( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نداء مهجه اللهيف وصوت دياب الخشن ينادي اسمها انتشلت وصال من تلك الدوامات السحيقه التي أحاطت بها قبل لحظات من فقدانها للوعي لتحرك اهدابها بثقل وتحاول رفعهما من فوق عيونها التي زاغت نظراتها بينما تحاول بجهد الخروج من تلك الدوامات والاستجابه للأصوات التي تنادي بأسمها ..... لم ينتظر دياب بل كان سريعا يحملها ويضعها في المقعد الخلفي لسياره هادي الذي اسرع ليحضرها بأقدام لا تسعفه من القلق
وضعت مهجه راس وصال علي ساقيها بينما انطلق هادي الي أقرب مشفي وعيناه لا تبارح النظر الي مرأه السياره الخلفيه بقلق واضح لدياب الجالس بجواره ....!
تنهد دياب بارتياح حينما تلاقت عيناه بعيون وصال التي استعادت وعيها كاملا وبدأت تنظر إليهم ليوصي الطبيب بتعليماته إليهم قائلا : مفيش حاجه خطيرة ....مجرد إرهاق مع ضغط واطي وطبعا شيء طبيعي الظرف اللي حصل زي ما قولتوا
هتفضل معانا لغايه ما المحلول يخلص وبعدين نقيس الضغط مره تانيه وبعدها تقدر تروح
اوما دياب واتجه مع الطبيب الي خارج الغرفه لتجلس مهجه بجوار ابنتها تحتضنها بقلق وهي تمسح من علي وجهها حبات العرق البارده : سلامتك يا بنتي
هب هادي واقفا ما أن خرج الطبيب ليهرع تجاهه بقلق واضح علي كل ملامحه ولكن خطوات دياب تجاهه أوقفته ليحمحم ويتوقف مكانه محاولا أن يبدو هادئا ويخفي لهفته وهو يسأل دياب : خير يا دياب الدكتور قال ايه ؟!
قال دياب وهو يهز رأسه بهدوء : الحمد لله بقت كويسه
أعاد هادي سؤاله فلم تخفي علي دياب لهفته علي أخته والتي لم يستسيغها : أيوة يعني غميت مره واحده ليه ؟!
قال دياب باقتضاب : زعلانه علي ابوها ...قبل أن ينطق هادي شيء آخر كان دياب يقول بمغزي واضح وهو يمد يداه تجاه هادي ليصافحه : تعبناك معانا يا هادي وانت اكيد عندك مشاغل
هز هادي رأسه قائلا : فين التعب ده يا اخوي ....المهم نطمن علي وصال
لم يبلع مجددا دياب كلمات هادي ليقول باقتضاب : بخير يا هادي ...صافحه وهو يتابع : يا دوب تلحق ترجع تشوف مشغولياتك ..تسلم يا ابن الناس
فهم هادي تلميح دياب بأن وجوده ليس له محل ليقول باقتضاب : معملتش غير الواجب ....حمحم بينما لا تطاوعه ساقه علي تركها دون علي الاقل رؤيتها والاطمئنان عليها ليقول : طيب تحب استني ارجعكم البيت وبعدين نرجع البلد كلنا سوا
هز دياب رأسه قائلا : لا يااخوي لسه قدامنا شويه هنا في المستشفي
مجددا خانته لهفته وهو يقول : ليه ...هو مش انت قولت أنها بقيت كويسه
قال دياب بضيق : الدكتور قال تفضل شويه ....يلا انا هنزل علي طريقك اجيب عربيتي وابقي ارجع لهم
اغلق عليه كل المنافذ وهو ينزل برفقته ليأخذه هادي الي سيارته ثم يستدير في طريقه ويغادر كما فعل دياب الذي عاد إلي المشفي ليبقي مع أخته حتي أمر الطبيب بخروجها !
.......
..........
جلست شروق بكمد في غرفتها بينما قلبها مازال محترق وزاد التهاب جراحها حينما رأته امامها لتهز ساقها بغل شديد وتقضم أظافرها ....كيف لم تفكر أن أحسان كان لها يد في كل ما حدث كما كانت عينها علي زوجها ...تلك التي اعتبرتها صديقه مقربه لها تأخذ بنصائحها لتدير راسها تجاه الفراش الخالي بالجهه الأخري من الغرفه وتتذكر ابنه خالتها التي جاءت لتعيش معهم بعد وفاه والدتها وكانت دوما تحاول التقرب من شروق ولكنها كانت تصدها
Flash back
نظرت تلك المراه ذات القوام الممتلئ تجاه نجاه الجالسه قبالتها بينما تتابع : انا مش هتنازل عن غويشه حصيره حلاوتي
لمعت عيون نجاه واتسعت ابتسامتها بينما تهتف بلهفه : غويشتين مش واحده بس يا اصيله لو حقه كان هادي من نصيب شروق
تلاشت ابتسامه اصيله ونظرت الي نجاه مصححه : شروق ايه سلامه ودانك يا نجاه بقولك العين والقصد علي مروة بنت اختك الله يرحمها
استنكرت نجاه هاتفه : وهي مروة وشروق ايه ماهما واحد
اومات اصيله قائله وهي ترفع حاجبها : وعشان كده انا جايه في الأصول الكبيرة قبل الصغيرة
لوت نجاه شفتيها وهتفت بامتعاض : بس انا كبيرتي هي شروق
نظرت لها اصيله بخبث : ومروة مش تعتبر كبيرتك اللي ربتيها بعد ما اختك ماتت الله يرحمها
هزت نجاه راسها قائله : ربتها وكبرتها وصرفت عليها زي بناتي بالضبط بس ...قاطعتها اصيله بضحكه ماكرة : بس عاوزة الخير لبنتك اكتر
اشاحت نجاه بوجهها للجهه الأخري هاتفه : وماله ماهو مهما كان شروق بنتي ومروة لا
حكت اصيله ذقنها وتمهلت بينما تقول : بس انا كنت كلمت الست حميده علي مروة لما طلبت مني عروسه لابنها دلوقتي اغير كلامي واقول شروق ازاي
بلا تردد خلعت نجاه احدي الغوايش من يدها ووضعتها بحجر اصيله تغريها ببريق الدهب بينما تهتف بتشجيع : وهو انتي هتغلبي ...انتي برضه ليكي طريقتك وكلامك واهو شروق بنتي حلوو و متعلمه ومروة يا دوب دبلوم وجمالها يعني مش علي اد كده
نظرت اصيله الي الغويشه بتمهل وهي تتظاهر بالتفكير : طيب سيبيني كده ادورها في دماغي وارد عليكي
نظرت إلي نجاه وتابعت بطمع : بس الغويشه دي ...قاطعتها نجاه قائله بلهفه : دي برا حلاوتك اللي وعدتك بيها بس انتي همتك معايا وحلي شروق في عنين الست حميده وخليها تاخدها لابنها هادي
اسرعت شروق تخرج من غرفتها راكضه ما أن غادرت اصيله الخاطبه لتقفز مكانها بفرحه : بجد يا ماما الكلام اللي سمعته ....؟!
نظرت نجاه الي ابنتها بحاجب مرفوع : سمعتي ايه ؟!
رسمت شروق الخجل بينما تقول : أن ...أن يعني ...أنها جايه تخطبني لابن الست حميده
ضحكت نجاه ساخره : ده بس اللي سمعتيه....مستمعتيش أنها كانت جايه تتكلم علي مروه
عقدت شروق حاجبيها باستنكار وملئت الغيرة نظراتها مردده : مروة
اومات نجاه وهي تمصمص شفتيها : شوفي البخت
هزت شروق راسها برفض : بخت ايه يا ماما ....لا طبعا مستحيل مروة تتجوز قبلي وكمان تتجوز واحد زي ده ....هادي لازم يكون من نصيبي
جلست نجاه وعضت جانب شفتيها بحيرة قائله : اهو انا عملت اللي عليا وعطيت اصيله غويشه بحالها ووعدتها باتنين زيها اياك تفلح
قالت شروق بأمل : هتفلح أن شاء الله.....مالت لتجلس بجوار والدتها وتابعت بخبث : المهم البت اللي اسمها مروة اياك تسمع حاجه عن الموضوع ده احسن تاخده مني
قالت نجاه متبرطمه : يبقي تخرسي انتي وتلمي لسانك واياك تتكلمي خالص عن أي حاجه حصلت لغايه ما اصيله تجيب ليا البشاره
اومات شروق بتأكيد : حاضر يا ماما
وكزتها نجاه من جوارها قائله : طيب يلا قومي جهزي الغدا ابوكي زمانه علي وصول
هزت شروق راسها وقامت لتسير بضع خطوات قبل أن تقضم أظافرها ثم تعود الي والدتها قائله : ماما
نظرت نجاه لها لتتابع بغل وغيره : لو حتي الست اصيله معرفتش تخليه يتجوزني يبقي ولا ليا ولا لمروة ....خليها تبوظ الجوازه بأي طريقه !!
Back
قضمت شروق أظافرها بغل شديد وهي تعود من تلك الذكري التي تجعلها تري كم كانت بقلب اسود لم تحب الخير لابنه خالتها اليتيمه وحتي إن لم يكن لها فلن يكون لغيرها لينقهر داخلها وتتذكر كم كانت مروة تعاملها كأخت لها بينما كل ما حصلت عليه من جانبها هو الصد والغيرة وعلي الجانب الآخر اعتبرت فتاه مثل احسان صديقه مقربه وأخذت تخبرها بكل أسرارها دون أن تعي مقدار الغل والحقد بداخلها ولا نفسها الخبيثه التي أخذت منها زوجها ....!
دخلت نجاه الي ابنتها لتوكزها بضيق : مالك يا حزينه قاعده كده ليه ؟!
أشارت شروق الي فراش مروه وهزت كتفها : افتكرت مروة !
ضيقت نجاه حاجبيها باستنكار هاتفه : وايه اللي فكرك بيها ؟!
تنهدت شروق ولاول مره تشعر بالغصه وهي تتحدث عنها : اهو يا ماما افتكرتها وبسأل نفسي هو احنا ظلمناها
توحشت نظرات نجاه تجاه ابنتها هاتفه : ظلمناها في ايه أن شاء الله
هزت شروق كتفها بصمت لتتوتر ملامح نجاه وهي تتذكر كيف انقلبت علي ابنه اختها ولم تحب لها الخير وارادت أخذه كله لابنتها .....لتتذكر كيف أنها أخذت جهازها منها
سالت مروة بدهشه خالتها : ايه ده يا خالتي بتعملي ايه ؟!
قالت نجاه ببرود بينما افترشت الغرفه بكل تلك الحقائب تخرج محتوياتها والتي كانت جهاز مروة الذي كانت والدتها رحمها الله تجهزها به منذ أن كانت طفله : معلش يا مروة يا حبيتي هاخد شويه حاجات من جهازك لأختك شروق ...انتي عارفه فرحها قرب وانا ملحقتش اجيب كل حاجه
غص حلق مروة دون إرادتها فهو جهازها من رائحه والدتها لتقوم نجاه ناحيتها وتهتف بود مصطنع : هبقي اجيبلك غيره
حاولت مروة أن تنطق شيء بصوتها المتحشرج : بس ماما الله يرحمها كانت جيباه ليا ...قاطعتها نجاه قائله :
وهي تزفر بضيق : ما قولتلك هجيبلك غيره ولا يعني بنتي تدخل من غير جهاز يليق بعيله جوزها
نكست مروة راسها بحزن شديد وخرجت من الغرفه لتدخل شروق راكضه الي والدتها وهي تهمس لها بخبث : شوفتي الحقوده يا امي ....بعد ما خليناها تقعد في بيتنا مستخسره فيا شويه حاجات ...ال يعني شوار الملكه نازلي
زجرتها نجاه بحنق من بين اسنانها : اتكتمي بقي احسن ابوكي يسمعك ولا هي تروح تشتكي له ويلا تعالي معايا نقفل الشنط دي
هزت شروق راسها قائله : لا شنط ايه ....انا رايحه للبت دلال مع سونه هتعملي شويه ماسكات عشان ابقي زي القمر
أطلقت نجاه الزغاريد وهي تفتح الشنط وتبدأ هي والنساء بفرشها في غرفه ابنتها وسط الغناء والطبل لتنزوي مروة بحزن في أحد أركان الغرفه بينما تشق الدموع حلقها وهي تتذكر والدتها كم كانت ستكون سعيده وهي تفرش لها جهازها كما تفعل خالتها الان ...!
ربما تكون مجرد اشياء لا تذكر من وجه نظر نجاه ولكنها كبيرة للغايه بعيون الفتاه اليتيمه التي تعالت شروق عليها كل يوم أكثر مما سبقه بزيجتها التي لم تتخيلها ....حاولت مروة أن تجنب حزنها وغصه حلقها ولكن دون إرادتها كلما نظرت إلي جهازها الذي أخذته خالتها منها دون حق شعرت بالحسرة ....!
وقفت نجاه تطلق الزغاريد بينما أنهت أحدي الفتيات وضع مساحيق التجميل لابنتها وثبتت طرحتها المصنوعه من التل فوق راسها لتتجه نجاه الي ابنتها تتفحصها وتهندم من زينتها بعد قليل دخلت إليهم نشوي اخت هادي تطلق زغرودة وهي تفتح علبه كبيرة من القطيفه الزرقاء تلألأ علي ارضيتها الحريريه عقد كبير من الذهب المجدول ومعه سوار مثله وخاتم وقرطان ...شبكتك يا شروق
أطلقت النساء الزغاريد ووضعت نشوي العلبه علي طاوله الزينه قائله : امي جايه تلبسهالك يا عروسه
خرجت نشوي لتقترب الفتيات يطالعون الشبكه بعيون لامعه وتتفاجيء مروة بخالتها تأخذها بعيدا الي أحد أركان الغرفه ...في ايه يا خالتي مالك ؟!
قالت نجاه بنعومه وهي تمسك يد مروة هامسه: بقولك يا حبيتي ما تجيبي غوايشك لبنت خالتك تلبسهم تتعايق بيهم وهبقي بكره الصبح اخدهم منها وارجعهملك !!
لم تفهم مروة شيء من طلب خالتها الغريب لتعقد حاجبيها بعدم فهم وعيناها تتطلع الي الخمس غوايش الذين يزينوا يدها وقد اهدتهم لها والدتها : غوايشي!! ليه يا خالتي
قالت نجاه وهي ترسم ابتسامه ناعمه بينما مازالت تتلفت حولها وتهمس حتي لا ينتبه إليهم أحد : حماتها هتلبسها الشبكه يرضيكي تبقي أيدها فاضيه وكأنها اول مره تلبس دهب ...نظرت إلي الغويشتين بيدها وتابعت بقله حيله : لو ايدي مقاسها كنت قلعتهم لها بس برضه يرضيكي خالتك تقعد وسط النسوان من غير دهب وتلاقي حميده لابسه شيء وشويات
زمت مروة شفتيها ومدت يدها تجاه يدها الأخري تخلع الغوايش منها بصمت لو فهمت نجاه ضجيجه الذي يكسر العظام من كسره خاطر تلك الفتاه التي لم تجد لها أم تدافع عن حقوقها واجبرتها الظروف أن تكون تحت جناح خاله مثلها تتطمع بكل شيء من اجل ابنتها
اخذت نجاه الغوايش من مروة بلهفه وهي تربت علي كتفها هامسه : بكرة بعد الصباحيه هجيبهملك
اومات مروة بصمت لتسرع نجاه تجاه ابنتها تلبسها تلك الغوايش التي تعرف جيدا من صاحبتهم وتري نفسها أحق بهم منها فلم تشكرها أو تلتفت اليها ....!
أطلقت النساء الزغاريد بينما البست حميده زوجه ابنها الشبكه وخرجت من الغرفه لتبقي نشوي تصفق مع الفتيات الي حين نزولهم من الغرفه ..... تعالت أصوات الطلقات الناريه بالاسفل لتبدأ الفتيات تبارك لشروق وينزلون من الغرفه إلي الأسفل حيث مجلس النساء .....مالت احسان تهندم ذيل الفستان لشروق وهي تهمس لها بخبث : شوفي يااختي بنت خالتك واقفه ازاي والغيره هتأكلها ....
ضحكت شروق بغرور : احسن ماهي لازم تغير مني
لم تكن غيره قدر ما هو حسره وحزن لتقترب مروة منها وقد جاء دورها لتبارك لها مثل باقي الفتيات : مبروك يا شروق
بحده وقله لياقه ابعدتها شروق عنها ما أن اقتربت لتحتضنها : اوعي كده هتبوظي الطرحه
انزعجت ملامح مروة واحمر وجهها خجلا بينما توقفت يد نشوي التي تصفق ونظرت الي شروق باستفهام :
في ايه يا شروق ؟!
هتفت شروق بحنق وهي تستدير تجاه المراه تعدل من طرحتها : انتي مش شايفه داخله عليا ازاي وعاوزة تبوظ طرحتي
نظرت لها مروة باستنكار وقالت بدفاع عن نفسها : وانا هعمل كده ليه
تدخلت نجاه بسرعه بينما رأت نظرات الاستنكار بعيون نشوي : في ايه يا بنات .....
قبل أن تفتح شروق فمها كانت نشوي تقول بتوبيخ لزوجه أخيها بينما لمحت بتأثر الدموع التي تجمعت بعيون مروة : مالكيش حق تكلميها كده يا شروق ....ما تبوظ الطرحه ونعدلها تاني
نظرت شروق إلي نشوي باستنكار وهمت بالتحدث ولكن نجاه نظرت لها وهي تجز علي اسنانها لتصمت بينما أسرعت تجاه مروة
تربت علي كتفها وهي تقول لنشوي بابتسامه زائفه : اهم كما كده دايما ناقر ونقير بس يموتوا في بعض وزي الاخوات
اسرعت مروة تغادر الغرفه من حرجها ولم تحتمل امساك دموعها أكثر لتسرع نشوي خلفها
نظرت نجاه الي ابنتها بحنق توبخها : كان لازم تهزقيها قدام اخت جوزك ولا عاوزة تقول عليكي متربتيش .....تركتهم واسرعت خلف نشوي وهي تتبرطم : بلا هم اهو لسانك ده هيوديكي في داهيه
هتفت شروق بامتعاض : لساني. ... ماله لساني
هتفت نجاه بسخط : زي المبرد
نظرت شروق في أثر والدتها التي لم تكذب بل تعلم جيدا طبع ابنتها الحاد والتي قبل أن تفكر في خطأها كانت احسان تقترب منها وهي تقول ببرود : سيبك منهم غيرانين منك اذا كانت مروة ولا البومه نشوي .. ال عامله نفسها مدرسه وتقولك مالكيش حق ....ضحكت واطلقت زغرودة وهي تتابع:
تعالي ازودلك الاحمر ده شويه واقولك تعملي ايه النهارده مع العريس ....
تقبلت شروق من الغريبه القرب ولم تتقبل ممن كانت كأخت لها
اسرعت نشوي خلف مروة التي أرادت أن تختلي بنفسها وتبكي : استني يا مروة
التفتت مروة بعيون تجمعت بها الدموع لتنظر لها نشوي برفق قائله : متزعليش
هزت مروة راسها قائله : مش زعلانه
نظرت لها نشوي بابتسامه رقيقه وهي تقول : طيب امال عينيك الحلوة دي مليانه دموع ليه
ربتت علي كتفها لتتجه نجاه خلفهم بتأثر زائف : اخدتلك حقك وبهدلتها عشانك يا غاليه ....يلا بقي تعالي يا حلوة انتي رايحه فين
قالت نشوي بينما تأخذ يد مروة التي وقفت صامته تتطلع الي خالتها وهي تري وجه قبيح منها زائف ومنافق ....نعم لم تكن قاسيه عليها وجعلتها تعيش معهم عده سنوات بعد موت والدتها ولكن تغيرت القلوب وظهرت حقيقتها الان حينما وضعت مع ابنتها وفضلت مصلحه ابنتها بكل شيء
: سيبيها يا خالتي انا هاخدها معايا جوه نقعد مع البنات
اخذتها نشوي ولكن الي غرفتها لتقول لها برفق وحنان : ادخلي اغسلي وشك ولو عاوزة تعيطي عيطي براحتك بعدها تعالي ازوقك
ربما خسرت خالتها وابنتها ولكنها حظيت بأخت جديده مثل نشوي التي عاملتها كأخت كبيرة بالرغم مع أنها لا تكبرها بكثير من العمر مجرد عامان علي الاكثر وكانت نشوي هكذا دوما فتاه بقلب طيب
دخلت حميده الي غرفه ابنتها التي لم تجدها بين الناس :
في ايه يا نشوي ؟!
قالت نشوي بابتسامه وهي تمرر قلم حمره رقيق علي شفاه مروة التي خجلت من دخول حميده وارادت أن تغادر : ابدا يا امه كنت بتكلم انا ومروة
رحبت حميده بها قائله : اهلا يا حبيتي .. اقعدي رايحه فين
نظرت لها وربتت علي كتفها قائله : مش انتي بنت موده الله يرحمها انا فاكره امك
ابتسمت مروة لحميده : الله يرحمها
قالت نشوي وهي تعدل من هندامها : خلاص يا امه احنا نازلين اهو
خرجت مروة برفقه نشوي لتلمح شروق الجالسه بالاسفل وسط النساء نزولهم سويا وبقاءهم طوال الحفل جالسين يتحدثون لتأكل الغيره قلبها من هذا التقارب
مالت حميده تجاه أحدي معارفها تهمس لها :
شوفي يا ام ياسين في بنات حلوين في البلد ازاي وانتي كنتي عاوزة تخطبي لابنك من برا
نظرت المراه باستفهام تجاه حميده : فين يا اختي ؟!
أشارت حميده تجاه مروة الجالسه بجوار نشوي : اهو ياأم ياسين ....جنب نشوي بنتي
نظرت المراه تجاه مروة تتفحصها ثم قالت لحميده بعتاب : يعني كده بتراضيني أكمن بنتك نشوي مكانتش من نصيب ياسين
ضحكت حميده بخفه وهمست قائله : يووه بقي يا ام ياسين ما انا قولتلك ابن خالها من زمان متكلم عليها
ضحكت المراه قائله : ربنا يتمم لها بخير يا اختي ...امتي هتدخل
قالت حميده وهي تعد علي أصابعها : اهو خمس ست شهور كده
: علي خير
مالت حميده تجاه المراه مجددا : طيب ايه رايك في البنيه اللي بقولك عليها
قالت أم ياسين وهي تتطلع الي مروة مجددا :
حلوة يا حميده هاخدها لابني ياسين اهو جاي إجازة كمان اسبوعين من السويس هقوله ونروح نكلم
جوز خالتها
ضحكت حميده بسعاده قائله: علي خير
.............
....
لم تكن حميده في المطلق امراه قاسيه ولكنها حازمه ولها جانب طيب لم تعرف شروق كيف تناله منها بسبب حده لسانها الذي استغلته احسان من اول يوم حيث لم تتوقف عن مليء راسها بالافكار أن عليها أن تكون ذات شخصيه أمام حماتها
( مكنش ليكي ترضي بأقل من شقه مقفوله ليكي لوحدك بعيد عن حماتك
: ليه يا سونه ...ده البيت زي ما انتي شايفه كبير وعمرنا ما شوفنا زيه
اه بس ده بيت حماتك هي الامره الناهيه وانتي ولا حاجه
عارفه البت ثريا ...حماتها مبهدلاها من اول يوم ....لازم تخدمها وتقعد تحت رجليها والغلبانه ولا تقدر تقول حاجه بس انتي بقي من اولها لازم تحطي النقط فوق الحروف وتخلي الست حميده تعملك الف حساب ...اه ماهو انتي مش خدامه )
وهاهو اول موقف تتجلي لشروق به كلمات أحسان بعد انقضاء بضعه ايام مع زواجها رأت حميده أنه وقت كافي تركتها به جالسه بغرفتها ونشوي تصعد لها بالطعام إن لم تنزل لتتناوله برفقه هادي وعائلته التي ما أن تتناوله حتي تصعد مجددا لغرفتها دون أن تحمل طبق حتي ظنت شروق أنها لن تتحرك من مكانها وستبقي طوال اليوم جالسه أمام التلفاز تتنعم بالراحه والحياه المرفهه
تقبلت شروق في الفراش الوثير بكسل وكالعاده كان هادي قد استيقظ قبلها بكثير ووقف يرتدي ملابسه ....قامت من فراشها واتجهت إليه وهي تتغنج بمشيتها بينما انحسر ثوم النوم الحريري الذي ترتديه فوق ركبتها بكثير
: صباح الخير
قال هادي بهدوء : صباح النور
مررت يدها في خصلات شعره قائله : انت كل يوم هتصحي بدري قبلي
التفت لها قائلا باقتضاب وهو يميل ليأخذ ساعته ويضعها بمعصمه : اتعودت اصحي بدري
ضحكت شروق بدلال وهي ترسم الخجل : بس احنا عرسان نصحي براحتنا
ربت علي يدها وهو يبعدها عن شعره قائلا وهو يحاول رسم ابتسامه علي شفتيه : براحتك انتي اصحي وقت ما يعجبك .....هتنزلي معايا تفطري ولا تكملي نوم
نظرت شروق إليه بحيره وهي تهز راسها : هلبس واحصلك
يعاملها جيدا منذ زواجهم ولكنها لا تشعر به سعيد بها كأي رجل سعيد بعروسته أو حتي لا تري لهفته في القرب منها ....ترتدي كل يوم ما يخلب العقول وتتزين وتبدو عروس يشتهيها اي رجل ولكنه هاديء كما اسمه ...لا يتغزل بها بالرغم من أنه رفيق بعلاقته بها التي تجعلها تحلق في السماء ولكنها لا تشعر به مثلها يصل إلي سعادته وكأنه فقط يرضيها هي ....!
تنهدت وهي تحاول الا تفكر كثيرا وتلقي كل تفكيرها بأن هذا هو طبعه كما اقنعتها احسان التي تتدخل بكل كبيرة وصغيرة تخبرها بها شروق وتأخذ بنصيحتها بها
نزلت شروق الي الأفطار الذي تاخرت عنه وكان هادي قد غادر ... انتظرت حميده زوجه ابنها إلي أن انتهت من أفطارها وقامت لتصعد الي غرفتها ككل يوم لتوقفها قائله وهي توجه الحديث الي ابنتها ولكن عيناها علي زوجه ابنها : يلا يا نشوي خدي مرات اخوكي وعرفيها كل حاجه في المطبخ عشان تساعدك
تفاجأت شروق لتقول بامتعاض واضح : بس انا
رفعت حميده حاجبها وهتفت باستنكار : انتي ايه متعرفيش تطبخي ؟!
قالت شروق وهي تهز راسها : بعرف بس قصدي يعني ليه اشتغل في المطبخ انا لسه عروسه
لوت حميده شفتيها وهتفت بامتعاض : وانا قولتلك اعزقي الأرض انا بقولك تطبخي الغدا ولا نقعد جعانين
قالت شروق ببرود : ماهي نشوي بتعمل الغدا
احتقن وجه حميده بالغضب لتهب من مكانها وتتجه لتقف أمام شروق التي امتثلت الي حديث احسان وهي تضع نفسها في مكان معين أمام حماتها التي هتفت بغضب : وهي نشوي خدامه عندك
هزت شروق راسها وبدأت تتراجع عن موقفها : مقولتش كده ...انا قصدي أنها كل يوم بتعمل كل حاجه
ضحكت حميده ساخره : كويس انك قولتي بلسانك أنها كل يوم بتعمل كل حاجه ...ربتت علي كتفها وتابعت بنبره أمره: يبقي تخلي عندك احساس وتساعديها ماهي مش خدامه عندك والبيت كبير وواسع وكل النسوان بتخدم في بيوت جوزاها ولا انتي علي راسك ريشه
حاولت نشوي أن تلطف الأجواء وتقوم بكل العمل حتي لا تتضايق شروق لتقول بلطف : مالك متضايقه ليه يا شوشو ...
هتفت شروق بما حفظته عن لسان احسان : امه حميده قاصده تخليني خدامه ياريت كان ليا بيت لوحدي
هزت نشوي راسها وقالت برفق : لا طبعا ...انتي مرات هادي مش خدامه وبعدين يا شوشو هو لو انتي ليكي بيت لوحدك مع هادي مش برضه كنتي هتقومي تروقي وتغسلي وتعملي الاكل ...هي هي ...بلاش تضايقي نفسك وتاخدي الموضوع بحساسيه
كلام منطقي ولكن كل هذا تبخر أمام كلمات احسان الخبيثة: وانتي تطاوعيها ليه مكانش ليكي حق
قالت شروق بتردد : ماهو عشان معملش مشكله
قالت احسان بخبث : ده انتي كان لازم تعملي مشكله وتكلمي جوزك يجي ياخد حقك ولا هو جايبك من بيت اهلك يخليكي خدامه
في اليوم التالي كانت تنفذ كلمات احسان بعد أن رفضت النزول من غرفتها واسرعت الي هاتفها تتصل به
: هادي
استمع هادي لها بينما تهتف بلا مقدمات : تعالي بسرعه
اسرع الي المنزل بقلق شديد لتعقد حميده حاجبيها بقلق من دخول ابنها المفاجيء : في ايه ياهادي ؟!
لحقت به بينما اسرع الي غرفه زوجته التي تفاجيء بها تبكي ليسألها بقلق : في ايه ..مالك ؟!.
قالت شروق من بين دموعها التي أتقنت ذرفها :
انا في حاجه حصلت ضايقتني
قال هادي بنفاذ صبر : ايه اللي حصل ؟!
: الست حميده كل يوم تسمعني كلام زي الزفت وتخليني اخدم في البيت كله وانا مش قادره علي كده ...هو انا خدامه
عقد هادي حاجبيه واستنكر ماقالته: ايه اللي بتقوليه ده ...خدامه ايه وكلام فارغ ايه
نظرت له بقله حيله وضعف : اهو اللي حصل ...هات ليا حقي
نظر لها باستفهام : حقك ..!
افلتت الكلمات من شفتيها : اه من امك
نظر لها هادي بحده شديده : اتكلمي باحترام ولو ليكي حق يجيلك
زفرت حميده وزمت شفتيها بغضب شديد بينما استمعت لشكوي زوجه ابنها الكاذبه لتهتف من بين اسنانها : ده انا هوريكي الزفت اللي علي حق يا بت الدسوقي
خرج هادي من غرفته ليتقابل هادي بوالدته التي وقفت امامه وقالت دون مراوغه : اوعي تقولي انك صدقت كلام قليله الربايه دي
زفر هادي بحنق هاتفا : من غير غلط يا امي ...ايه اللي حصل ؟!
ومنذ هذا اليوم وكل يوم يستمع هادي لشكوي تجر شكوي من والدته ومن زوجته التي تتفنن احسان في ذرع عدم الرضي بداخلها بينما أمام حميده تريها كم أن شروق فتاه غير مهذبه دوما ما تتطاول عليها
: مراتك طولت لسانها عليا ياهادي البت بترد عليا الكلمه بكلمتها
هتف هادي بنفاذ صبر بينما يحاول التمسك باعصابه التي أصبحت تالفه من كثره النقار الذي بلا داعي يشتعل : معلش يا امه جايز متقصدش
هزت حميده راسها بانفعال : لا تقصد
قال هادي وهو يزفر : حقك عليا هكلمها
رفضت حميده بغضب هاتفه : تكلمها وتكسر دماغها قدامي
نظر هادي الي والدته بعدم رضي مستنكرا : همد ايدي عليها ليه ومن امتي بمد ايدي علي حريم وكمان مراتي
احتقن وجه حميده بالغضب لتهتف به : اهو شوف ليك حل وخلاص
كلمه من هنا وكلمه من هناك والشجار لا ينتهي ومهما تحاول نشوي ردع شروق ونصحها بأن بدأها للشجار كل يوم ليس لصالحها ولكن بلا جدوي
تراجعت احسان الي المطبخ تضحك بشماته بينما دوت دقات قلب شروق عاليه حينما تعالت أصوات تكسر كل تلك الأطباق الموضوعه علي طاوله السفره ما أن ازاحها هادي من أمامه بغضب شديد بينما لم تتوقف زوجته ولا والدته عن الشكوي منذ عودته الي المنزل ليصيح بغضب شديد :
انا مش عاوز اتسمم خالص طالما اكلي عامل مشكله ومش قاعد في البيت عشان ترتاحوا
اسرعت نشوي خلف أخيها : استني يا هادي
التفتت حميده الي شروق وهتفت بغضب : عاجبك كده يا بت الدسوقي ....من ساعه ما اتجوزك مشافش يوم راحه
خيلت احسان لها أن كل ما تفعله هو الصواب لتنال مكانتها أمام حماتها وهاهي لتزيد الطين بله استمعت لنصيحه احسان بترك المنزل : لازم يعرف قيمتك ..!
ومن قال فهاهو جالس يستند الي يده أمام مكتبه وهو يندم أشد الندم .....ليضحك ساخرا من نفسه فهل شبهها بوصال ....اااه من الحنين الذي ينتابه فقط لدي نطق قلبه لاسمها
: السلام عليكم
رفع هادي رأسه تجاه حماه السابق : وعليكم السلام
قام إليه بترحيب : عامل ايه يا حاج عبد العظيم
ابتسم الرجل قائلا : انت اللي عامل ايه يا هادي يا ولدي
: بخير يا حاج ...اقعد نشرب قهوتنا سوا
هز الرجل رأسه قائلا : تسلم يا غالي ....انا بس كنت معدي من قدام الوكاله ولقيتك قاعد قولت اسلم عليك
ابتسم هادي له ليترحم علي زوجته الأولي التي كانت طيبه العشره وحسنه التربيه لم تحدث بينها وبين والدته أي مشكله بل كانت رقيقه هادئه ظلمها دون إرادته لأن قلبه لم يسمح لها بدخوله ...ليتنهد وهو يتذكر إصرار والدها علي أن يأخذ نصيبه في ميراث ابنته بالرغم من رفض هادي الشديد : حقك يا ولدي ....بنتي عاشت معاك كام شهر ولا عمرها اشتكت مره ...الورث ده شرع ربنا
وهاهو النقيض تماما بينما والد شروق يشترط عليه حينما اتي باليوم التالي الي وكاله هادي وجلس ليحل الخلاف بينه وبين ابنته : تاخد لها دار لوحدها
قال هادي برفض : مكانش اتفاقنا ياحاج
قال الدسوقي بما املته عليه زوجته : ولا كان اتفاقنا الست حميده تبهدل بنتي
رفع هادي حاجبه باستنكار : بنتك قالت كده
اوما الدسوقي باندفاع : وقالت انك مجبتش حقها
دون التحقق ركض خلف روايه ابنته الكاذبه ليحك هادي ذقنه ويهتف بهدوء كلمات في الصميم : حيث كده يبقي خليها عندك يا حاج عشان متتبهدلش
اهتزت نظرات الدسوقي وهو يسأل : يعني ايه ؟!
قال هادي ببرود : يعني بنتك معادتش تلزمني يا حاج
ويلزمها راجل يجيب حقها طالما شيفاني مش كده
صكت نجاه صدرها وهي تستمع الي ما يخبرها بها زوجها : يا لهوي يا لهوي ....عاوز يطلقها
قال الدسوقي بنبره مهتزه : مقالش كده بس برضه كلامه معناه كده
اسرعت نجاه تندفع الي غرفه ابنتها و تجذبها من ذراعها بغضب صارخه : قدامي ارجعك بيت جوزك وتحبي علي ايد امه بدل ما تتطلقي
وبالفعل ذهبت نجاه لتطيب خاطر حميده التي هتفت :
بنتك اللي بيني وبينها اتعكر ومعادش ليا معاها كلام بس خراب البيوت ميرضنيش وعشان كده ...تقعد في البيت وتخدم جوزها و بس ...مش عاوزة حاجه منها
وعادت شروق دون رفض أو قبول من هادي الذي لم يعد يشعر بشيء إلا الندم الذي يأخذه الي كلمه لو لذا اختار الا يفكر أو يشعر فقط يعيش ليمضي يوم وخلفه الاخر!
بضعه اشهر مرت وأصبح هناك جدار صلب بين شروق وبين زوجها لا تجلس مع نفسها وتسأل عن سببه بينما احسان تسمم أفكارها كما تسمم معدتها بتلك الاسحار فابتعد عنها الرضي وأصبحت ساخطه علي حياتها فتسربت الكراهيه والرفض تجاه هادي حتي أصبحت لا تدعه يقترب وهو لم يتلهف للقرب فباتت حياتهم كئيبه مقيته وعلي الجانب الآخر احسان تشرق حياتها وهي تستمتع برؤيه فساد حياه تلك الفتاه التي جعلتها تصب حقدها وكراهيتها علي ابنه خالتها التي اقترب موعد زفافها فباتت تراها احسن منها في كل شيء وازدادت كراهيتها الي حياتها ..!
نظرت حميده باستنكار وحيره: يعني قالت لا ليه يا ام ياسين ؟!
هزت المراه راسها قائله بعدم فهم : معرفش يا اختي .... روحت اكلمها علي البت لقيتها بتقول معلش بس البت مش عاوزة تتجوز دلوقتي
حكت حميده ذقنها بعدم فهم لموقف نجاه برفض خطبه ابنه اختها لتزول حيرتها ويحل محلها استنكار شديد ما أن همست لها احسان بالسر الذي تعرفه من شروق ولم تجد غضاضه من كشفه وكشف المزيد من سؤها أمام حماتها : اقولك يا امه حميده السبب
قالت حميده بلهفه : قولي
ترددت احسان بزيف لتدفعها حميده أن تقول : قولي يا بت
: اصل ....اصل يعني انا سمعت خالتي نجاه وهي بتقول لشروق علي العريس اللي متقدم لمروة وشروق يعني .....وكزتها حميده لتكمل : كملي مالها شروق
:قالت ولما مروة تتجوز مين يخدمك يا امه خليها أعي قاعده تخدمك
احتدت نظرات حميده وغلت الدماء بعروقها لتتابع احسان بخبث وهي ترسم الاسي علي ملامحها : ومش بس كده يا امه .... ده جهاز شروق كله بتاع مروة اخدوه منها !!
القليل من البهارات امتزج مع الحقيقه التي ألهبت المشاعر وصورت شروق تماما كما أرادت أمام حماتها !!
لم تخفي حميده تلك الصورة عن هادي الذي شعر بالاشمئزاز لمجرد رؤيه تلك الملابس بالخزانه....تفاجئت شروق به يدخل الي الغرفه وبلا مقدمات يشير لها بنبره أمره وهو يفتح الخزانه ويلقي كل ما بها علي الأرض : كل حاجه بنت خالتك طلعيها برا الأوضه مش عاوز اشوفها
اهتزت نظرات شروق بينما نظرات هادي امتلئت بالاحتقار حتي أنه لم يعد يطيق النظر إليها .....انتهي ليخرج من جيبه رزمه ماليه يلقيها علي الفراش هاتفا بسخط : خدي دول وهاتي لنفسك هدوم بدالهم
بالطبع احسان كانت تخبر نجاه أن مروة من اشتكت لنشوي ونشوي من أخبرت حميده لتبعد الشبهات عنها خاصه حينما جعل هادي أخته تتسوق للفتاه جهاز جديد افضل من سابقه
وقفت شروق أمام مروة تناظرها بحقد هاتفه وهي تلقي الحقيبه امامها : خدي حاجتك اهي ...يارب تكوني مبسوطه بعد ما وقعتي بيني وبين جوزي
نظرت لها مروة بعدم فهم لتكمل شروق بحقد : واهو يا شحاته نابك جهاز جديد من الوقيعه
توقعت احسان أن تخرج شروق من المنزل بعد تلك الواقعه ولكن لم يحدث شيء فلا جديد بالنسبه لهادي فهو زهدها بينما ما يبقيها هو قراره أن يمضي يومه كما يمضي ....لذا قررت احسان أن تسدد الضربه القاضيه بينما هادي لم يأخذ الخطوة وعلي شيء أن يحدث ليجعله يفعلها لتقرر احسان أن تفعل هي تلك الخطوة
بخبث شديد تظاهرت أحسان أنها ترتب الملابس التي طوتها بالخزانه وشروق جالسه في فراشها كما حالها كل يوم تتنعم بخدمه احسان لها والقيام بالأعمال المنزليه بدلا منها ظنا منها أنها تفعله حبا بها لتمد يدها اسفل الملابس وتقرب علبه حبوب منع الحمل التي اقنعتها أن تأخذها فلا يجب أن تحمل الان وعليها أن تثبت وجودها في المنزل أكثر وبالطبع ما تعطيه لها من اسحار جعلها لا تطيق بالأساس اقتراب هادي منها فأخذتها بلا تردد
وضعت احسان العلبه في مكان ظاهر بالخزانه واغلقتها واتجهت لتجلس بجوار شروق التي تتناول الفاكهه ولا تدري شيء عن الفخ الذي نصبته لها من تقاسمها الطعام الان !
لم تمر بضع ساعات وكانت عيون هادي تتسع بصدمه وهو يري أمامه تلك العلبه .....انتفضت شروق من جلستها التي لا تفارقها حتي لدي دخول زوجها تبقي جالسه دون الحركه ليفزعها صوت هادي الذي استدار ناحيتها وهتف بغضب شديد : اييييه ده ؟!
جذب ذراعها بعنف مزمجرا وهو يرفع علبه الدواء امامها : انطقي !
تعلثمت شروق وكاد صدرها ينفجر من فرط دقات قلبها المرتعب وهي تفكر للحظه أن تكذب ولكن كيف وهو بالفعل يمسك بدليل إدانتها لتنطق بنصف الحقيقه بينما تذكرت انها اشترت العلبه الجديده بالأمس : انا ...انا ...انا لسه جايبه العلبه ومأخدتش منها ولا حبايه
انا بس كنت بفكر
صرخ هادي بعنف : كدااابه !!
هزت راسها بخوف : مش بكذب واهي العلبه مقفوله قدامك ...انا ماخدتش منها
عاد ليهدر بغضب بينما تلك المره لا يستطيع أن يتجاوز ويمررها كما مرر كل ما سبق : امال جبتيها ليه ؟!
اندفعت الدموع من عيونها ونكست راسها للأرض بينما تقول بصوت واهن صادق بالرغم من أنها متاكده أنه لن يصدقها : معرفش
نظر لها هادي بسخط ممزوج بعدم الفهم : يعني ايه متعرفيش ؟!
قالت شروق بتعب واضح وهي تلقي بنفسها علي الحائط خلفها تتمسك به حتي لا تقع : معرفش يا هادي ... انتوا كلكم بتعاملوني وحش وانا مش حاسه بالأمان ولا حاسه اني ست البيت .....كل ده خلاني معرفش غير اني مش طايقه انك تقرب مني !!
ظنت أنه سيعافر ويقربها منه ويحقق أمانيها التي رسمتها لها احسان ولكنها تفاجأت به ينظر لها بازدراء قائلا : انتي طالق ...!
شريط طويل من الذكريات لا يترك مخيله شروق التي جلست مكانها بكمد أصبح لا يفارقها
...........
....
جاش صدر وصال التي تستند الي يد أخيها بالذكريات ووجع موت والدها ما أن فتح دياب الباب وادخلها لتتلاحق شهقاتها وتنساب دموعها بغزارة علي وجهها
وهي تهتف بوجع : الله يرحمك يا بابا
كور دياب قبضته ونظر الي الأرض لحظه يتماسك بها بينما انسابت دموع مهجه هي الأخري وهي تتمتم بسرها : الله يرحمك يا مهاب
أقصي دياب مشاعره تجاه موت أبيه وركزها علي أخته التي ربت علي كتفها قائلا : وبعدهالك يا وصال ...الدكتور قال انك لسه تعبانه واللي بتعمليه هيتعبك اكتر
قالت وصال بحزن شديد وهي تنظر إلي أرجاء البيت : بابا هيوحشني اوي ...البيت وحش اوي من غيرة
ربت علي كتفها بحنان واسندها ليجلسها الي أحد المقاعد قائلا : انتي مش هتفضلي في البيت ده ....يلا يا امه لمي هدومها وخلينا نعاود البلد ترتاحي هناك يا وصال احسن
قالت وصال لوالدتها وأخيها وهي تمرر يدها علي وجهها تمسح دموعها : انا مرتاحه هنا يا دياب ....لو سمحت مش عاوزة اسيب بيت بابا
بكت مجددا لتنظر له مهجه برجاء : خليها براحتها يا ابني
حك دياب ذقنه وقال بضيق : ماهو طول ماهي قاعده هنا هتفتكر وتبكي
قالت وصال بصوت متحشرج بدموعها : في أي مكان مش هنسي
اوما دياب لينتهد بتفكير بينما لا يستطيع البقاء بهذا المنزل ليقول : طيب خليكي براحتك وانا هاخد امي عشان جدي لوحده وبكره هنيجي نطمن عليكي
اومات وصال التي تريد الاختلاء بنفسها والبكاء قائلا بصوت واهن : تعبتكم معايا
قال دياب بعتاب : عيب الكلام ده ..انتي اختي وانا عاوزك تشدي حيلك
قالت مهجه وهي ترفض فكره الذهاب وترك ابنتها : انا هفضل جنبها لغايه ما تشد حيلها وانت قول لابويا اني مش هقدر اسيب وصال لحالها
قال دياب بتفكير : خليكي معاها يومين لغايه ما تقف علي رجلها وانا كل يوم هعدي ابص عليكم لو عاوزين حاجه
ابتسمت وصال لأخيها قائله بامتنان بينما وجوده بجوارها هون عليها الكثير : شكرا ربنا يخليك ليا
ربت دياب علي وجهها بحنان قائلا : ويخليكي يا وصال ...ها عاوزين حاجه قبل ما امشي
هزت مهجه راسها : تسلم يا اابني
قال دياب بتشديد : خدي بالك منها يا امه وانا بكره بأمر الله هكون عندكم
مالت وصال برأسها تجاه الخلف قائله باستدراك
: دياب ابقي خد شنطه الفلوس بتاعتك ربنا يخليك ليا مبقتش محتاجه ليها
عقد دياب حاجبيه بعدم فهم بينما يدير رأسه تجاه الحقيبه التي مازالت موضوعه علي أحد المقاعد بجوار الباب منذ ايام ما عاشته بها وصال جعلها تنسي أمرها ليقول بعدم فهم : شنطه فلوس ايه ؟!
قالت وصال بعفويه : الشنطه اللي بعتها
اتجه دياب الي الحقيبه يفتحها لتزداد عقده جبينه بينما يردد : انا مبعتش فلوس
التفتت وصال تجاه والدتها كما فعل دياب الذي سأل والدته مباشره : انتي اللي بعتتي الفلوس دي يا امه
تعلثمت مهجه بينما نظرت وصال ودياب إليها يطالبونها بتوضيح لتبتلع مهجه ببطء قبل أن تقول : ده هادي ....هادي اللي بعت الفلوس دي !
رمشت وصال باهدابها بعدم استيعاب : هادي !!
قطب دياب جبينه بقوة ونظر الي والدته باتهام : وهادي بعت فلوس لوصال ليه ؟!
انصدمت ملامح وصال كما استنكرت كل ملامح دياب وهو يستمع إلي مهجه التي لم تجد بد من اخبارهم بما حدث لتتوحش نظرات دياب وهو يهتف بوالدته بسخط : انتي ازاي تعملي كده يا امه ...ازاي تدخلي الغريب في خصوصياتنا ...اييييه هو احنا ناقصين فلوس
ولا هادي احسن مني عشان يصرف علي علاج ابويا
اهتزت نظرات مهجه وخشيت غضب ابنها المتوهج لتقول بتعلثم : غصب عني يا دياب ....مكنتش اعرف انه هيعمل كده
قاطعها دياب بغضب شديد : هو ايه اللي غصب عنك يا امه ....رايحه تشحتي
غص حلق مهجه لتنكس راسها للأرض بينما
زمت وصال شفتيها بحنق شديد بينما جاش صدرها بالغضب ولكنها من أجل والدتها تدخلت قائله وهي تمسك ذراع أخيها : معلش يا دياب ...انا اللي غلطت من الاول لما حملت ماما فوق طاقتها
ابعد دياب يد أخته عن ذراعه وصاح بسخط شديد :وهي امك صغيرة عاد عشان تعرف الصح والأصول
قالت مهجه بأسف : حقك عليا والله ما كنت اعرف انه هيعمل كده
نظر لها دياب بغضب شديد لتقول وصال برجاء وعي تشفق علي والدتها : خلاص يا دياب عشان خاطري ..ماما ملهاش دعوه
تغضنت نبرتها بالعدائيه وهي تتابع باتهام : هو اللي أتدخل في اللي مالوش فيه وعمل نفسه بطل
نظرت إلي حقيبه النقود بسخط وتابعت : خد الفلوس ارميها في وشه وقوله اني مش محتاجه له في حاجه
نظر دياب الي نبره أخته العدائية ليس بسبب موقف هادي ولكن بسبب تاريخه معها ليميل بعصبيه يمسك الحقيبه وهو ينظر إلي والدته قائلا : لينا كلام تاني مع بعض يا امه بس دلوقتي عشان خاطر وصال هسكت
نظرت مهجه الي ابنتها بأسف ورجاء بعد مغادره دياب : حقك عليا يا وصال
قالت وصال وهي تغمض عيناها وتسحب نفس عميق : انتي مالكيش ذنب ياماما هو اللي ما صدق يرسم نفسه قدامي
ترددت مهجه ولكنها لم تصمت لتقول برفق لابنتها : متظلموش يا بنتي ... هو كان عاوز يقف جنبك
احتدت ملامح وصال وهتفت ثائرة : يقف جنبي بصفته ايه ......هو مين اصلا عشان يكون له دخل بيا ...مالوش اي صفه ...صفحه واتقفلت
........
اهتزت نظرات احسان تزجر غباءها بينما تخيلت أن هذا الشيء الوحيد الذي لن تبحث عنه حماتها هو ذلك العقد وها هو اول شيء بحثت عنه
ولكن سبق السيف العزل ولا يمكنها الا اكمال ما بدأته وهي تتظاهر بالغباء حينما سألتها حميده : لقيتيه يا احسان ؟!
هزت احسان راسها وهي تنبش بيدها بين المشغولات الذهبيه التي ملئت العلبه : لا يا امه
هتفت حميده بغضب وهي تحرك العلب جانبا وتنظر بداخلهم : دوري كويس يا احسان. ...؟!
ابتلعت احسان وقالت وهي تنحني لتبحث اسفل الفراش : طيب ما يمكن قلعتيه هنا ولا هنا
أمسكت بها حميده بحنق مزمجره : بتعملي ايه تحت السرير
قالت احسان ببراءه : بدور ياامه علي العقد
نظرت لها حميده بغضب هاتفه : بقي العقد هيكون تحت السرير
قالت احسان ببراءه مزيفه : ماهو جايز يكون وقع منك ولا حاجه ....اصل ياامه مفيش حته مدورناش عليه فيها
هتفت حميده بغضب شديد : بقولك العقد كان في العلبه بتاعتي بقاله سنين مش بلبسه من ايام المرحوم
انا كل شويه كنت بطلعه اشوفه وارجعه مكانه
وبنفس الاصرار كانت تجيب علي هادي الذي استيقظ بوجه غاضب علي تلك الحاله ليخرج من غرفته فيجد كل من فيه يبحثون هنا وهناك
: مالك يا امه في ايه
قالت حميده بغضب : مش لاقيه العقد بتاعي
تحركت احسان وهي تتبرطم بداخلها وتبحث هنا وهناك
ربنا ياخدك يا بعيده ...عندك دهب كتير اشمعني العقد ده !!
هتف هادي بإحسان : روحي اعملي ليا قهوه
اسرعت احسان تنفذ الطلب بتهرب لتوقفها حميده بغضب : محدش هيتحرك من هنا وكله هيدور علي العقد بتاعي
قال هادي بنفاذ صبر : خلاص يا امه فداكي الف عقد هجيبلك احسن منه
هزت حميده راسها وقالت برفض : مفيش منه ده كان شبكتي ومعادش زيه تاني
تنهدت احسان بارتياح ما أن حسم هادي الأمر وهو يطيب خاطر والدته : هجيبلك زيه يا امه !
..........
كان نفس سؤال وصال يحاول دياب أن يتمسك باعصابه وهو يسأله لهادي الذي تفاجيء به في الصباح الباكر يدخل الي الوكاله ويضع أمامه حقيبه النقود وعيناه تمتليء بنظرات عدم الرضا وحينما برر هادي موقفه بنفس الكلمات التي قالتها مهجه : كنت عاوز اقف جنبها !
اجاب دياب بنفس سؤال وصال : بصفتك ايه ؟!
اهتزت نظرات هادي واحتقن وجه بالدماء : يعني ....يعني انت عارف ان ....لم يدعه دياب يكمل كلماته التي جعلت الدماء تفور بعروقه : خلصنا يا هادي اللي فات مات واللي عملته مكانش له داعي ...ابويا انا أولي بيه والزمن فات واختي مش محتاجه لحد طول ما انا موجود
اوما هادي وهو يحاول تفهم موقف دياب غيره علي أخته : طبعا يا دياب ربنا يخليك ليها بس انا نيتي كانت خير اني
هتف دياب بسخط يقاطعه : يجازيك ربنا علي نيتك بس اي نيه تانيه ملهاش مكان ......
نظر هادي الي دياب وازداد غليان الدماء بعروقه من هذا الموقف ليقول بلا تفكير : طالما فتحت الكلام يبقي انت عارف نيتي ناحيه وصال من سنين واهو من غير لف ودوران انا بطلبها منك تاني !
ساد الصمت للحظات عقد بهم دياب حاجبيه بقوة بينما لم يتوقع أن يعيد هادي القديم بتلك السرعه فلم تسعفه الكلمات ولم يستطيع أن يعيب من يتحدث بصراحه ليقول بنبره قاطعه : كلامك وقته مش مناسب يا هادي دلوقتي
عقد هادي حاجبيه بغضب : ليه يا دياب ....اللي كان واقف بيني وبينها خلاص الله يرحمه
احتدت نبره دياب ليهتف بضيق : مش وقت كلامك ده يا هادي قولتلك الزمن فات وانت بقي في عصمتك واحده وقبلها اتنين
جادل هادي بسخط : وماله ...انت عارف من الاول ... قاطعه دياب باحتدام دون أن يعطيه فرصه للجدل : ....انا جيت اشكرك يا ابن الاصول اللي تعرف في الأصول كويس وتعرف اكتر اللي بيني وبينك واللي مفيش فيه إلا الاخوه والجدعنه ....اختي متقربش ناحيتها تاني !
: يا دياب الكلام اخد وعطي
اوما دياب بسخط : لما يكون كلام في مكانه يا معلم هادي ....دلوقتي البنت في حداد علي ابوها ومينفعش اتكلم معاها في حاجه زي دي والله وحده يعلم إذا كانت تقبل ولا ترفض
ضرب هادي المكتب بقبضته بسخط وهو يرفض مجرد التفكير بآخر ما نطق به دياب ....ترفض !!
مجددا ...لا ..لا ...كيف ترفض ومن كان واقف بينهما مات ولم يعد موجود ...!
هي .... الزمن ...زواجه ...اي شيء تغير الا تفكيره !!
......
..........
فيضان من الدموع اجتاح عيون وصال التي وقفت أمام مدفن ابيها تقرء له الفاتحه ..... رفع هادي نظارته الشمسيه القاتمه من فوق عيناه بينما قادته قدمه بعد حديثه مع دياب إليها بلا تفكير كعادته يتعجل الأمور معها دون أن يفكر ولو لحظه بكلام دياب المحق به وإن الوقت ليس مناسب .... !
تحركت مهجه بعصبيه وقلق في أرجاء المنزل تتطلع الي الورقه التي تركتها لها ابنتها بجهل شديد لا تعرف كيف تقرء ماهو مكتوب وقد غاب عن وصال شيء كهذا بينما استصعبت كثيرا أن توقظ والدتها بالصباح قبل أن تذهب ووالدتها لا تملك هاتف لذا بعفويه كتبت ورقه بأنها في المقابر .....ضربت مهجه وجهها بقلق : يا تري انتي فين يا بنتي
وعلي الفور كان الباب يدق لتتفاجيء بهادي امامها وقبل أن تعاتبه أو تقول شيء كانت تعطيه الورقه : شوف يا هادي وصال كاتبه ايه ....قلبي اتخلع من القلق عليها
قال هادي برفق وهو يقرء ماهو مكتوب : متقلقيش يا ام دياب ....بتقري الفاتحه لابوها !
تفاجئت وصال به امامها وهي تخطو خارج المدافن لتعقد حاجبيها بقوة وتنظر له بعداء : انت ايه اللي جابك هنا .....قبل أن ينطق كلمه كانت تتابع بسخريه نابعه من غضبها منه : مفتكرش كنت بتحبه اوي وجاي تقري له الفاتحه انا عارفه انك كنت بتكرهه
بلا تردد قال هادي وعيناه لا تفارق النظر إلي حزن عيونها المتورمه من البكاء : بكرهه عشان كان واقف بيني وبينك ! هز رأسه وتابع بصدق : بكرهه بس بحبك انتي وجيت عشانك
رمشت وصال باهدابها ونظرت له بحده فكيف يقف أمامها بعد أن تزوج سواها يتحدث عن حب لتنفجر به بعصبيه شديده وكأن ما حدث بينهما حدث بالأمس : اتجوزت غيري وجاي تقولي بحبك ....نظرت له بغضب شديد وتابعت : حبك برص !!
دفعته من امامها واتجهت للخارج ليسرع هادي يحاول أن يلحق بها : وصال استني
استدارت له وصال بعصبيه مزمجرة : متنطقش اسمي تاني يا خاين .....رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت بتحذير : واياك تيجي قدامي تاني ولا تفتح في القديم وفلوسك تخليها ليك انا مش شحاته ولا مستنيه منك صدقه ولا انك تترسم عليا بفلوسك
انزعجت ملامحه من اخر ما نطقت به ليقول بدفاع عن نفسه : كل اللي قولتيه واللي هتقوليه قابله منك يا دكتورة بس الا اخر كلامك ....انا هادي اللي تعرفيه هيكون قصده كده !
نظرت له وصال بسخط وزفرت هاتفه ذة انا معرفكش ولا عاوزة اعرفك تاني ....!
قالت كلماتها واندفعت من أمامه بغضب شديد وقبل أن يلحق بها كانت تضع نفسها في سياره التاكسي التي اوقفتها!
.........
....
حاول أن يشغل عقله عن حديثه معها ليشغله بحل مشكله والدته ..
أوقف هادي سيارته أمام ذلك المحل الذي غطي الزجاج واجهته وتدلت منه المشغولات الذهبيه بكل جانب
: السلام عليكم
ابتسم الرجل قائلا : وعليكم السلام
: اتفضل يا معلم هادي منور
ابتسم هادي وهو يجلس في المقعد الذي مده أمامه الصائغ قائلا : نورك يا عبد الجليل ....
: تشرب ايه
: ولا اي حاجه ....انا بس عاوز منك خدمه
اوما الرجل بلا تردد : عيني ..اومر يا معلم
: امي كان عندها عقد ....
ارتسمت ابتسامه واثقه علي شفاه عبد الجليل وهو يكمل جمله هادي : عقد الزيتون !
اوما هادي بحيرة : تقريبا ده اسمه ولا شكله هو كان حبات كده
حاول هادي شرح شكل العقد العزيز علي والدته لتتسع عيناه بينما تابع عبد الجليل كلام هادي بيداه التي امتدت الي أحد الإدراج وأخرج عقد بنفس المواصفات
قبل أن يقول هادي بلهفه أن هذا هو طلبه
كان عبد الجليل يهز رأسه بثقه : قولت للست احسان أن عقد زي ده محدش يفرط فيه بسهوله
انصعقت ملامح هادي وبدت الصدمه واضحه علي ملامحه ...احسان ...احسان من اخذت عقد والدته وباعته ؟!
ردد وهو يحاول الا يبدي صدمته : قولتلها انتي الكلام ده ؟
قال عبد الجليل : من يومين تلاته لما جت تبدله بالسلسله الجنيهات
اوما هادي وهو يرسم ابتسامه يخفي بها تلك النيران التي انبثقت بداخله ...تلك الخائنه ... تسرق وتكذب !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
جميلة جدا تسلم عيونك
ردحذفتحفه
ردحذفتسلمي يا حبيبتي على البارت تحفه كالعاده
ردحذفتسلم ايدك بارت رووعه 💕💖👍
ردحذفعسل وصال حبك برص المفروض تدوخه وتطلع عنيه جوز الثلاثه
ردحذف