بساط السعاده الفصل العشرون

5


 

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

حاولت نشوي الامساك بذراع والدتها التي تلوح به وهي تتابع احتدام حديثها المنفعل والذي لم يتوقف منذ خروجهم من منزل وصال التي تمنت لو تنقض عليها ولكن ما منعها هو نظرات نعمان المحذره لذا فور خروجهم تركت العنان لصوتها الذي وصل حد الصراخ تهاجم هادي ونشوي بالوسط تحاول أن تهدئها بلا جدوي 

: يا امي عشان خاطري وطي صوتك وكفايه بقي 

صاحت حميده بصوت صارخ وهي تدفع يد ابنتها بعيدا عنها : اخرسي يا بت انتي ولو علي صوتي لسه هيعلي ويعلي ويبقي حد يوقفني وكفايه اوي اني بلعت لساني وخرست وانا في بيت عروسه الغبره 

طوال الطريق وهادي يحاول التمسك باعصابه ويخبر نفسه أن ثوره والدته ستهديء وستتقبل الأمر الواقع لذا لم يعقب علي صراخها ولا غضبها ولا اي كلمه من كلماتها بل صمت وكلما صمت كلما تمادت حميده بغل وغيظ شديد : منها لله عاوزة تاخدك مني ...ربنا ينتقم منها 

ما أن بدأت بالدعاء بهذا الغل علي وصال حتي بدأت اعصاب هادي تنفلت من عقالها ويسدد نظره غاضبه محذره تجاه والدته التي هدرت بها ابنتها : حرام عليكي يا امي ليه بس تدعي عليها وهي كانت عملت ايه 

هتفت حميده بغل : وهي لسه هتعمل ماهي بدايتها اهي اخدت ابني منها 

نظرت إلي هادي وتابعت بسخط : ابني اللي رجاله بشنبات متقدرش تقول كلمه قدامه هي واهلها اتحكموا واتشرطوا ياخد ليها بيت اللهي ما تتهني بيه 

هتفت نشوي برفض : ياامي حرام عليكى كفايه تدعي عليها 

دعس هادي مكابح السياره يوقفها بداخل بوابه المنزل تزامنا مع صراخ حميده الذي غادر شفتيها بغل شديد وكأن بينها وبين وصال ثأر : حرمت عليها عيشتها بنت مهجه ...مش بحبها ...مش عاوزااااااها لابني ...بكرهههااا التفت هادي بحده شديده الي والدته بينما فاض به الكيل لترجوه أخته التي كانت جالسه بالمقعد الخلفي : عشان خاطري يا هادي امي مش قصدها 

صرخت حميده بغل : لا قصدي التفتت الي هادي وتابعت بوعيد : وانت طالما انا مش راضيه عن الجوازه دي مش هتفرح ولا تشوف يوم حلو 

غص حلق هادي من دعوة والدته المبطنه والتي اخترقت قلبه بينما لا تتمني له السعاده لمجرد أنها لا تقبل من اختارها وليت لديها سبب مقنع ...تعكرت ملامح نشوي ونظرت الي والدتها بعتاب شديد افلت لسان هادي به باستنكار بينما لا يصدق ما سمعه من والدته التي لم يغضبها يوما : بتدعي عليا يا امه ..!! 

قطب جبينه بقوة وتابع باستهجان : كل ده ليه ...عشان هتجوز اللي اتمنيتها ...ليه 

نظرت له حميده بغل صارخه : عشان هتاخدك مني وتبعدك عني 

كلمتها بتمشي عليك وحكمت تجيب ليها بيت وحدها 

صاح هادي بغضب : اجيبها فين وانا المصيبه بنت عليوة فوق راسي ....

نظرت له حميده ورفعت حاجبيها بسخط : يعني هي دي اللي هتبعدك وتفرعك مني 

زمت شفتيها بوعيد هاتفه : طيب 

نظر هادي الي والدته التي اندفعت خارج السياره بوعيد وخطوات غاضبه تتوعد متبرطمه فأسرعت نشوي خلفها تفهم الي اين بينما هادي جلس يزفر بضيق مكانه لا يريد أن يغضب علي والدته وبنفس الوقت تتكالب عليه الأحداث والكذبه تكبر ولا يستطيع السيطره عليها 


توقفت نشوي مكانها واتسعت عيناها بصدمه ما أن وجدت حميده تتجه الي غرفه احسان وبلا مقدمات تنقص عليها تمسكها من ذارعها وتسحبها إلي الخارج

هتفت احسان بذعر وهي تحاول إنقاذ نفسها من يد حميده : في ايه يا امه 

صاحت حميده بصوت جهوري قصدت أن يصل الي هادي : برا يا بت عليوة ....برا علي بيت ابوكي 

اتسعت عيون احسان بصدمه وحاولت أن تفهم ما تفعله حميده ليتملك الرعب منها ما أن نطقت بعودتها الي عذاب ابيها لتقول باستجداء وهي تحاول امساك يد حميده التي تفرض علي ذراعها : في ايه يا امه ...انا عملت ايه ؟!.

صاحت حميده بنفس الصوت الجهوري بينما بالفعل وصل صوتها لهادي الذي دخل الي المنزل مسرعا ليجد والدته من اعلي الدرج تحاول سحب احسان بالقوة: 

اطلعي برا 

طالما انتي اللي واقفه لابني أنه يعيش معايا 

هتف هادي من بين أسنانه بوعيد وهو يندفع للاعلي : يارب صبرني 

اسرع بينما تتلوي احسان وهي تترجي حميده التي تحاول نشوي باستماته ابعادها عن احسان  : يا امه حرام عليكي البت حامل 

هتفت حميده بجبروت بينما تتطلع الي هادي بتحدي : 

تغور مش اخوكي الي قال إنه لولاها هيقعد معايا 

....يلا غوري من هنا وخلي ابني يجيب بنت مهجه مكانك تدافعت الدموع من عيون احسان تترجي حميده بينما اقشعر بدن هادي من جبروت والدته واستقواءها عليها ولاول مره يشفق عليها لتتفاجيء احسان به 

يمسك يد والدته ويرفعها عنها ويوقفها خلف ظهر ناظرا الي والدته باحتدام : وبعدها لك يا امه ...ايه اللي بتعمله ده 

قالت حميده دون تراجع : برميها برا عشان تعيش هنا 

معايا ومتفارقنيش ....نظرت إليه بتحدي وتابعت : انت مش قولت لولا أنها هنا كنت هتقعد معايا يبقي 

غورها في اي حته بعيد عن هنا وهات بت مهجه 

دفع هادي احسان الي غرفتها هاتفا : ادخلي جوه 

التفت الي والدته وتابع : وانتي يا امه بزياده عمايلك انا كل ده صابر وساكت انا بس متزوديهاش  ...! 

هزت حميده راسها برفض : لا متسكتش عشان انا مش هسكت و اللي قولته هيتنفذ بنت عليوة تمشي وانت تفضل في البيت 

زم هادي شفتيه وقال بثبات : لا يا امه انا خلاص قولت كلمه للناس ومش هرجع فيها وإحسان هتفضل هنا 

قبل أن تنطق حميده بكلمه كان يتابع بحزم :  كلمه كمان يا امه و قسما برب العزه ما هتشوفي وشي تاني ولا هيبقي ليكي ابن من الأساس ....انا تعبت من عمايلك كفايه اللي انا فيه 

قالت حميده بلا شفقه : انت اللي عملت كده في روحك ...ربنا ادالك العيل سيب بقي العانس التانيه وخليك مع مراتك 

نظر هادي الي والدته نظره بالف معني بينما تتشفي به لتتدخل نشوي قائله بعتاب قاسي : كفايه بقي يا امه هو انتي كل شويه هتفضلي تبكتي فيه كده 

اتجهت ناحيه هادي تحاول أن تربت علي كتفه : حقك عليا يااخويا 

هز هادي رأسه وسحب نفسه خارج المنزل بصمت بعد أن ألقي تحذير اخير الي والدته : لو جيتي ناحيه احسان افتكري كلامي اللي هنفذه 

ارتجفت جسد احسان بأكمله بينما كاد قلبها يتوقف قبل قليل بعدما فعلت حميده بها كل هذا لتضع أذنها علي باب الغرفه تستمع الي مايدور لعلها تفهم سبب غضب حميده بتلك الطريقه لتستمع الي تحذير هادي ودفاعه عنها وتبدأ دقات قلبها تهديء قليلا ولكن خوفها من هذا المصير لم يهديء فهي بأي لحظه ستكون خارج هذا المنزل وعليها أن تفعل المستحيل حتي لا يحدث هذا ! 

ترك هادي والدته تغلي من الغيظ واندفع إلي الخارج لتلتفت حميده الي نشوي هاتفه وهي تلتقط أنفاسها : شوفتي عمايل اخوكي 

قالت نشوي بسخط : 

اخويا ايه بس يا امه... انتي مش شايفه بتعملي ايه ولا بتقولي ايه .... ذنبها ايه احسان هي كمان 

قالت حميده بحنق : كان لازم اعمل كده عشان اخوكي يرتجع 

قالت نشوي برفض : مش هيرجع في كلمه قالها وخلاص اقبلي بقي وبعدين هو هيروح فين يعني ده خطوتين تبقي عنده 

هتفت حميده بغل : ويبقي بعيد عن عيني والله اعلم بتعمل فيه ايه بت مهجه 

قالت نشوي بقله حيله من تفكير والدتها : يعني هتعمل فيه ايه ...يا امه انتي كده بتبعدي هادي عنك بتصرفاتك وانا مبقتش قادره اقف بينكم 

لطمت حميده وجهها بغل وحقد : اخدت ابني مني.... اه يا ناري لو اطولها ... اللي معرفتش تعمله من سنين جت تعمله دلوقتي 

: وهي عملت ايه بس ....ليه كده ..

ليه كل ده ؟! 

: قلبي مش مرتاح لها 

: بس قلبه بيحبها 

قالت حميده بكمد : عشان كده هتلعب بيه علي صوابعها 

زمت شفتيها بحنق وتابعت : انا اللي هيصبرني ويبرد ناري أن الجوازه دي مش هتكمل لما بت مهجه تعرف أن احسان حامل 

جزت علي اسنانها وتابعت بوعيد : ولو مش النهارده بكره مسيرها تعرف وتتقهر 

نظرت لها ابنتها بكراهيه للحظه لكل هذا الحقد الغير مبرر

والذي طال هادي بالوسط لتقول بتحذير اخير: انا مش هنصحك تاني يا امه ولا اقولك انك لو قولتي لها هادي مش هيسامحك

قالت حميده ببرود : وهي يعني هتبلع العيل ماهو مسيرها تخلف ووقتها كل حاجه هتتعرف

قالت نشوي وهي تزفر بضيق : تعرف بس مش منك يا امه 

قالت حميده بشماته : اهي مسيرها تعرف 

نظرت لها نشوي بضيق وتركتها ودخلت الي غرفتها وهي تعتزم عدم البقاء أكثر تشاهد ما تفعله والدتها بأخيها الذي تحاربه وكأنها في معركه !

........

....

تراجعت احسان الي داخل الغرفه بعد أن استمعت لحديث حميده مع نشوي لتقول وهي تمسح دموعها بوعيد : يعني بتعملي بيا كارت ارهاب عشان تبوظي الجوازه ...تنهدت وتابعت بحيره : ياتري ليه كل الغل ده من البت دي ومين دي ....جلست علي الفراش وتابعت بوعيد : كله في وقته حلو يا حميده ...جاي دورك بس اثبت رجلي في البيت الاول 

ضيقت عيناها وتابعت : يعني هادي خايف اوي من بت مهجه ...لما نشوف عشانها هيعمل ايه وازاي اخليه يفضل واقف قدامك يا حميده عشاني ! 

...

.....

عقدت حميده حاجبيها ونظرت الي ابنتها التي حملت حقيبتها وطفلها علي ذراعها لتسألها باستنكار ؛ 

انتي رايحه فين ؟

قالت نشوي وهي تنظر للأرض : انا كلمت هادي هياخدني يرجعني بيتي انا وابني 

قالت حميده باستنكار شديد ؛ 

عاوزه تسبيني انتي كمان ؟؟

هزت نشوي راسها قائله : انا قعدت كتير اوي ولازمن 

ارجع بيتي يا امه .... علي اتوحش الواد حسن وكمان امه صفاء 

قالت حميده بخزلان : يعني تحرميني منك ومن حسن وتملي بيت صفاء ....سرعان ما استدعت دموعها وهي تتابع :؛ كلكم هتسيبوني 

هتفت نشوي بحنق : ماهو من عمايلك يا امه 

انا خلاص معدتش قادره اقعد وانتي كل يوم تتشاكلي مع هادي ...

هزت راسها وتابعت : ومش بس كده ده انتي جيتي علي البت الحامل وكمان رايحه تعملي اعمال لابنك وانا ساكته ....لا انا معدتش قادره علي كده 

سيبيني يا امه الله يرضي عليكي ارجع بيتي ومن وقت للتاني هاجي أطل عليكي 

...........

.....

مازالت وصال لاتصدق ما تراه بينما وضعت علي الفراش امامها كل تلك العلب التي امتلئت بالذهب والذي لا تنكر روعه بريقه لتمسك بهذا الأسد وتضعه فوق معصمها وتبتسم وهي تتذكر كلمات هادي العاشقه ....سحبت نفس عميق وهي تغمض عيناها بسعاده لهذا العوض الجميل ...ستتزوج بمن أحبته ولم تحب سواه !

التفتت الي جوارها لتسحب هاتفها وتتطلع الي صوره ابيها وبلحظه تتبخر كل سعادتها ويحل محلها الحزن وسؤال تريد أن تعرف إجابته ....بابا يا تري انت راضي ولا غضبان عليا !!

السؤال كان كفيل بتغير كل ملامحها الي الحزن ...عاش رافض تلك الزيجه وبمجرد وفاته وافقت هي !!

مؤلم شعورها بالذنب أو بأنها ارتكبت خطأ ما لتسحب أقدامها وتغادر الغرفه التي ضاقت عليها بسبب هذا الشعور 

.......

....

التفت دياب الي دنيا التي كانت تتقدم ناحيه غرفه بهيه التي كان يتجه إليها ليسألها بنظراته وسرعان ما كانت ترفع إليه يدها بتلك الاساور التي استعارتها من بهيه قائله : هرجع لابله بهيه الاساور بتاعتها

رفع دياب حاجبه باستفهام : واساور بهيه كانت بتعمل ايه معاكي 

قالت دنيا بضعف مزيف : اصلي استلفتهم منها اتزين بيهم قدام أهل هادي 

تعكرت ملامح دياب ليهدر بها : وهو انتي ناقصه اساور ولا ذهب 

قالت دنيا ببجاحه اخفتها خلف نبرتها الهادئه : معنديش زي دول والدهب بتاعي شويه قدام دهب ابله بهيه 

خفضت عيناها وتابعت بمغزي ؛ وانا برضه مراتك وفي وشك فقولت اشرفك

احتقن وجه دياب بالحنق ليجذب من يدها الاساور ويهتف بها بسخط : بعد كده متبصيش لغيرك ولو عاوزة حاجه تطلبيها مني ...فاهمه 

اومات دنيا وبلا تردد قالت : طيب انا عاوزه خمس اساور زي بتوع ابله بهيه 

زفر دياب ونظر لها بينما تطلب بتبجح وهي تتابع بينما تضعه أمام الأمر الواقع : انا اهو طلبت وعارفه انك لا يمكن ترجع في كلمتك 

هتف دياب بسخط : طيب اخفي من وشي وهبقي اجيبلك اللي انتي عايزاه 

استدارت دنيا بعيون لمع بها الانتصار وهي تعود إلي غرفتها ولكن مجرد بضع خطوات وعادت تستدير الي دياب : دياب 

التفت لها بصمت لتقول له بنبره ناعمه : هو انت مش قولت هتكلم جوز اختي 

تذكر دياب لينظر في ساعته للوقت ولكن دنيا لم تتراجع لتقول سريعا : دي هي وعيالها حالهم يصعب علي الكافر وانت عارف ضيقه الحال عند امي ...كلمه عشان ترجع بيتها الله يباركلك 

في الخير لا يتردد لذا غير وجهته وغادر المنزل باتجاه منزل زوج اختها ! 

....

...

لمح دياب الكبير تلك التي تتحرك ذهابا وايابا بالحديقه لينظر الي مهجه ويسألها : بنتك رايحه جايه ليه كده ...مالها ؟!

قالت مهجه وهي تهز راسها : هقوم اشوفها يا ابويا 

اوما لها قائلا : شوفيها ويلا خلينا نتعشي عشان دماغي وجعتني وعاوز انام 

هزت مهجه راسها واتجهت الي وصال قائله : مالك يا وصال ...انتي حد زعلك 

هزت وصال راسها بشرود لتحاول أن تخرج من طنين راسها بهذا التفكير وهي تنغمس في أي حديث دار في المطبخ حيث جلست برفقه والدتها وبهيه الذين يجهزون العشاء ...!

ضحكت بهيه بسعاده قائله : لا بس الشهاده لله شبكه تشرف ...التفتت الي مهجه وتابعت : مش كده ولا ايه يا امه ؟!

اومات مهجه لتتابع بهيه بينما تقلب الطعام فوق الموقد : بس كان حقنا نعمل ليله كبيرة مش بس كده يا امه 

قالت مهجه بتأني : هانت كلها كام يوم ونعمل ليله كبيرة للحنه والفرح 

كانت وقال تتابعهم بشرود وترسم ابتسامه باهته علي شفتيها بينما تفكر أن تحدثت معهم هل سيفهم أحدهم موقفها وبما تشعر به !!

التفتت بهيه سريعا الي ذلك الصغير الذي كان يحبو تجاهها لتنحني وتحمله : تعالي يا مصطفي 

حملت الصغير بينما التفتت وصال الي دنيا التي دخلت إليهم تتمايل كعادتها : يسعد مساكم 

اومات لها مهجه و بهيه وكذلك وصال التي ابتسمت وأخذته من يد بهيه تداعبه وهي تسأل : علي فين ؟

قالت دنيا وهي تسحب المقعد وتجلس بجوار وصال : نايم فوق 

قالت بهيه سريعا : اوعي تكوني سايباه علي سريرك احسن يتقلب ويقع يا دنيا 

هزت دنيا راسها قائله : متخافيش يا ابله بهيه نام في سريره 

اومات بهيه وعادت لما تفعله لتسحب أحدي حبات الموز تقشرها وتهرسها للصغير لتتابعها عيون وصال بحب بيننا تتصرف بحنان تلقائي مع الصغير الذي أخذته تطعمه 

قالت دنيا وهي تحاول أن تندمج بينهم : حلو اوي الأسد ده يا دكتورة ....ابقي اديهوني اجربه 

اومات وصال لتنظر لها مهجه باستنكار ولكن دنيا لم تصمت فقالت بخفه : بتبصي ليا كده ليه يا امه ...وماله مش اخت جوزي مفيهاش حاجه لما اقولها كده 

قالت وصال ببساطه : عادي يا ماما ....لما اطلع الاوضه هبقي اجيبهولك تجربيه 

قالت دنيا بلهفه : اطلع انا اجيبه 

زجرتها مهجه بتوبيخ : وبعدها لك يا بت ما تقعدي مكانك ...اللي يشوفك يقول ملبستش دهب 

ما انتي عندك شيء وشويات 

اومات دنيا التي سرعان ما لمع المكر بعيونها بينما لا تستطيع أن تمرر موقف دون أن تكيد بهيه : أيوة يا امه عندي ولسه كمان ...نظرت بطرف عيناها تجاه بهيه وتابعت : ده لسه دياب لما شافني لابسه اساور ابله بهيه حلف يجيب ليا زيهم 

تغيرت ملامح بهيه بينما نظرت وصال الي دنيا بغيظ تحاول أن تصل إلي تفكيرها الذي يدفعها دوما لأن تكون مكروهه ....حاولت مهجه أن تجذب انتباه بهيه بأي شيء حتي تخفف عنها لتقول لها : اعملي بقي يا بهيه انتي طشه الملوخيه عشان بتطلع من ايدك زي الشهد 

فهمت بهيه محاوله مهجه وتجاوبت معها لتلتفت دنيا إلي وصال التي مازالت تتطلع إليها ولم تفهم نظراتها 

: انا خلصت يا امه ...هطلع انادي دياب عشان نجهز السفره 

قالت دنيا وهي ترسم ابتسامه ماكره علي شفتيها : لا يا ابله بهيه دياب خرج 

عقدت بهيه حاجبيها باستفهام : خرج ...امتي .. ده قالي طالع يريح شويه علي ما نجهز العشا 

قالت دنيا وهي تتظاهر بالبراءه : الله يكرمه راح يتكلم مع جوز اختي عشان يصلح بينهم 

اومات بهيه متنهده ونظرت الي مهجه : طيب نستناه يا امه ولا ايه 

قالت دنيا سريعا : نستني شويه يا ابله بهيه واهو احنا قاعدين نتكلم مع بعض 

ها يا وصال قوليلي هتخلي مين يزوقك للفرح 

لم تكن وصال براس يسمح لها بالحديث ولكنها لم تكسر خاطر دنيا وحاولت أن تندمج معها : مش عارفه لسه 

أخذتهم دنيا تتحدث عن مشكله اختها ويموت دوما الزمار واصابعه تلعب فهاهي تتنهد بزيف قائله : اهو سمر دي وقفت كتير قدام جوازتي من دياب وتقولي بلاش المتجوز وشوفي بقي حصلها ايه ...كان نفعها بأيه العازب 

نظرت إلي بهيه بطرف عيناها بخبث وتابعت : إنما أنا ايه دياب يحبني وميقبلش عليا نسمه الهوا ..!

حكت وصال جبينها بملل من ألاعيب تلك الفتاه بينما نظرت لها مهجه التي فتحت فمها باستنكار فقد كانوا جالسين يتحدثون فلماذا دوما ما تدع سم لسانها يعكر صفو بهيه التي نظرت إليها للحظات قبل أن يتفاجيء بها الجميع وهي تطلق ضحكه عاليه جعلت دنيا تنظر إليها : بتضحكي علي ايه يا ابله بهيه 

نظرت لها  ساخره وسألتها : بضحك علي اللي قولتيه.....قولتي ايه يا ضرتي !!

لأول مره تتلاعب بالكلمات كما تفعل دنيا التي استغربت كيف أن بهيه لم تحزن وتنطوي بل تسخر منها لتهز بهيه كتفها وتقول ساخره : يابت قولي الكلام ده لحد غيري ...دياب بيحبك وميقبلش عليكي الهوا ...!

نظرت إليها وقالت بشراسه وهي تعتدل واقفه  : اول واخر مره هحذرك بطلي تكديني عشان لو حطيتك في دماغي هزعلك  

ارتسمت ابتسامه علي طرف شفاه وصال التي أرادت أن تصفق اعجابا بموقف بهيه التي تعلمت ابجديات الرد بينما نجحت في افحام دنيا التي التفتت الي مهجه بشكوي: شايفه يا امه بتهددني ازاي 

اشاحت مهجه بوجهها دون قول شيء لتلتفت دنيا تجاه وصال التي قالت بشامته : تستاهلي 

التفتت دنيا إلي وصال تسألها : بتقولي ايه

قالت وصال ببرود : بقولك تستاهلي ...انتي اللي بدأتي 

لوت شفتيها وتابعت بتقييم : 

الا قولي ليا يا دنيا هو انتي عندك عقل زينا 

نظرت لها دنيا بعدم فهم لتتابع وصال بانتقاد : 

يعني كنا قاعدين وقولنا نبقي يوم من غير مشاكل ولا شغل كيد وغيظ ...كان لازمته ايه بقي كلامك البايخ ده 

ليه مش بتفكري قبل ما تقولي كلمه وتشوفي هتضايق اللي قدامك ولا لا ....نظرت لها بسخط وتابعت : 

ليه حابه تبقي مكروهه كده .....

ما تعدي يومك وكل ايامك طالما انتي عاجبك الوضع من الاول وراضيه انك تكوني زوجه تانيه ....بهيه بتعاملك حلو وماما كمان وانتي اللي مصممه تبقي حربايه 

التفتت وصال الي والدتها وتابعت تسخر من دنيا التي احتقن وجهها بالغيظ: ماما مش اللي زيها بيتقال عنها حربايه برضه 

اومات مهجه لتهب دنيا من مكانها قائله : يعني انا حربايه يا امه 

اومات مهجه قائله : اه وبتحربي علي الشر وعلي الخراب 

اندفعت دنيا بغيظ تحمل طفلها وتغادر لتضحك  وصال قائله : والله جدعه بهيه أنها عرفت ترد ليها غيظها ....هي مره ولا مرتين وهتبطل تضايقها تاني وتنتصر عليها  

تنهدت مهجه بثقل قائله : يا بتي هما مش في حرب 

قالت وصال باندفاع : لا طبعا في حرب ولازم بهيه تنتصر عليها 

قالت مهجه بضيق : وبعد كده ولا هتستفيد ايه ...يا وصال في مثل بيقول مركب الضراير سارت ومركب السلايف غارت ...يعني مهما كان الضراير مصلحتهم في راجل واحد وطال الزمن ولا قصر لازمن هيتفقوا عشان الراجل ده  مش كل شويه نقار وخناق 

اخوكي في النص حاله هيبقي كرب 

قالت وصال بغيظ : محدش قاله يتجوز 

هتفت مهجه بضيق : تاني يا وصال 

اومات وصال : تاني وتالت ...

واهو اتجوز يتحمل بقي ولا لازم بهيه تسكت وتتحمل !

فتحت مهجه فمها باستنكار لتقول وصال وهي تقوم من مكانها : ومتخافيش انا مش هتدخل اصلا انا بس بقولك انتي رايي !

.........

..

هتف دياب باحتدام : ما تتكلم  زي ما الرجاله بتتكلم 

وتحكم بيتك هو ايه اللي امي تعمل اللي يعجبها وانت فين كلمتك وفين حمايتك للحرمه اللي علي ذمتك وهي بتستنجد بيك تحميها من عمايل امك 

قال عبد العزيز زوج سمر اخت دنيا بصوت خشن : امي معملتش حاجه غلط ...وتاني بعيدها امي تعمل اللي هي عاوزاه وإذا كانت عمايلها مش عاجبه الغندوره تاخد فوق دماغها 

رفع دياب حاجبه بسخط : وانت !

قال عبد العزيز بكلاحه متأصله به : انا همشي كلام امي والجزمه فوق رقبها 

قال دياب مزمجرا بغضب : جزمتك دي تحطها .....قطع تلميحه البذيء وهو ينظر إلي عبد العزيز بسخط بينما يتابع : تحطها مكان ما تحطها مش علي مراتك قولك ايه 

قال عبد العزيز ببرود : رميت عليها اليمين ولو مجتش تحب علي رجل امي متلزمنيش وده اخر قولي 

قال دياب بحنق : هي اللي ميلزمهاش هلهوله زيك ...نظر إليه باحتقار وتابع وهو يرفع إصبعه أمام وجهه : اسمع بقي انت آخره قولي ... معادش ليك حرمه عندنا وكل اللي ليك عيالك تبعت ليهم لوازمهم ولما تحب تشوفهم تكلمني أو تكلم ابوها 

قال عبد العزيز بنفس الكلاحه : 

لا ولا مليم هصرفه علي عيالها 

نظر له دياب بسخط : عيالها لوحدها ...دول عيالك يا راجل انت 

قال عبد العزيز ببرود : مش هي اخدتهم تصرف بقي هي عليهم 

نظر إليه دياب باستنكار ممزوج بالسخط ليهب واقفا ويشير الي عبد العزيز باحتقار : مش مكسوف من نفسك وانت بترمي عيالك وتلزمهم من حرمه ...

روح أحلق شنبك عشان ابقي عارف اني بكلم مر*** مش راجل 

أزاح الطاوله بساقه لتنسكب من فوقها اكواب الشاي وتقع علي الأرض بينما يتعالي صوت دياب الجهوري مزمجرا بسخط : 

حسك عينك تيجي يوم تقول ليك عيل عندنا ولو بعد سنين فاهم ! 

..........

...

زفر دياب وهو ينطلق بسيارته يسب بأبشع الألفاظ الرجال امثال هذا الرجل ....!!

فرك هادي جبينه بينما لا يستمع إلي كلمه مما يقولها أحدي صبيانه الذي يخبره بحركه البيع والشراء وهو يقفل يوميته ويضع النقديه أمام هادي الذي كان بعالم اخر ....!

مثل وصال بداخله شعوران متناقضان أحدهما سعاده جارفه لانه اخيرا حقق حلمه والآخر شعور رهيب بخوف يخشي الاعتراف به ولكنه يضج مضجعه بسبب ما يخفيه عنها ويسأل نفسه الف سؤال ...الي متي سيخفي عنها وماذا أن أخبرها وماذا سيفعل ...اسئله كثيره اختار أحدهما وهو جالس أمام أحدي ائمه المسجد الذي جاء إليه للاتفاق علي موعد كتب الكتاب 

: الف مبروك يا معلم 

قال هادي بابتسامه باهته وهو يفكر كيف يصوغ سؤاله : الله يبارك فيك يا شيخ ....!

حمحم وهو يتابع : معلش يا شيخ كنت عاوزة اسال علي حاجه 

اوما الامام بترحيب: طبعا ياابني اتفضل 

خفض هادي عيناه وهو يقول بكلمات متقطعه : كان في صبي من صبياني ...يعني ...يعني طلق وبعدين عرف أن الست حامل كده الطلاق وقع ولا لسه علي ذمته 

استغفر الشيخ وهو يقول بتمهل : لاحول ولا قوة الا بالله...طيب ياابني طلقها ليه 

قال هادي بتهرب : مسألتوش يا مولانا بس اهو الحياه بينهم خلصت وهو معادتش عاوزها 

اوما الشيخ بتفهم ليقول برفق : ماشي يا ابني هجاوبك علي سؤالك مع أن سؤالي كان عشان احكم إذا كان الطلاق سليم ووقع وقت غضب ولا لا ولو في فرصه يراجعها عشان العيل اللي جاي 

هز هادي كتفه وقال بضيق متهربا : اهو النصيب يا مولانا ...قولي بس كده الطلاق وقع 

اوما الشيخ قائلا : اه ياابني الطلاق وقع بس الست تفضل عدتها لغايه ما تولد ومن حقه يراجعها في الوقت ده وافضل مكان تقضي في عدتها هو بيت زوجها 

غص حلق هادي ولاول مره يفكر أن حمل احسان ليس اكبر مشاكله فهناك طفل سيولد ...طفله !!

طفله الذي لم يفكر ولو لحظه ماذا بعد أن يأتي ليخرج من المسجد وصدره ضيق بينما تعالي صوت بداخله يسأله عن جحوده الذي قابل به ذلك الطفل والذي لأول مره يسأل نفسه أن كان سعيد بقدومه أو لا ليلتاع قلبه وعقله حينما لم يجد اجابه ...!

لم ينتظر طفل ولم يتلهف للحصول عليه وكل ما يفكر به هو حب الماضي الذي لا يبارك قلبه ولا عقله وإن كان يتمني طفل فهو ليزيد فقط ارتباطه بها ...!

ولكن حتي وان كانت تلك إجابته فيظل وجود الطفل حقيقه لا يستطيع الهروب منها ...!!

تلتقي القلوب احيانا فهاهي وصال تشعر بالمزيد من الضيق وشعور الذنب لا يبارح صدرها حتي الصباح مثل هادي الذي لم يغمض له جفن !!

........

....

رسمت دنيا اللوعه علي ملامحها وهي تسأل دياب عنا حدث بينه وبين زوج اختها التي استغلت ماحدث لها ومثلت الاحتياج اليه : يعني ايه يا دياب ؟!

قال دياب بضيق :  يعني ده مش راجل يستاهل تكون له حرمه  !!

قالت دنيا بتأثر مزيف تستعطف دياب : طيب واختي هتعمل ايه هي وعيالها !

قال دياب بشهامه ليست جديده عليه : اختك وعيالها في رقبتي 

أدخل يده في جيبه الصديري الذي يرتديه اسفل جلبابه : 

خدي الخمس آلاف جنيه دول بكره تروحي تديهم لاختك وقولي لها متشلش هم اي حاجه بفضل الله انا سداد 

وكل اول شهر بأذن الله هبعت لها زيهم ومصروف مدارس عيالها عندي واي طلبات ليهم زيهم زي عيالي 

أخفت سريعا غيرتها بسبب مساواته بين أطفالها وأطفال اختها لتقول بابتسامه مزيفه وهي تاخذ الفلوس من يده : 

ربنا يخليك ليا !

اوما لها واتجه الي باب الغرفه لتتسع عيناها وتوقفه : 

دياب ....انت رايح فين ؟!

قال دياب بتلقائية: رايح انام 

أغتلت ملامحها بالغيره لتتجه إليه بخطوات متغجنه وتتوقف أمامه وهي تقول باغواء بينما تضع يدها علي صدره  : طيب ما تنام هنا 

قال دياب باقتضاب : الليله ليله بهيه 

عقدت حاجبيها وقالت بغيرة واضحه : وفيها ايه لما تبان عندي الليله ما انت فضلت عندها اسبوع وانا مفتحتش بوقي 

هتف بها دياب بضيق : وبعدها لك ...انا مش عاوز وجع دماغ 

افلت لسان دنيا بغيظ : يبقي تعوضني بالاساور الدهب زي ما وعدتني 

رفع دياب حاجبه والتفت لها باحتدام : اسمعي يا بت الناس .... انا ميتلويش دراعي ولا حاجه قصاد حاجه ولولا بس اني اديتك كلمتي كنت قولتلك مفيش دهب ولا زفت !

....

........

Flash back 

( اتسعت عيون مهجه باستهجان : تقصد ايه بكلامك ؟!

هتف مهاب بحنق شديد : انتي فاهمه كويس قصدي ....!

قالت مهجه بصوت عالي : قصدك اني طماعه ....كل ده عشان قولتلك بالفلوس اللي جتلك اني عاوزة كام غويشه زي بتوع ناديه مرات اخويا !!

هتف مهاب بعصبيه شديده : وليه زي فلانه ...ليييه كل طلباتك عشان تبقي زي فلانه ما تخليكي في حالك وتشوفي النعم اللي حواليكي بدل ما بس تبصي علي حياه غيرك و تكرهي عيشتك 

لم تفهم مهجه ما يشير إليه بينما كل ما علق في ذهنها هو أنه يتهمها بالطمع لأنها تريد أو تكون مثل زوجه أخيها لتتبرطم بحنق : قول بقي انك مستخسر فيا مش تقولي الكلام ده 

هتف مهاب بنفاذ صبر من بين أسنانه : وانا لو كنت مستخسرهم فيكي كنت هقولك عليهم ولا كنت هديهوملك 

اشار الي المال الذي حصل عليه والذي كان مبلغ كبير نسبيا من اي مبلغ كان يحصل عليه بسبب عمله الإضافي في تلك المشفي ليحاول أن يتحدث برفق : يا مهجه انا بقولك اننا كده بقي معانا مصاريف مدرسه الولاد السنه اللي جايه ومش هنحتاج اننا نضغط مصاريفنا وهنصرف من مرتبي من غير ما أشيل منه للمصاريف وانتي كل ده مش فارق معاكي وبس فكرتي تجيبي دهب زي مرات اخوكي .....فرك جبهته متنهدا وهو يتهاوي علي المقعد خلفه متابعا : يا مهجه انا بشتغل ليل نهار من شغل الكليه لشغل ابو الريش لشغل المستشفي الخاص اهو عشان مزعلكيش واحاول اوفر ليكي طلباتك ...قصرت في ايه 

ليه دايما محسساني اني مقصر وليه دايما شايفه حياتنا اقل 

جذب يدها لتجلس بجواره بينما يتابع برفق : مرات اخوكي اللي بتتكلمي عنها انتي حالك احسن من حالها كتير ....جوزك دكتور ومش متجوز عليكي زيها واحده واتنين وعايشه في القاهره وأولادك في احسن مدارس ووضعك وحياتك احسن منها يبقي ليه تقارني حياتنا بحياه غيرنا 

جذبت مهجه يدها من يده ونظرت له بسخط تملك منها بينما كانت صغيرة لا تفهم شيء ولا تري الا متع الحياه من ملابس وزينه اعتادت عليهم فلا تري مستقبل أطفالها بالدراسه مثله ولا تهتم لوضع اجتماعي ....نظر مهاب في أثرها بينما قامت من جواره لتتبرطم بسرها : يافرحتي بجوزي الدكتور اللي بيقضي الشهر بالعافيه ولا هو شايف حاجه الا مدرسه العيال وكأن العيال دي هتأكل طوب 

كل سخطها كان ينتقل الي دياب الذي بحكم صغر سنه ورؤيته لشده أبيه في تربيته وتعليمه أنها عيب وليست ميزة كان يري الحق دوما مع والدته ويري مثلها فقط أنه محروم من أشياء كثيرة يعوضه به جده الذي يملك المال بينما أبيه لا يملك إلا حزم وشده وأوامر ....back 

تنهد دياب وعاد من تلك الذكري التي داهمت تفكيره بسرعه بينما أخذه عقله إليها بعد حديثه مع دنيا التي لاتري به إلا خزينه ...!

الان ربما اتسعت الصورة بعقله ولاول مره يسأل نفسه أن كان والده علي حق وأن هناك أشياء كثيرة نكون بين المراه وزوجها وليس فقط المال ....

نظرت بهيه الي تنهيده دياب الذي وضع رأسه علي ساقها وراح في صمت طويل لتمرر أناملها بين خصلات شعره بحنان وهي تسأله برفق : مالك يا دياب ...شايل الهم ليه ؟!

أخبرها بنصف الحقيقه : قرفان يا بهيه من وقت ما شوفت كلام اللي ميتقالش عليه راجل ...الاسم راجل والفعل أقل من الحرمه عشان يرمي مراته وعياله وميفكرش هيحصل ليهم ايه 

قالت بهيه بتأثر : معلش يااخويا نصيبها ...واهو كل واحد بياخد نصيبه 

اوما دياب وأمسك بيدها التي مازالت تمررها بحنان بين خصلات شعره ليضع عليها قبله ممتنه وهو يقول : ربنا يخليكي ليا يا بهيه ...انتي نصيبي الحلو من الدنيا 

دق قلب بهيه بقوة وابتسمت بسعه وهي تقول : ويخليك ليا يا دنيتي كلها 

اعتدل جالسا ينظر إليها بحب وهو يكوب وجهها بين كفيه قائلا : وانتي يا بهيه دنيتي الحلوة 

قبل جانب شفتيها بشغف ثم نظر اليها قائلا باهتمام : بتاخدي علاجك زي ما الدكتورة قالت

اومات بهيه له ليتنهد قائلا : أن شاء الله يكون بالشفا 

وضع يده علي بطنها وتابع بأمل : أن شاء الله هتحملي وتجيبي ليا عيل واتنين وعشرة 

امنت علي كلماته لتلتقي شفتاه بشفتيها في قبله رقيقه سرعان ما غلبها الشغف وهو يأخذها بين ذراعيه الذي تجد به عالمها وسعادتها ! 

.......

..

دوما ما كان هادي يري أبيه يطعم حينما يقع بضيقه 

لذا أصبحت عادته و كلما ضاقت به الدنيا يقيم اطعام ..!

اشار الي أحد صبيانه الذي وقف يغلق كل كرتونه بما في داخلها من مختلف أنواع الخضار والفاكهه 

قائلا : قفل كل الصناديق وعلي بيت بيت من اللي قولت ليك عليهم توصل الصندوق يا عيسوي قبل الضهر 

اوما الصبي قائلا : حاضر يا معلمي 

ثم الي هادي ثم حمحم قبل أن يقول بفضول :  طيب واحنا يا معلم ملناش نصيب في الخير ده 

نظر إليه هادي قائلا : ناقصك خضار ولا فاكهه يا عيسوي ...اللي ناقصك خده انت و الرجاله

هز الصبي رأسه قائلا: لا يا معلم تسلم خيرك سابق ..!

ابتسم بينما سال لعابه وهو يتابع : انا و الرجاله عاوزين حتتين لحمه  

حك هادي ذقنه يفكر لحظه ثم هز رأسه مناديا بصوت عالي : سوكه واد يا سوكه 

اسرع إليه احد صبيانه : نعم يا معلم 

قال هادي : ابعت لحمزه الجزار قوله المعلم هادي عاوز عجل يجيبه ويدبحه  قدام الوكاله 

تهللت ملامح عيسوي الذي قال سريعا : عجل مره واحده يا معلم ....انا كان القصد تعمل لينا غدوة حلوة زي اللي بتعملها لينا كل شهر 

اوما هادي قائلا بابتسامه : اصبر علي رزقك يا عيسوي 

التفت الي سوكه وتابع :خلي حمزه يدبح و وزع علي الناس وخد نصيبك انت و الرجاله يا عيسوي بعد ما تخلصوا وبعدين خليه يدبح خروف وانا هقوله يعمل بيه ايه 

اوما الرجل قائلا : تسلم يا معلم ربنا يوسع عليك 

تنهد هادي عمقيا وهو يردد :  يارب يا عيسوي

.......

...

ضاقت حميده بجلستها منذ الصباح وحدها بينما اثر عدم وجود نشوي وطفلها بها بالاضافه الي هادي الذي لم يعد الي المنزل لتقوم من مكانها تنادي بصوت عالي : احسان 

.......بت يا احسان 

فتحت الباب ودخلت تهتف بحنق : 

مش بنادي عليكي يا بت 

اعتدلت احسان جالسه وهي تقول باقتضاب بينما مازالت لم تنسي ما فعلته بها تلك المراه الجباره بالأمس : 

نعم يا امه 

نظرت لها حميده وهتفت ببرود : مالك يااختي بتتكلمي معايا بقطم كده 

قالت احسان وهي ترسم الضعف بعيونها : يعني مش عارفه مالي يا امه ..... كده برضه اهون عليكي ترميني برا 

استحضرت دموعها وهي تتابع : طيب بلاش انا ...وداللي بطني هان عليكي 

قالت حميده متجاوزة : خلاص بقي يا بت وهو انا كنت هرميكي برا بجد 

نظرت لها احسان وهي تتصنع عدم الفهم : امال ايه ؟

قالت حميده بغل : اهو كنت بعمل كده عشان هادي يرتجع عن الجوازه اللي ناويها ...يعني عشان مصلحتك 

قالت احسان وهي تهز راسها : مصلحتي يا امه انك ترجعيني لأبويا اللي كان عاوز يسقطني 

قالت حميده بوعيد : ده انا كنت اسقط اسمه من الدنيا 

جلست الي جوار احسان وتابعت : يابت انا بعمل كده عشانك ....هادي مصمم علي الجوازه دي والبت دي واعره قوي وهو مش بيتني ليها كلمه مينفعش تستفرد بيه وبكره تحمل هي كمان ووقتها هادي اللي هيرميكي برا مش انا 

اتسعت عيون احسان ودق قلبها بخوف لتنظر الي حميده باستجداء : وانتي هتسكتي يا امه علي حاجه زي دي ..مش هتدافعي عني 

قالت حميده بخبث : وهو انا اقدر اقف قصاد هادي 

نجحت في بث الخوف داخل قلب احسان التي كانت اذكي منها دون أن تبدي أنها تفهم مخططها لتتابع حميده : عشان كل ده ميحصلش من اولها لازم نتصرف 

قالت احسان وهي تتظاهر بقله الحيله : وانا في أيدي اعمله  

قالت حميده بمكر : الموضوع كله في ايدك .....نظرت إلي وجهها وتابعت : انتي تاخدي بعضك وتطلعي علي بيت مهجه وتقولي للبت علي كل حاجه وهي من نفسها مش هترضي تكمل الجوازه 

هتفت احسان بهلع مصطنع : يالهوي يا امه ده كان هادي يخلص عليا 

قالت حميده وهي تشجعها: مش هيقدر يعمل ليكي حاجه ...يا بت انتي حامل ...آخره يزعل شويه وبعدين ينسي 

فهمت احسان جيدا مكر حميده التي لا تهتم الا لصالحها ولا يعنيها ما يحدث لاحسان التي لم تري ابدا ان هذا هو كارتها الرابح بإفساد تلك الزيجه بل عليها أن تتمها وتجعل كل شيء يسير كما يفعل هادي حتي لا تكسب عداءه 

لتهز راسها قائله بخوف مصطنع : لا يا امه انا اخاف من هادي 

نظرت لها حميده بغيظ وهبت من جوارها بينما تقول بحنق : بقي كده ...طيب براحتك انا كنت عاوزة مصلحتك 

خرجت حميده وصفقت الباب خلفها لتقول احسان متبرطمه بمكر : بقي عاوزة مصلحتي يا حربايه ولا مصلحتك 

تنهدت وتابعت بتفكير : مصلحتي انا بقي عارفاها كويس ! 

.........

.....

لطمت سمر وجهها بينما تخبرها دنيا بما حدث : يالهوي يعني خلاص بيتي اتخرب وعبد العزيز معادتش عاوزني 

قالت دنيا بسخط لموقف اختها التي رضيت بأن تبقي علي رجل مثله مطبقه حرفيا مثل ( ضل راجل ولا ضل حيطه ) : 

يااختي في داهيه هو يعني كان معيشك في عز  

قالت سمر ببكاء : مش مهم انا بس عيالي ....العيال هتعمل ايه من غير اب ولا بيت 

اخرجت دنيا من صدرها لفه أموال قائله : خدي دول دياب بعتهملك .....خمسمائه جنيه بحالهم  

قالت سمر بحسره :: 

هعيش علي الصدقه  

جذبت دنيا تلك الأموال الامانه التي لم توصلها كما أعطاها لها دياب وهي تقول بتكبر :  يااختي مش عاوزاهم هاتيهم 

تدخلت فاطمه لتقول وهي تجذب الأموال من دي دنيا : بس يابت وسيبي اختك في حالها وهاتي الفلوس 

قالت دنيا وهي تلوي شفتيها : هي اللي بتتبطر علي النعمه بدل ما تقول شكرا لدياب اللي بعت ليها فلوس 

وكزتها والدتها بكتفها : بكفايه يا بت ..

اومات دنيا لتتمهل قليلا قبل أن تهمس لوالدتها : امه  عاوزاكي 

دخلت فاطمه مع ابنتها لتخرج دنيا من صدرها باقي الخمس آلاف جنيه وتعطيهم لها قائله :  

خدي دول ياامه وبكره تروحي تجيبي ليا بيهم حته دهب 

قالت فاطمه : ده قليل اوي استني لما تجمعي مبلغ اكبر 

هزت دنيا راسها قائله : لا يا امه هاتي ليا بيهم دلايه ولا حاجه وخليني اول باول احط فلوس في الدهب 

......

..


عقدت حميده حاجبيها حينما فتحت الباب و وجدت  أحدي صبيان هادي امامها وقد توقفت سياره نصف نقل تحمل اناء ضخم 

: في ايه يا عيسوي 

قال عيسوي وهو يلتقف أنفاسه بينما يضع الإناء الذي يحمله يد بيد مع رجل آخر : 

ده خروف المعلم هادي بعته و بيقولك سويه للرجاله يا امه 

عقدت حميده حاجبيها بعدم فهم ليتابع عيسوي : اصل المعلم دبح النهارده وكمان قال كل اللي في الوكاله هيتغدوا ...! 

انهي مهمته ليقول : لما تخلصي يا امه كلمي المعلم يبعتني اخد انا و الرجاله الاكل 

وقفت حميده بوجه غاضب ليتابع وهو ينصرف : يلزمك حاجه يا امه 

هتفت حميده بسخط متبرطما : لا روح يلا 

التفتت الي الإناء بسخط ثم تعالي صوتها 

: احسان بت يا احسان 

اتجهت احسان إليها : نعم يا امه 

قالت حميده بسخط : خدي يابت طرحتك وروحي اندهي نعمه بنت محاسن هي واختها 

تيجي تساعدك عشان تطبخي 

قالت احسان بعدم فهم فعل يقيمون عزومه : اطبخ ايه يا امه ؟! 

لوت حميده شفتيها متبرطمه : خروف عشان الرجاله في الوكاله تتغدي يااختي 

نظرت إلي احسان بشماته قاصده استفزاها  وتابعت :  اصل هادي دبح عشان فرحان بجوازه الغبره ...يلا اهو البوادر بانت ...دبح وعمل عزومه عشان شبكها ومهانش عليه يدبح فرخه عشان ابنك اللي جاي ..يلا اهو عشان تبقي ترتاحي 

قالت احسان بضيق : يووه ياامه وانا اعمل ايه 

هتفت حميده بغل : تروحي تقولي ليها وتبوظي جوازه 

الشوؤم دي 

هزت احسان راسها برفض لتنظر لها حميده بسخط هاتفه : يبقي تطبخي يااختي وانتي ساكته 

يلا اعملي ليكي همه الرجاله عاوزة تتغدي 

اومات احسان وتحركت من أمام حميده التي تابعت تملي أوامرها : اطلعي كمان ادبحي كام دكر بط  واعملي طبيخ وفته عشان الاكل يكفي الرجاله 

ضحكت وتابعت بشماته : يلا يااختي اطبخي عشان يتهني بجوازته ..! 


تحملت احسان ونفذت ما طلبته حميده التي وقفت تشرف عليهم كما اعتادت وهي تفكر بحنق أنها لن تنال هذا مع فتاه مثل وصال التي أنفها يصل الي عنان السماء 

لتزيد من إلقاء الأوامر كما اعتادت الي الجميع ومع كل أمر يزداد غضبها أنها لن تفعل هذا بيوم من الايام مع وصال !

........

انتصف النهار وملئت رائحه الطعام الشهي أرجاء الوكاله بينما تجمع الرجال أمام المائده طويله التي اعدها هادي  ليأكل كل من يمر ثم ياخذ نصيب لعائلته 

وقد وجدها فرصه لينال المزيد من الدعاء لعله يصل الي اتساع من ضيق صدره !!


.......

اتجهت احسان التي انهكها كل هذا المجهود منذ الصباح  الي حميده التي بقيت علي جلستها منذ الأمس يحترق داخلها لتقول : امه  

التفتت لها  حميده قائله ببرود : عاوزة ايه ؟!

قالت احسان بصوت خافت : انا كان ليا طلب عندك 

نظرت لها حميده لتتابع احسان بترجي : ينفع اروح ابص علي امي 

رفعت حميده حاجبها : نعم يااختي ..امك ايه ...انتي مش لسه بتقولي ابوكي هيعمل ويسوي فيكي 

اومات احسان وقالت سريعا : أيوة يا امه ...انا قصدي هروح عند خالتي سعيده واخليها تبعت لها 

مالت علي يدها تقبلها بينما تتابع برجاء: عشان خاطري يا امه .... دي امي غلبانه وملهاش غيري وابويا مدوقها المرار وانا من ساعه اللي حصل وانا معرفش عنها حاجه وعاوزة اطمن عليها ...

اومات حميده هاتفه : غوري 

ابتسمت احسان التي نالت نصف مرادها لتقول بامتنان مزيف : يخليكي ليا يا امه 

بقيت واقفه مكانها لتنظر لها حميده : واقفه ليه ؟!

قالت احسان بتردد : هو ...هو ينفع يعني ...قاطعتها حميده قائله بفطنه : فهمت ...خدي ليها كام جوز فراخ ودكرين بط

ابتلعت احسان وهزت راسها قائله : لا يا امه ...انا ..انا يعني لو تسمحي عاوزة اديها قرشين اهو ينفعوها ما انتي عارفه انها بتصرف علي محمود اخويا 

اشارت لها حميده هاتفه : خلاص ....مدت يدها الي جوارها لتسحب محفظتها الجلديه تخرج منها بعض الأموال لتقول احسان سريعا : تسلمي يا امه ....نظرت إلي المال الذي تخرجه حميده وقالت بامتنان مزيف : تسلمي يا امه 

........

....

منذ الأمس ووصال تعرف تحديدا ما تحتاج إليه ولكنها تتجاهله ....

تريد أن تتحدث مع أحد عما تشعر به ليرتاح قلبها وتعرف جيدا من سيريح قلبها ولكنها تذكر نفسها بتحذير أخيها الذي لا تريد أن تخرج عن كلمته ولكنها بحاجه لمن يسمع شكوي قلبها  

لتجد قدمها تأخذها الي حيث سيرتاح قلبها بعد أن تعب من كثرت الدوران !

اسرع عيسوي خلف هادي الذيهل الي سيارته قائلا : 

علي فين يا معلم  انا جهزت ليك طبق 

قال هادي وهو يربت علي يد عيسوي :  بالهنا والشفا 

هز الصبي رأسه بإصرار ؛ متكسفش أيدي يا معلم 

لمح هادي تلك التي تقترب من مدخل الوكاله ليقول سريعا الي عيسوي وهو ياخذ من يده الطبق ويضعه بالخلف : تسلم ايدك يا عيسوي 

أوقف السياره بجوار وصال ومال يفتح لها الباب لتركب ويقول بقلق وهو ينطلق بها : مالك يا وصال ..جايه ليه الوكاله ؟!  

.........

...


تهدجت انفاس احسان وتهادت التعبيرات المختلفه علي ملامحها بينما انتهزت الفرصه وذهبت الي المستشفي كما خططت وأخذت ذهابها الي والدتها حجه 

لتنظر إليها الطبيبه بتأثر وتقول برفق شديد : كده احسن .... كويس اننا عرفنا في اول الحمل وربنا يعوضك 

برقت عيون احسان بالرفض والتفتت الي الطبيبه بحده مفاجاه بينما تقول باستنكار شديد : مش هيعوضني !

بوغتت الطبيبه بما قالته احسان التي هبت علي قدميها وهزت راسها وصاحت مجددا بيأس : مش هيعوضني !!

الحمل ده هو التعويض ولو راح مني مفيش حاجه هتعوضني 

استنكرت الطبيبه كلماتها اليائسه من رحمه الله لتقول برفق : متقوليش كده واصلا اشاره ربنا أن الحمل ده لازم ينزل دي لوحدها تعويض ورحمه 

صاحت احسان باستنكار شديد بينما تهز راسها : مش هنزله ... مهما تقولي مش هنزله 

نظرت إلي الطبيبه بعداء وتابعت : هو انا اول واحده تحمل ما كل النسوان بتحمل وتخلف اشمعني انا اللي أنزله ... ايييه مفيش في قلوبكم رحمه !! 

استغربت الطبيبه نبره احسان العدائية بينما لا ذنب لها في هذا الاتهام لتقول لها : انا قولتلك وضعك وماليش يد فيه انا بعمل شغلي وبس 

هتفت بها احسان بغضب شديد : يبقي تبلعي لسانك وتعملي شغلك وشغلك انك تخلي الحمل ده يكمل 

نظرت لها الطبيبه باستنكار بينما بدت امامها امراه مجنونه فلا أحد في وضعها يصر هذا الإصرار لتهتف بها باستهجان : بقولك حمل مشوهه ولو كمل الطفل هيتولد عنده مشاكل كتير تقولي خليه ...انتي اللي مفيش في قلبك رحمه ..ستات كتير تتمني تعرف بدري زيك وترحم نفسها وترحم الطفل من وضع زي ده 

وضعت احسان يدها علي أذنها تصرخ بصوت عالي فوق صوت الطبيبه التي رفضت سماع حديثها : مش هنزله ......مش هنزله !!

........

...

نظر هادي الي وصال باهتمام بينما يتلهف ليعرف سبب صمتها الذي يخفي خلفه كلام لا ينتهي يراه في عيناها ليقول بتشجيع ورفق شديد : مالك يا شهد العسل ....ليه عينيك دبلانه 

قالت وصال بحيره وسؤال يعرف قلبها إجابته ولكن عقلها يخبرها أن تفكر باجابه فهل سيفهمها ...نعم يعرف قلبها أنه من يفهمها دوما ولكن عقلها يستنكر أن تتحدث هكذا معه 

تنهدت لترهق تنهيدتها العميقه قلبه فيسالها وهو يحثها برفق : مالك بس ... قولي اللي في قلبك 

قالت وصال بتردد : هتفهمني يا هادي  ....انا حاسه بحاجات كتير وعاوزة اتكلم مع حد ولقيت رجلي جيباني لغايه عندك 

اوما هادي بتشجيع : قولي اللي جواكي يا عيوني ..لو انا مش هفهمك مين هيفهمك 

تشجعت من كلماته لتفيض بكل مكنونات صدرها تخبره بما تشعر به من احساس بالذنب تجاه ابيها والذي يقض سعادتها ويجعلها منقوصه لتختم حديثها بأسي : انا حاسه بالذنب وحاسه أنه غضبان عليا بس في نفس الوقت انا زي اي بنت مبسوطه أنها هتتجوز اللي حبته واتحرمت منه سنين ....سنين وانا لوحدي ومسألتش نفسي اذا كنت مبسوطه ولا لا بس كان بابا بيأنس وحدتي ...تنهدت وتابعت : مفكرتش اننا هنتقابل تاني ولا أن القدر هيجمعنا تاني ...مش عارفه افرح مع أن قلبي فرحان ....لو فضلت علي موقف بابا هعيش لوحدي وانا مبقتش اتحمل الوحده ....نظر إلي عيناها التي صعبت عليه أن يقول كلمه سيئه عن ابيها بينما لاول مره تقول باعتراف ضعف منها : انا كبرت واحلي سنين عمري عدت بس معاك بحس اني رجعت تاني عندي عشرين سنه ...نفسي اعيش كل اللي راح مني 

وجدت يداه طريقها الي يدها التي احتواها بحنان كما احتوتها نظرات عيناه العاشقه وهو يقول بوعد : هتعيشي كل اللي فات وهعوضك عنه ....وعد مني هخليكي اسعد واحده في الدنيا 

وجد قلبها منفرج من ضيقه بينما لم يخيب رهانها أنه من سيستمع إليها دون نصح أو توبيخ فقط استمع واخبرها أنه بجوارها لترفع إليه عيناها وتقول بصوت مهزوز : انا 

عاوزاك توعدني اني مش هندم اني خالفت قرار بابا 

انقبض قلبه بداخل صدره وهو يتذكر كذبته التي تخالف وعده ولكن لسانه وعدها بلا تردد وهو يشدد علي يدها بداخل يده : وعد مني مش هتندمي ....نظر لها بحب وتابع : ولو علي الدكتور انا مستعد اروح ازور قبره واطلبك منه عاشر مره وانا متاكد انه لما يحس انك مبسوطه هيعرف أنه كان غلطان لما فرقنا عن بعض 

تهادت ابتسامه الي شفتيها لتسحب يدها بخجل من أسفل يده وهي تخفض عيناها من مرمي نظراته العاشقه ليقول هادي بشقاوة : اخدتي غرضك خلاص وسحبتي ايدك من ايدي 

غزت الحمره وجنتيها ليبتسم لها ويقول بحنان وهو يبعد خصلات شعرها التي سقطت علي جانب وجهها : مش عاوزك تزعلي ولا تخافي من حاجه وانا جنبك واي حاجه تزعلك قولي ليا علي طول 

ابتسمت وصال له وقالت بصوت خافت وهي تخفض عيناها بخجل : انا بحبك اوي ....ربنا يخليك ليا يا هادي 

قال هادي بفرحه غامره : ياقلب هادي اللي هيقف ...قولي كمان يا دكتورة وسمعيني بتقولي ايه 

قالت وصال بخجل محبب: بقول ربنا يخليك ليا يا هادي 

قال هادي وهو يهز رأسه بينما الابتسامه تجتاح ملامحه : لا قولتي ايه قبلها 

رمشت باهدابها بخجل ليتنهد هادي قائلا : يااااه يا وصال. ..انتي عارف بقالي كام سنه مسمعتش منك كلمه بحبك !

غابت معه في الذكريات ليمر الوقت وسرعان ما تقول : انا هروح ...دياب قالي مشوفكش تاني وانا مكنتش عاوزة أخالف كلامه بس كنت محتاجه اتكلم وكنت متاكده انك أكتر واحد هتسمعني 

ابتسمت له وتابعت ؛ ومخلفتش ظني وسمعتني وارتاح قلبي 

قال هادي بحب : سلامه قلبي 

التفت الي المقعد الخلفي وقال وهو يجذب طبق الطعام : طيب خلينا نأكل لقمه سوا 

هزت رأسها قائله : لا مش جعانه 

قال وهو يرفع الغطاء عن الطبق الذي علقت رائحته الشهيه السياره : انا بقي هموت من الجوع 

قرب من شفتيها طرف الملعقه وتابع : ومش هأكل الا لما تأكلي معايا 

شاركها الطعام يضع بفمها ملعقه وبفمه الأخري بينما ترفرف الفراشات حولهم ....قالت وصال وهي تربت علي يده : كفايه يا هادي شبعت 

قال هادي بمشاكسه  : الف هنا ياقلب هادي ....تنهد وتابع : ياااه يا وصال ....انا بعد الساعات وبحلم اغمض عيني وافتحها الاقينا في بيتنا وانتي قاعده قدام الفرن اللي بنيته في الجنينه وبتنادي عليا تقوليلي عملتلك فطير 

ضحكت وصال علي عمق حلمه لتقول رافعه حاجبها : قاعده قدام الفرن وكمان عملت فطير ....ازدادت ضحكتها وهي تتابع بمرح : طيب بقول بنادي عليك وبقول الحقني ولعت في البيت هو انا بعرف اطبخ اصلا 

هز رأسه ضاحكا : بعد الشر عنك وعن بيتنا ....انتي هتتعلمي وهتعملي ليا احلي اكل من ايدك الحلوة دي 

داعب الخجل ملامحها لتقول وهي تخفض عيناها : وانت جايب الثقه دي منين ....انا عمري ما عملت اكل 

اوما لها قائلا : عشان انتي بتحبيني وعشان خاطري هتعملي اي حاجه 

نظرت إليه ليهز رأسه قائلا : اللي بتعرف تطبخ من صغرها دي بتطبخ لأي حد إنما انتي هتتعلمي مخصوص تطبخي عشاني وده له طعم تاني ..! 

.....

...

وضعت تلك الفتاه ذات الثانيه عشر طبق الحلوي من يدها والتفتت الي بهيه اختها الكبري قائله بلهفه : يعني هتحطي ليا روج في الفرح يا ابله بهيه 

ابتسمت بهيه لها بحنان قائله : عنيا ياقلب ابله بهيه 

قالت بسمه بفرحه : وكحله كمان يا ابله بهيه 

اومات لها بهيه بحنان وهي تنظر إلي وصال التي يعد أن عادت مع هادي جلست برفقه اخوه بهيه بسمه ورضوي إحداهما في الثانيه عشر والاخري في العاشره ..إخوتها ليسوا أشقاء ولكن بهيه حنونه وتحبهم 

: وكمان هعملك شعرك الحلو ده زي ما وصال علمتني 

قالت جملتها وهي تمرر يدها علي هذا الايشارب الذي عقدته الصغيرة علي رأسها : لابسه ايشارب ليه يا بسم.....ماتت باقي الكلمات علي شفتيها بينما توقفت يدها التي كانت تسدل الايشارب عن شعر اختها حينما رأت هذا المنظر الذي جعل عيناها تتسع وتنظر بصدمه الي شعر اختها المقصوص وتقول بهلع : يا لهوي يا بسمه ...انتي قصيتي شعرك كده ليه ....ازاي تعملي كده 

خفضت الصغيرة عيناها وسرعان ما تدفقت منها الدموع ليلتاع قلب بهيه بينما تنظر وصال بقلق الي الصغيره : مالك يا حبيتي ...براحه يا بهيه نفهم منها 

قالت الصغيرة ببراءه وحزن: مش انا يا ابله بهيه ...دي ابله سلوي 

اتسعت عيون بهيه بصدمه بينما لا تستوعب كيف تقدم زوجه ابيها أو أحدي زوجات ابيها علي شيء كهذا 

لتضرب صدرها بيدها ما أن خلعت اختها الأخري رضوي الايشارب عن راسها ووجدت شعرها أيضا مقصوص بتلك الطريقه : يالهوي ..يا لهوي 

هكذا اخذت بهيه تردد بينما تبكي الصغيرات وتحاول وصال فهم شيء منهم : ابله سلوي مش عاوزة تسرح لينا راحت قصت شعرنا ولما عيطنا صالحتنا وقالت منقولش لأبويا وخلتنا نلبس الايشارب علي راسنا 

ازدادت بكاء بسمه التي تتابع بحرقه : بس انا زعلانه اوي علي ضفيرتي الطويله 

توهجت النيران بعيون بهيه التي سرعان ما جذبت طرحتها ووضعتها حول راسها وهي تهتف بوعيد : نهار ابوها مش فايت ....والله لهقص شعرها زي ما عملت فيكم

أسرعت وصال خلفها لا تفهم شيء : بهيه ...استني يا بهيه 

أسرعت بهيه الي منزل ابيها الذي لا تتردد إليه كثيرا بينما كما حال الجميع لا تستسيغ زواجه كل عام من امراه أخري وكلما أرادت أن تطمئن علي إخوتها ترسل إليهم ليأتوا إليها وأبيها نعم حنون معهم ولكنه شخص هوائي لا يعتمد عليه لذا جنبه دياب الكبير منذ وقت طويل واعتمد علي حفيده دياب !

طرقت بهيه الباب بكلتا يديها بقوة لتهرع تلك المراه الثلاثينه والتي تزينت بإتقان وفردت خصلات شعرها الملونه علي كتفيها ...فتحت الباب وهي تتساءل من يطرق بتلك الطريقه لتتفاجيء ببهيه امامها والتي لم تمهلها الوقت بالتساؤل وسرعان ما كانت تنقض عليها تجذبها من خصلات شعرها وتوقعها أرضا وتجثو فوقها صارخه : هاتي ليا مقص يا وصال .. !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


اقتباس من الفصل القادم 

عقد هادي حاجبيه وهو يتجه ليفتح الباب بينما يتساءل من يأتي إليه في ليله زواجه لتتسع عيناه بصدمه وهو يري احسان أمامه ...!

: مبروك يا عريس ! 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. شكرا شكرا شكرا يا احلى وا جمل رونا في الدنيا

    ردحذف
  2. بارت رووعه تسلم ايدك 💕💕💕💖

    ردحذف
  3. تسلم ايدك فصل رائع

    ردحذف
  4. إحسان ديه شر وتستاهل تترمي في الشارع

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !