بساط السعاده اقتباس من الفصل القادم

2


 قضم عليوة من قطعه البطيخ الكبيرة التي بين يداه قضمه ولوكها بين أسنانه الصفراء ليمتزج صوت مضغه للاكل بصرخات ابنتها التي بدأت تخفت ليحل محلها صمت لبضع دقائق ثم تعود لتصرخ مجددا ...حاولت صديقه أن تخالف قلبها الذي يخبرها أن صرخات ابنتها اليوم ليست ككل يوم وقد كانت محقه فاليوم صرخات احسان أشد وجعا بينما مزق الم رهيب احشائها التي اعتصرتها بيد واحده بينما قيدت يدها الأخري الي أحدي ساقيها ...!

رفع عليوة عيناه الي ابنه الذي دخل من الباب ليهتف به : سبع ولا ضبع 

هتف محمود بشفاه ملتويه وهو يلقي بضع ورقات ماليه قليله علي الطاوله المهترئه أمام أبيه : شقي اسبوع أشيل وأحط لما ضهري اتقسم وفي الاخر شويه ملاليم 

نظر بطرف عيناه تجاه الغرفه التي يحتجز عليوه بها احسان وتابع ببغض وقسوه : منها لله كنا متمرمغين في العز وبنصرف من غير حساب ...نظر إلي امه بنفس القسوة وتابع وهو يشير إلي المال الذي وضعه علي الطاوله : اهو شوفي هنطفح ايه بالملاليم دي 

ارتمي بجوار أبيه وهو يرفع جلبابه يخلعه ويبقي ببنطال قطني وصديري رتداه اسفل جلبابه وهتف بوالدته : قومي يا امه طفحيني اي لقمه انا علي لحم بطني من الصبح 

قامت صديقه علي مضض وهي تدعو من قلبها علي ابنها وزوجها بينما لم يرأف حالهم بتلك المسكينه التي اذاقوها العذاب الوان 

نظر محمود تجاه طبق الجبن الذي قطعت فوقه صديقه بضع قطع من الطماطم ووضعت بجانبهم رغيفين من العيش الذي خبزته ليرفع عيناه الممتعضه تجاه والدته ويهتف بها : مفيش حته زفر ..بطني نشفت من الطفح ده 

افلتت لسان صديقه بامتعاض : قول الحمد لله غيرنا مش لاقي 

هب عليوة من مكانه وانقضت علي شعر صديقه المغطي بايشارب بالي يجذبها منه بقسوة هادرا : وغيرنا متمترمغ في العز ...لولا عمله الفقريه بتك كان زماننا عايشين زيهم حاولت صديقه تخليص نفسها من قبضه زوجها تترجاه : سيبني يا عليوة وانا ذنبي ايه 

دفعها بغل مزمجرا : ذنبك انك معرفتيش تربيها...فقريه زيك 

لوي محمود شفتيه متبرطما : حتي معرفتش تطلع بالصيغه اللي كانت بتلبسها 

التفت عليوة الي ابنه وضيق عيناه التي لمعت وهو يسأل ابنه : أيوة يا واد ...كانت لابسه صيغه وتلاقيها مخبياها 

اتسعت عيون صديقه بهلع حينما التفت عليوة تجاهها : فين يا وليه صيغه البت اللي كانت في دراعتها ؟!

قالت صديقه بخوف وهي تتراجع للخلف : اخذها منها المفتري هادي 

رفض تصديق هذا ليهتف بها : أخدها ولا مخبياها بنت الملكومه 

اسرع بخطواته تجاه الغرفه التي أخرج مفتاحها من جيبه وفتح الباب صوته الخشن يسبقه : فين صيغتك يابنت ال** 

توقف مكانه وتسمرت قدماه وكذلك فعلت صديقه التي لحقت به لتمر لحظه من الصمت وتتسمر أعينهم علي هذا المنظر قبل أن تنفلت صرخه قويه من شفاه صديقه التي صكت صدرها صارخه : بتييييييي !!

اسرع عليوة يلطم صديقه علي فمها مزمجرا : اخرسي يا ** لما نشوف المصيبه دي 

وكانت المصيبه تتمثل في احسان التي تمدد جسدها المقيد علي الأرض غارق في دماءه !!

........

.....

التفت دياب الي بهيه ولاحت المفاجاه علي ملامحه : ايه ؟!

قالت بهيه وهي لأول مره تتعامل معه بدهاء انثي : ليله الحنه بتاعه سوما بنت خالتي 

رمشت باهدابها واسرعت تستدير تجاه المرأه تتهرب من نظراته المستنكره لتحاول أن تخفي رجفه يدها الممسكه بتلك الماسكرا التي علمتها وصال كيف تستخدمها وتبدو طبيعيه وهي تتظاهر بالبراءه بينما تتابع : جت وحلفتني انا وأمه مهجه اننا لازم نروح 

وامه مهجه استأذنت منك 

لأول مره يتلجم لسانه بينما طافت عيناه مجددا بجسدها الذي حدد منحنياته ذلك الثوب الذي لأول مره يراها ترتدي مثله 

لتتلكأ عيناه وتنفصل عن لسانه الذي يبحث عن كلمات ضاعت أمام فتنتها وكأنه يراها لأول مره وقد اعتادها لسنوات بتلك العباءات المنزليه جعلتها تبدو أكبر من عمرها واليوم تتزين وكأنها عروس ظنها ستكون له ولكنها فاجأته أن لها خطه أخري بعيد عنه 

رمش بضع مرات باهدابه وحك عنقه ليخفي مفاجاته بهذا التغيير الذي لا يستوعبه : ورايحه الحنه كده ...اياك فاكره هرضي 

استحضرت بهيه كل الاجابات التي جعلتها وصال تحفظها لتقول برقه وهي تلتفت إليه : وانا برضه اطلع كده ....أشارت إلي عباءتها التي وضعتها على طرف الفراش وتابعت : عبايتي اهي هلبسها علي طول فوق الفستان 

زمياب شفتيه بحنق بينما لم يعهد منها الصد والرد : امال لابسه كده ليه وجبتي الفستان ده منين 

قالت بهيه بنفس نغمه الصوت الهادئه والتي اوصتها وصال بها فعليها أن تستفزه دون أن تعطيه فرصه لأن يخرج عصبيته عليها : عشان لما اقعد مع البنات ابقي حلوة زيهم ...وصال الله يسترها ادتهولي !!

نظرت له برقه وتابعت : حلو عليا زي البنات 

تنفس دياب وهتف بداخله أنها اجمل من كل البنات بنظره 

حتي دون أن تفعل كل هذا ولكن لسانه لم ينطق بشيء كما نطقت عيناه 

تمهلت بهيه وهي تضع العباءه فوقها وتغلق ازرارها ببطء لتزداد ضربات قلبه وتتبع يدها عيناه الي أن وصل إلي مقدمه صدرها والتي سرعان ما غطتها بالعباءه وهي تقول : عاوز حاجه يا اخويا ..!

زم دياب شفتيه بحنق ورفع حاجبه مزمجرا : تاني اخويا 

قالت بهيه باستدراك مصطنع : مقصدش ...ذله لسان 

أحاطت وجهها بطرحتها ومجددا سألته : عاوز حاجه يا دياب 

لم تتلقي اجابه فاتجهت الي باب الغرفه ليوقفها : بهيه !

التفتت له : نعم !

ارتسمت ابتسامه ماكره علي شفتيه بينما يقول : قولي لوصال اخوكي بيقولك تشكري !! 


كتمت وصال ضحكتها المتشفيه بينما تهمس لها بهيه بما حدث لتقول وصال بمكر : ولسه لما تسمعي كلامي وتفكي شعرك ده واعملك فيه لون كستنائي ...

سالتها بهيه ببراءه : لهو ايه الكستنه ده ياوصال 

ضحكت وصال متشفيه : ده اللي هيجننه زياده !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رونا بالله عليكي اي حاجة الا ان تكون احسان كانت حامل او حامل انا مش هقدر اتخطاها مابالك وصال 😂
    اول ما اعلنتي عن اسم الروايه واسم البطل هادي انا رسمت الشخصية في خياليغير كده خالص انتي فاجأتينا بيه

    ردحذف
  2. 👍💖💖💖

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !