بساط السعاده الفصل الثاني والخمسون

0


 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

مدت نشوي يدها الي وصال مجددا برجاء : عشان خاطري يا وصال ...كلي لقمه واحده بس 

هزت وصال راسها وقالت برفق : معلش يا نشوي ماليش نفس 

أصرت عليها حميده : اسمعي الكلام يا بتي وكلي لقمه ...انتي حامل ....تنهدت حميده التي أخذت تمرر حبات سبحتها بين أناملها : أن شاء الله ابني هيقوم منها 

بادلتها نشوي ووصال الدعاء : يارب 

ظلت حميده تسبح وتدعو بينما بقيت وصال جالسه مكانها والأفكار تتخطفها باتجاهات مختلفه كل اتجاه يشتتها عن الآخر .... تلك المرأه التي تمرر السبحه بين يديها تذكر وتسبح هي نفس المرأه التي استعانت بالسحر وايقنت أن له قدره تعلو فوق قدره الله الذي تسبح الان له بيقين .... تلك التي اخذتها بين ذراعيها هي نفسها من جعلتها تتجرع كراهيتها لها من اول يوم عرفتها به ولا تعرف السبب ... نفس المرأه وبتصرفات متناقضه كما حال ذلك الراقد بلا حراك تتمني أن تراه كما اعتادته بينما كانت منذ ساعات قليله تحسبه عدو لها تتمني زواله ....أخيها الذي يقف بجوارها يساندها كان هو نفسه من وقف ضدها وشارك بتلك المؤامره عليها ....الجميع كل منهم بتصرف متناقض كما حالها التي تخبطت لينال الإرهاق من عقلها كما نال من جسدها 

......

هز دياب رأسه ونظر الي بهيه برجاء : بزياده يا بهيه عليكي المشوار واسمعي الكلام خليني اروحك 

قالت بهيه بابتسامه هادئه بينما يقفز قلبها بين ضلوعها فرحا بهذا الاهتمام الزائد : انا كويسه يا دياب متخافش عليا ...خليني ادخل أطل علي وصال وعلي الست ام هادي ميصحش اسيبهم 

قال دياب بإصرار : يابهيه اسمعي الكلام 

قالت بهيه برجاء : اسمعه انت يااخويا عشان خاطري 

اوما لها وقال بتحذير لطيف : تطلي عليهم وبعدها هاخدك ارجعك البيت من غير مناهده 

اومات بهيه بابتسامه لتستند الي ذراعه بيننا يصطحبها الي حيث بقيت وصال وحماتها ! 

....

ضمت بهيه وصال إليها بقوة تربت علي كتفها قائله : أن شاء الله يبقي كويس 

مالت علي حميده تواسيها : الف سلامه عليكي يا خاله وعلي هادي 

انقبض قلب وصال ولاح التأثر علي ملامحها وهي تعرف من بهيه ماحدث لاحسان بينما تحفزت كل ملامح حميده التي نظرت إلي بهيه وهتفت بلهفه : يعني سقطت العيل ...؟! انتي متاكده يا بهيه 

اومات بهيه التي قالت بتأثر: لو تشوفي حال أمها تصعب علي الكافر 

هتفت حميده بغل : داهيه تاخدهم هما الاتنين ...المهم ردي عليا انتي متاكده ؟! 

تدخلت سناء قائله : امال ايه يا خالتي ....ده ربنا خلص منها في ساعتها ...هزت راسها وتابعت : حقه انا مش مصدقه اللي سمعته ... ! 

احتقن وجه حميده بالغل  بينما هي نفسها مازالت غير مصدقه كيف استطاعت احسان خداعهم بتلك الطريقه لتهتف من بين اسنانها : ولسه اللي هعمله فيها 

نظرت إليها وصال بينما أشارت حميده الي نشوي قائله :  شوفي عمك فين وخليه يجي هنا يقولي هيعمل ايه في بت عليوة !

قالت نشوي باستنكار : يا امه ماهو خلاص زي ما سمعتي

هزت حميده راسها وهتفت بغضب ووعيد : 

مش خلاص دم ابني مش هيروح هدر ولازم تتحاسب 

قالت نشوي بعقلانيه : ربنا هيحاسبها 

اومات حميده وهتفت بعناد : ونعم بالله بس برضه لازم تتحاسب أنها اتجرات وعملت كده 

فتحت نشوي فمها لتسكتها حميده التي هتفت بحدة  : 

انتي هتقفي تناهدي معايا .... بقولك شوفي نعمان فين ولا اقوم انا !

قالت نشوي بإستسلام : خلاص يا امه حاضر 

تدخلت بهيه تقول بهدوء : استهدي بالله يا خالتي وخلينا بس في صحه هادي دلوقتي 

هتفت حميده باحتدام : قلبي مش هايبرد الا لما اخد حقه 

.....

......


القت وصال نظره إليهم ثم خرجت من الغرفه بهدوء وقلبها مثقل بالهموم فلم تحتمل حديث حميده عن الثأر أو سماع أي حديث بينما قلبها متقد بالقلق علي هادي   

بالاسفل لم يكن الوضع يختلف كثيرا فهاهو دياب الكبير يهتف بنعمان مستنكرا : هو ايه الي مش وقته يا نعمان ...ما عرفنا طريق البت وانا بقولك سيب ليا تار هادي 

قال نعمان باحتدام : حق ابن اخويا انا كفيل بيه يا معلم 

رفع دياب الكبير حاجبه هاتفا :ولما انت كفيل واقف لسه مكانك ليه ؟!

قال نعمان بصبر : هادي يفوق واللي هو عاوزة يتعمل 

لم تصبر كلمات نعمان غضب دياب الكبير الذي دار رأسه باتجاه اخر ليهتف مستنكرا : وهو هيعوز ايه بعد ما بت عليوة علمت فيه كل ده 

احتقن وجه نعمان وهتف من بين أسنانه : هو صاحب الشأن يا معلم وانا مش هتخطاه 

ضيق دياب الكبير عيناه ونظر الي نعمان قائلا : كلامك مش عاجبني يا نعمان 

سرعان ما صرح بمكنونات صدره وهو يبعد دياب الذي أراد تهدئته :  انتوا مخبين علينا حاجه ؟!

قال دياب الذي حاول تهدئه جده بينما لا يفهم إصراره علي التدخل بهذا الشأن وبهذا الوقت تحديدا ليقول من بين أسنانه : حاجه ايه يا جدي ....الراجل بيقول الصبر 

صاح دياب بغضب :  وانا بقول لا مفيش صبر ...اشار تجاه نعمان وتابع باتهام : واحد غيره يبقي عاوز حث ابن اخوه في التو واللحظه مش يقف يناهد ويقول الصبر !

ابتلع نعمان اتهام الذي تابع بغضب متوعدا : يمين بالله يا نعمان لو عرفت أن هادي رد بت عليوة من ورايا ...قاطعه نعمان بغضب : بزياده يا دياب اللي بتقوله عاد 

سحب دياب ذراع جده وأخذه بعد بضع خطوات يهتف به باستجهان : ايه اللي بتقوله ده يا جدي ...مش وقته حديثك ده 

زم دياب شفتيه وهتف بحنق : امال أمتي وقته ...لما نلاقي بت عليوة واقفه تناطح مع اختك في الورث لو هادي جراله حاجه 

تعكرت ملامح دياب بينما انقبض قلب وصال التي كانت تخطو ناحيتهم لتتوقف مكانها بينما هتف دياب بعتاب شديد : بعد الشر عليه يا حاج ...ايه اللي بتقوله ده وورث ايه اللي بتفكر فيه 

زم دياب الكبير شفتيه وهتف بجمود : انا بقول لو حصل ولا عاوز بت عليوة يبقي راسها برأس اختك 

هز دياب رأسه وهتف معارض جده : بأمر الله مش هيحصل ....ضرب كف بالآخر وتابع : ايه اللي جرالك عاد يا جدي ...ده كلام تقوله في موقف زي ده ...بدل ما تدعي له 

امسك دياب الكبير بذراع دياب وهتف به باحتدام : سيبك من كلام الحريم ده واتكلم زي الرجاله ... البت بعد ما كان وعدنا الف وعد أن كل اللي بينه وبينها العيل طلعت في الاخر قاعده في بيته ومع امه واهو شوف اخرتها عملت فيه ايه وستر ربنا أن العيل معيوب واهو خلصنا منه ....ايه الحال بقي لو كان هادي ردها لعصمته وحصل له حاجه ؟! ....ها رد عليا 

دار راس دياب من حديث جده الذي تمسك باستنكاره وهو يقول : انا مش هرد ولا اقول حاجه عشان مش وقت حديثك ده يا جدي ...هي وصال ناقصه وجع قلب !

الله يرضي عليك يا جدي قفل علي السيره دي وخلينا في هادي لما يقوم ويقف علي رجله وإذا كان علي بت عليوة اهي راقده ومش هنغلب فيها 

ضاق صدر وصال وامتليء فمها بالكلمات التي ارادت أن تلقيها بوجه ذلك الاشيب ذو التفكير الخبيث ولكن خانتها قدميها التي تراجعت بخيبه أمل تتجدد بقلبها ... مازال يتحكم ويحكم ويتأمر دون رادع ....مازال يري الأمور بمنطق التاجر دون شفقه أو مشاعر ...مازال يفرض سطوته !! 

دمعت عيناها بينما وقفت أمام باب العنايه المركزه تهز بدنها كلمات الطبيب بأنه قد لا يستطيع الوقوف علي قدمه لتتساءل لأول مره خلف من ستقف أن وقف جدها امامها !

خطي دياب ناحيتها حينما لمح وقوفها ليقول بحنان : واقفه هنا ليه يا وصال ...!

غص حلق وصال والتفتت الي أخيها تسأله بعتاب شديد : هو عاوز ايه ......هو ناقصه فلوس ...ورث ايه ...ازاي قادر يتكلم في حاجه زي دي دلوقتي 

فهم دياب أنها تتحدث عن جدها ليقول برفق وهو يضمها إليه : متفكريش في حديثه يا وصال ....تعالي يااختي ارتاحي 

غص حلق وصال بقوة واهتز جسدها بينما تتصاعد وتيره شهقاتها لتتسع عيون دياب ما أن فاضت بمكنونات قلبها : هادي ممكن ميعرفش يمشي تاني !

اهتزت نظرات دياب وهز رأسه برفض لمجرد سماع تلك الكلمات : انتي بتقولي ايه عاد ...متقوليش كده 

قالت وصال بلسان ثقيل : كلام الدكتور 

هز رأسه برفض وعاد يضمها إليه مجددا : متقوليش كده ...هيقف يابوي ويفرح بابنه ويشيله ..لا ..لا يا وصال هادي ميتساهلش كده عاد !

ظل دياب يهز رأسه ويزيد من احتضان أخته التي يرتجف جسدها من فرط بكاءها ليكرر بقلب متوجع : ميستاهلش كده عاد ...لا يا بوي ....ربنا رحيم 

اخيرا استطاع أن يسيطر علي وجيعه قلبه وهو يكرر كلماته : ربنا رحيم 

امسك بوجه أخته بين كفيه يمسح دموعها ويشد اذرها : متبكيش يا وصال ....هادي غلط في حقك بس انتي اكتر واحده عارفه أنه ميستاهلش يحصل له كده ..... ثقل لسان دياب للحظه قبل أن تطوف بذاكرته هيئه هادي ويتوجع قلبه مجددا من أجله ليتابع برفق وامل : ربنا نجاني من الفخ اللي وقعت فيه وقادر ربنا ينجيه هو كمان ....ابتسم لها من بين وجعه : اللي حصل له ده عشان غلاوته تبان في قلبك مش عشان يتعاقب ...خلي ظنك بربنا خير ...تعالي ارتاحي ومتفكريش في حاجه !

هديء أخته بتلك الكلمات ولكن ماذا يهديء من وجع قلبه وهو يستمع لنفس الكلمات من الطبيب الذي اتجه إليه خلسه وسأله ليكرر الطبيب شكوكه التي جعلت العالم يدور من حول دياب !

نظرت بهيه الي دياب الشارد منذ خروجهم من المشفي ليعيدها الي المنزل لتسأله بحنان ؛ مالك يا دياب ؟

هز رأسه وابتلع غصه حلقه قائلا وهو يربت علي كتفها : مفيش يا بهيه 

توقف لدي الباب الخارجي للمنزل ليقول لها برفق بينما نزلت سناء من الباب الخلفي للسياره : خلي بالك من نفسك 

اومات بهيه له ودخلت تتبعها سناء لتتوقف كلاهما بينما وجدوا مهجه تنظر إليهم بغضب نابع من قلقها حينما استيقظت ولم تجد بهيه بالمنزل لتقول بهيه سريعا : هقولك علي كل حاجه يا امه !

..........

....

مالت راس وصال التي انهكها التعب فغفت علي جلستها لتفتح عيونها وتدور بها حولها وسرعان ما تدفق إليها احداث اليوم الماضي وهي تلقي بعيناها تجاه النافذه التي بدأت تغزوها انوار النهار .....أدارت رأسها تجاه جانب الغرفه لتجد حميده نائمه كما حال نشوي التي نامت كما حال وصال وهي جالسه علي المقعد لتقوم وتخرج من الغرفه بهدوء وسرعان ما تتجه الي غرفه العنايه 

نظرت إلي الطبيب بينما سألته : ينفع ادخل اشوفه ؟

قال الطبيب برفق : ينفع بس مش هنا 

نظرت له بعدم فهم ليقول الطبيب بسماحه : احنا نقلناه لغرفه تانيه 

تهللت ملامحها وبدأت دقات قلبها تدوي بصخب وهي تسأل  : اتحسن !

اوما الطبيب بينما مازالت مخاوفه ترتسم علي ملامحه : الحاله مستقره ...تمهل قبل أن يتابع : انا مش عاوز اسبق الأحداث خصوصا أن الحركه مش في صالحه دلوقتي وعشان كده مأجل الاشعه والفحص  

مسحت وصال وجهها بينما خنقتها العبرات وهي تقول للطبيب : ممكن اشوفه 

اوما لها الطبيب لتتجه حيث أشار لها ...!

..........

....

بدأت انوار الفجر تشق طريقها عبر سواد الليل الحالك وتلقي بانعاكسها علي تلك الكومه التي لفتت أنظار ذلك الشاب الذي تعطلت سيارته علي جانب الطريق ونزل يبحث عن مساعده ليري ذلك الشيء الاسود الذي أخذ يقترب منه شيئا فشيئا ولكن سرعان ما اتسعت عيناه وصرخ بهلع ما أن رأي تلك الدماء حول ثوب قدورة الاسود الذي يتحرك يمينا ويسارا عكس جسدها الراقد بلا حراك !

............

.....

شيئا فشيئا بدأت تلك السحابه السوداء تنقشع من سماء هادي الذي تحركت جفونه الثقيله وحاول فتحها وهو يقاوم ذلك الالم الذي يشعر به ....لحظات واستطاع تحريك جفونه وفتح عيناه التي وقعت علي النافذه المواجهه لفراشه حيث تمدد علي جانبه ج...استغرق بضع لحظات وهو ثابت مكانه يستوعب اين هو وما حدث بينما تركزت عيناه علي ذلك المصل المتصل بذراعه ....!

شعور بالألم تغلغل بكيانه وهو يتذكر كل ما حدث و الصحه الممزوجه بعدم التصديق لا تفارقه ...!

اين كان هو وكل هذا التخطيط يحدث ...؟! كيف لم يشك ولو لحظه ....تدفقت الدماء الحاره بعروقه كما حال الالم الذي بدء يزداد ليحاول أن يحرك ذراعه الذي شعر بثقله بنفس اللحظه التي دخلت وصال الي الغرفه ...!

أسرعت تجاهه ما أن رأته قد فتح عيناه لتقول بلهفه اسمه : هادي !

لم تكن لهفته بأقل منها لتخرج الكلمات من بين شفتيه محمله باحساسه : انتي كويسه ؟!

غص حلقها بينما استغل قلبها الفرصه ليعاتبها علي قسوتها عليه ....مالت عليه وطافت عيناها بملامحه بينما تقول برفق : المفروض أن انا اللي أسألك ؟!

خرج عتابه من قلبه الذي مازالت جراحه مفتوحه كما خرجت كلماته من شفتيه وهو يخفض عيناه عن عيناها ويقول بوهن : حكم العاده يا بت الناس قلبي بيسبق عقلي بس حقك عليا معدتش أعيدها 

نظرت إليه بينما يبعد عيناه عن عيناها ويعاتبها بمغزي كلماته لتقول بلا ترتيب للحديث وهي تميل ناحيته لينظر إليها ويسبقها عتابها تتأمل منه كما اعتادت أن يخبرها أنه مرر ماقالته كما يمرر بعت كل شيء فيرحمها من عتاب قلبها القاسي  : مش بتبص ليا وبتعاتبني علي اللي قولته ....ضاعت ما بين عقلها وقلبها لتتابع بشتات : مين فينا اللي حقه يعاتب التاني .... زعلان من اللي قولته !

رفع هادي نظراته إليها والتي تدفقت بها حراره عتابه هو الآخر بينما تأمل منها أن تخبره بأي مبرر وبانها لم تعني ما قالته : قولتلك حكم العاده يا بت الناس وقلبي زعل من كلامك عشان متخيلش يوم انك تعتبريني عدوك ....تلاقت عيونهما لتري خزلان وعتاب بينما يتابع وهو يبعد عيناه عن عيناها :  بس لما اعقلها مش هيبقي ليا حق ازعل من كلامك عشان انتي قولتيها ليا قبل سابق اني عدوك بس قلبي الملعون مكنش مصدق 

فركت وصال وجهها وتطلعت إليه رافضه أن يكون هو المظلوم لتقول باستنكار : قلبك ملعون عشان بيحبني 

قال هادي بغصه حلق : ملعون عشان مش بيجيب ليا الا الوجع 

رمشت باهدابها قائله : وانا قلبي متوجعش منك 

هتف هادي بامتعاض : حاولت اطيب جرحك ومعملتش زيك ولا جرحتك اكتر 

هزت راسها وقالت باحتدام : كل اللي عملته ومجرحتنيش 

يدورون بنفس الدائره بلا توقف وكل منهما أصبح منهك المشاعر مجروح القلب 

: انت مش مظلوم انا الوحيده المظلومه في الحكايه اللي ضحكت عليا من اولها لاخرها ولو بتلوم عليا علي اللي قولته فأنا مش ندمانه علي اي كلمه قولتها 

قضت علي شعره أخري بينهما فلم يتردد هو الآخر ليقول بلا تفكير : وانا مش عاوزك تندمي وحتي لو ندمتي ندمك مش هيمسح اللي قولتيه لا من قلبي ولا من عقلي 

...........

....

: بعدين يا حميده 

هتفت حميده بعنفوان : بعدين امتي يا نعمان ...بقولك نار قايده جوايا ومفيش حاجه هتبردها الا انك تسيح دم بت عليوة الكلبه زي ما سيحت دم ابني 

تمسك نعمان بموقفه ليقول بإصرار : وانا قولت بعدين يا حميده ...مش وقته ...هادي يقوم بالسلامه ونشوف

زمت حميده شفتيها بحنق كبير هاتفه باستنكار : بعدين تكون بنت الابالسه هربت 

هتف نعمان بنفاذ صبر : تهرب تروح فين يا ام هادي ...خلصنا ومفيش كلمه تانيه 

توقف دياب الكبير والسخط يمليء ملامحه بينما شعر بأن هناك شيء خلف موقف نعمان ليأخذه عنفوانه ويظن إن هادي قد رد احسان لذا بخطي غاضبه خرج من الغرفه ليتبعه نعمان الذي لم يتمهل بل انسحب للاسفل ...!

.........

....

قاطع حديثهما دخول الطبيب هذا ولن كان للحديث بقيه من الأساس فلا شيء يقال الا وسيزيد الجراح لذا فقد دخل الطبيب في الوقت المناسب 

وخزها قلبها بقوة وقضمت شفتيها التي نطقت بما يخالف إحساس قلبها ونهر عقلها عن الاستمرار لتقف تتابع الطبيب الذي أخذ يفحص هادي ....ازدادت وتيره دقات قلبها حينما اتجه الطبيب تجاه قدم هادي قائلا : حرك صوابعك يا هادي 

كاد قلبها يخرج من موضعه حينما مرت لحظه تلو الأخريون أن تلمح اي حركه سوي حبات العرق التي تصببت علي جبين هادي وكأنه يبذل مجهود قاسي ...!

احتفظ الطبيب بملامح وجهه الهادئه ولم يبدي اي رد فعل ليعود تجاه هادي يكمل فحصه ثم يدون بعض الملاحظات ويمليها علي الممرضه ثم يتجه الي الباب الذي سبقته إليه وصال وهي تضع يدها علي قلبها وتعض بقوة علي شفتيها لتمنع دموعها 

..........

.....

صدرت بضع اصوات من اللاسلكي المعلق بجيب الضابط الذي توجه بدوريه حيث البلاغ الذي قدمه الشاب 

ليمسك به ويتحدث من خلاله : استدعي عربيه إسعاف 

همهمه ضعيفه خرجت من بين شفاه قدورة الملطخه بالدماء ليتحدث إليها أحد أفراد الأمن 

مين عمل فيكي كده ؟

همهمت قدورة بكلمات غير مفهومه للحظه قبل أن تشهق بقوة ثم تغمض عيناها ..!

.......

...

نظر الضابط الي ساميه وقال بهدوء : ها بقي يا ساميه ايه الحكايه 

بكت ساميه وولولت قائله : معرفش يا بيه حاجه ...انا ممرضه غلبانه وبعمل شغلي وبس 

تمهل الضابط وكرر سؤاله : وهو شغلك انك تدي ادويه للمرضي بدون علم الدكاتره 

هزت راسها وقالت ببكاء : محصلش يا بيه 

نظر الضابط في الأوراق أمامه قائلا : بس الدكتورة اسراء قالت غير كده وده بناء علي كلام المريضه 

هتفت ساميه بسرعه وهي تهز راسها : ده اي كلام قالته البت احسان لما سقطت من الصدمه 

رفع الضابط حاجبه وقال بمكر : احسان ...؟! يعني اهو تعرفيها مش زي ما قولتي في بدايه التحقيق انك متعرفهاش 

تعلثمت ساميه وتصبب العرق فوق جبينها : معرفهاش ....يعني ...يعني اعرف اسمها بس معرفهاش 

زم الضابط شفتيه قائلا : يعني كمان كلام عوض فرد الأمن بأن الست دي كانت بتيجي الوحده وتسأل عنك مخصوص كمان كذب 

اومات ساميه ليقول الضابط : ماشي يا ساميه تعالي امضي علي اقوالك 

تهلل وجه ساميه لتسرع قائله : همشي يا بيه 

هز الضابط رأسه قائلا : لا تمشي فين ....انتي هتشرفي معانا شويه لغايه ما المريضه تفوق ووقتها هنعرف مين اللي بيكذب ...انتي ولا هي 

لطمت ساميه وجهها هاتفه : كدابه يابيه ...انا معملتش حاجه 

اشار الضابط للعسكري ؛ خدها علي الحجز 

......

.....

قال الطبيب بهدوء يوجه حديثه لوصال الباكيه : يا دكتورة انتي اخر واحده تعمل كده ...انتي دكتورة وفاهمه أن استجابات المرضي مختلفه واحنا لسه اصلا مقيمناش الحاله ...ارجوكي اهدي وثقي فينا 

.....

..

وقفت وصال طويلا أمام فراشه بينما عاد ليغمض عيناه مستجيب لتأثير الادويه لتترك وصال لدموعها العنان وتمد يدها تجاه يده المعلق بها المحلول الطبي تمسكها بين كفيها وتهمس باعتذار قلبها : سامحني ...من وجع قلبي قولت كل ده .... !

بقيت علي حالتها تبكي وتهمس له قبل أن تلتفت تجاه  باب الغرفه الذي انفتح ودخل منه دياب الكبير الذي لم يحتمل الانتظار حتي يعرف من هادي سبب موقف نعمان ....امتلئت نظراته بالغضب حينما اقتحم غرفه هادي والتقت عيناه بعيون وصال ليلقي إليها شرر نظراته وبغضب وتوبيخ يهتف بها : بتبكي دلوقتي ....زجرها بحده وتابع : ابكي يا مقصوفه الرقبه ...ابكي ولسه هتبكي بدل الدموع دم علي اللي هعمله فيكي ولا فاكره اني هعديلك عملتك 

باغتها بهجومه فلم تسعفها الكلمات لوهله لتزداد وتيره غضب دياب الذي جذب ذراعها بعنفوان هاتفا :  عم تبكي دلوقتي .....كل ده من جرارير أفعالك  ...

واحده غيرك كانت تقعد في بيتها وتلزمه يرمي التانيه مش انتي اللي سبتي بت عليوة تمرح في البيت ويا عالم رجعها ولا لا ....

وصل صوت دياب الغاضب لمسامع هادي الذي حاول بصعوبه تحريك جفونه يستجيب لوعيه 

حاولت وصال نزع ذراعها من يد جدها الذي أحكم قبضته عليها بينما يتابع توبيخها : 

اوعي 

زجرها دياب الكبير بسخط ؛ اكتمي بدل ما اكتم نفسك.... 

: حاج ...خرج صوت هادي الواهن بينما يحاول أن يتحرك  حينما رأي دياب الكبير يزجر وصال بتلك الطريقه 

لا تعرف لماذا لم يخرج الحديث من فمها ولماذا استشرس دياب بتلك الطريقه : بقي انا بتحطي راسي في الطين ...عاوزة الناس تقول معرفش يربي ..بتهربي من جوزك يا فا....قاطعته وصال التي استجمعت نفسها : مالكش دعوة بيا ....اوعي سبب دراعي 

هتف دياب الكبير بعنفوان : ده انا هقصف رقبتك ....دفعها قليلا تجاه الحائط خلفها بينما يتابع بوعيد : تلزمي جار جوزك وتحكمي عليه يخلص من بت عليوة 

تعالي صدر وصال وارتجفت نظراتها من وحشيه جدها الثائر : يخلص علي ايه ...ايه اللي بتقوله ده ...انت عاوز توديه في داهيه ....متتدخلش في حياتنا انت مالكش كلمه عليا ولا عليه ...مش كفايه كل اللي حصل ده بسببك وبسبب سطوتك 

زمجر دياب بغضب : اخرسي قطع لسانك قليله الربايه 

: يا حاج ....ح...ا ...تهدج صوت هادي الذي 

ضغط علي قدماه واتجه بخطوات مترنحه وهو يضع احدي يداه علي جرح ظهره الغائر لتتصبب قطرات العرق علي جبينه بينما بصعوبه خطي تلك الخطوات تجاه دياب الكبير يرفع يده بعيدا عن وصال ويخرج صوته الواهن من أثر المجهود : بزياده يا حاج 

التفت له دياب الكبير وهتف باستنكار : انت لساتك عم تدافع عنها الفاجره دي 

قال هادي بسخط وهو يتوقف أمام دياب ويحول بينه وبين وصال التي أخذ صدرها يعلو ويهبط بينما شعرت بألم ضاري يندفع في احشاءها لتغمض عيناها وتحاول أن تتنفس بينما وقف امامها هادي كالدرع الحامي 

؛ ميصحش كده يا حاج 

نظر له دياب بسخط هاتفا : لسه بتدافع عنها بعد ما صغرتك وهربت منك ...رفع إصبعه أمام وجه هادي الذي بهتت ألوانه : اسمع لو مش عارف تحكمها انا اعرف احكمها هي وبلد بناسها فاهم 

لم ينطق هادي بشيء بينما هو بالكاد يستطيع أن يقف علي قدمه ليتابع دياب بمزيد من السخط : قلبك الحنين معاها خلاها تركب عليك زي ما بت عليوة عملت 

غص حلق هادي : بزياده ياحاج 

هز دياب الكبير رأسه وهتف بغضب : ولو مسكتش يا هادي هتعمل ايه ....؟! التفت الي وصال وتابع بسخط : 

اسمع انت وهي انا محدش يراجعني في حديث أقوله 

البت دي تلزم جارك والبت بت عليوة تفهمني ليه عمك مش عاوز يمسها والا قسما بالله هيكون ليا معاك تصرف تاني 

التقت نظرات هادي بدياب الكبير الذي نظر له بهيمنه لم تسعف هادي قوته لمواجهتها والدفاع عن نفسه ولكن ما أن اقترب دياب الكبير مجددا من وصال حتي هبت به قوته 

أطبق دياب علي يد وصال وحاول سحبها هاتفا : طالما انت ساكت يبقي اللي في دماغي صح وانت رديت بت عليوة ....تعالي يابت معايا وضفرها معادتش هتشوفه 

حاولت وصال نزع يدها من قبضه جدها القويه ولكن ما حررها هو يد هادي التي أمسكت بيد دياب ترفعها عنها بينما يزمجر باقصي قوته : وبعدهالك يا حاج بزياده 

نظر له دياب الكبير بتحدي : 

وبعدها لك انت ....ايه كبرت وهترد عليا 

لا انا وبس كلمتي اللي هتمشي وبعدين باكي علي ايه هي مش قالت معادتش عاوزاك ومفيش علي لسانها إلا أنها تتطلق يبقي متلزمكش 

: وانت مين عشان تقرر 

كانت تلك كلمات وصال التي زادت من غضب دياب الكبير الذي استعر أكثر والتفت إليها ولكن هادي جذبها يوقفها خلف ظهره ويقف بأقدام لاتقوي علي حمله أمام دياب الكبير الذي هتف بها بوعيد : انا هعرفك ازاي تحترمي جدك يا قليله الربايه....تعالي هنا 

تراجعت وصال ووجدت يدها تتمسك بهادي الذي التقف أنفاسه هاتفا ؛ كفايه يا حاج ...ميصحش اللي بتعمله ..قدر اللي انا فيه 

احتدمت نظرات دياب الذي وقف مكانه يتنفس بغضب للحظه قبل أن يهتف : يبقي 

ولا كلمه تتقال بعد قولي ....تلزم جارك يا تيجي معايا تلزم جار امها لغايه ما تشوف هتعمل فيها ايه علي عملتها 

انتفضت وصال بينعنا خرج دياب صافق الباب خلفه بعنف لتمر لحظات من الصمت الذي عبقته انفاس كل منهم ....كلمات كثيره وغضب كبير تولد بداخلها بعد تلك المواجهه التي لم تسعفها قوتها ولا طاقتها علي الوقوف بها ولكن رفقا بها وبه كانت كل تلك الأفكار تتلاشي أمام عيناها التي زحفت ببطء للاسفل وسرعان ما انحدرت منها الدموع بينما تهتف بعدم تصديق : هادي ....انت واقف علي رجلك 

عقد هادي حاجبيه وقال برفق ليلطف ضراوة المواجهه مع دياب والتي لم تكن لتمر بصورة أخري بينما هو لديه من الأصول واللياقه ما يمنعه من الرد علي رجل كبير  : هقف علي ايدي ...ايه يا بت الناس هو انا كنت اتشليت  

ضربته وصال بصدره بخفه وهي تقول بصوت مختنق بدموع السعاده :  أيوة 

رفع حاجبه وكأن ما مضي لم يمضي امام تلك السعاده التي يراها بعيونها : عشان كده بتبكي ....خايفه عليا 

هزت وصال راسها وقالت بمشاكسه بينما تمسح شلال دموعها : لا كنت بعيط عشان مكنتش هعرف اخد حقي منك 

التوي طرف شفتيه بابتسامه : كل ده وماخدتيش حقك 

هزت راسها وقالت متصنعه الجديه : لا ده ربنا اللي عمل فيك كده ....إنما أنا لسه معملتش حاجه 

نظر هادي الي عيونها الحمراء وتجدد العتاب : قلبك مهواش اسود ولا قاسي كده يا وصال 

قالت وصال برمق اخير من عنفوانها: 

انت مصمم أن اللي قولته قسوة .... ده حقي يا هادي 

اوما لها وعرفت يداه الطريق لذراعيها ليمسك بها بيننا يقول وهو ينظر إلي عيونها : مش انتي اللي تشمتي ....وفي مين فيا انا 

قلبك طاوعك يا وصال ...هز راسه وتابع دون أن يدع لها فرصه أن ترد : مهما لسانك يقول أنا متأكد أنه من ورا قلبك

خفضت عيناها عن عيناه قائله : مين قال كده 

قال هادي بمشاعر لا يستطيع مهما حاول اخفاءها : قلبي اللي عارف اللي جوه قلبك 

قالت وهي تشيح بوجهها عنه : كذب انا طلعتلك من قلبي من زمان 

نظر لها قائلا : ولما هو كده ....باقيه ليه ومهربتيش ؟! 

نظرت إليه قائله ::انا مش عامله عمله عشان اهرب هفارقك في الوقت المناسب 

ابتلع هادي غصه حلقه واولاها ظهره بينما يحاول ان يخطو الي فراشه مجددا : طالما ناويه علي البعد 

مش فارقه يا وصال دلوقتي من بعدين !

تقول انها ستبتعد وتقول انها أخرجته من قلبها ...تقول انها لن تسامح ..تقول وتقول وتفعل ما لا تقول 

وهو يقول وينتوي وايضا لا يفعل شيء انتواه 

فهاهي يدها تحيط برفق شديد بظهره وتساعده علي العوده الي فراشه بينما هو يتقبل قربها الذي يشد عزيمته ويزيد من أنفاسه ....اتسعت عيون وصال وتباطأت دقات قلبها بينما لامست يدها ذلك السائل الدافيء الذي انساب من ظهره لتنفلت منها صرخه هلع وقد تغير لون الاربطه الابيض الي الاحمر وقد انفتح جرحه 

:اسرعت تركض خارج الغرفه وهي تنادي الطبيب الذي جاي مسرعا وسرعان ما كان يوجهه لوم عليها : يا دكتورة ده انا مشدد عليكي مينفعش يتحرك. .... اتفضلي برا ومحدش يدخل الأوضه 

عقد دياب حاجبيه بينما كان قد وصل للتو واستمع لحديث الطبيب الذي عادته الممرضه برفق : معلش يا فندم انتظروا برا 

نظر دياب الي وصال التي تمسح دموعها وتقضم شفتيها وسرعان ما سأل بهلع : في ايه يا وصال ؟!

هتفت وصال بقهر تغلغل بعروقها : هو السبب ....كل حاجه وحشه حصلت ليا في حياتي هو السبب فيها 

نظر دياب بعدم فهم لأخته التي أخذت تردد بقهر : هو اللي خرب حياتنا وفرقنا ودلوقتي هو اللي خرب حياتي تاني ...وضعت وجهها بين يديها وتابعت ببكاء : عاوز كل حاجه تمشي بكلامه ...بيتحكم فينا ليه ....هو السبب وهادي وانت ساكتين 

فهم دياب من تتحدث عنه أخته والتي رفعت راسها ونظرت لاخيها باتهام : انتوا اجبن من انكم تقفوا قصاده 

!!

.........

  ..

باستنكار نظرت مهجه الي دياب الذي دخل الغضب يعميه بعد حديث أخته المقهور لتقول له برفض : عيب يا دياب ترفع صوتك قصاد جدك 

نظر دياب الي حفيده بسخط وقال ساخرا : وهو عاد حد في عيالك يعرف العيب يا مهجه ماهو كبر وبقي يعرف يقف قصاد جده اللي رباه وبكره زي ما رفع صوته يرفع أيده 

كور دياب قبضته وهتف بعنفوان حبيس : العفو يا جدي أنا مقدرش اعمل كده ... انا كل اللي عاوزة ميكونش ليك صالح بوصال ....كفايه اللي هي فيه سيبها تمشي حياتها زي ما هي شايفه 

لو دياب الكبير شفتيه ساخرا : وماله نسيبها تمشي علي حل شعرها ما دام اخوها وجوزها ...بصق وابتلع لفظه النابي لينظر له دياب بحيله مكبله فهو مهما كان جده 

: تشكر يا جدي بس انا اختي متربيه 

نظر له دياب رافع حاجبه : والمتربيه بتسيب بيت جوزها وتهرب 

تدخلت مهجه علي استحياء تدافع عن ابنتها : غصب عنها يا ابويا ... اللي حصل كان كتير عليها ...وصال عاقله وبتعرف تتصرف بس بكفايه نضغط عليها 

أمسكت بكف ابنها تناجيه : روح يا ولدي ...روح اقف جنب اختك 

.........

...

نظرت حميده بفزع الي وجه وصال الذي مازال يحمل اثار بكاءها لتنتفض بقلق اهوج كما حال نشوي : ابني حصل له ايه 

قالت وصال تطمانها وهي تنقي حلقها : متقلقيش ...هادي كويس 

نظرت لها حميده بعدم تصديق : امال وشك عامل كده ليه ....انا عاوزة اشوف ابني 

بعد تشديد الطبيب سمح لهم برؤيته لدقائق لتستند حميده الي يد وصال وتخرج متنهده بارتياح بعد أن تحدث معها هادي وطمأنها 

لتقول للطبيب بعتاب : ولما هو ولدي كويس زي ما بتقول يا دكتور ليه منقعدش جاره 

قال الطبيب بهدوء : عشان هو محتاج يرتاح يا حجه ...انتي مش عاوزة ابنك يقوم بالسلامه

اومات حميده ليبتسم الطبيب قائلا : يبقي يرتاح قدر الإمكان . . نظر لها وتابع : وانتي كمان محتاجه ترتاحي والدكتورة محتاجه ترتاح لأنها حامل يبقي وقفتكم هنا ملهاش داعي 

اتفضلي ارجعي اوضتك وانا هبعت الممرضه تقيس ضغطك 

..........

...

كان الأطباء يركضون وهو يدفعون بالترولي الذي وضعوا عليه جسد قدورة الملطخ بالدماء بينما تكافح باخر أنفاسها ...!!

ابلغ الأطباء عن حاله الطعن التي تعرضت لها بينما بقيت ساميه تتوسد ذراعها الذي وضعته اسفل راسها ترفعه عن الارضيه الصلبه التي تمدد عليها جسدها داخل الحبس 

........

...

استندت صديقه الي يدها وحاولت أن تقف من فوق الارض التي جلست فوقها طوال تلك الساعات تنعي ابنتها 

: بتي يا دكتورة ...بتي حصل لها ايه ؟

قالت الطبيبه بانهاك : حالتها لسه مش مستقره نزفت كتير وهنا المكان مفيهوش الاستعدادات الكافيه 

قالت صديقه وهي تلطم وجهها : مش فاهمه حاجه يا دكتورة 

قالت الطبيبه برفق : ادعي لها يا حجه ربنا يلطف بيها 

.......

...

نظرت وصال الي حميده التي أحكمت طرحتها حول وجهها بينما تقول بعزيمه : 

اسمعي يا مرات ابني خليكي جنبه ولما يفتح عينه قوليله امك راحت تجيب حقك 

رددت وصال بعدم استيعاب : ايه ؟!

قالت حميده بعزم : اللي سمعتيه وفهمتيه ....انا رايحه اخد روح بت عليوة 

قامت نشوي تجاه والدتها تهتف بها : حقه ايه يا امي ....بالله عليكي اقعدي وبلاش اللي بتقوليه ده 

قالت وصال برجاء : يا طنط ..قاطعتها حميده بحنق : بلا طنط بلا بتاع انا قولت اللي عندي ....طالما نعمان ماخدش روحها هاخدها انا 

افلتت الكلمات من شفاه وصال التي عجزت عن أثناء حميده عما انتوته :  طيب قيسي الضغط الاول وبعدين نشوف 

هتفت حميده بسخط : انا مش هرتاح ولا ضغطي هيوطي الا لما اخد روح بت عليوة 

هتفت وصال بانفعال بينما رأت انعكاس إصرار جدها علي ثار وجهل لن يجدي نفعا : روح ايه اللي بالساهل بتتكلموا عنها 

...خلاص هي اخدت جزاءها وفي حكومه تجيب حق هادي ....اللي بتعمليه ده مش هيفيده بحاجه 

هتفت حميده بعناد : انا مش هعمل الا اللي في راسي 

ركضت نشوي في أثر والدتها تستجديها أن تتراجع بينما تهاوت وصال علي المقعد خلفها ولم تعد قادره علي الجدل أكثر !

........

رفعت وصال عيناها تجاه دياب الذي نظر إليها بقلق : مالك يا وصال 

هتفت وصال بوهن : تعبانه يا دياب 

امسك دياب بيد أخته بهلع بينما تابعت : الحق ....الحق ام هادي 

عقد دياب حاجبيه بعدم فهم لتتابع وصال بانهاك: راحت ورا احسان 

اتسعت عيون دياب ليقول بهلع : مقولتليش ليه من بدري يا وصال ...

قالت وصال بوهن : فكرتها بتقول اي كلام ...هتقتلها مثلا 

اوما دياب وهو يقوم من جوار أخته : مش بعيد 

دي ست قويه وتعملها

: انا تعبت من الناس دي يا دياب 

ربت دياب علي كتفها وصعب عليه تركها ولكنه مضطر : معلش يا وصال اجمدي وانا هروح وراها احسن تودر نفسها 

.........

.....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !