نظر عاصم الي عمر الذي أخذ يتحرك أمامه ذهابا وإيابا ويضع يده خلف ظهره بينما يتحدث مع نفسه بصوت عالي : برد ..اكيد برد ..ماهو مش هيكون حاجه تانيه ..برد
زفر عاصم وهتف بأبنه الذي لا يتوقف عن الحركه : ما تقعد يا واد انت خوتني .....مالك رايح جاي مش علي بعضك ليه
جلس عمر بجوار أبيه وهز كتفه يرسم الهدوء وهو يقول : مالي ما انا هادي اهو ومستني نتيجه التحليل.
ابتسم بسماجه لعاصم وتابع وهو يهز كتفه : برد هيكون عندها برد اكيد ...حك ذقنه وتابع : أو جرثومه معده ...اوما وتابع بحركه مسرحيه تتبعها عاصم وهو بالكاد يمسك ضحكته : أيوة يا سيوفي جرثومه المعده مبهدله الناس اليومين دول ...امال يعني هترجع ليه الا عشان برد أو جرثومه
افلتت ضحكه عاصم الشامته وهز كتفه قائلا : أو حامل مثلا !
جحظت عيون عمر من وجهه وهز رأسه بسرعه بينما خشي أن ينطق أو يفكر بهذا الاحتمال : لا يا سيوفي اوعي تقول كده ...حامل ايه ...لا...لا ..لا جرثومه انا متاكد
رفع عاصم حاجبه بينما يتابع عمر وهو يبتسم وكأنه يضحك علي نفسه : مش حامل متقلقش
هز عاصم كتفه قائلا بشماته : انا مش قلقان يا حبيبي ...انت اللي قلقان وكلمتني ومنزلني علي ملئ وشي ...هز كتفه مجددا وتابع : انت مش قولت سيلا عملت تحليل في البيت ومطلعش فيه حمل
اوما عمر ونظر الي ابيه وهتف بغيظ : كله من الدكتورة اللي تتشك في لسانها اللي قالت نعمل تحليل دم
نظر عاصم له بطرف عيناه وقال بشماته : وده ملفتش نظرك لحاجه
هز عمر رأسه ونظر الي ابيه للحظات قبل أن يتفاجيء عاصم به يضع راسه علي كتفه وينعي نفسه: لا ياسيوفي بلاش تقولي كده في وشي ...دي بتحمل بالتوأم وانا لسه مفوقتش من الاربعه اللي في البيت عشان يجي اتنين كمان
امسك كتف أبيه وتابع بحركه مسرحيه : انت شكلك لسه غصبان عليا يا سيوفي مش كده ؟!
ماهو انا اتربيت من اول وجديد بسبب دعواتك
أبعده عاصم عن كافه وهتف به متهكما : بس يلا واسترجل كده العيال رزق حد يقول للرزق لا
نظر له عمر وهو يقطب جبينه يستجديه : هو انا مش صعبان عليك
هز عاصم كتفه ضاحكا : لا ....هتصعب عليا ليه ؟!
مال تجاه ابنه وتابع بخبث : وبعدين مش عايزها تحمل يا حبيب ابوك متجيش جنبها
نظر له عمر بغيظ : قلبك بقي قاسي عليا اوي يا سيوفي ...ده انا اخر العنقود
زجره عاصم هاتفا وهو ينظر في ساعته : قوم يلا شوف نتيجه التحليل طلعت ولا لا
ضحك وتابع : يلا ياكش تيجي بنت تطري عليك زي قلب ابوها جوري
خرج عمر بعد لحظات لينفجر عاصم ضاحكا بشماته ما أن رأي ملامحه وهو يرفع التحليل قائلا
: حامل
ضرب عاصم كتفه بسعاده هاتفا : مبروك يا جحش
....انشف يلا كده
نظر له عمر وقال بغيظ : ياابويا انا كنت واحد وجبتلك امراض الدنيا انا دلوقتي عندي اربعه وجاي الخامس
رفع عاصم يداه أمام ابنه قائلا : خمسه وخميسه في عينك ....هتقر علي نفسك
وضع يده في ذراع ابنه وهم يسيرون سويا للخارج ليتابع : اسمع يلا انت تروح تجيب هديه وتفرح مراتك
فاهم
اوما عمر وقال نبره طفوليه : طيب هات فلوس
توقف عاصم والتفت إليه : نعم
قال عمر وهو يضع يداه بجيوبه : مفلس ....انت مش عارف العيال عامله فيا ايه ....حيتان بتبلع الفلوس
تابع وهو ينعي نفسه كالاطفال :
انا مش ملاحق لبن وحفضات ....ده انا اصعب علي الكافر بقف قدام الكاشير واحس اني صعبان علي الراجل .... انا زبون بجيب كل المقاسات .....ولا الدكاتره ياسيوفي ....عيل يتعب ويكر باقي البيت
أوقفه عاصم قائلا : بس خلاث خلاص...انت هتشحت
وضع يده في جيبه وأخرج رزمه ماليه قائلا وهو يضعها في يد ابنه : خد
نظر عمر الي النقود وسأل أبيه : كام دول
رفع عاصم حاجبه هاتفا : عشره
قال عمر متنمرا : عشره .... هو انا بشحت
رفع عاصم حاجبه بغيظ هاتفا : وانت لو بتشحت هديك عشر آلاف جنيه
القي عمر نفسه بسماجه في حضن ابيه قائلا : طيب هات ميه ولا حاجه اهو عشان اعرف اجيب هديه لسيلا زي ما قولت
اوما عاصم وأخرج هاتفه ليحول المال لعمر وهو يقول بتحذير : هتجيب
اوما عمر قائلا بتأكيد : اه
هز عاصم رأسه قائلا : وهتبعت ليا صور الهديه عشان اتاكد
ضحك عمر بخبث قائلا : مش كل الصور
نظر له عاصم باستفهام :
مش فاهم ؟!
قال عمر بمكر : ماهو انا هجيب هديه وحاجات تانيه....تنهد وتابع بطفوليه يواسي نفسه : اهو أروق علي نفسي الليله
وكزه عاصم في كتفه بغيظ هاتفا : وترجع تقولي حامل لا
ماهي لازم تحمل ...يلا انزل
نزل عمر واغلق الباب ولوح لأبيه قائلا : سلام يا سيوفي
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك