قالت دنيا بينما تعقد ذراعيها حول صدرها وتهز جسدها بانفعال : الليله ليلتي اللي دياب بيقضيها عندي واهي اخدته يبات عندها
نظرت لها مهجه باستنكار : وهو دياب عيل هتاخده
اشاحت دنيا بوجهها وهتفت ببرود : والله معرفش
زجرتها مهجه بغضب : اخرسي قطع لسانك دياب سيد الرجاله ويروح مطرح ما يروح
نظرت لها دنيا بخزلان زائف ومجددا استدعت دموعها : بقي كده يا امه ....هو ده الحق ...ده انا جايه اشتكي ليكي وفكرت هتجيبي ليا حقي ولا اكمنها بنت اخوكي
ماكره وتلاعبت علي قلب مهجه الابيض لتنظر لها مهجه بضيق هاتفه : ماهو انتي غلطتي لما وقفتي قدامي تعيبي في ابني
قالت دنيا باعتذار زائف وهي تمسح دموعها : مقصدش يا امه ...دياب سيد الرجاله ...انا بس الغيرة اكلت قلبي
ربتت مهجه علي كتفها تطيب خاطرها قائله : بعد الشر علي قلبك ....نظرت لها وتابعت بسماحه : يابت هو مين اللي يغير من التاني .... ده انتي اللي اتجوزها عليها ! وبعدين ليله وهتعدي وهيرجع تاني يعني هيروح فين ..يلا روحي اغسلي وشك وبطلي دلع البنات ده
انا هبقي اتكلم معاه
هزت دنيا راسها وهتفت بضعف زائف : لا خلاص يا امه لا تتكلمي معاه ولا حاجه ...انا بس قولت احكيلك وافضفض عشان تعرفي هي بتعمل معايا ايه
طيبت مهجه خاطرها بحنان قائله : بهيه طيبه وبنت حلال وبتعاملك زي اختها ....بلاش شغل الضراير يا دنيا عشان متحرقيش دمك علي الفاضي وانتي عارفه دياب حقاني ولو علي الليله دي هيعوضك بس سيبيه يكون مكان ماهو مرتاح عشان اليومين دول هو متضايق
اومات دنيا وهي تقول بمكر : عشانك انتي هسكت ياامه
نظرت إليها وتابعت بفضول : الا بالحق ...هو ايه اللي مضايق سي دياب اوي كده ....نظرت إلي مهجه بطرف عيناها وتابعت : ده حقه يبقي فرحان اكمن أخته اللي بقالها سنين غايبه رجعت
تنهدت مهجه بحزن قائله : حقه يفرح بس الله اعلم باللي في القلوب
وكانت مهجه محقه في أن الله وحده من يعلم مافي القلوب بينما امتليء قلب دياب بالغصاصه من معامله أبيه له دوما والتقليل منه !
ليمرر أنامله بين خصلات شعر بهيه التي توسدت صدره واغمض عيناه متنهدا بثقل وهو يتذكر نظره أبيه الدونيه له والتي كانت تكبر كلما كبر ...دوما شعر بأنه فاشل ولم يتذوق نظره فخر واحده الا من جده الذي اشعره بوجوده وأهميته
ركض ذلك الصغير ذو العشره أعوام يختبيء خلف ظهر والدته ينما لا يتوقف أبيه عن توبيخه : درجات زي الزفت ... كل المدرسين بيشتكوا منك
توقفت مهجه أمام مهاب تسأله بينما تضع يدها حول صغيرها الذي احتضن ساقيها يرتجف بخوف : في ايه يا مهاب ...؟
هتف مهاب بسخط : فيها أن مخه غبي مفيش فيه إلا اللعب .... !
قالت مهجه برفق لتحاول أن تمتص غضبه : ماهو عيل يااخويا
نظر لها مهاب بسخط شديد وكالعادة ينال والدته ما يناله من التقليل والتوبيخ: ماهو طول ما انتي بتقولي له كده هيفضل غبي زي ماهو ....ام تانيه تقعد تذاكر معاه وتنمي مهاراته إنما انتي ولا علي بالك حاجه الا الطلبات ...يوم الواد عاوز عجله زي ابن خاله ويوم الواد عاوز كورة ويوم الواد عاوز معرفش ايه ....إنما تركزي في مستقبله لا
غص حلق مهجه لتنظر الي الأرض بينما يتابع مهاب توبيخه لها والنابع من عدم قدرته علي توفير كل احتياجات طفله والتي تطلبها منه بعفويه ليزفر بضيق بينما تأخذ طفلها وتنصرف من أمامه
وخزه قلبه ليتجه إليها بعد قليل فيجدها جالسه في فراشها تبكي ....مهجه
لم تنظر مهجه إليه ليتجه الي جوارها ويضع يده علي كتفها بحنان قائلا : انا اسف يا مهجه...عارف اني ساعات بتعصب عليكي بس ده من خوفي علي مستقبل الولاد
امسك يدها بحنان ورفعها الي شفتيه يقبلها بينما يتابع بتبرير : يا مهجه انا دخلت الولاد احسن المدارس ونفسي يكونوا احسن مني وغصب عني اتضايقت لما روحت اسأل عنه ولقيت كل المدرسين بتشتكي منه
بسماحه نسيت مهجه توبيخه لها لتقول بسطحيه : ماهو انا قولتلك بلاها المدارس الغاليه اوي دي
نظر لها مهاب بعتاب قائلا : وانا قولت ليكي انا بستثمر في مستقبل ولادي ....تعليمهم اهم من اي حاجه
قالت مهجه بسطحيه متوافقه مع عقلها : ماهو كله علام
هز مهاب رأسه قائلا : لا يا مهجه...لما الولد يتأسس من وهو صغير في مدرسه كويسه هيطلع شاطر
لم تفهم الفرق ولم تجادل لتقول برجاء : طيب عشان خاطري واحده واحده علي الواد وبلاش كل شويه تزعق له وتأنبه ...هو راح ولا جه حته عيل
ابتسم لها مهاب يسايرها : حاضر مع اني مش مقتنع .... دياب لازم يفهم أنه مبقاش طفل وأنه بقي مسؤول ومسؤولياته هي مذاكرته
حاولت لا تنكر أنها حاولت أن لا تقول شيء أو تعلق ولكن لا تعرف لماذا لم تنجح محاولتها ووجدت لسانها ينفلت بهذا النقد الذي تجلي امامها وأصبحت تراه بوضوح وكأنها تراه لأول مره
: انت جاي ليا الكليه بالجلابيه ؟!
عقد هادي حاجبيه بعدم استيعاب ولم يمنع لسانه : اول مره تشوفيني بيها ولا بتستعري مني يا وصال
هزت راسها سريعا وتنهدت بثقل بينما كل الضغوط حولها جعلت عقلها مشتت : لا طبعا يا هادي
ضيق عيناه باستفهام : لسانك بيقول حاجه وعينك بتقول حاجه .....اتكلمي مخبيه عني ايه
اشاحت وصال بعيناها تتهرب منه للحظات قبل أن تهتف به : انا شوفتك
نظر لها باستفهام : شوفتيني .....؟!
اومات وصال وهتفت بحنق : شوفتك في الوكاله
رفع حاجبه يستمع إليها لتتغير نظراته بينما تنهي حديثها : معرفش يا هادي بس حسيتك واحد تاني ...واحد معرفهوش .. شوفت المعلم هادي !
التوت شفاه هادي بالسخرية: وانا كنت قولتلك اني دكتور
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
استمري يا فنانه +مستنيه البارت ينزل بفارغ الصبر
ردحذففي الانتظار بفارغ الصبر❤❤❤
ردحذف