بساط السعاده الفصل السادس عشر جزء تاني

2


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

قالت دنيا بلهفه وهي تضع أطفالها أرضا : ها يا امه فين الحاجه وريني 

قالت فاطمه وهي تفسح المجال لابنتها لتجلس : اقعدي بس اشربي معايا الشاي انا لسه كنت بصب اهو الشاي وبعدين اوريكي الحاجه ولا هتطير 

قالت دنيا وهي تخلع طرحتها الحريريه من حول عنقها : مش عاوزة اطول يا امه ..انا سبتهم ملخومين في خطوبه المعدوله وقولت اجي بسرعه اشوف جبتي ايه 

لوت فاطمه شفتيها قائله : لهو خلاص هتتخطب لهادي الغزالي 

اومات دنيا وهي تلوي شفتيها مثل والدتها : اه شوفتي البخت 

لوحت فاطمه بيدها قائله بسخط : وهو بقي طلق البت احسان عشانها

قالت دنيا وهي تسكب الشاي في الكوب : والله ما انا عارفه ...انا روحت اسال علي البت احسان ولقيت نشوي بتقول أنه طلقها بس ولا عرفت السبب ولما روحت لامها مرضتش تخليني اشوفها 

تنهدت فاطمه قائله : ولا تشوفيها ولا عاد ليكي كلام معاها

: ليه يا امه دي احسان صاحبتي ؟

اومات فاطمه قائله : بلا صاحبتك يا بت ...شوفي مصلحتك ودلوقتي اخت دياب مصلحتك ومش في صالحك خالص تعرف انك ليكي كلام مع احسان 

قالت دنيا بخبث : بس تفتكري بجد يا امه هادي طلق احسان عشان وصال 

قالت فاطمه متبرطمه : اهو بكره كل البلد تقول كده 

ازدادت نبرتها المتبرطمه وهي تتابع : وبعدين هو غريب عليه يعني ماهو عملها قبل سابق مع شروق وطلقها لأجل البت احسان 

اومات دنيا قائله : صنف عينه فارغه 

ضحكت فاطمه بسخريه : اهو كل الرجاله كده ولا مش شايفه ابوكي 

وضعت يدها علي خدها وتابعت بسخط : اهو سابني بعد العشرة دي عشان عيله صغيرة وميفتكرنيش الا لما يبقي عاوز قرشين اول ما اخد إيراد قيراط الأرض يجي ياخدهم مني ويروح للسنيورة 

قالت دنيا بعتاب : ماهو انتي الغلطانه يا امه ...انا قولتلك كتير بلاش تديه اي مليم 

قالت فاطمه بدفاع عن نفسها : وانا بأيدي ايه ...هيضربني وياخدهم يبقي ياخدهم من غير بهدله 

تنهدت دنيا قائله : معلش يا امه متزعليش انتي قولتي بلسانك الرجاله كلهم صنف واحد 

أشارت بيدها تجاه أطفالها الذين يلهون علي الارض وتابعت : انا لولا العيلين دول كان زمان دياب هو الآخر راميني في الشارع 

قالت فاطمه بتحذير : يبقي تجيبي التالت والرابع عشان تضمني رجلك تفضل في البيت وفي الاخر الورث كله ليكي 

قالت دنيا بسخط : وهو بأيدي ده دياب بالعافيه لما بيقرب مني 

قامت فاطمه من مكانها قائله بتشديد : اعملي اللي عليكي زي اي واحده 

فتحت الخزانه وأخرجت من أسفل الملابس لفه كبيره اخذتها ووضعتها أمام دنيا التي نسيت كل ما كانت تتحدث عنه ولمعت عيناها حينما فتحت والدتها لفه تلو الأخري لتظهر بالنهايه تلك المشغولات الذهبية التي تجمد بها كل ما تقع عليه يدها من أموال 

لتسحب منهم فاطمه اسورتان قائله : اهو جبتلك الاسورتين دول بالفلوس اللي اخدتهم منك اخر مره 

قلبتهم دنيا بيدها قائله بتقييم : الفلوس جابت بس دول يا امه 

نظرت لها فاطمه بتحذير : وانا هسرقك يا بت ولا ايه 

هزت دنيا راسها سريعا قائله : لا ابدا يا امه انا بس بسأل 

التفتت دنيا بسرعه تجاه الباب الذي تعالت فوقه تلك الطرقات لتقول بهلع : انتي  في حد جايلك يا امه 

هزت فاطمه راسها وهي تسرع تجمع الذهب وسط اللفه وتعقدها عليهم قائله : ابدا يا بتي ..يكونش ابوكي 

بهلع اسرعت دنيا تقول وهي تساعد والدتها في إخفاء الذهب : طيب بسرعه خبي الدهب ده ية امه احسن يشوفه 

أعادت فاطمه كل شيء مكانه في الخزانه واسرعت تفتح الباب لتتفاجيء بابنتها الكبري تحمل طفلتها علي ذراعها وتجر طفلين آخرين يمسكون بطرف عباءتها وسرعان ما  ألقت نفسها علي صدرها تبكي بحرقه : شوفتي يا امه عبد العزيز عمل فيا ايه هو وأمه ...رماني في الشارع 

......

.......


نظرت مجيده الي ابنها بحنق : واحنا مالنا 

قال ماجد باستنكار : مالنا ازاي يا ماما دي بنت عمي مهما كان ...ازاي معرفش طريقها ولا راحت فين 

هتفت مجيده بسخط وهي تشيح بوجهها : هتكون راحت فين ... اكيد راحت لأهلها هو مش البواب قالك في راجل صعيدي اخدت شنطتها وراحت معاه 

قال ماجد بعدم اقتناع : وهو اي راجل صعيدي يبقي أهلها 

لوت مجيده شفتيها قائله : وهو الصعيدي هيكون من بقيته اهلنا احنا مثلا ...ماهم الصعايده قرايب امها ولا ناسي 

هز راسه قائلا : مش ناسي بس برضه لازم نطمن عليها 

تفتكري العنوان بتاع أهل والدتها 

هزت مجيده راسها قائله : لا وانسي اللي بتقوله كفايه أن علاقتك ب نانسي اللي لسه يادوب بتتصلح ولا عاوزها تعمل مشكله لما تعرف انك عاوز تسافر ورا الست وصال الصعيد 

قال ماجد بلا مبالاه : تعمل اللي تعمله 

هتفت مجيده بإصرار : يا ماجد اسمع كلامي 

قال ماجد بإصرار مماثل : مش هسمع الا كلام العقل 

خرج أبيه من غرفته يتسائل : في ايه 

نظرت مجيده الي زوجها قائله :  تعالي شوف ابنك 

أخبرته بما حدث ليشيح بوجهه قائلا : امك عندها حق احنا ملناش دعوة بالبنت دي تاني 

عقد ماجد حاجبيه باستنكار : 

حتي انت يا بابا 

اوما أبيه قائلا : أيوة... ركز في شغلك وسيبك منها تروح مكان ما تروح وزي ما امك قالت اكيد عند اهلها هتكون فين يعني 

اشاح بوجهه وتابع بحقد : 

دي معندهاش اصل واول ما استقوت استقوت باخوها عليا !!

......

...

التفت نعمان الي هادي الذي ظل شارد بعد مغادرتهم منزل دياب :  حالك مش عاجبني ياهادي في ايه يا ولدي

هز هادي كتفه قائلا : مفيش حاجه ياعمي 

قال نعمان وهو ينظر إلي ملامح ابن أخيه : لا في ...هو انت متشاكل مع امك 

عقد هادي حاجبيه قائلا : ليه بتقول كده !؟

قال نعمان : عشان اللي قولته في انك عاوز دار بعيد عن امك لما كنا عند الجماعه ..ايه اللي طبعها في دماغك ماهو كل جوازه بتتجوز مع امك وانت وحدك في الدار ولا ليك اخ ولا اخت قاعده معاكم 

قال هادي وهو يهز كتفه : كده احسن ...زي ما قولت ..وصال غريبه عن هنا ويمكن هي وامي متتفقش  

: قال نعمان بعدم اقتناع : هو ده بس السبب 

اوما هادي بينما يتوقف نعمان بسيارته أمام المنزل ليلتفت الي عمه قائلا :  تصبح علي خير ياعمي 

هز نعمان رأسه قائلا : وانت من أهله ...مبروك يا هادي 

اغلق هادي باب السياره التي ترجل منها قائلا : تسلم يا عمي 

........

ما أن لمح هادي 

هب عليوة من جلسته بينما جلس بجوار سور المنزل الخارجي ليسرع إليه : معلم هادي 

تعكرت ملامح هادي لرؤيته عليوة ليهتف به بسخط : عاوز ايه يا راجل انت ؟!

قال عليوة بشكوي : الحاجه حميده طردتني يا معلم و

البت احسان كذبت وقالت اني عاوز استقطها بس انا مكنتش اعرف أنها حبلي 

وكنت بربيها علي عملتها السودا 

لوي هادي شفتيه بينما يعرف جيدا ما يريده هذا الرجل : وجاي بقي عاوز تمن تربيتك 

قال عليوة بمراوغه : عاوز اطمن علي بتي 

وأامن مستقبلها عشان مترميهاش لما تخلف العيل 

توحشت ملامح هادي ليزمجر بعليوة الذي يجاهر بطمعه دون خجل : غور يا راجل انت من قدامي ولا البجاحه بقت عيني عينك 

رفع اصبعه أمام وجه عليوة وتابع : ولو فاكر انك هتطول مني مليم تبقي غلطان 

عقد عليوة حاجبيه قائلا : يعني ايه .... هتاخد منها العيل وترميها 

زمجر هادي به بغضب : غور من هنا يا راجل انت 

.......

.....

بكت سمر بقهر تشكو لوالدتها واختها :  ضهري اتقسم من القعده علي الماكينه طول اليوم 

اخيط للناس وكل مليم اخده عبد العزيز ياخده مني ومش كده وبس ده انا خدامه عند أمه طول اليوم وعنده طول الليل وبرضه مش عاجب ....سلفتي خلفت وأمه خلتني اخدمها واخرتها مد أيده علي الغويشتين اللي في أيدي عشان يعمل سبوع العيل ابن أخوه 

اتحملت ضربه ليا ونزلت اشتكي لامه بس اخرتها امه نصرت سلفتي عليا وهو جه بدل ما يجيب حقي زي باقي الرجاله ضربني واخد دهبي ورماني انا والبت برا بعد ما امه حكمت مقعدش في البيت 

نظرت دنيا إلي اختها وقالت بسخط : وليه مفتحتيش دماغه قبل ما ياخد منك دهبك ولا كان ايه اللي مصبرك علي المر ده ..قولنالك بلاها منه وخدي اسماعيل ابن عمتك قولتي لا متجوز 

اهو خدتي العازب شوفي عمل فيكي ايه 

زجرت  فاطمه ابنتها هاتفه : بس يا بت بلاش تبكتي في اختك 

قالت دنيا بسخط : بقول الحق 

أشارت إلي اختها وتابعت : مش دي اللي شمتت فيا وقالت ازاي اتجوز اللي متجوز اهو شوفي حالها وحالي 

علي الاقل اتجوزت راجل عيشني في العز 

بكت سمر بقهر لتربت فاطمه علي كتفها قائله : متزعليش من اختك دي خايفه عليكي 

اومات دنيا قائله : أيوة يا سمر وانا اهو بقولهالك اتطلقي يااختي واياك ترجعي للراجل العره ده 

قالت سمر بقله حيله وهي تنظر إلي ابنتها الصغيرة وباقي أطفالها : والعيال تكبر من غير ابوها 

قالت دنيا وهي تشيح بوجهها : اب زي قلته ...يا اختي اشتغلي واصرفي عليهم

هزت سمر راسها وقالت بقله حيله : لا يا امه 

نظرت فاطمه الي ابنتها بينما هتفت بها دنيا بحنق : امال عاوزة ايه 

قالت سمر بضعف : كلمي جوزك يروح يعرفه غلطه ويرجعني بس يشرط عليه امه ملهاش دعوه بيا 

وافقت فاطمه لتقول لدنيا : أيوة يا بتي ...جوزك كلمته مسموعه خليه يروح يكلمه ! 

......

.

نظرت بهيه الي وصال بتردد بينما تتطلع الي دياب من خلال نافذه المطبخ الكبيرة :  لا بلاش خليها وقت تاني 

نظرت وصال الي أخيها الجالس في الحديقه قائله : وليه وقت تاني ماهو قاعد مش بيعمل حاجه وبعدين يا بهيه هو انتي خايفه منه ليه اوي كده ده حقك 

نظرت لها وتابعت : حقك تخلفي وهو وعدك.... ليه بقي كل ده مرحتوش تاني للدكتور 

قالت بهيه بدفاع عنه : مشغولياته كتير 

قالت وصال بنبره قاطعه : مفيش حاجه اهم منك 

ربتت علي كتف بهيه وتابعت : يا بهيه اهتمي بنفسك شويه ....العلاج اصلا هياخد وقت يبقي لازم تبدأي بدري 

قالت بهيه بيأس : ولو العلاج كان علي الفاضي 

قالت وصال ببديهيه : تبقي عملتي اللي عليكي 

قالت بهيه بانزعاج : والفلوس اللي دياب هيصرفها تبقي راحت علي الأرض ...ده انا اسمع أن العلاج ده بيتكلف كتير 

قالت وصال بضيق من ايثار تلك المرأه للجميع عن حالها : وفيها ايه يا بهيه ...هو دياب فقير ده عنده كتير بلاش الحساسيه الزايده دي ...انتي مراته ومسؤوله منه ومش بتكلفيه حاجه هو ميقدرش عليها ...نظرت لها برفق وتابعت : افتكري يابهيه أن بسبب سكوتك هو اتجوز عليكي بدل ما يعالجك

قالت بهيه بدفاع عن دياب : انا اللي قولتله يااختي وبعدين كنت اعرف منين أن في علاج ...دي الدكتورة قالت مش هتخلفي وانا يا وصال مش متنورة زيك ومفهمش 

قالت وصال توافقها : واديكي عرفتي وفهمتي وسألتيني تعملي ايه وانا بقولك اول خطوه تهتمي بنفسك وتتابعي مع الدكتور وتشوفي علاج بدل المره الف 

قالت بهيه وهي مازالت تلتمس لدياب الأعذار : وافرضي دياب مش فاضي ماهو اكيد مش فاضي عشان كده نسي الموضوع 

نظرت وصال الي بهيه بشفقه بينما مازالت تلتمس له الأعذار : نسي عشان انتي مفكرتهوش مع أنه المفروض مينساش بس ما علينا ...روحي فكريه 

قالت بهيه بتردد : طيب ولو مش فاضي 

هتفت وصال بحنق من طيبتها الزائده: وقتها هاخدك انا 

يلا يا بهيه روحي اتكلمي معاه 

ما أن اتجهت بهيه الي الباب حتي كانت دنيا تدخل منه لتسرع بهيه تحمل الاطفال لتسرع اليهم بهيه  تحتضنهم : وحشتوني 

تركتهم دنيا لها قائله بارهاق وهي تنزل أحد الأطفال من فوق كتفها : خدي يا ابله بهيه ده الواد مصطفي مش مبطل عياط 

قالت بهيه بلهفه وهي تحمل الصغير : تعالي يا قلبي ...تلاقيه جعان يا دنيا 

نظرت لها بينما تنحني لتحمل علي هو الآخر : اكلتيهم حاجه عند امك 

قالت دنيا بلا مبالاه : امي حطت ليهم الاكل بس مرضوش 

اتجهت دنيا إلي حيث جلست مهجه لتقول متنهده وهي تخلع طرحتها بعد أن ألقت هم الاطفال لبهيه التي رحبت بحمله: اسكتي يا امه علي اللي حصل لسمر اختي ...!

عقدت وصال حاجبيها بينما تطفيء الموقد علي القهوة التي أعدتها لنفسها لتجد بهيه تدخل الي المطبخ وهي تحمل أبناء أخيها 

: لحقتي تكلميه 

هزت بهيه راسها وهي تتجه الي الثلاجه تخرج منها طعام الاطفال وتضعه علي الموقد : لا لسه مكلمتهوش بس قولت اعشي العيال الاول 

نظرت لها وصال بسخط هاتفه :  

امهم تعشيهم يلا بقي شوفي حالك 

صممت بهيه أن تجهز الطعام للصغار لتنظر لها وصال بضيق وبنفس الوقت يزيد ضيقها من أخيها الذي لايري كم أن زوجته تملك قلب من دهب 

انتهت بهيه لتجلس وتضع الاطفال علي ساقيها تنتوي اطعامهم ولكن وصال اوقفتها : انتي خلاص عملتي الاكل يلا سيبيهم امهم تأكلهم وانتي روحي كلميه 

نظرت إلي بهيه التي قرأت خوفها ليس من دياب ولكن من حساسيتها الزائده التي ستكسر قلبها أن قال شيء يضايقها لذا اخذت اقصر أو بالأحرى أجبن الطرق بعدم المواجهه وطلب حقها لتشجعها وصال كما لم يفعل أحد من قبل : انتي بتطلبي حقك يا بهيه ...يلا روحي  

.........

...

وضعت دنيا في فمها المزيد من قطع الحلوي التي حضرتها مهجه بسخاء من أجل عائله هادي لتتابع : شوفتي بقي الراجل الناقص يا امه 

قالت مهجه بتأثر : اختك غلبانه طول عمرها ...مالوش حق 

تابعت دنيا تناولها الحلوي لتنظر الي مهجه وتسألها : قوليلي يا امه عملتوا ايه مع هادي ....نظرت إلي مهجه بخبث وتابعت : لازمن الست حميده طايره بوصال ...ماهو ولا واحده من مراتات ابنها اللي فاتوا دكتورة وقيمه وسيما زي وصال 

تعكرت ملامح مهجه لتزجر دنيا بينما لمحت مجيء وصال : قفلي علي السيرة دي يا دنيا وبلاش تتكلمي عن اللي كان هادي متجوزهم قدام وصال اهو راحوا لحالهم 

اومات دنيا لتصل وصال إليهم وتضع الاطفال علي الاريكه قائله بنقد لاذع : انتي قاعده بتاكلي وسايبه ولادك جعانين 

استنكرت ملامح دنيا لتقول : انتي بتعدي عليا اللقمه يا اخت جوزي 

قالت وصال بضيق : ايه اخت جوزي دي ...ليا اسم وبعدين انا مالي اعد عليكي الاكل ليه انا بقولك ولادك جعانين وانتي ولا فارق معاكي 

قالت دنيا بدفاع عن نفسها : العيال ابله بهيه اخدتهم 

زفرت وصال بضيق : وهي بهيه خدامه عندك ...كتر خيرها جهزت الاكل قومي انتي اكليهم 

فكرت دنيا أن مواجهه وصال ليست في صالحها لذا قالت بضعف : ليه بتكلميني كده يا دكتورة ...هو انا عملت ايه 

التفتت دنيا بشكوي لمهجه : شايفه يا امه مش طيقاني ازاي وبتكلمني من طراطيف مناخيرها ....استدعت دموعها وتابعت : شوفي انا كنت في ايه وجايه اقولك اختي حصل لها ايه وهي تقولي ولا علي بالي العيال 

قالت مهجه تنهي الجدل : خلاص يا دنيا وصال بتتكلم خايفه علي العيال ...يلا يا بتي قومي اكلي عيالك .

قامت دنيا وهي تتبرطم في سرها بينما قالت وصال بنقد : ايه اللي بتعمله البنت دي يا ماما ...هي كده يعني صعبت عليكي 

قالت مهجه بتأثر : اختها في هم كبير وصعبت عليا

قالت وصال وهي تلوي شفتيها : وبهيه مش بتصعب عليكي يا ماما وهي بتضيع عمرها تخدم في عيال غيرها 

قالت مهجه باستنكار : عيال جوزها يعني عيالها 

هزت وصال راسها برفض : لا مش عيالها وحقها يكون ليها عيال 

قالت مهجه بتمني : ربما يديها يا بتي ....اقعدي يا وصال وبلاش تبقي حمقيه كده 

جلست وصال بحنق من الأوضاع حولها بأكملها لتقول مهجه تهدئها : انتي طلقك حامي زي ابوكي بس هنا الدنيا علي ده الحال ....نظرت إلي ابنتها بتردد وتابعت : بلاش يا وصال تفضلي تملي ودان بهيه بكلام مش لايق لها وهيعمل بينها وبين اخوكي مشاكل 

قالت وصال بهجوم : يعني انتي عاجبك حالها 

قالت مهجه متنهده : هي راضيه بحالها بس كلامك مش هيخليها ترضي واخوكي هيزعل 

قالت وصال بعدم اكتراث : يزعل ...هي بني ادمين ولها حقوق ..!

تبرطمت دنيا التي تستمع من وراء الباب : حقوق ايه يا ام حقوق ده انتي حربايه صح ..! 

.............

....


ضيقت دنيا عيناها بينما أنهت اطعام أطفالها ووقفت تغسل الأواني لتلتمح هذا الخيال الجالس بالحديقة وعلي الفور كانت تجفف يدها في عباءتها وتسرع تجاه الباب الخارجي بينما لمحت بهيه جالسه برفقه دياب لتتبرطم وهي تتسحب علي أطراف أصابعها : 

اه يا وصال يا سوسه عاوزة تلهيني بالعيال عشان الجو يخلي لبهيه....

سارت علي أطراف أصابعها لتقف تستمع الي ما يدور بين بهيه دياب 

ليهدر قلبها بغيرة بينما سمعت صوت بهيه المتلهف : 

حقا يا دياب هتاخدني 

ضيقت دنيا عيناها واقتربت خطوه أخري تريد أن تعرف الي اين سيأخذها  

لتسمع دياب يقول ضاحكا علي سعاده بهيه  : امال يا بت... انا بس كنت مشغول مع وصال بس كلها كام يوم واخدك مصر تاني للدكتور 

ربتت بهيه علي كتفه قائله بحب : تسلم يااخويا 

شاكسها دياب قائلا : تاني اخويا ! 

قالت بهيه وهي تعض علي شفتيها : قصدي يا دياب ...تنهدت وتابعت : يااه يا دياب. ...نفسي أشيل عيل في بطني ويبقي نسخه منك  

قال دياب متنهدا بأمل : هيحصل أن شاء الله 

اتسعت عيون دنيا ودق قلبها بقوة بينما انصدمت لما سمعته ...بهيه 

تخطط لتحمل وكل هذا بعد مجيء وصال ! 

بحنق نظرت إلي أطفالها وبلا تركيز عادت لتكمل غسيل الأواني وهذا الكابوس المرعب يتجسد امامها بحمل بهيه 

....لو حملت بهيه لن يتمسك دياب بأطفاله منها ..! 

صرخه قويه خرجت من بين شفتيها حينما وقع من يدها أحد الاطباق وتحطم علي قدمها التي نزفت الدماء بغزاره 

هب دياب وبهيه من مكانهم علي صوت الصراخ وكذلك وصال ومهجه الذين سبقوهم لتتسع عيون وصال بهلع وتصرخ مهجه حينما رأوا قدم دنيا النازفه 

انحنت وصال سريعا وجذبت أحدي المناشف تحيط بها قدم دنيا وتضغط عليها لتصرخ دنيا بألم فيتعالي بكاء الصغار خوفا 

نزل دياب الكبير مسرعا علي تلك الأصوات يسأل :  في ايه 

التفت بهيه التي جثت علي ركبتها أمام ساق دنيا النازفه تساعد وصال :  دنيا اتعوت يا جدي 

صاح بها دياب الكبير : بطلي صريخ يابت العيال هتتفزغ 

حملت مهجه الاطفال بينما جذب دياب المقعد ليجلس دنيا فوقه وهو يقول : شوفي رباط يا بهيه تربط رجلها وانتي يا امه خدي العيال بعيد عن الازاز المكسور 

قالت وصال بينما تتفحص قدم دنيا : مش هينفع رباط يادياب ...لازم تتخيط

تفاجات وصال بجدها يهتف بها : شوفي مالها انتي مش دكتورة  

اومات وصال قائله : أيوة ياجدي ما انا بقولك جرح محتاج خياطه 

هتف دياب الكبير : ما تخيطيها انتي مش دكتورة 

أمسكت وصال ضحكتها علي إصرار جدها قائله : اخيطها بأيه في البيت يا جدي ....التفتت الي أخيها قائله : دياب خلينا ناخدها المستشفي 

قال دياب الكبير بتوبيخ : مستشفي ليه وانتي بتعملي ايه ولا مش دكتورة 

تبرطمت وصال ضاحكه بينها وبين نفسها : دكتورة مش ساحر اخيط واحده في البيت

قالت برفق لجدها : معلش ياجدي اصلي مش هعرف اعمل كده في البيت ولازم بنج ناخدها المستشفي احسن 

أحاطت وصال ساق دنيا بينما حملها دياب الي السياره وانطلقوا الي الوحده الصحيه القريبه

........

....

جلست حميده تهز ساقها بعصبيه وترقب في انتظار عوده هادي الذي ما أن فتح الباب ودخل حتي استقبلته بملامح قاسيه : برضه عملت اللي في دماغك 

لوت شفتيها وتابعت بشماته قاصده : وياتري العروسه الشؤوم هي واهلها قالوا ايه لما عرفوا أن جايلك عيل 

غلت المراجل برأس هادي الذي وقفت روحه الحانقه علي بوابه أنفه وبالكاد يحتمل سماع شيء يذكره بهذا الوضع السقيم ليتحامل علي نفسه ويتجاهل خديق ووالدته دون أن يرد عليها قائلا : هي فين ؟!

رفعت حميده حاجبها بسخط : انا بكلمك في ايه وانت بتسأل في ايه 

تدخلت نشوي لتقول لوالدتها برجاء : كفايه يا امه بقي 

نظرت إلي اخيها وتابعت : لو بتسأل علي احسان يااخويا هي فوق نايمه 

زم شفتيه واتجه للدرج بخطوات حانقه لتسرع حميده خلفه ولكن ابنتها أمسكت بيدها : رايحه فين يا امه ...ابوس ايدك بلاش تفضلي تضغطي علي هادي كده كفايه اللي هو فيه 

زجرتها حميده بغضب : وهو ايه اللي فيه ...يشكر ربنا ده جايله العيل اللي بقاله سنين مستنيه 

قالت نشوي بعتاب : وبرضه بقاله سنين مستني يتجوز وصال 

زفرت حميده بغيظ ؛ بت انتي بطلي تدافعي عن البت الشوؤم دي احسنلك !

......

اخيرا أغمضت احسان عيناها لتنام بعد كل ما نالته من عذاب لتضع يدها علي بطنها وتخبر نفسها أنها تحمل واخيرا ورقتها الرابحه التي ستضمن القادم من عمرها ...حميده تتمني هذا الطفل الذي تجاهلت كل حديث الطبيبه عنه تؤكد لنفسها أن الأطباء لابد أن يضخموا الأمور ...!

فتح هادي باب الغرفه بغضب جعل احسان تنتفض من نومها علي صوته الذي زجرها : قومي 

هبت جالسه وجسدها يرتجف فهل سيطردها !!

: في ايه يا هادي ؟!

اتجه ناحيتها ليشير لها بغضب جارف مخيف : قومي يابت 

قالت برجاء وهي تتمسك بالغطاء السميك فوقها : اوعي ترجعني لأبويا تاني ...ابوس ايدك يا هادي ...ده هيموتني ويموت ابنك 

كلما نطق أحد بتلك الكلمه أمامه يتوهج الغضب من قله حيلته أكثر ...شيء لا يستطيع تغييره ولكنه يتمني أن يكون كذب ..!

نعم لا يمكن أن تكون حامل والان وكأن القدر يعانده لذا تمسك بأخر امل وهو أنها كاذبه لذا زجرها بحنق من بين أسنانه  

: قومي يا بت معايا 

: نروح فين ؟!

هتف بها بسخط 

: ابلعي لسانك وقومي وانتي ساكته 

توقفت حميده أمامه : واخد البت فين.... والله لو رجعتها لابوها ما انا قاعده في البيت 

قال هادي بوعيد وهو يتمسك بأمل أنها كاذبه : هرجعها بس بعد ما اكشف كذبها  

ابتلعت احسان بتوتر بينما فهمت أنه سياخذها للطبيبه  التي ستكشف ما قالته عن أن هناك شيء خاطيء بهذا الحمل الذي تترجاه : وهو انا هكذب ليه ؟! 

قال هادي بحنق : طالما مش بتكدبي يبقي تقومي معايا الدكتورة تكشف عليكي 

قالت احسان بتوتر : انا خايفه علي اللي بطني من الحركه 

هتف بها هادي بوعيد من بين أسنانه : خافي علي نفسك من اللي هعمله فيكي لو طلعتي كدابه 

: قدامي 

قالت نشوي سريعا : اجي معاك يا اخويا 

هز هادي رأسه بينما يشير لاحسان أن تتبعه : لا يا نشوي 

اتجه الي سيارته لتتباطيء خطوات احسان بخوف شديد وهي تمسك ببطنها بينما يزجرها هادي بصبر معدوم : اخلصي يا بت 

مدت يدها المرتجفه الي باب السياره بجواره ليهدر بغضب : هتركبي جنبي ولا ايه ...اترمي ورا 

دخلت احسان الي المقعد الخلفي تتبعها نظرات حميده المتوعده لابنها وهي تتبرطم : البت ولا كأنها عامله له عمل شوفي بيعمل ايه في ام العيل اللي مستنيه

ضاقت نشوي من تحامل حميده علي وصال بسبب ودون سبب تأتي باسمها وتلقي عليها اللوم لتقول بدفاع : بيعمل كده فيها بسبب عملتها مش بسبب وصال 

نظرت لها حميده بغيظ : انا هقطع لسانك لو دافعتي عنها تاني يابت 

.........

....

تباطأت خطوات احسان بينما سبقتها خطوات هادي القويه تجاه الوحده الصحيه التي خيم عليها السكون بهذا الوقت من الليل 

نظر إليه ذلك الحارس ذو الجسد الضئيل يسأله : الدكتورة فين ؟!

قال الحارس وهو يشير إلي أحدي الغرف بنهايه الممر : السيستر ساميه جوه هي تقولك 

دخل هادي الي حيث أشار الرجل لتخرج إليه ساميه والتي سرعان ما وقعت عيناها علي احسان التي تمسك ببطنها وتبدو نظرات الذعر والخوف في عيناها 

هتف هادي دون أن يلمح نظرات ساميه لاحسان : الدكتورة فين ؟!

قالت ساميه وهي تحاول فهم ما يحدث بينما وعدتها احسان برد الجميل لأنها جعلتها تهرب ومازالت تنتظر 

: الدكتورة نبطتشيتها خلصت 

..خير يا افندي 

قال هادي بسخط : شوفيها تيجي تكشف 

وضع بيدها ورقه ماليه وهتف بتشديد : حالا 

ترددت ساميه وهي تضع الورقه بجيبها قائله : لو تقولي الموضوع اساعدك ...إنما الدكتورة مش هترجع الا بكره الصبح 

صك هادي أسنانه وأدار رأسه تجاه احسان الواقفه خلفه لتقع عيناه علي هذا الخيال الذي يأتي من نهايه الممر لذا سرعان ما أشار للممرضه...خديها جوه وانا هفهمك ...!

اسرعت احسان بخطواتها تدخل خلف ساميه التي تريد أن تختلي بها ولو لدقيقه بعيد عن هادي الذي وقف مكانه يتنفس للحظه يستعيد ثباته بينما يقترب منه هذا الخيال ....!! 

صدفه ضاق بها ولم يكن يعرف أنه سيشكر تلك الصدفه التي ستنقذه بعد لحظات فهاهو حماه السابق يتجه ناحيته بعد أن فشل هادي في التهرب منه ليقترب الرجل وعلامات القلق علي وجه : خير يا هادي يا ولدي مالك 

قال هادي باقتضاب بينما يجاهد للتحكم في ملامحه : كل خير يا حاج عبد الباسط ...انا بخير 

سأله الرجل بقلق : امال جاي الوحده الصحيه ليه في الليالي كده 

قال هادي وهو يهز كتفه يخترع كذبه : ابدا واحد من الصبيان اللي شغاله معايا بعافيه شويه وجيت ابص عليه 

قال الرجل باستفهام : مين ...اكيد جاي للواد حسونه

اوما هادي وهو يريد أن ينهي اللقاء بأقرب وقت ...!

.....

نظرت ساميه الي احسان التي تترجاها قائله : وانتي عاوزاني اصدق انك هتديني الف جنيه بحالهم 

قالت احسان برجاء هامسه : واديكي اكتر من كده ...انا مرات المعلم هادي الغزالي وانتي شوفتيه برا 

اومات ساميه بطمع وهي تنظر إلي جيبها حيث استقرت الورقه الماليه فئه المائتان جنيه : اه شوفته واداني ورقه بمتين جنيه ...نظرت إلي احسان وتابعت : وشوفي بقي لما أقوله علي كلام الدكتورة هيديني كام 

قالت احسان برجاء : هديكي اللي انتي عايزاه بس ابوس ايدك يا ست ساميه بلاش تقولي علي كلام الدكتورة وقولي اني حامل وبس

قالت ساميه بتفكير : بت انتي ...ايه حكايتك 

قالت احسان برجاء : هقولك بس مش وقته .....ابوس ايدك دلوقتي قولي اللي قولتلك عليه وانا والله هحلي بوقك واخلي الفلوس تجري في ايدك 

قبل ان تحصل احسان علي الجواب الشافي من احسان كان هادي يدخل الي الغرفه ...!

........

...

نفس الحارس استقبل دياب الذي دخل بدنيا يسأل عن طبيب 

قال الحارس : هنادي السيستر ساميه !!

......

..

انصدمت ملامح هادي بينما بدأت احسان تتنفس حينما قالت ساميه : اه يا معلم ..دي كانت هنا من كام ساعه والدكتورة كشفت وقالت انها حامل 

زمجر هادي بغل : وانا بقولك شوفي دكتورة تكشف وتقولي مش انتي اللي تقولي 

نظرت ساميه الي تلك الطرقات علي الغرفه لتقول : أيوة ياعم حامد 

قال الرجل من خلف الباب : في واحده رجليها متعورة 

قالت ساميه وهي تضع يدها بجيبها : طيب انا جايه  

نظرت احسان الي هادي الذي كذب حديث الممرضه ويبدو أن كذبتها ستنكشف 

فكرت ساميه سريعا بكلام أحسان والذي ربما يفتح لها ابواب المال لتقول الي هادي : طيب يا معلم ...هروح اشوف الحاله واكلم دكتورة سماح وارجعلك ..استنوا برا 

جلست احسان علي أحد المقاعد بتوتر شديد وخوف لا يجعلها تتنفس بينما هادي وضع يداه خلف ظهره وأخذ يتحرك ذهابا وايابا بالممر لتتغير ملامحه ما أن لمح حماه السابق يخرج من أحدي الغرف 

: الواد بخير 

اوما هادي بكذب : اه ماهو الدكتور قالي كده 

نظر لها عبد الباسط باستفهام : طيب انت مش هتروح يا ولدي 

قال هادي وهو يفكر بكذبه أخري : ااه...بس ..بس يعني هشوف الواد حسونه وابقي امشي 

اوما حماه قائلا : تصبح علي خير يا ولدي 

زفر هادي وهو يسير بضع خطوات مع حماه السابق يبتعد عن احسان التي لم يلمحها عبد الباسط بينما جلست منكمشه علي نفسها باخر المقعد ....

اتسعت عيون هادي بصدمه واستدار ببطء ما أن نادي اسمه ذلك الصوت الذي لم يتوقع أن صاحبته خلفه : هادي !

بتوتر شديد اتجهت عيون هادي الي حيث ذلك الممر حيث جلست احسان تقضم أظافرها بتوتر لم يراه بينما تعالي صوت توتره وطغي علي اي شيء اخر وهو يستدير ببطء تجاه وصال التي ظهرت من العدم  !

كل منهما تبادل النظرات المستفهمه بينما لم يتوقع أحد منهم رؤيه الاخر وعلي الجانب البعيد كانت احسان التي أسرعت تسير خلف ساميه دون أن تلمح وقوف هادي مع وصال فكل ما تراه هو الخلاص من هذا المأزق 

: هتعملي ايه ؟!

همست ساميه وهي تلتفت الي اخر الممر حيث أولاها هادي ظهره ووقف مع وصال 

: هتصرف بس كله بتمنه 

اومات احسان سريعا لتهمس لها ساميه : اوعي بقي خليني الحق اظبط مع البت سماح قبل ما جوزك يشوفني 

نظرت احسان الي ظهر هادي الذي غطي علي وقوف وصال أمامه بقامتها القصيره ...!


قالت وصال بقلق ممزوج بالدهشه : هادي انت بتعمل ايه هنا ؟!

كان عليه المراوغه في إجابته بالرغم من أنه قبل لحظات اخترع كذبه الي حماه السابق ولكن من فرط توتره غابت عنه ليقول باستفهام مماثل : انتي بتعملي ايه هنا ؟!

اختطفها بسؤاله لتقول بتأثر : جيت مع دياب ..مراته اتعورت 

تظاهر بالقلق بينما يمسك ذراعها : هو فين تعالي نشوفه ؟!

توقفت وصال مكانها بعد أن سارت بضع خطوات والتفت له وسألته : انت مقولتليش بتعمل ايه هنا ؟!

قال بتعلثم : ابدا كان ...كان الواد حسونه عيان وجيب اشوفه ...المهم مالها مرات دياب 

.........

....

مجددا تشعر بأن هناك شيء ولكنها لا تلمسه لتذهب الي اقصر الطرق وهي تسأله دون مراوغه بينما لا تقنعها كلماته التي لا تتوافق مع نظراته المشتته وملامحه المتجهمه : هادي أنت مخبي عليا ايه ؟!

توترت كل ملامحه وهدرت الدماء بعروقه من سؤالها ليتمني لو يستدير ويري أن كانت لمحت أحسان ولكنه خشي أن يفعلها فيلفت نظرها لذا قال بتوتر حاول السيطره عليه : هخبي ايه ...؟!

قالت وصال بعدم ارتياح : معرفش بس حاسه ان فيه حاجه ....انت حتي كان شكلك مش مبسوط لما كنت عندنا 

تنهد هادي بارتياح بينما كل ما تسأل عنه مجرد احساس ليقول بتهرب : ليه بتقولي كده ...انا مفيش حاجه 

اومات وصال ونطقت بما شغل بالها منذ ذهابه هو وعمه : معرفش بس حسيت انك مش مبسوط وكنت ساكت وحتي مبصتش ليا ومتوقعتش يكون ده رد فعلك في يوم زي ده فقولت انك مش مبسوط اننا هنتجوز 

وجد المهرب ليدير دفع الحديث سريعا ويقول بعتاب : انا برضه اللي مش مبسوط ولا انتي اللي حطيتي ليا شروط واسهل حاجه عندك تقولي يا تنفذ يا كل واحد من طريق 

بوغتت وصال بهذا العتاب أو بالأحرى الاتهام والذي زاد من ثقله وهو يتابع متطرقا لما يخرجه من مأزقه : زي بالضبط ما عملتي من عشر سنين ...اسهل حاجه تبعدي وانا اللي امسك فيكي واقف قدام الدنيا عشانك 

للحظه اربكها هجوم اتهامه ولكنها سرعان ما استعادت ملكه الرد لتجيب باستنكار ممزوج بالسخريه : متمسك بيا وعشان كده اتجوزت ٣ مرات بس !

لاحت ملامح الضيق والانزعاج الشديد علي وجه هادي الذي زمجر من بين أسنانه بنبره حاده : وبعدهالك يا وصال انتي هتعايريني !

احتدت نبرتها هي الأخري لتهتف به : انا مش بعايرك انا برد عليك ..انت بتقول كلام وانا بتكلم في افعال وافعالك ملهاش علاقه بكلامك ....اقولك شكلك مش مبسوط تجيب اللوم عليا 

افحتمه بحكمه حديثها الذي يدرك جيدا أنه لن يستطيع أن يجاريه لذا هتف بها بنبره هادئه ولكنها لا تعكس الغضب المتوهج بداخله ولكن غضبه امامها يعني خسارتها لذا امسك بعقال أعصابه وهو يقول برفق : ولا اعاتبك ولا تعاتبيني اللي فات مات يا وصال خلينا في دلوقتي وانا يا ستي دلوقتي مفيش حد مبسوط قدي 

نظر إلي عيونها وتابع : ازاي تقولي مش مبسوط وانا حلم السنين اتحقق 

غزت الحمره ملامح وصال ونال هدفه حينما لمح رضي ملامحها ليتابع بهدوء ممزوج بحبه الواضح : انتي حلمي يا وصال وموافقتك حتي لو نشفتي ريقي لغايه ما اخدتها انا راضي ومبسوط وربنا يقدرني واسعدك زي ما بس شوفتك قدامي بتخلي قلبي يرفرف من الفرحه 

متحدث بارع في أمور المشاعر فلم يواكب عقلها هذا الحديث وانسحب أمام دقات قلبها التي ضربت جنبات صدرها كما ضربت الحمره وجنتيها التي توردت وهي تنظر إليه بخجل : بجد يا هادي 

اوما لها بلا جدال : مش محتاجه تسألي ياقلب هادي من جوه 

ازدادت ابتسامتها اتساعا وخفضت عيناها للأرض ليسترق هادي سريعا نظره خلفه فيري احسان مازالت علي جلستها بنهايه الممر ...التفت بسرعه الي وصال التي رفعت راسها إليه ليقول بتعلثم : طيب ما تدخلي تشوفي دياب احسن يقلق عليكي 

قالت بدهشه : انت مش قولت هتدخل معايا 

حمحم وقال وهو يبدي الثبات : اه . .بس ..بس بلاش اضايق دياب لو شافك معايا 

ازدادت دهشتها بينما تقول باستنكار : وانت من امتي بتخاف ولا بتعمل حساب لحاجه زي دي 

محقه وتملك حجه بينما هو بسبب كذبه أصبح لايعقل شيء مما يقول ولكن سبق السيف العزل لذا عليه أن يتابع كذبته وهاهو يقول بمبرر واهي : اه طبعا مش بخاف بس الموضوع اني مش عاوز حاجه تعطل جوازنا .....نظر إليها بحب ولهفه متابعا : عاوز نتجوز بسرعه يا شهد العسل 

غزت الحمره ملامحها وقالت بخجل : مستعجل اوي ليه ؟!

قال بلهفه واشتياق متنهدا : عشان صبرت كتير اوي ...كفايه عشر سنين ...خلاص مبقتش قادر استني عشر دقايق...يلا ادخلي لدياب وانا هبقي اطمن منك !

..........

....


نظرت ساميه الي سماح هاتفه : فهمتي هتعملي ايه ؟!

اومات المرأه قائله : اه فهمت بس مفهمتش هعمل كده ليه ....نظرت إلي ساميه وتابعت بتوجس : انتي مخبيه عني ايه ؟!

قالت ساميه سريعا : هخبي ايه ...انا قولتلك اللي فيها 

اسرعت الي جانب الغرفه لتأخذ المعطف الابيض المعلق علي أحد الشماعات وتتابع : يلا بقي البسي البالطو بتاع الدكتورة مني واعملي اللي قولتلك عليه ولا كلمه اكتر ولا كلمه أقل 

ترددت الممرضه وهي تقول بعدم اقتناع بينما تضع ساميه البالطو فوقها : أيوة يا ساميه بس ده مش خطر يا اختي اني اعمل نفسي الدكتورة 

هزت راسها قائله بإقناع : ولا خطر ولا حاجه وهما هيعرفوا منين .....انا بس عشان الدكتورة مني متقعش في مشكله لما يعرفوا أنها مجتش النوباتجيه فأنتي تسدي مكانها ...هما خمس دقايق يا سماح 

...........

...

رفعت احسان عيناها التي حاولت اخفاء نظرات الفضول القاتل بها والتظاهر أنها لم تراه واقف مع تلك الفتاه التي لا تعرفها لترسم علي وجهها ملامح الضعف بينما زجرها هادي : قومي معايا 

قامت معه الي داخل الغرفه التي حضرت إليها ساميه قائله وهي تاخذ احسان الي سرير الكشف : دكتورة سماح جايه حالا يا معلم 

تحرك هادي وهو يضع يداه خلف ظهره بترقب لتدخل سماح بعد قليل وكل خطوه تخطوها تعكس ارتباكها وتوترها كما حال احسان التي ارتجف جسدها بقوة بيننا يهتف هادي بالطبيبه المزيفه : اكشفي عليها 

اومات سماح دون قول شيء لتتجه الي حيث سرير الكشف الذي سرعان ما جذبت ساميه حوله تلك الستاره البيضاء وهي تقول لهادي : ارتاح علي الكرسي يا معلم علي ما الدكتورة تكشف 

وقفت سماح وساميه يتطلعون الي بعضهم من خلف الستاره بينما بدأت دقات قلب احسان تهديء وقد فهمت أن ساميه اتفقت مع الطبيبه التي لا تعرف انها فقط ممرضه !!

التفت هادي بسرعه حينما فتحت ساميه الستاره لتتجه سماح الي المكتب بجانب الغرفه تقلد ما تراه من حديث الطبيبه : مبروك يا معلم الست حامل 

بالرغم أنه لم يسمع تلك الكلمه لأول مره ولكن وقعها عليه كان كالصاعقة بينما كان لآخر وقت يتأمل أنها كاذبه ولكن الان أصبح الأمر حقيقه 

لتكمل رسم الدور توجهت ساميه لتقف أمامه قائله : مش قولتلك ....فين الحلاوة بتاعتي يا معلم !

لم يسمع هادي شيء بل خرج هائم علي وجهه فقط يمرر يداه بعنف بين خصلات شعره ويسير بخطوات مشتته عكس احسان التي سارت خلفه بخطوات قويه ثابته وعيناها تلمع بالانتصار وهي تعد ساميه بأبواب النعيم ..!

.......

...

سأل دياب أخته بينما يتناول تلك الروشته : هتعرفي تغيري لرجلها زي ما الدكتور قال يا وصال 

اومات وصال ضاحكه تشاكس أخيها : مش دكتورة علي رأي جدي يا وصال 

شاكسها دياب هو الآخر بمرح : ماهو معرفتيش تجيبي ابره وخيط وتخيطيها ...ضحك وتابع : عارفه لو بهيه كان زمانها خيطتها خياطه متينه زي ما بتخيط الشرابات 

ضحكت وصال لتغلي الدماء بعروق دنيا من الغيره بينما يسير دياب مع أخته متناسيها تماما 

وقفت مكانها ونادته بضعف وتألم : دياب 

التفت لها لتقول وهي تستند الي الحائط علي ساق واحده : اسندني يا دياب ...مش عارفه امشي 

قالت وصال برقه : بسرعه يا دياب شيلها هي اصلا مش هتعرف تمشي 

نظرت إلي دنيا وتابعت : معلش يا دنيا هو ماخدتش باله

تبرطمت دنيا بينها وبين نفسها : وهو من أمتي بياخد باله !!

..........

....

ليله طويله مرت علي هادي الذي لم يغمض له جفن يفكر بما حل به .... والف سؤال يراوده 

لماذا يعانده القدر ويضع العراقيل أمام اجتماعه بالوحيده التي دق لها قلبه 

ماذا يفعل وماذا سيفعل ؟!

ماذا يفعل باخفاءه عنها هذا الأمر الذي أن علمته ستضيع منه للابد وماذا سيفعل لاخفاء الأمر عنها 

تنهد بلا توقف وكل تنهيده اطول مما قبلها ....ستعلم بيوم من الايام ولن يخفي الأمر الي الأبد ولكن علي الاقل فليضمن أنها أصبحت له 

فكر هكذا وعاد يسأل نفسه عن مقدار انانيته بهذا القرار وبرر لنفسه أنه يفعله بانانيه محب شرعها لنفسه 

ماذا بها أن كان له طفل من أخري أن كان قلبه وعقله ملكها هي وحدها ....نفس الانانيه المشروعه التي برر بها أنه تزوج سواها بدل المره ثلاثه ولكن قلبه ملكها وحدها ولكن بكل زواج كان له تبرير ولكن باخفاءه الأمر لايوجد مبرر إلا أنه يخشي فقدانها فهل يشفع له ذلك المبرر ؟!

مع بدايه شروق الشمس كان يخرج من غرفته ويتجه بنفس الخطوات الغاضبه التي لا تهديء ليتجه الي احسان التي غطت بنوم عميق تنعم به واخيرا بنهايه العذاب الذي عاشته ايام طويله علي يد ابيها الظالم ....لم تفكر لحظه في هذا الطفل ولا بحديث الطبيبه بانانيه لا يوجد لها مبرر علي وجه الارض فهي فقط تريد هذا الجنين بصرف النظر عن ماهيه وضعه لذا لن تذهب للمشفي كما قالت الطبيبه وتغامر بفقدان حصانها الرابح .. نامت قريرة العين وليس وكأنها ام مسؤوله عن روح لا تدري وضعها ...!

فتح هادي باب الغرفه لتهب احسان من نومتها الهانئه علي صوته الخشن يزجرها بوعيد : اسمعي يا بت انتي 

....انتي هنا بس عشان خاطر العيل ...تطفحي زي البهيمه وتتخمدي مكانك ومشوفش ضفرك في حته انا فيها ...فاهمه !!

بالطبع لا تستطيع نطق شيء إلا أن تهز راسها بخنوع تام بينما لم تشفي كلماته غضبه وكرهه الشديد لها لأنها سبب في هذا القلق الذي يعيشه خوفا من أن تعرف وصال ليتابع بسخط شديد : ابوكي الكلب ده وامك ميخطوش الباب وينسوا انك بنتهم 

رفع حاجبه وتابع بسخط أشد : مش قولتي بيعذبوكي

مجددا هزت راسها بنفس الخضوع ليتابع واخيرا مفجرا قنبلته بينما لمح بطرف عيناه مجيء حميده ووقوفها لدي الباب خلفه : انا هتجوز !

ابتلعت احسان ليتابع هادي بجبروت : وهي مش هتعرف في يوم بموضوع العيل ده 

التفت الي والدته وعاد كلماته بتشديد : سامعين كلكم ....مش هتعرف ولو عرفت هيبقي واحد منكم اللي قال ووقتها مش هرحمه ايا أن يكون 

فتحت حميده فمها باعتراض : وهي هتبلع العيل ماهو مسير البلد كلها تعرف انك جايلك عيل 

صاح هادي بغضب شديد نابع من قله حيلته أمام تلك الحقيقه التي نطقت بها والدته : الكلام اللي عندي قولته 

اتجه الي باب الغرفه بخطوات حانقه وهو يتابع بنبره أمره لوالدته : مش عاوز اشوفها طول ما انا في البيت !!

.........

.....

وضع دياب الكبير كوب الشاي الفارغ من يده بعد ان انهي تناول إفطاره ليدس يداه بجيبه ويخرج مغلف كبير وضعه أمام مهجه الجالسه علي يمينه قائلا : خدي يا مهجه دول وخدي بتك وبهيه وروحي هاتي ليها كل اللي هي عاوزاه في جهازها 

ابتسمت مهجه وقالت بامتنان : تسلم يا ابويا 

شدد دياب الكبير علي ابنته بسعاده واضحه في نبرته : هاتي ليها كل اللي نفسها فيه واللي تشاور عليه ....ولو الفلوس خلصت خدي مني تاني 

اراح ظهره الي مسند المقعد خلفه وتابع بكبرياء : انا اتفقت مع هادي طالما راضي بنتنا وجاب ليها دار لوحدها هفرش معاه كل حاجه بالنص واللي تختاره بنتك 

تهللت ملامح مهجه : تسلم يا ابويا ربنا يخليك لينا 

قام دياب الكبير من مقعده قائلا : يلا يا دوب تلحقوا السوق وانا هبعت معاكم الواد حامد يسوق العربيه ويلف معاكم 

قالت وصال بلهفه : اسوق انا يا جدي 

ضحك دياب الكبير وداعب شعرها قائلا : احنا مش في مصر يابنت مهجه 

معندناش حريم تسوق 

نظرت له وصال بعتاب ليضحك جدها قائلا : باين انك مش سهله يا دكتورة ابقي خلي هادي يجيب ليكي عربيه زي ما خلتيه يجيب الدار 

خفضت وصال عيناها بهروب من جدها الذي لم يكن بالقليل حتي لا يفهم أن حفيدته من أمرت هادي بطلبها وهو نفذه لذا سيستغل الوضع جيدا !!

..

..


نظرت وصال الي والدتها التي لا تتوقف عن طلب المزيد 

من البائع : هات كمان دستتين فوط قطيفه وكمان هان من مفرش السرير ده الالوان ...وفين اقطم السرير

قال البائع سريعا وهو يزجر أحدي صبيانه : حالا يا حاجه الواد هيجيب من المخزن 

: ايه يا ماما كل ده 

قالت مهجه بسعاده : جهازك يا حبيتي ...تتهني بيه 

قالت وصال ضاحكه : ده انا كده هفتح محل ...لا ياماما ده كتير اوي 

قالت مهجه وهي تهز راسها ببساطه : ولا كتير ولا حاجه يارب بس يكفوا 

نظرت إلي بهيه بتفكير : ناقص ايه يا بهيه 

قالت وصال قبل أن تنطق بهيه : مش ناقص يا ماما ده كتير اوي انا مش عاوزة كل الحاجات دي 

هعمل بيها ايه 

قالت مهجه وهي تربت علي يد ابنتها : البيت ياما بيحتاج ...بهيه خليه يجيب كمان دسته فوط ومينساش قماش اللحاف ...واحد مطرز والباقي الوان 

قالت وصال بعدم استيعاب لهذا الكم الهائل من المفروشات : لحاف ايه 

قالت بهيه بسعاده : اللحاف يا وصال ..لحاف التنجيد 

قالت وصال باستنكار : هو في حد بينجد لسه 

اومات مهجه قائله : امال ايه ...ده انا هنجد ليكي خمس لحفه وكمان درابيه وغير المراتب 

لم تفهم وصال لماذا كل هذا : يا ماما في مراتب جاهزة ولحاف فايبر مفيش اللي بتقوليه ده 

قالت مهجه وهي تهز راسها : وماله هاتي فايبر وانا هنجد برضه 

قالت بهيه توافق حماتها : أيوة يا وصال ولا عاوزة أهل البلد يقولوا مجبناش جهاز  ..!!

........

...

قالت صديقه بتردد : هو يا اخويا ....يعني قصدي هادي عمل ايه مع البت 

زمجر عليوة بحنق : يعمل اللي يعمله انا اللي هاممني عمل ايه معايا ...ده الواطي طردني 

زمجر بالمراه وتابع بسخط : كله من بنتك عديمه الربايه اللي قالت له اني عاوز أسقطها ....اه يا ناري لو اطولها هقطع من جتتها 

قالت صديقه تترجاه : معلش يااخويا ... 

دفع يدها بحنق هاتفا : اعمل بيها ايه معلش بتاعتك 

ضيق عيناه وتابع بوعيد : انا هسكت بس كام يوم بس بعدها لازمن يكتب ليا قيراط ارض اضمن بيه أنه ميرميش بتك الفقريه تاني ليا ويقول متلزمنيش لما يجي العيل

صمتت صديقه وهتف قلبها بوجع : بس يجي العيل !!

تنهدت وهي تناجي نفسها : ياتري عملتي ايه يا بتي !

........

...

لم تفعل ولن تفعل حاليا هكذا قررت احسان بينما حميده تصول وتجول : يا انا يا الجوازه دي 

تفاجات بإحسان تقول بضعف وقله حيله : ليه بس يا امه التفتت لها حميده باستنكار لتخفض احسان عيناها التي امتلئت مكر بينما تقول : حقه يا أمه يتجوز وكفايه انه نجدني من ابويا 

زمجرت حميده بغضب : يعني انتي هتسكتي يا بت ..ده انا قولت هتاخدي بعضك وتروحي تقولي لغراب البين بنت مهجه وتخربي الجوازه 

هزت احسان راسها قائله : لا يا امه ...انا مقدرش اعمل كده في هادي 

زمجرت حميده بسخط ووعيد : يبقي انا اللي هعمل !!

صدق حدس احسان التي كانت اذكي من حميده وهي تتظاهر بالموافقه علي الوضع لا أن تكشف نيتها كما تسرعت حميده وفعلت أمام هادي الذي وقف كما توقعت احسان يستمع إلي ما دار بينهم لتتفاجيء حميده به امامها ما أن خرجت من الغرفه 

: هتعملي ايه يا امه ؟!

ابتلعت حميده واهتزت نظراتها بينما استمع هادي لكلماتها والتي لم يناقشها بل عاد كلماته بوعيد وهو يرفع إصبعه أمام وجه والدته : لو وصال عرفت يا امه مش هيكون ليكي ابن وهيكون قطيعه بيني وبينك ليوم الدين !

.........

....

فتحت مهجه حقيبتها بينما يد البائع تطرق علي الإله الحاسبه بلا توقف يحسب المشتريات التي صممت مهجه علي شراءها دون رغبه وصال التي التفتت الي تلك المراه التي كانت تترجي أحد العاملين بالمحل والذي أشار لها : ميخصنيش يا ست ...الكلام مع المعلم فرج 

نظر مالك المحل للمراه التي يبدو أنه يعرف حكايتها ليقول بنبره قاطعه : اسمعي يا ست الكمبياله هتدفع والا هحبسك 

قالت المراه برجاء : اصبر عليا يا معلم فرج شهر واحد 

هز الرجل رأسه لتهمس بهيه الي وصال التي استفهمت منها : كمبيالات جهاز بنتها 

حقا استغربت وصال هذا الوضع ...يشترون بالوف الجنيهات مالا يحتاجونه بل وبالدين فقط لإرضاء نظره المجتمع أن العروس اشترت جهاز لائق لن تستخدم نصفه 

: كام ؟!

استغربت المراه من سؤال وصال التي قالت : كام ياست الكمبياله دي 

قالت المراه ببكاء: الف جنيه 

نظرت لها وصال بوجه متعكر بينما تتابع المراه : عندي اربع بنات وعليا كل شهر ديون بالكوم عشان استرهم 

قالت وصال بنقد : بالدين ياست 

قالت المراه بدفاع عن نفسها : كنت اجيب منين عشان اجهزهم 

قالت وصال بعقلانيه : تجيبي علي قدك 

قالت المراه بحسره : والناس تقول ايه والبنات هترضي 

وضع من ضمن الف وضع تراه وصال ولا تستسيغه والمبررات واحده بأنها تقاليد المجتمع لا يستطيعون كسرها !

مالت علي والدتها وهمست في اذنها ببضع كلمات لتنظر لها مهجه برفض ولكن وصال أصرت : حرام يا ماما ...اعتبريها صدقه

قالت مهجه بتوجس : واقول لجدك ايه ؟!

قالت وصال بلا مبالاه : اهو اعتبري اننا اشترينا بيهم !

ابتسمت لها بهيه بينما لا تتوقف المراه عن الدعاء لها وهي تغادر المحل : قلبك جميل زي وشك يا دكتورة ربنا يسعدك 

وضعت وصال يدها بيد بهيه قائله : انتي الاجمل يا بهيه !

............

.....

جلس دياب الكبير مع حفيده وهادي بحديقه منزل نعمان بينما دخلت النساء لتري المنزل 

التفت هادي الي دياب الكبير قائلا : اهو البيت جاهز يا حاج ومش محتاج الا الفرش يوصل في يومين من دمياط ...نخلي الشبكه الخميس اللي جاي والفرح الخميس اللي بعده ؟!

تمهل دياب الكبير بتفكير قبل أن يقول بمكر : مش ناسي حاجه يا عريس 

نظر له هادي باستفهام ليقول دياب الكبير بلا مراوغه : مهرها 

اوما هادي قائلا وهو يحك ذقنه : اه طبعا .... هكتب ليها خمس فدادين ارض الجهه الغربيه 

هز دياب الكبير رأسه والتفت ليواجه هادي قائلا : قولتلك علي الارض اللي هي اختارتها 

حمحم هادي وهو يبدي رفضه : أيوة يا حاج وانا قولتلك أن جنينه الموالح دي ورث من الحاج عبد الباسط 

قال دياب الكبير بسخط وهو يشيح بوجهه : كلامك اتغير يا هادي ....قولت تختار الأرض اللي تعجبها وتكون مهرها ولما اختارت بتقول لا 

هز هادي رأسه قائلا بمراوغه بينما وضعه دياب بموقف حرج باختياره تلك الأرض عن دونها وهو قد ورثها من زوجته الأولي وسيجرح حماه السابق أن أهداها الان 

: بقول تختار غيرها يا حاج .....حك ذقنه وتابع : جنينه الموالح دي انت عارف انها ورث والحاج عبد الباسط هيزعل لو فرطت فيها 

احتقن وجه دياب الكبير بالضيق ولكنه رفع وجهه الي هادي وقال بإصرار : ووصال هتزعل لو قولت لها انك شاري خاطر ابو واحده من مراتاتك عن خاطرها  

اندفعت الدماء الي عروق هادي الذي قال بدفاع عن نفسه : وليه يا حاج ....انا مش شاري الا خاطرها وكل اللي بقوله ..تشاور علي اي ارض تانيه في التو تكون لها وحتي لو عشر فدادين مش خمسه 

قال دياب بعناد وإصرار فولاذي : وهي شاورت علي الأرض دي !!

قبل أن يفتح هادي فمه كان دياب الكبير يشيح بوجهه وهو يتابع بنبره قاطعه : شاور نفسك وانا مستني الرد ...يا تكتب لها الارض اللي اختارتها يا ...ترك الخيار مفتوح ولكنه واضح وضوح الشمس ليهب هادي من مكانه ويسير بضع خطوات ساخطا يتبرطم بضيق بينما لا يقترب من تفكيره أن هذا اختيار وصال التي لا تفهم عما يتحدث جدها من الأساس! 

مال دياب تجاه جده الذي بقي جالس مكانه بجبروت ليهمس له : حكمت رايك ليه يا حاج .... الراجل كلامه مضبوط والحاج عبد الباسط جايز يزعل 

الهديه لا تهدي 

هتف دياب بسخط : يزعل ولا يتفلق ...انا الجنينه دي من زمان وانا عاوزها وهو مكانش عاوز يبيعها 

مال تجاه حفيده وتابع : كده تلات ارباع الموالح هتبقي من ارضنا ..اسمع كلامي يا دياب 

التفت الي ضهر هادي الذي كلما خرج من مأزق يقع في اخر ليقول دياب الكبير بتأكيد : وشي اهو وهيوافق يا دياب وهتقول جدك قال 

وليضفي لمسه حرصه علي مصلحه حفيدته كان يتابع : وانا بعمل كده ليه ... كده طلبات بنتنا أوامر ويفكر الف مره قبل ما يزعلها 

هتف دياب بسخط متبرطما : وهو يعني لو زعلها الأرض هتنفعها !

: ميقدرش يزعلها وهو انا روحت فين .. اسكت انت بس يا دياب وشوف كلام جدك 

نظر دياب الي حيث نظر جده ليجد هادي يتجه مجددا ناحيتهم ليقول بموافقه من لسانه لم تقترب من عقله ولكنه مضطر فقد احسن دياب الكبير لوي ذراعه 

: موافق يا حاج 

ابتسم دياب الكبير بثقه ليقول وهو يضرب الأرض بعصاه الابنوسيه : يبقي الشبكه وكتب الكتاب الخميس اللي جاي والدخله الخميس اللي بعده ! 

..........

.....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !