وضعت غرام اخر طبق علي الطاوله التي جلس ايهم إليها متظاهرا بالانشغال بالنظر الي هاتفه بينما لم يخفي علي غرام أنه بين الحين والآخر يلتفت تجاه باب غرفه ابنته المغلق .... جاءت هنا وسحبت المقعد وجلست لتهز كتفها وتنظر الي غرام قائله بقله حيله : حلا بتقول مش عاوزة تأكل !
التقت نظرات غرام بنظرات ايهم التي لاح بها الضيق بينما أعلنت حلا تحديها له وهاهي منذ الأمس تمتنع عن تناول الطعام لتقول غرام بصبر : طيب يلا افطري انتي ياهنون وانا هدخل اناديها
لاعبت هنا اختها الصغيرة يارا وبدأت تتناول الطعام الذي لم يقترب منه ايهم واكتفي بارتشاف قهوته متظاهرا بعدم الاهتمام حينما لمح غرام تأتي ناحيتهم وعلي ملامحها نفس نظره هنا من قله الحيله وإصرار حلا علي موقفها
الذي تظاهر ايهم بأنه لا يهتم به ولكن نظراته عكست العكس لتقول هنا : انا هقوم اتحايل عليها ...أوقفها ايهم برفض : اقعدي كملي فطارك وهي لما تجوع تبقي تقوم تأكل
نظرت هنا الي غرام التي هزت راسها ونظرت لها برجاء أن لا تعترض
اخذت غرام ابنتها الصغيرة لتطعمها
ثم اخذتها لتغسل لها يديها وتعطيها لأختها التي ستأخذها الي حافله المدرسه
مال ايهم تجاه الصغيرة التي ركضت الي حضنه وهي تودعه : باي يا بابي
داعب شعرها قائلا : باي يا روح بابي
نظر إلي هنا قائلا : خدي بالك منها يا هنون
اومات هنا وأشارت لأبيها وهي تقبل وجنته : باي يا بابي
افلتت تنهيده من صدر غرام وهي تجمع طاوله الافطار بينما جلس ايهم بصمت يكمل قهوته
مجددا تنهدت غرام ولم تجد بد من أخذ المبارده
: ايهم
نظر إليها لتقول برجاء : ليه بس يا ايهم واخد الموقف ده. ...يعني رافض من غير جدال ماهو حقها تزعل برضه
قال ايهم باحتدام : انا حر وانا شايف كده
اومات غرام وقالت برفق وهي تجلس بجواره : وهي برضه المفروض يكون ليها حريه اختيار
رفع ايهم حاجبه بسخط : حريه !!
لتقول غرام باستدراك : قصدي يعني دي حياتها والمفروض انت وهي تتكلموا مع بعض وتحاول تفهمها وجهه نظرك اللي انا نفسي مش فهماها
هتف أيهم بانفعال : ايه اللي مش مفهوم في اني رافض بنتي ترتبط الا بعد ما تكمل دراستها
حكت غرام عنقها بقله حيله بينما عجزت أن تصل مع أي منهم الي حل وسط لتنظر الي ايهم وتقول برجاء : حقك طبعا تخاف عليها وتنصحها بس انت مش بتتكلم معاها وهي حاسه انك بتجبرها علي اختيار حاجه هي مش عاوزاها وطبيعي تتمرد
زفر ايهم بضيق لتتابع غرام : الشاب كويس واختيارها ودخل من الباب ....خفضت عيناها وتابعت دون مراوغه : يعني يرتبطوا قدام الناس وفي النور ولا من وراك ...!
اتسعت عيون ايهم لتهب غرام من مكانها بينما هتف أيهم بانفعال : ده انا كنت اكسر دماغه واقطم رقبتها ..زفر وتابع بوعيد : طيب تبقي تعملها وتشوف انا هعمل ايه !
افلت الاعتراض من شفاه غرام التي تراجعت للخلف : ماهو الواد دخل من الباب وانت رافض
: غررااام وبعدين بقي ...مش هنخلص
هزت غرام راسها وقالت بعناد : لا مش هنخلص عشان ....تراجعت للخلف بينما بخطوه واحده توقف امامها لتجد نفسها في مواجهه عضلات صدره بينما يهتف بها بغيظ : عشان انتي زنانه وعنديه
كتمت غرام ابتسامتها بينما تهز راسها وتقول بخفوت : وهفضل ازن عليك !
زم ايهم شفتيه بغيظ وأقترب خطوه أخري لتلامس عضلات صدره جسدها بينما يضع كلتا يديه علي الحائط بجوارها يحاصرها ويميل ناحيتها هامسا: لو مسكتيش وبطلتي زن ....عضت غرام علي شفتيها وقالت بمشاكسه وهي تخفض عيناها بخجل : هتعمل ايه ؟!
سرعان ما التقط شفتيها بين شفتيه وهو يهمس بحراره : هعمل كده
عض علي شفتيها بقليل من القوة وهو ينهي قبلته الحاره التي اذابت غرام وظنها نهايه حديثها ولكن هاهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها وتقول بدلال : طيب عشان خاطري فكر !.
نظر لها ايهم بغيظ تقبلته بابتسامه شقيه بينما تطبع قبله علي وجنته قائله : هتفكر صح !
زفر وهز رأسه باستسلام : هشوف .... اتسعت ابتسامه غرام التي قالت بحماس : هروح أجهزلك هدومك
اوما لها وهو يحك ذقنه ويفكر للحظه في حديث غرام التي سرعان ما أوقفها : غرام
التفتت له ليقول بصوت خافت : لما انزل حاولي تخليها تأكل اي حاجه
اومات له بابتسامه وعادت لتتجه الي الغرفه ليوقفها ايهم مجددا وهو يرفع إصبعه محذرا : واياك تقولي لها اني غيرت موقفي لغايه ما افكر !
......
ركضت يارا من حضن اختها تجاه ايهم الذي وقف لدي باب الغرفه لتخفض حلا عيناها وتترك طبق الطعام من يدها وتهم بأن تقوم لولا أن أمسكت هنا بيدها تمنعها وهي تنظر لها برجاء ...داعب ايهم شعر ابنته الصغيرة واتجه الي وسط الغرفه وهو يحملها بينما يقول بقليل من المرح : انتوا عاملين حفله بيتزا من غيري
قالت غرام سريعا وهي تجهز له طبق : احنا فكرنا أنك هتتأخر
قال وهو يتعمد أن يجلس بجوار حلا : خلصت شغل بدري قولت ارجع نقعد مع بعض ...نظر إلي ابنته بطرف عيناه وتابع متظاهر بالجديه : بس واضح أن في ناس مش مرحبه بوجودي
وكزت هنا اختها بجنبها وهي تقول بابتسامه : لا طبعا يا بابي
وضعت حلا عيناها بطبق الطعام امامها وتجنبت أن تنظر إلي ايهم الذي انتظر لحظات قبل أن يقول وهو يقضم قطعه من الطعام : مش هتكملي أكلك يا حلا ولا لسه مضربه عن الأكل
كادت حلا أن تضع الطبق من يدها وتقوم لولا تابع ايهم بعتاب مرح: كل ده عشان طاهر !!
رفع حاجبه وهتف بتنمر : ده اسمه لوحده يخليني ارفضه
عقدت حلا حاجبيها واحمر وجهها الذي ارتسمت عليه غضب طفولي بينما حاولت هنا أن تمسك ضحكتها ليهز ايهم كتفيه ويتابع : يلا اهو هشوف سي طاهر واقرر
اتسعت عيون حلا والتفتت الي ابيها غير مصدقه : بجد يا بابي
ليهز ايهم رأسه وهو يزفر علي مضض قائلا : أيوة ...خلي سي طاهر يقابلني بكره
قفزت حلا من مكانها بفرحه غامره بينما قالت غرام وهي تقوم من مكانها : بكره ....يادوب يا الحق اظبط وانفض البيت ...
امسك ايهم يدها قائلا : بيت ايه اللي تنفضيه... انتي ماصدقتي !!
اومات غرام قائله : انت مش بتقول هتقابله بكره ...قاطعها ايهم قائلا : اه هقابله بس مش هنا
نظرت حلا الي ابيها باستفهام ليتابع ايهم : يجيلي المكتب واشوفه واقعد معاه ....زم شفتيه وحك ذقنه متابعا بتعالي محبب : والله عجبني وحسيته يليق ببنتي ابقي ادخله البيت ولو معجبنيش يبقي بالسلامه
عقدت حلا حاجبيها لتوكزها غرام هامسه : متكشريش كده ...اهو احسن من أنه يرفض خالص
دفنت حلا وجهها بالوساده بينما تحاول أن تكتم شهقاتها المتلاحقه والم تلك الصفعه التي مازالت آثارها واضحه علي وجنتها توجع روحها وهي تفكر أن عرف والدها بما حدث سيذكرها أنه كان رافض ذلك الارتباط من البدايه فازداد الم اخر الي وجيعه كرامتها وهو الم الندم لذا بدأت الأعذار اعرف الطريق الي عقلها
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أن شاء الله الفصل ينزل الخميس والحلقه تنزل الجمعه بأمر الله
كل سنه وانتوا طيبين وبخير واسفه علي التأخير
حكايه عمر تحفه ياريت جزء تاني
ردحذف