حكايه عمر الخاتمه جزء اول

10


 نظرت غرام قائله بتردد : هو ممكن يارا ....قاطعتها هنا وهي تضع اصبعها علي ذقنها وترفع عيناها للاعلي بتفكير قائله : لا قديم .....ممكن تاليا أو تالا 

هزت حلا راسها وتدخلت قائله : لا حور حلو اوي ...ايه رايك يا بابي ...

نظر ايهم الي غرام التي تنظر إلي الفتاتان بحيره بينما انعقد لسانها عن قول رأيها لينهي الجدل : ها ياغرام قررتي ايه ؟!

قالت غرام بتردد : ماهو انا ....تدخلت مجددا الفتاتان : يابابي مااحنا بنقولك اهو الاسماء الجديده 

زفر ايهم قائلا :وانا بسألها هي ....ها ياغرام 

عز علي غرام أن تضايق الفتيات فازدادت نظراتها تشتت وهي تفكر أنها تريد أن تختار اسم ابنتها الأولي وبنفس الوقت لا تريد الفتيات أن يتضايقوا لتجد ايهم يزيد الأمر تعقيدا حينما هتف بابنتاه : انا وانتوا ملناش رأي ...نظر إلي غرام هاتفا بحزم : اختاري انتي ؟!

هتفت حلا بامتعاض : يعني ايه ملناش رأي 

تدخلت هنا هي الأخري بتبرم : أيوة يا بابي ....هي مش اختنا ولازم نختار اسمها واسم يارا قديم ومش حلو 

احمر وجه أيهم ونظر الي ابنته بتحذير لتزجرها اختها بكتفها وسرعان ما تعتذر لغرام : مش قصدي ياروما ...

هزت غرام راسها بسماحه: ولا يهمك ....انتي عندك حق هو اسم قديم ...اختاروا انتوا 

تهلل وجه الفتيات لتخفض غرام عيناها من أمام نظرات ايهم الغير راضيه بينما مازالت لا تعطي لنفسها ادني حقوقها لينهي الامر بلياقه منه قائلا لابنتاه: اختاروا انتوا اسماء ولادكم أن شاء الله لما تتجوزا كمان كام سنه إنما حاليا غرام تختار الاسم اللي تحبه ....يلا من غير جدال قوموا ذاكروا 

خرجت الفتيات يقفزون بضحكات خجوله من أبيهم لينظر ايهم الي غرام بعدم رضي قائلا : انتي مفيش فايده فيكي ! 

فركت غرام يدها ونظرت إليه باستفهام : وهو انا عملت ايه ؟! 

قال ايهم بقليل من الضيق : كالعاده بتجنبي نفسك وبعد كده ترجعي تزعلي وتقولي ماليش مكان 

قالت غرام بتبرير : ماهو انا مكنتش عاوزاهم يزعلوا 

: مش لازم تكون وجه نظرك معناها أنهم يزعلوا وصليها بطريقه تانيه المهم تكوني راضيه 

زمت غرام شفتيها وقالت بسماحه: انا راضيه ومش زعلانه ......نظرت إليه بعيناها وتابعت وهي تضع يدها فوق يده : المهم انت متزعلش 

حيرته بما تفعله والذي اعتاده منها ليتنهد وهو يضع يده الأخري فوق يدها قائلا برفق : انا مش زعلان ...انتي اللي بتزعلي ياغرام 

هزت راسها بابتسامه بينما اختطف قلبها بحنوه عليها لتقول بهيام : مش هزعل خالص طول ما انت بتتعامل معايا حلو كده !

.........

...

احتدمت نظرات نديم بغضب شديد كما كان حال خطواته التي سبقتها النيران الخارجه من أذنيه وهو يتجه ناحيه ريم التي تلاشت الابتسامه من علي وجهها حينما رأته 

اندفع ناحيتها بغضب بينما للتو كانت تبتسم لهذا الشاب ذو القامه المديده الذي القي عليها التحيه وغادر 

ليهتف بغضب ممزوج بغيره واضحه : هو انا مش حذرتك تتكلمي مع اللي اسمه طارق ابو الفتوح ده 

استعادت ريم هدوءها وهي تنظر له قائله بثبات : وانت مين عشان تحذرني 

أغتلت ملامح نديم هاتفا : رييييم بلاش تجننيني 

هتفت ريم بحنق : ولا اجننك ولا تجنني ....انت مالك ومالي اصلا اكلم مين ومكلمش مين ؟!

قبل أن يتابع كانت ريم تلقي بقنبلتها : ولعلمك انا مش بس بكلم طارق لا انا وهو احتمال يكون في مشروع جواز بينا قريب 

تصاعدت الادخنه من رأسه وحجبت عن عقله التفكير ليندفع بغضب يمسك بذراعها صارخا : علي جثتي !

حاولت ريم تخليص ذراعها من قبضته : انت مالك بيا !

هتف نديم بوعيد من بين أسنانه : مالي ومالي ياريم ....انتي بتاعتي انا وبس واي حد يفكر ياخدك مني هنسفه 

ترك ذراعها لتتقهقر الي الخلف وقبل أن يدق قلبها دون إرادتها الي غيرته الهوجاء وتملكه العاشق كانت كلماته المتوعده تقضي عليها بينما يهتف بتهديد متدني : انا هقول للبيه علي غرامياتك مع ابن السيوفي وهقوله اني طلقتك عشان كده وشوفي وقتها هيبص في وشك تاني ولا لا ...!

تجمدت ريم مكانها بينما اكتوي قلبها بنيران الندم أنها أحبت شخص مثله بيوم من الايام لتحاول الا تبدي وجعها بينما ترفع راسها الي الاعلي بكبرياء وهي تنظر إليه باشمئزاز هاتفه بينما تصفق بيدها : برافو .... ونعم الرجوله ...! بتشوه سمعه ام ابنك !

غلت المراجل براسها وهي تغادر من أمامه لا تري امامها الا المزيد من حقارته التي حاولت لميا تبريرها : غيران يا ريم ...مستحيل يعمل كده 

زمت ريم شفتيها بحنق هاتفه : يعمل اكتر من كده يا لميا ....انتي مشوفتيش البني ادم حقيقته عامله ازاي !

كورت قبضتها وتابعت بيقين : كان عندي حق لما بعدت عنه ودلوقتي طالما اتاكدت من قراري هبدا حياتي مع غيره وانا مش ندمانه !


.........


وضعت وسيله الهاتف علي أذنها بينما تعمل يدها بتلك القطعه الكهربائيه التي تزينت بخيوط المكرميه 

لتضعها من يدها بعد قليل وتسحب مفاتيحها وتغلق الباب الزجاجي وتغادر المحل باتجاه المنزل بعد أن أكل القلق قلبها علي جدتها التي لا تجيب علي هاتفها 

فتحت الباب وهي تنادي بصوت لهيف : ...تيته ....تيته !!

بهلع أسرعت تجاه امتثال التي كانت بنفس اللحظه تحاول أن تقوم من فراشها وترسم علي وجهها الواهن ابتسامه ما أن استمعت لصوت حفيدتها الذي أخرجها من نومها الثقيل كما حال جسدها ..... رأت وسيله امتقاع وجه جدتها ما أن دخلت الي غرفتها لتركض ناحيتها بقلق شديد هاتفه : تيته ....مالك ؟! 

قالت امتثال بصوت متحشرج وهي تسعل بقوة : انا كويسه يا حبيتي رجعتي بدري ليه 

انزعجت وسيله من رؤيه وجه جدتها بينما شعرت بدفيء يدها وهي تمسك بها تيته : قلقت عليكي لما مردتيش علي تليفونك ....عقدت حاجبيها بقلق : تيته انتي سخنه 

هزت امتثال راسها : انا كويسه 

رفعت وسيله يدها لجبين امثتال تتلمس حرارته لتقول بقلق : لا انتي سخنه 

أسرعت هاتفه : تعالي ننزل للدكتور أو اتصل اجيب دكتور هنا 

هزت امتثال راسها وامسكت يد وسيله قائله : تعالي يا حبيتي متقلقيش انا كويسه ومفيش داعي للدكتور 

انا بس تلاقي اخدت برد عشان خرجت انشر الغسيل بعد ما اخدت دوش هشرب حاجه سخنه وهبقي زي الفل 

انزلي انتي شغلك 

هزت وسيله راسها برفض : لا شغل ايه انا لازم اخدك الدكتور 

براس يابس رفضت امتثال محاولات وسيله التي جلست بجوارها تطعمها الشوربه الساخنه التي أعدتها لها : 

ايه رايك يا تيته...طبعا مش زي الفراخ بتاعتك بس اهو علي قد ما عرفت ...ها حلوة ؟! 

قبلت امتثال يد صغيرتها قائله : حلوة عشان من ايدك 

بس كفايه انا شبعت خلاص 

قالت وسيله برجاء وهي تقرب الملعقه من فم جدتها مجددا : عشان خاطري ملعقه كمان 

: مش قادره يا نور عيني ....كلي انتي 

هزت وسيله راسها باصرار : مش هاكل الا لما تخلصي انتي اكلك 

حاولت امتثال باقي اليوم أن تقاوم ذلك الالم الذي شعرت به يتغلغل بعظامها ولكن الوهن لم يمكنها من المقاومه لتبقي علي مضض باقي اليوم بالفراش ووسيله بجوارها إلي أن حل منتصف الليل 

قالت امتثال برفق : روحي نامي يا حبيتي 

هزت وسيله راسها : لا انا هفضل جبنك لغايه ما تنامي 

بعد قليل غفت امتثال لتقوم وسيله من جوارها بعد أن قبلت راسها واطمئنت أن الحراره لم تعد موجودة لتتجه الي غرفتها وتضيء الانوار بينما لم تعد تحب الظلام بكل معانيه 

وكان علي الجانب الآخر هناك من غرق في الظلام وكأنها كانت النور الذي يضيء حياته 

فأصبحت مظلمه كئيبه من بعدها ...فهاهو عمر ككل ليله لا يطأ النوم جفونه الا حينما تفقد آخر رمق من وعيها وينهكه السهر مع خيوط الفجر و يغلبه النعاس وبيده هاتفه المفتوح علي صورها التي يتأملها كل ليله بلا كلل أو ملل بل كل يوم يزداد لهيب الاشتياق ويكوي كيانه وهاهو حينما يبلغ اشتياقه مبلغه يجد قدماه تقوده إليها ليقف بعيدا يتأملها ويمليء عيناه برؤيتها ثم يغادر .....وقف طويلا كما اعتاد علي الجانب الآخر من الطريق ليشاهدها من خلف الزجاج تعمل بتلك القطع الفنيه التي يرسل لشراءها ويجمعها بغرفته وكأن فيها روحها يصبر نفسه بها ولكن اليوم لا يراها جالسه كما اعتاد بل الباب الزجاجي مغلق 

اتجه الي أحد المحلات المجاورة يسأل عنها ليهز الرجل رأسه قائلا : مش عارف يااستاذ المحل مقفول من امبارح 

عاوز حاجه 

هز عمر رأسه قائلا وعيناه ترتفع تجاه شرفه منزلها بالجهه المقابله : لا ابدا كنت عاوز شغل 

خطي بتردد تجاه المنزل وهو يفكر هل يصعد ليسأل عنها ام لا ؟!

شهور طويله مرت لم يتحدث أو يظهر امامها بل بقي يشاهدها من علي بعد ... اتجه الي سيارته ونظر تجاه ذلك المغلف الذي به الهدايا التي احضرها من العمره والذي بقي معه في كل مره يأتي لرؤيتها وعاد به دون أن يملك الجرأه لإعطاءها لها أو الاقتراب منها بل كان يأخذها كذريعه في حال رأته ليخبرها أنه فقط اتي لها ولجدتها بهديه ليحفظ ماء وجهه ويكون له سبب لمجيبه 

.....عاد ليطفيء محرك السياره بعد أن كان علي وشك المغادره ليجد ساقه تطاوع مشاعره التي رفضت أن تغادر دون الارتواء من رؤيتها لذا جذب المغلف واتجه الي المنزل وهو يخبر نفسه ببساطه ...سيقدم هديته ويغادر ويكون بهذا ارضي مشاعره المشتاقه لرؤيتها وحتي أن كانت ستقابله بباب مغلق فهو سيتقبل منها ....المهم أنه يكون قد رأها 

......

بوهن شديد فتحت امتثال جفونها الثقيله بينما تشعر بجفاف ضاري يضرب حلقها الذي حاولت اخراج صوتها منه وهي تنادي اسمها : وسيله 

خرج صوتها متحشرج بمقدار الوهن الذي غلف كامل جسدها لتنتبه لاشعه الشمس الضاريه التي غزت الغرفه فتدير عيناها حولها وتتساءل كيف انتصفت الظهيره وهي ماتزال نائمه حتي أنها لم تشعر بوسيله أن كانت قد استيقظت ام لا لتجر جسدها الواهن من الفراش وهي تستند الي الحائط والأثاث تتلمس طريقها لغرفه حفيدتها التي تنادي اسمها بصوت متحشرج كل بضع خطوات 

عقدت حاجبيها وبدأت دقات قلبها تتسارع حينما فتحت الباب ووجدت أن حفيدتها ماتزال بفراشها لتقترب منها وهي تسعل قليلا ..وسيله 

بصعوبه كانت قد وصلت الي فراش وسيله التي تكومت علي نفسها بداخل الغطاء لينقبض قلب امتثال حينما شعرت بتلك الرجفه القويه تنتاب جسد صغيرتها ...ارتمت علي الفراش بجوارها وبقلب لهيف نادت اسمها لتلفح يدها تلك الحراره المنبعثه من وجه وسيله 

مع كل خطوه يخطوها كان يشجع نفسه بأن المكافاه في النهايه هي رؤيه وجهها الجميل لذا تابع صعود الدرجات الواحده تلو الأخري ليتوقف أمام الباب الخشبي يسحب نفس عميق قبل أن يطرق عليه !

التاعت امتثال وبقلب مكلوم كانت تميل علي وسيله تحتضن جسدها الصغير الذي ينتفض بقوة من رجفه الحراره العاليه التي تسري بجسدها بلا مقدمات لتضمها لها بعجز وهي لا تدرك ماذا تفعل حتي هاتفها بعيد عنها لتتصل بأحد لعله ينجدها ..... لتردد اسمها بألم ممزوج بقله حيلتها وهي تدرك كم أن موقف بسيط كمرض حفيدتها لا تقوي علي مواجهته بصحتها الضعيفه 

: وسيله ....وسيله ردي عليا 

كل ما استمعت له هو همهمات وكأن وسيله في عالم آخر تهذي بوهن واعياء شديد وعيناها لا تستطيع رفع جفونها من فوقها لينتفض جسدها مجددا ومعه ينتفض قلب امتثال التي استمعت لصوت الطرقات علي الباب وكل ما فكرت به هو أن أحدا سينجدها لتحاول اخراج صوتها تنادي النجده ولكن صوتها كان خافت كما حال سريان الدم بعروقها وهي لا تستطيع أن تبارح جسده صغيرتها الذي تضمه لها وكأنها تريد امتصاص تلك الرجفه منه وتشعرها بالدفء 

ضم عمر قبضته بعد أن طرق الباب عده مرات بلا جدوي ليعود مجددا يطرق ولكن بقوة أكبر ...لقد أخبره حارس العماره أنهم بالاعلي فلماذا لا يفتحون ؟!

مجددا تعالت طرقاته علي الباب كما تعالي صوت امتثال التي تنادي بيأس اسم حفيدتها وتزيد من احتضان جسدها الذي ضاهي ورقه شجر أمام رياح خريفيه عاصفه تجعله يرتجف بقوة 

عقد حاجبيه وتسارعت دقات قلبه بينما استمع لهذا الصوت الصغيف اتي من الداخل لذا بلا مقدمات كان يسدد كتفه الي الباب بقوة يحاول كسره ....ضربه... اثنان..! وركله اخيره وكان صوت تحطم مفاصل الباب يدوي بالمنزل الذي اقتحمه عمر وهو ينادي بصوت متلهف : وسيله ...حجه امتثال !!

وكأنه طوق نجاه تمسكت امتثال به لتضغط علي احبالها الصوتيه صارخه : الحقني ياابني 

ركض عمر بأقدام هلاميه تجاه مصدر الصوت ليجد امتثال تضم وسيله إليها بمنظر يقشعر له البدن ....اسرع ناحيتها بهلع وخوف شديد بينما يحاول فهم ما يحدث ليضغط علي صوته الذي خرج مبعثر كما حال دقات قلبه القلق : مالها وسيله 

اتفض جسد وسيله ليبعد عمر امتثال عنها ويترجم عقله سريعا أن حرارتها العاليه أدخلتها بمرحله التشنجات فما كان منه إلا أنه حملها بلا تاخير وهو يهتف بامتثال حاولي تقومي معايا ياحجه لازم نحطها تحت الدوش 

عشان حرارتها تنزل .....بالجهد الذي استطاعته حاولت امتثال اللحاق بخطوات عمر الذي خرج بجسدها المحمول بين ذراعيه تجاه الحمام وسرعان ما فتح المياه التي جعلت وسيله تشهق بقوة ماان لامستها بروده المياه ليضمها عمر اليه هاتفا بقلب لهيف : انا جنبك ...معلش يا حبيتي استحملي 

انتفضت مجددا ليحاول عمر تهدئتها ويبقيها اسفل المياه للحظات ....ارتجفت وسيله وصكت اسنانها ببعضها لينظر عمر لها ويمرر يداه برفق علي خصلات شعرها المبتله يبعدها عن وجهها الذي ضربته الحمره بقوة من آثار الحراره .....بعد عده دقائق بدأت تهديء حده الحراره قليلا ....ليلتفت عمر حوله وهو مازال يسند جسدها بذراعه ليجذب المنشفه الكبيرة ويحيطها بها ويحملها الي الخارج .....تبعته امتثال وهي تبكي وتلوم نفسها أن حفيدتها التقطت منها العدوي : اتعدت مني ...انا السبب 

قال عمر برفق وقد بدأت دقات قلبه تهدء حينما وجد الحراره خفتت : متقلقيش هتبقي كويسه .....هنزل اجيب خافض حراره واكلم دكتور وانتي معلش غيري هدومها 

اومات امتثال قائله : في جوه عندي في الأوضه دوا السخونيه مع ادويتي 

خرج عمر من الغرفه ليجذب هاتفه من جيبه ويطلب رقم مشفي قريب ليرسل له أحد الأطباء بينما اسرع الي غرفه امتثال يبحث بين الادويه إلي أن وجد بغيته 

عاد إلي تجاه غرفتها ليتمهل قليلا قبل أن يقول لامتثال : ادخل ياحجه 

كانت امتثال ترتكز بركبتها علي الأرض وهي تسدل الثوب البيتي فوق ساق وسيله لتقول بأنفاس لاهثه : تعالي ياابني 

دخل عمر الي الغرفه ليمد ذراعه سريعا تجاه امتثال يوقفها ثم يجلسها الي الفرش الذي مدد وسيله عليه ثم اتجه ليجذب منشفه يحيط بها خصلات شعرها 

أسند جسدها برفق ورفعة قليلا ليعطيها الدواء بينما مازالت غير واعيه لما حولها ....بكت امثتال مجددا ليقول عمر برفق : متقلقيش انا طلبت دكتور وهو جاي على طول 

وبالفعل لم تمر نصف ساعه وكان الطبيب يحضر ليفحصها 

ثم يقول لعمر : هعمل ليها شويه تحاليل بس مبدئيا عندها pure COVID 

انزعجت امتثال من التشخيص ليطمئنها الطبيب قائلا : متقلقيش يا حجه الكورونا بقت عاديه وليها علاج زي اي دور برد ...هبعت المعمل ياخد عينه التحليل وهتاخد كورس العلاج وترتاح قدر الإمكان وكلها كام يوم هتبقي كويسه ....وانتي كمان يا حجه هتاخدي نفس الكورس وترتاحي خالص 

امتلئت عيون امتثال بالبكاء وهي تتطلع الي وسيله الراقده في فراشها لتهمس لها بأسف : حقك عليا انا السبب 

عاد عمر الي الغرفه بعد أن اوصل الطبيب واشتري الادويه من الصيدليه بالاسفل ليقول برفق : 

اطمني يا حاجه 

قالت امتثال بامتنان : انت ربنا بعتك لينا في الوقت ده 

ابتسم عمر لها ومليء عيناه من رؤيتها قائلا: المهم تبقي كويسه ....تعالي ارتاحي زي ما الدكتور قال

هزت امتثال راسها قائله : مش هسيبها 

قال عمر باصرار وهو يأخذ بيد امتثال الي غرفتها : انا جنبها متقلقيش ...تعالي ارتاحي عشان خاطرها لازم تبقي كويسه

اسندها عمر الي غرفتها ووضعها في الفراش ثم غاب لحظات قبل أن تتفاجيء امتثال به يعود وقد قطع لها بعض قطع الفاكهه 

واعطاها ادويتها قائلا برفق : كلي حاجه عشان الدوا 

نظرت له امتثال بامتنان ليبتسم عمر لها ويربت علي كتفها قائلا : الف سلامه عليكي 

يلا ارتاحي وانا هروح اطمن علي وسيله 

..........

....

فتحت امتثال جفونها المثقله بالمرض ليلا علي ذلك الصوت الآتي من الخارج لتتستند الي الحائط وتخرج من غرفتها لتجد عمر الذي كان يحاول اصلاح باب الشقه الذي حطمه يطرق بهدوء قدر استطاعته علي الباب 

التفت إلي امتثال باعتذار ما أن شعر بخطواتها : اسف لو عملت دوشه بس كنت بصلح الباب ...اسف اني كسرته بس قلقت عليكم لما خبطت ومحدش فتح 

قالت امتلث بابتسامه واهنه : فداك ياابني 

جلست تتطلع إليه بينما يصلح الباب لتبتسم وتهز راسها وهي تري وجوده اليوم أصبح كذلك الباب يشعرها بالأمان وبانها ليست وحيده لا هي ولا حفيدتها التي لأول مره تشعر اليوم بالقلق عليها أن تركتها وحدها بعد مماتها 

غلبت العبرات حلقها لهذا الهاجس لتقوم من علي المقعد قائله لعمر الذي انتهي : هدخل اطمن علي وسيله واعمل ليكم لقمه تاكلوها 

ابتسم عمر قائلا : متتعبيش نفسك انا عملت كل حاجه 

رفعت امتثال حاجبها بعدم تصديق ليقودها عمر الي المطبخ الذي اينعم عمت الفوضى ارجاءه ولكنه في النهايه أخرج الطعام من تلك الفوضي لتبتسم له قائله : 

ليه ياابني تعبت نفسك 

قال عمر بسماحه :متعبتش ولا حاجه

انتي بس ارتاحي وانا هجيب لحضرتك الاكل 

وكمان هاخد لوسيله اكلها عشان تاخد الدوا 

بدء يجهز الاطباق بحماس بينما يتابع : أنا كنت مستني تصحي عشان اجهز الاكل 

تهادي صوت امتثال إلي عقل وسيله وكأنه اتي من واد سحيق ليمتزج نداءها بصوت اخر ونبره أخري مر وقت طويل لم تداعب أذنها وتناديها للاستيقاظ ....

فتحت عيناها وقد ظنت أنها ما تزال تحلم حينما رأت وجه امامها ....

حمد الله علي السلامه قالها بنبرته الاثره 

لتدير وسيله عيناها تجاهه تتأمله ظنا منها أنها مازالت تحلم لولا صوت جدتها التي قالت برفق شديد : سلامتك يا نور عيني 

قالت وسيله بوهن بينما أدركت أنه بالفعل موجود امامها : ايه اللي حصل ؟

قالت امتثال وهي تمسك بيدها : تعبتي شويه ومعرفش عمر ازاي لقيته قدامي الله يكرمه جه في الوقت المناسب 

غلبها الإعياء الشديد لتحاول أن تبتسم ولكن الوهن جعلها تغمض عيناها مجددا بينما تهتف بصوت ضعيف وهي تستسلم لوجع عظامها : انا عاوزة انام 

كان راسها ثقيل للغايه لذا سرعان ما غلبها النعاس بعد أن حاول عمر أن يطعمها بضع لقيمات ويعطيها الدواء 

قال عمر يطمئن جدتها بصوت هامس : متقلقيش 

الدكتور قال إنها محتاجه راحه واكل وهتبقي كويسه 

بمنتصف الليل استجمعت امثال قوتها وهي تغادر فراشها لتتجه الي غرفه صغيرتها التي منعها المرض من البقاء بجوارها فاستجابت لعمر الذي أعادها الي فراشها 

وقفت لدي الباب المفتوح والذي تركه عمر بعد أن ذكر نفسه أنها لم تعد زوجته ...!

ارتسمت ابتسامه راضيه علي شفتيها بينما رأت عمر قد توسد الأرض الصلبه ووضع عليها وساده ونام بجوار فراش وسيله لتتجه إليه وتشعر أنه نضج وتغير ولم يعد ذلك الطائش الذي لا يفكر بعواقب أفعاله وبالفعل فكر كثيرا قبل أن تغلبه مشاعره ويبقي بجوارها بأنها لم تعد زوجته لذا لم يطاوع مشاعره المشتاقه في الاقتراب منها بأي صورة 

فتح عيناه حينما شعر بيد امتثال تضع فوقه الغطاء 

ليعتدل جالسا وهو يهتف بقلق : انت كويسة ياحجه

قالت امتثال وهي تربت علي كتفه بينما عادت معزته تطرق أبواب قلبها : الحمد لله ياابني انت ليه نايم علي الأرض 

قال وهو يفرك عيناه : عشان ابقي جنبها لو صحيت 

نظر في ساعته قائلا : كمان وقت الدوا بتاعها قرب 

قالت امتثال بحنان : طيب كفايه عليك كده و قوم نام في الاوضه التانيه انا منضفاها وانا هقعد جنب سيلا واديها الدوا 

هز عمر رأسه برفض : مش هسيبها... انتي لازم ترتاحي 

قالت امتثال بامتنان : احنا تقلنا عليك 

قال عمر بعتاب : عيب يا حاجه تقولي كده هو انا مش زي سيلا ...الحمد لله اني كنت موجود 

رددت امتثال مثله بنفس الامتنان : فعلا الحمد لله...كنت لوحدي مش عارفه اعمل ليها حاجه 

..........

في الصباح 

بعيون ثقيله وقف عمر يفرك خصلات شعره التي تبعثرت فوق جبينه بينما يبحث عن القهوة التي ستجعله يفيق من إرهاق الليله الماضيه 

لتقع عيناه علي أكوام الاطباق و الادوات التي ملئت الطاوله الرخاميه فشمر اكمامه واتجه إليها ليغسلها ويضعها فوق منشفه كبيرة فردها علي الطاوله الرخاميه ....انتهي اخيرا لينزل اكمامه بعد أن جفف يداه ثم يخرج من المطبخ ويتجه الي باب الشقه يفتحه للبواب الذي أرسله لشراء بعض الطلبات التي رتبها في البراد ثم بدء يجهز الأفطار ......

اسرع يغلق الموقد علي اللبن الذي كاد يفور علي الموقد 

لتسبقه يد امتثال التي لليوم التالي منعها المرض من الاستيقاظ باكرا .... ابتسمت له ليري أن وجهها قد بدء في التحسين كثيرا عن الامس : صباح الخير يا حجه 

: صباح النور يا حبيبي 

.... ايه بابني ليه كده تعبت نفسك انا كنت هعمل كل حاجه بس غصب عني مقدرتش اصحي زي العاده 

قال وهو يسندها ليجسلها علي المقعد : انتي مش هتعملي اي حاجه لغايه ما تخفي خالص ....اعتبريني ايدك اليمين و انا هعمل كل حاجه ....شاوري بس 

ضحكت امتثال قائله بمزاح : بتحرجني يعني بشهامتك دي 

هز رأسه ضاحكا : مقدرش ياحجه انتي عارفه غلاوتك 

قالت بعتاب : بإمارة اني بقت حجه 

قال عمر بمشاكسه : ماهي تيته بتنرفزك 

هزت امتثال راسها وجذبته لحضنها :لا خلاص سماح عشان اللي عملته 

ربت علي كتفها قائلا : وانا علمت ايه بس ياريت اقدر اعمل حاجه تنسيكم عمايلي زمان 

قالت امتثال بصدق : اهو انت قولت زمان ....سيب زمان يروح لحاله 

قبل عمر راسها ثم عاد ليجهز الافطار بينما يقول بمرح : اعملي بقي فيا معروف وقولي ليا القهوة فين ..هتجنن علي فنجان قهوة 

ابتسمت امتثال قائله : طيب خليني بقي اعملك احلي فنجان قهوة 

قال عمر بحماس : مش هقول لا ....بس خليكي مكانك وانا اجيبلك الحاجه لغايه عندك 

أعطاها السكر والقهوة 

لتقلب امتثال مقاديرها وتعطيها له ليضعها علي النار 

نظرت له وطالت نظراتها له قبل أن تتنهد قائله : 

يااه.. عدت سنه 

قال عمر بغصه حلق : سنه و١٤ يوم 

ابتسمت امتثال قائله : انت عديتهم 

اوما لها وعاد يتشاغل بسكب القهوة في الكوب 

لتقول امثال وهي تتنهد مجددا لترتيب القدر : بس شوف شاء ربما تيجي امتي 

حمل صينيه الافطار قائلا : يلا نصحي وسيله تفطر 

قالت امتثال وهي تهز راسها : اسبقني علي ما اصلي الضحي 

مره اخري تستيقظ علي نبرته التي تنادي اسمها بحنين جارف حاول مقاومته وهو يكور يده يمنعها من تلمس خصلات شعرها الذي اشتاق كثيرا لمداعبته وشم رائحته 

فتحت عيناها لتراه بجوارها يميل عليها ويتامل ملامحها ....ابتسم لها برقه ما أن فتحت عيناها : صباح الخير 

لم يري انعقاد جبينها بل رأي وجهها الصبوح يجيب : صباح النور 

حاولت أن تعتدل جالسه ليساعدها ويضع الوساده خلف ظهرها وهو يسألها : حاسه انك احسن 

اومات له وبدأت تسأله مجددا عما حدث ....

وضعت وسيله يدها علي يده التي يطعمها بها قائله : كفايه ياعمر مش قادره 

ضمت يدها سريعا حينما استشعرت لمعه عيناه لمجرد لمسه يدها لتخفض عيناها بارتباك تحاول اخفاء ذلك الحنين الذي لا تعرف كيف عاد يراودها بعد أن حاولت طوال تلك الأشهر اخبار نفسها انها تجاوزته 

مرت لحظه ثقيله من الصمت كل منهم يبحث عن شيء يقوله ليخرج صوت وسيله خافتا بينما تقول : انا عارفه اني جرحتك اخر مره 

قبل أن تكمل تلك الكلمات التي أرادت دوما ان تبرر بها تصرفها القاسي معه وقتها بأنها كانت بحاجه حقا لان تبتعد ولم يكن امامها طريق آخر سوي بناء سد منيع أمامه ..قاطعها عمر قائلا : انسي يا وسيله كل اللي حصل !

لاتعرف لماذا خرج صوتها بتلك البحه وهي تسأله : 

انت نسيت ؟!

ربنا قصدت أنه نسي قسوتها بذلك اليوم وربما قصدت هل نسي كل شيء بينهما ...لاتعرف ولم تفسر أكثر ليكون التفسير من نصيب عمر الذي اجتاح الحنين الجارف نبرته وهو يقول بغموض : مش عارف !!

لايعرف ام يعجز ...وضح معني كلماته بينما نظر إلي عيناها ووجد نفسه يقر بكل شيء : مش عارف انسي لحظه واحده عيشتها معاكي .... 

رمشت وسيله باهدابها وخفضت عيناها ليقول عمر سريعا : انا عارف ان مش من حقي اقولك الكلام ده بعد كل اللي خليتك تعيشيه بس حاسس اني مديون ليكي بكلام كتير .....ينفع أقوله 

لم توافق ولم ترفض بل صمتت وهو تلك المره لا يريد الصمت بل يريد أن يتحدث ....ليس بقشور ولكن بعمق التفاصيل الموجعه ...كل ماكان مدفون عميقا بداخلها ليس عناوين فقط اسفل كلمه السماح بل التفاصيل المؤلمه التي عاشتها وظنت أنه لا يتذكرها 

خرجت نبرته ممزجه بندم شديد : انا مزعلتش منك علي اصرارك اني ابعد عنك ...حقك بعد كل اللي عملته فيكي.....جايز وقتها كرامتي وجعتني وفضلت وقت طويل اضحك علي نفسي واخد كرامتي حجه اني عملت اللي عليا وانتي رفضتي بالرغم اني طلبت تسامحيني لغايه ما واجهت نفسي وقولت كفايه كذب انا استاهل....انتي عملتي اللي المفروض يتعمل وانا لازم اقبل كده لاني اكتر واحد عارف انا عملت ايه فيكي.....نظر إلي عيناها التي داهمها الحزن مجددا وهي تستمع إليه : وسيله انا كل يوم بسال نفسي ازاي كنت كده ؟!

ازاي كنت اناني اوي تحت عنوان كبير ببرر بيه كل تصرفاتي اسمه بحبك وكأن حياتك بقت ملكي عشان بس حبيتك ....!!

كلامي ده مش مجرد تبرير دلوقتي لا دي أسبابي الوحيده اللي معنديش غيرها ...كنت بحبك بجنون و خايف تبعدي عني ....هز رأسه وتابع : انا عارف انه مش مبرر خالص بس انا كنت كده ....كنت اناني مفكرتش الا في نفسي ومشاعري وافترضت انك لازم تحسي بيا انا وبس وانتي مش مهم .... كنت بفكر طول الوقت زي ما اتعودت ازاي ارضي نفسي حتي لو علي حساب غيري .....اذيتك من غير قصد بس دي ميعفنيش من الغلط واكبر غلط عملته هو اني سمحت لنفسي ادفعك تمن اللي حصل الليله دي ....ابويا اتهمني وانا بدل ما ادافع عن نفسي سكتت وروحت عملت نفس اللي هو عمله واتهمتك ظلم مع الفرق اني استاهل يتهمني إنما انتي مكنش ينفع اتهمك بحاجه زي دي ....

كنت غبي مع اني مش كده و بسهوله كنت هكشف سر هدي وأنور بس حملتك ذنوبي وفرغت فيكي كل السواد اللي كان جوايا يومها من غير ذنب

تهدج صوته وغص بحراره العبرات وهو يتذكر تفاصيل تلك الليله البشعه : حتي البيبي ...!

لم يستطع أن يكمل جملته حينما خرج صوت وسيله المتحشرج بالدموع توقفه عند تلك النقطه التي تريد أن تنساها دون عن أي شيء آخر : كفايه ياعمر 

نظر لها لتغزو الدموع مقلتيها وهي تهز راسها : مش عاوزة افتكر ! 

قال عمر بأسي شديد : ياريت بأيدي اعرف اخليكي تنسي!

ازداد الاسي نبرته وهربت عيناه من عيناها بخجل بينما يتابع : بس تنسي ايه ولا ايه ..... 

حتي اللي حصل اليوم ده مكنش اكبر ذنوبي ....انا لفيت ضهري ليكي ومسألتش عنك ولا ايه حصلك وياعالم ايه كان ممكن يحصل ليكي وانتي تحت رحمه الست دي ...! 

انا بكره نفسي كل ما افكر ازاي كنت كده 

نظر لها بندم شديد ووجع أشد وهو يتابع : وانتي ليكي حق تكرهيني !

حقك تبدأي بعيد عن واحد زيي ....كان عندك حق لما قولتي اني اخدتك من حياتك وحطيتك في حياتي اللي كلها سواد ...حقك كل اللي عملتيه يا وسيله 

اهتزت شفتيها وبدأت دموعها تتمرد علي اهدابها التي تحتجزها خلفها وتنساب دمعه حاره علي وجنتيها لم تكن دمعه حزن بل دمعه بمثابه قطره مطر غسلت الكثير من الاوجاع التي كانت بداخلها ...دمعه انتصار بأنها استردت حقها كاملا حينما اعترف الظالم بمظلوميتها .

........

......

وقف مراد أمام المراه يصفف شعره بعنايه وينثر عطره الأثر علي عنقه وكتفيه بغزارة وعيناه من خلال المراه 

تتحرك بخبث تجاه جوري التي كانت جالسه علي الفراش تلاعب طفلها .... اخذ يدندن أحدي الالحان بصوت عالي ليجذب انتباهها وهو ينتظر سؤالها ولكن كالعاده الطفل يشغلها ولم تنتبه من الأساس 

ليزم شفتيه لحظات قبل أن يقول بمكر وهو يتعمد أن تبدو نبرته محمله بالامبالاه : جوجو ... ابقي اتعشي انتي عشان انا هتأخر 

انتبهت جوري إليه واخيرا لتعقد حاجبيها وهي تسأله : هتتأخر لغايه امتي يا حبيبي 

غزت الابتسامه ملامحه وتنهد بينه وبين نفسه متبرطما اخيرا اخدتي بالك 

ولكنه سرعان ما أخفي ابتسامته وهو يهز كتفه قائلا : مش عارف ... عازم الناس بتوع تركيا علي العشا ومش عارف هخلص امتي 

نظرت في ساعتها وهي تفكر قليلا ثم ترفع عيناها تجاه مراد الذي تأهب لرفضها لتقول جوري بقليل من الاستنكار : هتطول اكتر من ساعتين 

ظن نفسه نجح اخيرا ليقول بخبث : جايز ...انتي عارفه ريان دي ممله في التفاصيل اد ايه 

نظر لها بطرف عيناه بخبث وحاول أن يكتم ضحكته علي تغير ملامح جوري وهو يتوقع أن القيامه ستقوم 

لمجرد ذكره وتأكيده أنه سيتناول العشاء برفقه امراه أخري ليزيد من جرعه استفزازها وهو يتجه مجددا يقف أمام المراه ويعيد تصفيف شعره 

ليعقد حاجبيه باستنكار شديد ما أن وجد الوضع كما هو بل وينصدم ببرودها الذي فسره هكذا حينما قالت : طالما كده يبقي مش هتلحق تشوف طنط نور عشان كانت جايه تتعشي معانا النهارده 

لوي شفتيه بغيظ شديد وانفلت لسانه بحنق : هو ده اللي فارق معاكي 

نظرت له باستغراب ليزفر مراد بضيق ويسحب مفاتيحه ويغادر بغضب لم تفسره ! 

تعمد أن يتأخر كثيرا وهو يتوقع مجدد نفس القيامه التي لا تبدو ستقوم ابدا اسفل برودها تجاهه وانشغالها عنه 

بطفلها ليدخل الي الفراش بغضب شديد جعل جوري تشعر بمجيئه وتستيقظ ناظره إليه : مراد 

تبرطم بداخله وهو يجذب الغطاء فوقه لا خياله 

قالت جوري وهي تستدير الي الجهه الأخري : انت اتعشيت يا حبيبي ومفيش داعي اجهزلك العشا صح 

زم شفتيه بغيظ وهتف من بين أسنانه وهو يهمهم باستمتاع مصطنع : العشا كان حلو اوي 

كادت النيران تخرج من رأسه بينما تقول جوري بهدوء شديد : بالهنا والشفا 

كور مراد قبضته ودفع الغطاء من فوقه هاتفا بحنق شديد : لوح تلج !

............

....

شهقت غرام وبسرعه أسرعت تغلق الموقد علي الطعام الذي كاد يحترق بينما تفعل الف مهمه بنفس الوقت وهي تحمل طفلتها الصغيرة علي كتفها 

سحبت نفس عميق تشد به عزيمتها وتبعد الإرهاق عنها وهي تسحب الاطباق وتتجه لتضعهم فوق طاوله الطعام التي نادت الفتيات إليها بعد أن جهزتها ولم تكد تجلس بجوارهم حتي بكت الصغيرة لتقوم وهي تحملها وتتجه الي الغرفه لتستبدل لها ملابسها وترضعها ...الف مهمه تفعلها بنفس الوقت وكأنها بطل خارق فتجد نفسها كل يوم تركض من هنا لهناك ليأتي المساء وترتمي علي فراشها منهكه وليتها تنام ساعتين متوصلتين فهاهي فتحت عيونها التي بالكاد اغلقتها علي صوت بكاء الصغيرة التي حملتها وأخذت تهدهدها ليفتح ايهم عيناه ويستدير ناحيتها 

قالت غرام برفق وهي تتحرك ذهابا وإيابا بالطفله : معلش روح انت كمل نومك في الاوضه التانيه 

كل يوم منذ مجيء الطفله وهي من تعرض عليه نفس العرض بأن يرتاح وينام وتبقي هي تواصل الليل بالنهار

رافضه اي مساعده تطلبها منه أو من الفتيات فأصبحت كل المهام من نصيبها هي ولكن تلك الليله تابعت عيناها تحركه خارج الغرفه برجاء أن يعرض عليها المساعده بينما بلغ الإرهاق بها مبلغه ولكنه لم يفعل فهو اعتاد منها أن تتحمل كل شيء فلماذا يعرض مساعده لن تقبلها ولا يدرك الان حاجتها إليها ...!

وضعت يارا بوسط الفراش بعد أن نامت مع بدايه شروق الشمس لتقف بأمل امام الفراش الذي أرادت أن تحتضنه وتغرق بالنوم في وسطه الدافيء ولكن أملها تبخر وهي تتذكر أن عليها المزيد من المهام التي ادتها كما اعتادت علي اكمل وجه وساعه تجر اخر ومهمه تجر الأخري بلا توقف ولكن ما توقف هو قدرتها علي الاحتمال لتجد نفسها وقت الظهيره تنفجر باكيه مع ابنتها .....بكت بانهاك ليس بسبب إلا أنها مرهقه تريد فقط أن تشكو ارهاقها ...

اجاب ايهم سريعا عليها حينما اتصلت به : ايوه يا غرام ...عامله ايه 

حاولت تنقيه صوتها الباكي وهي تقول : الحمد لله.. انت كويس 

: اه ...مالك ...يارا كويسه 

هزت راسها وسرعان ما اختنق صوتها بالبكاء فهي من لا تشعر نفسها بخير ولكنها لم تعتاد الشكوي لذا قالت وهي تبتلع غصه حلقها : اه كويسه ....ترددت قبل أن تقول : هو ...هو انا بس كنت عاوزة اروح لماما ممكن 

اوما وهو ينظر في ساعته بدهشه : اه طبعا ....هو بس مامتك هتكون موجوده في البيت دلوقتي ولا عاوزاني لما ارجع اخدك عندها 

قالت غرام سريعا : لا ..لا انا كلمتها وهي إجازة هروح دلوقتي وهرجع بدري متقلقش 

قال بقليل من القلق لتلك الزيارة المفاجئه من وجه نظره بينما بالنسبه لها كانت بحاجه لمن يسمع شكواها دون الاستخفاف بها : براحتك لو عاوزة تقضي اليوم معاها ...انتي كويسه ياغرام ؟

هزت راسها وقالت بصوت خافت : اه 

اغلق الهاتف بحيره من أمرها بينما لايعرف ما تعانيه طالما لم تشكي 

نظرت زينب الي ابنتها بشفقه وقالت بعتاب : طبيعي يا بنتي اللي انتي حاسه بيه وانا حذرتك كتير 

ياغرام محدش يا حبيتي هيعمل ليكي تمثال ولا تاخدي وسام كل اللي هتاخديه هو تعبك 

هدهدت الصغيره علي كتفها وتابعت وهي تربت علي كتف ابنتها : روقي يا حبيتي وبطلي عياط 

قالت غرام بصوت باكي : انا مش بعيط عشان زعلانه يا ماما ....انا بس تعبانه ...مرهقه ...عاوزة انام شويه ...عاوزة اشرب كوبايه شاي سخنه ....نفسي استحمي من غير ما اطلع اجري كل دقيقه ...ياماما انا مبقتش الاقي وقت اسرح شعري حتي 

ابتسمت زينب لها بينما تتابع غرام شكواها البسيطه ...شكوي كل ام حديثه تحتاج فقط للمساعده 

تابعت غرام بدموع طفوليه : انا مش زعلانه منه هو مش قصده بس انا تعبانه 

اومات زينب لها قائله : حقك يا حبيتي ومفيهاش حاجه لما تطلبي منه يساعدك 

قالت غرام بتردد : بخاف يتضايق من يارا ويحس هو أو البنات أن حياتهم اتلخبطت 

قالت زينب باستنكار : ويتضايقوا ليه ...هي مش بنته 

اومات غرام وقالت بشفاه مرتجفه : معرفش بقي هو تفكيري كده 

قالت زينب لها برفق : وانا قولت ليكي كتير غيري تفكيرك ....لما تعملي نفسك بطله محدش هيقولك برافو بالعكس هيتعودوا علي كده ولو قصرتي يوم هيشتكوا 

بكت يارا علي كتف جدتها لتمد غرام يدها سريعا تجاهها لتوقفها زينب قائله : سيبيها ليا ويلا قومي نامي ساعه ارتاحي ...نامي لغايه ما تشبعي نوم 

هزت غرام راسها : هتتعبي يا ماما 

قالت زينب ضاحكه : يا بنتي هو انا بقالي ساعه بقولك ايه ....يلا متشغليش بالك ولما تحسي انك تعبانه اشتكي عادي 

........

....

مزيج من المشاعر غلبت عمر الذي وقف يودعها بعد أن بقي يومين لديهم وهاهي أصبحت افضل ولم يعد هناك حاجه لوجوده ليقول بحزن أنه سيبتعد عنها مجددا : خلي بالك من نفسك 

لامست يداه يدها وهو يصافحها لتجتاح مشاعر الحنين قلبها بينما اليوم بعد مرور ذلك الوقت الطويل تري شخص آخر ....شخص كان بداخله ولكنه تواريخ حلف أفعاله الصبيانيه دوما ...تراه نضج وأصبح يهذب من طباعه ويجعلها مسؤوله أكثر ولكن ذلك الخوف بداخلها مازال موجود او بالاحري رفضت الاعتراف بوجوده طالما أنها مازالت بمنطقتها الامنه ولم يطلب منها أي عوده 

: كلميني لو عاوزة اي حاجه 

خالفت ما شعر به قلبها من حاجه لتؤكد بصوت عالي ما توقف به دقات قلبها عن الخفقان بسرعه : طبعا ..احنا صحاب ياعمر 

فهم المغزي من كلماتها واجبر قلبه علي تقبل خزلان اخر بينما لايريد أن يعلق نفسه بأمل زائف .....

.........

....

دخل ايهم الي الغرفه مساء ليفتح الباب بهدوء شديد ويتقدم علي أطراف أصابعه بينما كانت غرام نائمه واخيرا ....برفق شديد انحني تجاه الصغيرة التي تعلقت بحضن والدتها ليمرر يداه علي راسها الرقيق بحنان ثم يحرر ذراع غرام من حولها وينتوي حملها الي فراشها الصغير الذي قلما تنام به ودوما متعلقه بذراع والدتها التي من اقل بكاء لها تركض لتحملها حتي لا ينزعجوا من بكاءها 

فتحت غرام عيناها حينما شعرت بحركته لتنقي حلقها وتهتف به : هقوم اجهز العشا 

هز ايهم رأسه وقال برفق ؛ لا متتعبيش نفسك انا هنام 

اتجه لباب الغرفه لتوقفه غرام بتردد : ايهم 

التفت لها لتنظر له برجاء ممزوج بالتردد : ينفع تنام هنا لو مش هتتضايق من يارا 

ابتسم لها بهدوء متساءلا : وهتضايق منها ليه 

تشجعت غرام من نبرته لتقول وهي تنظر إليه : عشان بتعيط كتير 

قال بتفهم لم تتوقعه : شيء طبيعي كل العيال بتعيط 

اتسعت عيناها وهي تسأله : يعني مش هتضايق منها 

نظر لها ايهم وهز رأسه بقله حيله متنهدا : هتضايق من بنتي يعني ....ياغرام بطلي تفكيرك العجيب ده 

فتحت ذراعه وتوسدت صدره باشتياق بينما تقول بحزن : غصب عني خايفه تتضايقوا منها وتحسوا أنها لخبطت حياتكم 

نظر ايهم لها رافعا حاجبه : يا سلام ..... وهي مش بنتي واخت هنا وحلا وعادي جدا نتحملها 

حركت شفتيها بحركه طفوليه وهي ترفع راسها ناظره إليه : اهو انا فكرت كده

قال ايهم مشاكسا : متفكريش تاني ...!

نظرت إليه ليهز رأسه قائلا : انا مش عاجبني اللي بتعمليه ولا انك مصممه تشيلي كل حاجه لوحدك بس انا قولت اسيبك براحتك ...انتي حتي المذاكرة مش في دماغك 

ابتسمت قريرة العين بحديثه الذي أراح قلبها من حساسيتها الزائده لتقول بحب وهي تضع راسها فوق صدره : انا كل اللي عاوزاه دلوقتي انا اناااام 

ابتسم لها ومرر يداه علي شعرها برفق للحظات قبل أن يصدع صوت الطفله بالارجاء ليجدها تهب من مكانها وتتجه إليها بالرغم من عرضه : خليكي نامي وانا هشوفها 

هزت راسها برضي تام فيكفي كلماته : لا نام انت ...انا خلاص فوقت 

نظر لها ايهم بقله حيله وهز كتفه متبرطما : انتي حره 

نظرت له ولعدم رضاه لتزجر نفسها بصوت خافت : الله بقي ماهو عنده شغل الصبح بدري ولازم يرتاح .

.........

...

اتجهت زينه الي غرفه ابنها لتطرق الباب ...كان عمر مايزال علي جلسته منذ أن عاد ليدير رأسه تجاه الباب حيث دخلت زينه بابتسامه : عامل ايه يا حبيبي 

قال وهو يبتسم لها : الحمد لله 

نظرت له بعتاب لطيف وهي تذكره قبل أن يعود الي ماكان عليه 

: هو انا لو سالتك كنت فين اليومين اللي فاتوا هتقول ولا هترجع تخبي عليا تاني 

نظر عمر لها بوداعه قائلا : هقول 

ابتسمت له ولكن ابتسامتها ازاددت سعه ممزوجه بعدم التصديق حينما قال : كنت عند وسيله 

بحماس شديد قالت وهي تجلس بجواره : لا لا كلمتين كده مينفعش قولي التفاصيل 

نظرت إليه بعد أن أخبرها بكل شيء لتسأله : طيب وليه حاسه انك مش مبسوط مع انك المفروض تبقي طاير من الفرحه 

قال عمر بحزن : ليه المفروض 

قالت زينه ببساطه : عشان كل الي قولته 

قال عمر وهو يقتل اي امل بداخله ؛  

مش معني اللي حصل أن في حاجه اتغيرت 

قالت زينه بجديه : لا طبعا ....حاجات كتير اتغيرت وانت أولها 

اتشجع ياعمر وكلمها تاني واعرض عليها ترجعوا لبعض ...عدي وقت كفايه 

هز عمر رأسه قائلا :  خايف 

نظرت له زينه باستنكار : خايف من ايه ؟

قال عمر بيقين : خايف اعيش رفض تاني منها وانا كل الوقت ده بحاول اأقلم نفسي علي حياتي من غيرها 

قاطعته زينه برفض : ومش عارف تتأقلم وكلنا شايفين ده ...يبقي قولها وحسسها انك لسه عاوزها ترجع لك 

ومتمسك بيها 

هز عمر رأسه قائلا : لا .... وقتها لما رفضت كل محاولاتي انا قولت هي معاها حق بس دلوقتي هحس اني مظلوم وانا مش عاوز اعيش تاني احساس اني مظلوم مع اني ظالم  

......

........

احتضنت زينه وسيله باشتياق قائله : وحشتيني اوي ...اول ماعرفت من عمر انك تعبانه قولت اجي اطمن عليكم 

ابتسمت وسيله لها وقالت باشتياق هي الأخري : وحضرتك كمان وحشتيني اوي 

نظرت زينه الي امتثال قائله : حمد الله علي سلامتكم يا حجه 

ابتسمت لها امتثال قائله : الله يسلمك يا بنتي 

اتجهت لتحضر الحلوي لتلتفت زينه الي وسيله وتمسك يدها قائله : مهما اوصفلك اد ايه انتي وحشتينا كلنا مش هعرف 

ابتسمت وسيله لها لتتابع زينه برجاء : مش أن الاوان يتجمع الشمل تاني يا سيلا 

رمشت وسيله باهدابها لتري زينه حمره وجهها الخجول وكأنها تطلبها لابنها ولا تري نفس الرفض والنفور السابق 

لتتابع متشجعه : يا وسيله كلنا بنغلط واللي بينكم ممكن يتجاوز الغلط ده ...الوقت بيغير وبينسي وافتكر بعد كل الوقت ده قلبك بدء يصفي له 

كانت زينه محقه ولكن وسيله لم تقل شيء لتتابع زينه بتشجيع : تعرفي أنه من وقت ما رجع من عندك وهو واحد تاني ...لو تعرفي هو حاسس بأيه يا وسيله هيصعب عليكي ....خايف يفاتحك تاني في موضوع رجوعكم وفي نفس الوقت مش قادر يقبل انك خلاص بعدتي عنه ....تنهدت زينه بأسي وتابعت : عمر بينام وهو بيتفرج علي صورك ...فكري يا حبيتي وادي نفسك فرصه تعيشي مبسوطه ليه مفترضه الاسوء ....هو اكتر واحد عارف ان جواكي جرح منه وعشان كده هيكون اكتر واحد خايف الجرح ده يتفتح تاني ....جربي مش هتخسري حاجه !

.......

.........

هز مراد ساقه بقليل من العصبيه بينما كل لحظه وآخري يختطف نظره تجاه جوري ليطرق بأصابعه علي هاتفه الذي تعالي رنينه ويجيب عليه ....نظر إليها بطرف عيناه ثم قام من علي طاوله الأفطار واتجه لجانب الغرفه يتابع مكالمته لتضيق جوري عيناها وتتساءل مع من يتحدث واخيرا بدأت حاسه الانثي تعمل وتشعر أن هناك شيء ما 

لمحها مراد تأتي من خلفه تستمع إليه ليقول سريعا وهو يعلي صوته : تمام ....اديها ميعاد الساعه عشره ...انا جاي علي طول 

التفت اليها وتظاهر بالمفاجاه حينما رآها واقفه خلفه : جوري 

ضيقت عيناها وسألته مباشره : مين اللي عندها ميعاد 

ابتسم بخبث داخله وقال بهدوء مصطنع : ريان ...لسه عندها شويه تعليقات علي الشغل 

زمت جوري شفتيها باستفهام : وهي مش كانت معاك امبارح 

اخيرا نطقت هكذا أخبر مراد نفسه وهو يكاد يطير من السعاده ليتابع رسم دور اللامبالاة : اه 

تركها في حيرتها بينما أشعل فتيل التساؤل بداخلها عن سبب تكرار اسم تلك المراه أمامها أكثر من مره .....مجددا اهتمام مبالغ فيه أمام المراه جعل الشكوك تصدع بداخلها لتنظر الي ابنها الذي مال مراد عليه يقبله وهو في حضنها لتخترق رائحه عطره النفاذه أنفها .....طرقت باصابعها علي المقعد بجوارها وهي تفكر ....هل هناك شيء يجب أن تأخذ حذرها منه بينما المؤشرات تخبرها بذلك لتهب من مكانها وسرعان ما ترتدي ملابسها وتأخذ طفلها وتنزل تجاه منزل والدتها تترك الصغير وتتجه رأسا الي عمل زوجها وهي تتوعده ( نهارك اسود يا مراد لو اللي في دماغي صح ) 

..........

....

: طيبه اوي زينه دي يا سيلا ....ارتشفت امتثال القليل من كوب الشاي الذي بيدها ثم تابعت وعيناها تتطلع الي ملامح وسيله : تعرفي اني متمناش حماه غيرها ليكي 

احمر وجه وسيله التي استغربت ود جدتها تجاه عمر وعائلته لتهز امتثال راسها : اه طبعا ....وضعت يدها علي كتف وسيله وقالت بحنان : ارجعي له يا سيلا !

تعلثمت وسيله بمفاجاه لتبتسم امتثال لها برضي قائله : أيوة ارجعي له 

هزت وسيله راسها برفض واهي تلك المره : لا ...لا ارجع ايه خلاص الموضوع انتهي

هزت امتثال راسها وقالت بحنان : اللي انتهي هو المشاكل والحزن إنما اللي المفروض يبدأ هو سعاده انا متاكده انك هتعيشيها معاه ....تنهدت وتابعت بحنان : ارجعي له يا حبيتي انا مش عايشه ليكي العمر كله وكمان انا عاوزة اطمن عليكي 

.........

...


يلعب لعبه اشعال غيرتها ولا يدري عواقب اشعال غيره امراه !

اول ما فعله حينما دخل مكتبه هو أنه أشار بيده لمديره مكتبه : انسي كل اللي قولته عن ميعاد الساعه عشره ....عندي شغل كتير اعتذري بأي حاجه 

اومات الفتاه وغادرت لينكب مراد علي عمله بتركيز قبل أن يتفاجيء بجوري تقتحم مكتبه في تمام العاشره والنصف ....دارت عيناها بارجاء المكتب لتجده جالس مكانه منكب فوق الاوراق وحده لتعقد حاجبيها وتنظر إليه باستفهام : هي فين ؟!

لا تعرف سبب الضحكه البلهاء التي ارتسمت علي شفتيه بينما ارضت غرورة وهي تأتي كأنثي متوحشه تبحث عن غريمه اصطنعها لها حينما شعر باهمالها له ليقول متظاهرا بالبراءه : هي مين ؟!

قالت جوري بحنق : بتاعه تركيا اللي معرفش ايه حكايتك معاها 

أخفي ضحكته الخبيثة وهو يتظاهر بالبراءه : حكايه ايه بس يا حبيتي ...الست جايه في شغل 

نظر في ساعته وتابع : حتي مش عارف اتاخرت ليه 

كادت زفرتها الحاره تحرقه كما حال نظراتها الغيورة 

دخلت إليه مديره مكتبه بنفس اللحظه : مستر مراد البوسته جاهزة 

قال مراد : حطيها هنا 

اوقفتها جوري باستفهام : مدام ريان موصلتش لغايه دلوقتي 

قالت الفتاه بعفويه : لا يافندم ماهو مستر مراد قالي الغي الميعاد 

زفر مراد بغيظ قائلا : روحي يا مروة دلوقتي 

خرجت الفتاه لتنظر له جوري بعيون تتقد شرا وهي تتجه إليه ليتراجع مراد بمقعده بينما تسأله بوعيد : هو انت ايه حكايتك بقي بالضبط ....انت لغيت الميعاد ليه 

ابتلع مراد باستمتاع من غيرتها ليقر قبل أن تصل خطواتها إليه : حكايتي اني غيران !

توقفت جوري أمامه ونظرت له بعدم فهم : غيران ؟!

اوما لها قائلا ببراءه : اه غيران من اياد اللي واخدك مني وعملت كل الحوارات دي عشان تحسي وتهتمي بيا 

تعالت الفرحه بداخلها من تصرفه الصبياني الذي أنعش الحب بقلبها تجاهه لتتظاهر بالجديه وهي تميل عليه وتقرب وجهها من وجهه : يعني كل دي حوارات 

اوما لها مراد ببراءه لترفع حاجبها : يعني انت غيران من اياد 

اوما لها لترتسم علي شفتيها ابتسامه ماكره لم يعرف مراد سبب لها ولكنها جعلته يتوجس وهي تمسك يده وترفعها برفق تجاهها لتحط تماما فوق بطنها بينما تركز عيناها علي عيناه لتري رد فعله : امال هتعمل ايه لما تعرف أن اياد جاي له أخ أو أخت ...!

انتفضت مروة من فوق مقعدها علي ذلك الصوت الذي صدر من مكتب مراد الذي حرفيا قفز من فوق مكانه يهلل من الفرحه ليحمل جوري بين ذراعيه ويدور بها حتي شعرت بالداور ....مراد دوخت 

توقف مراد مكانه وضمها إليه بحب هاتفا : ما انا من اول ما شوفتك وانا دايخ وراكي 

ابتسمت برضي لتحيط عنقه بذراعها وتسأله بدلال : بتحبني 

قال وهو يميل علي شفتيها : بموت فيكي يا ام العيال 

.........


يحمحم عمر للمره العاشره بينما كل مره يحاول فيها نطق شيء يقول شيء آخر وكذلك كانت وسيله التي تتظاهر كما حاله بأنهم اصدقاء وأنه جاء فقط للاطمئنان عليها بينما كل منهم يراوغ حتي لا يصطدم مجددا 

: حلو المشروع وفكرته حلوة 

قالها للمره العاشره وهي مجددا تجيب عليه : نفسي يكبر واشغل معايا بنات اكتر ...انت عارف شغل الهاند ميد ممتع اوي وبيطلع الطاقه السلبيه 

اوما لها بتردد قبل أن يقول سريعا وهو يميل ليجذب شيء من جواره : عندك حق 

اخيرا أخرج العباءه من المغلف ليضعها امامها قائلا : ايه رايك في شغل الهاند ميد ده 

اتسعت عيونها بانبهار بالتطريز الانيق علي أطراف العباءه لتقول له : حلوة اوي. ...تحفه 

ابتسم عمر ولمع الامل علي استحياء بعيناه بينما يقول وهو يمد يداه لها بها : دي عشانك ؟!

عقدت حاجبيها باستفهام ليخفض عيناه وهو يقول بمشاعر : بقالي شهور جايبها من العمره ....ليكي ! 

التقت نظراتهم ليهو رأسه ويقول بابتسامه يشوبها الحزن : لما كنت في العمره ....فكرت ... يعني فكرت وحلمت انك تكوني معايا المره اللي جايه وتلبسيها 

ابتلعت وسيله ببطء بينما رفرفت الفراشات حول قلبها من رؤيتها رجفه يداه وحشرجه صوته وهو يقول دون أن ينظر إليها بتردد كبير : هو حلمي ده ممكن يتحقق !!


.........

....


نظر عاصم بطرف عيناه تجاه زينه التي تابعت بإقناع : هو انت مش بتثق فيا يا حبيبي ....بقولك والله موافقه 

قال عاصم بعدم اقتناع : يعني مش هنروح زي كل مره وتقول لا مش عاوزه 

هزت زينه راسها بسعاده : بقولك موافقه ...موافقه ياعاصم !


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

كل سنه وانتوا طيبين....الجزء التاني من الخاتمه بكره أن شاء الله 


إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. جميل اوي تسلم ايدك عمر اخيرا احترم نفسه كل سنه وانتي طيبه

    ردحذف
  2. روووووعة وتحححفة يسلمو اناملك ابدعتييي والله عمر اتربى صح زي ما وعدتينا عيد فطر مبارك ينعاد عليكم بالفرح والهناء يارب وكل عام وانتم بخير وصحة وسعادة

    ردحذف
  3. كل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى وعيد سعيد عليكى الفصل جامد جدا طبعا محبتيش الجروب يزعل ورجعتيهم لبعض

    ردحذف
  4. تحف يا رونا بجد كل مره بتبهريني عن المره اللي قبله بجد مبدع متتأخريش علينا بقي🥰😍
    و كل سنه ونتى طيبه ❤️

    ردحذف
  5. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك وكل عام وانتي بخير وصحه وسعاده وعيد سعيد عليكم جميعا يارب العالمين

    ردحذف
  6. مخلاص بقى يا وسيله متبقيش رخمه 😂

    ردحذف
  7. اجمل ما في الروايه رجوع عمر وسيله
    تسلم ايدك رونا
    بس عاوزين ولد ل ايهم

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !