بساط السعاده ...الثلاثون

1


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

وقفت فاطمه تضع يدها بخصرها بتأهب لم تبالي له دنيا التي فتحت اللفافه التي تضع بها والدتها ذهبها لتراجعهم بعيون نهمه لتتفاجيء فاطمه بها تضمهم الي صدرها وتستنشق رائحتهم للحظه ثم تعيدهم الي اللفافه ....رفعت عيناها تجاه والدتها لتري نظراتها الساخطه !

لم تشعر بالخزي ولا الخجل بل قالت بعين قويه : الدهب مضبوط يا امه 

نظرت لها فاطمه ساخره: ما انا عارفه يا روح امك ولا فكراني معرفش اشيل الامانه 

اومات دنيا ببرود وهزت كتفها قائله : انا مقولتش عنك حاجه انتي ستري وغطايا يا امه إنما الدور والباقي علي البومه التانيه اللي قاعده زي الغراب وعينها في فلوسي وفلوس جوزي 

قالت لها فاطمه بسخط : اخرسي يا بت وبزياده كلام عن اختك ... اختك لا عمرها بصت ليكي ولا بصت لحد وطول عمرها راضيه بقليلها وعشان كده ربنا كرمها براجل يعوضها 

احتقن وجه دنيا بالغضب : قصدك اني بتبلي عليها 

هتفت فاطمه بحده : قصدي تسيبيها في حالها .. 

هزت دنيا راسها بموافقه مزيفه لتقوم من مكانها وتمد يدها الي والدتها بتلك اللفافه مره اخري : طيب خدي يا امه رجعيهم مكانهم 

نظرت لها فاطمه باستنكار : لا والله علي اساس مكنتيش مخوناني 

هزت دنيا راسها وقالت بحزن زائف : انا برضه يا امه اخونك ...لا عيشت ولا كونت 

قالت فاطمه وهي تشيح بوجهها عنها : خلصنا ...حاجتك معاكي تلزمك 

نظرت لها دنيا وقالت برجاء : معايا ازاي يا امه ...انتي عاوزة دياب يشوفهم ولا الحربايه بهيه 

خديهم يا امه ورجعيهم مكانهم لو ليا خاطر عندك !

........

....


تقلبت وصال بكسل علي تلك الأصوات الخافته التي أصدرها هادي بينما يرتدي ملابسه ليخرج صوتها الناعس وهي تعتدل جالسه تتمطأ : هي الساعه كام ؟!

التفت هادي ناحيتها وهو يبتسم بينما يميل عليها قائلا بغزل : الناس بتصحي تقول صباح الخير 

قالت وصال وهي تلف ذراعيها حول عنقه : صباح الخير يا حبيبي ؟

نظر إليها باهتمام وهو يسألها : عامله ايه دلوقتي 

هزت راسها وقالت : الحمد لله ....

انت رايح فين ؟

قال وهو يمرر يداه علي ذراعها : لازم اشوف شغلي يا شهد العسل اكيد في شغل كتير وعمي نعمان شاله عني اليومين اللي فاتوا ...ضحك وتابع باستدراك :  قصدي الشهر اللي فات 

الايام معاكي عدت كأنها دقائق 

ابتسمت له قائله : بجد يا هادي 

يعني مزهقتش مني 

رفع حاجبه وقال بينما يحيط خصرها بذراعه : ازهق ...ده انا طالع علي عيني 

عقدت حاجبيها وقالت بعتاب لطيف : بسرعه خلص شهر العسل واهو انت عاوز تنزل الشغل وتسيبني 

هز رأسه وقال بينما يداعب وجنتيها :  مهيخلصش واصل ولا عمري هسيبك  

قالت بدلال : امال انت نازل ليه ؟!

قال برفق : هشوف مصالحي علي تنامي شويه 

هزت راسها قائله : لا انام ايه انا خلاص صحيت 

هقوم اجهزلك الفطار 

........

قبل وجنتيها وقال بينما ينهي إفطاره : تسلم ايدك يا ست الكل 

ضحكت قائله : تاني ست الكل !

اوما لها قائلا : ست الكل وست الناس وست الستات كمان ...يلا هقوم انا ...عاوزه حاجه مني 

هزت راسها وقالت بحب : ربنا يخليك ليا يا حبيبي ....

هادي 

التفت لها لتقول له باستدراك : انا شويه وهروح لماما

قال هادي متذكرا : وماله بس خليها بكره تكوني ارتاحتي وانا هاخدك لغايه عندها ...

هزت راسها قائله : لا انا كويسه ياهادي 

نظر هادي الي وصال التي قالت بهذا الدلال الذي يسلب عقله : عشان خاطري يا هادي 

حاول التسويف بينما لا يستطيع التغلب علي قلقه الذي صاحبه طوال الليل بينما فجاه تلوت من الم بمعدتها : خاطرك غالي ياشهد العسل بس اسمعي الكلام وريحي النهارده 

جلس وجذبها لتجلس علي ساقه بينما يقول بتدليل : انا خايف عليكي وانتي امبارح بليل تعبتي ...خليكي النهارده في البيت 

قامت من فوق ساقه واولته ظهرها وهي تهز كتفها وتضغط علي وريده : اهو شوفت ...طلعت بتاع كلام وبس 

رفع حاجبه باستنكار : يابوي عليكي ...بقيت بتاع كلام عشان بقولك ريحي النهارده بعد ما كنتي طول الليل بتتلوي من الوجع 

قالت وصال برجاء : كان شويه مغص اكيد عشان تقلت في الاكل بس دلوقتي بقيت كويسه ...عشان خاطري يا هادي عاوزة اروح اشوف ماما وحشتني اوي 

هز رأسه وقال بتردد : وانا همنعك عنها يعني انا بس خايف عليكي 

هزت راسها وقالت وهي تشيح بوجهها عنه : خوف زياده عن اللزوم ....بقالي شهر مشوفتش ماما والبيت قريب اصلا يبقي ليه مروحش 

أمسك بيدها واعادها الي ذراعيه لتجلس بين أحضانه بينما يقول متنهدا : خلاص موافق يا ستي 

هتفت وصال بحماس وهي تهب من فوق ساقه : بجد يا هادي 

هز هادي كتفه وضرب كف بالآخر قائلا : وانا بقيت اقدر اقول لا قدامك ....هتقولي بتاع كلام 

غمزت له وصال بشقاوة : امال انت بتاع ايه ؟!

ضحك هادي وشاكسها : بتاع فاكهه !!

داعب وجنتها وقال بحنان : انا خايف عليكي 

اومات له بابتسامه : متخافش يا هادي ...زي ما قولتلك شويه مغص من الاكل 

قال موافقا : قولتلك بلاها الاكل المتلج ده بس انتي صممتي 

قالت وصال بتبرير : كان نفسي اوي في الملوخيه بالجمبري 

نظر لها هادي وقال بحنان  : بالف هنا بس بعد كده قوليلي وانا اجيبلك ملوخيه خضرا طازة وجمبري طالع من البحر بيلعب  

ضحكت وصال وغمزت له بشقاوة : كمان جمبري طالع من البحر 

اوما لها قائلا : امال ...انتي بس أأمري يا شهد العسل !

قالت بدلال وهي تداعب لحيته : متتاخرش عليا 

هز رأسه وقبل وجنتيها قائلا : 

اخلص شغلي وهعدي علي امي اطل عليها وارجع علي طول ...

يلا البسي هاخدك في طريقي وبالمره ابعت معاكي زياره 

ضحكت وصال قائله : انتوا غريبين اوي في الحته دي ...يعني هما تجار فاكهه وانتوا تجار فاكهه بتهادوا بعض بالفاكهه 

ضحك هادي قائلا : وماله زياده الخير ...نظر في ساعته وتابع : يلا ياشهد العسل كده مش هلحق المزاد 

قالت وصال وهي تهز راسها : لا بلاش تستني ..روح انتي وانا هبقي انزل براحتي عشان لسه هخلث شويه حاجات في البيت 

اومات له ليقول : خدي بالك من نفسك وطمنيني عليكي 

....

......

احتضنتها مهجه وهي تقول باشتياق : 

وحشتيني اوي اوي يا وصال 

قالت بهيه وهي تحتضن وصال : اوعي ياامه خليني احضنها انا كمان ...وحشتيني اوي 

قالت وصال وهي تحتضن بهيه : وانتي اكتر 

تطلعت بهيه الي تورد وجنه وصال وملامحها المشرقه لتقول بحب : اللهم صلي على النبي هو الجواز بيحلي كده يا وصال 

ابتسمت وصال بخجل بينما تابعت بهيه : واضح أن المعلم هادي واخد باله منك 

اومات وصال لبهيه وهي تقول متنهده : اوي اوي يا بهيه ...بيعمل اي حاجه عشان يخليني مبسوطه 

نظرت لها مهجه بابتسامه : ربنا يسعدكم كمان وكمان 

تلفتت وصال حولها وهي تسأل : دياب فين ده وحشني اوي اوي 

التفتت وصال تجاه دنيا التي اتجهت ناحيتهم بينما تقول : وانا موحشتكيش 

ضحكت وصال وقالت بمرح : مش اوي 

رفعت دنيا حاجبيها وهتفت بسخط : شايفه يا امه 

هتفت مهجه بتحذير : بتضحك معاكي وبزياده انا مش عاوزة مشاكل 

عقدت دنيا حاجبيها وهتفت بامتعاض : قصدك اني بتاعه مشاكل يا امه .... طيب انا هقول لدياب وهو يشوف له صرفه معاكم 

تعكرت ملامح وصال لتلوح مهجه في أثر دنيا وتقول لوصال : سيبك منها ...المهم احكيلي وطمنيني عليكي 

أمسكت بيدي ابنتها وتابعت : بس الاول قوليلي تأكلي ايه ...انتي النهارده هتتغدي معانا انتي وجوزك ....اخوكي 

في الوكاله وجدك طلع النوباريه عنده شغل مع التجار وهيرجعوا علي الضهر نتغدي كلنا سوا 

قالت وصال وهي تهز راسها : اي حاجه من ايدك يا ماما حلوة 

........

...........

نظرت فاطمه الي جلسه ابنتها الواجمه لتقول لها برفق : مالك ياسمر قاعده كده ليه ؟؟

نظرت سمر الي والدتها قائله وهي تتنهد بثقل : بفكر يا امه في كلام اختي ....الناس هتقول ايه عليا 

رفعت فاطمه حاجبيها قائله باستنكار : وانتي مالك ومال الناس وهي الناس كانت عملت ليكي ايه لما بختك مال في جوازتك ولا في طلاقك ...سيبك يا بتي من كلام الناس انتي مش بتعملي حاجه عيب ولا حرام 

.......

..........

زمت حميده شفتيها بينما وقفت لدي الباب أمام محمود الذي رفضت أن تدعه يدخل : وبعدها لكم يا ولاد عليوة ...مش خلصنا من عيا ابوك 

هز محمود رأسه قائلا : لسه عيان يا خالتي حميده 

نظرت له حميده بمقت هاتفه : انا مش خالتك ياابن عليوة ...انا الحاجه حميده 

اوما محمود بينما يضغط علي نفسه هاتفا : ماشي يا حاجه ...فين احسان عشان ابويا عاوزها 

لوت حميده شفتيها هاتفه : احسان بت يا احسان 

اتجهت احسان مسرعه تجاه حميده وهي تجفف يدها بينما كالعاده لا تدعها حميده ترتاح : نعم يا امه 

اشارت إلي باب المنزل قائله : تعالي شوفي اخوكي يا معدله 

اتجهت احسان الي الباب لتوقفها حميده التي ضغطت علي حروفها : واعملي حسابك مفيش مرواح عند ابوكي بزياده تنطيط عشان اللي في بطنك 

اومات احسان علي مضض بينما تتبرطم : ال يعني مريحاني اوي 

خفض محمود صوته وهو يهمس بجوار إذن احسان : ابوكي بيقولك عاوز فلوس ضروري 

نظرت له احسان بسخط هاتفه : منين ...قوله ممعيش فلوس 

نظر لها محمود بغل : تعالي قولي له انتي 

هزت احسان راسها وهتفت به : ولا جايه ولا رايحه...همست من بين اسنانها : حميده هتقلب عليا وانا مش ناقصه ..روح قوله لما يبقي معايا فلوس هبقي اديله 

.........

......

شمر دياب الكبير عن ساعديه بينما توسط الطاوله التي مدت عليها مهجه اطيب انواع الطعام ليقول لوصال: جوزك مجاش معاكي ليه يا وصال ؟

قالت وصال بينما تتناول بضع لقيمات صغيرة لفتت نظر والدتها : كلمته بس عنده شغل يا جدي 

قالت مهجه وهي تضع المزيد من الطعام أمام ابنتها : مش بتاكلي ليه يا وصال 

قالت وصال بابتسامه هادئه : شبعت يا ماما 

أصرت مهجه عليها لتقول وصال بامتنان : شبعت يا ماما بجد مش قادره 

........

...

تلاقت عيون حميده الجامده بعيون احسان التي امتلئت بالغل بينما لا تتوقف حميده عن تأنيبها : تقولي لاخوكي يخف رجله من هنا ...مش بيت ابوه رايح جاي ...انتي فاهمه

اومات احسان علي مضض : حاضر يا امه 

زجرتها حميده بهمينه : أيوة كده مش عاوزة اسمع الا كلمه حاضر .... تفضلي في طوعي تكسبي 

نظرت لها احسان وهتفت بمغزي : اكسب ايه يا امه 

قالت حميده بمكر : رضايا ورضايا يعني رضا هادي فاهمه ...!


.........

ابتسمت مهجه وبهيه بينما تعطيهم وصال تلك الهدايا التي أحضرتها لهم : تعبتي نفسك ليه ياوصال 

قالت وصال بحب : مفيش تعب يا حبيتي 

وضعت مهجه حول كتفها الوشاح الأنيق الذي احضرته وصال لها قائله : تسلم ايدك 

قالت بهيه وهي تقلب بكل مستحضرات التجميل التي احضرتها لها وصال قائله بسعاده : تسلم ايدك يا وصال 

حلوين اوي 

قالت وصال وهي تفتح حقيبه صغيره أخري : وجبت ساعه لدياب يارب تعجبه 

عقدت حاجبيها ونظرت الي ذلك الوشاح الذي أحضرته لوالده هادي كبادره لطيفه منها تجاه والدته كما فعل مع عائلتها لتقول بجبين مقطب : ياااه نسيت ادي هادي الشال بتاع مامته 

قالت مهجه سريعا : روحي اديهولها انتي واهي تفرح بيكي 

............

.......


نظر دياب تجاه المطبخ حيث قامت بهيه ووالدته يعدون الشاي لينتهز الفرصه وينظر مليا الي أخته التي يري سعادتها علي ملامحها : عامله ايه يا وصال ؟!

ابتسمت له قائله : الحمد لله كويسه اوي ...نظرت إلي ملامحه وتابعت : انت عامل ايه يا دياب ....مالك ساكت من اول ما رجعت 

تنهد قائلا : بخير ....انتي طمنيني عنك 

أكدت له مجددا : كويسه الحمد لله 

نظر لها لمزيد من الحنان : يعني هادي كويس معاكي 

قالت بسعاده : اوي يا دياب انت مش متخيل بيتعامل معايا ازاي عشان يخليني مبسوطه ....اتفسحت كتير اوي 

وكمان اخدني المستشفي عشان ارجع شغلي وروحت بيت بابا 

ظل دياب يستمع إلي سعادتها لعل إحساسه الضاري بالذنب يقل ليقول بحنان : ربنا يسعدك كمان وكمان 

اومات له ليتمهل قبل أن يخفض صوته ويسألها : بقولك يا وصال 

كنت عاوز أسألك علي حاجه 

قالت بترحيب : اسال يا دياب 

: الدكتورة اللي بتابع معاها بهيه كلمتني وقالت لازم ليها عمليه ....قالت إنها عمليه صغيرة بس انا مفهمتش في الحاجات دي وخايف عليها 

جعلها تري تلك الرساله علي هاتفه 

لتبتسم له وصال وتقول برفق : ربنا يخليك ليها ....كلام الدكتورة صح عمليه بسيطه هتحتاج ترتاح بس بعدها كام يوم 

قال دياب بلهفه : يعني العمليه دي ليها فايده ولا وجع وعشم علي الفاضي 

قالت وصال بأمل : اتعشم في ربنا خير يا دياب 

تنهد قائلا : ونعم بالله .....نظر إلي أخته وتابع : يعني اتوكل علي الله

اومات له قائله : أيوة 

: يبقي هاخدها ونروح مصر زي ما الدكتورة قالت 

نظر إلي أخته وتابع : بس انا معاوزش حد يعرف بالموضوع ده 

عقدت حاجبيها باستفهام : ليه ؟!

: اهو كده ...لما يتم المراد نبقي نقول ...انا هقول اني عندي شغل وهاخدها معايا يومين 

نظرت وصال له بتردد لحظه قبل أن تقول وهي تمسك بسلسله مفاتيحها وتخرج منها أحد المفاتيح : خد يا دياب 

نظر لها دياب باستفهام لتشرح له : مفتاح بيت بابا ...اقعدوا هناك اليومين دول 

هز دياب رأسه برفض : لا 

قالت وصال بإصرار : ليه لا ...اسمع الكلام يا دياب ...ده بيت ابوك 

هز دياب رأسه مجددا ولكن وصال أصرت عليه ليمسك من يدها المفتاح بتردد ويقول بتسويف : هشوف 

عادت مهجه وبهيه يحملون الشاي والحلويات لتقول مهجه : هدخل انادي جدك يقعد معانا 

قالت وصال وهي تعتدل واقفه : لا يا ماما انا همشي 

: لسه بدري يا وصال 

قالت وصال بابتسامه : بكره هستناكي انتي وبهيه تقضوا معايا اليوم 

قال دياب وهو يعتدل واقفا : يلا اوصلك يا وصال 

قالت وصال بتمهل بينما تنظر إلي هديه حماتها : خليك يا دياب ...هتمشي واعدي علي ماما هادي اديها الهديه 

ربتت مهجه علي كتفها قائله : جدعه ..أيوة كده ابدئي انتي بالطيب وخلي بينك وبين حماتك عمار 

.............

.....

قالت حميده بعتاب لهادي الذي وصل قبل لحظات الي منزلها ؛ كده يا هادي ...شهر بحاله تغيب عن امك 

قبل راسها قائلا : معلش يا امه 

رفعت حميده حاجبها : اعمل بيها ايه معلش دي ....هي بت مهجه اللي حكمت عليك تغيب عن امك 

تنهد هادي بملل : يووه يا امه هو احنا لسه في السيره دي ..!

نظرت له حميده بمكر قائله : بلاها السيره دي وخلينا في سيره تانيه 

نظر لها هادي باستفهام : سيره ايه ؟!

قالت حميده وهي تلوي شفتيها : ام ابنك اللي انت راميها ولا معبرها 

تغيرت ملامح هادي لتتابع حميده الضغط عليه : كنت ساكته عشان علي قولك تتجوزها إنما خلاص بقت في عصمتك يبقي لازم التانيه تعرف بالاولي وانت لازم ترد الأولي وتعدل بينهم وانتي اللي تمشي كلمتك مش بت مهجه 

انتفخ وجه هادي بالضيق لتتابع حميده وهي تهز كتفها : ويكون في علمك البت احسان كانت هتسقط الواد لولا انا منعتها 

اتسعت عيون هادي بصدمه لتهتف حميده بسخط : كنت هفرح انا بقي ببت مهجه ساعتها لو كانت سقطت حفيدي اللي بقالي سنين بترجاه 

وضعت يدها علي كتف ابنها وتابعت : انا امك وخايفه علي مصلحتك ....انت تقدر تتجوز واحده واتنين وعشره إنما العيل ده بقالك سنين مستنيه ....!!

ابعد هادي يد والدته عن كتفه وهب من مكانه هاتفا بسخط : هي فين ؟!

اسرع بخطواته اعلي الدرج ليقتحم غرفه احسان التي هبت من جلستها بهلع ما أن رأته امامها : هادي 

بدون مقدمات اتجه هادي ناحيتها يجذبها من ذراعها وزمجر بها بغضب : انتي ازاي تتجرأي تسقطي الواد 

لمعت عيون احسان للحظه بينما هاهي حميده عرفا كيف تضغط علي ابنها لتضع يدها فوق يده الممسكه بذراعها وتقول بعتاب ناعم : فارق معاك في ايه ...انت كده كده ولا حاطه في حساباتك 

هتف هادي بصوت ساخط : ميخصكيش ولا هتحاسبيني ...انا اللي هحاسبك لو الواد اللي في بطنك جراله حاجه ...فاهمه !

لم يتفاجيء هادي بتقبلها اي شيء يفعله بها فهو اعتاد منها الخضوع ولكنه تراجع خطوه ما أن اقتربت منه أحسان ووضعت يدها علي صدره وقالت بنعومه شديده : فاهمه يامعلم ....وضعت يدها علي بطنها وتابعت بدلال : انا روحي تروح مع العيل ده عشان منك .... ابنك انت يا معلم اللي طول عمري بحلم افرحك بيه 

ابعد هادي يدها عن صدره وهتف بها بسخط : اتعدلي يا بت وبزياده دلع ماسخ 

قالت احسان وهي تبتلع إهانته بل بدون كرامه تقترب منه مجددا وتقول بنعومه بينما مجددا تضع يدها علي صدره : ولو متدلعش عليك انت اتدلع عليك انت اتدلع علي مين يا ابو الواد 

زفر هادي بحنق وابعد يدها واستدار ناحيه الباب لتسرع احسان تحيط ظهره بذراعيها تحتضنه من ظهره 

وهي تهتف باستماته : لحد امتي قلبك هيفضل قاسي عليا يا هادي ..... انا سونه اللي بتعشق تراب رجليك ....!!

........

التفت دياب الي أخته التي اوصلها لمنزل حماتها : استناكي ارجعك بيتك يا وصال 

هزت راسها بابتسامه وهي تشير إلي أمام المنزل : عربيه هادي اهي ...هرجع معاه 

اوما دياب لها لتنزل وتتجه الي الباب ويتمهل دياب قليلا حتي اطمأن عليها حينما انفتح الباب ثم غادر 

عقدت حميده حاجبيها حينما فتحت الباب ووجدت وصال امامها ....!

.............

......

رمشت بهيه باهدابها بضع مرات قبل أن تحاول نطق شيء لينظر دياب برفق الي حالتها قائلا : مالك يا بهيه خايفه من ايه ...الدكتورة قالت عمليه صغيرة 

ابتلعت بهيه وقالت بتوتر وهي تنظر إلي نظرات دياب الحنونه لها : انا مش خايفه من العمليه ؟

غص حلقها بينما تتابع : لو عليا اتحمل اتشق نصين وتروح روحي لو هحمل منك يا دياب 

ابتسم لها دياب وقال برفق وهو يجذبها الي حضنه : بعد الشر عليكي يا عيون دياب 

رفعت عيناها إليه ليتابع باستفهام : خايفه من ايه ...انا جنبك 

قالت بهيه بأسي وهي تخفض عيناها حتي لا يريد ترقرق الدموع بها : خايفه قلبك يتوجع من الحسره والعشم لو محملتش

هز دياب رأسه وضمها إليه وهو يمسح الدمعه التي سالت علي وجنتيها : متقوليش كده تاني .... أن شاء الله هتحملي ولو محصلش كفايه انتي عليا يا بهيه 

انسابت الدموع بغزارة علي وجنتيها بعد كلماته تلك ليقول دياب بعتاب : وانا بقولك كده عشان تبكي يا بهيه وتوجعي قلبي  

هزت راسها ومسحت دموعها بظهر يدها : سلامه قلبك يا اخويا 

رفع دياب حاجبه بمكر وشاكسها ليغاير من سحابه الحزن التي جثت علي صدرها : تاني اخويا 

شهقت بهيه بينما باغتها وهو يحملها ويلقي بها علي الفراش ويستلقي فوقها هاتفا بعبث وهو يدفن رأسه بعنقها : طيب تعالي بقي اوريكي انا اخوكي ازاي 

ضحكت بهيه ليكون مصير ضحكتها بين شفتيه كما حال مصير ذلك الغل الذي توطن بقلب دنيا وهي تستمع الي ضحكه بهيه من خلف الباب ....!!

استدارت علي صوت تلك الخطوات لتواجهه عيون مهجه الساخطه والمستنكره لافعالها ولكن قبل أن تقول مهجه شيء كان لسان دنيا يهتف بقهر وحقد : يلا زعقي ليا يا امه وخلي دياب يطلع هو كمان يزعق ماهو انا الحيطه المايله في البيت اللي اتكتب عليا كل يوم اشوف قهرتي وجوزي في حضن ضرتي ولا كأنه متجوز غيرها 

غيرت مهجه الكلمات التي كانت تنوي قولها بينما نظرت إلي كلمات دنيا التي تغلغلت بالقهر لتقول لها : انتي اللي بتدوري علي قهرتك لما تتصنطي عليهم كل يوم ....لو فضلتي في اوضتك مكنتيش هتسمعي اللي يقهرك وافتكري أن قهرتك دي بتكون أضعاف جوه قلب بهيه بس هي مبتعملش زيك وبتصبر و عشان كده ربك بيراضيها 

تنهدت دنيا حقد وهي تكور قبضتها بينما ربتت مهجه علي كتفها وقالت برفق : ربي عيالك وارضي بنصيبك...هو مجابش ليكي ضره انتي اللي دخلتي عليها 

اندفعت دنيا الي غرفتها والغل والحقد يشتعل بقلبها تتساءل ماذا رأي ببهيه ولم يري بها ....التفتت تجاه طفليها والقت لهم نظره كارهه وهي تتساءل ما فائدتهم أن لم يكونوا وسيله لها لقلب زوجها ! 

.........

.....


بابتسامه قالت وصال : السلام عليكم يا طنط 

اومات حميده بارتباك لتتابع وصال بعفويه وهي تخطو للداخل : انا قولت اجي أسلم عليكي وكمان هادي نسي هديتك فقولت اجيبها معايا ...تلفتت حولها باستفهام : هو هادي فين ؟!

رمشت حميده باهدابها بينما تابعت وصال بدهشه حينما لم تجد هادي جالس بالبهو : عربيته برا ...معقول مجاش 

بأنفاس لاهثه كان هادي ينزل درجات السلم مسرعا بعد أن دفع احسان بعيدا عنه وهتف من بين أسنانه : اياك اسمع ليكي نفس 

نزل الدرج لاهثا وهو يقول  : انا هنا يا وصال !

ابتسمت وصال له للحظه قبل أن تتلاشي ابتسامتها حينما خرجت الكلمات من فم هادي دون ترتيب : ايه اللي جابك ؟!

رمشت وصال بعدم فهم ليحاول استدراك ما قاله : قصدي ....يعني في حاجه ..جيتي ليه ؟! 

قالت وصال بعفويه وهي تبتسم : ابدا بس نسيت تاخد هديه طنط 

اوما لها بينما تركزت نظرات حميده بغل واضح علي تلك الفتاه التي جعلت ابنها يقف أمامها بهذا الشتات والارتباك الذين تراهم لأول مره مرتسمين علي ملامحه 

اتجهت وصال له لتقول بحب : عامل ايه يا حبيبي ؟

ابتسم هادي لها وهو يحاول بصعوبه السيطره علي اختلاج دقات قلبه لتلتقي عيناه بنظرات والدته الساخطه والساخره بنفس الوقت ...!

مدت وصال يدها الي حماتها بهذا الوشاح قائله : اتفضلي يا طنط 

لم تتواني حميده عن امساك لسانها وسرعان ما كانت تتبرطم : طنط ...طنط ما بزياده يا مرات ابني وتعدلي لسانك 

نظرت وصال إليها بضيق واضح وقالت بعناد : وهو لما اقول ماما يعني لساني هيتعدل 

نظرت حميده الي ابنها بسخط : عاجبك رد مراتك 

زفر هادي وقال وهو يحاول أن يتمسك بهدوءه : مش عاجبني عنادكم علي كلمه يا امه .... وبعدين ما انتي بتقولي لها مرات ابني !

اتسعت عيون حميده بصدمه من محاباه ابنها لزوجته والذي لا تنكر وصال أنها رحبت به ولكنها بنفس الوقت لم ترد أن تغضب والدته عليه لذا تجاوزت عما حدث وقالت مغايره للموضوع ؛ مش هتشوفي الشال يا طنط 

زمت حميده شفتيها ونظرت الي الشال قائله بكيد : حلو طالما من ايد ابني اللي ميختارش الا كل حلو 

ابتسمت وصال وردت هي الاخر بغرور قاصده رد كيد حماتها : عارفه طبعا بدليل أنه اختارني 

اكتفي هادي من الشد والجذب بين زوجته ووالدته ليقول وهو يحمحم : طيب بالاذن احنا يا امه 

نظرت له حميده بحنق وهتفت من بين اسنانها : مش هتقعد تتعشي معايا 

هز هادي رأسه وقال برفق : خليها مره تانيه يا امه ...تصبحي علي خير 

سبقت وصال خطوات هادي للخارج بينما تركت له بضع دقائق يراضي والدته بهم ولكن من قال إن حميده سترضي الا بما وضعته في رأسها وهو كسر انف وصال 

لتشدد علي هادي من بين اسنانها : فكر في كلامي يا هادي ...احكم عليها زي ما انت طول عمرك حاكم علي الصغير والكبير ما بالك بقي بواحده في عصمتك 

رفعت حاجبها وتابعت بخبث : ولا مش هتعرف تحكمها 

ترك هادي والدته دون قول شيء بينما يعرف أن أي كلام سيقوله لن تستمع له ...! 

لوهله لم تلقي وصال بالا الي الارتباك الواضح علي ملامح هادي وحميده ما أن دخلت المنزل ولكن ارتباك أشد أصابها وهي ترفع عيناها للاعلي وتري تلك الواقفه !! 

انعكست اضواء الحديقه الخافته علي ملامح احسان التي وقفت بالشرفه وافترست وصال بنظراتها للحظات قبل أن تتراجع ما أن رفعت وصال عيناها للاعلي بعفويه لتمر لحظه واحده بالكاد رأت بهم وصال ملامحها 

عقد هادي حاجبيه حينما سألته وصال بعفوية ما أن اتجه ناحيتها : هي اختك هنا يا هادي 

هز رأسه بعدم فهم ليرفع عيناه حيث نظرت وصال وتهدر دقات قلبه بهلع حاول السيطره عليه وهو يقول : لا نشوي في بيتها 

قالت وصال بدهشه وهي تشير للاعلي : امال مين اللي كانت واقفه فوق 

قال هادي وهو يرسم الهدوء علي ملامحه: مفيش حد ...جايز بيتهيألك 

قالت وصال وهو تنظر مجددا للاعلي مؤكده لنفسها أنها رأت امراه بالشرفه : لا مش بيتهيأ ليا ...انا شوفت واحده في البلكونه 

قال هادي وهو يدفعها برفق الي سيارته : تلاقيه ضل شجره يا شهد العسل 

...........

.....

نزلت احسان مسرعه الي حميده وهي تبكي بدموع زائفه : شوفتي يا امه عامل ليها حساب ازاي 

هتفت حميده بغل لنفسها : شوفت !! لتتابع بوعيد خافت : ولسه هشوف اكتر لو بت مهجه مناخيرها مجتش الأرض ! 

........

....


احاط هادي خصر وصال بذراعيه ما أن دخلوا الي المنزل بينما مال يقبل جانب عنقها هاتفا باشتياق : وحشتيني يا شهد العسل 

استجابت وصال لقربه الذي تعشقه لتهمس باشتياق مماثل : وانت كمان وحشتني اوي يا حبيبي 

التقت شفتاه بشفتيها للحظات طويله قبل أن يلهث كلاهما ويضع هادي جبينه علي جبينها وينظر إلي عيونها هامسا بعشق : مبقتش اقدر ابعد عنك دقيقه 

قالت وصال بدلال وهي تحيط عنقه بذراعيها بينما ترفع نفسها علي أطراف أصابعها لتصل إلي طوله : امال ازاي غبت عني اليوم كله النهارده 

قال بابتسامه متغزله : قلبي وعقلي كانوا معاكي 

ضحكت وصال بينما مال ليحملها ويتجه بها الي غرفتهم وهو يداعب أنفها بأنفه : تعالي اقولك وحشتيني اد ايه 

أحاطت وصال عنقه بذراعيها وهي تبتسم له وتترك العنان لمشاعرها التي اججها لهيب مشاعره وهو يضعها فوق الفراش ويميل فوقها وشفتاه تعرف الطريق الي شفتيها !

........

....

سأل هادي نفسه طوال الطريق صباحا بعد أن طبع قبله علي جبينها وتركها نائمه وذهب الي عمله ...ماذا سيحدث لو كان العالم هو. وهي فقط ...!

مر شهر عليه في النعيم كما حال النعيم الذي يغرق به وهو بجوارها وما أن يبتعد عنها حتي يتوحش العالم بجواره ويفتح عيناه علي حقيقه هذا السر الذي يخفيه عنها وعن كل من حوله بينما كل واحد منهم يشكل حجر في طريقهم وهاهو هادي يغمض عيناه للحظه ويسحب نفس عميق ما أن رأي دياب الكبير يتجه ناحيته 

: السلام عليكم يا هادي 

قال هادي وهو يغتصب ابتسامه : 

اهلا بيك يا معلم دياب .... اتفضل خطوه عزيزة 

قال دياب الكبير بتوبيخ خفي : 

اهو قولت اجي انا اسلم عليك ما دام انت معملتهاش 

قال هادي بهدوء : غصب عني يا معلم يا دوب رجعت والشغل فوق راسي 

بس وحياتك كنت هجيب وصال واعزم نفسي عندكم 

علي العشا اخر الاسبوع 

قال دياب الكبير بترحيب : تنور يا ولدي بيتك ومطرحك 

تنهد وتابع بخبث : علي ذكر الشغل شوفت الي حصل 

حاول هادي أن يرسم اللامبالاة : اه عمي قالي

نظر له دياب الكبير بمكر بينما يتفحص ملامحه : وايه رايك ؟! 

قال هادي بمراوغه : اهو ده حال السوق يوم فوق ويوم تحت 

رفع دياب الكبير حاجبه قائلا باحتدام : قصدك خسارتي اخدتني تحت الارض 

هز هادي رأسه سريعا قائلا : لا يا معلم حسك في الدنيا وانت سيد العارفين أن السوق علي ده الحال اهو مكسب وخساره 

زف دياب قائلا : بس خسارتي كانت كبيرة 

قال هادي بتعميم : تتعوض يا معلم ولا أول ولا آخر خساره واحنا بنتعلم منك المكسب 

نظر له بخبث وتابع : وبعدين ماهو التصدير هيعوضك 

نظر له دياب بسخط : تصدير ايه ...لهو انت صدقت كلام دياب 

قال هادي وهو يرسم الدهشه : قصدك أن المحصول ده كله مش هتصدره يا معلم 

هتف دياب بسخط :  نصدر ازاي وانت وحماك مش سايبين لغيركم حصه 

قال هادي وهو يرسم البراءه علي ملامحه : أنا زيي زيك يا معلم ماليش فيها الحكايه دي بس المعلم عبد الباسط واخدني تحت جناحه 

التقت نظرات كلاهما ليقرء هادي ما يريده منه دياب والذي سرعان ما كشف عنه : وانت هتفضل تحت جناحه طول العمر . .كبرت ولازمن تعرف سكه الحكايه كلها واهو انا وانت نبقي فيها بالنص 

اوما هادي بتسويف : ربنا يقدم اللي فيه الخير 

هتف دياب بنفاذ صبر : ما انا بشاورلك علي الخير اهو ...لازمته ايه تفضل تحت ايد عبد الباسط ماهو انت منك لكبارات سوق الصادر وانا هدخل معاك شراكه 

اوما هادي متهربا : طبعا يا معلم لو جت فرصه مش هتأخر 

نظر له دياب بسخط بينما يدرك جيدا خبثه وأنه لن يعرف كيف يأخذ منه حق أو باطل لذا قام من مقعده ليقول هادي سريعا : علي فين يا معلم ...لسه مشربتش قهوتك 

قال دياب الكبير وهو يدفع بعباءته علي كتفه: اعتبرها وصلت يا هادي 

خرج دياب الكبير ليجلس هادي علي مقعده ويغمض عيناه بضيق كما حال تلك الدائره التي تضيق عليه كل يوم أكثر مما قبله ولا يعرف السبيل للخروج منها فكشف المستور نعم سيرفع يد دياب التي تضغط عليه ولكن بنفس الوقت سيدفع الثمن غاليا مع وصال ! 

..........

...

نفخ دياب الكبير دخان الأرجيلة الموضوعه علي الأرض بجواره وهو يضيق عيناه شاردا يفكر وقد انحصر كل تفكيره في السيطره علي هادي ليس لمال أكثر قدر رغبته الدائمه بأن يكون هو المسيطر والمتحكم في كل من حوله كما اعتاد ...!

أدار عيناه تجاه عليوة الذي أخذ قراره وهو الربح بأي كارت بيده فإن لم يربح من ابنته أو هادي الذي أصبح باب مسدود فعليه البحث عن باب اخر يفتحه وهاهو أمام باب دياب الذي استغرب مجيئه 

: السلام عليكم يا معلم دياب 

قال دياب بعدم اكتراث وهو ينفخ دخان الأرجيلة: وعليكم السلام 

قال عليوة وهو يميل علي يد دياب الكبير : انا جاي ليك عشان انت كبيري يا معلم دياب 

سحب دياب الكبير يده وهتف بعليوه بتوبيخ : ومن امتي انا كبيرك يا كلاف ....

قال عليوة سريعا دون الالتفات الي تحقير دياب له : طول عمرك كبير السوق وكبير الكل يا معلم 

اشار له دياب بنفاذ صبر : اخلص يا عليوة عاوز ايه ؟!

قال عليوة بلهفه وتملق : عاوزك تاخدني تحت جناحك يا معلم في السوق 

قال دياب ساخرا : وانت تملك ايه في السوق 

قهقه وتابع بمزيد من السخريه : كل السنين دي ومعرفتش حتي تفتح ليك متر في متر في السوق 

بغل هتف عليوة: منين يا معلم 

قال دياب الكبير بمغزي قاصد : ما كنت مناسب هادي ...!

قال عليوة بسخط : نسب بالاسم بس ....طول عمره أيده ماسكه ولا شوفت منه قرش 

رفع دياب الكبير حاجبه بسخريه : قول كلام غير ده ...انت اللي معرفتش تستغل القرش وكنت بتصرف من غير حساب لليوم ده 

اوما عليوة وقال بندم زائف : عندك حق يا معلم وعشان كده انا جايلك وبقولك خدامك انا من ايدك دي لايدك دي بس عايز قرشين اعيش بيهم 

اشار دياب الكبير تجاه وكاله هادي بنهايه الطريق : روح لنسيبك 

هز عليوة رأسه وهتف بسخط : معادش يا معلم ...انا جايلك انت وعاوز اقولك علي حاجه 

هتف دياب بسخط : جاي عايز ايه ؟

نظر دياب الكبير الي عليوة الذي قال بلهفه : عاوز الامان يا معلم قبل ما اقول اي حاجه !!

اوما دياب الكبير ونظرات المكر تلمع بعيناه بينما قال عليوة ظنا منه أنه سيقبض ثمن كشفه لهذا السر : البت بتي حامل !!

.......

....


جلس دياب بجوار ذلك الرجل ذو الطول والعرض بينما علي المقعد المجاور جلس ذلك الرجل الاشيب والد سمر لتتقدم فاطمه وهي تحمل اكواب الشاي قائله بترحيب : يااهلا يا اهلا يا معلم ياسين ...يا مرحب يا معلم دياب 

ابتسمت الي وداد وتابعت : منورة يا ست وداد

قالت وداد بابتسامه : نورك يا ام العروسه 

حمحم دياب وافتتح الحديث لياسين الذي طلب سمر من والدها ليختم حديثه : انا متكفل بعيالها وبيها من كافه شيء ومعاوزش منها إلا أنها تراعي ربنا في عيالي 

قال ابيها : متقلقش يا معلم ...البت سمر طول عمرها طيبه 

تنهد ياسين قائلا : وده المطلوب واللي قالته اختي ام محمود 

ابتسمت وداد وقالت بود : امال يا اخويا ...قلبي انفتح لها اول ما شوفتها 

اشارت لفاطمه : فين العروسه يا ست فاطمه 

قالت فاطمه بابتسامه سريعا : حالا اهي جايه 

رفع ياسين رأسه ببطء بينما تقدمت سمر بخجل تجاه اخت ياسين التي هتفت بتهليل : اللهم صلي علي النبي ...قربي يا عروسه 

بتهذيب اختطف ياسين نظره تجاه وجه سمر الصبوح ثم عاد لينظر تجاه ابيها وهو يقول : طلعي يا ام محمود الشبكه وخلينا نقري الفاتحه 

أطلقت وداد زغروده جعلت قلب سمر ينشرح بالسعاده لأول مره منذ وقت طويل بينما مازالت لا تصدق ما تعيشه ...فتحت وداد تلك العلبه القطيفه الزرقاء والتي تمددت علي ارضيتها الحريريه بضعه اساور كانت سمر فقط تري مثلهم بيد اختها ولم تحلم بيوم من الايام أن ترتدي مثلهم بينما بحب اخذت وداد تضعهم بيدها واحده تلو الأخري .

..........

...

بلعاب يسيل كان عليوة ينظر إلي دياب الكبير ينتظر مكافأته علي ماقاله وكشف عنه ليتفاجيء وتهرب الدماء من عروقه ما أن هب دياب الكبير واقفا وضرب الأرض بعصاه مزمجرا : قوم يا كلاف من هنا ....هتعمل راسك برأسي وتبعد قدامي اياك 

لم يفهم عليوة سبب هذا التحول ليتعلثم ولكن دياب الكبير زجره بصوت مرعب : غور من قدامي كل اللي قولته انا عارفه ولا فاكر هبيع جوز حفيدتي عشانك ...غور جاك شوطه 

جر عليوة أذيال الخيبه وهو لايفهم شيء بينما تلاعبت نظرات المكر بعيون دياب الكبير وهو يتنهد قائلا لنفسه : فاكر نفسك ذكي بزياده يا ابن الغزولي ...اهي لفت لفت ووقعت في حجري وعرفت اللي انت مخبيه !

..........

.....

كطفله صغيرة اخذت بهيه تتلفت حولها يمينا ويسارا كما حالها المره السابقه حينما جاءت معه الي القاهره وخلبت انظارها مبانيها الشاهقه ليبتسم دياب لها : مبسوطه يا بهيه 

اومات له قائله بحب : طول ما انت معايا انا مبسوطه 

ملئت صدرها بالهواء وهي تتابع بأمل كبير بينما ترفع عيناها للسماء وتضع يدها علي بطنها : وان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك زي ما انت جبرت بخاطري

داعب دياب يدها التي امسكها بين يديه قائلا: أن شاء الله.....يلا بقي قوليلي عاوزة تقعدي فين في الأماكن اللي قدامك دي عشان افطرك فطار ملوكي 

نظرت له بهيه بعيون متسعه ليهز رأسه بابتسامه كما حال ابتسامه وصال التي اوصته قبل أن يغادر أن لا يأخذ بهيه فقط الي المشفي بل يستغل تلك الفرصه ويحسن من نفسيتها ...مال ناحيتها وتابع : وصال وصتني عليكي وقالت فسحها يا دياب وانا ناوي اعمل بالوصيه 

قالت بهيه وهي بالكاد تلتقط أنفاسها من فرط سعادتها : والعمليه 

قال دياب بتقديم المشيئه : هنعملها بإذن المولي بس خلينا نتفسح يوم ولا يومين 

...........

....

طرقت دنيا باب منزل والدتها بينما أرادت أن تفرغ جرعه الغل بداخلها والتي ازدادت حينما رأت دياب يأخذ بهيه هذا الصباح ....فتحت فاطمه الباب وحينما رأت ابنتها دخلتون قول شيء لتقول دنيا ساخره : ايه يا امه حتي مش هتقولي ليا ادخل ....زمت شفتيها وتابعت بحقد : من ساعه ما غراب البين هلت علينا وانتي اتغيرتي معايا يا امه 

هتفت بها فاطمه بتوبيخ : من جراير لسانك اللي زي السم 

زفرت دنيا بحنق: وانا قولت ايه يا امه ....

اشارت لها فاطمه ورفعت اصبعها أمام وجهها : اسمعي بقي بزياده كلام ماسخ خلاص اختك اتقرت فتحتها وكلها كام يوم وتتجوز ولا هتاخد منك ولا من جوزك مليم والراجل شاريها ومش عاوز منها حاجه يبقي تهبطي بقي وتعاملي اختك كويس 

تغيرت ملامح دنيا وبوغتت بما نطقت به والدتها لتردد بشتات : اتقرت فتحتها 

اومات فاطمه : امبارح المغرب المعلم ياسين جه وقري الفاتحه مع ابوكي وهيكتب عليها اخر الشهر 

حاولت دنيا أن تتحكم في ملامحها بينما تتلهف لمعرفه كل التفاصيل : بسرعه كده 

قالت فاطمه متنهده : ويستني ليه ...الراجل عاوزها بالهدمه اللي عليها وهي غلبانه وربنا عالم بحالها وحال عيالها 

...نظرت إلي ابنتها وتابعت بتحذير : انا هنادي علي اختك تباركي ليها وزي ما قولتلك اهبطي بقي طالما معادش في داعي تقولي طمعت فيكي ولا اخدت منك ولا من جوزك 

حاولت دنيا أن تسيطر علي ملامحها ولكن كيف واول ما وقعت عيناها عليه كان تلك الاساور الذهبيه التي زينت يد اختها التي افترستها بعيون حقوده غيورة بينما بالكاد قالت بلسانها : مبروك يا اختي 

ولكن بداخلها كانت تهتف بغل وحقد : الجوازه دي لا يمكن تتم !!

........

..


قال دياب الكبير بينما يرتشف من كوب الشاي الذي وضعته أمامه مهجه : اهو انا قولت لدياب يصرف من غير حساب علي علاج بهيه اياك يجي بفايده 

قالت مهجه متنهده بأمل : أن شاء الله يا ابويا ده انا بدعي ليها ليل نهار 

نظر لها دياب الكبير وقال بخبث : ادعي لبنتك كمان 

نظرت له مهجه للحظه بعدم فهم ليتابع دياب الكبير : بنتك لازم تحمل يا مهجه 

اومات مهجه وقالت : أن شاء الله يا ابويا 

اوما دياب وقال دون مراوغه : عاوزك تفطميها ولو محصلش تاخديها للدكتور مش تقعد زي البيت الوقف 

لم تفهم مهجه ولكن دياب حدد هدفه ووضعه نصب عيناه 

........

....

قامت وصال سريعا من مكانها بينما للتو استيقظت وجلست تشرب كوب قهوتها لتتفاجيء بباب المنزل ينفتح 

استغربت دخول هادي الذي حمل هذا الصندوق الكبير 

: هادي حبيبي انت رجعت بدري ليه 

قال هادي بابتسامه واسعه بينما يضع الصندوق أرضا ويفتحه ويخرج منه أحدي حبات الجمبري الكبيره : جبتلك جمبري صاحي بيلعب 

ضحكت وصال واتجهت ناحيته بينما يشير إلي هذا الصندوق الذي امتليء بكافه انواع السمك الذي أخبرته بالأمس أنها تشتهيه : السمك اللي طلبتيه 

قالت وصال بعدم تصديق : انا كنت بس بقول نفسي في السمك ...انت بسرعه روحت جبته وجبته ازاي 

قال هادي وهو يداعب شعرها : قولتلك قبل كده اعتبريني العفريت بتاع الفانوس وطلباتك أوامر 

احتضنته بقوة ليقول لها وهو يقبل وجنتيها : نفسك في حاجه تانيه 

هزت راسها ليقول بمشاكسه : ها هتعرفي تعملي السمك ولا اتصرف انا 

هزت راسها وقالت سريعا : متقلقش النت مليان وصفات 

ضحك هادي قائلا : يعني البتاع النت اللي ركبته هيطلع له فايده بدل ما انتي ماسكه التليفون طول اليوم 

اومات له بابتسامه ليقول لها بحب وهو يميل ليحمل الصندوق : طيب انا هدخله ليكي المطبخ واطبخي اللي يعجبك براحتك وهروح انا بقي اشوف شغلي 

قالت وصال بابتسامه : هترجع علي الغدا  ..مش هتغدي من غيرك 

اوما لها قائلا : حاضر ...قرب ما تخلصي كلميني 

اومات له ليتذكر ويخرج هاتفه من جيبه : افتكرت 

نظرت إليه بينما طلب رقم والدته قائلا بحنان حيث يعرف أن والدته مثل زوجته تحب السمك فلم ينسي إحضار نصيب لها كما احضر لمنزله : جبتلك اكله سمك يا امه هتاكلي صوابعك وراها ....حالا هبعتلك بيها الواد عشري 

تمهلت حميده للحظات قبل أن تقول بمكر : لا بلاش تبعته 

عقد هادي حاجبيه لتتابع حميده وهي تبتسم بمكر : خلي مراتك تطبخها وانا جايه مع خالاتك نتغدي عندك النهارده ....ميصحش متعزمش خالاتك علي الغدا ولا مره 

تسمر هادي مكانه للحظات بعد أن أغلق الهاتف لتنظر له وصال باستفهام : في ايه ؟! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !