بساط السعاده الفصل التاسع والأربعون

0


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ابتسمت سمر حينما فتحت الباب في الصباح ووجدت وداد امامها لتقول بترحاب وهي تفسح لها المجال لتدخل : اهلا اهلا يا ابله وداد اتفضلي 

قالت وداد وهي تدخل خطوتين : صباح الفل يا سمورا 

قالت سمر بحب : صباح الورد ياابله وداد 

وضعت وداد من يدها تلك الأغراض التي تحملها لتقول سمر بخجل : ليه كلفتي نفسك كده ياابله وداد ...كل ما تيجي تبقي شايله ومحمله 

قالت وداد بتهذيب : متقوليش كده يا سمر دي حاجه بسيطه وكله من خير المعلم ياسين 

ابتسمت سمر بخجل ما أن سمعت اسمه ليركض الاطفال تجاه وداد التي احتضنتهم بود 

قالت سمر سريعا وهي تشير إلي صينيه الطعام التي كان يجلس الاطفال حولها : تعالي افطري معانا يا ابله وداد 

هزت وداد راسها قائله : بالف هنا ...انا جايه في كلمتين وهمشي علي طول 

جلست سمر وأشارت لأطفالها ان يكملوا طعامهم لتخرج وداد من حقيبتها الصغيرة لفه ماليه وضعتها بيد سمر قائله : خدي يا سمورا ده مهرك ياسين بعته ليكي 

هزت سمر راسها وقالت بخجل : لا مهر ايه ...مفيش داعي 

أصرت وداد عليها قائله : هو ايه اللي مفيش داعي ...ده مهرك وكمان دي فلوس جهازك ...أخرجت لفه ماليه أخري 

لتقول سمر بخجل : لا جهاز ايه هو انا صغيرة لسه هجيب جهاز 

هزت وداد راسها وقالت بابتسامه: صغيره وهتجيبي احلي جهاز يليق بيكي وبأخويا 

مالت عليها تشاكسها بود : ياسين بقاله سنين ارمل ولازمه دلع 

احمر وجه سمر لتتابع وداد ضاحكه : كتري من لوازم الدلع القمصان والذي منه 

عضت سمر علي شفتيها بخجل وهزت راسها : لا لا يا ابله وداد دلع ايه ...انا ..انا 

ضحكت وداد وعادت تشاكس سمر : انتي ايه ..شكلك هتغرقي في شبر ميه ....وضعت يدها علي كتفها بود وتابعت : كده يبقي انا اللي هاجي معاكي واشتري ليكي كل حاجه 

تراجعت وتابعت باستدراك : ده طبعا لو تحبي يا سمر 

قالت سمر سريعا : طبعا يا ابله وداد ....خفضت عيناها وتابعت : انا بس مش عاوزة اكلف الملعم 

قالت وداد بسماحه: وهي فين الكلفه...انتي عروسه ولازمن تفرحي 

غمزت لها وتابعت بمرح : هنزل معاكي ونجيب الاحمر والاسود والبمبي والحرير والستان وكله 

ابتسمت سمر بخجل لتتابع وداد : وكمان نجيبلك فستان فرح 

اتسعت عيون سمر وهزت راسها : لا فستان ايه ....هو انا صغيره 

قالت وداد بحب : صغيرة وحلوة وحقك يابت تفرحي بلاش تستكتري علي نفسك حاجه انتي تستاهلي كل خير 

ربتت سمر علي يدها بود قائله : انتي طيبه اوي يا ابله وداد 

همت وداد أن تقوم لتقول : اقوم أنا بقي وبكره أن شاء الله اعدي عليكي ننزل نتسوق سوا ...غمزت لها وتابعت : اصل ياسين مستعجل اوي علي كتب الكتاب 

أمسكت بها سمر قائله : لسه بدري يا ابله وداد خليكي قاعده معايا ...انا زي ما انتي شايفه كده طول اليوم وحدي 

جلست وداد قائله : ماشي هقعد شويه ....

قامت سمر قائله : هقوم اعمل كوبايتين شاي وارجع بسرعه 

عادت سمر بعد قليل ووضعت الشاي علي الطاوله لتتردد وداد قبل أن تقول : هو لا مواخذه يا سمر يااختي في سؤالي ....انتي مشوفتيش اختك من ساعتها ولا تعرفي ايه اللي جراها 

غامت عيون سمر بالاسي وهزت راسها لتقول وداد باستدراك : حقك عليا مقصدش 

هزت سمر راسها وقالت بسماحه: ولا يهمك انا اصلا بقالي كام يوم بسأل نفسي يا تري ايه اللي جرالها ولا اتحكم عليها بأيه 

تنهدت وداد قائله : الله يجازيها علي عملتها ...كان ايه مستدعي كل ده 

نظرت سمر الي وداد وترددت لحظات قبل أن تخبر وداد بكل شيء لتنظر لها وداد بعيون متسعه : يابوي ..كل ده يطلع منها 

اومات سمر بخزي قائله : انا والله عملت اللي عملته من حرقتي ولا كنت اقصد اخد حاجه مش بتاعتي 

اومات وداد لتنظر لها سمر برجاء : خليها سر بينا يا ابله وداد إكراما للمعلم دياب ...ده مهما كان موضوع يخصه وانا مكانش ليا افضح سره ...فركت يدها وتابعت : انا مشوفتش منه إلا كل خير وعيني مش قادره تيجي في عينه ولا حتي طليت علي عياله عشان عيني في الأرض من عمايل اختي 

ربتت وداد علي يدها قائله : لا حقك تروحي وتشوفي العيال انتي مهما كان خالتهم 

خفضت عيناها قائله : ماليش وش ادخل بيتهم وافكرهم بعمايلها 

تنهدت وداد لحظات ثم قالت : اهو الايام بتنسي وهينسوا وهما مشافوش منك الا كل خير وقتها تبقي تروحي تشوفي العيال 

اومات سمر لتقول وداد بتردد : بس لو تساليني رأيي اقولك تقولي لياسين. .... هو سرك وحلو يبقي عارف كل حاجه 

نظرت سمر إليها وقالت بخجل : فكرت ياابله احكيله بس عشان خاطر المعلم دياب مرضتش وقولت ميخصنيش بس انتي عندك حق انا هقوله 

ابتسمت وداد لها وربتت علي يدها قائله بود: جدعه يا بنت الناس 

غامت عيون سمر بالحزن قائله : هما فين الناس ده انا لوحدي وامي الله يرحمها واختي اهي راحت لحال سبيلها و ابويا حتي مفكرش يطل عليا ولا يسأل جرالي ايه 

قالت وداد برفق : تلاقي مراته الحربايه محرجه عليه يسأل ولا يجي ....ولا يهمك اهو ربنا بعتلك ياسين يملي دنيتك 

تنهدت سمر بسعاده قائله : اه والله يا ابله وداد ده انا اول مره احس ان ليا ضهر وسند !

..........

.....

عضت احسان علي شفتيها بينما الالم يداهما منذ الأمس 

لتضع يدها علي ظهرها بألم شديد .... ماذا تفعل بينما ظنت أن الالم سيمضي ولكنه لا يتوقف لتطل من باب غرفتها ولكنها تتراجع سريعا حينما استمعت الي تلك الخطوات ...مازال الوقت مبكرا حتي أن الفجر بزغ للتو فمن يستيقظ بهذا الوقت ...عقدت حاجبيها بدهشه حينما تبيت أن تلك الخطوات هي خطوات هادي الذي كان يخرج من غرفته ....تسللت علي أطراف أصابعها خلفه لتجده يأخذ سيارته ويغادر ...!

تراجعت الي غرفتها وتمددت علي ظهرها تفكر بغل بأنه حتي لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها مجددا بعد أن سألها مره واحده أن كانت بخير وبالطبع كذبت واخفت المها حتي لا يأخذها للطبيب .... ! 

ازداد الحقد بداخل عيونها بينما كل ما يهتم بها هو تلك الفتاه دون عن غيرها ...لماذا لا تكون مثلها ؟!

ضيقت عيناها وفكرت بقليل من الحسره بأنه كان لا تنكر يعاملها جيدا ...كان يعطيها ما تريد !! فقط يعطيها ما تريد هذا هو مقياسها وهذا هو كل ما كانت تريده منه لذا فلا تسأل عن مشاعر لم يبادلها لا هي في الأساس لا تفكر بها ...! طرحت تلك الأفكار جانبت وهي تحدث نفسها 

يجب أن تخرج وتذهب لساميه لعلها تعطيها شيء يسكت هذا الالم ولكن الوقت ما يزال باكرا لذا فلتحاول أن تنام قليلا ثم تخرج  !

.....

........

فرك عشري عيناه الناعسه و التي كانت تدور هنا وهناك خلف الصبيه الذين يحملون تلك الصناديق علي السيارات النقل ليتجه الي هادي الذي جلس بوجوم ..نعم حاضر بجسده ولكن عقله في مكان آخر ..! بعد إلحاح عشري اضطر أن ينزل ليتابع عمله ولكن هاهو بلا عقل حاضر ! 

: معلم هادي 

التفت له هادي ليقول عشري : تمام العربيات حملت 

اوما هادي قائلا : اطلع بيهم علي التجار 

قال عشري باستفهام : ما نخلي الواد وهدان يطلع معاهم عشان اقعد معاك نخلص الحسابات زي ما اتفقنا ....

هز هادي رأسه قائلا : بعدين يا عشري 

هتف عشري بجزع واضح : امتي بس يا معلم.  ..انا دماغي دارت مني وخايف علي مالك ...ولاد الجبري عمالين يسحبوا علي المكشوف وعيال ابو اسماعيل نازلين بتقلهم في كل مزاد والمعلم دياب الكبير داخل عناد مع المعلم عبد الباسط وقولتلك علي الخساره اللي بنخسرها ...حك الشاب رأسه وتابع : ده غير المواشي يا معلم ...انا ماليش فيها الشغلانه دي وخايف يكون الواد ذكي الكلاف بيشتغلني ده واخد بتاع خمسين ألف علف في كام يوم وقبلهم خمسين الاسبوع اللي فات ...المال السايب يعلم السرقه يا معلم وانا دراعك اليمين بس مش ملاحق علي الوكاله والمزرعه و الأرض ده غير التلاجات اللي واقفه والمهندس كل يوم يطلب طلبات 

سحب هادي نفس عميق بينما استمع بشرود الي عشري ...اعتاد أن يعمل وبعقله كل هذا ويتابعه دون عناء ولكن تلك الأيام عقله مشتت وبداخله شعور بالتخلي ...لماذا يكد ويعمل بينما خسارتها تعني أنه خسر كل شيء فلا يشعر بالرغبة في فعل شيء 

جلس عشري ونظر الي هادي بود وسأله باهتمام : لا مواخذه يا معلمي اني بسألك بس انت عارف غلاوتك عندي وانا من وانا عيل صغير متربي تحت ايدك ...مالك يا معلم ..فيك ايه ؟!....قولي بس ايه مضايقك وانا بعون الله أقف في ضهرك 

هز هادي رأسه وقال وهو يربت علي كتف هادي : انت اخويا الصغير يا عشري ....مفيش حاجه انا بس دماغي مشغوله اليومين دول 

قال عشري بتلقائية: عمر ما عقلك انشغل عن شغلك 

تنهد هادي قائلا : هتعدي يا عشري 

اشار له قائلا : قوم بينا نروح المزرعه نبص علي المواشي اشوف موضوت ذكي !

.........

.....

رفعت ساميه أحدي حاجبيها الرفيعين قائله ما أن رأت احسان : هل هلالك شهر مبارك يااختي ..تو ما افتكرتي 

قالت احسان بألم : الحقيني يا ساميه ضهري هيتفرتك من الوجع 

زفرت ساميه قائله بملل : وايه الجديد ماهو انتي كل كام يوم تتوجعي واقولك اللي فيها ...يابت العيل ده لو مات في بطنك هيجيلك تسمم ومحدش هيلحقك ...نزليه واخلصي كده كده مش هيكمل ولا يتولد 

احتقن وجه احسان بالغل وهتفت بساميه ؛ اخلص من ايه .....انا لو في حد عاوزة اخلص منه هو كلامك اللي زي السم 

زجرتها وتابعت : اديني حاجه تسكت الوجع 

زمت ساميه شفتيها وهزت كتفها هاتفه بينها وبين نفسها تعد علي أصابعها ما تسمعه من الأطباء بأنها بحد اقصي من في حالتها تبقي علي الجنين ١٦ اسبوع 

ادارتها ساميه وقالت بلا مبالاه بعد أن توقفت عن العد : اديري يااختي اديكي حقنه وبشوقك بقي 

توجعت احسان بينما تغرس ساميه الحقنه بها لتلتفت إليها وهي تعدل ملابسها قائله : وهاتي علبتين من البرشام احسن خلص 

تبرطمت ساميه هاتفه : يااختي بتثبي ايه ما قولتلك ...زجرتها احسان : بقولك هاتي 

اومات ساميه واعطتها التدوين هاتفه : ...يلا بشوقك

أعطتها الادويه لتستدير احسان لتغادر ولكن ساميه اوقفتها باستنكار : علي فين يا حلوة ؟! 

التفتت لها احسان هاتفه : هروح قبل ما حميده تاخد بالها اني طلعت من البيت 

فتحت ساميه يدها قائله : وانا مالي ..  فتحت يدها وأشارت لها :  فين حسابي يااختي ؟

وضعت احسان بيدها بضع أوراق ماليه لتاخذهم ساميه ومجددا توقف احسان هاتفه : عندك يااختي ...هي المصيبه اللي عندي في البيت هتفضل لغايه امتي ..قولتي يومين واهو يوم يجر التاني 

هتفت احسان وهي تزفر: كام يوم يا ساميه واهو كله بتمنه 

هزت ساميه راسها وكشرت عن أنيابها : هما يومين مفيش غيرهم وتجيبي خمس الالف جنيه مينقصوش جنيه واحد 

..بلاها شغل الميه والمتين ده 

هتفت احسان بسخط : منين يااختي هو انا قاعده علي تل فلوس ....ده انتي مقشطاني ! 

.......

....


بقيت وصال جالسه في فراشها بعد أن استيقظت قبيل الظهيره لتسند ظهرها الي الوساده وتبقي مكانها بينما كان النهار هاديء للغايه بدون وجود فله التي بالرغم من بقاءها معها مجرد يومان إلا أنها هونت عليها الكثير من الوقت الذي استشعرته لا يمر وهاهي بعد اصابه كاحلها ذهبت لمنزل ابيها ....! 

جففت وجهها بالمنشفه بينما تسير بخطوات رتيبه تجاه الغرفه التي تراجعت عن دخولها ونظرت حولها في أرجاء البهو الخالي لتهز راسها وتفكر لما لا تعد لنفسها كوب من القهوة وتجلس بالحديقه تتناوله .. اخذت بعض الوقت وهي تبحث عن ما تحتاجه بين خزانات المطبخ الكثيره لتعد القهوة ثم تقف تستند الي الطاوله الرخاميه بانتظار انتهاءها ....أدارت عيناها في أرجاء المطبخ لتتوقف عيناها في أحدي جوانب المطبخ بينما لفت نظرها ذلك الباب الذي تلحظه لاول مره وعلي الفور كانت تنهي سكب قهوتها بالكوب وتتركها وتتجه الي هذا الباب الذي أخذها الي الحديقه الخلفيه ...تراجعت خطوتين للخلف وكادت تعود بعد أن رأت به اقفاص الطيور لولا أن لفت نظرها باب اخر سرعان ما اتجهت إليه بلهفه ولكن ملامح الإحباط لاحت علي وجهها سريعا حينما حاولت فتحه ووجدته مغلق كما حال باقي ابواب المنزل الخارجيه ...!

بقيت تشعر بالغيظ والإحباط ولم تعد لها شهيه لتناول القهوة التي بردت وهي موضوعه امامها علي الطاوله الخشبيه التي جلست إليها بالحديقه 

زفره تلو الأخري خرجت من صدرها الذي ضاق لذا حاولت أن تبسط الأمر لنفسها وتأخذ تفكيرها لاتجاه اخر ماذا لو كان الباب مفتوح ستخرج ولكن الي اين ستذهب ؟

الي منزل عائلتها محال والي منزل ابيها سيجدها وبطريقه أو أخري سيعيدها ليس بالضرورة الي هنا ولكنها ستقع في اسره مادامت لم تضع خطوط واضحه لخطواتها بالرغم من أنها حاولت التهوين علي نفسها بهذا الباب المغلق إلا أن الغيظ لم يبارح صدرها فهي تريد أن تتحداه وتثبت له أنه مخطيء وأنها تستطيع أن تتمرد علي اسره وتبتعد عنه كما فعلت سنوات ولكن الفارق أن ابيها كان معها تركته واوهمت نفسها كل تلك السنوات أنها أخذت ثار زواجه من أخري ولكنها لم تشفي من جراحها والذي هونها عليها انها جرحته بالمثل حينما تركته وابتعدت ...

لذا تريد أن تذيقه من هذا لكأس مره اخري نفس الالم الذي أخبرها أنه يحتمل كل شيء إلا هذا الالم وهو لام ابتعادها عنه لذا كل ما ارادته أن تجد هذا الباب مفتوح ! نعم كل ما تريده أن تسقي كل واحد منهم بما سقوه لها !!

.........

....

استمعت الي هدير تلك السياره خارج البوابه ولم تكن تحتاج لفطنه لتعرف أنه هو !

لا تريد رؤيته لذا قامت من مقعدها وارادت أن تدخل ولكن لوهله ظنت أنه ربما ينسي قفل الباب وتكون فرصتها في الخروج لذا تراجعت عن الدخول وسرعان ما توارت خلف أحد الأشجار وعيناها كالصقر تتطلع إليه وهو يدخل من البوابه ومجددا زفرت بإحباط بينما اول شي فعله هو اغلاق الباب ووضع المفتاح بجيبه قبل ان يخطو سريعا الي الداخل وهو ومجرد لحظات وكان صوته يتعالي بينما هدر قلبه بقوة حينما دخل الي الغرفه ولم يجدها !! 

تشفت به بينما خرج يهرول الي الحديقه ينظر بسرعه حوله بشتات ويعود الي الداخل وهو ينادي عليها 

مجددا ومجددا 

خرجت حميده من غرفتها و توقفت اعلي الدرج تتساءل حينما استمعت لصوته العالي : في ايه يا هادي ؟! 

تجاهل والدته للحظه ولكن قلقه عليها جعله يرفع رأسه ويسأل والدته : وصال فين ؟

هتفت حميده بعدم اكتراث ::

وانا اعرف منين كنت الحارس بتاعها اياك 

زفر هادي وبخطوات متعثره اسرع يعود الي الغرفه ينظر في أرجاءها ويدخل الي الحمام ثم الي غرفه تلو الأخري بالبه. وسرعان ما كان يصعد للاعلي وهو يقفز الدرجات  يناديها ووصال تبتسم بتشفي لا تعرف من اين أتتها كل تلك المشاعر السلبيه ولكن رؤيته ضايع مشتت تجعل رغبتها بالثار منه ترتوي !! 

تلفتت حولها بسرعه ما أن سمعت تلك الحركه اتيه من خلفها لتتراجع خطوه للخلف وتتواري سريعا خلف ذلك العمود الحجري وتضيق عيناها بينما تنظر إلي تلك التي أسرعت بخطواتها وسرعان ما تلفتت حولها قبل أن تلقي ما بيدها بين الأشجار وتنزع طرحتها من فوق راسها وتلقيها أيضا ثم تسرع بخطواتها تجاه الدرج الذي كان هادي ينزل من فوقه للتو وهو يتلفت هنا وهناك ...عقد حاجبيه ونظر الي أحسان التي لم يراها أثناء بحثه عن وصال بكل أرجاء المنزل متسائلا : انتي طلعتي من البيت ؟!

هزت احسان راسها سريعا وقالت بكذب : لا 

ضيق هادي عيناه ونظر إليها وسأل مجددا وهو يضيق عيناه : امال كنتي فين ؟!

قالت احسان بكذب احسنت اخفاءه : كنت بوكل الفراخ في الجنينيه ورا !

اوما وتجاوزها وعيناه تبحث عن وصال التي 

رمشت  باهدابها وادارت راسها الي الحديقه الخلفيه ولم تحتاج إلي فطنه لتدرك كذب احسان فهي كانت للتو هناك ولم تراها وهذا اخذها لسؤال اخر اين كانت ؟! 

لا يهمها ولكنها كانت بالخارج !! هذا هو ما يهمها فقد

خرجت احسان من هذا الباب الخلفي المغلق وعادت للتو إذن فهي تعرف طريق الخروج !! هذا هو كل ما اهتمت له وصال وهي تخبر نفسها بأن تتجاوز كل الاسئله عن كذب احسان عليه وعن اين كانت وعن ماذا ألقت بين الأشجار وتخفيه عنه !! 

حقا لم تهتم وربما تشفت أكثر بهادي وهي تكتشف أنه كما كذب عليها هناك من يكذب عليه ! 

يبدو أن احسان تخفي الكثير هذا ما فكرت له وصال وهي تنتحي وتلتقط ما ألقته احسان تتطلع إليه وتقلبه بين يديها  ولكن نداء هادي اللهيف جعلها تتركهم جانبا مكانهم وتسرع الي الطاوله التي كانت جالسه عليها تهديء من أنفاسها وتتظاهر بالبرود 

بينما  ارتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيها ولم تنكر الشماته التي تغلغلت بقلبها بينما لم تحتاج لفطنه لتدرك كذب احسان الواضح قبل لحظات حينما اتجهت لتري ما ألقته بين الأشجار وكان عباره عن محفظتها وكيس بلاستيكي به بعض الادويه ....!

ادويه ...ادويه قرأت اسمائها وسؤال يلو الاخر راود عقلها ولكنها أجلت كل تلك الاسئله والتفسيرات وبقيت ترسم البرود والتجاهل علي ملامحها حينما أدركت أنه

لمحها جالسه وهي توليه ظهرها وشعرت هي بخطواته تقترب منها لتتجاوز مؤقتا اسماء تلك الادويه ودلالتها وتتأهب لهذا الذي جذب المقعد وجلس قبالتها بحنق 

استمعت الي زفرته الضائقه بينما اشاحت بوجهها عنه ليقول هادي بضيق : ناديت عليكي كتير كنتي فين 

لم تعقب ولم تقل شيء ليزفر هادي مجددا : انا بكلمك يا وصال ...ردي عليا 

لم يلقي منها إلا الصمت والتجاهل ليهب من مكانه ويميل يمسك ذراعها يوقفها وهو يهتف بنفاذ صبر بينما لم يعد يفهم ما يريد هل يريد ثورتها ام هدوءها الذي ينعكس علي صمتها القاتل : واخرتها ؟! 

نظرت له وصال ببرود زاد من حمم البركان التي تتفجر بصدره حينما قالت : اخرتها هتطلقني 

نظر لها هادي برفض شديد لم يتزحزح عنه بالرغم من كل أفعالها لتخرج نبرته محمله بالاسي : مقدرش اطلقك ! 

قالت وصال باصرار فولاذي : هتقدر والا 

هرفع عليك قضيه ومفيش حاجه في الدنيا هتمنعني اقف قصادك في المحكمه 

نظر لها بعتاب ظنه قد يحرك قلبها الذي تحجر من ناحيته : هقف في جهنم بس مش هطلقك 

نظرت له بغضب وهتفت بانفعال بينما لا تدرك لماذا كل هذا العناد وطريقهم المسدود واضح : هو مش عناد حياتنا مع بعض خلصت واللي بتعمله ده مش هيغير حاجه ....دلوقتي أو بعدين هتطلقني ...خليها تيجي منك احسن ! ضربت طرف الطاوله بيدها وتابعت بحنق : حياتنا مع بعض خلصت بقولك 

هز رأسه ونظر الي عيونها وقال بصدق : وانا بقولك همسك فيها لاخر نفس 

زمت شفتيها وهتفت باصرار فولاذي : كده كده هتطلق منك وهعمل كل حاجه اقدر عليها لغايه ما تطلقني 

اوما لها وقال باستسلام : انتي اعملي كل حاجه عشان تبعدي عني وانا برضه هعمل كل حاجه عشان متبعديش عني !

اشاحت وصال برأسها عنه ليبقي هادي جالسا يحاول أن يهديء من دقات قلبه التي بعثرتها قبل قليل ويهديء من انفاسه التي كادت تتوقف حينما ظن للحظه أنها هربت منه مجددا ! 

ساد الصمت وعيون وصال لمحت تلك الواقفه تتواري خلف العمود الحجري ومؤكد تنتظر أن يغادروا لتأخذ تلك الادويه التي اخفتها ..!

نظر هادي الي كوب القهوة الفارغ الذي لم يراه سابقا وهو يبحث عنها ليسخر من نفسه بينما كانت عيناه فقط تبحث عنها فلم يري شيء آخر بالرغم من وضوحه !

وتلك هي الحقيقه التي احيانا نغفل عنها ....تلك الأشياء الواضحه وضوح الشمس ولكن أعيننا تغفل عنها أثناء بحثنا عن شيء آخر 

من قلقه وخوفه من فقدانها حديث آخر حاول أن يخرج به من تلك الدائره التي يدورون بها بلا توقف : انتي مفطرتيش 

هتفت وصال ببرود : ميخصكش 

التفت لها ونظر لها بعتاب :  امال ايه اللي يخصني لو انتي متخصنيش ؟! 

غلبته حراره مشاعره ليمسك بذراعها ويقول بأنفاس متهدجه : انتي تخصيني يا وصال كلك علي بعضك بتاعتي وتخصيني 

جذبت ذراعها بعنف من قبضته هاتفه بعصبيه من مغزي كلماته : انا مش بتاعتك ولا حاجه اشتريتها 

قال باستدراك : مش قصدي 

قالت بلا مبالاه : مش فارقه 

سحب هادي نفس عميق وزفره ببطء بينما يفيض بمكنونات صدره : وصال انا تعبت و حياتي انقلبت 

قالت بقلب قاسي دون تزحزح لحظه عن لفظه خارج حياتها : ما تتقلب ...فاكر فارق معايا !

التفتت له وتابعت بحقد شديد : اللي فارق معايا اشوفك متعذب وضايع 

قال بعتاب بينما قلبه استوحش قسوتها عليه : ما انا كده قدامك .....كل ده ومصعبتش عليكي ؟!

رفضت أن تترك لقلب أو مشاعر الغلبه وتركت لعقلها وحده الحديث بينما بحسبه بسيطه هي فقط رد فعل 

: و هو انا كنت صعبت عليك وانت بتكذب عليا 

تلاقت نظراتهم ليري جدار من الجمود واعلاه رايه واحده فقط وهي رايه العين بالعين ! 

لتتابع بسخط : لما جيت ليك وانا مش راضيه جدي يستغلك ورجعتلك الأرض مصعبتش عليك وانت بتجري عليه تدفع اكتر عشان يتستر عليك ....مصعبتش عليك لما 

الست احسان اللي كانت بتقف قدامي واقولك شوفتها تقولي بيتهيالك لما كنت زيك بالضبط عايشه في حلم وفاكره أنك عوضي عن كل اللي شوفته مكنتش بصعب عليك لما وقعت بيني وبين اهلي اللي قولت بعدهم مش هكون لوحدي ....كل ده انا اللي بسألك عنه ....مكنتش بصعب عليك وقتها ؟!

خفض هادي عيناه بخزي لتزجره بمزيد من الغضب والسخط : واهي واقفه دلوقتي كمان ....أدار رأسه حيث أشارت بينما أسرعت احسان تركض للداخل ما أن ادار هادي رأسه حيث أشارت وصال 

لتتهكم وصال بينما لم يري أحد واقف : ايه كمان هتقولي بيتهيألي 

هز رأسه وقال بتصديق : لا 

هتفت به بانفعال بينما تريده أن يتحدث ويدافع عن نفسه : امال هتقول ايه ؟! 

قال بتخلي وهو يهدل كتفه فماذا يقول بينما كل ما قالته لا جدال فيه : ولا حاجه القول قولك 

زمت شفتيها بحنق ورفضت أن تتقبل استسلامه أنه اعتذار : اللي عندي قولته وكل لحظه بتعاند معايا انا هعاند معاك .....سيبني امشي 

نظر لها وقال بصدق بينما لمحت في عيناه أن رفضه ذهابها تزحزح : تروحي فين بس ...قوليلي وانا هسيبك 

باغتته حينما مدت يدها الي جيت الصديري الذي يرتديه اسفل جلبابه لتلامس يدها صدره وتتبعثر أنفاسه وتتهدج دقات قلبه من مجرد لمسه وهو يتنهد كم اشتاق لقربها ووصالها ...أخرجته من تلك اللحظه سريعا كما أخرجت الهاتف من جيبه لينظر لها بتوجس : بتعملي ايه ؟!

ماذا تفعل ...فقط تجعل عقلها يعمل ! 

أشارت له وهي تلقي الهاتف علي الطاوله أمامه : اتصل بجدي ! 

عقد حاجبيه وكاد قلبه يتوقف بينما ظنها ستطلب منه أن يعيدها إليهم وتبتعد عنه وبالرغم من أنه للحظه فكر أن يتركها لراحتها ولكن أن تبتعد عنه فعليا قتله ذلك الشعور بتلك اللحظه ....وبالرغم من أن قربها يعذبه إلا أنه يستعذب عذابه منها 

ليقول ببطء   : أقوله ايه ؟! 

قالت بمكر وهي تنظر له : هقولك !!

نظر لها بتوجس ورفض بعد أن أخبرته لتزجره بحنق :  انت مش بتقول القول قولي.... نفذ الي قولته ! 

قال هادي برفق بينما يدرك أن النتيجه ستجرحها : لازمته ايه ....دياب وعدك يخلصك مني وانا يا بت الناس بقولك اقفي في المحكمه واللي يكسب فينا يقبل التاني خسارته 

هتفت به بانفعال : ميخصكش نفذ اللي قولته 

: هكلم دياب 

هزت راسها بعناد : جدي ! 

بعد أن حاول المماطله اخيرا نفذ فهي من طلبت تسمع بأذنها ! 

اوما لها وأمسك الهاتف بتردد لتنظر إليه وتقول بإصرار : سيب التلفزيون علي الترابيزه وافتح الاسبيكر 

رنين يلو الاخر بعدها علي الفور أجاب دياب الكبير الذي قال بلا مقدمات :  ايه يا هادي توك ما افتكرت تكلمني .... انا قالب الدنيا عليك اتصالات 

: معلش ياحاج انت عارف اللي انا فيه ...نظر لها وتابع باستدراك : قصدي الي احنا فيه 

تنهد دياب وقال بأسي : معلوم !

مجرد لحظه ظنتها فارقه من نبره جدها ولكن دياب الكبير سرعان ما تابع بجمود موبخا :  بس ده معاناته نسيب حالنا ومالنا وشغلنا ونقعد زي الولايا....الواد عشري مقالش ليك علي خسارتنا كل يوم والتاني ولاد ابو اسماعيل اخدوا مننا مزاد بعد التاني والتلاجات واقفه ده غير عبد الباسط اللي مش جايب واطي معايا 

قال هادي بنبره خاويه : قالي 

زجره دياب الكبير : وبعدين عملت ايه لما هو قالك 

قال هادي بتخلي : قولتلك ياحاج مفيش فيا دماغ لشغل 

احتدمت نبره دياب الكبير ليهتف بسخط ووعيد : 

بشوقك لو هتقعد زي الحريم تندب حظك بس يكون في علمك الخساره دي أنت هتتحملها لوحدك

لوت وصال شفتيها ساخره بينما هذا كل ما يهمه المكسب و الخساره 

قال هادي دون جدال : اللي تشوفه ياحاج 

هتف دياب الكبير بغضب : يا هادي انت هتجنني يابوي ....طيب طالما اللي اشوفه يبقي تشوف شغلك وحالك ومالك 

فتح هادي فمه : ياحاج ...قاطعه دياب الكبير بانفعال : 

مفيش كلام بعد قولي وصال مهياش عيله صغيرة تلاقيها مدسوسه عند حد من معارفها ومسيرها ترجع 

نظرت له وصال أن يقول ما تريد ليزم هادي شفتيه هاتفا : وبعد ما ترجع ياحاج 

قال دياب الكبير بوعيد :  حسابها عسير علي عملتها ولو انت مش قادر تحاسبها احاسبها انا 

قال هادي برفض : مين اللي يحاسب مين يا حاج ...هي اللي ليها حق 

صاح دياب الكبير بسخط : كسر حقها ....ال حق ال ....هترجع بيت جوزها ورجلها فوق رقبتها 

رفض هادي هاتفا : بس ياحاج 

قاطعه دياب بسخط: مفيش بس ولا معدتش عاوزها 

هز هادي رأسه قائلا : لا طبعا ياحاج بس هي زي ما انت شوفت كانت مصممه علي الطلاق 

هتف دياب الكبير باحتدام : معندناش طلاق وانا قولت كده ومحدش يراجعني 

: أيوة ياحاج بس انا مش هغصبها ترجع ولا عاوزك انت تغصبها كمان ... كلامها الاول والاخير هو اللي يمشي زي ما دياب قال وانا مش عاوز عداوة بيننا 

زم دياب الكبير شفتيه بسخط وهتف : مفيش قول بعد قولي ودياب بيسمع كلمتي ....هو انا عمري خلفت كلمتي معاك مش قولتلك قبل سابق هجوزهالك وحصل !

رفضت أن تبدي انكسار ورسمت ابتسامه ساخره علي شفتيها بينما كل ما إرادته عميقا في داخلها أن يخالف جدها ما قاله ويخبره أنها لدي عودتها سيخصلها منه أو يمتثل لرغبتها ولكن هاهو وجهه الحقيقي واضح وضوح الشمس وهاهي تأكدت أن مهما قال أخيها جدها سيجبره علي العكس 

زفر دياب الكبير و تابع:  يا هادي ايه الي جرالك وليه كلامك بقي ماسخ كده ...تقولي اللي هي عاوزاه وكلامها يمشي ...انت كنت قاتل نفسك عشانها دلوقتي جاي تتحجج بدياب وكلمتين قالهم عشان يراضي أخته ..قولي لو معدتش عاوزها وقتها يبقي في كلام تاني 

قال هادي بصدق وهو ينظر إليها بينما هو نفسه أراد أن يصلح ما أفسده ويكون لها ظهر حتي لو بهذا الظهر ستقوي وتقف أمامه ولكنه ابدا لا يريدها ضعيفه  : لا ياحاج انا مش عاوز حاجه في حياتي زيها وانت عارف بس انا مش عايزها ترجع ليا غصب عنها وعشان كده لما ترجع انا مش عاوزك تغصبها علي حاجه وانا راضي باللي تقوله 

زجره دياب الكبير  : يا واد ده دلع حريم يعني تراضيها بحتتين صيغه وكلمتين حلوين هو انا اللي هعلمك 

كل عقلها عشان تسايسها وابنك يفضل في حضنك ولا عاوزها تركب دماغها بعد ما تلاقيك مفرط فيها وطري كده قدامها وتروح بقي تقعد في بيت ابوها 

وتجيب لينا العار بقعدتها وحدها وتبقي سيرتنا علي كل لسان وحتي لو شيلت مخي الصعيدي وقولت تقعد هيجي ليك قلب تسيبها لحالها طيب افرض العيل ولا هي تعبت ولا جري ليهم حاجه 

هدل هادي كتفيه بيأس ليتابع دياب : 

كلمه طلاق مسمعش انك مطاوعها فيها ولو علي قلبك الحنين انا أشد عليها وانت ترخي وهترجعلك في الاخير من اللي هتشوفه ويل مني !

حطم دياب الكبير كل شيء بجفاء كلماته التي استمعت لها وصال كلمه كلمه وانحفرت بعقلها وقلبها 

انهي هادي المكالمه قائلا : 

لما ترجع يا حاج يساويها المولي 

قال دياب الكبير : هترجع باذن الله ....اخوها في مصر بيدور عليها ومسيره يرجع بيها وهرجعهالك يا واد !


هل تبكي أو تبدي انكسار بينما مازال جدها يتحكم بحياتها وحياه الجميع !

لا ستوفر دموعها لاحقا لتبكي بينها وبين نفسها ولكن أمامه ابدا 

نظر هادي الي الأرض ولم ينظر إليها فكم يصعب عليه رؤيتها مكسورة ليتمهل قليلا قبل أن يقول في محاوله منه التخفيف عنها 

: وصال كلام جدك ! 

قاطعته بجمود : عادي وانا كنت متوقعه ايه 

تنهد هادي وقال برفق شديد : متسمعيش منه كلمه اسمعي كلامي انا وكلمتي عهد علي رقبتي والله ما هغصبك ترجعي ليا ....هرجعك بيتك وعشان جدك افضلي في عصمتي ومحدش له كلمه عليكي! 

قالت وصال بغصه حلق شقت حلقها ولكنها أخفتها خلف جمود نبرتها : عاوزني ارجعلك مذلوله ومعنديش غيرك زي ما رسمت 

نظر لها بعتاب شديد : ليه كل حاجه تشوفيها بنيه وحشه 

قالت بعتاب مماثل : عشان انت مخلتش ليا اي ثقه فيك 

ولو فاكر انك هتكذب عليا تاني واصدقك انسي ....فاكرني هصدق انك قلبك عليا وانك موافق دياب يقف معايا قدامك وانت عارف كويس أن جدي هيحكم عليه... انت جبتني هنا وحبستني مره بالكذب وهترجعني لاهلي بالكذب  ....

قال بدفاع عن نفسه: عملت كده عشان خايف تتهوري وتبعدي ومعرفش طريقك واهلك انتي متاكده أن 

دياب معاكي 

هتفت بسخط : ماهو جدي قالك الكلمه كلمته 

قال برفق : بس اخوكي معاكي وحق ربنا كان واقف ضدي في اللي عملته ...قاطعته برفض : 

زيه...!!  ماهو ماهما رفض في الاخر كلمه جدي اللي اتسمعت 

كل الطرق مسدوده بينما لا اغلقتها بقوة ليقول بيأس : انا مبقتش عارف اعمل ايه 

: وانا كمان .....قالتها بداخلها ولكنها لم تجاهر بها وبقيت بداخلها لتبقي صامته 

ليقوم ويتركها في دوامه تفكيرها التي كلما عملت كلما انكشف أكثر .....هادي 

التفت لها لتبقي نظراتها علي قبضتها التي تكورها : مراتك في الشهر الكام ؟!

قال برفض : مش مراتي

اشاحت بوجهها هاتفه بلا مبالاه : جاوب 

زفر قائلا : معرفش يا وصال 

رفعت حاجبها بعدم تصديق لتغير السؤال : طيب عرفت انها حامل امتي 

قال بصدق : قولتلك 

وهل فكر بأنه نفذ من قبضتها : وانت طلقتها امتي ؟!.

قال دون تفكير : قولتلك 

لوت شفتيها ساخره بينما مؤكد أنه كذب بتلك أيضا : لو شوفت القسيمه هلاقي كلامك صح ولا كذبه تانيه 

كذبه أخري فهو كذب حينما أخبرها في لقاءهم أنه طلق احسان وهل تحتسب نيته ؟! سخر من نفسه 

ولكنه حاول أن يخرج من هذا المأوق : رميت عليها اليمين وبعدين طلقتها عند المأذون 

قالت بابتسامه ساخره : 

يعني كنت بتكذب عليا لما قولت طلقتها 

افلتت اعصابه بينما لا تتهاون ولو لحظه لتعطي لهم أي مخرج من سدود طريقهم : انتي عاوزة تطلعيني شيطان وخلاص ......ازدادت نبرته انفعالا بينما يتابع :  

عندك اسباب كتير تبعدك عني مش لازم تفكري في حاجه زياده 

تركها و دخل لتدوي كلماته في أذنها ....نعم احيانا الجهل بالاشياء يكون نعيم والمعرفة الزائده جحيم ضوءه قوي حد العمي ...! 

أدارت راسها الي حيث تلك الادويه التي تؤخد في أول شهور الحمل وليس بمنتصفه ..... تجاوزت مؤكد الاسبوع ال ١٦ وتتحرك هنا وهناك إذن ليست مهدده بخطر الإجهاض فلماذا المثبتات ...دواء يتعارض مع الآخر كيف طبيب يدون روشته كتلك حتي وان فعلها وكانت احسان لدي الطبيب فلماذا كذبت علي هادي ....سؤال يلو الاخر وكلها تقودها لعنوان كبير بأن احسان تخفي الكثير وقبل أن تفكر أو تفتش اكبر تراجعت وهي تحدث نفسها 

لماذا تفكر وتبحث وتشغل عقلها ...؟!

فقط الفضول ربما فلتدفع فضولها بعيدا و

توظف تفكيرها في كيف تغادر بينما كل الطرق بينهم مسدوده حتي هو بدأ ييأس !

كل ما يريده منها الي اين ستذهب وهي ربما تتراجع عن عنادها وتذهب الي المنزل ولكن مجرد تلك الفكره لفظتها بعيدا ...جدها سيظل يتدخل وهادي حتي وان كان بوجه الحمل لن يبقي طويلا ما أن يشعر بأنها تنازلت ولو بشيء بسيط بأن تبقي في منزله ! 

..........


نظرت بهيه الي الطبيبه صغيره السن بينما انتظرت أن تمليء الممرضه الحقنه بهذا المسكن الذي وصفته لها لتقول بهيه بصدر أرادت أن تفيض بمكنوناته من هموم تؤنب نفسها بصوت عالي بينما دخولها للمشفي جدد بداخلها مشاعر الحزن بعد أن دخلت قبل سابق متأمله وخاب أملها في أن تحمل لذا دون أن تقصد ضايق صدرها 

: وهو كان ناقص يجري بيا عند الدكاتره 

نظرت لها الطبيبه باهتمام : بتقولي حاجه يا مدام 

قالت بهيه بصوت حزين جعل الطبيبه تستمع لها باهتمام : بقول هو كان ناقصني 

استفهمت الطبيبه : مين ..جوزك ؟!

اومات بهيه وقالت بحزن: فيه اللي مكفيه مكانش ناقص يجري بيا عند الدكاتره 

قالت الطبيبه برفق بينما لوهله اخذت صورة أخري عن زوجها :  وهو انتي قصدك تتعبي ....ده حقك عليه 

فاضت بهيه بلا سبب عن مكنونات صدرها الممتليء : انا طول عمري حمل فوق كتفه وهو عمره ما اشتكي ....من سنين مرضتس اخليه يجري بيا عشان اخلف وقولت بلاش يشيل همي بس فضلت اشيله همي عشان ماليش غيرها واخرتها جري بيا عشان اخلف ومحصلش ...هم فوق هم كل يوم اخليه يشيله 

وبخت بهيه نفسها وتركتها الطبيبه تخرج مافي قلبها فالوجع النفسي اشد من الالم المعنوي 

: حاسه بأيه يا مدام بهيه 

قالت بهيه تصف المها بصوت حزين بينما 

قاطع حديثهما اقتراب الممرضه التي قالت لبهيه: 

مدي دراعك يا مدام 

اقتربت الممرضه بالحقنه لتنظر لها الطبيبه لحظه قبل أن توقفها قائله :  استني يا لبني  

نظرت لها الممرضه باستفهام لتقول الطبيبه : بلاش تديها الحقنه و اسحبي عينه دم الاول 

نظرت لها بهيه بعدم فهم :  ايه يادكتور مش هاخد الدوا واطيب 

اومات الطبيبه قائله : اه طبعا بس انا عاوزة قبل الدوا اعملك تحليل 

: ليه؟! 

قالت الطبيبه برفق : عشان اعرف سبب وجعك 

هزت بهيه راسها : مش مهم السبب خليني اروح ...دياب  وراه حاجات كتير مش فاضيلي 

قالت الطبيبه بابتسامه سمحه : مش هاخد نص ساعه 

قالت بهيه برجاء : ريحيني يا دكتورة الله يرضي عنك 

قالت الطبيبه بابتسامه ::ريحني انتي يا مدام بهيه 

أشارت للممرضه : اسحبي العينه يا لبني 

قام دياب من المقعد الذي جلس عليه أمام الغرفه في المشفي بانتظار خروج بهيه ليقول بقلق : ايه يا بهيه 

قالت بهيه وهي تهز كتفها : الدكتورة قالت استني شويه وهتكتب ليا العلاج ...!

جلس دياب بقلق ازداد حينما ارسلت الطبيبه بطلبه وحده دون بهيه 

دخل الي غرفه الطبيبه يقدم خطوه ويؤخر الأخري بينما تلاعب القلق بقلبه 

ليتفاجيء بابتسامه هادئه ترتسم علي شفاه الطبيبه الشابه التي قالت بدون مقدمات : تعرف اني حبيتك 

نظر دياب باستنكار الي الطبيبه التي ضحكت وقالت باستدراك : مش قصدي اللي فهمته يا معلم قصدي حبيتك من كلام مدام بهيه عنك 

غرق دياب في دهشته بينما تابعت الطبيبه : 

تعرف انها بتحبك اوي 

نظر لها بدهشه لتتابع :  كل الي فارق معاها أنها شيلتك هم تعبها تخيل !

قال دياب بلا تفكير : ما تفهميني ياكتورة ...انا عارف كل اللي بتقوليه..طمنيني المهم هي  

قالت الطبيبه متنهده بسعاده بينما لم تظن أن تري حب كهذا : وهي المهم عندها انت ....يا معلم دياب بهيه دي عمله نادره انا مشوفتش زيها ....طيبه اوي وعشان طيبه قلبها دي لفتت نظري لحاجه مهمه

هتف دياب بقلق يزداد مع مماطله الطبيبه التي لا يفهم لها سبب : 

يا دكتورة الله يرضي عنك .... طمني قلبي ....كل اللي بتقوليه عارفه 

قالت الطبيبه بابتسامه هادئه لا تتغير : عارفه اني طولت في المقدمه بس معلش استحملني واسمعا والله هتفضل سنين تفتكرها 

هتف دياب بصبر نافذ : قلبي وقع طمنيني علي بهيه 

قالت بنفس الابتسامه : متقلقش ....خليني اكمل 

دون أن تنتظر منه رد تابعت : مدام بهيه قعدت تتكلم وكلامها ده لفت نظري إن تعبها ده ممكن يكون له سبب 

نظرت له وازدادت ابتسامتها اتساعا : 

انت نفسك في ايه ؟! 

هتف دياب : نفسي تكون بخير وتطمنيني عنها 

قالت الطبيبه بمرح :  مش نفسك في حاجه تانيه 

هز رأسه لتقول بمشاكسه : طيب نفسك يكون عندها ايه 

قال دياب بجزع : نفسي ميكونش عندها حاجه وتبقي زي الفل 

اومات قائله : وغيره 

هتف دياب بنفاذ صبر : يا دكتورة الله يرضي عنك 

هز رأسه وتابع بغيظ : انتي تعرفي وصال ؟!

عقدت الطبيبه حاجبيها باستفهام : مين ؟!

هتف دياب بغيظ من الطبيبه : 

اختي. ...!

تغضتت نبرته بالاسي وهو يتابع :  دكتوره زيك كده ولمضه برضه لا مؤاخذه

تقبلت الطبيبه وقالت بسماحه : هعتبرها مجامله بس عندك حق انا طولت في المقدمه بس بمهد ليك الخبر 

نظر لها دياب بترقب : ايه يا دكتورة 

قالت الطبيبه وهي تهز كتفها : كان نفسي لما أسألك تقولي نفسك في ايه تقولي .....ازدادت ابتسامتها اتساعا بينما تتابع : يعني مش نفسك كده في بيبي من مدام بهيه !!

اتسعت عيون دياب حتي كادت تخرج من موضعها لتدمع عيون الطبيبه بعد تلك الابتسامه التي كانت ترتسم علي وجهها ولكن رؤيه ملامحه التي كانت كطفل صغير وهو يتسائل كانت مؤثرة للغايه : بتقولي ايه يا دكتورة 

قالت بعيون لمعت بها الدموع : بقولك مش نفسك في بيبي 

قال دياب بقلب منفطر : طلبي كبير بس مفيش حاجه كبيره علي ربنا

قالت الطبيبه تزف الخبر الذي بفطنه فكرت بهذا الاحتمال بعد حديث بهيه أنها خضعت لعمليه منذ وقت قريب : وربنا استجباب 

قال دياب بنفس عدم التصديق : ايه؟!.

قالت الطبيبه بتأكيد : بقولك مدام بهيه حامل ولولا اللي قالته مكنتش هاخد بالي ...واحده مش لسه متجوزه وحاسه بمغص كنت هديها مسكن وخلصت بس طيبه قلبها وكلامها عنك خلاني اخد في الاعتبار الاحتمال ده وعشان كده عملت تحليل..... فهمت ليه المقدمه الطويله 

قال دياب وهو يهز راسه بينما لا يستوعب : مفهمتش الا اول كلمه.... بهيه حامل !

اومات له : ايوه 

نظر دياب لها وهتف : وحياه .....قطع حديثه ونظر الي مكتبها قائلا : استني.....امسك بإطار الصور علي مكتبها قائلا :  أيوة وحياه عيالك اللي في الصورة دول بهيه حامل 

اومأت له بابتسامه واسعه : 

وحياه عيالي حامل 

أشارت له وهي ترفع التحاليل : التحليل اهو 

قال وهو لايفهم شيء مما يراه : مفهمش 

قالت الطبيبه برفق : انا بفهمك ....حامل يا معلم 

صاح بصوت جهوري وهو يرفع يده للسماء : كريم يا رب 

ابتسمت الطبيبه وارادت أن تصور هذا المشهد الذي لا يقدر علي تجسيده اقوي ممثل ! 


......

...

نظرت له بهيه بلهفه : 

ايه يا دياب اتاخرت ليه ؟! 

قال دياب وهو بصعوبه يحاول أن يسيطر علي فرحته التي تتراقص بداخله : 

انا جيت ياغالية....أحاط كتفها بذراعه قائلا :  يلا 

قالت بهيه بدهشه : طيب مش هاخد الحقنه 

هز رأسه وقال بحنان : لا مفيش حقن 

قالت بعدم فهم : هي الدكتورة قالت ايه 

ابتسم لها وقال بحنان : قالت انك زي الفل ....تعالي

وجدته يسندها الي السياره لتسأله بتوجس :  دياب في ايه ...هو انا عندي حاجه 

قال دياب بابتسامه : عندك الخير ....انتي زي الفل والدكتورة قالت خدها وروح 

لم تفهم وللتو قالت تدافع عن نفسها بينما ظنت أن التحليل ليس به شيء وانه ربما ظنها ليس بها أي الم  : بس انا مكنتش بتدلع 

نظر لها دياب وقال بحب : 

ما تدلعي براحتك يا غاليه  

قالت ببراءه وهي تهز راسها : لا والله مكنتش بتدلع 

قال بابتسامه : ولو اتدلعتي يا غاليه ...براحتك خالص 

لم تفهم بهيه شيء من هذا التغيير بينما تراه سعيد لتزداد دهشتها وتوجسها حينما توقف جانبا والتفت إليها متسائلا : 

قوليلي يابهيه مش نفسك في حتتين صيغه ولا اكله معينه ولا اي حاجه نفسك فيها 

عقدت حاجبيها وهتفت بامتعاض : صيغه ايه ....هو انا هموت 

قال بلهفه : بعد الشر 

قالت بجزع : امال مالك ...صيغه ايه وده وقته 

بعد ما دخلت للدكتورة طالع وكأنك طالع من الفانوس 

ضحك دياب من قلبه : الله يجازيكي يا بهيه 

عقدت حاجبيها قائله : طيب مالك فيك ايه 

قال بصدق : في أن  قلبي بيفط من صدري 

قالت بلهفه : سلامه قلبك 

قال بحنان وهو يمسك يدها التي وضعتها علي صدره : مش بتفكري غير فيا 

قالت بحب : وانا ليا مين غيرك 

قال بمكر : يعني هتفضلي تفكري فيا وبس 

اومات قائله : انت وعلي ومصطفي عشان مكدبش 

ضحك قائلا : 

معلوم عارف انهم في قلبك بس مفيش حته في قلبك تانيه لحد تاني 

قالت بطيبه : امه مهجه واخواتي وابويا وجدي 

قال بمكر ؛ طيب حته كمان 

قالت بهيه بحب : قلبي كله ليك 

قال بخبث وهو يترقب رد فعلها : يعني  لو جت بنت مش هتاخد قلبك 

عقدت بهيه حاجبيها وهتفت بعدم فهم : بنت ايه ؟

قال دياب وهو يتنفس بالسعاده : او واد بس انا طماع ونفسي في بت ولا اقولك واد والمره اللي جايه بت 

تسارعت الدموع عبر حلق بهيه التي قالت برجاء الا يخيب ظنها : دياب .... دياب انا 

اوما لها بابتسامه واسعه : انتي حامل 

هزت راسها بعدم تصديق : لا ...لا بتقول ايه .....

ارتجف كل جسدها كما حال دياب الذي ترجمت مشاعره وهي تقول بصدق : انا ...انا 

مش عارفه بيعملوا ايه ولا يقولوا ايه لما يعرفوا حاجه زي دي ....اول مره احس كده 

انسابت الدموع من عيناها بينما تتابع : اول ما اتجوزتك كل شهر ورا التاني وانا بتخيل هقولك ازاي ولا نعرف ازاي بس بعدها عرفت اني ارض بور ومعدتش بفكر في حاجه مش هتحصل 

ضمها دياب الي صدره وقال بحنان شديد وحب : 

انتي ست الستات !

تنهد بأسي بينما يمسك وجهها بين يديه ويتابع : فرحتي مش سيعاني يا بهيه ..قلبي طاير...غص حلقه بينما يختم حديثه بأسي شديد : بس غصب عني ...

...فرحتي ناقصه عشان وصال 

قبل أن يكمل جملته كان رنين هاتفه يتعالي ليجيب بلهفه وهو يقول : ده هادي !!

...........

....

نظرت قدورة الي ساميه : يعني شوفتيها 

اومات ساميه هاتفه : أيوة شوفتها 

قالت قدورة بلهفه : مبعتتش ليا معاكي حاجه ؟

قالت ساميه باستنكار : بعتت ايه ....دي كلها كان دقيقه وجريت 

زمت شفتيها وتابعت بغيظ : بت المحظوظه لابسه الدهب في الايدين وعلي صدرها عقد بيلالي 

هتفكر فيكي ليه ...دي مصيبه واتحطت عليا 

نظرت لها قدورة باستنكار : انا نصيبه ...إذا حال مكنتش لسه عامله لبتك عمل لجل ما تتجوز 

زمت شفتيها وتابعت بغيظ : بس انا المحقوقه عشان سمعت كلام بت الابالسه احسان !

ضيقت عيناها وتابعت بوعيد : ملحوقه ! 

.....

عقد دياب حاجبيه ونظر الي الهاتف بينما ساد الصمت ليجد أن المكالمه ما تزال جاريه ليقول بقلق  : هادي 

قال هادي وهو يبتلع بينما التردد دب في عروقه بعد أن قضي اليوم بالأمس ليتخذ قراره : معاك يا دياب 

قال دياب بقلق : في ايه  ... وصال ..وصال جري ليها حاجه ....عرفت عنها حاجه 

تردد هادي ولكنه بالفعل اتخذ قراره ..فهي تذبل يوم بعد الآخر وكلما تمسك بها أكثر كلما اختنقت لذا عليه أن يطلق سراحها ....فليسلمها ليد أخيها ويوصيه بها وهو لن يغيب عنها ولكن فقط فلينفذ رغبتها لعلها تعود إليه من تلقاء نفسها ولعل يغلبها حبها له كما غلبه حبه لها ولعل طلبه الغفران يشفع لها الكثير من لعل وفي النهايه لعله خيرا ليقول بلا مزيد من التفكير  : اختك معايا يا دياب ! 


........

......

عقد ذلك الرجل الضخم الذي يجلس بجوار البوابه الخارجيه للمنزل حاجبيه الكثيفين وهو ينظر إلي تلك المراه التي توشحت بالسواد واخفت وجهها بطرحتها ليزجرها هاتفا : قولتلك امشي يا وليه انتي من هنا 

هزت المراه راسها وهتفت به بإلحاح : مش همشي...قولتلك محتاجه 

زفر الرجل لتتابع برجاء  : محتاجه يا اخويا ..عيالي جعانين والست احسان دايما بتراضيني ...انده لها 

هز رأسه هاتفا بينما ينفذ تعليمات هادي الذي وضعه خارج الباب  : المعلم محرج عليا حد يقرب من الباب 

هتفت المراه بتوسل : انا واقعه في عرضك 

تجاهلت وصال تلك الأصوات الاتيه من خارج البوابه بينما ركزت نظراتها علي احسان التي منذ الصباح تتحرك هنا وهناك بقصد إشعال غيرتها وهي ترتدي تلك العباءه التي تظهر تقاسيم جسدها لذا تركت لها المنزل وخرجت لتجلس بالحديقه وهاهي تخرج خلفها متظاهره بأنها تجهز الفرن لتخبز به 

لم تنسي أن تكيد وصال بينما افترشت الأرض وجلست أمام الفرن : انا هعمل حسابك يا دكتورة في الفطير 

وضعت يدها علي بطنها بدلال وتابعت : اصل من صباحيه ربنا ونفسي رايحه للفطير السخن....ضحكت وتابعت بكيد: الوحم بقي !

قالت وصال ساخره بينما بداخلها رفضت أن تتقبل كيد تلك المرأه الخبيثه : وحم ايه في الشهر الخامس ولا السادس  ..

نظرت لها بخبث بينما تركز نظراتها علي بطنها : مع أن يبان انك لسه يا دوب في التاني ولا التالت 

رمشت احسان باهدابها بتوتر جعل الشك يزداد بقلب وصال التي تابعت وهي تطرق بأطراف أصابعها علي الطاوله : الا قوليلي بتتابعي مع دكتور الحمل 

قالت احسان بكذب : طبعا امال ايه ....دكتورة الوحده 

قالت وصال باستفهام وعيناها لا تغفل عن توتر احسان : والدكتورة بتطمنك علي الحمل ....نظرت إليها وتابعت : بطنك صغيره شويه 

هتفت احسان وهي تهب من مكانها : وهو تحقيق ولا ايه ....اهو انا كده طول عمري جسمي حلو ولا عاوزاني اتخن وافشول 

ضحكت وصال قاصده تكيد احسان وهي تتراجع الي ظهر مقعدها وتضع يدها علي بطنها التي بدأت تكبر قليلا وتمررها عليها : ايه علاقه بطن الحمل بالتخن !

زمت احسان شفتيها بحنق لتقوم وصال من مكانها وتتجه ببطء ناهيه احسان التي شعرت بالعرق البارد يتصبب بظهرها خشيه من أن تكون وصال اكتشفت شيء وبالفعل وصال شكت بوجود خطب ما ولكن عقلها لا يتصور أن احسان علي علم بها لذا قالت بنصيحه صادقه من كونها تحمل رساله : ابقي غيري الدكتور يا احسان و اطمني علي البيبي وركزي في صحته بدل ما تركزي ازاي تكيديني !

تجاهلت وصال لهيب السخط والحقد الذي خرج من احسان في ظهرها التي اولته لها واتجهت الي الداخل بعد أن أنهت حديثها بينما استمعت لاحسان تهتف : انا مطمنه عليه ياضرتي ...اطمني انتي يااختي علي اللي في بطنك 

زمت شفتيها وعادت لتجلس أمام الفرن هاتفه بحقد : داهيه تاخدك انتي واللي في بطنك ..!

رفعت عيناها تجاه تلك الأصوات التي تعالت بالخارج والتي اجتذبتها بينما طرق عوض الباب بضع مرات من الخارج ....

طلت احسان من خلال تلك الطاقه الصغيره المفتوحه بوسط الباب تسأل : في ايه ؟!

عقدت وصال حاجبيها وتراجعت هي الاهري الخطوات التي خطتتها الي الداخل حينما استمعت لتلك الطرقات 

هتف عوض من خلال الفتحه الصغيره : الست دي ...بسرعه كانت المراه تتدخل تقاطعه : انا يا ست احسان 

ابتلعت احسان ببطء بينما لا تحتاج لفطنه لمعرفه قدورة من صوتها لتهتز نظراتها : في ايه ؟!

قالت قدورة وهي تشدد علي نبرتها : عاوزاكي في كلمتين يا ست احسان 

قالت احسان سريعا وهي تخرج من صدرها المال حينما رأت إصرار قدوره : 

خد يا عوض فك ليا المتين جنيه دي عشان أراضيها 

اوما الرجل واسرع يغادر لتهمس احسان من بين اسنانها : في ايه يا قدروة ازاي تيجي كده ؟! 

هتفت قدورة بغيظ : امال اجي ازاي.... ايه يابت نستيني 

ولا ايه 

هزت احسان راسها وتلفتت حولها تطمأن أن لا أحد لدي الباب : منستش بس حميده جوه وهتفضح .... روحي وانا هجيلك 

هزت قدروة راسها برفض : لا دلوقتي 

هتفت احسان : ازاي ...زي ما انتي شايفه الباب مقفول 

هتفت قدورة بغضب : 

اتصرفي وهو انتي هتغلبي زي ما مشيتي البغل ده افتحي  الباب 

هتفت احسان : مش معايا مفتاح 

هتفت قدورة بوعيد : بقولك اتصرفي والا هعلي صوتي  حميده تنزل 

زمت احسان شفتيها بينما لم يعد امامها حيله :  طيب لفي من الشارع الي ورا واستني 

انتظرت وهي تبتلع رمقها حتي اني عوض لتقول : خلاص ياعوض اهي مشيت 

اوما الرجل وعاد لجلسته ! 


لتهم احسان وهي تتلفت حولها قبل أن تتجه الي المطبخ وسرعان ما كانت وصال تفتح باب غرفتها وتتسلل علي أطراف أصابعها خلفها بينما ظنت أنها ستخرج مره اخري وهاهي فرصتها لتميل وتضع حذاءها الخفيف في قدمها وتعقده وتسير الي المطبخ بخطوات هادئه وتتواري خلف الجدار ...!

.......


..

هتف دياب بحنق شديد : جدي !! زودتها يا جدي 

قال هادي بعقلانيه : دياب انا مش بكلمك عشان جدك انا بكلمك عشان وصال ....اختلفنا أو اتفقنا احنا الاتنين يهمنا واحده وبس...اختك دماغها مش هينه ...خلتني اكلم الحاج دياب عشان تأكد لنفسها أنها صح لما بعدت عننا كلنا.... انا مش هطلقها يكون في علمك بس برضه مش همنعها تغضب وتعمل كل اللي يشفي وجعها وانا اه بكلمك دلوقتي عشان تقف في ضهرها  بس انا هقف قدامك برضه ....انا متعودش اشوفها ضعيفه وعاوزها دايما مناخيرها في السما زي ما اتعودت ....انا بحبها زي ماهي ونش عاوزها مكسورة ....اقف جنبها وخليها تقف قصادي يمكن ترضي 

هتف دياب بلهفه : هي فين ؟!.

قال هادي ببطء : عندي ....في بيت ابويا 

اتسعت عيون دياب الذي افلت من بين شفتيه سباب : حاططها في بيت امك وبت عليوة يا ابن الغزوالي ...!

قبل أن يقول هادي شيء كان دياب يغلق وهو يتوعد ويطير بسيارته ! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

يتبع بكره أن شاء الله باقي الفصل 


..........


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !