بساط السعاده الفصل التاسع

2


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

اسرعت دنيا تتجه الي دياب الذي نزل لتقول بسرعه : صباح الخير 

هز دياب رأسه باقتضاب دون أن يلتفت إليها وتابع طريقه لتلحق به بهيه وهي تخرج من المطبخ الكبير : الفطار ثواني وهيكون جاهز يا دياب 

قال دياب باقتضاب : مش هفطر يا بهيه 

اسرعت مهجه تلتفت إليه : ليه يا ولدي ....شق ريقك 

هز رأسه لتتجه دنيا ناحيته بإصرار : طيب مش هتطل علي العيال 

نظر لها دياب بطرف عيناه رافض أن تستغل الاطفال لتتقرب إليه ليتجاهلها ويتجه الي الباب بنفس الوقت الذي كان دياب الكبير ينزل من الدرج ....استوقف دياب قائلا بتبرطم 

: ايه يا دياب القطه اكلت لسانك ولا مخاصم جدك زي العيال ومش هتصبح عليه 

قال دياب بتهذيب وهو يتجه الي جده : 

العفو يا جدي انا بس قولت الحق المزاد 

تنهد دياب الكبير بعدم رضي : وهو المزاد هيطير ....اقعد نفطر وبعدين شوف شغلك 

يعرف أن جده لن يمل من الحديث عن موضوع أخته ليقول باقتضاب : ماليش نفس ياجدي بالهنا والشفا 

رفع دياب الكبير حاجبه باستهجان : طبعا عاوز تمشي من قدامي وخايف أسألك فين اختك ومهملها لحالها ليه لغايه دلوقتي 

احتقن وجه دياب ليلتفت الي جده قائلا : انا مبخافش يا جدي 

هتف دياب الكبير ساخرا : لازم تخاف ...تخاف علي اختك اللي قاعده وحدها وانت ولا علي بالك 

احتدمت ملامح دياب بحنق لتتدخل بهيه تترجي جدها : جدي ...قبل أن تنطق كلمه أخري هتف بها جدها بسخط : 

اسكتي يا بهيه ومتدخليش لما الرجاله تتكلم 

نكست بهيه راسها بينما أخفت دنيا نظرات الشماته في عيونها والتي تحولت لغل ما أن نطق دياب دفاعا عن بهيه : ليه جدي !!

هتف دياب الكبير بتوبيخ :  هتعلي صوتك يا دياب قدامي 

قال دياب بتهذيب : العفو يا جدي بس مالوش داعي  تكسر خاطرها 

اشار دياب الكبير بسخط تجاه مهجه التي تلتزم الصمت أمام سطوة ابيها : وامك اللي خاطرها مكسور ولا علي بالك 

زفر دياب بحنق من الحديث الذي لن ينتهي الا بشجار 

اتجه دياب الكبير ليقف أمام حفيده ويهتف بنبره أمره : هي كلمه واحده ....لو مجبتش اختك النهارده انا هيكون ليا تصرف تاني ....و هجيبها ولو متربطه 

اسرعت مهجه لتقف أمام ابيها برجاء : لا يا ابويا ابوس ايدك ....ابعد دياب والدته الراجيه من أمامه برفق ونظر الي جده بجرأه قائلا : لا يا جدي 

استنكرت ملامح دياب ليرفع حاجبه بسخط متساءلا : قولت ايه ؟!

قال دياب بثبات : قولت لا ....اختي هتيجي معززة مكرمه بإرادتها مش متربطه 

احتقن وجه دياب بالغضب : انت بتعصي كلامي 

هز دياب رأسه : لا يا جدي ...انا بقول الصح ...بقولك هتيجي بإرادتها هي مش بهيمه هربطها 

هتف دياب الكبير بسخط : بتقول كلام مش بتنفذه 

قال دياب بتمهل : هنفذه يا جدي ...انا عارف انها هتيجي لو مش النهارده بكره 

لوي دياب شفتيه ساخرا : ضربت الودع اياك ....نظر إليه بتقليل وتابع : اهو انا خليني ماشي ورا كلامك لما اشوف 

احتقن وجه دياب من حديث جده الذي اتجه الي غرفته لتنظر بهيه ومهجه الي دياب بأسف 

قالت مهجه برجاء : حقك عليا يا دياب ....نظرت له وتابعت :  خليني اروح انا اكلمها وهي هتسمع كلامي عشان جدك مينفذش اللي في دماغه 

هز دياب رأسه بعناد : لا يا امه مش هتكلميها ....هي لما تحس انها محتاجه أهلها هتيجي 

ترك والدته وهو يقنع نفسه بتلك القناعه التي مؤكد ستصل أخته إليها يوما ما !


...........

....


مالت وصال أمام الفرن الكهربائي لتضبط المؤقت بعد أن وضعت به أحدي الاطعمه المجمده والتي تستغرق بضع دقائق لتنضج كما اعتادت طوال سنوات عمرها التي قضتها مع ابيها ...فقط طعام سريع كما حال حياتهم التي كانت ...!

سحبت طبق ووقفت تستند الي الطاوله الرخاميه بانتظار انتهاء الوقت لتلوح علي شفتيها ابتسامه بها حنين لتلك الأيام حيث كانت والدتها معها لتزداد ابتسامتها اتساعا وهي تتذكر اسئله والدتها المرحه بينما ترفع حاجبيها باستنكار : يعني ايه مفيش حله كبيرة ياوصال ...امال بتسلقي الفراخ ولا البط في ايه ؟!

ضحكت وصال بخفه تجيب علي والدتها : وانا لسه هسلق ياماما 

عقدت مهجه حاجبيها باستنكار اكبر : بتاكلوها من غير سلق 

ضحكت وصال مجددا : لا ياماما طبعا ...بس بجيب اي حاجه جاهزة احطها في الميكروويف أو الاير فراير وخلاص مش بسلق ولا احمر 

هزت مهجه راسها بامتعاض : وده يبقي اسمه اكل !!

هزت وصال كتفها قائله : اهو كله اكل ياماما 

هزت مهجه راسها وهي تبحث بإصرار عن اناء مناسب : شويه وتدوقي اكل امك وتعرفي الفرق 

ضحكت وصال بحنين وانتاب صوتها الغصه وهي تقول : أكلك وحشني ياماما 

التفتت مهجه لابنتها وسرعان ما فتحت لها ذراعيها لتضمها إليها وتقول بحزن شديد : وانتي كلك علي بعضك وحشتيني اوي يا بنتي 

تنهدت وتابعت وهي تمرر يدها علي ظهر وصال بحنان : اهو ربنا جمعنا تاني ومش هنفترق 

رفعت إليها وجهها وتابعت بابتسامه : كل يوم هأكلك من ايدي لغايه ما تسمني وتبقي اد فتحيه 

ضحكت وصال بصخب : ومين فتحيه دي اللي عاوزاني ابقي قدها 

قالت مهجه بينما بدأت بتقطيع الخضروات : دي تبقي اخت بهيه الصغيرة بس ايه بقي ادها عشر مرات ... تحطي قدامها الصينيه متقومش الا وهي ناهيه عليها ودايما تقولي يا عمتي مش بشبع من اكلك الحلو 

ابتسمت وصال وجلست الي طاوله المطبخ تسند راسها بيدها وهي تستمع الي حديث مهجه الممتع تماما كما رائحه طعامها التي عبقت المطبخ والمنزل بأكمله بغضون لحظات ....مع رنين مؤقت الفرن الكهربائي تنهيده ثقيله خرجت من صدر وصال التي عادت من تلك الذكريات الجميله التي جمعتها بوالدتها حتي لو لعده ايام إلا أنها شعرت بها تمحي سنوات من الغربه والوحده التي عاشت بها ...نعم كان ابيها رفيق دربها ولكنه ظل الاب وظل وجود الام بحياتها مفقود !

سحبت الطبق وجلست دون شهيه تتناول ما به وهي تستدعي المزيد من ذكرياتها القديمه لعلها تؤنس وحدتها لتجد عقلها يسحبها الي سنوات وسنوات وفي ربيع سنوات عمرها كان هو !

لا تقبل تصرفاته أو أفعاله ولكن ظون إرادتها هناك تلك الذكريات الجميله التي جمعتها به في وقت أصبح بعيد للغايه وكأنها شابت سنوات !

أخرجها رنين جرس الباب من ذكرياتها لتتجه لتفتح وهي تتأهب بثقه أنه من يطرق بابها فهو لم يظهر امامها اليوم وهذا شيء لا تنكر أن داخلها تساءلت عن سببه ولكنها خشيت أن تسأله لنفسها وهي تقنعها أنها غير مهتمه بوجوده أو عدمه ...تغيرت ملامحها التي رسمت عليها التأهب الي الدهشه والاستغراب حينما وجدت تلك الفتاه امامها لتردد باستفهام : انتي ! 

نظرت نانسي الي وصال بغيرة لم تنكرها ولم تمنعها من المجيء بل كانت دافع قوي لها لأن تأتي لتتأكد أن غيرتها في غير محلها لتقول لها : ممكن نتكلم كلمتين ؟!

قالت وصال بتأهب ممزوج بعدم الترحيب : نتكلم في ايه مفتكرش في بينا اي كلام 

هزت نانسي راسها وقالت بإصرار : جايز بالنسبه ليكي مفيش كلام بس انا عندي كلمتين محتاجه اقولهم ليكي واتأكدي أن لو الكلام مكانش مهم بالنسبه ليا مكنتش جيت وفرضت نفسي عليكي اصلا 

لم تنكر وصال أن مباشرة الفتاه في الحديث دون مراوغه نال استحسانها لتقول : اتفضلي قولي اللي عندك 

نظرت لها نانسي قائله : هنتكلم علي الباب ...تغضنت نبرتها بالغيرة الممزوجه بالتهكم وهي تتابع : ده حتي ماجد كلامه كله عن ذوق وصال واخلاق وصال !

زفرت وصال بحنق واضح ورفعت حاجبيها وهتفت باحتدام : واضح انك هتقولي نفس الكلام السخيف اللي قولتيه وانا معنديش استعداد اسمعه 

همت وصال بغلق الباب لتضع نانسي يدها عليه وتنظر لها قائله بإصرار : مش هاخد من وقتك كتير ...خلينا نتكلم 

اومات وصال علي مضض وتراجعت للخلف لتفسح لها المحال أن تدخل لتتجه نانسي الي أقرب مقعد تجلس عليه وتضع حقيبتها علي الأرض بجوارها وتنظر الي وصال التي جلست امامها بانتظار واضح لإنهاء الحديث مررت نانسي لسانها علي شفتيها قبل أن تدخل مباشره الي صلب الموضوع : انا جايه نتكلم كبنات مع بعض ....جايه اقولك مشكلتي وانتي تشوفيها زي اي بنت مكاني 

اومات وصال بانتظار ما ستقوله الفتاه التي تابعت بلا مقدمات: اولا احب اقولك أن بعد المقابله اللي حصلت بينا ماجد فسخ الخطوبه وطنط مجيده حاولت معاه وانا نفسي حاولت معاه واعتذرت وبررت تصرفي بس هو مرضاش يسمعني وكأنه ما صدق خلص من خطوبتي ...!

لم تنطق وصال بشيء ولكن لاح علي وجهها الانزعاج بينما بدأت نبره الفتاه أن تعلو بالاتهام : وده حصل بسببك !

هنا هبت وصال واقفه باستنكار : بسببي !! 

اومات نانسي وأشارت لوصال : لو سمحتي اقعدي انا لسه مكملتش كلامي 

هتفت وصال برفض : كلامك مالوش علاقه بيا وخلاص كفايه مش عاوزة اسمعه ...انتي جايه تكملي كلامك السخيف بتاع المره اللي فاتت 

هزت نانسي راسها وهتفت بانفعال : انا اول كلامي قولتلك احكمي زي اي بنت مكاني ....بنت خطيبها كل كلامه عن بنت عمه اللي ظهرت فجاه وفجاه بقي مفيش علي لسانه الا هي ....اكيد زيي زي اي بنت هغير واعترض واللي زاد أن اعتراضي ده كان بيقابله ثوره فظيعه من ماجد وكمان دافاع مستميت عنك قوليلي بقي لو مكاني هتغيري ولا لا !

صمتت وصال ونظرت الي الفتاه للحظات قبل أن تتابع : لو واثقه في نفسي مش هغير 

رفعت نانسي حاجبيها : قصدك اني معنديش ثقه في نفسي

همت وصال كتفها ببرود : انتي قولتي رأيك زي اي بنت وانا بقول رأيي 

افلتت الكلمات من شفاه نانسي بهجوم : جايز رايك عشان عمرك ما حبيتي ولا جربتي الغيرة 

ضغطت علي وريد وصال المحتقن بوجيعه حب مليء بمراره الغيره لم تتخلص منه لسنوات طويله !

اشاحت بوجهها دون التعقيب لتسحب نانسي نفس عميق وتهز راسها : اوك رايك يحترم وانا كمان مشاعري توقعت أن خطيبي يحترمها وعلي الاقل يفهم أن موقفي واندفاعي كان بسبب حبي له وغيرتي عليه مش اكتر 

التقت نظرات الفتاتان لتتابع نانسي وهي تصل إلي نهايه الحديث : عموما انا خلصت كلامي بالنسبه للجزء اللي يخصني والباقي يخصك 

عقدت وصال حاجبيها باستفهام : مش فاهمه ؟

قالت نانسي وهي تنظر لها : لو انتي فعلا بس بنت عمه الكبيره اللي بيعزها ومفيش اي حاجه تانيه لا من ناحيتك ولا من ناحيته افتكر انكم هتفهموا موقفي واني اتصرفت باندفاع عشان غيرت حتي لو غيره مش في محلها بس اهو اللي حصل وانا جيت بنفسي افهمك وجه نظري وعندي امل انك بنت زيي هتفهمي مشاعري وتقدريها وتساعديني انا وماجد نرجع لبعض !

........

.....

حديث عقلاني يخاطب رقي الاخلاق قامت به نانسي بينما تعترف بمبرر خطأها بمنطق انساني أن مشاعرنا أوقات كثيرة تدفعنا لتصرفات خطأ ....نفس الطريق الذكي كانت دنيا تتبعه بينما تمهلت قبل أن ترتب كلماتها وتتجه الي المطبخ حيث وقفت بهيه تعد الطعام والتي التفتت علي صوت خطوات دنيا الممزوج بصوت الطفل الذي علي كتفها ....بلهفه لاتعرف لها زيف كانت بهيه تمد ذراعها للطفل الذي تلهف عليها لتحمله وهي تهدهده : تعالي يا مصطفي 

لا تنكر دنيا أنها كل مره تستغرب كيف تعرف بهيه أي طفل من التؤام بمجرد نظره له بينما هي كوالدتهم احيانا تخلط بينهم ... اخذت بهيه الطفل من ذراع دنيا وضمته إليها وعادت الي ما تفعله لتقلب ما في الإناء بيد واحد بينما علي ذراعها الاخر حملت الصغير لتقول دينا سريعا بأخوه مزيفه : عنك يا ابله بهيه انا هكمل الاكل 

تركت بهيه لها الملعقه الخشبيه واتجهت لتعد طعام للصغير ....وضعت أحدي قطع البطاطس المسلوقه بالطبق واخذت تسحقها بالشوكه لتقول لدنيا : هاتي من جنبك يا دنيا طبق الفراخ اللي قطعته للعيال 

اسرعت دنيا تنفذ طلب بهيه لتتجه تقف بجوارها تنظر طيف أعدت قطع صغيرة من الدجاج المسلوق من أجل الصغار وبدأت تخلطه بالبطاطس باهتمام اعتادته ولكنها لم تتحدث عنه لتجده اليوم مدخل مناسب لما ستقوله: عارفه يا ابله بهيه اني بغير منك !

التفتت إليها بهيه وعقدت حاجبيها دون قول شيء لتهزنيا راسها وتخفض عيناها بانكسار : أيوة يا ابله بهيه ... شوفي انتي بتعملي ايه عشان العيال .... ده الكام يوم اللي قعدتهم عند اهلي العيال علي صرخه واحده ولا عاوزين امي تشيلهم ولا حتي ياكلوا من أيدها مهما تعمل ليهم مش بيقبلوا عليها زيك ....تنهدت دنيا وتابعت كلامها الصحيح ولكن نيتها هي التي لم تكن بنفس الصحه بل كانت نيه خبيثه : غصب عني يا ابله بهيه قولت الكلمتين الفارغين دول ....نفضت يدها وتابعت بقهر أتقنت رسمه : اعمل ايه يعني وانا شايفه دياب بيحبك ومش بيطيق عليكي الهوا وحتي العيال روحهم فيكي وأمه مهجه بتعتبرك بنتها وانا ولا حاجه ....حقي اغير ولا لا !

نظرت لها بهيه وبدأت تتعاطف مع دنيا التي عادت لتقف أمام الموقد وتتابع روايتها الحزينه : انا عارفه من الاول أنه اتجوزني عشان الخلفه وانا كنت عيله مفهمش يعني ايه غيره بس يوم عن يوم كبرت وفهمت وحسيت يعني ايه جوزي يبقي بيحب غيري وحتي ياريت يحبني نص حبه ليها ...! 

اتجهت الي جوار بهيه وربتت علي كتفها باعتذار : حقك عليا يا ابله بهيه اني زعلتك انا بعتبرك اختي الكبيرة والله وكل اللي كان قصدي ان دياب يعدل ما بينا وافتكر ده حقي ...هزت راسها وتابعت بانكسار وهي ترمق بطرف عيناها باب المطبخ حيث وقف دياب الذي استمع لكل ما يدور : انا عارفه اني غلطت لما قولت حقي والله بس انا بفضفض معاكي من قهرتي....متزعليش مني يا ابله بهيه اني بقول حقي وكده واعتبريني عيله قليله الربايه بس وحياه عيالي ده من حبي في دياب وغيرتي منك أنه حتي قدامي مش بيمثل أنه بيعدل بينا !

تراجع دياب الي الخارج ولا ينكر احتقان وجهه بالحنق وهو يفكر للحظه هل بالفعل ظلم الفتاه !

يفكر ولكن بهيه لم تفكر بل اندفعت خلف قلبها الابيض لتتفاجيء دنيا بها تربت علي يدها بحنان اخوي قائله : حقك يا دنيا ...حقك يا اختي !

تهللت ملامح دنيا التي قالت بلهفه : يعني انتي هتقولي له كده ...قصدي يعني أنه من اول ما رجعت وهو حتي مش بيدها اوضتي وانا راضيه لو بليله واحده لو انتي قولتي له أن ده العدل 

اومات بهيه :  هقوله 

قالت دنيا بسرعه : بس ابوس ايدك اوعي تقولي له اني قولتلك كده 

هزت بهيه راسها بسماحه : متخافيش 

ابتسمت دنيا لها ومالت تقبلها علي مضض : تسلمي يا ابله بهيه !

لا نعرف هل الحكم سيكون علي بهيه بالغباء ام السذاجه ام أنها طبيعه بها وطبيعه جميله وليست بعيب أنها لا تستطيع قراءه خبث البشر ....!

الحكم متروك للنقاش ولكن الموقف كان يجب أن يكون به نقاش فقد تحدثت دنيا ونانسي كل منهم من منظورها عن وجيعتها بصرف النظر عن نيتها سواء كانت سليمه مثل نانسي أو خبيثه مثل دنيا التي تستغل بهيه للتأثير علي دياب وكل منهم في النهايه لم تضع نفسها مكان الطرف الاخر لذا لم ينتهي النقاش بين نانسي ووصال كما انتهي بين بهيه ودنيا بالتخلي والتضحيه بمثاليه مبالغ بها فهاهي وصال تنظر إلي نانسي وتتحدث بلباقه : انتي اتكلمتي وانا سمعتك وقولتي احكم زي اي بنت مكانك طيب ممكن اعرف حكمك لو انتي مكاني !؟

بوغتت نانسي لتهز وصال راسها وترتسم ابتسامه باهته علي شفتيها وهي تتابع : مستغربه ليه....موقفك وحطيت نفسي مكانك طيب ليه انتي مجربتيش تحطي نفسك مكاني ....واحده في حالك وجت واحده تتهمك اتهام زي ده ....تهكمت شفاه وصال وهي تتابع : عانس زي ما قولتي ....كلمه واحده بس المجتمع بيحكم بيها علي اي بنت من وجه نظرهم مفيش واحد في سوق العرسان اختارها فحكموا أن ده عيب فيها أو نقص مع أنه في الاول والاخر نصيب 

تعكرت ملامح نانسي وخجلت بشده من نفسها لتقول بحرج : مقصدش 

اومات وصال بتفهم : فعلا جايز متقصديش بس سواء تقصدي أو متقصديش مبقاش ليها محل بعد ما قولتي كلمه زي دي متعرفيش جرحتني أو لا ....يا نانسي احنا لو كل واحد زي ما طلبتي حط نفسه مكان التاني مكناش هنجرح بعض اوي كده ....وعموما انا خلاص نسيت اللي حصل وكلامي بس مجرد تذكير ليكي أن مفيش اي مبرر انك تجرحي غيرك وتتهميه بس عشان مشاعرك ...راعي مشاعر غيرك زي ما انتي عاوزة غيرك يراعي مشاعرك و

حاضر هكلم ماجد !

أغلقت وصال نقاشها وهي مرتاحه أنها تحدثت عن نفسها ومشاعرها كما تحدث الطرف الآخر ولكن بهيه بسذاجه جنبت مشاعرها ونفسها ولم ترد علي دنيا انها انسانه ولها مشاعر وحقها أن تغار هي الأخري وهاهي تتقمص دور الاخت الكبري في حياه زوجها وزوجته الأخري بتضحيه مبالغ فيها وبإهدار لحقوقها بيدها !

........

.....

وضع الصبي القهوة أمام دياب الكبير الذي قال : روح يا واد يا سمعه انده ليا المعلم هادي 

قال الصبي وهو يضع الصينيه اسفل ابطه : المعلم هادي مش في الوكاله يا معلمي انا لسه جاي من هناك كنت بنزل شاي للرجاله 

اوما دياب وأشار له : طيب اكتم وروح 

امسك دياب هاتفه وطلب رقم هادي ليقول دون مقدمات : وانا اللي قولت هتنفذ كلمتك معايا يا هادي 

قال هادي بثقه : عمري خلفت كلمتي معاك يا حاج 

حك دياب ذقنه قائلا : قولت كلمه ومنفذتهاش ..... فين وصال ؟!

قال هادي بثقه مجددا : يومين بالكتير يا حاج وهتلاقيها قدامك 

ضيق دياب حاجبيه باستفهام : ازاي ؟! انت كلمتها ؟!

هز هادي رأسه قائلا : حفيدتك عنديه يا حاج مينفعش معاها الكلام 

تغيرت ملامح دياب وهدر بسخط : اياك تكون ضايقتها 

هز هادي رأسه ينكر بالطبع فعلته : لا يا حاج وانا برضه هعمل كده ...الحكايه ومافيها أن عمها ....أخبر دياب بما حدث ليقول دياب بإعجاب : براوه عليك ...يعني الخسيس ده كان عاوز يرميها في الشارع 

اوما دياب : اه يا حاج 

: ولما هي عرفت مجتش ليه ؟!

قال هادي بضيق : شغلها !

زم دياب شفتيه بسخط : شغل ايه ....هي محتاجه شغل ...؟!

: اهو دماغها كده 

: طيب يا هادي ناوي علي ايه ؟!

أخبره هادي باقتضاب ما ينتويه : لما ميبقاش عندها شغل هتلاقي مفيش باب قدامها الا بابك يا حاج 

هز دياب رأسه باقتناع : ولو عرفت انك وراها 

قال هادي بثقه : متقلقش يا حاج هتصرف 

صمت لحظه قبل أن يقول متابعا : هنفذ كلمتي معاك ياحاج وانت اكيد هتنفذ كلمتك وتكون ليا 

قال دياب بتسويف : يساويها المولي ياهادي

أغلق هادي وهو يطرد من داخله الشك بسبب تسويف دياب الكبير الذي تبرطم علي حفيده : كنت عملت زيه إنما بس فالح تقولي هي من نفسها هترجع !

وقد كانت بالفعل ستعود من تلقاء نفسها !!!

........

....

اتجهت بهيه الي دياب الذي جلس بالحديقه يلاعب الصغار لتسأله : اعملك كوبايه شاي يا اخويا 

هز دياب رأسه قائلا : تسلمي يا بهيه ... انا قاعد شويه مع العيال وبعدين هطلع انام ...اسبقيني انتي

اومات له واتجهت لغرفتها لتقابل دنيا التي وقفت خلف باب الشرفه تتطلع الي دياب وهو يلاعب الصغار 

....: كلمتيه يا ابله بهيه ؟

هزت بهيه راسها قائله بصوت خافت : لا لسه بس اهو قاعد يلاعب العيال ...انتي شويه وروحي اسأليه إذا كان عاوز حاجه يمكن من نفسه يكلمك وترجع الميه لمجاريها 

انتفخ وجه دنيا وفكرت بأن بهيه تتخابث عليها لتقول وهي ترسم ابتسامه زائفه : يسمع منك ربنا يا ابله بهيه 

نظرت لها بطرف عيناها وتابعت بخبث : وربنا يبعد عننا ولاد الحرام 

لم تولي بهيه لكلماتها اهتمام وهي تصعد الي غرفتها لتقع عيناها علي هاتف دياب الموضوع علي الكمود ...!

بعد قليل 

تلفتت بهيه حولها قبل أن تسرع تجاه غرفه مهجه وهي تقول بهمس بينما توكز مهجه بكتفها برفق  : امه ....أمه مهجه ...أصحي 

فتحت مهجه عيناها بسرعه لتنظر الي بهيه بقلق: في ايه يا بهيه ...مالك ؟!

هزت بهيه راسها قائله بقلق : مالك يا بهيه في ايه؟!

قالت بهيه بسرعه وهي تطمئن مهجه : مفيش يا امه ....أشارت إلي هاتف دياب الذي بيدها قائله : انا لقيت دياب قاعد تحت مع العيال  وسايب تليفونه في الاوضه روحت ربنا يسامحني قولت اجيبهولك عشان تكلمي وصال وتجربي تقولي ليها تيجي عشان دياب وجدي ميعاندوش معاها 

تلهف قلب مهجه التي هزت راسها : ياريت يا بهيه توافق ...انا نفسي اسمع صوتها 

اسرعت بهيه تبتسم بينما تطلب رقم وصال التي أجابت بلهفه ما أن رأت رقم أخيها  : الو ...دياب 

تعلثمت بهيه وهي تقول : أيوة يا دكتورة ...انا بهيه ...بهيه مرات دياب  

بالرغم من الغصه التي ملئت حلق وصال بأن أخيها مازال علي موقفه منها ويرفض الحديث معها إلا أن ملامحها تهللت وهي تقول بلهفه : عامله ايه يا بهيه وماما ودياب عاملين ايه ؟! 

قالت بهيه بسرعه بينما تتلهف يد مهجه الي الهاتف : كويسين كلهم ..كويسين ...خدي أمه مهجه معاكي 

همست لها وهي تعطيها الهاتف : كلميها وانا هستني برا عشان لو دياب طلع 

قالت وصال بلهفه واشتياق : ماما وحشتيني 

أجابت مهجه بلهفه مماثله : وانتي اكتر ياقلب امك 

قالت وصال بعتاب : كده متسأليش عني كل ده  ...هو دياب منعك 

قالت مهجه بانكسار : اللي منعني جهلي يا بتي ولولا بهيه الله يفرحها اخدت تليفون اخوكي من وراه مكنتش اعرف اكلمك 

قالت وصال بغصه حلق : للدرجه دي يا ماما ...بتكلميني من وراه 

قالت مهجه بأسي : يا بنتي اخوكي خايف عليكي والعناد بينكم غلط ...هو راجل برضه ومش هيرجع في كلمته  

فكرت وصال أن تخبر والدتها بقرارها ولكنها قررت أن تنتظر حتي تؤكد الأمر لتقول مهجه برجاء : تعالي يا بتي بدل قعدتك لوحدك وقلبي اللي متشحتف عليكي ...عاوزة اتونس بيكي وتتونسي بينا أنا واخوكي وجدك 

ابتسمت وصال متنهده : هاجي يا ماما أن شاء الله 

تهللت ملامح مهجه : بتتكلمي جد يا وصال 

اومات وصال بابتسامه : اه يا ماما 

.....


انتفضت بهيه من مكانها بينما ظهر دياب فجأه من خلفها : دياب 

استغرب وصال المفاجاه التي ظهرت علي وجهها ليقول بدهشه : مالك واقفه كده ليه واتخضيتي وكأنك شوفتي عفريت 

هزت بهيه راسها بتوتر : لا خالص انا ...انا كنت نازله اشوفك 

مال دياب تجاهها وقال بنظرات عابثه :  وحشتك 

قالت بتوتر : طول عمرك واحشني 

أحاط خصرها بذراعه وسار بها بضع خطوات : وانتي وحشتيني اوي  

...يلا اسبقيني وانا هبص علي أمه واجي وراكي 

بوغتت ملامح بهيه لتقول بتعلثم شديد : امه مهجه نامت من بدري  

عقد حاجبيه بينما مر أمام غرفه والدته واستمع الي تلك الأصوات : نامت ...ولا ده صوتها 

هزت بهيه راسها بتوتر شديد ؛ لا صوتها ايه ...تلاقيها نسيت التلفزيون ...انا هدخل اشوفها 

تنفست الصعداء حينما هز رأسه واتجه الي الغرفه لتدخل سريعا الي غرفه مهجه تهمس لها : دياب طلع يا امه 

اسرعت مهجه تقول بتوتر :  

هقفل يا وصال 

أغلقت الهاتف لتتنهد وصال بضيق بينما مازال جدها وأبيها يحكمون قبضتهم علي والدتها و يصدرون الأوامر لها 

دخلت بهيه الي الغرفه ومجددا تنفست الصعداء حينما وجدت دياب بالحمام لتسرع تعيد هاتفه الي مكانه 

خرج دياب بعد قليل يجفف شعره الفاحم بالمنشفه التي يضعها حول عنقه لينظر الي بهيه التي وقفت بتوتر في وسط الغرفه ويسالها وهو ينظر إليها من خلال المرأه بينما يصفف شعره : مالك يا بهيه واقفه كده ليه ؟! 

تعلثمت بهيه وهي تهز كتفها : ابدا يا اخويا 

مررت طرف لسانها علي شفتيها قبل أن تقول بتمهل: 

هو انت ...انت هتبات هنا يا دياب 

نظر لها دياب بعدم فهم :

امال هبات فين 

ابتلعت بهيه قائله : 

يعني ....يعني انا  قولت هتبات عند دنيا 

زفر دياب بحنق : وبعدهالك يا بهيه 

تمهلت بهيه وهي تتجه لتقف أمامه وتقول برفق شديد :  

هي مش مراتك وليها حقوق يااخويا 

تبرطم دياب بسخط شديد : 

عشت وشوفت الاولي بتدور علي حق التانيه 

رمشت بهيه باهدابها بينما نفذ السيف واقتسمت الحقوق وأصبح أمر واقع لينظر دياب إليها بحده متساءلا :  

عاوزة ايه يا بهيه ؟ كل شويه تنكشي وتجيبي السيرة دي ليه مع اني حذرتك 

قالت بهيه وهي تبتلع غصه حلقها : ابدا يااخويا اصل العدل ....انتفضت من مكانها بخوف ما أن قاطعها دياب بصوت غاضب : انا جوزك مش اخوكي يا بهيه .... نظر لها بسخط شديد بينما كل حديثه معها وقع أرضا ما أن حدثتها دنيا ببضع كلمات تلاعبت بهم علي وتر طيبه قلبها : عاوزاني ابات عند التانيه ...حاضر. ....عيني ! 

اسرعت خلفه ما أن وجدته يتجه الي باب الغرفه لتتسمر مكانها ما أن التفت ناحيتها وهتف بها بنبره أمره : مكانك !

توقفت مكانها لينظر لها بسخط ويتابع بوعيد : ابقي بس افتكري أنك انتي اللي رمتيني في حضنها !! 

ارتمت بهيه علي الفراش خلفها تبكي بقهر وهي تردد : غصب عني يا دياب ...غصب عني خايفه عليك من ربنا لما متعدلش !! غصب عني أنا بأيدي قسمتك بيني وبين واحده تانيه برضه عشان خوفت عليك تقف قصاد جدك !! 

............

....

ابتسمت دنيا بسعه ولم تصدق نفسها حينما وجدت دياب يدخل الي الغرفه لتسرع ناحيته بترحيب : نورت اوضتك يا دياب ....نظرت له باغواء بينما تقترب منه : وحشتني اوي وكان قلبي حاسس انك مش هتبعد عني اكتر من كده 

تحرك بغريزة غضبه من بهيه وكأنه يتحداها فهي من طلبت منه أن يذهب لأحضان أخري افترشت أمامه الورود ليشعر بصدره يضيق وهو يقوم عن دنيا التي تنفست بارتياح وتمددت علي صدره وهي تلعب باحدي خصلات شعرها ...تمتمت بدلال وهي ترفع جسدها الذي لصقته بدياب وقبلت وجنته : وحشتني اوي ....كنت هموت من غيرك

نظر دياب للجهه الأخري وازداد ضيق صدره وشعر بأنه لم يقهر بهيه بل قهر نفسه التي أجبرها علي الاقتراب من امراه لا يشعر برغبه بها فقط كيدا في امراه أخري كان طوال الوقت يتخيلها هي من بين ذراعيه ...

زفر وقام من الفراش لتجذب دنيا الغطاء حول جسدها العاري وتلحق به ولكنه توقف مكانه والتفت إليها قائلا : اسمعي يا بت الناس 

نظرت له دنيا ليفرغ ما بصدره الضائق : انا سمعت الكلمتين الخايبين اللي قولتيهم لبهيه وهي جريت تقولهم ليا بس يكون في معلومك انا مجتش عشان كده ...انا جيت عشانها هي بس انتي خلاص اتفرضتي عليا وانا من اول يوم قايل ليكي انك هنا عشان تخلفي وبس يبقي بقي تبطلي شغل نسوان وحوارات وتعيشي وانتي ساكته ولو مش عاوزة خدي حقوقك وسيبي العيال وفارقي 

توقفت دنيا مكانها تستمع الي صراحته الجارحه والتي بالرغم من أنها الواقع الصريح بلا تجميل الا أنها بقسوتها مزجت العاطل بالباطل فاصبح من الصعب التمييز من الظالم ومن المظلوم فهي بكل الاحوال امرأه أخطأت حينما قبلت بهذا الوضع وكل مدي ما تزداد خطاياها وهي تحاول تغيير هذا الوضع لصالحها وهو كلما حقق العدل لبهيه ظلم دنيا وإذا نصف دنيا ظلم بهيه وهاهي دائره لا خروج منها إلا بظلم اخر ووقتها سيكون الظلم واقع بحق أطفاله حينما يحرمهم من والدتهم ! 

....

بعيون منتفخه استقبلت بهيه صباحها من بكاء الليله الماضيه وكانت كذلك مهجه التي انفطر قلبها علي فراق ابنتها وهناك عيون أخري انهكها السهر والترقب مثل عيون هادي الذي ترك كل ما يفعله وبقي يركض ملاحق حلم الماضي ...! 

وهناك عيون غاضبه حد الحقد والشر بقيت تنظر إلي تلك العبوه الموضوعه باحدي الخزانات اسفل المغسله وتفكر أن بها خلاصها ....بيد مرتعشة امسكت دنيا بتلك العبوه الموضوع بها سم الحشرات تفكر أنه قد يخلصها من بهيه كما يخلصهم من الحشرات !!

بيد مرتعشة أعادت العبوه مكانها وهي تتراجع بخوف : هضيع نفسي عشانها ....لا ..لا !!

واخر عيون كانت عيون ذلك الطبيب الذي جلست وصال أمامه ...!

نظر الطبيب ذو الشعر الابيض تجاه وصال باستفهام : عاوزة تتنقلي ؟!

اومات وصال التي كادت تجن من الوحده اليومان الماضيين وكأن الوحده جديده عليها !

ولكن ليست الوحده هي المستجده علي حياتها بل وجود عائلتها حولها لبضعة أيام هو كان المستجد والذي جعل قلبها يتلهف للمزيد من مشاعر الالفه والحياه وسط عائله 

وينبذ الوحده ولايعد يستعذبها لذا فكرت ما الضير من التجربه .... !

أنكرت أن يكون لهادي طرف في هذا ولكن قلبها الخائن كان يستعذب ذكرياتها معه وبنفس النعت كان يواسيها بأنه هو الخائن الذي استطاع أن يتزوج غيرها وعاش بدونها سنوات والان جاء فجاه ليظهر وكأنه لم يفعل شيء !

أنكرت واخبرت نفسها انها مرتاحه لانه لم يظهر امامها طوال هذان اليومان ولكن هناك شعور مخفي بداخلها بالافتقاد وكأن وجوده أعاد لها السنوات التي مضت دون أن تشعر بها وعادت الفتاه التي لم تتجاوز العشرون التي يطاردها حبيبها وكم افتقدت تلك المشاعر التي ظنتها ولا كما ولت سنوات عمرها وتركتها بعد بوابه الثلاثون وكأنها عجوز شابت قبل الأوان .....نعم أن كانت لن تنكر شيء فهو أن وجود والدتها واخيها وحتي هادي في حياتها جعل قلبها يهفو لنسيان قبح الوحده والارتواء والدفء بحضن وجودها وسط أناس تحبهم ويحبونها ويجعلون بحياتها طعم جديد ...!

نظرت إلي الطبيب الذي قال : مفتكرش ابدا هيكون في مانع أن الوزاره توافق علي طلبك للندب في مستشفي ** الحكومي 

ابتسمت وصال وسألت بلهفه : يعني الموضوع سهل 

نظر لها الطبيب بقليل من الخبث المصطنع : ده طبعا لو مدير المستشفي هناك وافق انك تتعيني ومدير المستشفي هنا اللي هو انا وافق انك تتنقلي 

نظرت له وصال برجاء وشك : هو حضرتك ممكن ترفض؟! 

تمهل قبل ان يبتسم لها : اينعم هفتقد حد من ريحه د مهاب الله يرحمه بس لو دي رغبتك مش هرفض وكمان هتصل بدكتور علي البدوي اخد موافقته  

تهللت ملامح وصال لينظر لها الرجل بأبوه : لو مفيهاش تدخل مني ....ليه يا د وصال عاوزة تتنقلي ؟!

قالت وصال بلا تفكير : عشان اكون جنب عيلتي 

نظر لها لعدم فهم لتتابع وصال : ماما واخويا عايشين هناك 

تنهد الرجل وهز رأسه : يعني هبقي مطمن عليكي 

اومات له لتشكره بينما تابع : حيث كده قدمي ليا الطلب وانا هتابع الاجراءات بنفسي ...مش هتاخد وقت كتير جوالي أسبوعين تلاته 

: متشكره اوي يا دكتور ...!

.........

...


انتفضت احسان علي يد والدتها التي وكزتها في كتفها بعنف لتوقظها وهي تزجرها : وكمان جاي ليكي نفس تنامي يابنت الملكومه 

التفتت احسان الي والدتها وهتفت بغل : عاوزة مني ايه يا امه ؟!

نظرت لها صديقه بغضب : تنطقي وتقولي عملتي ايه عشان يرميكي الرميه دي .... توقعت أن تصمت احسان كما فعلت طوال الايام الماضيه لتنقض صديقه علي خصلات شعرها تجذبها منها بعنف صارخه : انطقي يابت عملتي ايه ولا شافك مع مين عشان يعمل كده 

توجعت احسان لتحاول تخليص شعرها من قبضه والدتها : اه يا امه شعري ....ازدادت قبضه صديقه علي شعر ابنتها اكثر وهي تهتف بها بغل : مش هسيبك الا لما تنطقي .... انطقي يابت شافك مع مين عشان يعمل كده ...لازم عملتي عمله سوده 

هزت احسان راسها ببكاء : معملتش حاجه يا امه ....اه يا امه شعري ...والله ما علمت حاجه 

: امال هو جوزك هيعمل كده من الباب للطاق ...ده جه هنا يسأل عنك يبقي عرف عنك حاجه 

هزت احسان راسها تنفي شكوك والدتها بينما تسألها : هو سأل عني 

اومات صديقه ومازالت ممسكه بشعر احسان بين يديها : أيوة يا كدابه ...انطقي يابت !! قولي كنتي فين ولا مع مين ؟!

ارتجفت احسان بخوف شديد ما أن دخل والدها علي تلك الأصوات وعيناه تطلق الشهب بينما اتهام والدتها اعمي عيناه : بتقولي ايه يا وليه !

بوغتت صديقه بعوده زوجها الذي يقضي بضعه أسابيع في أحدي البلاد المجاورة يعمل في التوزيع علي الأسواق لتتراجع الي الخلف وهي تقول بتعلثم : هقولك اللي حصل يااخويا  

اسرعت احسان برجفه تهتف بأبيها الذي اتقدت عيناه بالشرور : معملتش حاجه يا أبا  !

......

...

نظرت إلي ماجد الذي سألها بقليل من الانفعال : هي كلمتك في حاجه ؟!

قالت وصال بمراوغه : مش هتفرق يا ماجد المهم ان الموضوع مش اكتر من سوء تفاهم فياريت متكبرهوش اكتر من كده 

هتف ماجد باحتدام : اللي هي عملته مجرد سوء تفاهم من وجهه نظرك 

هزت كتفها قائله : اهو خلاص موقف بايخ وحصل وانتهي ....واضح انها بتحبك ومتمسكه بيك 

تنهد ماجد بحيره : مش مبرر ابدا لغلطها فيكي 

هزت وصال راسها قائله بتفهم : قولتلك كان موقف بايخ وعدي 

تلفتت حولها لتقول له وهي تنظر في ساعتها : عموما انا مش عاوزة اعطلك اكتر من كده اكيد عندك شغل وانا كمان يادوب اروح المستشفي 

ابتسم ماجد لها وقال بتقدير : كل مدي ما بتكبري في نظري اكتر يا وصال 

ابتسمت له ولكن تلاشت ابتسامتها ببطء حينما لمحت ذلك الطيف يأتي باتجاهها ....قالت سريعا لماجد الذي اتصلت به ليأتي الي مقابلتها أسفل منزلها لتقول له ما ارادت! 

ابتسامه لاحت علي طرف شفاه وصال التي لمحت انتفاخ ملامح وجه هادي الذي ظهر من العدم ولكن يبدو أنه كان يتبعها دون أن تدري ...دق قلبها دون إرادتها بضربات صاخبه بينما شعور أن هناك من يهتم لوجودها داهم شعور الوحده الذي غلب عليها لتجد نفسها تشعر فجاه وكأن الروح تدب بها بعد أن كانت اليومان الماضيين تشعر بوحده كبيرة وكأنها في هذا العالم الكبير وحدها ....! 

خطت بضع خطوات متجاهله رؤيته لتسير باتجاهها ولكنها تفاجأت به يسرع بخطواته ليتوقف امامها وبلا مقدمات يهتف بسخط : كنتي بتعملي ايه مع الواد الساقع ده ! 

رفعت وصال حاجبيها تغطي بملامحها البارده سرعه ضربات قلبها : اسمه ماجد ابن عمي مش الواد الساقع 

احتقن وجه هادي ليقول بحنق من بين أسنانه : مش هطلع له بطاقه انا عاد ....بقولك ماله ومالك ؟!

هزت كتفها ببرود أتقنت رسمه : وانت مالك ؟!

فرك هادي وجهه بسخط وانفلت الغضب من بين شفتيه : يا بنت الناس متجننيش !

ابتسمت وصال له بسماجه وكأنها تسكب البنزين فوق نيران غيرته الواضحه : وانا اجننك ليه ...مالك ومالي 

حكايتنا خلصت من زمان وانا اخترت طريقك وانا مكمله في طريقي ومفتكرش طرقنا هتتقابل تاني 

قالت جملتها وأشارت لأقرب تاكسي يمر من جوارهم لتدخل إليه وهي تستمع الي الاصرار بنبرته: هتتقابل يا دكتورة ....هتتقابل قريب اوي !

ظل صدي كلماته يتردد في عقلها وكأنها بلهاء مراهقه تقفز ضربات قلبها لسماع كلمه تعني تمسك حبيبها معها لتزجر نفسها بعنف ( عيله صغيرة هتفرحي بكلمتين ...فوقي يا وصال وافتكري أنه متجوز وانتي مجرد حكايه قديمه في حياته ) 

..........

....


نفذ صبره المنعدم ليجد عقله يحيك بمكر ودهاء خطه ينهي بها اخر حبل يربطها بالبقاء بعيده عنه 

لينظر الي ذلك الشاب الذي أفهمه تحديدا ما يريده منه 

: فهمت يا قناوي هتعمل ايه ؟!

اوما الشاب قائلا : متقلقش يا معلم هادي ....هنقلب المستشفي ضلمه 

هز هادي رأسه وهو يرفع إصبعه بتحذير : لو شعره منها حد مسها هقطع رقبتك 

هز قناوي رأسه : متقلقش يا معلم هنفذ اللي قولته ليا بالحرف 

اوما هادي وهو يعيد ترتيب خطته الماكره : الوليه اللي جبتها هتعرف تنفذ 

اوما قناوي قائلا : امال يا معلم .... ده الواد ابنها عز الطلب ....طول اليوم علي صرخه واحده 

اختمرت الفكره برأس هادي الذي قال : ماشي يا قناوي ....روح انت يا دوب تجيب الوليه وترتب مع الرجاله هيعملوا ايه 

اوما الرجل وانصرف من أمام هادي الذي برر أنه يفعل كل هذا من أجلها فهي عنيده وهو فقط يروض عنادها ..!

.........

....

دوما الوحده تزداد ضراوتها مع ازدياد قتامه الليل الذي رفعت وصال عيناها تجاه سماءه الكاحله تتطلع من خلال نافذه مكتبها بصمت إليه بينما تقضي نوبتها المسائيه 

....صبرت نفسها انها ستتجاوز شعور الوحده الذي تشعر به قريبا لتتخيل رد فعل والدتها وترتب كيف ستعاتب أخيها الذي ظنته نفذ وعيده لها وبالفعل اعتبر أنها ليست موجوده ولكن من قال هذا ...؟!

عقدت وصال حاجبيها وهي تستمع الي تلك الجلبه الصادره من وحده الاستقبال لتقوم من مكانها وتتجه الي حيث تلك الأصوات التي تعالت !!

أتقنت تلك المرأه دورها وهي تصيح بموظف الاستقبال بينما ابنها الذي تحمله علي كتفها لا يكف عن البكاء الذي ازداد مع تعالي تلك الأصوات من حوله : انا في ايه ولا ايه ...بقولك ابني بيموت تقولي البطاقه 

حل دور أحد الرجال الذي كان واقف بجوار مكتب موظف الاستقبال بينما وصل قبل قليل يتعلل بالسؤال عن أحدي الحالات المحجوزة ليهتف بصوت عالي يوبخ الموظف الذي فقط يقوم بعمله 

: هو مفيش رحمه الست بتقولك ابنها بيموت 

حاول الموظف ان يهديء تلك الجلبه: دي الإجراءات يا ستي انا ماليش ذنب ...انا هنا موظف 

صاحت المرأه بأعلي صوتها بينما لا تتوقف عن هز الطفل الذي ازداد بكاءه من توترها : حرااام عليك بقولك الواد بيموت مني 

رجل آخر اشتبك في الحديث يؤنب الموظف : فين المدير هناااا ...انتوا شياطين مفيش في قلبكم رحمه الست بتقولك الواد تعبان ولازم يكشف ...هي دي مش مستشفي حكومه ولا احنا في مستشفي خاصه ومنعرفش 

بيأس حاول الموظف شرح القواعد ولكن عبثا فقد تكاتل عليه الموجودين وكلمه من هنا وكلمه من هناك واشتعل الموقف في غضون دقائق كادت تصل إلي اشتباك بالأيدي بينما لم يجد الموظف بد من استدعاء رجال الأمن الذين وصلوا بنفس لحظه وصول وصال التي سألت : في ايه يا محمود ؟!

قبل أن يشرح لها الرجل شيء كانت المراه تندفع الي وصال صارخه بدموع استدعتها : الحقيني يا دكتورة الواد بيموت مني 

اجتذبت سريعا انتباه وصال التي تحولت نظراتها وكل تركيزها مع الطفل الباكي ولم تنتبه الي الموظف الذي قال : يا دكتورة مصممه تدخله الطواريء من غير ما يكون معاها بطاقه وانتي عارفه القواعد 

تعرفها ولكنها أمام حاله انسانيه درست وتعلمت من أجلها لتشير الي المراه سريعا : ايه اللي حصل ؟!

هتفت المرأه ببكاء : غفلني وبلع جنيه !!

جحظت عين وصال وهتفت سريعا بالمرأه : هاتيه اوضه الطواريء بسرعه 

حاول محمود منعها : يا دكتورة ...! 

أشارت له وصال دون تفكير :  علي مسؤوليتي يا محمود 

اسرعت وصال تكشف علي الصغير وتتبين اثار اختناق بسبب العمله التي تخبرها والدته أنه ابتلعها ولكن من الكشف الظاهري لم تجد شيء لتحاول تحت ضغط المرأه التي احسنت التلاعب باعصابها التي توترت بشكل كبير من صراخ المراه التي تولول بلا توقف : اه ياابني ...اه يا ضنايا !!

حاولت وصال أن تهدئها : اهدي يا ستي الولد هيبقي كويس بس انتي ساعديني ...متاكده أنه بلع الجنيه 

اومات المراه وهي تضرب صدرها بيدها : بلعه ووقف في زوره ووشه بقي ازرق وعلي صرخه واحده 

نظرت وصال الي ملامح الصغير الذي لا يكد يهديء حتي يبكي مجددا بسبب صوت والدته الصارخ لتحسم وصال الأمر : متقلقيش حتي لو بلعه هو بيتنفس كويس وانا حالا هاخده نعمل له اشعه !

دونت وصال ماهو مطلوب وبنفسها اتجهت الي قسم الاشعه وبقيت تتابع حاله الصغير !!

.........

....

كور هادي قبضته بترقب وهو ينظر إلي هاتفه وعيناه مثبته علي باب المشفي بينما بقي في سيارته بالاتجاه الآخر !

.......

...

قالت وصال بنبره مطمئنه وهي تمسك بيدها اشعه الطفل التي تفحصتها أكثر من مره : 

اهو ياستي الاشعه كمان بتقول أن الولد مبلعش اي حاجه 

عكس اي رد فعل توقعته تفاجات وصال بالمراه تتجهم ملامحها وتهتف بها بامتعاض : وهو انا هكذب يعني ؟!

قالت وصال بتفهم : مقولتش كده ...انا بقولك أن الاشعه بتقول نفس الكلام اللي قولته ليكي ..الولد كويس 

اندفعت المرأه تجاه وصال بغضب لم تفسر سببه : باين عليكي دكتورة مبتفهميش ....كلامك ميمشيش عليا ....انا بقولك الواد بيروح مني 

تنهدت وصال وحاولت التمسك باعصابها أمام استفزاز تلك المراه التي تبدو متحفزه لأي شجار : يا ستي وانا بقولك الاشعه قدامي بتقول كده يعني مش كلام وبس 

رفعت المراه حاجبها بامتعاض : وانا اعرف منين انك بتقولي الصح ...جايز الاشعه فيها حاجه تانيه 

قالت وصال بانفعال : وانا هكذب عليكي ليه ؟!

هزت المراه كتفها وقالت بصوت عالي : عشان مبتفهميش ...انا عاوزة دكتور تاني 

انتفخ وجه وصال بالغضب وهتفت بالمراه : ماشي يا ستي ...انا هروح اجيب دكتور تاني يكشف علي ابنك 

اسرعت المراه خلفها تقول بسخريه : عشان تطبخيها معاه وتخليه يقول نفس كلامك ...!

امتعضت وصال من أسلوب المرأه المتدني لتزجرها بحنق: ايه اللي بتقوليه ده يا ست انتي ....هو احنا هنا فين ...دي مستشفي وكلنا دكاتره مش بنطبخ والكلام الفارغ ده !

قالت المراه بوعيد : يبقي رجلي علي رجلك عشان اطمن انك مش هتقولي للدكتور يقول كلامك 

زفرت وصال بحنق شديد ولكنها حاولت أن تتمسك باعصابها وهي تسبق المرأه بضع خطوات تجاه الغرفه الأخري بالممر : دكتور مراد لو سمحت 

خرج أحد الأطباء من الغرفه التي طرقت وصال بابها 

لتقول وصال : لو سمحت في حاله طفل ....قاطعتها المراه بأسلوبها الغوغجائي : متقوليش له حاجه ....هو يشوف الواد بنفسه 

نظر الطبيب الي وصال بعدم فهم لتنظر له وصال برجاء : متأسفه يا دكتور بس ممكن تيجي معايا الطواريء 

بالرغم من عدم فهم الطبيب إلا أنه سار مع وصال التي عقدت حاجبيها باستفهام ما أن دخلت الغرفه ووجدت مكان الطفل خالي وقبل أن تسأل كانت المراه تصرخ : ابني فييين ؟!

هرج ومرج ساد المشفي بينما لا تتوقف المرأه عن الصراخ والاتهام الذي وجهته لوصال التي وقفت مكانها بصدمه 

: انتوا عصابه مش مستشفي 

وكما حدث من هرج ومرج في الاستقبال كان يحدث بالطواريء ولكن بصورة أكبر بينما مشاجرات هنا وهناك حدثت بين الأطباء وبعض الموجودين الذين تجمعوا علي صراخ المرأه التي من فرط اندماجها في الدور تطاولت علي وصال لتجذبها من معطفها الطبي ولكن بتلك اللحظه تدخل قناوي الذي كان بالوسط يساعد علي اشتعال الشجار يحول بين المراه ووصال ويوقفها خلف ظهره يحميها كما أمره هادي.....! 

: دي فوضي ....!! 

كانت تلك كلمات مدير المشفي الذي هرع إليها بعد تلك المكالمات من أفراد الأمن والأطباء ليتفاجيء بالوضع 

: تقدري تفهميني ايه اللي حصل يا دكتورة ؟!.

ليتها تفهم هي شيء لتكرر ما حدث والذي لا تجد به أي شيء لتفهمه .....نظر الطبيب الي وصال باستنكار ما أن دخل إليه أحد أفراد الأمن يخبره بإجابة سؤاله عن المراه : ملقينهاش يا دكتور حازم !

نظر الطبيب الي وصال ساخرا: سمعتي يا دكتورة !!

بيقولك ملقاش الست !

نظرت وصال الي حازم الذي تابع توبيخه وسخطه : يعني فوضي زي دي وصلت لحد التعدي علي الدكاترة والعاملين وكمان تكسير في ممتلكات الحكومه والنهايه مفيش واحده ست ابنها كانت بتتهمك أنه اتخطف ......نظر لها بسخط شديد وتابع : وطبعا لو عملنا محضر كل ده هيطلع علي مفيش لأن محدش هيعرف يوصل للست دي وده ليه عشان سيادتك خالفتي اللوائح والقوانين ودخلتي حاله المستشفي بدون اثبات شخصيه 

قالت وصال بدفاع عن نفسها : كنت بأدي واجبي ياكتور وبنقذ طفل 

انتفض قلبها بصدرها حينما ضرب الطبيب طرف المكتب بقبضته وصاح بعصبيه :  واجبك ودورك انك تنفذي قوانين المستشفي !

حاولت وصال شرح وجه نظرها : يا دكتور حازم ارجوك قدر موقفي ..  طفل علي ايد والدته بتصرخ نلحقه هل الموقف ده ميخليناش نكسر اي قانون 

نظر لها الطبيب بسخط وهز رأسه : لا ياكتورة ولا اي موقف يخلينا نكسر القانون .....نظر لها مجددا بتأنيب وتابع : انتي هنا في مستشفي حكومي له قانون ومش بيطلب الا اثبات شخصيه وده عشان تحمينا بيه مش مجرد قانون ...إثبات الشخصيه اللي حضرتك استهونتي بيه كان هيخلينا نفهم مين الست دي وعملت كده ليه وهل الطفل ده ابنها ولا لا ....نظر لها بخزلان وتابع : للاسف دورك البطولي ده سبب كارثه وخساير يا دكتورة 

جلس الي مقعده وتابع بنبره أمره الي نائبه : افتح تحقيق باللي حصل وحول دكتورة وصال وأفراد الأمن والاستقبال كلهم للتحقيق وحتي دكتور الاشعه اللي نفذ أوامر الدكتورة من غير تذكره دخول 

فركت وصال وجهها لتقول برجاء : دكتور حازم ارجوك ....انا متحمله المسؤوليه بس الباقيين ملهمش ذنب 

هتف بها الطبيب باحتدام : مش دورك تقولي مين مسؤول...ده دور التحقيق ...  اتفضلي !!

خرجت وصال تجر ساقيها وتنكس راسها تتطلع الي الأرض بينما تلفحها نسمات الهواء البارده وهي تسير بخطوات مشتته بلا هدي ليدق قلب هادي بصدره وتنحره نظره الانكسار بعيونها ما أن توقف امامها !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !