الفصل السادس والعشرون بساط السعاده

1

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


اتسعت عيون هادي الذي لم يستوعب طلب والدته ليقول بمفاجأه : بتقولي ايه يا امه ؟!

قالت حميده وهي تضيق عيناها بغيظ : سلامه السمع يا حبيب امك ...بقولك خدني معاك 

حمحم هادي بينما يمرر يداه علي لحيته ويحاول أن يساير والدته في طلبها الغريب : 

تيجي معايا فين بس يا امه

قالت حميده وهي تهز كتفها : مكان ما انت رايح اشمعني هتاخد بت مهجه معاك 

أراد هادي أن ينفجر ضاحكا علي غيره والدته الواضحه ليعقد حاجبيه ويقول بلطف يحمل تحذير : 

يا امه برضه تاني بت مهجه ماتقولي وصال ...هيجري ايه لما تقولي اسمها ولا تحبي تقول عني ابن حميده 

احتقن وجه حميده بالغيظ لتقول بسخط : طيب تبقي تقولها كده وانا اقطع لسانها 

عقد هادي حاجبيه وتنهد في محاوله منه لتلطيف الأمور ليقول برفق وهو يمسك كتف والدته : مالك بيها بس يا امه هي كانت عملت ليكي ايه ....

انا كل ده ساكت وبقول مسيرك تعرفيها وتحبيها بس كل مدي ما بتشدي حيلك ياأم هادي عليها زياده 

نظر إلي والدته بعتاب وتابع :  ما انا اتجوزت قبلها كتير مكنتيش كده مع واحده منهم 

تلاقت نظراته بنظرات والدته التي قالت دون مراوغه : ايوةةة .....هو ده مربط الفرس 

نظر لها بعدم فهم لتتابع حميده بغيره واضحه : أن ولا وحده من اللي قبلها كنت بتقف تدافع عنها كده ومتقبلش عليها الهوا حتي بكلمتين 

اومات وتابعت : اه معلوم طول عمرك حقاني وبتدافع عن اللي شايله اسمك لو جيت عليها ....

ضيقت عيناها وتابعت بخبث : بس مع دي انت مش بس حقاني لا انت قلبك حنين بزياده 

قال هادي متهربا بنظراته من عيون والدته : مش مراتي ياامه 

ضحكت حميده بلؤم قائله : لا ياقلب امك من قبل ما تكون مراتك وانت الحنيه زايده معاها 

تنهد هادي ونظر الي والدته وهز رأسه قائلا : طيب ما انتي عارفه اللي فيها وعارفه ان قلبي ميال ليها يبقي كل اللي يهمك راحه ابنك 

قالت حميده بغيره : 

وادي ابني ارتاح و اتجوزنها .... يبقي خلاص 

نظر لها بعدم فهم : خلاص ايه ؟!

قالت حميده بغيرة : تبطل تدافع عنها وزيها زي اللي قبلها ترضي باللي بعمله 

افلتت ضحكه هادي علي صراحه والدته المفرطه بينما لا تستطيع أن تخفي أو تتظاهر بأنها ليست تلك المسيطره والتي لا يقض مضجعها شيء قدر اهتزاز عرشها ليقول هادي بهدوء : براحه عليها يا امه لو ليا غلاوة عندك بلاش تضايقيها أو تضايقيني بكلمه عنها 

رفعت حميده حاجبها بسخط : بتحلفني بغلاوتك

اوما هادي قائلا : اه ...وهشوف بقي انا غالي عندك ولا لا 

ابتسمت حميده اخيرا لتقول له بحب : غالي طبعا يا اول فرحتي امال ايه 

ابتسم هادي لها ومال ليقبل يدها ثم قال : طيب انا همشي بقي .....عاوزة حاجه مني 

نظرت له حميده بغيظ طفولي : ما قولتلك خدني معاك 

ضحك هادي بمرح : حاضر السفريه اللي جايه 

رفعت حميده حاجبها بامتعاض : وانت ناوي تسافر تاني 

حمحم هادي قائلا : عشانك يا امه هسافر تاني واخدك معايا حاضر .

هزت حميده راسها وقالت بإصرار : لا النوبه دي 

هتف هادي بنفاذ صبر من عناد والدته : اشمعني يا امه النوبه دي 

هزت حميده كتفها قائله: اهو كده ....نفسي اشوف بلد غير البلد اللي عمري ما طلعت منها 

افلتت الكلمات الممتعضه من شفاه هادي : 

يعني بقالك ستين سنه قاعده في البلد وحبكت دلوقتي تبقي عاوزة تطلعي منها 

اتسعت عيون حميده ووكزته بكتفه بغيظ :  

ايه ستين سنه دي .... انا يادوب بتاع خمسين 

ضحك هادي علي عقل النساء ليقول بمراوغه :  اذا كنت أنا عديت الاربعين يا امه 

نظرت له حميده بحنق وهتفت :  اهو يادوب خمسين ده ابوك خدني عيله بضافير يعني سنه فوق سنه تحت مش حكايه 

ضحك هادي وقال بحنان وهو يقبل راس والدته : العمر كله يا امه 

احاط كتفها بذراعه وقبل راسها مجددا لتنظر له حميده بغيظ : يعني برضه هتاخدها وحدها 

صك هادي أسنانه وقال بغيظ : عروسه يا امه وعاوز افسحها يومين 

قالت حميده بغيرة : 

واللي قبلها مكانوش عرايس 

قال هادي دون تفكير : مكنتش بحبهم ...خلصنا بقي يا امه 

اومات حميده واخيرا ليقول هادي قبل أن يغادر : 

امه انا عاوز اطلب منك حاجه 

قالت حميده بلا تردد : عيني 

ابتسم هادي لها ليقول : أيوة انا عاوز عينك دي .....نظرت حميده له ليتابع بتشديد :  عينك متغفلش عن البت احسان 

عقدت حاجبيها باستفهام ليتابع هادي : مش عاوز رجلها تخطي برا الباب ولو حصل تقولي ليا 

قالت حميده باستنفار : عملت ايه

قال هادي باقتضاب : مش هستني تعمل ...انتي كل اللي تعمليه عينك عليها 

......

...


عقد دياب حاجبيه بينما اختطف نظره ذلك المشهد وهو يمر بجواره ليتمهل بسيارته ويوقفها جانبا وعيناه متركزه علي مرأه السياره الجانبيه يتأكد مما رأه ومر بجواره ...... !!

لوحت سمر باحدي يديها  تبعد الذباب من علي جبهه طفلها الرضيع الذي وضعته بحجرها بينما بيدها الأخري تعيد ترتيب تلك الخضراوات التي وضعتها أمامه علي أحدي الاقفاص وجلست علي الأرض امامها تبيعها بينما لم تجد سبيل اخر لكسب قوت اولادها لتذهب باكرا الي الوكاله تشتري بضع كيلوات من الخضار وتعود لتعرضهم بجوار بعض البائعين بالسوق الذي لم يسمح لها كبار التجار بدخوله وجعلوها تجلس بالقرب من بعض صغار الباعه مثلها علي بدايه الطريق ...!

نزل دياب من سيارته واتجه ناحيتها بينما عقده جبينه لا تفارق ملامحه ...!

ابتسمت سمر للمرأه التي اشترت منها بضع ربطات من الخضره لتعطيهم لها قائله : الف هنا 

أعطتها المراه بضع جنيهات ومضت في طريقها لتميل سمر تضع الجنيهات في كيس نقودها...رفعت عيناها حينما توقف هذا الخيال الطويل امامها ليخرج اسمه من بين شفتيها بنبره باهته : معلم دياب 

قال دياب باستنكار : قاعده كده ليه يا ام عبد الله ؟!

ابتلعت سمر وقالت بغصه حلق : بسترزق يا اخويا 

قبل أن يقول دياب شيء والذي يستوعب سبب فعلها هذا بينما أكد علي زوجته أن تخبر اختها أنه متكفل بكل مصاريفها هي وأطفالها 

: حقك عليا يااخويا لو ضايقتك انا عارفه هيبتك في السوق بس انا محدش يعرفني هنا والسوق ده بعيد عن اهل البلد وانا لولا الحوجه مكنتش عملتها بس لازم اكسب قرش واصرف علي عيالي مش هفضل عاله وانت تشكر علي اللي بتبعته ليا كل شهر 

هز دياب رأسه بينما تشعشعت نبرتها بعزه النفس ليقول برفق وهو يشير لها أن تقوم من جلستها : بزياده يا أم عبدالله وقومي ميلقش ليكي قعدتك في السوق وحرام العيل اللي علي ايدك يفضل في الشمس والحر ده ....

نظرت له بقله حيله : هعمل ايه يا معلم ماهو لازم اعمل كده عشانه وعشان اخواته اللي كل يوم مصاريفهم بتزيد 

قال دياب برفق :قولت قبل سابق هو وأخواته في رقبتي ليوم الدين وانتي كمان ...تعالي ارجعك بيتك وتفضلي فيه معززه مكرمه و هزود شهريتك عشان تكفيكم 


........

....

جلست بهيه بجوار مهجه التي انشرح قلبها بينما حادثتها وصال علي هاتف جدها تخبرها أنها ستسافر لتقول بهيه بفرحه : رايحه شهر عسل زي بتوع التلفزيون يا دكتورة ...الله يسعدك 

قالت مهجه بلهفه : خلي بالك من نفسك يا وصال في السفريه دي وبلاش تغيبي عن امك ....رفعت مهجه عيناها سريعا تجاه ابيها الذي توقف امامها وأخذ منها الهاتف ليقول بنقد : سفر ايه اللي امك بتقول عليه يا بتي 

قالت بهيه سريعا بعفويه : هتتفسح ياجدي 

هتف دياب بسخط : فسح ايه وكلام فارغ ايه ...بلاش دلع بنته جوزك عنده شغل 

امتعضت ملامح دياب بينما افلت الرجاء من فم مهجه: ما تسيبها يا بويا تتفسح وتفرح 

نظر دياب بحده الي ابنته وهتف بسخط : وانتي من أمتي بتقولي كلمه قدام كلمتي 

انقبض قلب وصال بينما استمعت الي حديث جدها مع والدتها التي انكسر خاطرها ليأتي لدياب الكبير الرد : هادي ادري بشغله يا جدي ...مع السلامه 

اغلق دياب الكبير الهاتف واعاده الي جيبه ليفرغ سخطه بمهجه التي واستها نظرات بهيه ليقول : بتك بتتدلع دلع ماسخ فهميها أن شغل البنته ده مش عندينا والبت تلزم بيت جوزها 

فتحت مهجه فمها لتدافع عن ابنتها ولكن ترجتها نظرات بهيه أن تصمت لتهز مهجه راسها بصمت بينما أشار لها دياب ؛ قومي اعملي ليا شاي وهاتيه في المكتب 

قام لتقول بهيه برفق لمهجه ؛ متزعليش يا امه انتي عارفه طبع جدي ناشف 

اومات مهجه متنهده : عارفه يا بتي ...هقوم اعمل الشاي 

قالت بهيه سريعا : تحبي اعمله انا 

هزت مهجه راسها : لا يا بتي هو طلب مني انا 

جلست بهيه تتابع تطريز تلك القطعه بيدها وعلي شفتيها ابتسامه محت بيها حزنها علي عمتها قليلا بينما تمنت لوصال السعاده ... رفعت عيناها تجاه دياب الذي عاد للمنزل لتهب من مكانها وتتجه إليه سريعا تزف له الخبر لعل حزن عيناه علي أخته يذهب : وصال لسه متصله علينا وفرحانه اوي ...هادي هياخدها شهر عسل زي بتوع التلفزيون يا دياب ...شوفت بقي أنها فرحانه 

اوما دياب بصمت بينما كل تلك المسكنات لن تذهب ضيقه من نفسه لأنه شارك باخفاء حقيقه مثل تلك علي أخته وعليه أن يتعايش مع هذا الذنب ليقول برفق لبهيه : ربنا يسعدها 

تنهدت بهيه التي أدارت راسها ناحيته بينما أخذ طريقه للاعلي .....

اتسعت ابتسامه دنيا وسرعان ما تركت من يدها الفاكهه التي جلست علي الفراش تتلذذ بأكلها بينما تشاهد التلفاز

: دياب ...اكيد اتوحشتني عشان كده رجعت بدري  

ولكن ابتسامتها لم تدوم وتحولت إلي مفاجاه باغتها بها سؤال دياب : انتي وصلتي الامانه اللي بعتها معاكي لأختك 

دق قلب دنيا بجنون بينما جف حلقها وهي تتساءل الف سؤال عما حدث وجعله يسأل سؤال كهذا 

لتقول بارتباك : طبعا يا اخويا ...دي امانه مش هوصلها ازاي 

لم يفكر دياب بينما يخبرها باستنكار : مش قالت عاوزة تشتري ماكينه ايه خلاها تقعد تبيع في السوق !! 

أخفت دنيا سريعا اهتزاز نظراتها وسرعان ما كانت ترسم الغضب والامتعاض علي ملامحها بينما تهتف بسخط : هي عملت كده ...اوما دياب بسخط وعيناه لا تغفل عن ارتباك دنيا التي قالت سريعا : تلاقيها حاشت الفلوس زي ما بتعمل علي طول ....نظر لها دياب باستفهام لتتابع وهي ترسم الغضب علي محياها : 

.... هي طول عمرها كده سمر تحب تعيش دور الغلبانه ... ...تفضل تحوش القرش علي القرش وتدعي الفقر .....بالك انت يا دياب انا اديتها كام عبايه من عندي وهي  برضه سابتهم ولبست جلبيتها المقطعه

تمصمصت وتابعت : طبعا امال ترسم الدور ازاي ماهي لازم تصعب عليك 

أوقفها دياب بسخط بينما استنكر حديثها : وتصعب عليا ليه هي كانت عارفه اني هشوفها 

اهتزت نظرات دنيا لينظر لها دياب بشك بينما يسألها : لأخر مره هسألك انتي مش بتوصلي ليها اللي ببعته 

اومات دنيا سريعا وهي تتهرب من نظرات عيناه المتفحصه : طبعا يا اخويا وبالزياده كمان ...انا مش لسه بقولك اديتها كام عبايه من عندي 

زفر دياب بضيق وهتف بها : وتديها قديم ليه انا مش قولتلك هاتي ليهم كسوه جديده 

قالت دنيا بارتباك : حصل يا دياب وجبت لعيالها بس انت عارف الحاجه غاليه والفلوس اللي اديتها ليا خلصت فقولت هي تاخد من عندي المهم عيالها يلبسوا جديد 

انتفخ صدر دياب بالضيق ليقول لها بتوبيخ : ومقولتيش ليا ليه وقتها

قالت بارتباك : اهو اللي حصل ..!

وبعدين فيها ايه لما تلبس من هدومي ...أغتلت ملامحها من اختها لتتابع بسخط :انا ليا صرفه معاها لما اشوفها 

هدر دياب بغضب : وبعدها لك يا بت مالك بيها 

التفتت له دنيا وقالت باستنكار بينما شعرت بالغيرة والنقص من دفاع زوجها عن اختها التي تراها أقل منها : انت اللي مالك بيها وبتدافع عنها ليه ....هي اختي ولا اختك 

نظر لها دياب بدونيه وهتف بها : ماهو عشان اختك كان لازم تكوني انتي اللي قلبك واجعك علي حالها وتعطفي عليها مش تبكتي فيها 

خفضت دنيا عيناها ليتابع دياب بضيق : انا متعودش ارد سائل وربنا قال الاقربون أولي بالمعروف 

....رفع اصبعه أمام وجهها وتابع : وانا لولا أني بختشي 

احرجها كنت بنفسي عملت المعروف من غير ما حد يعرف 

اخرج من جيبه رزمه ماليه وقال لها بتشديد : تاخدي دول وتروحي توصليهم ليها واياك تقولي ليها انك عرفتي مني حاجه ولا تجيبي سيره اللي حصل ...فاهمه 

اومأت دنيا ومدت يدها لتأخذ المال الذي لوهله نظر دياب إليه قبل أن يعيده الي جيبه لتنظر له دنيا بعدم فهم للحظه تحولت بعدها الي غضب حارق حينما قال 

: ولا اقولك بلاش انا هتصرف 

اتسعت عيون دنيا واسرعت خلفه : هتعمل ايه يا دياب فهمني 

التفت لها دياب وقال بخبث : هو مش علي كلامك هي بتحوش القرش علي القرش وتحرم نفسها وعيالها يبقي بلاها فلوس وانا هجيب ليهم طلباتهم 

ابتلعت دنيا بينما انغلق امامها باب تلك الأموال التي كانت تأخذها لنفسها لتقول بتوتر وارتباك حاولت أن تخفيه : وماله عندك حق يا اخويا ....انا هاخد الفلوس واشتري لها كل طلباتها 

نظر لها دياب بنفس الخبث بينما بدء الشك يدق باب عقله ناحيتها ليقول : لا خليكي مع العيال انا هتصرف 

............

....

نظرت وصال تجاه هادي الذي تثاءب بينما طال طريق قيادته وبدء النعاس يتسرب الي عيناه التي لم تغفل الليله الماضيه ...التفتت وصال تجاهه وقالت بحنان : هادي انت بتنام يا حبيبي 

اطربت قلبه بكلمه حبيبي ليبتسم لها ويهز رأسه : لا يا حبيتي فايق متخافيش

قالت وصال بينما تتزحزح وتميل تجاه كتفه: لو مش هخاف عليك هخاف علي مين 

رقصت دقات قلبه من معسول كلماتها ليقول بعشق : انتي طول السكه قولي ليا كلامك الحلو ده وانا النوم مش هيعرف لعيني طريق 

ضحكت وصال وقالت بدلال : بجد يا هادي 

اوما قائلا : طبعا يا عيون هادي اللي فضلت سهرانه امبارح طول الليل 

قالت وصال بابتسامه متدلله أكثر بينما يغرق قلبها بحبه وعشقه الذي يلعب باوتار أنوثتها ويدغدغها حد الغرور : طيب وايه سهرك طول الليل امبارح 

ضحك هادي قائلا بعتاب لطيف : ابدا يا ستي اصل اللي قلبي عشقها وخلاص بقت ليا سابتني ونامت وانا من فرحتي بقربها مقدرتش اغمض عيني بس باين أن قلبها جامد وجه ليها نوم 

احتضنت وصال ذراعه بحب وتنهدت قائله : حقك عليا يا حبيبي 

ابتسم هادي وزاغت عيناه للحظه بقليل من الحزن بينما اكذوبته كانت السبب في فساد ليلتهم وقلبه العاشق يعاتبها متمني أن يكون ما قاله هو ماحدث 

طال طريقهم الذي قطعه هادي وسط الليل الذي بدء يسدل ستائره المظلمه حولهم ليشير هادي الي هاتفها الذي تتطلع من خلاله الي خريطه طريقهم : ما تشوفي يا شهد العسل في البتاع ده قهوه نشرب منها اي حاجه تبل ريقنا اللي نشف ده 

تذكرت وصال لتقول باستدراك : ياااه علي دماغي ازاي مفكرتش  اخد اكل وعصير معانا 

قال برفق وهو يداعب وجنتيها : ولا يهمك ..هنلاقي اي مكان في الطريق 

اخذت وصال توجهه كما تشير خريطه الهاتف ليضيق هادي عيناه بعد قليل وينظر لها : احنا بنلف بقالنا ساعه يا شهد العسل 

قالت وصال وهي تحاول مجددا : اهو يا حبيبي الgps كاتب فيه كافيه قريب من هنا 

هديء هادي من سرعه السياره قائلا : البتاع ده شكله ولا بيفهم حاجه 

قالت وصال وهي تهز راسها : ازاي بقي ...ده ال gps دقيق اوي 

ضحك هادي يشاكسها وهو يوقف السياره جانبا : ولا دقيق ولا عيش ...انا هتصرف 

نظرت له بعدم فهم ليتجه هادي الي جانب الطريق ويشير لأحد السيارات التي توقفت ليميل هادي ويسأل عن الطريق وسرعان ما يعود الي وصال قائلا : اهو بكلمتين عرفت الطريق ولا تقولي اس معرفش ايه 

نظرت له وصال بشك ولكن سرعان ما تحرك بضع دقائق كما أخبره أحد السائقين ليجد وجهته ....التفت الي وصال 

التي ضحكت قائله وهي تغلق الهاتف قائله بإقرار : تصدب عندك حق ال gps طلع ولا بيفهم حاجه 

ضحك هادي واوقف السياره ليأخذها وينزلون تجاه ذلك الكافيه ليتوقف ويترك لها حريه الاختيار ....نظرت له وصال وهي تقلب قائمه الاطعمه والمشروبات بيدها تسأله : تاخد ايه ...ايس كوفي عشان تفوق ولا ...

قال بسماحه مشاكسا : انا معرفش الا القهوة والشاي إنما اللي في ايدك ده ولا اعرفه 

ابتسمت وصال له وطلبت لكلاهما ليأخذ هادي الطلبات ويعودون الي السياره ....فتحت وصال الطعام وأخذت تضع الشطيره بفمه يقضم منها وهو يتابع القياده 

...........

.....

جلست سمر بجوار أطفالها تفتح الكيس يلو الاخر ليقفز الاطفال فرحا بتلك الملابس الجديده التي اغرقهم دياب بها لتتنهد وتهمس بامتنان تدعو لهذا الرجل الشهم الذي خشي احراجها ووضع الاكياس أمام الباب وطرقه ثم انصرف دون جنب أن يعطيها فرصه لشكره 

فكل ما لمحته هو ظهره وهو يغادر ....!

: الله يا امه حلوين اوي 

ابتسمت سمر لأطفالها الذين قاموا بهوجائيه يجربون الملابس الجديده لتضم طفلها الرضيع إليها وتحيطه بتلك البطانيه الناعمه التي لم يغفل دياب عن إحضارها له

دخلت والدتها إليها بينما عادت للتو لتتفاجيء بتلك المشتريات : ايه ده يا سمر ....لهو قعده السوق بتكسب اوي كده 

قالت سمر بفرحه غامره:قاعده سوق ايه يا امي .....ده دياب الله يستره روحني من بدري ....وهو اللي جاب الحاجات دي للعيال 

رفعت حاجبيها تستفهم من ابنتها لتقول متنهده : ربنا يستره ...كتر خيره 

اومات سمر وقالت بحزن : مطلعتش من ابوهم يجيب ليهم كسوه ولو مره واحده 

قالت والدتها بابتسامه : اهو ربنا عوضك 

نظرت امامها وتابعت بتمني : بالك انتي لو ربنا يعوضك كمان براجل كده زي جوز اختك جيبه مليان يبقي ده العوض اللي بصحيح 

هزت سمر راسها سريعا وقالت برفض : لا يا امي توبه اني افكر في راجل تاني ...الحمد لله علي كده 

وانا برضه مش هفضل عايشه علي صدقه جوز اختي انا هشوف اي شغلانه تانيه 

هزت راسها وتابعت : هو برضه عنده حق مكنش ينفع انزل السوق ...انا هشوف شغلانه في حته مداريه اهو اكسب رزق عيالي 

اومات والدتها واتجهت الي غرفتها لتغلق الباب خلفها ثم تفتح الخزانه وهي تتلفت حولها قبل أن تمد يدها عميقا حيث تخبيء الدهب الذي تضعه ابنتها لديها لتطمأن لوجوده ثم تعود مجددا إلي الخارج .

........

...

ضحكت وصال علي هادي الذي ابتلع مافي الكوب دفعه واحده قائلا : ولا فيها ريحه القهوة .... ده الواد سوكه بيعمل ليا كوبايه قهوه تضبط دماغ مديريه ولما اديله عشره جنيه بيتنطط من الفرحه مش البتاع ده ابو ميه جنيه 

قالت وصال ضاحكه : سوكا ايه بس يا هادي البي يعرف يعمل ايس كوفي زي دي 

ضحك هادي وهز كتفه : اهو بيضحكوا عليكم بالكوبايه المتزوقه والاسم الانجليزي عشان تدفعوا 

داعبت وصال وجنته قائله : انت بخيل ولا ايه 

هز رأسه وقال سريعا : لا يابوي حد الله بينا وبين البخل انتي تطلبي عنيا انا بس مستطعمتش البتاع ده 

اشارت له وصال بكوبها ورفعت يدها به تجاه فمه : طيب جرب الفرابتشينو بتاعي 

قبل أن يصل الكوب الي شفتيه انسكبت بضع قطرات علي ملابسه لتسرع وصال تضع الكوب من يدها في المكان المخصص له بالمقعد وتسحب بضع مناديل تحاول مسح البقعه له هاتفه : سوري يا حبيبي مقصدش 

داعبت مشاعره التي تدفقت بعروقه من لمستها لصدره وهي تمرر فوقه المنديل ليقول متنهدا بحراره : امال لو قاصده 

نظرت وصال إليه للحظه بينما ظنته غاضب حينما اوقف السياره جانبا لتتفاجيء به يميل عليها وسرعان ما يخطف أنفاسها بقبله حاره لم يتحمل ألا يستجيب لها 

غابت أنفاسها داخل فمه بينما تعزف شفتاه سيمفونيه من تدفق المشاعر فوق شفتيها التي استسلمت لغزو شفتاه الضاري لتمر لحظات قبل أن يتركها تلتقف أنفاسها التي تسارعت كما حال أنفاسه التي اختطفتها بتلك النظرات المرتبكه التي داعبت عيونها بخجل محبب 

وضع جبينه فوق جبينها وتلاقت انفاسهما اللاهثه بينما يهمس هادي بشغف : الله يسامحك يا شهد العسل امال لو مش قاصده تعملي فيا كده !

خفضت وصال عيناها بخجل وهمست بصوت متقطع ببراءه : انا معملتش حاجه ...انت اللي عملت 

رفع هادي حاجبه بمكر : انا ....عملت ايه ؟!

قالت وصال ببراءه بينما ترفع يدها تجاه شفتيها التي انتفخت من آثار قبلته : عملت ....بوستني !

سخنت انفاس هادي الذي سرعان ما التقط شفتيها مجددا وهو يهمس بشغف وصبر نافذ : وهتجنن لو معملتهاش تاني !

مجددا ومجددا يأخذ شفتيها بقبله حاره اكثر مما قبلها لتتخدر حواس وصال التي احاطتها سحابه ورديه من المشاعر التي غزت عالمها واخذتها الي عالم آخر تمتزج به المشاعر بالانفاس اللاهبه والشغف اللامتناهي ....تجرأت يداه لتعرف الطريق الي خريطه جسدها وسرعان ما بدأت يداه تعبث بأزرار قميصها يفتح الواحد يلو الاخر لتنتشل وصال وعيها من بين ذلك الخدر اللذيذ وتهمس له وهي تضع يدها فوق يده : هادي ...احنا ...احنا في العربيه 

كيف يستطيع أن يسيطر علي نفسه التي تبعثرت بقربها 

لتخرج أنفاسه مشتته ومحمله بمشاعره الحاره بينما يطبع قبلات متفرقه علي جانب شفتيها : بعشقك يا شهد العسل ومش قادر ابعد عنك 

حاولت وصال التقاف أنفاسها بينما كللت الحمره ملامحها وهي تهز له راسها : وانا كمان بحبك اوي وبموت فيك 

.........

...

قضمت دنيا أظافرها بينما تحاول بصعوبه الصبر وهي تبحث عن حجه تخرج بها واخيرا بعد أن يأست قررت الصبر حتي انتصاف الليل بينما نام الجميع لتتسلل علي أطراف أصابعها وسرعان ما تخطو تجاه منزل والدتها الذي طرقت بابه بقوة 

فتحت سكر وهي تفرك عيناها لتقول بلوعه وقلق ما أن رأت اختها امامها بهذا الوقت المتاخر : خير يا دنيا مالك يااختي حد من العيال حصل له حاجه 

نظرت لها دنيا بغل شديد وسرعان ما صاحت بهجوم : انشالله انتي وعيالك 

انصدمت ملامح سمر من دعاء اختها عليها لتتوقف مكانها بينما تدفعها دنيا من امامها وتدخل تقف وسط الصاله وتصيح بها بتوبيخ : لهو انتي فاكره إن دياب هيخيل عليه شويه الكهن بتوعك وتفضلي تسحبي منه فلوس عيالي ...لا يااختي فوقي واعرفي أن اللي يقرف لقرش من فلوس عيالي اكله بسناني 

ابتلعت سمر ببطء ووقفت تتطلع الي اختها التي لم تجروء علي سؤالها عن سبب ثورتها والتي سرعان ما هجمت علي ذراعها تزجرها بغضب : انطقي اخدتي منه كام ؟!

قالت سمر بغصه حلق وهي تحاول نزع ذراعها من يد اختها : والله يااختي ما اخدت حاجه ...ده جاب شويه هدوم للعيال 

اتسعت عيون دنيا بغل : ويجيب هدوم لعيالك ليه لولا انتي اشتكيتي له الفقر 

توجهت الغيره بعيون دنيا التي اندفعت الي الغرفه وجذبت بعض الملابس الجديده التي فردها الاطفال علي طرف الفراش لتقطع منهم بغل وحقد : واهي الهدوم يا شحاته 

أسرعت والدتهم التي هبت من نومها علي تلك الأصوات لتحاول أن تحول بين ابنتيها بينما 

بكسره نفس وهوان أسرعت سمر تاخد من يد اختها الملابس : لا والنبي يا دنيا ده العيال فرحانين بيهم 

تغضنت نبرتها بالرجاء وهي تتابع ...سيبيهم يااختي وانا والله هسد تمنهم اول ما اشتغل ومش هاخد مليم من جوزك 

دفعتها دنيا والقت بالملابس أرضا لتنحني سمر تلتقطهم والدموع تتساقط من عيناها لتنظر والدتها إليها باستنكار : مالك باختك يا بت ...

هتفت دنيا بغل وحقد : هي اللي مالها ومال جوزي ...ايييه الطمع بقي عيني عينك وعاوزة تجر منه فلوس وخلاص 

نظرت لها والدتها بسخط بينما تميل تجاه سمر تربت علي كتفها : 

ايه قوه القلب دي يابت ...ليه بتعامليها كده ..قادر ربنا ياخد منك النعمه اللي اتفرعنتي علي اختك بيها ... غوري من هنا 

خرجت دنيا وصفقت الباب خلفها لتجثو والدتها بجوار اختها تواسيها :معلش يا بتي ...اختك متقصدش ...هي بس عينها بقت فارغه والطمع عاميها 

قالت سمر بانكسار : وانا مش طمعانه فيها والله يا امه 

زمت المراه شفتيها بسخط بينما تتبرطم بداخلها من تصرفات ابنتها (آخره الفرعنه وحشه يا بتي ) 

...........

.....

عقدت حميده حاجبيها واعتدلت جالسه لتقوم سريعا من فراشها ما أن استمعت الي تلك الخطوات ....شهقت احسان بفزع ما أن أتاها صوت حميده من خلفها: رايحه فين يا بت وبتتسحبي في نصاص الليالي 

ابتلعت احسان بتوتر كما حاولت ابتلاع هذا الالم الشديد الذي تشعر به لتقول بأنفاس مبعثره : ابدا يا امه ...كنت ...كنت رايحه الوحده الصحيه 

رفعت حميده حاجبها بعدم اقتناع بينما تابعت احسان التي وضعت يدها علي بطنها : بطني يا امه وجعاني اوي 

لولا الالم الذي ارتسم علي ملامح احسان الممتقعه لما صدقتها لتقول بجبروت : ومقولتيش ليا ليه .. انطقي يا بت 

حلفت احسان التي بالكاد تحتمل هذا الالم : والله يا امه بطني بتتقطع من الوجع ...ابوس ايدك سيبيني اروح الوحده 

قالت حميده وهي تهز راسها : رجلي علي رجلك 

اتسعت عيون احسان لتقول بارتباك : ليه يا امه 

نظرت لها حميده باتهام لتقول احسان سريعا باستدراك : قصدي ليه تتعبي نفسك .. انا هروح وارجع 

قالت حميده بإصرار : قولت رجلي علي رجلك 

استني هلبس عبايتي وانزل وراكي 

تمزقت احسان بين الوجع الذي تشعر به وبين اكتشاف ما تخفيه لتقول لحميده التي ارتدت ملابسها ونزلت في غضون لحظات وهي تتحامل علي وجعها: خلاص يا امه انا بقيت كويسه 

نظرت حميده الي العرق المتصبب من جبين احسان ورفعت حاجبها : ايه بقدره قادر الوجع راح

اومات احسان وهي ترسم الارتياح المزيف علي وجهها : اه يا امه الحمد لله 

زفرت حميده متبرطمه : يعني كل اللي نابني انك قلقتي منامي ...يلا غوري نامي واياك تاني تفكري تخطي خطوه من غير ما اعرف 

اومات احسان التي جرت أقدامها وعادت الي غرفتها والألم يعتصر بطنها تفكر ما الذي يحدث لها !

........

..........


اللحظه التي تاق هادي إليها طوال الطريق هاهي أتت بينما وصلوا اخيرا وهاهما واقفين أمام ذلك الفراش الوثير الذي توسط تلك الغرفه التي أطلت علي اطلاله خلابه لشاطيء البحر لتتلاعب نظرات الشغف بعيون هادي الذي التفت الي وصال وقال بتوق شديد وهو يفتح لها ذراعيه : تعالي يا شهد العسل 

تمنعت وصال بخجل ليمد هادي ذراعه ويجذبها من خصرها بقوة محببه ليصطدم جسدها بصدره القوي الذي وضعت يدها عليه واختبرت صبره بينما تبتدع حيله جديده للهروب من تلك السحابه الورديه التي يناديها إليها ومازالت ترهب أن تخطوها : هادي أنا جعانه مش هننزل نتعشي في الresturant بتاع الاوتيل ده الفيو بتاعه تحفه 

تنهد هادي بصبر جميل قائلا بابتسامه ماكره : وماله نتعشي يا شهد العسل !

.......

..........

نظر نعمان الي عليوة الذي استند بكتفه الي أحد الحوائط يدخن سيجاره تجر الأخري بينما كوب الشاي لا يبارح يده ليزفر قائلا : وبعدها لك يا عليوة بقالك ساعتين من سيجاره للتانيه ومن كوبايه شاي للي بعدها ...ايه مفيش وراك شغل 

قال عليوة بامتعاض : ايه يا معلم ...كمان هتعد عليا نفس الدخان وكوبايه الشاي 

نظر له نعمان وضرب كف بالآخر : واعد عليك ليه يا بوي لهو بتشربهم من جيبي ...اخر النهار تحاسب الواد سوكا علي الشاي ده 

احتقن وجه عليوة ونظر الي نعمان بحقد ليزجره نعمان بنبره غليظه : يلا شوف شغلك ...!

........

.....

عاد عليوة اخر النهار بجسد مرهق ليفرغ غيظه وغضبه كالعاده بزوجته التي نالها ما نالها ليجلس عليوة يفكر بعقل سام ماذا يفعل بعد أن ضاقت به كل السبل التي تؤدي إلي المال ....

وركز محمود ابنه وهتف بحنق : ما تفكر يا واد انت نعمل ايه ...البت احسان هي اللي في ايدها ترجع لينا العز اللي كنا عايشين فيه......فكر نعمل ايه 

.......

........

مجددا قامت حميده من نومها ولكن تلك المره انتفضت علي تلك الطرقات المتلهفه علي الباب ....سحبت طرحتها وقامت مسرعه لتتسع عيناها وتهتف بانفعال ما أن وجدت محمود امامها يلهث بفزغ : في ايه يا واد بتخبط 

كده ليه ؟!

قال محمود بفزع زائف : ابويا يا ست حميده ....ابويا بيموت وعاوز يشوف احسان 

وكأنه اتي الفرج إليها بينما تنازعت للحظه بين الذهاب والذي به الفرج من يد حميده وما بين الخوف من ابيها

التفتت حميده إليها قائله وهي تزفر بضيق : ابوكي بيموت يا ملكومه عاوزة تشوفيه 

قالت احسان بتردد بينما كل ما تريده هو حجه للخروج ومقابله ساميه لعلها تخفف من وجعها وها قد أتت إليها الحجه لتقول بتعلثم زائف : أيوة يا امه بس انا خايفه 

لوت حميده شفتيها هاتفه : خايفه من ايه ...بيقولك بيموت ...

تدخل محمود قائلا : اه بيموت يا احسان ...ابوكي راقد ومفيش علي لسانه الا احسان 

طمأنها محمود بنظراته من خلف حميده التي قالت : ابوكي برضه يا بت وانا هاجي معاكي  طيب يا واد ...انا هجيبها وجايه وراك 

لم تتركها حميده وحدها وها قد أتي مجيئها بثماره بينما لم تتواني عن وضع اوراق ماليه بيد صديقه والده احسان توصيها: هاتي له الحكيم وهاتي له اكل كتير عشان يتقوت 

اومات صديقه وهي تخفض نظراتها بينما خشيت زوجها ونفذت ما قاله وهي تولول عليه وقد تظاهر بالمرض 

نظرت احسان الي ابيها وبالفعل لم يخفي عليها حيلته 

والتي سرعان ما تخلي عنها ما أن انفرد بإحسان ليهب من فراشه وتشهق احسان برعب ...قال عليوة سريعا بهمس : اكتمي يا بت مش هعمل ليكي حاجه 

ابتلعت احسان بخوف وهي تنظر الي باب الغرفه المغلق حيث خرجت حميده لتجلس برفقه صديقه 

لتقول بصوت متقطع : اياك تعمل ليا حاجه يا أبا ..هصرخ 

قال عليوة بسخط : قولت اكتمي يا بت مش هعملك حاجه ....انتي اللي هتعملي 

نظرت له احسان بعدم فهم ليتابع عليوة : جوزك مش مديني مليم وعمه مشغلني عنده اجري وانتي في ايدك ترجعي العز لينا تاني 

نظرت احسان له وقالت بشرود : معادش في أيدي حاجه يا أبا ...انا عايشه بلقمتي 

زفر عليوة بحنق : اهو انتي لاقيه اللقمه إنما احنا لا ...

اتصرفي يابت 

اعتصرت احسان عقلها السام للحظات قبل أن تنتفض حميده علي صراخ احسان الزائف 

اسرعوا يدخلون الي الغرفه حيث نالت أحيان تصرخ وتولول علي ابيها الذي تظاهر بانقطاع أنفاسه من الالم : ااااه يا أبا 

صرخت حميده بها : في ايه يا بت 

قالت احسان ببكاء زائف : ابويا بيموت يا امه حميده ....ابوياااا

سرعان ما ناجت أخيها بنظراتها وهي تتابع بعويل : الحق ابوك يا محمود وهات الحكيم بسرعه 

وقف محمود مكانه يتظاهر بقله الحيله لتوكزه حميده : اجري يا واد بسرعه هات الحكيم لابوك 

بالطبع حيله ماكره انطلت علي حميده التي توسلتها احسان أن تبقي بجوار ابيها بعد أن زيف محمود ما قاله الطبيب له 

: عاوز علاج كتير اوي  

قالت حميده بلا تردد : وماله ..خد هات علاج ابوك 

قال محمود بقله حيله : منين يا حاجه ..

زفرت حميده وأخرجت من صدرها بضع ورقات ماليه : خد هات علاج ابوك 

لم تنتهي الحيله وهاهي احسان تتوسل حميده أن تبقي بجوار ابيها والتي قبلت علي مضض 

: بس اياك تتحركي 

اومات احسان لتضع حميده بيدها بضع أوراق ماليه : خدي دول عشان لو ابوكي احتاج حاجه وبكره الصبح الاقيكي قدامي 

اومات احسان التي تنفست الصعداء وسرعان ما وكزت أخيها ما أن غادرت حميده بينما ارتمت علي الاريكه خلفها : بسرعه يا محمود روح هات الست ساميه وقولها احسان عاوزاكي 

....

....

ابتلعت وصال بتوتر امتزج بضحكتها بينما يخطو هادي تجاهها بعد أن نفذت اخر حيله لها بعد تناول العشاء لتطلب الحلوي وهاهي وصلت الي غرفتهم ليقول هادي بمكر بينما يشير إلي الطاوله التي أحضرها النادل الي الغرفه : عشا واتعشينا وحلو اهو جه لغايه عندك ...هتهربي مني بأيه تاني يا شهد العسل 

كتمت وصال ضحكتها علي غمزته الشقيه بينما يقترب منها بخطوات بطيئه وعيناه تتلكأ علي منحنيات جسدها لتقول وهي ترفع يدها : انت بتقرب كده ليه ...هادي 

قال هادي بعبث وخبث بينما يرفع يداه إليها بطبق الحلوي : هأكلك بأيدي يا شهد العسل 

نظرت له بتوجس بينما يرفع أصابعه تجاه شفتيها بقطعه 

من قطع الحلوي الشرقيه التي اشتهتها وطلبها لها 

لتذوب بفمها من فرط حلاوتها وتغمض عيناها باستمتاع تطلق تأوه متلذذ بقطعه الحلوي ولا تدرك ما فعلته به بحركتها العفويه .... فتحت عيناها للحظه ما أن شعرت بانفاسه الساخنه تقترب من شفتيها التي كان مصيرها شفتاه لتغمض عيناها مجددا بينما يتراجع هادي بها الي الفراش ببطء وهو يحيط خصرها بذراعيه و يأسر شفتيها بشفتاه وسرعان ما تتعثر خطواته ويسقط علي الفراش خلفه ويجذب وصال معه لتسقط فوقه ولكنه سرعان ما يستدير بها ليصبح فوقها فتتقابل اعينهما للحظات قبل أن تغمض وصال عيناها وتغوص معه في بحر به امواج عاتية من حب ولهفه واشتياق سنوات .... ازدادت قبلاته ولمساته ولم يعد هناك هروب ليهمس لها بكلمات الحب والغزل يخدر حواسها لتتجاوز تلك الرهبه التي قضي عليها وهو يأخذها الي دوامه عشقه بحب جارف انتهي بها بين ذراعيه ورأسها تتوسد صدره ليغلبهم النعاس بقلوب تنبض بقوة وانفاس متلاحقة وخدر لذيذ واحلام ورديه ملئت سماء كلاهما 

...........

....

في الصباح 

هتف دياب باستهجان وهو يستمع إلي قرار جده بعد فرض سعر عالي علي الموالح لاحتكار السوق الي صالحه  : بس انت كده بتوقع بينهم يا جدي 

قال دياب الكبير وهو يهز كتفه بلا مبالاه :  مايقعوا... انا كل اللي يهمني الصالح 

هز دياب رأسه باستنكار شديد : صالح مين عشان أنا مبقتش فاهمك ياجدي ...انت كده مش بس بتوقع بين هادي وبين الحاج عبد الباسط و بتذرع بينهم عداوة انت بتولع السوق 

قال دياب الكبير بثقه : اسمها بشد السوق اللي بقي ملكنا وكل تاجر من التجار كبيرهم وصغيرهم لازم يعمل لينا فيه حساب ومش جديد علينا عملناها قبل سابق 

اوما دياب قائلا : معلوم ياحاج في سوقنا إنما سوق  الموالح طول عمرنا احنا والحاج عبدالباسط واخدين نص حصه وهادي وعمه النص التاني 

ضحك دياب الكبير وقال بثقه : يعني التلات ارباع السوق بقي بتاعنا  ....نظر إلي دياب وتابع كاشفا عن نيته : و من الاخر الربع بتاع عبد الباسط بقي يلزمني 

هتف دياب باحتدام : ليه يا حاج هو احنا ناقصين 

اوما دياب الكبير قائلا : مش ناقصين بس 

كفايه علي عبد الباسط كده ...ضحك وتابع بشماته : عبد الباسط كبر هادي اوي وسنده السنين دي اتاري عشان في الاخر يكون نصيبنا 

هز دياب رأسه برفض : انا مش معاك يا جدي 

عقد دياب الكبير حاجبيه باستهجان : يعني ايه 

قال دياب بجديه بينما أصبحت تصرفات جده تلك الأيام لا يستسيغها : انت علمتني اصول السوق واحنا كده بنشتري عداوة التجار وانت ياما قولت ليا عدوك النهارده حبيبك بكره طول ما انت في السوق وكلامك دلوقتي معاناه عداوة احنا مش محتاجينها 

قال دياب الكبير بتبرير : التجار ليهم اللي يورد لهم وانا هورد لهم بس بعد ما عبد الباسط يطلع من سوق الموالح ويبقي السوق بتاعنا وقتها هبقي اعوض التجار 

بالطبع عداوة وتنافس قديم لم يمر من دون أن يقيده دياب الكبير في دفاتره وها قد اتي وقت الانتقام لينظر دياب الي جده بعدم رضي قائلا : يعني انت عامل كل ده عشان تخلص حسابك مع الحاج عبد الباسط 

اوما دياب الكبير باحتدام : سبق وعملها معانا من سنين لما اكل السوق لوحده 

زفر دياب بضيق : كان زمان ياحاج وبرضه معملهاش بطريقتك دي .... ده غير أن هادي مش هيرضيه اللي انت عاوز تعمله في الحاج عبد الباسط 

ضحك دياب الكبير بشماته قائلا : وهو هادي لو وقف بيننا وبين عبد الباسط تفتكر هيختار مين ...ده كان حيا الله حماه وانا دلوقتي جد مراته تفتكر هادي هيفتح بوقه 

ولا يعترض 

نظر دياب الي جده بعدم رضي وهتف بلا تردد : 

انت كده خليت البيوت تمشي شغل الرجاله 

....احتدت نبرته بينما يتابع باتهام : بعت موافقتك علي الجوازه بالأرض وتاجرت ببنتنا واللي مش هيعرف يفتح بوقه بعد كده احنا مش هادي اللي هيكسر عنينا 

رفع رأسه وختم حديثه بقرار نهائي :و  انا مش راضي عن اللي بتعمله ياجدي ولا هبقي معاك يوم زياده في الشغل بالطريقه دي 

نظر له دياب الكبير بثبات ينافي اهتزازه الداخلي من مغزي كلمات حفيده : هتعمل ايه ؟! 

ضرب المكتب بقبضته وتابع بتهديد :  دياب اوعي تنسي نفسك وتفتكر انك معلم بصحيح انا اللي عملتك وخليتك كبير بس عشان تقف في ضهري مش عشان تقف قدامي تعارضني !!

احتقن وجه دياب بالغضب وجذب قدمه واتجه الي الباب ليوقفه جده بسخط :  انت رايح فين يا دياب 

هتف دياب بغضب اهوج : لو حكمت هنزل اشتغل زي اي صبي عشان معادتش تذلني انك اللي عملتني معلم يا جدي !

........

....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


اقتباسات متفرقه 

نظرت نشوي الي دنيا باستفهام : بتسألي عن احسان ليه ؟!


نظرت دنيا بغل الي دياب الذي أدار لها ظهره لتهتف لنفسها : كمان تتجوز ...لا ده انتي زودتيها اوي يا سمر !!


 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !