بساط السعاده الجزء الثاني

4



 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
 تشجعت مهجه بعد كلمات هادي لتندفع خلف قلبها المتلهف لابنتها التي غابت عنها سنوات وتشعر أن هناك شيء ما كانت تريد قوله لها وبسبب موقف أخيها لم تتحدث لذا استجمعت كل شجاعتها وأخذت نفس عميق وهي تخطو درجه درجه ولكن مع كل درجه بدأت عزيمتها تتراخي وهي تتذكر كل موقف جمعها بزوجها السابق وكسر قلبها به ..!

كما بدأت الذكريات تداهم عقل مهجه وتسبب الم طفيف بقلبها داهمت الذكريات عقل هادي الذي 

أسند رأسه للخلف واستسلم للذكريات التي أخذته ولكنها كانت ذكريات حلوة جعلت ابتسامه هادئه تشق طريقها تجاه شفتيه بينما أخذته تلك الذكري البعيده لهذا الحب الذي أخذ قلبه وعقله منذ أن رأها اول مره ...

Flash back 

اشار ذلك الشاب ذو القامه المديده بيده تجاه تلك الصناديق البلاستيكيه المكدسه أمام أحدي المحلات الكبيرة بوكاله الخضار والفاكهه ....واد يا حميده 

اسرع الصبي الصغير تجاهه : نعم يا معلم هادي 

: الصناديق دي لسه هنا ليه ؟!

وضع الصبي اخر لقمه بفمه يلوكها و

انحني يحمل صندوقين فوق كتفه وهو يهتف بحماس : حالا اهو يا معلم هدخلهم جوه بس كنت بفطر

اومأ هادي واتجه الي أحد المقاعد الخشبيه الموضوعه أمام المحل وهو ينادي صبي القهوجي : هات شاي ليا وللرجاله يا سوكه

اسرع الشاب الذي يحمل الصينيه بيده : حالا يا معلم هادي 

لف أحد الشباب قطعتين من الطعميه الساخنه بداخل الخبز واتجه الي هادي قائلا : افطر يا معلم هادي 

تناول هادي من يد الشاب الساندويتش الذي أعده له وهو يتابع تحميل صناديق الفاكهه الي داخل وكاله أبيه التي يحملها علي كتفه ...نفض يداه وبدأ بتناول رشفه من كوب الشاي الموضوع امامه ولكنه لم يكد يرتشف الأخري وأدار رأسه تجاه تلك الأصوات الاتيه من خلفه 

لتقع عيناه علي تطاير خصلات شعر حريريه دفعتها تلك الفتاه تجاه ظهرها بينما تهتف بصوت منفعل بأحدي الصبيه : انت مالك ؟!

ازدادت سخافه الشاب علي تلك الفتاه التي تسأل عن أحد

: وانا قولت ايه يا حلوة ...بسألك عاوزة مين فيهم ؟!.

هتفت وصال بانفعال : ايه حلوة دي ...ما تتكلم عدل ؟

: وانا قولت ايه ...

وضع هادي كوب الشاي من يده واتجه ناحيتهم ليسأل بينما عيناه تتجه الي ملامح تلك الشابه الصغيرة : في ايه يا سوكه 

هتف الشاب وهو يتراجع : ابدا يا معلم هادي الأبله عاوزة المعلم دياب وانا بسألها دياب مين فيهم المعلم دياب الكبير ولا الصغير 

نظرت له وصال بانفعال : قولت يا حلوة ..... ما تتكلم عدل 

نظر الشاب إليها وهم بالحديث ولكن أشار له هادي أن ينصرف ويصمت 

: روح انت يا سوكه ؟

اقترب ذلك الشاب ذو القامه المديده ونظرات العيون الثاقبه تجاه وصال التي أبعدت خصلات شعرها مجددا تجاه ظهرها بحركه عفويه تخطف العيون ليسألها : بتسألي عن مين يا حلوة ؟!

احتقن وجه وصال بالحمره غضبا من ذلك الذي ظنته يفرق عن الشاب السخيف لتجذب خطواتها الحانقه وتتجاوزه بينما ارتسمت ابتسامه متسليه علي شفاه هادي مستمتع بغضبها للحظه قبل أن يزم شفتيه ويرسم الجديه علي ملامحه : اسف يا انسه ....التفتت له وصال بحنق ومجددا تدفع بخصلات شعرها خلف أذنها فما كان من هادي الا أنه ترك للسانه العنان متغزلا بتلك الفتاه : الواد سوكه مغلطش بالمناسبه .... قال الحقيقه ...انتي حلوة 

مجددا انتفخت وجنه وصال بالغضب وعادت توليه ظهرها وتتحرك بخطوات غاضبه ليسرع هادي خلفها وهو يحاول استعاده جديته بينما يقف أمامها يقطع طريقها لتهتف به وصال بحنق: اوعي كده انت واقف قدامي ليه؟

قال هادي وهو يحاول الا يثير حنقها مجددا : بتأسف تاني ولو اني مش مقتنع اني قولت حاجه غير الحقيقه 

نظرت له بغضب : انت بتهزر ولا ايه ...اوعي من قدامي 

هز رأسه وقال بينما يرفع يداه باعتذار : خلاص ...خلاص ...بتسألي عن مين ؟!

هتفت بحنق وهي تشيح بوجهها فتتطاير خصلات شعرها الي الجانب : بسأل عن دياب اخويا !

رفع هادي حاجباه: انتي من بيت المعلم دياب الورداني 

اسدلت وصال اهدابها بحنق : اه ....عارف بقي مكان دياب ولا هتفضل واقف قدامي 

قال هادي وهو يتزحزح للجانب ويشير إليها أن تتقدمه: عارف طبعا اتفضلي اخدك عند المعلم دياب. ... كان لسه معايا في المزاد 

نظرت إليه وصال بغباء مطلق اوصلها الي هذا المكان بعد أن وجدت نفسها لاتعرف كيف تعود الي المنزل وقررت أن الذهاب الي أخيها افضل شيء 

حمحم هادي بينما تسير وصال متأخره عنه خطوة قائلا : هو لا موأخذه يعني في السؤال ....بنت حلوة زيك جايه الوكاله ليه ؟!

مجددا يتغزل بها لتزفر وصال بصوت مسموع وهي تهتف به بلهجه أمره : ميخصكش وصلني لمكان دياب وانت ساكت 

اوما هادي بابتسامه بينما وجد فجاه أن كل شيء حوله تحول الي لوحه ورديه بديعه رسمتها رؤيته لتلك الفتاه ....!

هز هادي كتفه يخفي تلك اللمعه بعيناه بينما يخبرها بأسف زائف وهو يخرج من هذا المكان الواسع الذي دخل إليه ليسأل عن أخيها : المعلم دياب خلص المزاد ومشي 

وقفت وصال مكانها تتطلع حولها الي تلك الناس التي تتحرك كالنمل .... اصوات هنا وهناك وحركه لا تتوقف بالبيع والشراء لتهتف لنفسها بضياع : هعمل ايه انا دلوقتي ؟!

استغل هادي الفرصه ليروي فضوله : لو بس تقوليلي في ايه يمكن اساعدك ....انا هادي الغزالي ...اعرف المعلم دياب الكبير واخوكي اعرفه عز المعرفه و شغالين سوا متقلقيش مني 

بتردد هتفت وصال وهي تخفض عيناها للأرض : انا كنت بشتري حاجات من مكان قريب ...بس ...بس 

نظر لها هادي بتشجيع : ايه اللي حصل يا بنت الناس ...حد ضايقك 

هزت راسها وأشارت الي حقيبتها : ملقتش محفظتي ولا تليفوني ومش عارفه اعمل ايه فقولت اجي لدياب 

ابتسم هادي متنهدا : فداكي الف محفظه يا ست الكل ....انا اوصلك 

رفعت عيناها إليه وهزت راسها : لا طبعا ...انا معرفكش...!

قال هادي بينما لا يحتمل أن تضيع منه تلك الفرصه : وانا عرفتك بنفسي ...امان متخافيش 

هزت راسها برفض وإصرار لتترك هذا الغريب وتتقدم بخطواتها من وسط الناس المتدافعين حولها لتشق طريقها من بينهم ....شهقت وتراجعت للخلف اثر قبضه خفيفه أمسكت بطرف ذراعها بينما مد هادي ذراعه القويه يدفع بعيدا ذلك الشاب الذي كاد يصطدم بها ليمد يداه حولها بحمايه وهو يشق لها طريق من بين الجموع قائلا بغزل : اتفضلي يا حلوة 

قلبت وصال عيناها بملل منه مغازلته لتسرع بخطواتها تحاول الخروج من وسط الجموع واخيرا كانت خارج الوكاله لتجده يسير خلفها ....ضيقت عيناها ونظرت إليه هاتفه بينما لا يفارق السير خلفها : انت هتفضل ماشي ورايا ما تشوف وراك ايه ؟! 

حك هادي عنقه قائلا : هشوف ورايا ايه بس اطمن عليكي يا ست الكل 

زفرت وصال وهتفت بنفاذ صبر : وانت مالك ومالي يا جدع انت 

قال هادي بغزل : هو من جهه جدع فأنا جدع وبكره تعرفي كده ....ومن جهه مالي ومالك قولتلك عيلتك دول عز المعرفه 

بعناد بقيت تسير في الطريق وهو خلفها بينما لا تدرك بالأساس كم بقي لها وهي لا تعرف الطريق 

قطعت بضعه أمتار وهو خلفها وهي تزفر بصوت مسموع واخيرا اسرع بخطاه ليتوقف امامها : وبعدهالك في العناد ده يا ست الكل ....قولتلك اوصلك 

هتفت وصال باحتدام : وانا قولتلك لا 

قلب هادي عيناه للاعلي زافرا : لا ليه .... انتي خايفه من ايه بقولك ...قاطعته وصال متبرطمه : عز المعرفه ولا مش عز المعرفه ...اعرفك منين انا عشان توصلني 

اوما هادي قائلا : معلوم ...عندك حق ...بس انتي كمان مش عارفه الطريق 

قالت وصال بعناد وهي تتابع طريقها : انا عارفه كل حاجه مالكش دعوة 

اوما هادي وتوقف مكانه قائلا بصوت عالي لتسمعه : واضح بدليل انك ماشيه في طريق غلط اصلا 

توقفت وصال مكانها والتفتت إليه لتري نظره الشماته في عيناه لعنادها وهو يهز رأسه : أيوة ...انتي طالعه من البلد مش داخله لو كملتي الناحيه دي 

زفرت وصال ليتجه هادي إليها قائلا : متخافيش مني يا ست الكل ....تعالي هوصلك 

ترددت وصال ولكن التعب بلغ منها مبلغه لتسير ناحيته بتردد وهي تفكر في الف احتمال كل منهم يخيفها أكثر من الاخر ...هل تبقي السوق ام تغادر برفقه الغريب أم تجد من يتساخف عليها مثل الشاب بالداخل ام تتحمل سخافه هذا الغريب أيضا ....زفرت بضع مرات قبل أن تتخذ قرارها بتردد وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : بس عارف لو طلعت بتضحك عليا جدي ممكن يعمل فيك ايه 

ضحك هادي وهو رأسه : حقه يقطع من جتتي نثاير يا ست الكل 

أطلق صفاره من بين شفتيه هادرا : واد يا فتحي ...هات عربيتي 

اسرع أحد الشباب الي الشارع الجانبي ليحضر إليه تلك السياره التي فتح بابها وأشار إلي وصال بلياقه اتفضلي يا ست الكل 

صفقت وصال الباب وفتحت الباب الخلفي لتجلس وهي تهتف به بضيق : بطل بقي ست الكل دي 

انت مش شايفني والدتك 

ضحك هادي واتجه ليجلس أمام المقود : لا والدتي ايه ...ده انتي ست البنات 

نظر إليها من خلال المراه متظاهرا أنه يتراجع بالسياره للخلف بينما يقول : طيب ما تقوليلي اسم ست البنات ايه بدل ما ست الكل بتضايقك 

زفرت وصال وهتفت به بحنق: ميخصكش ومتقولش حاجه ...وصلني وانت ساكت 

......وصاااال !

ردد هادي الاسم بعذوبه بينه وبين نفسه بينما اسرع دياب بلهفه ينادي عليها ما أن لمحها تنزل من السياره 

: وصال ...كنتي فين ...برج من دماغي كان هيطير لما اتأخرتي 

قالت وصال وهي تضم نفسها الي أخيها وفجاه تتحول تلك الفتاه المشاكسه الي أخري ضعيفه تبكي وهي تخبره : محفظتي اتسرقت ومكنتش عارفه اعمل ايه ....توهت وانا رايحه ليك الوكاله ومعرفتش اعمل ايه ...لغايه ما الراجل اللي هناك ده قالي أنه صاحبك وكنت خايفه ....قاطعها أخيها وهو يربت علي كتفها بينما تقدم هادي منه يمد يداه إليه : حمد الله علي سلامه الانسه يا دياب 

اوما دياب له يشكره : تشكر يا هادي ...اشار الي أخته : ادخلي انتي 

تقدمت وصال الي داخل البوابه الحديديه لينظر دياب الي هادي : تشكر اتفضل خد واجبك يا هادي 

هز هادي رأسه : مره تانيه عشان عندي شغل 

اوما دياب قائلا وهو يدخل الي المنزل : تشكر مره تانيه !

دخل دياب خلف أخته الي المنزل بينما بقي هادي واقفا قليلا ونفس الابتسامه مرتسمه علي شفتيه .....هتف دياب بحنق في والدته : انتي ازاي يا اما تسيبيها تخرج وحدها 

قالت مهجه بدفاع عن نفسها : رجلي زي ما انت شايف يادياب بقالها اسبوعين في الجبس واختك كانت عاوزة تفك عن نفسها ....

البت زهقت من قعده البيت فقولت لها تخرج تشتري شويه حاجات 

زفرت دياب بحنق من خوفه علي أخته الصغيرة : كنتي تقولي ليا وانا اخدها مكان ماهي عاوزة ....كان هيحصل ايه دلوقتي لو مكانتش وقعت في واحد ابن حلال زي هادي 

ربتت مهجه علي كتف ابنتها الجالسه بجوارها بصمت وقالت لأخيها : الحمد لله عدت علي خير ....كفياك كلام في الموضوع ده جدك علي وصول 

التفتت الي ابنتها وتابعت : وانتي يا وصال يلا اطلعي غيري هدومك وانزلي 

اومات وصال واتجهت الي غرفتها ولم يراود خيالها طيف هذا الغريب بينما لم يتوقف طيفها عن السيطره علي هادي منذ أن رأها ....... اختطفت كيانه من اول وهله وسيطرت علي تفكيره فوجد نفسه كل يوم يحوم حول منزلها لعله يلمحها مره اخري تكون الفاصله بينه وبين أن يطلبها من أخيها ولكن وقتها جاء مهاب بحكم المحكمه ليأخذ وصايه ابنته التي بلغت السادسه عشر .... حاول معرفه التفاصيل من دياب الذي كان وجهه مكفهر كل يوم من بعد ذهاب أخته وجده لا يتوقف عن السباب لمهاب .....!

حاول أن يبعد طيفها عن تفكيره ولكن كيف وهاهو مثل مراهق وجد نفسه أمام باب مدرستها التي الحقها والدها بها لتتفاجيء وصال به امامها وتردد بعدم تصديق : انت !

قالتها وتابعت طريقها الي المنزل الذي يبعد شارعين عن المدرسه اعتادت أن تسيرهم بعد أن ارشدها والدها لهذا الطريق اول اسبوع كان يوصلها به بعدها اطمأن أنها ستذهب وتعود بمفردها لاختلاف مواعيد عمله عن مواعيد دراستها وكانت فرصه سائغه لهادي الذي لم يمل من تتبعها هي وأبيها بهذا الاسبوع حتي وجدها بمفردها ولم يتواني عن الحديث معها 

اسرع بخطواته خلفها لتتسارع دقات قلب وصال بخوف من هذا الذي يتبعها لتتوقف مكانها وتلتفت إليه بوجه غاضب هاتفه بينما ترفع اصبعها أمام وجهه : بقولك ايه يا راجل انت ...ابعد وبطل تمشي ورايا احسنلك 

قال هادي بابتسامه هادئه : لو قادر ابعد كنت بعدت 

رفعت حاجبها بحنق : عاوز ايه ؟

بلا تردد هتف هادي وعيناه لا تشبع من النظر اليها بينما عقدت خصلات شعرها علي هيئه ذيل حصان ولكنه مازال يتطاير حول وجهها محدث فوضي في مشاعره : عاوز القرب يا شهد العسل 

انصدمت ملامح وصال وهزت راسها بضع مرات بعدم استيعاب قبل أن تهتف به بتوبيخ : قرب ايه يا مجنون انت ...! انت عارف انا عندي كام سنه !

قالت كلماتها واسرعت بخطواتها تجاه المنزل تدفع نفسها دفعا دون أن تتوقف خطوة حتي اختلت بنفسها في المنزل لتستند الي الباب الذي اغلقته وتلقي حقيبتها المدرسيه علي الأرض وتعيد ما حدث برأسها ....من هذا الغريب الذي فجاه يتحدث وكأنه وقع في حبها !

صغيرة وتجهل شيء عن الحب والمشاعر الا ما تسمع عنه أو تقرءه احيانا في الروايات الرومانسيه....! 

كانت مشاعر جديده عليها كما كانت عليه ولكنها حاولت الا تفكر بها عكس هادي الذي كان كل لحظه لا يترك التفكير بها .... أصبح انتظارها أمام باب مدرستها لرؤيتها متعه لا يتوقف عن اقتناصها ...انتظاره لمجيئها يوم الخميس والجمعه لتبقي مع والدتها متعه ينتظر نهايه الاسبوع بفارغ الصبر من أجلها .... عام وهو لا يترك الركض خلفها ووصال لاتعرف كيف تفسر تلك المشاعر التي أصبحت تتسرب إليها تجاهه ...!

صد لا يتزحزح أصبح يتزحزح قليلا حتي أصبح الصد تمنع ودلال واخيرا نال منها وأصبحت تستمع إليه بخجل وحياء بتلك اللحظات التي يسرقها من حولهم وهو يسير خلفها ينتظر اي فرصه للحديث معها ....تغلغل بحياتها وأصبحت رؤيتها له يسير خلفها جزء من يومها وهاهي أنهت دراستها الثانويه وظهر التنسيق ليطير ابيها من السعاده حينما قبلت بكليه الطب ولم يكن ابيها فقط الذي طار من الفرحه فكان هناك هادي الذي سعد من أجل سعادتها ...! 

أبعدت وصال خصلات شعرها التي تطايرت حول وجهها للخلف وهي تلتفت تجاه خطواته القادمه ناحيتها ليشرق وجهها بابتسامه واسعه وينطق قلبها بلهفه هادي 

لم تكن لهفتهت توازي لهفته ليتمالك نفسه بصعوبه من أن يضمها إليه ويمافي بترك عيناه تلتهم ملامحها وهو ينطق اسمها باشتياق جارف : وصال وحشتيني 

خفضت عيناها واحمرت وجنتها لتنتفخ وجنتها ابتسامتها 

الخجول التي وكأنها تخبره أنها مثله اشتاقت إليه 

أمام الممر المائي الذي اعتاد اللقاء بها بجواره كان يجلس بجوارها ليمد يداه الي ذلك المغلف الكبير الذي أحضره ويمد يداه إليها به : مبروك يا احلي دكتورة 

ابتسمت وصال حينما سمعت تلك الكلمه منه لتنظر الي المغلف باستفهام : ايه ده يا هادي 

ظهرت تلك الغمازات بوجنته من ابتسامته بينما يفتح ذلك المغلف الكبير ويبدأ يعد لها كل ما احضره : جبتلك سماعه وبالطو ابيض وجهاز ضغط و ....و..... خليت الواد الأمن بتاع الوحده الصحيه يشتري ليا كل الحاجات بتاعه الدكاتره 

اتسعت ابتسامه وصال لتهتف به وعيناها تشتبك بعيناه: بس دي حاجات كتير اوي يا هادي وانا لسه يا دوب طلعت نتيجه التنسيق والكليه مطلبتش مني حاجه ....كلفت نفسك 

هز رأسه وقال بحنان : مفيش حاجه تكتر عليكي يا احلي دكتورة ...وبعدين هو انا لسه هستني الكليه تطلب ...انتي بس شاوري وامرك نافذ 

نظر إلي عيونها بهيام وتابع : طب تعرفي لو عاوزة جثه اجيبهالك تشرحيها تحضر حالا 

ضحكت وصال بصخب لتطرب اذناه بضحكتها التي امتدت للحظات طويله حتي استطاعت أن تتحدث : جثه مره واحده ....

: مش قد قولي يا بنت الدكتور ولا ايه 

هزت كتفها بدلال : لا قده 

قال بابتسامه راضيه : يعني عاوزة جثه تشرحيها بايدك الناعمه دي 

ضحكت مجددا وهي تهز راسها : لا مش عاوزة 

نظرت إليه وتابعت بدلال : بس خليك فاكر عرضك عشان جايز احتاجها بعد كده يا هادي 

اوما لها بتأكيد : تحضر يا عيون هادي 

مد يداه الي جيب سترته التي يرتديها اسفل جلبابه الفضفاض ليخرج منها علبه هاتف هو الاحدث قائلا : اتفضلي 

نظرت له وصال باستفهام : ايه ده ؟!

قال بهيام : نفسي اسمع صوتك كل ما احب من غير ما اسافر ساعات رايح جاي 

ضحكت وصال بخجل ليقول بغزل : نفسي اتقطع من الجري وراكي يا بت الدكتور ياللي جننتيني !

مدت وصال يدها تعيد إليه الهاتف قائله : يبقي مش هاخد التليفون عشان يفضل نفسك مقطوع 

نظر هادي الي عيونها متنهدا بعشق : يعني مش عاوزة تحني عليا 

هزت كتفها بدلال : ما انا حنينه هو انا عملت ايه ؟!

قال هادي بقليل من الانزعاج : منعاني اطلبك من ابوكي 

تغيرت ملامح وصال للجديه وهي تهز راسها : تطلبني ايه يا هادي ....لا طبعا بابا مستحيل يوافق ارتبط دلوقتي ....انا لسه صغيرة ويادوب هدخل الجامعه 

عقد هادي حاجبيه باستفهام : والحل ؟!

قالت وصال وهي تهز كتفها بحيرة : اصبر شويه !

تنهدت وتابعت : اصلا انا خايفه اوي أسقط 

هز هادي رأسه وقال برفق : متخافيش من حاجه طول ما انا موجود .....غمز لها بشقاوة وتابع : بعون الله اخطف ليكي المدرسين بتوعك واجبرهم ينجحوكي 

ضحكت وصال بصخب : ده انت طلعت زعيم عصابه ...وبعدين اسمهم دكاتره مش مدرسين 

ضحك قائلا بلامبالاه : مش فارقه اهو انا مستعد اعمل اي حاجه عشانك ...!

تنهد هادي وهو يعود من ذكريات بدايه قصه حبه لها لتتسارع الذكريات برأسه الي بعد ثلاث سنوات ارقه حبه لها واشتياقه لها وبعدها الذي زاد لهيب حبها بقلبه أكثر 

فأصبحت حلم لا يحلم الا به ويعد الايام ولا يعرف كيف سيصبر إلي أن تنهي دراستها ولم تكن أبدا الايام التي تأتي بها الي البلده لتقصي إجازتها برفقه والدتها كافيه ولكنه يصبر نفسه بهم ...! 

تلفتت وصال حولها بينما تتسحب من جوار والدتها التي وقفت بالمطبخ تعد لها وليمه كمل إجازة تأتي بها إليها لتخرج علي أطراف أصابعها من المنزل وتركض الحديقه الفاصله إلي أن خرجت من البوابه الحديديه وهي تهتف بهذا الذي كان واقف بانتظارها : هادي أنت اتجننت ...دياب وجدي جوه ازاي تيجي كده 

قال هادي الذي غلبه اشتياقه لها ولم يستطيع الانتظار حتي الصباح فأتصل بها يخبرها أنه بالخارج ينتظرها 

: وحشتيني يا شهد العسل ومش قادر استني للصبح 

فتحت فمها لتعترض لتسكتها نظراته المشتاقه والتي اختطفت عيونها في نظرات ملتهبه تبادلها كلاهما للحظات قبل أن يتجرأ هادي ويمد يداه الي يدها يمسكها باشتياق جارف ولكن وصال سرعان ما سيطرت علي رجفه أوصالها وسحبت يدها من يداه ولكن قبل أن تقول شيء كانت تشهق بفزع وهي تري نظرات والدتها اليها بينما استشعرت عدم وجودها وخرجت من باب المنزل المفتوح تبحث عنها لتتفاجيء بهذا المنظر !

تعلثمت وصال وهوي قلبها بقدمها بينما جذبت والدتها يدها وسحبتها خلفها وهي ترمق هادي بنظرات التوبيخ : جاي بيوت الناس في نصاص الليالي ...اخص عليك ... ! 

سحبت مهجه ابنتها الي الداخل لتدفع يدها ما أن دخلت وأغلقت الباب خلفها بعنف قبل أن تهتف بتوبيخ : كده يا وصال ...هي دي تربيتي ...واقفه مع واحد في نص الليل . ..عاوزة تخلي اخوكي ولا جدك مجرم ويدخلوا السجن لو اتهورا لما يشوفوا منظر زي ده 

قالت وصال بدفاع عن نفسها وهي تلتقف أنفاسها : يا ماما والله انا ....قاطعتها مهجه بغضب : مش عاوزة اسمع حاجه دلوقتي ... قرصتها بحنق في ذراعها وهي تتابع وهي تهتف من بين اسنانها : هتحكي ليا علي كل حاجه بس مش دلوقتي عشان اخوكي وجدك ميحسوش بحاجه ...امشي علي اوضتك !

تهمه جديده سيلقيها عليها مهاب في تقصير اخر فيكفي أنها قصرت في تعليم ابنها والان قصرت في تربيه ابنتها 

هزت مهجه راسها وهي تهتف بضيق : ليه يا وصال توقفيني تاني قدام ابوكي اللي ما هيصدق ويلومني !

حك هادي ذقنه وظل يتحرك بعصبيه ذهابا وإيابا لدقائق طويله ليتوقف مكانه وتتجه عيناه الي بوابه المنزل الذي بقي واقف أمامه...لحظه اثنان بعدها كان يدفع البوابه الحديديه ويدخل وقد أخذ قراره ....فتحت مهجه الباب الذي تعالي رنينه لتنزعج ملامحها ما أن رأت هادي امامها ...تلتفت حولها بقلق بينما لا تعرف سبب مجيئه : خير ! 

قال هادي بتهذيب وهو يخفض صوته : حقك عليا يا ست ام دياب ....انا نيتي خير ...الحاج دياب موجود

عقدت حاجبيها باستفهام عن سبب سؤاله لوالدها الذي ظهر من الداخل يسأل : مين يا مهجه ؟!

قالت مهجه بتعلثم : واحد بيسأل عنك يا ابويا ....باين ابن الغزالي !

اتجه دياب الكبير يرحب بهادي : اهلا اهلا ...اتفضل يا ولدي 

فرك هادي يداه ببعضهم يستجمع شجاعته وهو يقول : عاوزك في كلمتين يا حاج 

اوما دياب الكبير ليفسح المجال لهادي أن يدخل وسرعان ما جلس وانضم إليهم أخيها دياب لينظروا الي هادي الذي لم يأخذ وقت طويل قبل أن يكشف عن سبب زيارته : انا جاي طالب القرب منكم يا حاج دياب 

نظر له دياب باستفهام للحظه خشي فيها هادي أن يرفضه ولكن تبادل الجد والحفيد النظرات لبعضهم قبل أن يشير له دياب : كمل كلامك يا ولدي 

حمحم هادي وهو يحاول التجلد بالقوة بهذا الموقف : بعد اذنك يا حاج انا جاي اطلب ايد الانسه وصال .....شوفتها وعرفت انها من بيتكم وطبعا نسب يتمناه اي واحد ....فرك يده وتابع : طلباتكم أوامر وكفايه انكم توافقوا وطبعا انا بس جيت اشوف رايك يا حاج ولو في قبول هجيب العيله ونطلبها !

لمعت عيون دياب الكبير بالرضي وسرعان ما كان يبدي موافقته التي تعني اعاده حفيدته الي حضن ابنته ليقول وهو يهز رأسه بعد أن لقي نفس القبول بعيون حفيده : نسبك يشرف ياابن الغزالي ... موافق وأخوها موافق 

صكت مهجه صدرها بيدها وتراجعت الي الخلف تكتم صوتها وهي تهز راسها بالرفض الذي كتمته بداخلها إلي أن انصرف هادي ليتعالي صوت دياب الكبير ينادي علي حفيدته : وصااال

انحبست انفاس وصال بصدرها من سماعها لصوت خدها لتخرج بخطوات متعثره من غرفتها وهي تقول بقلق : نعم يا جدي !

نظر دياب الي وصال ليهوي قلبها بقدمها من نظراته التي تحولت بلحظه الي ابتسامه نادرا ما تراها علي ملامح جدها الذي قال : مبروك يا بنت الغاليه .... هادي ولد الغزالي طلبك وانا وافقت 

بوغتت وصال وتبعثرت أفكارها مع مشاعرها فلم تبدي فرحتها التي غمرت كيانها ولا خوفها من ما حدث ولا عدم استيعابها لما يقوله جدها وكانت مهجه من استطاعت ترجمه شيء من أفكار وصال لتقول بصوت خافت متقطع : وابوها ؟!

التفت دياب الكبير بحده الي ابنته التي سرعان ما خفضت عيناها الي الأرض خوفا من نبره ابيها الذي زمجر بغضب : وهو ابوها هيكسر كلمتي ولا ايه ؟!

قالت مهجه بتعلثم وهي تتراجع بضع خطوات للخلف : قصدي يا ابويا ابوها لازم يوافق 

نظر لها ابيها بحده مزمجرا : انتي عاوزة بتك جنبك 

قالت مهجه بصوت خافت : وتعليمها 

هدر دياب بحنق : بلا علام بلا كلام فاضي البت مسيرها لبيت جوزها 

تدخل دياب الصغير باحتدام : جدي عنده حق ....احنا مش محتاجين موافقته .....نظر إلي والدته وتابع بحنق : ايه يا اما انتي عامله له حساب ليه .....اهو وصال بكده هترجع لحضنك تاني 

قالت مهجه بتعلثم : وده يوم المني بس انا بقول ناخد رأي ابوها وبرضه ....برضه وصال لساتها بتدرس يعني مفيش داعي نستعجل 

اشاح دياب الصغير بعيناه عن والدته وانصرف ليحك دياب الكبير ذقنه ويهتف بنبره قاطعه : انا اديت للراجل كلمه ....هي تشاور ابوها والتفاصيل نبقي نتكلم فيها بعدين ! 

تقابلت عيون وصال بعيون والدتها الملتاعه لتشعر بشقي الرحي مجددا تحتكم حولها ....والدتها ووالدها والاثنان أمام بعضهم فحاولت طوال الليل أن تتهرب من تفكيرها الذي امتليء بالخوف والقلق وهي تفكر في الف سيناريو لرد فعل ابيها لتمر عليها الليله طويله وتمر علي هادي بسرعه البرق بينما نام يحلم بأنها ستكون له واخيرا ! 


.........

...

جاء مهاب مبكرا ليصطحب ابنته لتأخذ مهجه المبارده بأنها من ستمهد للموضوع معه حتي لا ينشب حريق بينه وبين ابيها ....نظرت وصال الي والدتها : تفتكري رد فعله ايه ؟!

استجمعت مهجه شجاعتها تطمئن نفسها : هادي شاب كويس ...هيوافق أن شاء الله 

خرجت إليه ليتفاجيء مهاب بأن مهجه من تخرج من الباب وليس ابنته ليبعد عيناه بعيدا عنها ويركزها علي الارض الزراعيه حوله والتي أصبح حتي لا يطيق رائحتها التي تذكره بتجربته مع زوجته 

ابتلعت مهجه وهي تقول بصوت خافت : ازيك يا ابو دياب 

لم ينظر مهاب تجاهها بينما مجرد سماعه لهذا الاسم يثب بداخله مراره عجزه أن يكون ابنه مثلما تمني ويذكره بما أصبح عليه ...مجرد نسخه من حماه الذي يكرهه ليقول باقتضاب : وصال فين ؟!

غص حلق مهجه لتجاهله لها ولكنها تابعت : مهاب عاوزاك في كلمتين 

التفت لها مهاب بحده : كلمتين ايه ؟!

أشارت مهجه إليه أن يدخل : طيب ادخل نتكلم جوه 

هتف مهاب باستنكار : ادخل !! ....انا لا يمكن ادخل البيت الي انطردت منه 

قالت مهجه برجاء : هقولك كلمتين مهمين ..... ادخل حتي باب الجنينه 

علي مضض دخل مهاب الذي لم تساعد مهجه ملامحه ولا وقفته المتحفزة لتضع وصال يدها علي قلبها الذي يدق بجنون بينما تخرج الكلمات متقطعه من شفاه مهجه كلمه تلو الأخري جعلت وجهه مهاب يتحول الي جمره ملتهبه فلم يصبر لسماع المزيد وسرعان ما كان يزمجر بانفعال شديد : بتقولي ايه يا مجنونه انتي. ... عريس ايه وجواز ايه ؟!

قالت مهجه برجاء متجاهله إهانته : الراجل شاريها وعيلته الف واحد يتمني يناسبها ....عنده ....

ضغطت علي وريد مهاب ونقطه ضعفه فسرعان ما كان يقاطعها بغضب شديد : عنده فلوس طبعا ....نظر إليها ساخرا وتابع : مش ده اللي عاوزة تقوليه ...حملت نظراته غضب ممزوج بالتقليل بينما يهتف بسخط : 

طبعا طالما عنده وعنده يبقي نجري ونقول اه ....

عاوزاها تبقي زيك وفرحانه بالعريس اللي هيجيب ويجيب 

ازدادت نظراته وقطرت تقليلا بينما يتابع : 

لا دي واحده زيك اللي تفرح بعريس زي ده جاهل إنما بنتي لا ...بنتي الدكتورة لا يمكن اجوزها لواحد جاهل حتي لو عنده مال قارون ....بنتي اللي معرفتيش تطلعي اخوها زيها وعملتيه نسخه من ابوكي ...معلم جاهل بس جيبه مليان وانا مش هسمح ليكي تعملي كده في بنتي 

جرح والدتها بقوة لتندفع وصال تجاه مهجه التي تجمعت الدموع بعيونها وهي تهتف بانكسار : تشكر ياابن الأصول 

انسابت الدموع من عين وصال التي نظرت إلي ابيها بعتاب تجاهله مهاب وهو يجذب يدها : يلا يا وصال 

حاولت وصال جذب يدها من يد ابيها الذي تفاجيء بها تتخذ جانب والدتها لينظر لها بحزم : سمعتي انا قولت ايه ....يلا قدامي واياك تفكري مجرد تفكير في كلام الست دي 

غص حلق وصال وهي تهتف بعتاب : بابا كفايه كده ...حرام عليك 

جذب مهاب يد ابنته بقوة ودفعها تجاه سيارته الصغيرة المتوقفه بالخارج وهو يهتف بسخط : انا اللي حرام عليا ولا هي اللي مش مكفيها أنها ضيعت مستقبل واحد وجايه تضيع مستقبلك انتي كمان ...قدامي يا وصال !

.........

....

نكست مهجه راسها الي الأرض لتخفي انسياب دموعها بينما وصل هادي بعد مغادره وصال بقليل ليعقد حاجبيه باستفهام : مشيت ؟!

اومات مهجه بصوت متحشرج بالدموع : ابوها اخدها ؟!

سال هادي بتوجس : اخدها ليه ... هو معرفش باتفاقي مع جدها 

اومات مهجه وقالت وهي تنظر إلي هادي : هو ابوها يا هادي والأصول هو اللي يوافق مش جدها 

قال هادي باندفاع : وماله ....اروح اطلبها منه !

وليته لم يفعل بينما وقف أمام مهاب بهذا الموقف .....فتح مهاب الباب ومازالت ملامحه متجهمه بينما ابنته طوال طريق عودتهم لم تنطق بكلمه ولم تستمع الي مبرره بل أغلقت علي نفسها غرفتها ليتفاجيء بهذا الذي طرق بابه ....افندم 

حمحم هادي وهو يستجمع شجاعته للحظه قبل أن يقول : السلام عليكم ....انا هادي 

تجمعت الدماء بوجه مهاب وبدت كنيران بوجهه الابيض ليلتهب بالحمره بينما هادي يتحدث بلباقه قدر الإمكان : ممكن اتكلم مع حضرتك 

نظر له مهاب بينما يتحدث هادي عن نفسه وتجارته وعمله للحظات قبل أن يدخل صلب الموضوع : انا كلمت الحاج دياب وطلبت منه الانسه وصال وجيت اطلبها من ....قاطعه مهاب ما أن نطق هادي بطلبه ليهب من مكانه مزمجرا بغضب واستخفاف 

: انت بتقول ايه ...تتجوز مين ....انا بنتي هتبقي دكتورة وانت ايه ...انت ولا حاجه ...فلوس ايه اللي بتتكلم عنها ...الفلوس دي لو حطيتها ووقفت عليها عمرها ما هتعليك ولو درجه واحده قدامي ...برا !!

احتقن وجه هادي بالغضب من اهانه مهاب له ليهب واقفا يتطلع اليه بغضب شديد للحظه قبل أن يندفع خارج الباب تسبقه كرامته المبعثره ....! 

ازدادت قبضه هادي قوة بينما تلك الكلمات مازالت تتردد في أذنه وكأنه سمعها بالأمس ليعود من ذكرياته 

Back 

....مازالت نظرات مهاب المحقره له وكلماته المتعاليه لا تفارقه ليمد يداه تجاه عنقه يمررها حوله بينما شعور الدونيه لا يفارقه منذ سنوات .....بنتي هتبقي دكتورة ....وانت ايه ...انت ولا حاجه !!

واحد جاهل زيك متخيل أنه ممكن يناسب دكتور جامعي زيي ...متخيل أن انا في يوم من الايام اقعد معاك ولا مع ابوك ....متخيل أن بنتي تتجوز واحد جاهل !

ازدادت حركه يداه حول عنقه بعصبيه لم تفلح محاولاته في تهدئه نفسه باقصاءها ....ذلك الرجل البغيض الذي وضع بداخله عقده وكان الوحيد الذي اشعره كم هو ضئيل ...!

......

اطمأنت وصال أن ابيها نام بعد أن انهكته جرعه الادويه المسكنه التي يأخذها حتي تسكن ألمه الشديد لتقوم من جواره وتلقي نظره متألمه إليه بينما أخذ المرض الكثير من رونق ملامحه وجسده الذي هزل كثيرا .....أغلقت باب غرفته بهدوء واتجهت لتجلس في الشرفه التي كانت دوما رفيقه وحدتها .... سنوات مرت عليها وهي بين كتبها ودراستها فلم تكون صداقات ودائرة معارفهم قليله لطبيعه والدها الانطوائيه لتتنهد بضع مرات لعلها تستنشق رائحه الزهور حولها ولكن ضاعت الرائحه وسط الزحام الذي عج به ذلك الشارع علي مدار سنوات وأصبحت العمارات العاليه تحجب الهواء الذي بالكاد يعبر من بينها .... عقدت حاجبيها ونظرت الي ساعتها تزامنا مع رنين جرس الباب لتستغرب مجيء أحد إليهم بهذه الساعه .....سحبت مهجه يدها سريعا بعد أن دقت الجرس وهي تلوم قلبها للمره التي لم تعد تعدها بينما كل مجيء لها أمام هذا الباب يترك كسر جديد بقلبها الذي مازال يخبرها سرا أن بداخله ذلك الطبيب الذي وقعت بغرامه مهما مرت من سنوات ومواقف بينهم ! 

لم يدخل الي قلبها سواه لذا لم توافق علي اي رجل تقدم إليها من بعده وتعللت بأنها اخذت نصيبها والمتبقي من عمرها وهبته بطيب خاطر لأولادها ولكن الحقيقه أنه مازال متربع بقلبها الي جوار كل ذلك الغبار الذي مهما غطي علي حبها له إلا أنه مازال موجود .... رفعت عيناها تجاه الباب الذي انفتح بينما انحبست كل أنفاسها بداخل صدرها للحظه متوقعه أنه من سيفتح الباب لتترك الهواء يدخل الي رئتيها ما أن وجدت ابنتها من فتحت الباب 

: وصال 

قالت وصال بعدم تصديق : ماما 

كم كانت بأمس الحاجه لإلقاء نفسها داخل حضن يحتويها بتلك اللحظه ومن افضل من حضن والدتها التي استقبلتها بين ذراعيها وبيدها الحنونه اخذت تربت علي كتفها وهي تشعر بالحمل الثقيل الذي تحمله ابنتها علي كتفها حتي ولو لم تعرف تفاصيله ...: قلبي مطاوعنيش اسيبك وحسيت انك محتاجه ليا 

انسابت الدموع من عيون وصال التي قالت بصوت محتشرج وهي تضم نفسها الي والدتها أكثر : اوي اوي يا ماما ...محتاجه لحضنك اوي 

نظر هادي في ساعته بيننا مضت نصف ساعه علي وجود مهجه بالاعلي ....!

هزت وصال كتفها وتابعت : حقيقه بابا اتصدم بيها وكأنه اول مره يعرفها أن الواسطه والفلوس صوتها اعلي وكأنه كان عايش في عالم تاني وفاكر أن الاجتهاد في الشغل والدراسه كفايه والكفاءة هي اللي بتحكم وعشان كده اتصدم لما عماده الكليه راحت لواسطه اعلي منه بالرغم من أنه اللي كان يستحقها بجداره ...مقدرش يقبل الحقيقه دي و ساب كل حاجه حتي البلد بحالها قرر يسيبها ويوافق علي السفر عشان يدرس في جامعه برا وفضلنا سنين هناك لغايه ما رجعنا بعد ما حالته الصحيه اتدهورت .....غص حلق وصال وتابعت بأسي : كان نفسه طلابه تفتكره وتحضر عزاه 

غص حلق مهجه وطفرت الدموع من عيونها وربتت علي كتف ابنتها بحنان قائله : بعد الشر عليه ...ابوكي هيخف ويبقي زي الفل 

هزت وصال راسها بيأس هاتفه : حالته متأخره جدا والعلاج مجرد وقت 

تنهدت مهجه وهي تزيح دموعها من عيونها بظهر يدها : الاعمار بيد الله 

اومات وصال قائله : ونعم بالله 

نظرت مهجه مطولا الي وجه ابنتها التي كانت تكفف دمعها لترسم ابتسامه حانيه علي وجهها وتغاير الموضوع بينما تقول بحنين: وانتي يا وصال .....كلميني عنك ....عملتي ايه طول السنين دي ...نظرت إلي وجهها الذي مازالت ملامحه مرتسمه في عقلها كما تركتها منذ عشر سنوات 

ابتسمت وصال الي والدتها وهزت كتفها تحاول ايجاد إنجاز لها في حياتها بشيء سوي الدراسه التي لا تتطرق إليها حتي لا تجرح والدتها لتقول : زي ما انا معملتش حاجه ؟!

قالت مهجه بلهفه : بقيتي دكتورة يا وصال صح 

اومات وصال بابتسامه هادئه لتسألها مهجه مجددا بنفس اللهفه لتعرف كل شيء عن ابنتها فاتها : دكتورة زي ابوكي 

هزت وصال رأسها قائله : اتخصصت في طب الاطفال 

ابتسمت مهجه بينما تشرح وصال لوالدتها تخصصها الذي لا تفهمه ولكنها تشعر بالسعاده أن ابنتها شيء كبير 

نجح والدها بجعلها نسخه منه 

انفلت السؤال من شفاه مهجه دون أن تقصد : متجوزتيش يا وصال 

هزت وصال راسها وزمت شفتيها قائله باقتضاب : مقابلتش حد مناسب 

شعرت مهجه بالاسي تجاه ابنتها التي اقتربت من الثلاثون وبعقليه امرأه مثلها تري أن قطار الزواج فات ابنتها لتغاير وصال الموضوع وهي تضع يدها فوق يد والدتها قائله : بس تعرفي اني فرحت اوي انك جيتي يا ماما ....نظرت إليها مهجه بابتسامه قائله : قلبي قالي أن في حاجه مرضتيش تقوليها بعد اللي حصل بينك وبين اخوكي 

حمحمت وصال بخجل قبل أن تهز راسها وهي تقول بتردد : بصراحه اه يا ماما 

نظرت لها مهجه بتلهف : قولي يا قلب امك 

ابتلعت وصال قبل أن تقول : بابا علاجه محتاج فلوس كتير جدا ....انا صرفت كل الفلوس وحتي بيعت العياده القديمه ... جلسات العلاج بتتكلف كتير اوي 

غص حلقها وتابعت : حاولت أن الكليه تعالجه علي نفقتها ولكن بابا استقال وبالتالي مالوش اي حق ....حكت خصلات شعرها بحيره واسي وكأنها تحدث نفسها : مبقاش قدامي الا اني اجرب اعمل له علاج علي نفقه الدوله ولكن إجراءاته هتاخد وقت وبابا مش هيتحمل البهدله دي وعشان كده فكرت أن دياب ممكن يساعدني 

بوغتت مهجه ولكنها لم تبدي لابنتها خوفها من موقف أخيها لتعشمها بأمل لا تدرك من اين اتت به : طبعا يساعدك ....ده اخوكي ومالكوش الا بعض 

هزت وصال راسها وخفضت عيناها قائله : مفتكرش بعد موقفه 

هزت مهجه راسها : دياب طيب اوي بس هو حمقي شويه....انا هكلمه وهديكي اللي انتي عايزاه 

أكدت لابنتها ماهي ليست متاكده منه ولكنها حتي وان رفض دياب فكرت أن تبيع ذهبها وتعطي ثمنه لابنتها لترتسم ابتسامه متأمله علي شفاه وصال بتردد : بس انا خايفه يضايقك 

هزت مهجه راسها واحضنت ابنتها : مش هيضايقني انتي بس متضايقيش نفسك وارمي حمولك علي الله 

: ونعم بالله 

جاء وقت الوداع بينما طالت جلستهم لتحتضن مهجه ابنتها وتودعها وتنزل للاسفل بخطوات مسرعه تقول باعتذار : حقك عليا يا هادي يا ابني عطلتك 

هز هادي رأسه قائلا بلهفه : متقوليش كده ياأم دياب ...طمنيني علي وصال 

قالت مهجه بامتنان : كويسه يا ابني ...هي بس متضايقه عشان ابوها تعبان اوي 

تلهف هادي لمعرفه كل شيء ليقول سريعا ما أن سمع بمشكله علاج والد وصال : : بكره الصبح هتكون الفلوس عندك يا ام دياب تديها لوصال

نظرت مهجه إليه بحسره علي خساره ابنتها له بينما بلا تردد ما أن عرف منها ما تمر به وصال كان يعرض مساعدته   لتهز مهجه راسها قائله بامتنان : تشكر ياابني ...انا هكلم دياب ولا يمكن يتأخر عن أخته !


...........

.....

جففت بهيه يدها بعد أن أنهت كل اعمال المطبخ لتتجه الي الاعلي وسرعان ما تتغير ملامح وجهها وهي تتجه الي أحدي الغرف التي تعالي منها بكاء الطفل الرضيع لتفتح الباب وتنظر الي تلك الشابه التي تتحرك بارجاء الغرفه تحمل طفل بين ذراعيها بينما الاخر بوسط الفراش يبكي لتقول بانزعاج وهي تنحني لتحمله : في ايه يا دنيا ...مالهم العيال 

قالت الشابه بانفعال : زي ما انتي شايفه يا ابله بهيه اسكت واحد التاني يعيط وأما مهجه مش عارفه راحت فين عشان تشيل عني 

حملت بهيه الصغير تهدهده بين ذراعيها ونظرت الي دنيا بتحذير : وهي أمه بهيه امهم ولا انتي ومالك بيها هي فين ....في اوضتها بترتاح هتكون فين يعني 

نظرت دنيا بخبث الي بهيه قائله : لا انا دخلت اوضتها ومكانتش موجوده 

تعلثمت بهيه التي استأمنتها حماتها علي سر ذهابها ولكنها عقدت حاجبيها وقالت بسخط : وانتي بتدخلي اوضتها ليه ...؟

قالت دنيا بفضول خبيث : الله يا ابله بهيه وانا عملت ايه ...انا بس غرضي اطمن عليها 

اقتربت منها وتابعت بمكر : الا قوليلي هي ايه الحكايه بتاعه وصال دي ....ده من زمان امي قالت إن ابوها الدكتور اخدها علي مصر واتجوزت دكتور زي ابوها ...تفتكري رجعت تاني ليه 

ودياب من وقت ما شافها وركبه ميه عفريت واخد في وشه وخرج وبعده اهي أمه بهيه شكلها مش في البيت 

نظرت بهيه بحنق شديد الي تلك الشابه التي اختارتها بيدها لتزوجها لزوجها حينما مر عامان ولم تحمل بهم.....هي بيدها من زوجت زوجها لآخري ظنا منها أنها ستكون اخت لها تقدم سعاده الاطفال لزوجها

: وانتي مالك بكل ده .....بت يا دنيا اسمعي اياك تجيبي سيره لدياب ولا تسأليه عن حاجه ولا تتدخلي أمه مهجه راحت فين 

رفعت دنيا حاجبها الرفيع بخبث : يبقي شكلك عارفه 

زفرت بهيه هاتفه : ميخصكيش يلا هاتي مصطفي وروحي وضبي نفسك عشان دياب لما يرجع واياك تضايقيه 

اسرعت دنيا بترحيب تعطي طفلها الصغير الي بهيه التي حملته الي جوار توأمه محمود قائله بضحكه : تسلمي يا ابله بهيه 

خرجت بهيه تحمل الطفلان الي غرفتها تهدهدهم بحنان بينما دنيا أسرعت تخرج قميص حريري باللون الاحمر الناري ترتديه لتظهر مفاتنها وتتهدل حمالاته الرفيعه علي كتفها تعطيها المزيد من الإثارة ....وقفت تضع احمر شفاه وتصفف شعرها المصبوغ بالاصفر وهي تدندن أمام المرأه عاد دياب بعد أن هديء مع قرب شروق الشمس ...ليضع نفسه في الفراش الي جوار دنيا التي غفت وهي بانتظاره 

......

اسرعت بهيه تجاه مهجه التي وصلت مع بدايه شروق الشمس لتتهامس هي وبهيه دون أن ينتبهوا الي دنيا التي وقفت خلف باب غرفتها تتصنت بعد أن استيقظت قبل قليل ....قضمت شفتيها بحيره لهذا السر الذي بين حماتها وضرتها لتنظر الي دياب الغارق بالنوم وتفكر بخبث أنه لا يعرف شيء عن خروج والدته وبهيه ضرتها فقط هي من تعرف !

...

فتحت احسان عيناها علي حركه هادي بالغرفه والذي عاد قبل قليل ليستحم ويستبدل ملابسه ويخرج الي عمله لتهب جالسه باستفهام : انت خارج !

اوما هادي بصمت لتزداد عقده جبين احسان : هو انت رجعت امبارح يااخويا ...انا طول الليل مش حساك جنبي 

قال هادي باقتضاب وهو يضع ساعته الفضيه الانيقه بمعصمه : عندي شغل 

صمتت احسان ولكنها شعرت أن هناك خطب ما في تلك الليله التي لم يعد بها الي المنزل ولكن كعادتها لم تعطي بالا للأمر بينما لديها أمور اهم ....يجب أن تذهب الي قدورة لتعطي لها المال قبل عوده حماتها من منزل ابنتها 

........

..

التفتت دنيا إلي دياب الذي استيقظ بمزاج عكر 

لتتجه الي الفراش بجواره قائله : صباح الخير يا دياب ....انت اتاخرت امبارح كده ليه ؟

مالت عليه بدلال وهي تتابع : فضلت طول الليل مستنياك 

قال دياب باقتضاب وهو يغادر الفراش : كان عندي شغل .....التفت حوله باستفهام : العيال مع بهيه برضه ...انا مش قولتلك متتعبيهاش وعلي الاقل تاخدي عيل منهم بدل ما بتفضل هي سهرانه بيهم طول الليل وانتي في سابع نومه 

قالت دنيا سريعا بتعلثم وهي تقصي عن نفسها تهمه الإهمال في حق أطفالها : والله يا اخويا كانوا معايا لغايه نص الليل بس ابله بهيه صممت تاخدهم وانا مرضتش اكسر بخاطرها ...!

ضغطت علي نقطه ضعفه تجاه بهيه التي يكن لها معزه خاصه ولا يفعل أي شيء لكسر خاطرها ليقول بنبره أمره : ولو ....يبقي تعرضي عليها تساعديها 

قالت دنيا سريعا : بساعدها يا اخويا ...ده انا مش بخليها تعمل حاجه في البيت 

اوما دياب واتجه الي الحمام لتزم دنيا شفتيها بغيظ شديد وغيره من ضرتها التي تفوقها جمالا وانجبت بدل الصبي اثنان ومازالت تسيطر علي قلب زوجها الذي دوما يضعها في المرتبه الأولي ....!

وضعت عليها عباءه منزليه انيقه مطرزة يدويا واحكمت قفل سلسلتها الذهبيه الثقيله وكحلت عيناها بينما تستعد للخروج من غرفتها بأجمل هيئه دون أن تلتفت الي أطفالها الذين اهتمت بهيه بكل ما يخصهم منذ الصباح الباكر ليخرج دياب ويقف يتطلع إليها باستفهام : فين هدومي ....؟

قالت دنيا بسرعه : اهو حالا هجهزهم يا دياب 

زفرت دياب بسخط : لسه هتجهزيهم ...امال بقالك ساعه بتعملي ايه .....وفين العيال ...واقفه بقالك ساعه قدام المرايه ولا علي بالك عيالك ولا جوزك 

اتجه الي باب الغرفه بحنق ينتوي الذهاب لغرفه بهيه التي تريحه بكل تفاصيله فأكلت الغيره قلب دنيا لتسرع اليه تمسك ذراعه برجاء : حقك عليا يااخويا ....ثواني وكل حاجه هتكون جاهزه ......نظرت إليه بضعف وتابعت بتبرير تاكدت أنه سيشعل النيران بعيدا عنها لينشغل زوجها بشيء آخر غير تقريعها وانتقادها : انا بس متلخطبه اكمن قلبي اكلني من القلق عليك انت طول الليل انت وأمه مهجه 

عقد دياب حاجبيه والتفت لها باستفهام : امي ! مالها امي ؟!

تظاهرت دنيا بالبراءه وهي تقول : ملهاش يااخويا بس لما خرجت في نص الليل قلقت 

اتسعت عيون دياب بمفاجأة ليهدر بها : خرجت فين يا مخبوله انتي 

فركت دنيا يدها بينما تبدو متعلثمه وكأنها وقعت بلسانها وهي تقول بتعلثم : معرفش ....انا معرفش حاجه ...تلاقيها كانت في اوضتها وانا مأخدتش بالي زي ما بهيه قالت 

ضيق دياب عيناه بغضب واندفع خارج باب الغرفه ينادي بصوت جهوري : بهيه. ..... بهييييه 

بتوتر شديد خرجت بهيه من المطبخ علي صوت زوجها : مالك يا دياب 

جذبها دياب من ذراعها ودخل بها الي الغرفه يسألها بغضب شديد : امي كانت فين امبارح ؟!

تعلثمت بهيه ووقع قلبها في قدمها لتقول بكلمات متقطعه : أمه ....أمه ...مكانتش ...قصدي هتكون فين ؟!

زجرها دياب بغضب : انطقي وقولي 

: كنت عند وصال !

كان هذا صوت مهجه التي فتحت الباب ودخلت لتخلص زوجه ابنها من يده ...التفت دياب بحده الي والدته التي قالت وهي تبعد يداه عن بهيه : سيبها هي متعرفش حاجه 

اشار دياب الي بهيه أن تخرج ليلتفت الي والدته باتهام : عيدي قولتي ايه يا اما !

اتجهت بهيه سريعا الي غرفه دنيا التي حاولت أن تدافع عن نفسها ببراءه : في ايه يااختي ماله دياب بيزعق معاكي ليه ؟

انقضت بهيه علي ذراع دنيا تمسكها منه بغضب : بتسألي وانتي ولعتي النار 

قالت دنيا ببراءه : انا !

اومات بهيه بسخط : أيوة انتي اللي قولتي له أن أمه مهجه خرجت 

هزت دنيا راسها سريعا : مقولتش حاجه 

نظرت لها بهيه بحنق شديد لتخفي دنيا نظرات الخبث من عيناها وهي تتابع: ....وبعدين انتي مش قولتي أنها مخرجتش !

قالت مهجه وهي تتحلي بالشجاعة : روحت لبنتي اطمن عليها بعد ما كسرت خاطرها 

رفع دياب حاجبه بسخط : يعني كسرتي كلمتي وكلمه جدي وروحتي للراجل ده 

هزت مهجه راسها هاتفه : روحت لبنتي يا دياب 

هتف دياب بغضب شديد : وهي بنتك فين ...ماهي مع الراجل ده 

تعالي صوت مهجه الغاضب : الراجل ده ابوك 

أظلمت عيون دياب بالغضب من سماع تلك الكلمه لتقترب مهجه منه وتقول برجاء : كفايه زعيق جدك هيسمع .....يا دياب اختك في محنه ...ابوك محتاج علاج وهي لوحدها 

قاطعها دياب بسخط : هي اللي اختارت ولو عاوزاني مقولش انا لجدي علي اللي حصل تنسيه وتنسيها خالص واياك تجيبي سيرتها يا اما ...فاهمه 

خرج وصفق الباب خلفه بعنف بينما صدره يعلو ويهبط بالغضب ..... 

تركت بهيه دنيا وهي ترفع امامها اصبعها بتحذير : لسه حسابك معايا بس اطمن علي أمه مهجه !

.......

...

مر الأفطار بصمت لينظر دياب الكبير الي ملامح ابنته التي يبدو عليها آثار البكاء والي غضب حفيده باستفهام : حصل ايه يا ولدي ...كنت بتزعق ليه من الصبح 

قال دياب باقتضاب ؛ مفيش يا جدي 

رفعت دياب حاجبه هاتفا بامتعاض : اتطرشت أنا اياك ....ما انا سامع صوتك جايب اخر البلد 

تدخلت بهيه تقول بتعلثم : كان بيزعق معايا ياجدي عشان مصطفي كان هيقع من علي ايدي 

زم الجد شفتيه ونظر الي دياب قائلا بتوبيخ : ولو وقع يا بوي ....عيل ومسيره يقع ويقوم ...مترفعش صوتك علي مرتك تاني 

اوما دياب علي مضض : ماشي يا جدي 

قام الجد من مقعده  ليتبعه دياب ويخرجون سويا ككل صباح ...جلست مهجه بكمد علي الاريكه لتحاول بهيه مجددا تقريع دنيا ولكن مهجه أشارت لها : سيبها يا بهيه ....قالت ولا مقالتش ...انا كنت هقوله 

يلا قوموا وسيبوني لوحدي 

.......

طرق هادي بانامله علي مكتبه بترقب يريد معرفه ما حدث ولم يترك نفسه كثيرا للتساؤل فكان يتجه الي منزل مهجه التي وضعت علي رأسها طرحتها الحريريه وخرجت الي الحديقه حينما أخبرتها بهيه أنه يريدها 

: عملتي ايه يا ام دياب ؟!

لم يكن يحتاج لاجابه ارتسمت بوضوح علي ملامح مهجه المنكسره ليأخذ هادي نفس ويزفره قائلا : متشغليش بالك .... كل اللي وصال محتاجه له رقبتي سداده !

بوغتت مهجه بعرض هادي لتقول باعتراض : لا ياابني ....انا هتصرف وهقف جنبها وهكلم دياب تاني لما يهدي ....قاطعها هادي قائلا : متكلميش دياب ... انا سداد 

: وانت ذنبك ايه ياابني ...ده مهما كان أبوه وحقه علي دياب أنه يقف جنبه 

اوما هادي قائلا : ولا ذنب ولا حقوق يا ام دياب .... انا مقدرش اقف ساكت ووصال محتاجه حاجه مهما تكون ....خليني اكون مرتاح وبلاش يحصل خلاف بين وصال وأخوها تاني 

نظرت له مهجه بامتنان وهي تسأله : هتعمل ايه ؟

قال بهدوء يطمأنها : العمل عمل ربنا ....! 

............

....

بعد بضع ساعات مسافه الطريق بعد خروجه من البنك كان هادي يصل إلي أمام المنزل ويحمل الحقيبه الزرقاء الكبيرة المليئه بالرزم الماليه .....نظر حارس العماره العجوز تجاه هادي باستفهام : طالع لمين يا معلم ؟

قبل أن ينطق هادي كان شاب يرتدي جاكيت رمادي انيق يدخل ويلقي التحيه علي الحارس : مساء الخير ياعزت .....بتلقائيه تابع : انا طالب شويه حاجات لما توصل هاتهم علي فوق .... وصال فوق مش كده 

بوغتت ملامح هادي والتفت تجاه الشاب الذي خطي بخطوات رشيقه الي الدرج الرخامي يصعده بخفه بينما وقف هادي مكانه متسمرا وغصه شديده ضربت قلبه ....هل تزوجت ؟! من حديث الشاب يبدو صاحب منزل ...من هذا الرجل ؟! 

حاول أن يسيطر علي تبعثر ملامحه حينما سأله الحارس : أيوة يا معلم 

قال هادي وهو يسيطر علي نبرته لتخرج هادئه بينما يضع الحقيبه أمام الحارس : طلع الشنطه دي للدكتورة وصال 

نظر الحارس الي الحقيبه باستفهام ليوضح هادي باقتضاب : قولها واحد من طرف والدتك وصل ليكي الامانه دي !

........

....

فتحت وصال الباب : دكتور ماجد ...اتفضل 

ابتسم الشاب لها قائلا : عامله ايه ياوصال ...ودكتور مهاب أخباره ايه ؟!

اومات له قائله : بخير 

دخل الشاب لتغلق وصال الباب متساءله : تشرب ايه ؟!

هز رأسه قائلا : متتعبيش نفسك ...انا جيت اطمن علي دكتور مهاب وأشوف عملتي ايه في موضوع العلاج 

قبل أن تفتح وصال فمها كان الحارس يصعد لها بالحقيبه التي تساءلت عنها : ايه دي ياعم عزت 

قال الرجل : مرسال قال إنه من طرف والدتك جاب ليكي الامانه دي 

عقدت وصال حاجبيها وفتحت الحقيبه لتري كل تلك الاموال بداخلها ...ارتسمت ابتسامه علي شفتيها وقالت بامتنان : دياب بعت ليا فلوس العلاج يا ماجد 

ابتسم ماجد ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته حينما ظهرت تلك الشابه من خلل حارس العقار الذي كان مازال واقف لدي الباب المفتوح .....!

.........

....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


نظر ماجد بامتعاض الي تلك التي تهتف بصوت عالي : خطافه رجاله .... !

: احترمي نفسك 

: لما العانس دي تحترمها الاول !


ارتجف قلب احسان داخل صدرها حينما نظر لها هادي باستفهام  لتهتف بتعلثم : سلسله ايه ؟!




 

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !