( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
قلبت بهيه بيدها بين ثنايا خزانتها المرتبه لتخرج منها طقم سرير باللون السماوي ومطرز علي الجانبين لتأخذه وتتجه الي الغرفه التي استغرقت طوال الصباح في ترتيبها وتجهيزها لوصال
اسرعت تجاه مهجه التي كانت تنحني لتفرش علي الأرض السجاده زاهيه الالوان قائله : لا عنك يا امه متتعبيش نفسك
ربتت مهجه علي يد بهيه قائله : انتي اللي تعبتي يا بتي ربنا يباركلك
ابتسمت لها بهيه قائله : تعبك وتعب الدكتورة راحه ...
فرشت طقم السرير لتبتسم لها مهجه قائله : فاكره الطقم ده يا بهيه
اومات لها بهيه بعيون لامعه وهي تتذكر كيف كانت مهجه تذهب معها لشراء جهازها وكأنها امها المرحومه ولم تشعرها يوما أنها يتيمه : طبعا يا امه ..ربنا يخليكي ليا
ربتت مهجه علي كتفها وهي تتابع بإعجاب : ماشاء الله فرشك كأنه جديد ....لوت شفتيها وتابعت متبرطمه بسخط : مش التانيه اللي كل كام شهر تشتري فرش وبرضه ولا باين علي اوضتها نضافه ولا نظام
قالت بهيه بسماحه: معلش يا امه ماهو العيال لاخمينها
قالت مهجه بانتقاد : العيال...!
ماهي طول النهار والليل سيباهم معانا ...اشاحت بيدها وتابعت : يلا ..القول ضايع اهي اتكتبت علينا
غايرت بهيه الحديث وهي تسأل مهجه : تحبي نعمل ايه علي الغدا لوصال
قالت مهجه سريعا بقلق : فكرتيني يا بهيه...دي وصال من وقت ماطلعت الصبح لسه مرجعتش واهو الضهر دخل علينا
تنهدت وتابعت بقلق : انا هطلع ادور عليها
أمسكت بها بهيه قائله : تدوري عليها ايه يا امه وهي عيله ...تلاقيها بتتمشي وزمانها راجعه
هزت مهجه راسها بقلق : اخاف تتوه هي برضه بقالها سنين بعيد عن البلد
قالت بهيه تطمأنها : متقلقيش. ... انا هكلم دياب يبص عليها نواحي البيت
هزت مهجه راسها سريعا : لا يا بهيه احسن يتضايق انها طلعت من غير ما تقوله
ضحكت بهيه قائله بينما تجذب الستاره الحريريه وتترك النافذه مفتوحه ليدخل الهواء ونور الشمس الي الغرفه : وهي صغيرة يا امه دي دكتورة اد الدنيا
اومات مهجه قائله : معلوم بس الأصول تستأذن اخوها
خرجوا من الغرفه يتابعون حديثهم لتنحني بهيه ما أن نزلت الدرج تجاه مصطفي الذي كان يلهو بالالعاب التي افترشتها دنيا أمامه بينما انشغلت بوضع طلاء الأظافر الاحمر القاني ....التفتت بهيه باستفهام تجاه دنيا : علي فين ؟!
قالت دنيا وهي تهز كتفها : لساته نايم
عقدت بهيه حاجبيها بقلق ونظرت الي مهجه التي قالت باستنكار : لغايه دلوقتي ...قومي يا بت فزي شوفي الواد
التفتت دنيا بحده تجاه مهجه : ايه بت دي يا امه ؟!
زجرتها مهجه بحنق بينما بهيه تركتهم وصعدت للاعلي حيث غرفه الصغير : انتي لسه هتتكلمي فزي شوفي الواد نايم ليه لغايه دلوقتي
.......
....
التفتت وصال الي أخيها وقالت بعتاب : انا مغلطتش يا دياب
هتف دياب بانفعال : غلطتي يا وصال لما خرجتي من غير اذني أو إذن جدك
اتسعت عيناها باستهجان : وهو انا عيله !!
قال دياب بنبره قاطعه : مهما تكبري هتفضلي أختي الصغيرة واياك مره تانيه تعمليها
تفاجيء دياب بتلك الابتسامه المشرقه تمليء وجه وصال التي مالت لتحضن ذراعه قائله بحب واخويه : هو بصرف النظر عن تحذيرك في اخر كلمتين معجبنيش إلا أن اللي قولته ده خلاني مبسوطه
رفع دياب حاجبه ولم يخفي ضحكته علي تغير ملامحها السريع من الغضب الي الفرح : ايه اللي قولته ؟!
قالت بدلال : اني هفضل اختك الصغيرة
تنهدت وتابعت بحنين : يااه يا دياب اد ايه انا كنت مفتقده الاحساس ده
داعب دياب شعرها بحنان وتابع قيادته لتشاكسه وصال وهي تضع يدها علي عقده جبينه : فك بقي التكشيرة دي ..!
ابتسم لها للحظه قبل أن يقول بجديه : ما علينا خلينا نتكلم جد .... موافقه علي هادي ولا لا ؟!
نظرت إلي أخيها بحيره واضحه قبل أن تفاجيء دياب باجابتها : مش عارفه !
عقد دياب حاجبيه : يعني ايه مش عارفه ...هو لعب عيال ؟!
هزت وصال راسها وقالت بتشتت : ياريت كنت لسه عيله ....للاسف انا كبيرة واللي جاي ده حياتي واجابه سؤالك اكبر قرار المفروض اخده
تشتت تفكير دياب الذي قال بجبين مقطب : ايه كلام الكتب ده .. انا مفهمش كل اللي بتقوليه ده ...أنا أفهم كلمه واحده اه أو لا !
قالت وصال متنهده : مش بالبساطه دي يا دياب !
اشاح دياب بوجه قائلا : امال بأيه ... لسه هتاخدوا وتدوا كتيرر ....لا انا محبش الحال ده ...انتي لازمن تقولي اه أو لا !
......
...
التاعت بهيه التي صعدت مسرعه تسبق دنيا حينما وجدت الصغير يأن في فراشه بينما توهجت حراره جسده لتبعد دنيا وتحمله سريعا بلا تفكير وتركض به الي الحمام وهي تخلع ملابسه
سالتها دنيا بجبين مقطب : ماله الواد يا ابله بهيه ؟
زجرتها بهيه بنظراتها الساخطه بينما تمرر يدها بحنان علي جسد الصغير بالماء الذي ملئت به المغطس الصغير : الواد سخن نار وانتي قاعده تحطي احمر في ضوافرك
لم تقبل دنيا نقد بهيه لتقول باستنكار : وانا كنت اعرف منين أنه سخن
زجرتها بهيه التي أسرعت بالمنشفه تحيط جسد الصغير : كنتي هتعرفي لو طلعتي بصيتي عليه
صاحت دنيا بصوت عالي حتي لا ينقلب الموقف عليها : قصدك اني مش واخده بالي من ابني مثلا ..!!
توحشت نظرات بهيه الساخطه لتهتف بها بحنق : بزياده كلام وخلينا في الواد ....خديه في حضنك علي ما أنزل اجيب دوا السخونه
........
...........
ضيقت حميده عيناها ونظرت الي هادي باستفهام : بنت مهجه !
قال هادي بهدوء متنهدا بضجر من حديث والدته المتوقع : اسمها وصال يا امه ..انتي عارفه اسمها
لوت حميده شفتيها متبرطمه : وماله ...بنت مهجه ولا وصال ولا بنت الدكتور اهو واحد ولا انت
من اولها بتدافع عنها وبتقف قدامي
قال هادي بنبره قاطعه : ولا يقف قدامك ولا وراكي يا امه انا بقولك اني هاخد عمي واروح اطلب وصال الليله
تعكرت ملامح حميده وهي تهتف بسخط : وانا ماليش كلمه
قال هادي ببرود : وانا من أمتي بمشي بكلام حد
قالت حميده بانفعال : انا امك
قال هادي بهدوء مصطنع : علي عيني وراسي يا امه ... الخلاصه اني هتجوزها وانا مش عيل صغير هاخد الاذن
تهكمت حميده بمغزي : لساتك بعد السنين دي حاططها في راسك ...قامت من مكانها وتابعت باتهام : يبقي هي اللي قلبت حالك وخلتك تطلق مراتك
زفر هادي بضيق : وبعدهالك يا امه مش قولت بلاش السيرة دي
افلتت الكلمات الساخطه من شفاه حميده : وانا بقولك بلاها الجوازه دي
نظر لها هادي باستنكار : ليه؟!
هزت حميده كتفها : اهو كده ....قلبي مش مرتاح للبت دي من زمان ..لا هي من توبنا ولا حياتنا وطالعه فيها زي ابوها وانا مش موافقه انك تتجوزها
تعكرت ملامح هادي لينظر الي والدته بغضب ويتركها ويغادر بعد أن قال بنبره لا تقبل الجدل : هتجوزها !
........
.....
لم تترك بهيه الصغير من حضنها بعد أن انخفضت حرارته واطعمته وبقيت جالسه به في حجرها بينما وقفت مهجه بالاسفل أمام النافذه بقلق علي ابنتها ...!
التفتت بهيه تجاه دنيا التي ارتدت ملابسها وأتت الي غرفه الصغير وهي تعقد طرحتها الحريريه حول راسها قائله : هاتي الواد عشان البسه يا ابله بهيه
عقدت بهيه حاجبيها باستفهام : ليه ؟!
قالت دنيا بلا مبالاه : انا هاخد العيال واروح أطل علي امي
استنكرت كل ملامح وصال : هتاخدي الواد العيان وتطلعي
قالت دنيا ببرود : الواد بقي كويس وانا بقولك ساعه هطل علي امي ولا بلاش اشوف امي
مصمصت شفتيها وتابعت : اصلا انا بقولك ليه ..انا مستأذنه من دياب
احتقن وجه بهيه بالغضب من برود تلك الفتاه الذي لا تفهم كيف لا تشعر بالقلق علي طفلها لتقول برفض : مش هتطلعي الواد وهو عيان
اتسعت عيون دنيا والتفتت الي بهيه باستنكار : هو ايه اللي مش هطلع ..انتي هتحكمي عليا
هزت بهيه راسها وقالت بإصرار : أيوة هحكم عليكي طالما مش فارق معاكي العيل العيان ...!
رأت مهجه سياره ابنها تدخل الفناء ليدق قلبها بقوة تفكر ماذا ستفعل أن سأل عن وصال التي لا تعرف الي اين ذهبت ولكن بعد لحظه رأت ابنتها تنزل من الاتجاه الآخر لتسرع ناحيتهم بابتسامه بعد أن اطمأنت أن ابنتها بخير
هدرت الدماء بعروق دنيا التي اتجهت ناحيه بهيه تهتف بها : لا يا حبيبتي انا في البيت ده زيي زيك ومالكيش انك تحكمي فيا .. هاتي الواد
رفعت بهيه أن تعطيها الطفل لتضمه إلي صدرها برفض : سيبي الواد احسنلك
رفعت دنيا حاجبها وهتفت ببهيه : انتي اللي تسيبي الواد ولا ناسيه أنه ابني انا !!
مدت دنيا يدها ونزعت الطفل من حضن بهيه بالقوة واسرعت بخطواتها تجاه الخارج لتهدر الدماء بعروق بهيه التي أسرعت تلحق بها بمنتصف الدرج مزمجره بغضب مدفوع بخوفها علي الطفل ..مش هتطلعي والواد عيان
مدت بهيه يدها ولكن دنيا أبعدت الطفل عن مرمي يدها وصرخت بها : اوعي ايدك وخليكي في نفسك
مش هتخافي علي ابني اكتر مني
زمجرت بهيه بغضب لأول مره يتحكم بها من فرط قلقها علي الطفل الذي لا تعجبها تصرفات والدته
: لا هخاف عليه ده ابني ..اتولد وكبر علي ايدي
هتفت دنيا بكيد : برضه انا امه اللي ولدته ورضعته
تجاهلت بهيه حديثها ومدت يدها وأخذت الطفل الذي كان يبكي من بين ذراع دنيا التي هجمت علي بهيه بشراسه فما كان من بهيه إلا أنها ضمت الطفل بأحدي ذراعيها بينما بيدها الأخري كانت تدافع عن نفسها وتبعد دنيا عنها والتي انزلقت قدمها من أحدي درجات السلم لتكاد تقع لولا أن أسرعت بهيه تلحق بها فأمسكت بصدر عباءتها ذات القماش الحريري والذي سرعان ما تمزق بيدها وارتطم كتف دنيا بجانب الحائط لتنبثق من بين شفتيها صرخه قويه تبعها بضعه صرخات رجت أرجاء المنزل لتصل الي مهجه التي تراجعت سريعا من امام الباب حيث وقفت أمامه تتطلع الي دياب ووصال ....بهلع جذب دياب ذيل جلبابه الطويل واسرع تجاه الداخل علي صوت تلك الصرخات وكذلك لحقت به وصال بدقات قلب متسارعه ...!
بخطواته المسرعه كان دياب يتجاوز مهجه التي كانت تسرع بما تساعدها به طاقه ساقيها ليتوقف مكانه وعيناه يصرخ منها القلق وهو يهدر بزوجتيه بينما وقفت بهيه مكانها تستوعب ماحدث والذي كان وليد الموقف الذي احسنت دنيا استغلاله وهي ما تزال تصرخ وتضرب وجهها بيدها وتستدعي دموعها الزائفة: الحقوني ...!!
صرخ دياب بقلق : في ايه ؟!
قالت دنيا من بين عويلها وصراخها وهي تركض تجاه دياب تتحامي به : الحقني يا دياب ...بهيه نازله فيا ضرب !
تعلثمت بهيه أمام نظرات دياب المستنكره والتي رفعها تجاه بهيه بعدم تصديق تنافي مع ملابس دنيا الممزقه وهيئتها المبعثرة !
زمجر دياب بدنيا التي مازالت تنوح وتصرخ : اخرسي يا بت واتكلمي من غير صريخ !!
وضعت دنيا يدها علي فمها بضعف مزيف بينما مازالت شهقاتها تصم الاذان وهي تقول : هخرس زي ما كنت بخرس واسكت علي كل اللي كانت بتعمله فيا وانت مش موجود ...ولولت بضعف وهي تتابع : بس الحمد لله انك جيت علي فجاه عشان تشوف بعينك وتصدقني
نظرت وصال الي والدتها التي تجمدت بمكانها تنظر إلي بهيه باستفهام بينما لا تصدق أنها تفعل شيء كهذا بدون سبب وسبب قوي : ايه اللي حصل يا ماما
قالت مهجه وهي تهز كتفها : والله ما انا عارفه يا بتي انا كنت واقفه علي الباب
التفتوا الي بهيه التي قالت بدفاع عن نفسها: يشوف ايه .... انا برضه كنت بضربك ولا لحقتك قبل ما تقعي من علي السلم
صرخت دنيا بجراه بينما رسمت لها الظروف هذا الموقف لتنتصر علي بهيه
: كداااابه ...التفتت الي دياب وتابعت ببكاء وعويل : كدابه يا دياب ....ضربتني وجرجرتني علي السلم وقطعت ليا العبايه وفضلت تشتم فيا
هتفت بهيه بانفعال بينما لم يحتمل الموقف أن تنتظر من يدافع عنها : اخرسي قطع لسانك انتي اللي كدابه
قالت دنيا بعيون قويه : انا مبكدبش واهو جه علي فجاه وشافك وانتي بتضربيني
التفتت الي دياب وتابعت بخبث : كنت اعرف منين انك جاي عشان اتبلي عليها ولا هي اللي ربنا فضحها
صاحت بهيه بغضب شديد : فضحني يا بنت ال **
تجمد الجميع مكانهم علي صوت دياب الجهوري الذي هتف بهم بنبره غاضبه يوقفهم : اخرسوا انتوا الاتنين معاوزش اسمع صوت واحده فيكم .. اييييه هتمسكوا في بعض وانا واقف
التفت الي والدته وسألها : ايه اللي حصل يا امه ؟!
قالت مهجه وهي تنظر إلي بهيه باعتذار : الكدب خيبه ...معرفش انا كنت عند الباب مشوفتش ايه اللي حصل
رفع حاجبه والتفت الي بهيه : ايه اللي حصل يا بهيه ..ضربتيها ليه؟!
خانه السؤال لتتسع عيون بهيه بصدمه كما فعلت وصال التي ربما لا تعرف هذه ولا تلك ولكنها تعرف أن لا شيء يحدث بلا سبب
خرج صوت دنيا مقاطعا : انت لسه هتسأل ...ده بدل ما تجيب ليا حقي وتضربها زي ما ضربتني
هتف بها دياب بسخط : قولت مش عاوز اسمع حسك
نظرت له دنيا بجراه قائله : لا هتسمعه يا دياب ...وانا عاوزة حقي من مراتك اللي مدت أيدها عليا
زفرت وصال ولم تعد تحتمل أن تبقي صامته بينما صمتها كان لأنها لا تعرف ماذا تقول : وهي هتعمل كده من غير سبب ؟!
مجددا صرخت دنيا التي تحاول أن تربح بعلو صوتها : اهو قدامك عاملين عليا رباطيه هي وأمه مهجه وكمان اختك ....لا انا عاوزة حقي
صرخت مهجه بها بغضب : كسر حقك اتأدبي يا بت انتي ...رباطيه ايه اللي هنعملها عليكي
نظرت وصال الي دياب الذي كان في موقف لا يحسد عليه امام زوجتيه إحداهما تريد حق لا يعرف أن كان لها والاخري صامته عن الدفاع عن حقها
فنظرت إلي بهيه وقالت برفق :اتكلمي يا بهيه وقولي ليه اتخانقتوا !!
فتحت بهيه فمها بينما شجعتها نظرات وصال أن تدافع عن نفسها لتسبقها دنيا التي هتفت بعويل : وهي هتتكلم وتقول ايه ...تقول انها عاوزة تتحكم فيا وتبيع وتشتري وحس جوزي ابو عيالي في الدنيا
لأول مره لا تصمت بهيه لتقول بعصبيه نابعه من قلقها علي الطفل : انااا
تجاهلتها دنيا وزادت من علو نبرتها بينما تتابع وهي تسبق بهيه كالعاده : انا كنت رايحه لأمي زي ما قولتلك وهي وقفت ليا ومنعتني وقالت ليا مفيش خروج ولما نزلت من علي السلم جرجرتني من شعري وخبطتني في الجدار وكمان شدت هدومي قطعتها
هتفت بهيه بدفاع عن نفسها وهي تستنكر جرأه دنيا في الكذب : منعتك عشان الواد تعبان
التفتت لها دنيا وصاحت بانفعال : وانتي هتخافي علي ابني اكتر مني ...الواد كويس وزي الفل اهو
قالت بهيه وهي تهز راسها بتوبيخ : الواد كان سخن نار انتي بتكذبي ليه ؟
شهقت دنيا وقالت بشكوي : انا كذابه ...عاجبك كده يا دياب
تدخلت مهجه بتوبيخ : بكفايه يابت وهي بهيه هتكذب ليه
مجددا شهقت دنيا وهي تنظر إلي دياب : عشان تطلعني مش واخده بالي من ابني ...اهو قدامك علي زي الفل وانا مضروبه وهدومي متقطعه عشان تبقي تصدقني لما اقولك أن أمه مهجه علي طول في صفها واهي بتشتمني قدامك وبتقف معاها ضدي
لاحت ملامح الانزعاج علي دياب من المشاكل التي لا تنتهي بسبب زوجته الثانيه ليهتف بعصبية يوقفها : اخرسي....
نظر إلي ابنه الذي كان ما يزال علي ذراع بهيه ليتجه إليها بخطوات غاضبه وهو يسأل بقلق : ماله الواد ؟!
قالت بهيه وهي تعطيه الطفل : الواد كان سخن وانا قولت لها بلاش تطلع بيه وهي اخدته من علي دراعي وكانت ناويه تطلع بيه
توقعت بهيه منه أن يستمع إليها ولكنها تفاجأت به يتجاهل كل هذا ويصيح بحنق بينما عيناه تتجه بقلق تجاه ابنه : بكفايه مش عاوز اسمع نفس الا لما اطمن علي الواد ...شوفي الواد ماله يا وصال
أخذ الطفل من يدها بينما لم يعد يحتمل سماع شيء إلا ماذا حدث لطفله يد وصال سبقته لتأخذه من بين ذراع دياب بقلق : هات يا دياب اشوفه
فحصت وصال الطفل بينما وقف دياب ينتظرها ....نظرت وصال الي بهيه تسألها : ايه اللي حصل يا بهيه
أخبرتها بهيه لتسالها وصال : قيستي حرارته لما كان سخن
قبل أن تفتح بهيه فمها كانت دنيا تقول : وانتي كمان صدقتي أنه كان سخن . .بقولك الواد زي الفل
زجرتها وصال بحنق : انا اللي اقول مش انتي
اشار دياب الي أخته وهو يزفر بضيق : شوفي الواد يا وصال ومش وقت خناق انتي كمان
التقت عيون بهيه بملامح دياب المكفهره لتري بها ضيق وسألت نفسها هل هذا الضيق منها ...الم يطلب منها أن تدافع عن نفسها !!
ارتسمت ابتسامه شامته علي طرف شفاه دنيا حينما قالت وصال لأخيها : السخونيه عرض مش مرض وقدامي هو م سخن ..جايز بيطلع سنه ولا حاجه عشان كده سخن سخونيه عرضيه وعموما لو في حاجه هيبان سببها
لم تفهم بهيه شيء من حديث وصال لتقول ببراءه بينما ما تفهمه من حديث وصال أن دنيا محقه وهي تتجني عليها : كان سخن زي النار وانا اخدته تحت الميه واديته الدوا اللي الدكتور كان بيقولي عليه لما يبقي سخن
اومات وصال ولكن قبل أن تقول شيء كانت دنيا تهتف بهجوم : عملتي كل ده عشان تطلعيني مش واخده بالي من ابني وانك الحنينه بس ربنا كشفك والواد ولا هو عيان ولا حاجه
اهتزت نظرات بهيه وقبل أن تدافع عن نفسها كانت مهجه تزجر دنيا بغضب : بكفايه يا بت انتي
افلتت الكلمات من شفاه دنيا : طبعا ما انتي لازم تدافعي عنها
التفت لها دياب بغضب : الزمي حدك وبكفايه ولا هتردي علي امي كمان وانا واقف
قالت دنيا باعتذار زائف : حقك عليا مقصدش انا بس ...بس شهقت بالبكاء مجددا : انا بس مظلومه
زفر دياب ونظر اليها قائلا : خدي العيال واطلعي فوق دلوقتي
نظرت له دنيا بجراه مستنكره : وحقي !
زجرتها مهجه بسخط : جاك كسر حقك .. اسمعي كلام جوزك
هزت دنيا راسها وقالت بجراه : جوزي هيجيب ليا حقي
والا مش هقعد في البيت دقيقه واحده
رفع دياب حاجبه باحتدام : لمي دورك بدل ما ارمي عليكي اليمين
قالت دنيا بعناد : اعملها يا دياب طالما انت كمان هتبقي ظالم وتيجي عليا زيهم
زفر دياب بغضب شديد : قولتلك اطلعي فوق
فكرت دنيا للحظه أن أصرت علي عنادها ستخسر وان نفذت تهديدها وخرجت من المنزل لن يعيدها لذا اخذت أطفالها وصعدت الي الغرفه
ليلتفت دياب الي بهيه بعيون ملئها الاتهام لأول مره بينما تلك المره تأزم الموقف كما تعمدت دنيا لينظر دياب الي بهيه بغضب : هتفضلي واقفه ساكته
هزت بهيه راسها وقالت بغصه حلق : انا قولت اللي حصل .... اه شديتها من علي السلم بس كانت هتقع لما بعدتها عني بس والله كان من خوفي علي علي
تدخلت وصال التي قالت بدفاع عنها :
لو كلام بهيه صح ودنيا كانت عاوزة تخرج بعلي وهو تعبان يبقي هي اللي ليها حق
خانته كلماته للمره الثانيه ليقول بحنق بينما كل الادله تلك المره مع دنيا : ادي انتي قولتي لو... والولد قدامك زي الفل وانا رجعت وهي بتضربها
اتسعت عيون وصال بصدمه بينما اتهام أخيها واضح وكأنه صدق كلام دنيا
لتقول بهيه بدفاع عن نفسها وقد غزت الدموع مقلتيها:
محصلش يا دياب كنت بجري وارها عشان مطلعش بالواد وهو عيان وكانت هتقع لولا مساكنها العبايه انقطعت في أيدي
تدخلت مهجه قائله : أيوة يا ابني وهي بهيه برضه هتعمل كده ولا انت هتصدق كلام دنيا وانت عارف انها اللي كل يوم تعمل مشكله
افلتت الكلمات المستنكره من شفاه دياب : تقوم تضربها يا امه
قالت بهيه بعتاب وعيون مليئه بالدموع : مضربتهاش انت ليه مش مصدقني
قالت مهجه برفق : مصدقك يا بتي ...وهو هيكدبك ليه
التفتت مهجه الي دياب تناجيه أن يؤكد حديثها : قولها انك مش مصدق كلام دنيا يا دياب
زفر دياب وهو يجذب صدر جلبابه بضيق :
انا زهقت من كلام ونقار دي ودي
انكسر خاطر بهيه بينما وضعها بنفس الكفه لأول مره لتقول بصوت متحشرج بالدموع :
كنت ساكته وانت قولت اتكلمي
ركضت الي الاعلي لتزم وصال شفتيها بحنق ولا تستطيع أن تكتم تعليقها الذي ألقته بوجه أخيها : والله محدش قالك اتجوز دي علي دي ...كان زمانك مش زهقان من نقارهم ولا فاكر ايه !
التفت دياب الي أخته بحده لتتدخل مهجه تترجي وصال أن تترك أخيها ولا تفتعل شجار هي الأخري :
وصال وحياه الغاليين عندك سيبي اخوكي لحاله
..............
....
لفحت حراره الشمس رأس تلك المراه الاربعينه التي وقفت وعيناها علي نهايه الطريق بانتظار ابنتها دنيا منذ أكثر من ساعه وهاهي لم تأتي !
........
....
نظرت نشوي الي والدتها باستنكار بينما هتفت حميده بإصرار وهي تعقد طرحتها حول راسها : مفيش غيرها اللي هتشوف ليا صرفه ابعد بيها بنت مهجه عن طريق ابني
قالت نشوي برفض : برضه هتروحي للدجاله تاني
اومات حميده بإصرار : امال اسيب ابني تاخده بنت مهجه ولا ناسيه عملت فيه ايه زمان
قالت نشوي بعتاب : عملت ايه بس. ..... البنت مش في ايد نفسها وأبوها قال لا والله اعلم حصل ايه واهو هادر اتجوز بدل المره تلاته
اتسعت عيون حميده وهتفت بابنتها بتوبيخ ساخره : لا بقي ده انا بدل ما هفك عمل واحد هفك عملين عشان باين أن بنت مهجه سحرالك مع اخوكي
أمسكت ذراع ابنتها بحنق وهتفت بها من بين اسنانها : تعرفيها منين عشان تدافعي عنها وانا امك اللي بغلي قدامك ولا هان عليكي تقولي لية كلمه تروقي بيها دمي
تنهدت نشوي بغيظ : ياامي انا بقالي ايام بقولك اللي بتعمليه غلط ..هادي بيحب وصال من زمان وأبوها مات عشان كده طلب يتجوزها تاني وإحسان انتي عرفتي طلقها ليه يبقي عمل ايه وكلام فارغ ايه
زمجرت حميده ابنتها بحنق : تعرفي منين انتي ولا تفهمي ايه ....حب ايه اللي اخوكي لسه بيحبه ليها لهو هي لسه عيله بضفاير دي عنست وبقت زي البيت الوقف رفعت اصبعها وتابعت : وانا لو هجوز ابني هجوزه واحده صغيره تحمل وتخلف مش اللي فاتها قطر الجواز توقف حاله اكتر ما هو واقف ولا تحمل ولا تخلف
أغتلت ملامح نشوي من جهل والدتها وضيق افقها لتقول بدفاع : وكنتي دخلتي في الغيب وعرفتي أنها مش هتخلف وبعدين ماهو اتجوز الصغيره بدل المره اتنين ومخلفوش ليه بقي تقولي عنها كده
انقضت حميده بغل علي ذراع ابنتها : برضه بتدافعي عنها .....يد قويه تدخلت تبعد حميده عن ابنتها لتدير حميده راسها تجاه ابنها الذي ظهر من خلفها وتتوتر ملامحها حينما رأت تلك النظرات الساخطه في عيناه ...سألت نفسها بينما يدق قلبها بقوة هل عرف شيء عن ذهابها الي قدورة لتتلاشي الدماء من وجهها حينما فتح فمه وهو ينظر إلي والدته بسخط كبير : لو عندها خمسين سنه ولو مش هتخلف ولو فيها اللي في فيها برضه هتجوزها يا امه
بدأت الدماء تتحرك مجددا بوجه حميده التي تبينت أن ابنها لم يسمع الا نهايه الحديث لتنظر إليه باستنكار وتقوي نظراتها بينما تابت بتحدي : اخر مره اسمعك تتكلمي عنها كده
ضيقت عيناها بسخط : والا ايه يا هادي
قال هادي بسخط مماثل وهو يتجه الي الأسفل : هتنسي أن ليكي ابن من الأساس
نظرت حميده في أثر ابنها ثم التفتت الي نشوي وهتفت بها بإصرار : اهو سحراله ..... بيبيع امه عشانها وهو لسه علي البر امال لما تبقي مرته هيعمل فيا ايه !
تنهدت نشوي بقله حيله ويأس من إقناع والدتها لتشير لها : اعملي اللي يعجبك يا امه ...روحي للدجاله أو متروحيش براحتك ...أنا نصحتك وخلاص
بس لما يعرف هادي متبقيش تزعلي
زمت حميده شفتيها بحنق وهتفت بإصرار : هروح يا بنت بطني ...هروح وافك العمل اللي معمول لأبني
تركتها نشوي واقفه مكانها دون أن تستمع الي حديثها لتهتف بها حميده بغيظ : رايحه فين وسيباني وانا بتكلم يا بت
هتفت نشوي بغيظ من بين اسنانها : رايحه اسمع شويه قرأن يا امه عشان نفسي اتكتم!
تبرطمت حميده بسخط : بتتمسخري عليا يا بت ..ماشي اسمعي يااختي قران عشان العمل يتفك .!
.............
....
نظرت مهجه الي وصال بعتاب بينما لم تخفي وصال سخطها من موقف أخيها وكأنه يصدق تلك الفتاه : وبعدهالك يا وصال
قالت وصال بتبرير : وانا قولت ايه يا ماما ....بقولها أنها مش لازم تسكت ولازم تاخد موقف منه طالما مش مصدقها ومصدق التانيه
قالت مهجه برفق وهي تربت علي يد بهيه : ومين قال بس أنه مصدقها
اتسعت عيون وصال التي لم تفهم تلميح والدتها لها أن عليها تهدئه بهيه لا سكب المزيد من البنزين على النار : موقفه طبعا بيأكد أنه مصدقها
اومات بهيه من بين دموعها تؤكد حديث وصال : أيوة يا امه .....انتي مشوفتيش كان بيبص ليا ازاي وكأني عامله عامله
هزت مهجه راسها وهتفت بضيق : لاحول ولا قوة الا بالله ...يا بهيه هو انتي مش عارفه دياب يعني !
قالت بهيه بدموع : معدتش عارفاه
قالت مهجه برفق : يا بتي بلاش تزودي النار ...رجع لقي التانيه بتصرخ واهي قالت اللي قالته وفي الاخر معملش حاجه
تدخلت وصال بحنق: كان لازم يوقفها عند حدها ويصدق كلام بهيه
زفرت مهجه باستنكار من ابنتها : وبعدهالك يا وصال انتي بتنفخي في النار ليه ...ماهو كلمه دي قصاد كلمه دي والراجل راح سكتت يبقي خلصت بقي
قالت وصال بهجوم : ماما لو سمحتي بلاش الطبطبه الزايده دي ...!
كورت مهجه قبضتها بحنق هاتفه : لا هقولها قومي اقفي قصاد جوزك
قالت وصال بتلقائية : ومتقفش ليه !!
انتفخ صدر مهجه بالغضب لتقوم من مكانها هاتفه بضيق : يا بووووي منك يا وصال ...يابتي قولي كلمه حلوة
هتفت وصال بغيظ : مش هتكلم خلاص طالما كلامي ضايقك
اومات مهجه قائله : يكون احسن وانا هنزل اجهز الغدا
ما أن خرجت مهجه حتي نظرت بهيه الي وصال قائله : لا يا وصال اتكلمي وفطميني ....انا معرفش اتكلم ولا أفهم زيك .. فطميني يا اختي اعمل ايه بدل ما انا البت دي بتلعب بيا الكورة وفكراني هبله
قالت وصال برفق : انتي مش هبله ولا حاجه انتي طيبه وطيبتك الزايده دي طمعتها فيكي ...نظرت لها وتابعت : ازاي بتعامليها كويس كده مع كل اللي بتعمله فيكي
أزدادت حراره الدماء بعروق وصال التي احتدمت نبرتها وهي تتابع : ومش بس بتعامليها حلو ..لا بتربي عيالها انا مش فاهمه ازاي لا واصلا انتي ازاي يا بهيه ترضي أنه يتجوز عليكي من الاساس
قالت بهيه وهي ترسم علي شفتيها ابتسامه ولكن نبرتها قطرت ضعف واستسلام : وماله يا وصال ..حقه يشوف له حته عيل
نظرت لها وصال بغيظ لتتسع عيناها وتقول باستنكار : هو ايه اللي وماله ....انتي سامعه نفسك ...يعني هو يرضي تتجوزي غيره لو كان هو اللي عنده مشكله
هزت بهيه راسها باستنكار : مستحيل اتجوز غير دياب ...ده راجلي اللي فتحت عيني عليه
نظرت لها وصال بانفعال : اشمعني بقي هو اتجوز عليكي ومقالش كده
قالت بهيه بسماحه : عشان ربنا حلل له كده
قالت وصال باحتدام : وانتي حلل ليكي انك مترضيش بوضع زي ده ....ازاي قابله أن واحده تانيه تشاركه فيكي وكمان كل يوم تحرق اعصابك وتعمل معاكي مشاكل وانتي ساكته
قالت بهيه برجاء وانكسار : الله يرضي عنك يا وصال متنبشيش في المدفون وخليني زي ما انا راضيه
هزت وصال راسها وقالت بغيظ : مترضيش .... كفايه رضي انتي من جواكي مش راضيه عنه
نظرت لها بهيه باستفهام : يعني ايه ؟!
قالت وصال بحنق : يعني تسيبيه !!
اتسعت عيون بهيه بصدمه : اسيب دياب !!
أن كانت صدمه بهيه قيراط فصدمه دياب اربعه وعشرون بينما بالصدفه كان يمر من أمام باب الغرفه حيث صعد ليتحدث الي بهيه واستمع لهذا الحديث لتندفع الدماء الي وجهه ويتقدم بخطوات غاضبه تجاه الغرفه ويقف أمام وصال هاتفا بها بهجوم : وايه تاني يا وصال ....؟!
تفاجات وصال بوجود دياب كما حال بهيه التي دق قلبها بجنون ونظرت الي غضبه بخوف شديد بينما توحشت نظراته وهو يتوقف أمام وصال هاتفا بسخط كبير: بقي بتشحني مراتي وتعصيها عليا !
ببساطه نظرت وصال الي أخيها وقالت دون خوف : انا بعرفها حقوقها وانت جيت علي حقها لما اتجوزت غيرها يبقي ايه المانع أنها تاخد حقها
نظر لها دياب باستنكار : تاخد حقها مني ؟!
قالت وصال بإصرار : من اي حد جه عليها !
انزعجت كل ملامح دياب ولاول مره يستشعر الخطر فإن بحثت بهيه عن حقها كما قالت أخته ستتمرد عليه وعلي حبه وتبتعد وهذا ما لا يحتمله ليتبرطم بحنق من بين أسنانه : يمين بالله هادي كان عنده حق لما قال انك قادره وجبروت !!
زمت وصال شفتيها بغيظ وهتفت بأخيها : وانت شايفني زيه جبروت عشان بعترض علي وضع مش عاجبني
أشارت إلي بهيه التي كانت تنظر إلي غضب دياب بتوجس بينما تتابع : انتوا عاوزين واحده تسكت علي كل عمايلكم
زفر دياب بحنق : وانا كنت عملت ايه حرام ولا عيب
قالت وصال بإصرار : ولا حرام ولا عيب بس حاجه مفيش ست المفروض تقبلها
زمت شفتيها سريعا وادركت أنها جرحت بهيه بحديثها لتصب جام غضب نظراتها علي أخيها وتندفع خارج الغرفه ...!
........
...
اسرعت مهجه تجاه الباب الذي تعالي رنين جرسه لترمش بنظراتها بدهشه لم تنكرها حينما وجدت والده دنيا امامها قالت بتعلثم بينما ظنت أن دنيا اشتكت لها : فاطمه !!
ازيك يا فاطمه ادخلي
قالت فاطمه بتوتر هي الأخري بينما تبحث عن كذبه تخفي بها موعدها مع ابنتها الذي خلفته : تشكري يا مهجه ...انا ...انا بس جيت أطل علي دنيا
اشارت لها مهجه قائله : وماله اتفضلي يا اختي اهي فوق في اوضتها
صعدت فاطمه لابنتها التي قامت مسرعه إليها : ايه اللي جابك يا امه
قالت فاطمه وهي تتلفت حولها وتدخل وتغلق الباب : عوقتي عليا وخوفت نتأخر علي ميعاد الواد مجدي ما انا قولتلك اتفقت معاه يستنانا في الصاغه عشان يعمل معانا واجب في المصنعيه
فقولت اجي اشوفك
هتفت دنيا بضيق : بنت ال ** اللي اسمها بهيه عملت معايا مشكله ومعرفتش اطلع
أخبرت والدتها بما حدث لتنظر لها والدتها بغيظ : وانتي سكتي ليها ليه ....كنتي جبتيها من شعرها
تبرطمت وتابعت بغيظ : وكانت في الاخر هترسي علي معلش
هزت دنيا راسها وقالت وهي تقضم أظافرها : لا ترسي علي معلش ليا إنما ليها كان دياب مش هيسكت ما انتي عارفه يا امه محدش بيدوس ليها علي طرف
زفرت فاطمه هاتفه : واخرتها ...ايه هتفضل كعبها عالي عليكي ...لا انتي لازم تقومي معايا ترجعي بيت ابوكي وابوكي يتصرف معاه طالما مجابش حقك
هزت دنيا راسها قائله بخبث : لا يا امه وانا هبله اسيب البيت تاني وادخل ابويا قدام دياب يقوم ما يصدق ويطلقني عشان خاطر الغندورة...لا يا امه انا هعرف اجيب حقي
نظرت إلي والدتها وتابعت وهي تدس يدها بصدرها تخرج منها رزمه ماليه كبيرة : المهم دلوقتي خدي انتي الفلوس دي وروحي الصاغه اشتري الدهب وخليه مع اللي عندك
قالت والدتها باستفهام : مش هتيجي معايا
هزت دنيا راسها قائله : مش هينفع اطلع ...دياب رجع البيت ومش هعرف أقوله اني جايه عندك طالما انتي جيتي
أخفت فاطمه الأموال داخل صدرها لتقول دنيا بتلهف : اشتري يا امه غوايش عيار ٢١ واقرصي علي الواد مجدي في المصنعيه
اومات فاطمه وهي تعتدل واقفه : ماشي يادوب الحق اروح له
هزت دنيا راسها وهي تشدد علي والدتها : اوعي يا أمه للدهب وانتي راكبه المواصلات
قالت فاطمه تطمأن ابنتها : متخافيش ..انا هحطهم في كيسه سمرا ودوغري علي البيت احطهم مع باقي دهبك !
.........
....
قامت بهيه من مكانها واتجهت الي الباب متهربه من نظرات دياب الذي وضع يده امامها يمنعها من الخروج لترفع إليه عيناها ببراءه : عاوز حاجه يا دياب ؟!
قال دياب بتحذير وهو يتطلع الي عيناها يتأكد من أنها مازالت نفس المراه التي يعرفها ولم تطوف بنظراتها اي نظره تمرد بسبب كلمات أخته : عاوزك تنسي كل اللي سمعتيه من وصال .....!
اومات بهيه دون جدال لتخفي تلك الأفكار التي بدأت تعشش برأسها ليؤكد دياب عليها مجددا ومازال واضعا يده امامها : حقك انا بجيبه ومفيش واحده جوزها بيعمل معاها اللي بعمله معاكي قدام ضرتك
لأول مره ينطق بتلك الكلمه القاسيه لتنظر له بهيه وتقول عتابها دون أن تكبته بداخلها كما اعتادت : اول مره تعايرني أن ليا ضره وانك بتفضلني عنها
هتف دياب بجفاء : وانتي اول مره تسمعي لحد بيقسي قلبك عليا !
هزت بهيه راسها : محدش يقدر يقسي قلبي عليك
اوما دياب برضي ليبعد يداه من أمام بهيه التي أسرعت للاسفل تبحث عن وصال !
.......
.....
كانت فاطمه تخرج من الغرفه بينما دياب يتجه إليها لينظر الي دنيا التي قالت سريعا : امي جت تطل عليا
اوما دياب وقال بترحيب : اهلا يا ام رضا ....خليكي معانا للغدا
هزت فاطمه راسها قائله : تشكر يا جوز بتي ...سلام عليكم
اتجه دياب الي الغرفه ليميل تجاه علي يحمله ويمرر كفه الكبير علي وجه الطفل يطمأن علي حرارته
قالت دنيا وهي تغلق الباب وتتجه ناحيته : انت برضه لسه مصدق كلام بهيه
التفت دياب إليها لتتابع بعتاب ودلال وهي تتظاهر بالبكاء : انت كده طول عمرك ظالمني وانا عشان بحبك متحمله كل اللي بتعمله بهيه فيا
رفع دياب حاجبه ووقف بجمود يستمع إليها بينما تابعت وهي تمد يدها لتعري كتفها أمامه : شوف عملت فيا ايه وجسمي ازرق ازاي
نظر دياب بطرف عيناه تجاه تلك الكدمه التي تسبب بها ارتطامها بالحائط لتتابع دنيا بدلال وهي تجذب يداه تضعها علي اثار الكدمه : شوف كده
سحب دياب يده وتنهد وهو يجلس علي طرف الفراش قائلا دون مراوغه : مش هتعمل كده من غير سبب
قالت دنيا باستنكار : انت هتعمل زي اختك
هتف بها دياب بسخط : اخرسي يا بت. ..انا صوتي من دماغي مش بمشي بكلام غيري وانا عارفك وعارف طوله لسانك وبهيه مش هتعمل كده من الباب للطاق
ابتلعت دنيا وحاولت أن تبكي بضعف : كلامك كله دفاع عنها وكأني مش مراتك زيها
قال دياب بسخط : وبعدهالك ...عاوزة ايه ؟!
قالت دنيا بشهقات زائفه : انا كان ممكن اروح لأبويا واشتكي له أو اقول لأمي
قال دياب ببرود مقاطعا : ومروحتيش ليه
قالت دنيا وهي تجثو علي ركبتها أمامه : عشان قولت انت اكيد هتجيب ليا حقي
نظر لها دياب بطرف عيناه متسائلا : عاوزة ايه ؟!
: عاوزة يكون ليا بيت لوحدي بدل ما انا هنا بهيه بتتحكم فيا
ارتسمت ابتسامه ساخره علي طرف شفاه دياب ليصدمها بإجابته القاطعه : لا
قام من مكانه لتسرع دنيا خلفه : ليه بس يا دياب ...شيل ده من ده
هز رأسه وقال بحزم : لا ولو سمعت مره تانيه انك اتشاكلتي مع بهيه هطلعك من البيت بس مش علي بيت جديد ...لا علي بيت ابوكي
تركها وغادر صافقا الباب خلفه بقوة لتجلس دنيا بكمد تقضم أظافرها وهي تفكر أن ذلك الذهب الذي تشتريه وتخفيه بمنزل والدتها لتؤمن به نفسها حينما يأتي اليوم الذي ينفذ دياب تهديده لها به عليها أن تزيده حتي لا تجلس كل يوم بخوف من هذا اليوم الذي بجبروت دياب جعله اسوء كوابيسها !
.......
....
نظر دياب الكبير الي وصال باستهجان : معناته ايه كلامك الماسخ ده ....بقولك الناس جايين يطلبوكي وانتي بتقولي معرفش ايه
قالت دياب بتهذيب ولكن بإصرار : كلامي عين العقل يا جدي ...بقولك عاوزة وقت افكر
هتف دياب بامتعاض : تفكري في ايه ...مكفاكيش تفكير السنين اللي فاتت ...اشار الي مهجه بسخط وتابع : شوفي بتك يا مهجه
تعلثمت مهجه كالعاده أمام والدها لتنظر الي ابنتها برجاء : جدك بيتكلم صح يا وصال ...هتفكري في ايه ؟
نظرت وصال الي سلبيه والدتها بغيظ لم تنكره وكذلك لم تبوح به شفقه بها لتقول بعناد : هفكر في حياتي ....موافقه علي الراجل ده ولا لا
التفتت الي جدها وتابعت : حضرتك ناسي أنه اتجوز تلت مرات
قال دياب الكبير بلا مبالاه : وماله ...انا ليا أنه دلوقتي مفيش علي ذمته واحده منهم
زفرت وصال بضيق بينما يأست أن يتفهم أحد منهم موقفها وخوفها من القادم لتنهي الحديث قائله بتسويف
: ماشي يا جدي انا لو هوافق عليه يبقي ليا شروط
لم يجادل دياب بل قال مشجعا : وماله ...حقك ...اطلبي واتشرطي ما انتي حفيده دياب ابو المجد
جلس بكبر علي المقعد المذهب وتابع : انا ناوي اتشرط عليهم في اكبر مهر وشبكه في الناحيه كلها ومش هتنازل أنه يكتب ليكي ارض ملك
هزت وصال راسها وقالت : لا ياجدي انا مش قصدي الشروط دي
زفر دياب بضيق هاتفا : وبعدين في دلع البنته ده امال عاوزة ايه ؟!
قالت وصال بتفكير : اول شرط أني اشتغل وقت ما ينفع ارجع اشتغل
نظر دياب الي حفيدته باستنكار وهتف بسخط : هو احنا مش خلصنا من موال الشغل ده
قالت وصال بشرح : اكيد مش هفضل طول عمري موقوفه عن الشغل ...قاطعها جدها بسخط : انا مفهمش الكلام ده ....بلا شغل بلا مرمطه ...انتي تقعدي في بيتك متستته مش تقولي اتشرط عليه اشتغل واتمرمط عشان كام مليم
انتفخ وجه وصال بالغضب وعادت مجددا لتواجه ضيق أفق جدها الذي عاد ليتحكم بها
نظر دياب الي مهجه وتابع بتوبيخ : شوفي بتك يا مهجه انا خلقي ضاق من جدالها
قالت مهجه وهي تمسك يد ابنتها وتناجيها بعيناها برجاء
بينما تقول لأبيها : حاضر يا ابويا انت بس روق دمك
هتف دياب بسخط : دمي هيروق لما بتك تتطاوعني وتطول رقبتي قدام الناس اللي جايين يطلبوها
جذبت مهجه يد ابنتها قبل أن تتحدث بشيء يثير غضب جدها وبالاساس وصال يأست من الحديث مع هذا الرجل لذا خرجت من الغرفه بخطوات غاضبه
وسرعان ما هتفت بوالدتها بضيق : ماما انا مرجعتش عشان جدي يتحكم فيا
قالت مهجه بدفاع : جدك عاوز مصلحتك
هتفت وصال باحتدام : وانت عارفه مصلحتي
اشفقت علي والدتها من أن تحشرها بينها وبين جدها الأمر الناهي لذا قالت بضيق : خلاص يا ماما مش عاوزة اتناقش في حاجه دلوقتي
قالت لها مهجه برفق :ماشي يا بتي بس روقي دمك وافرحي زي اي واحده مكانك
اتجهت وصال الي الحديقه وجلست تهز ساقيها بضيق بدأ يسيطر عليها امتزج بشعورها بالندم أنها عادت
لتواجه تلك العقليه ضيقه الأفق لتنظر تجاه بهيه التي جاءت إليها وهي تتلفت حولها
نظرت لها وصال باستفهام بينما بفطنه أدركت سبب تلفتها حولها لتقول بمرح تغاير به ضيقها : ايه يا بهيه هو دياب قالك متتكلميش معايا
قالت بهيه بسذاجه : خاف اسمع كلامك
نظرت لها وصال وسألتها : وانتي !
قالت بهيه سريعا : انا عاوزاكي تفطميني بدل ما انا زي البهيمه كده
ضحكت وصال وقالت برفق : متقوليش علي نفسك كده ...تشبعت نبرتها بالسخط وهي تتابع : هما الناس هنا دماغهم اقفال مصديه علي افكار متخلفه
نظرت لها بهيه قائله : عندك حق يا دكتورة ...امال بقي لو كنتي عايشه معانا
هتفت وصال بسخط : ياريتني ما رجعت
نظرت لها بهيه بهلع : ليه بتقولي كده يا وصال ...ايه اللي ضايقك
تحدثت وصال مع بهيه بينما لأول مره يكون هناك لها من تتحدث معه ويتفهمها لتختم حديثها بتشتت وحيره : مش عارفه يابهيه بس محتاجه حاجه تطمني ....اه انا مش هنكر اني بحبه وطول السنين دي معرفتش اتخطاه بس في نفس الوقت خايفه وبفتكر كلام بابا وخايفه يكون الحب ده عامي عنيا عن حاجات في هادي أنا وهو مختلفين فيها ...محتاره يا بهيه ومش عارفه اخد قرار وخصوصا أنه هو وجدي بيضغطوا عليا ...حتي دياب كلهم عاوزين كلمه واحده وخلاص
قالت بهيه باستفهام : طيب معلش يا وصال هو انتي هتفكرفي ايه ... انتي مخك كبير ماشاء الله وفاهمه يعني تعرفي انتي عاوزة ايه
هزت وصال راسها وقالت بجديه : ما انا لو عارفه مكنتش احترت ....أو افسرلك اكتر .... انا عارفه اني بحبه وعاوزة اكمل حياتي معاه بس عقلي مش مقتنع تماما بكلام قلبي وخايفه امشي ورا قلبي في حاجه جوايا مش مطمناني
نظرت إلي بهيه وتابعت :
تعرفي اني اول مره اصلا اعترف بصوت عالي اني بحبه
ودايما معاه بخلي صوت عقلي اعلي
نظرت وصال الي بهيه التي تاهت وسط حيرتها لتقول لها برفق : خلاص يا بهيه متشغليش بالك ...انا وجعت دماغك
هزت بهيه راسها قائله : لا ده انتي اختي ...انا اللي معلش أن مخي علي قدي ومش عارفه أفيدك
نظرت إلي وصال وتابعت : طيب اقولك ...نظرت لها وصال باهتمام لتتابع بهيه : احنا نتكلم في اللي هيحصل ...الناس جايه بليل تتكلم مع جدي ومع دياب وانتي لو فاكره انك هتقعدي وتتكلمي وسط كلام الرجاله ولا حد هياخد رايك تبقي غلطانه عشان دي عيبه
اجتذبت اهتمام وصال لتتابع : وانتي محتاره وحيرتك دي هتهدي لو اطمنتي واللي هيطمنك هو هادي
عقدت وصال حاجبيها لتتابع بهيه بهمس : انتي لازمن تتكلمي معاه وتقولي له علي كل طلباتك وشروطك اللي تريحك وتتفقي معاه علي كل حاجه عشان لما يجي بليل يبقي علي نور وانتي كمان تبقي علي نور وكده ولا هتزعلي جدك ولا تقفي قصاده
نظرت وصال الي بهيه وهزت راسها بموافقه علي تلك الفكره لتقول لبهيه وهي تعتدل واقفه : انا هروح أكلمه
اتسعت عيون بهيه وامسكت يد وصال : استني يا دكتورة ...رايحه فين ؟! اصبري بس احسن دياب أو جدي يسألو عنك
فكرت بهيه وتابعت : احسن حاجه احنا نطلع مع بعض كأننا رايحين نشتري اي حاجه وانا ابعت حد ينادي عليه
..........
.....
نظرت حميده الي تلك الصغيرة التي طرقت الباب لتسألها : عاوزة ايه يا بت يا ماجده ؟!
نظرت إلي حميده الفتاه الصغيرة ذات العشر سنوات والتي كانت تلهو مع باقي الاطفال بالشارع ونادت لها بهيه : نعم يا ابله بهيه
همست بهيه باذن الفتاه وشددت عليها : عرفتي يا ماجده
اومات الفتاه وهي تاخذ من بهيه كيس الحلوي الذي اعطته لها : أيوة يا ابله بهيه
قالت ماجده بفطنه : عاوزة عم هادي
رفعت حميده حاجبها باستفهام : وعاوزة عمك هادي في ايه ؟!
قالت الفتاه وهي تهز كتفها : اهو عاوزاه في حاجه سر يا عمتي حميده
زمت حميده شفتيها ساخره : بقي عاوزة هادي في سر
اومات الفتاه لتحاول حميده معرفه هذا السر وهي تسأل الفتاه : طيب ابوكي اللي بعتك ولا امك
قالت ماجده وهي تهز راسها : محدش بعتني ...انا عاوزة عم هادي
زفرت حميده بضيق: قولي عاوزاه في ايه وانا أقوله
هزت الفتاه راسها لتزفر حميده بضيق وهي تنادي علي ابنها : هادي ....هادي
نظر هادي الي والدته التي قاطع نداءها جلسته مع عمه بينما كان يمهد له طلبهم لوصال
: نعم يا امه
: تعالي شوف
قام هادي مستأذن من عمه : بالاذن يا عمي
قال عمه ذلك الرجل الاشيب : اذنك معاك يا هادي
اتجه الي والدته التي كانت ترمق الفتاه بنظرات ساخطه : تعالي شوف البت ماجده...تهكمت ساخره وهي تتابع : ال ايه عاوزاك في سر
اوما هادي واتجه للفتاه قائلا برفق : عاوزة ايه يا ماجده
اشارت له ماجده أن ينحني لطولها ويقرب أذنه ليفعل بينما وقفت حميده تتطلع لهم بسخط ....استمع لهمس الفتاه وعقد حاجبيه لتتفاجيء به حميده يهز راسه ويهمس للفتاه ببضع كلمات سمعتهم وركضت للخارج
اسرعت حميده تلحق بابنها تسأله بفضول : كانت عاوزة ايه البت الصغيرة ؟!
قال هادي بمراوغه : ابدا يا امه ...عيله
زفرت حميده بحنق : أيوة ماهو العيله عاوزاك في ايه ومرضتش تقولي
راوغها هادي قائلا : سيبك منها واعملي ليا انا وعمي شويه شاي من ايدك
اتجهت حميده بحنق الي المطبخ ليتلفت هادي حوله ثم يسرع الي خارج المنزل
......تراجعت بهيه بضع خطوات حينما لمحت اقتراب هادي قائله لوصال : هسيبك تتحدثي معاه وانا هستناكي
اومات وصال ليسرع هادي ناحيتها يسألها بقلق : في ايه يا وصال مالك
قالت وصال وهي ترفع عيناها إليه : عاوزة اتكلم معاك
اوما لها والقلق يغزو ملامحه : اتكلمي في ايه ....حد ضايقك
هتفت وصال بلا مقدمات : كل حاجه مضيقاني ...انت وجدي ودياب وماما والبلد كلها ...انا مخنوقه ومش عارفه لأول مره اعمل ايه
انزعج من كل حديثها وازداد قلقه : براحه عليا وفهميني
اشاحت وصال بوجهها هاتفه : اهو اللي انا قولته
قال هادي بحيره : وانا مفهمتش .....طيب انا ضايقتك في ايه
قالت وصال بحنق : انت عارف
هتف هادي من بين أسنانه بينما لا يحتمل أن يبقي بقلق علي جمر ملتهب : جاهل معلش عرفيني
نظرت له وصال بغيظ : انت بتستفزني يعني
هتف دياب من بين أسنانه : وصال مش هنتخانق اتكلمي علي طول
زفرت هاتفه : متضايقه منك عشان برضه صممت وعملت زي قبل كده وطلبتني من غير ما ترجع ليا
تجاوز حديثها دون جدال قائلا : انا وعرفت ضايقتك في ايه .... جدك بقي
صاحت بحنق : جدي ودياب وماما كلهم بيضغطوا عليا بسببك
رفعت إليه عيناها الغاضبه وتابعت : والبلد كلها مش متقبله وجودي فيها وابتديت اتخنق
ابتلع هادي رمقه ببطء ناقض عقله الذي عمل بسرعه وهو يقول لها بمشاكسه : محسوده !
رفعت وصال حاجبها ونظرت له بعصبيه : نعم
اوما هادي بينما يتقمص الجديه : أيوة امال
تابع بشرح : هو كده اول ما يكون في عريس داخل البيت يتنظر ....كل اللي انتي فيه حسد
زمت وصال شفتيها بغيظ شديد وهتفت به من بين اسنانها : هادي اتكلم جد بدل ما والله ...قاطعها هادي بتحذير : والله ايه ...هتضربيني بالطوبه !!
هتفت بحنق : اتكلم بجد بدل ما اسيبك وامشي
اوما هادي ونظر لها قائلا بجديه : ماشي يا وصال جد اهو ...انا وطلبت اتجوزك عشان بحبك ....نظر لها وتابع بنبره حاده قليلا يعاتبها: ايه اللي عملته غلط ومضايقك وكأنك فجاه عرفتي أن امنيتي في الدنيا اني اتجوزك ...
عاوزاني اعمل ايه ..اغنيها علي الربابه
اشاح بوجهه وتابع بعتاب : ناقص الحصي والزرع يقولك امي بحبك من كتر ما انا بقول واعيد فيها
أصاب سهم كلماته قلبها الذي خفق بقوة فضغطت علي شفتيها تمنع تجاوبها معه وتنفلت منها تنهيده حاره وهي تهتف به : يبقي تطمني
نظر هادي إليها وسألها : عيني ...اعمل ايه يطمنك
ضيق عيناه وسألها مجددا : ايه اللي مخوفك اصلا
قالت وصال بحيره وشتات : انت اتجوزت غيري ....ازاي عرفت تتجوز غيري اصلا وانت عمال بتقول بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ..كلامك بيناقض تصرفاتك وده اللي مخوفني
أن كان هذا ما تخشاه فهو يخشي أكثر منها تلك الأفكار الزائده من وجهه نظره والتي تعبث بعقلها لذا لاح الانزعاج علي ملامحه بينما تذهب وتعود الي نفس الأسباب التي لا يجد لها تبرير ليقول بضيق ورجاء :
وحياه الغاليين عندك بلاش تفتحي في اللي فات
و خلينا في النهارده
نظر إليها بلين وتابع : انا النهارده جاي اطلبك والفرحه مش سيعاني بلاش تنكدي عليا وعلي نفسك يابنت الناس وخلينا نفرح بعد ما عيشنا سنين بعيد عن بعض
مجددا يحسن تصويب سهام كلماته تجاه قلبها الذي أخذ يتمرد علي صوت عقلها الذي نطق بلا تفكير بسؤال تالي : طيب هتعمل معايا ايه لما نتجوز
لمع المكر في عيناه لتلكمه وصال سريعا في صدره بعد أن أخذ معني كلماتها علي محمل اخر لتهتف به وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : اياك تقول حاجه.... انا قصدي هتعمل ايه يعني في حياتنا
نظرت إليه وتابعت : هتتحكم فيا و تخنقني زي جدي
وتلغي شخصيتي وتتعامل معايا زي ما أهل البلد المتخلفين دول بيتعاملوا
قال هادي برفق شديد يهديء به ثورتها : انا حبيتك زي ما انتي هغيرك ليه
لمعت نظرات الرضي في عيونها من حسن اختيار إجابته ولكنها تمسكت بعقده جبينها وهي ترفض أن تعطيه الراحه التي ينشدها قبل أن يرتاح داخلها هي الاول
حكت عنقها بحيره بينما تقول : طيب ...طيب اللي حصل النهارده ...يعني قصدي الحاجات اللي شوفتها سواء في بيت رمضان ولا عندنا ...انا مش عاوزة كده
عبد حاجبيه باستفهام : مش فاهم
قالت وصال بشرح : قصدي أن محدش هيتدخل في حياتنا
قال هادي ببديهيه : ومين قال إن حد هيدخل في حياتنا ط... اوضتك ولا بلاش الدور كله بتاعك اعملي اللي انتي عايزاه فيه ومحدش له صالح بيكي الا انا
عقدت وصال حاجبيها وبوغتت بما نطق به لتسأله باستهجان : ايه ؟! ...اشارت إلي منزل عائلته وتابعت : انت قصدك اني هعيش هنا ؟!
قال هادي بدهشه من سؤالها : امال عاوزة تقعدي عند اهلك ....اندفع برفض يتابع : لا... انا لا يمكن اقعد عند أهل مراتي
هتفت وصال باستنكار : ولا اهلي ولا اهلك
ضيق عيناه بعدم فهم : يعني ايه ؟!
قالت وصال برفض تام : يعني انا مش هعيش في بيت عيله
سألها بعدم فهم : ليه ؟! انا بقولك انتي في دور وامي في دور وحتي اختي مش بتكون موجوده ولو قصدك زي ما تسمعي انك تخدمي امي لا معنديش الكلام ده
هزت وصال راسها برفض اصلا لسماع اي شيء من هذا : مش لسبب معين ...هو كده انا مش هعيش في بيت عيله
هتف هادي باحتدام : وانا بسألك ليه ؟!
هزت كتفها وقالت بإصرار : من غير ليه.... ده اول شرط عشان اوافق نتجوز وانا مش هتنازل عنه
زم هادي شفتيه بضيق مصححا : اسمه طلب ياوصال مش شرط
زفرت بضيق قائله بتجاوز : طلب يا هادي ومهما تغير اسمه برضه لا
نظر هادي الي وصال لتتهادي تلك العقده الي جبينه بينما يردد باستهجان : لا !
اومات وصال وقالت بإصرار لا يقبل الجدل : أيوة لا يا هادي ...بيت عيله لا ..انا عاوزة بيت لوحدي !
حك هادي ذقنه ونظر لها دون أن يعطيها اجابه : وايه تاني ؟
قالت وصال وهي تتأهب لأجابته : انت جاوبت علي الاول عشان اقول التاني
قال هادي باقتضاب : اسمع طلباتك كلها بعدها ارد عليها !
تمهلت وصال قليلا قبل أن تفاجيء هادي بردها المتزن : وانا عاوزة اسمع ردك علي اول طلب عشان الباقي مش هيكون له لازمه لو منفذتش اول حاجه
تقابلت نظرات كلاهما ليخشي هادي ذكاءها وفطنتها التي فهمت بها تجارته الرابحه حينما تقدم عشر طلبات يقبل منهم تسعه ويرفض واحد وبهذا لا يخرج خاسر وهي ترضي بالمكسب !
تقابلت نظراتهم ليقول هادي : طيب كملي طلباتك وسيبيني افكر في اول طلب
ربما كانت لتقلق أن كان وافق علي الفور ولكنها ناقضت نفسها وقالت بإصرار مزيف : لا انا عاوزة اجابه دلوقتي زي ما انت وجدي مستنين مني اجابه بليل سواء موافقه أو لا
اوما هادي قائلا : سيبيها لوقتها وكملي طلباتك
هزت وصال راسها بينما تعطيه مخرج : لو عاوز وقت تفكر اوك ....خد وقتك
هز هادي رأسه ونظر لها بينما فهم مكرها وأنها تماطل في موعد الليله ليقول : بليل هكون مجهز الرد
نظرت له وصال بتحدي : بس لو ردك لا يبقي ردي هيكون لا
افلتت نبره هادي المنفعله : محبش لوي الدراع يا وصال ....اقفلي كلام في الموضوع ده وكملي طلباتك شعرت أنها ضغطت علي وريده وانتهت من توصيل رسالتها ووضعت بالفعل العقده بالمنشار كما يقولون لذا انتقلت الي نقطه أخري : شغلي
قال بتوتر سرعان ما لاح علي ملامحه : ماله
قالت وهي تتطلع اليه باستفهام عن سبب توتره : يعني لو في يوم من الايام حبيت اشتغل
تنهد بارتياح بينما ظنها كشفت ما يخفيه عنها وأنه سبب ماحدث في عملها ليقاطعها قائلا بجديه مزيفه :
قولتلك قبل سابق افتح ليكي مستشفي لو عاوزة
مش عاوزة مستشفي عاوزة اعرف المبظء
هزت راسها قائله : انا بتكلم في المبدأ يعني متجيش بعد ما نتجوز تقولي مفيش شغل
قال هادي بينما اطمأن أن لا سبيل لعودتها الي العمل بعد ماحدث لذا وضع ببطنه بطيخه صيفي كما يقول المثل : موافق يا وصال
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
بهيه لازم تخد موقف من دياب
ردحذفطيب يعنى خناقه نسوان دياب تاخد تلتين البارت ليه الافوره دى
ردحذفمطلعناش من البارت غير أن حميده رافضه الحوازه وشرط وصال
ي ريت ي استاذ تختصرى شويه دى خناقه يعنى