تنهيده حاره خرجت من صدر دياب الذي تركزت عيناه علي قبضته التي أخذ يكورها بينما زمت وصال شفتيها وهتفت باتهام : انتوا اللي عملتوا فيهم كده .... التفتت الي أخيها وتابعت باتهام أشد وهي تهز راسها بقليل من السخريه : ده انتوا حتي معلمين وتجار واول حاجه عارفينها أن المال السايب بيعلم السرقه !
هزت كتفها وتابعت : انتوا من البدايه اللي زرعتوا جواهم صورتكم بأنكم مجرد خزنه فلوس ....تجاهلتوا كل اللي بيعملوه وموقفتوش في وش طمعهم اللي كان بيزيد يوم بعد التاني ....عملت نفسك مش فاهم أو مش شايف تصرفات دنيا وكنت بتقول لنفسك اهي ديتها قرشين مش مهم !
ازدادت نظرات الغضب بعيناها بينما تتابع وهي تقصد هادي : وهو كان عارف كل تصرفاتها وسكت
قال دياب بدفاع : كان هيعمل ايه يا وصال ...بلاش تقسي عليه ...كان يعرف منين كل اللي بنت الابالسه دي عملته ...رفع يداه تجاه رأسه وتابع باحتدام : اللي عملته ميجيش في دماغ بشر
قالت وصال ساخره : لا يجي وعادي اوي يا دياب .... زمت شفتيها وتابعت بحنق : لو كان زيه زي اي راجل بيهتم بأبنه اللي جاي كان عرف الحقيقه من بدري
هز دياب رأسه وخفض عيناه للأرض بينما يتابع بدفاع : مترميش اللوم كله عليه
اهتاجت اعصاب وصال لتهتف بانفعال : امال ارميه علي مين غيره ...علي احسان ؟!
نظرت له باستنكار وتابعت : احسان ودنيا انتوا اللي عملتوا منهم وحوش وشجعتوهم بسكوتكم عن تصرفاتهم
...فكروا نفسهم اذكي منكم عشان انتوا كنتوا بتتجاهلوا تصرفاتهم وتعملوا نفسكم مش شايفنها .....واجهت أخيها وتابعت : اعترف بقي ياأخي بانكم شاركتوهم في الغلط ده ...يا دياب من اأمن العقاب اساء الادب وأوقات كتير لازم يكون في عواقب عشان الواحد ميكررش غلطه ولو انت شايف اني جايه علي هادي عشان بس اخدت موقف هقولك براحتك لأني معنديش استعداد اعدي اي حاجه غلط حد فيكم عملها في حقي مش هو وبس من غير عواقب !
نظر هادي الي عبد الحميد الذي قال بهدوء في محاوله منه لتبسيط ما يريد قوله : خليها تتحل بالود احسن يا معلم هادي
تغضنت نظرات هادي بالاسي بينما تغلغل اليأس بنبرته وهو يسأل : عاوز تقول انها هتتطلق مني في القضيه
ابتلع عبد الحميد وقال برفق : أن شاء الله متوصلش للمرحله دي ...انت من ناحيتك شويه يا معلم حاول تصلح الأمور ..وبعدين الستات مهما تهدد وتقول بتيجي عند الطلاق وبتستصعب الموضوع
ضحك وتابع ببساطه : شوف انا بقالي كام سنه متجوز داخل اهو علي عشر سنين ومراتي طلبت الطلاق اكتر من خمسين الف مره وبعدين تهدي وتصفي الأمور بيننا ....متوصلهاش لكده
غص حلق هادي وردد بصوت خافت : عشر سنين ....كان زماننا متجوزين بقالنا عشر سنين
نظر له عبد الحميد الي هادي باستفهام ؛ بتقول حاجه يا معلم ؟!
هز هادي رأسه ليتابع عبد الحميد : كلامي معاك يا معلم كده عشان عشره العمر بس لو هكلمك كمحامي هقولك احسن حاجه تعملها انك بالتوكيل تبيع لنفسك الأرض تاني تحسبا لأي حاجه
نظر هادي له ليتابع عبد الحميد : اتفاقيه التلاجات حقك كمان ترجع فيها لو حبيت بس كده كده هتكون باسم ابنك يعني مفيش منها قلق زي الأرض
أوقفه هادي عن المتابعه بينما اعتدل واقفا : انا مش هعمل حاجه زي دي ....انا كل اللي عاوزة أنها متتطلقش
قال عبد الحميد وهو يخفض عيناه : للاسف يا معلم قضيتها كسبانه
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اين رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك