اتجنن من الفرحه 

شاكسه سيف ليخفف من توتره : هي واخده على جنانك... يلا 

اوما عمر وهو ياخذ نفس عميق عده مرات ليقف امامه سيف وأيهم يهندمون من هيئته ليتلفت عمر حوله :بابا فين ؟!

قال سيف بابتسامه : باعك وقرر يكون ابو وسيله النهارده 


...... 

هز عاصم راسه الي وسيلا قائلا وهو يفتح لها ذراعه : ابوكي موجود عشان يسلمك لعريسك

تهلل وجه وسيله ونظرت إليه بعدم تصديق من فرحتها ليقول عاصم بحب : هو انا مش ابوكي ولا ايه ؟!

ابتسمت له وهزت راسها بينما لمعت دموع السعاده بعيونها لتقول زينه سريعا : اوعي تعيطي المكياج يبوظ 

اطلقت شهد زغروده قريه بينما تضع وسيله يدها بذراع عاصم وتتجه لتنزل الدرج برفقته ....توقف عمر اسفل الدرج المزين بالورود علي جانبيه وهو يرفع عيناه للاعلي بترقب لتمر لحظات بعدها تتباطيء أنفاسه التي خلبتها وسيله بجمالها وسحر اللحظه التي لم يتوقع أن تكون بمثل تلك الحلاوة ... مال ايهم برأسه يتطلع الي غرام التي لمعت عيونها وكانت مأخوذة تماما بسحر تلك اللحظه الرومانسيه التي لم تعيش مثلها .... طوال الزفاف وهو يتطلع لها من لحظه الي أخري ويري تلك اللمعه بعيونها وسيكون كاذب إن لم يفهم معني نظراتها مثلها مثل أي فتاه كانت تحلم بأن تعيش نفس اللحظات 

التفتت له غرام لتري نظراته إليها فتبتسم بالرغم من تلك الأفكار التي تشعبت بداخل عقلها متزامنه مع دقات قلبها السريعه لتأخذ بضع دقائق صراحه مع نفسها تعترف انها أخطأت ولم يكن خطأها مجرد خطأ بل خطيئه كبيرة دفعت ثمنها غاليا أن كان هذا فقط الثمن والذي كان يمكن أن يكون أضعاف أن لم يكن ايهم هو ذلك الرجل ليلتاع فكرها وهي تتخيل أن كانت وقعت ضحيه لرجل لم يكن مثله لديه قدر من المسؤوليه فماذا كان سيكون وضعها الان لتشكر ربنا بامتنان كبير أنه كان رؤوف بها ولم يكن عقابها بشيء يذكر أمام خطيئتها ....لقد هيئت نفسها أن تقع في حب ايهم لذا لم تشعر بمراره اي فتاه عاشت ما عاشته ولكن أن تبدلت الظروف وكانت بداخلها لم تتقبله فماذا سيكون حالها لذا هي ممتنه كثيرا ولا تتمني أن تعيد تجربتها اي فتاه لأنها مغامره تساوي حياه ومستقبل تسرعت في أخذ خطواته الخاطئه ....ستحفر باظافرها عميقا داخل عقل ابنتها تحذرها بكل صورة من مجرد الاقتراب من الخطأ وليس الوقوع به من أجلها نفسها وليس من أجل اي شيء اخر فالخاسر الوحيد هو الفتاه ....لتتنهد مجددا بأسي تحاول أن تناجي والدتها بعقلها أن تيامحها وتغفر لها بينما مسؤوليه تربيه الابناء لم تكن بالشيء الهين ووالدتها لم تكن أبدا تستحق منها هذا حتي لو كانت بها شرور العالم لم يكن عليها أن تتخذها مبررا للوقوع بالخطأ .....علي نفس الطاوله كانت جوري جالسه تضع راسها علي كتف مراد وتتطلع الي عمر ووسيله بعيون تشع بالحب ازدادت إشعاعا وهي تتطلع الي والدها ووالدتها ....تحملوا الكثير من أجلهم لذا عادت بنظراتها تجاه عمر وهي تتنهد الا تعيش في يوم ما هي ومراد ماعشه والديها مع طفل مثل عمر ....شاق جدا أن تتخيل مجرد تخيل تربيه ابن مثل عمر بينما الجميع يكتفي بتوجيه اللوم لهم دون وضع نفسهم بنفس موضع الوالدين الذين يتحملوا الكثير من أجل أطفالهم ....التربيه شاقه للغايه وتأتي قبل أي شيء ....لا معني لتعليم أو لسواه دون أن تسبقه التربيه التي علينا اخذها في الحسبان ما أن ننتقل من مساحه الفرديه الي مساحه مسؤوليه العائله ...!

.........

....

تمايلت وسيله التي احتضنت ذراعي عمر خصرها برقه علي انغام تلك الموسيقي الهادئه ليخرج عمر من سحر تلك اللحظه علي نظرات شهد التي اقتربت منهم 

لم تستطيع وسيله اخفاء ضحكتها علي نبره شهد التي وكأنها تدين عمر :ادي انا استنيت اهو وخلاص الفرح بيخلص ...ها بقي هتعمل ايه 

حك عمر أنفه بينما يحيط خصر وسيله بذراعه ويأخذها 

ليعودون الي مقعدهم وشهد خلفهم تهتف بتزمر : هعنس انا كده ....!

قال عمر بمرح : ما تعنسي وانا مالي...النهارده فرحي حلي عني 

عقدت شهد حاجبيها وكادت تبكي من مزاح عمر الثقيل تشتكيه لوسيله : شوفتي بيقول ايه ؟

قالت وسيله برفق : مش قصده ...بيهزر معاكي 

: هزاره تقيل 

قالت وسيله برفق ممزوج بالنصيحه : المفروض انتي اللي تبقي تقيله يا قمر ...اصبري وخليه هو اللي يطلبك ده اللي عمر قصده 

نظرت إلي عمر ليهز رأسه قائلا : أيوة ...انا لمحت لشافعي وهو بطريقته هيكلم ابن اخوه ...اتقلي بقي زي ما سيلا قالت لك 

زفرت شهد علي مضض هاتفه : لما نشوف 

....   .

.......

انتهي حفل الزفاف ولكن السعاده لم تنتهي بل ازدادت وعمر يمسك بيدها البارده بين يديه يحاول أن يطمئنها بلمسته الحنونه ونظراته العاشقه بينما يتجهون الي غرفتهم .....سارت غرام برفقه ايهم لتجدهم لا يغادرون الفندق بل يتجه الي المصعد ...احنا رايحين فين ؟!

لم تتوقع ما نطق به والذي قاله ببساطه : حجزت لينا اوضه نقضي فيها الليله تعويض ليكي عن اني معملتش ليكي فرح

خفق قلبها بقوة ووجدت نفسها تحتضن ذراعه بسعاده سرعان ما تلاشت وهي تتذكر مسؤولياتها : بس يارا والبنات 

قال ايهم برفق وهو يأخذها خارج باب المصعد ويفتح لها الغرفه : متخافيش انا متفق مع حلا وهنا وهما هياخدوا بالهم من اختهم 

فتحت فمها لتقول كلمات يعرفها ايهم جيدا ليوقفها عن سرد مسؤولياتها التي ترحب بحملها دوما : انا عارف كل اللي هتقوليه وعارف انك قلقانه بس انا مش عاوزك تفكري في اي حد او حاجه غير نفسك ...افصلي يا غرام وارتاحي يوم انتي محتاجه لده 

نظرت إليه غرام بعيون عاشقه سرعان ما امتلئت بالدموع لتقول باعتراف : انا ندمانه اوي 

اهتزت نظرات ايهم للحظه وهو يفكر في سبب نطقها لهذا الندم لتتلاشي مخاوفه سريعا ما أن فاضت غرام بكل ما كانت تفكر به طوال وقت الزفاف : انا ندمانه علي غلطتي وهفضل طول عمري ندمانه وبشكر ربنا أنه وقعني فيك واتمني انك تنسي كل اللي فات 

وضع ايهم أصابعه علي شفتيها يوقفها عن قول المزيد : نسيت خلاص ....مد أنامله ليمسح دموعها ويقول برفق شديد : بلاش تعيطي وتنكدي علي نفسك 

قالت غرام بنبره طفوليه وهي تمسح عيناها بكلتا يديها : لا لا مش هنكد ...انا اصلا مش نكديه وفرفوشه ...صح يا ايهم 

نظرت باستفهام الي سبب ضحكته العاليه : انت بتضحك ليه هو انا نكديه وفقريه 

هز رأسه بالرفض ضاحكا : لا ...خالص انا اللي فقري والدليل مكياج عينك اللي كان عاجبني اوي باظ 

اتسعت عيونها وركضت تجاه المراه لتري عيون الباندا التي ارتسمت فوق ملامحها ولكن قبل أن تفعل شيء شعرت بذراعيه تلتف حولها بينما يحتضنها من الخلف ويديرها ناحيته هامسا وهو يميل تجاه شفتيها : انتي حلوة في عنيا علي طول ...!

.........

.....

خفضت وسيله عيناها بخجل أمام نظرات عمر العاشقه لتهرب كل الدماء من عروقها بوجل ما أن أحاط خصرها بذراعه وقربها إليه ...ببطء رفعت كلتا يديها ووضعتهم حول عنقه تتطلع إليه للحظات قبل أن تتنهد قائله بصوت ناعم : عارف ياعمر ايه اكتر حاجه حلوة في الراجل ياعمر 

غمز بشقاوة لتبتسم وسيله وتهز راسها : انا بتكلم جد 

عارف ايه اكتر حاجه حلوة في الراجل 

نظر إليها لتقول وهي تمرر يدها حول عنقه بحب : أنه يكون بيتحمل المسؤوليه ....انا حبيتك من اول وجديد لما اتغيرت وبقي عندك استعداد تتحمل أي مسؤولية ارميها عليك حتي لو صغيره .....احلي حاجه أن الست تقدر تسند ضهرها علي حبيبها وهي مطمنه 

ابتسم عمر بحب وسرعان ما ادار ظهرها إليه وتراجع خطوتين قائلا بتشجيع : ارمي نفسك يا سيلا من غير ما تبصي ولا تخافي 

فتحت ذراعيها وتركت ثبات أقدامها لتتعالي ضحكتها بينما تلقي بنفسها للخلف دون ذره خوف متاكده أنه لن يتركها تقع ......تهاوت بين ذراعيه التي أحاطت بها بقوة ليتراجع للخلف ويسقط علي الفراش الوثير وهي فوقه تضحك من قلبها . .....أدارها ليكون وجهها مقابل لوجهه بينما مازالت فوقه ليتنفس أنفاسها وهو يهتف بحب : انا بحبك اوي يا سيلا !

داعبت أنفه بانفها وهمست بهيام : وانا بموت فيك يا عمر !

..........

....

مرت الايام علي الجميع وكانت لحكايه عمر الصدي بالكثير من الأحاديث فهاهي جوري تتحدث وتروي قصته الي مراد و هدي تقرء بالجرائد خبر زواجهم وتدرك أن الحكايه كان لها بقيه وعاصم يتنهد واخيرا أن حكايه ابنه وصلت إلي نهايتها والان حان وقت روايتها ربنا لاحفاده ...واخيرا عرف الجميع من هي وسيله التي كان عمر قبل عام يطلب منها أن تسامحه والجميع مجددا يتنهد لسماع تلك الحكايه الرومانسيه بينما لم يروا منها إلا القشور ولا يعرفون الي اين وصلت ولا كيف بدات من الاساس ......!

نظرت وسيله إلي عمر الذي كان يهتف باحتدام : انا خلاص زهقت ...بقالي اسبوعين صابر ومتحمل ...ماليش دعوه بأي اعذار انا عاوز حقي الشرعي ودلوقتي !

رفعت وسيله حاجبها بينما نبرته تزداد علوا ومازال يهتف باحتدام لتتهادي ابتسامه الي شفتيها بينما تعود نبرته لتهدا مجددا وهو يتابع بخبث : بس يا ستي اهو بطل الفيلم قعد يزعق ويقول الكلمتين دول طول الفيلم !

ضحكت وسيله بصخب ليس علي ما يرويه والذي هو من نسج خياله ولكن عن نظراته التي كانت نظرات طفل صغير يلمح إلي والدته بطلبه الذي يخشي أن يطلبه حتي لا تغضب منه ....نعم كان لابد أن يتعذب قليلا لينالها ولا تنكر أنها أحبت كثيرا لعبه التشويق التي مارستها معه طوال الاسبوعين الماضيين منذ زفافهم وتلاعبت كثيرا به وبمكر الانثي اشعلت نيران اشتياقه دوما بمحاولته لقربها والتي لم ييأس منها ....اسدل اهدابه كطفل صغير بينما يجلس بجوارها يمرر أطراف أنامله علي جانب ذراعها العاري بينما يقول باشتياق : ايه بقي يا سيلا هفضل متعذب لغايه امتي ...ده انا بقالي سنه وعشر شهور ويومين بعيد عنك  

ابتسمت وسيله بمكر بينما تتلاعب باعصابه وهي تلتفت إليه وتتحدث ببطء بينما تركزت نظراته علي شفتيها ذات اللون الوردي الجميل : استنيت كل ده مفيهاش حاجه لما يبقوا سنه وحداشر شهر 

اتسعت عيون عمر برفض : لا لا....١١ شهر ايه ....ده انا مقدرش استني ولا حتي ١١ ساعه 

نظرت له وسيله بعيونها الاي أتقنت رسمها لتخلب أنفاسه بنظراتها بينما تقول بنعومه : للدرجه دي 

اوما لها برجاء بينما يناجي نظراتها التي تلاعب بها المكر بينما تقول ببطء وهي تمد أناملها تجاه عنقه تداعبه برقه : انا قولت كده برضه ....وعشان كده بفكر النهارده ...قبل أن تكمل جملتها كان عمر يقفز من مكانه ويميل ليحملها ليسير بها تجاه غرفتهم صارخا بلهفه : يافرج الله ...اخيرا 

تعالت ضحكه وسيله الخجوله بينما تدفن رأسها في عنقه تحاول أن تتراجع : عمر استني !

ولم يعد للانتظار مكان ولا محل فقد مضي الكثير وحان وقت السعاده لتلك الحكايه التي مضت كما مضي الوقت وهاهي سعاده أخري ومسؤوليه أخري أضيفت إليه ليحملها بترحيب بينما يزف الي عائلته هذا الخبر الذي كان ككل شيء يأتي من عمر مضعفا .....وسيله حامل في تؤام ياعصوم ....!

وانطلقت السعاده بقلب الجميع كما انطلقت الدعوات من قلب عمر وهو ينتظر أن يخبره الطبيب بنوع الاجنه يتمني ام يكون الله قد استجاب لدعاءه هو ...يارب بنتين 

وعلي الجانب الآخر كان دعاء عاصم : يارب ولدين يطلعوا عينه زي ما طلع عيني ....!

كلاهما يدعوا وهناك وسيله التي كانت تنظر إليه بغيظ بينما بالكاد تأخذ نفسها من هذا الحمل وهو يفكر بنوع المولود 

ادعي ياسيلا .....يارب بنات 

أوقف الطبيب الذي فتح فمه ليقول : استني يادكتور ادعي تاني 

زجرته وسيله بحنق من بين أسنانها : عمر !

صمت علي مضض ولكن ما أن نطق الطبيب حتي تعالي صوته : لا ...لااااااا 

وعلي الجانب الآخر تعالت ضحكه عاصم وهو يزف الي زينه الخبر : ولدين يا زوزو ......ولدين هياخدوا حقي ويعيش حكايه زي اللي عيشتها .....! 

وخلصت حكايه عمر زي حكايات كتير في حياتنا بنعيشها وبنمر بيها وبتسيب جوانا اثر وتجربه اتمني تكون عجبتكم والي لقاء قريب في روايه وحكايه جديده 

دمتم سالمين مع حبي وتمنياتي بقراءه ممتعه ....رونا فؤاد 

لكل اللي قرء الروايه اتمني تسيبوا ليا كلمه افتكركم بيها ونفتكر بيها الحكايه .


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

30 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. احلي روايه قريتها ف حيااتي ي رب دايما ف نجاح كدا
    قريت كل رواياتك بجد ♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  2. رونا انتي كل رواياااتك حلوه اوي وهادفه نفسي تتكلمي عن الساديه اكيد هتكون مختلفه

    ردحذف
  3. جميله اوي بجد تسلم ايدك
    وعاصم دعا عليه من قلبه
    وفعلا عن تجربه الواحد مبيعرفش قد ايه مامته وباباه بيتعبوا معاه غير لما بيخلف

    ردحذف
  4. جميلة جدا ♥️♥️♥️♥️🦋 في انتظار الجديد تقريباً كان اسمها حريم السلطان 😂😂😂

    ردحذف
    الردود
    1. جميله جدا برافو رونا

      حذف
  5. تحفه تحفه تحفه تسلم ايدك ياقمر

    ردحذف
  6. احلى عمر وسيلا واحلى رونا كل روايه وانتى بخير ونشوف منك روايه جديده جميله زيك

    ردحذف
  7. تسلم ايدك حبيبتي و بالتوفيق دائما

    ردحذف
  8. ابدعتي

    ردحذف
  9. جميله جدا جدا دايما مبدعه ودايما فى نجاح وتقدم ❤️❤️❤️

    ردحذف
  10. بجد احلى خاتمه فرحتنى قوى روايا جميله من اولها لآخر مشهد فيها مش مصدقه كان جايلك قلب تحرمينا منها ازاى يسلم إبداعك وبنات افكارك اللى بتسعدنا وتخلينا نحلق فى السماء فى كل رواياتك .

    ردحذف
  11. نهاية جميلة وحلال فيه ولدين ابن السيوفي هههههه

    ردحذف
  12. كنت مبدعه ومازلت مبدعه وستظلى مبدعه بجد رواية ولا اروع تسلم ايدك ومجهودك

    ردحذف
  13. اجمل رواية واجمل كاتبة🥰🥰

    ردحذف
  14. دمتي مبدعه يا قمر

    ردحذف
  15. كاتبه متميزه وراقية شكرا لك على تعبك معانا في نجاح دائم

    ردحذف
  16. رووووووعة مبدعه تسلم ايدك
    عجبتني. ولدين يطلعو عينه 🤣🤣🤣

    ردحذف
  17. احلى رواية واحلى رونا مع انى حافظة كل روياتك الجميلة بس اى حاجة فيها عاصم تبقى جميلة الحقيقة عمر يستاهل نهاية وخاتمه جميلة رقيقة كدة كمان وسيلة وزينة وعاصم باشا تسلم عيونك ياقمر على كل كلمة

    ردحذف
  18. تسلم ايدك يا رونا كل رواياتك جميله اوي دومتي مبدعه ومن نجاح لنجاح
    وفي انتظارك في الرواية الجديدة

    ردحذف
  19. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك حبيبتي أبدعت دمتي مبدعه يارونا منتظرين الجديد

    ردحذف
  20. تسلم ايدك .. الروايه روعه .. قمه الإبداع بجد .. زي دايما م عودتنا

    ردحذف
  21. بجد ابدعتى رواية جميلة جدا انا قرأت كل رواياتك وكلهم حلوين حقيقى نفسى الرواية الجديدة تبدأ لانى متأكدة هتكون تحفة

    ردحذف
  22. الحكاية جميلة زي كل حكياتك دومتي مبدعة ودائما اعلي من مستوي تخيلاتنا مفتكرش اني هنسي عمر ووسيلة بسهولة زي عاصم وزينة قرتها كذا مرة بردو عمر أعتقد من وقت لتاني هرجع لها وبردة السر في كتاباتك أنها متتنسيش

    ردحذف
  23. قرأت كل رواياتك لكن دي اول مره اعلق علي روايه احسنت وأجدتي حقا فعمر حكايه في كل بيت ان لم تكن حرفيا فيوجد جزء منها تعانيه كل أسره مع أحد الابناء ونهايتك السعيده للقصه تحيي الامل لدي كل أم ان تفرح فرحة زينه بعمر شكرا حبيبتي ودائما متألقه

    ردحذف
  24. احلي روايه قرأتها واحلي كاتبه

    ردحذف
  25. كل رواياتك جميله اوى وبجد الرواية تحفة ❤️

    ردحذف
  26. جميلة تسلم ايدك 💖

    ردحذف
  27. رووووووووعه بجد انا مقرأتش لحد زيك يارونا انتي مبدعه بتعيشينا اللحظه ماشاء الله عليكي بالمناسبه انا قرأت كل رواياتك وكلها احلي من بعضها ♥️♥️♥️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !