حكايات القيد الذهبي الحلقه الثالثه

0


 


تعالي صوت ماس بينما فاض بها الكيل لتتسع عيون جاسر وقد توقع ككل مره أنها ستمرر كلمتين تحدث بهم يخرج بهم سخطه الذي لم يعترف أنه كان من نفسه قبل أن يكون منها ليتفاجيء بأنه أيقظ بركان خامل وهاهو يواجهه حمم لم يكن يتوقعها ليحاول أن يقلب الطاوله ببراعه مترسخه بطباعه: كل ده عشان عاوز ارجع بيتي ارتاح ....خلاص هتقومي الدنيا عشان قولت كلمتين 

القت ماس ما بيدها وهتفت بعصبيه شديده :تصدق عندك حق ...انت مظلوم وعاوز بس ترتاح ...نظرت له وتابعت باحتدام : وانا بقي فين راحتي .....انا فين ها....رد وقولي يا اللي بتدور علي راحتك 

نظرت له ساخره وتابعت : سيادتك راجع منين ...راجع من مع صحابك ولا من شغلك 

قبل أن يفتح فمه كانت تشير له وتتابع بانفعال اشد : مش فارقه راجع منين المهم انك هترجع ترتاح وتنام وتاكل وكمان لو مش عاوز تتكلم هيحصل إنما أنا بقي لما برجع بيكون ورايا الف حاجه ... معنديش رفاهيه حتي اني اسكت ولازم اجري من هنا لهنا ....هزت كتفها وتابعت بسخط شديد : بس انت هتعرف منين يومي بيعدي ازاي وانت مبقتش تسأل وبتشتري دماغك ...هتعرف منين مين من ولادك كان عنده تمرين ولا دكتور ولا عنده مشكله في مدرسه انا حليتها ....هتعرف منين انا كان مشاكل في شغلي ولا مع اهلي ولا تعبانه ولا فيا ايه 

اندفع جاسر بانفعال : وانا هعرف منين طالما مبتقوليش!!

تعالي صوتها بانفعال اشد : مش لازم اقول. ...اسال ...كلف خاطرك واسال زي ما انا بسال في كل حاجه تخصك ...هو مش انا مراتك ودول ولادك ولا الاهتمام لازم يكون من نصيبك لوحدك 

انفجر جاسر بعصبيه : يعني قصدك اني اناني ومش بفكر فيكم امال انا مطحون طول اليوم عشان مين ...؟!

ازدادت وتيره أنفاسها التي تعلو وتهبط بينما تلاقت نظراتهم ولكن تلك المره لم تشفق علي نظره العتاب في عينه ولم يشفع لها عذره الواهي بصمتها وعدم لفت نظره لم تقتنع بما يجادلها به عقلها أن تمرر كما مررت سابقا ولم تخترع تبرير له كما اعتادت تراكمات كثيره بداخلها وإحساس لا تستطيع تكذيبه بان متابعه الحياه بينهم فوق تلك الأنقاض قبل إزالتها لن يجدي نفعا كما لم تعد المسكنات التي تقنع نفسها بها تجدي اي نفع ....رأي في عيونها نظره جديده ...لا ليست جديده ولكنها كانت مدفونة بداخلها طويلا حتي كاد ينساها ...نظره يعرفها جيدا وكان عليه الا يتناساها فالتمرد والكبرياء بداخلها فقط خبي وهجهما خلف ستار المسؤوليات ....لوهله امتليء فمها بالكلمات ولوهله كادت الا تترفق بأطفالها الذين دوما ما حاولت أن تجنبهم مشاهده شجارهم 

ولكن تظل الام الام لذا أغلقت فمها كما أغلقت قلبها علي شكواها التي لن تجدي نفعا كما أقنعت نفسها طوال السنوات الماضيه بأن الجدل معه خاسر بينما هو أبرع منها في الحديث ولتجنب نفسها الخساره مره بعد مره أصبحت تتجنب الدخول بمعركه خاسره ولكن تلك المره لن تنسحب بصمت بل ستنسحب بصمت له ضجيج قوي زلزل كيانه حينما وجدها تخرج من الغرفه التي دخلت إليها قبل قليل وقد ظنها ككل مره ستدخل لتهديء وينتهي الأمر ولكنه وحدها تخرج وهي تسحب حقيبتها خلفها وبيدها أطفالها !

.........

....

ابتسمت امتثال الي عمر وربتت علي كتفه قائله : فين التعب ده يا حبيبي 

قال عمر باعتذار بينما وجد ساقه تقوده الي منزل امتثال ولسانه يخبرها بحيره بينما بكل طرق العقل يري نفسه علي صواب وأمام عناد وسيله ظن أن رأي آخر قد يريهم ما لا يروه 

تابعت امتثال بود : انا كده كده الولاد وحشوني وكنت هاجي اشوفهم 

اوما عمر وابتسم لامتثال التي محت الابتسامه من فوق وجهها ما أن استمعت لصوت دوران المفتاح في الباب 

تقدم الطفلين الصغار يسبقون والدتهم ركضا ازداد حينما رأو امتثال : تيته 

فتحت امتثال ذراعيها لهم بينما تقدم عمر يساعد وسيله بحمل الرضيعين من عربه الاطفال الخاصه بهم 

سحبت وسيله نفس عميق حينما التقت نظراتها بنظرات جدتها التي انتظرت حتي أدخلت وسيله أطفالها لغرفهم ثم عادت لتقف أمام جدتها وتقول بود : وحشتيني يا تيته 

لم تبادلها امتثال الود لأول مره بينما خرجت نبرتها حاده وهي تسألها : كنتي فين يا وسيله ؟! 

قالت وسيله التي تغيرت ملامحها ونظرت الي عمر باتهام : مع صحابي 

شددت امتثال علي سؤالها: صحابك مين ؟! 

نظرت وسيله بطرف عيناها تجاه عمر الذي كان واقف خلفها ببضع خطوات تقدمهم ببطء لتنظر وسيله بحنق إليه ثم الي جدتها التي كررت سؤالها:  بسالك مين صحابك ؟! 

قالت وسيله بشيء من العصبيه قاصده السخريه وهي تشير إلي عمر  : ما تسأليه.... مش هو راح اشتكي لحضرتك اكيد قالك انا كنت مع مين !!

رفعت امتثال حاجبها بسخط من حديث حفيدتها بينما قال عمر بضيق واضح : انا مش عيل صغير هشتكي يا وسيله ....

اندفعت وسيله بلا تفكير : امال تيته بتهاجمني ليه طالما مروحتش اشتكيت لها 

اندفعت الدماء الغاضبه لوجه عمر كما حال امتثال التي هبت واقفه تزمجر بحفيدتها : اتكلمي مع جوزك باحترام 

أشارت له وتابعت : مش معني أنه بيحاول يهدي الأمور بينكم تتطاولي عليه وقدامي ده معناه أنه راجل محترم ومش عاوز يضايقك 

احمر وجه وسيله التي هتفت بانفعال : طبعا هو الطيب وانا الشريره 

كور عمر قبضته وهتف بغضب : انا هشوف الولاد ...بعد اذنك يا تيته 

دخل عمر الغرفه بخطوات غاضبه لتجذب امتثال يد وسيله بحنق و تهتف بها بتوبيخ 

: حد يقول كلامك ده ....ايه اللي جرالك !

قالت وسيله بعناد : مالي يا تيته....خرجت شويه مع صحابي 

هتفت امتثال بسخط : مين صحابك ؟

: هتفرق 

: اه 

هتفت وسيله بسخط : يبقي عمر اشتكي لحضرتك 

قالت امتثال بسخط : ولو حتي..... اسمها اتكلم معايا عشان خاف علي زعلك لما يتكلم معاكي أو بمعني اصح فقد الامل في الكلام معاكي وبدل ما تلومي نفسك انك خلتيه ميتكلمش معاكي بتلوميه أنه اعقل منك 

رفعت حاجبها باستنكار:  اعقل مني 

: اه 

: ليه بقي ....هي مش دي ريم معرفته اصلا ....طيب فيها ايه لما اصاحبها انا كمان 

نظرت إلي جدتها وتابعت بتبرير : 

ابنها مع ولادي في المدرسه والتمارين وبشوفها علي طول اتكلمت معايا وارتاحنا لبعض .... ولا هو لازم اقاطع الناس علشانه وبعدين مش هو نفسه اللي قالي ننسي اللي فات 

افلتت اعصاب امتثال بعصبيه : 

وسيله متحطيش النار جنب البنزين وتقولي ايه اللي ولع الدنيا !! 

مش عجباني تصرفاتك وهو وانتي عارفه كويس أنه ماسك نفسه بالعافيه يبقي متضغطيش عليه وتقولي أنه متغيرش 

زفرت وسيله لتزجرها امتثال بتوبيخ : بطلي نفخ في وشي 

قالت وسيله بتهذيب : اسفه يا تيته مش قصدي 

رفعت امتثال حاجبها وهتفت بسخط : ونفخك في النار عشان تولع كمان مش قصدك 

تنهدت وتابعت : خلاص الصحاب مخلصوش عشان تصاحبي دي ....وبعدين بذمتك في واحده خايبه خيبتك 

بقي رايحه تصاحبي واحده كانت تعرفه زمان وكمان مش عاجبك أنه رافض ومصممه تدخليها بيتك وحياتك 

لوت شفتيها وتابعت ساخره : ايه بقي بتقعدي تحكي معاها أسرارك واسرار جوزك 

هزت وسيله راسها : لا طبعا يا تيته هو انا عبيطه 

نظرت لها امتثال بسخط : امال انتي ايه ؟

قالت وسيله باعتراف : معرفش يا تيته...قربت مني وحسيت اني مرتاحه لها وبقينا صحاب بحكم الولاد مع بعض وبعدين ظروفها صعبه بتربي ابنها لوحدها وحياتها مش احسن حاجه ...صغيره وعاشت تجربه ..قاطعتها امتثال بسخط : فتحتي قلبك شئون اجتماعيه ....ماهي تدفع تمن تصرفاتها مالك انتي تصعب عليكي ليه ....صعبانه عليكي وناقص تقولي عمر السبب 

اومات وسيله لتزجرها امتثال : اياك تقوليها ....هي السبب في حياتها محدش ضربها علي أيدها تصاحب ده وتسيب ده وحتي لو ...انتي مالك ...ايييه هتصلحي الكون ..!

.........

...

بحماس ولهفه كانت حلا تزف الخبر لطاهر الذي قابله ببرود ممزوج بالسخريه : اخيرا اتعطف علينا السيد الوالد 

عقدت حلا حاجبيها بينما غص حلقها لانكسار فرحتها وقد ظنته سيطير فرحا : طاهر 

هتف طاهر بقله لياقه : بلا طاهر بلا زفت ها حدد ميعاد امتي الباشا 

قضمت حلا شفتيها بقوة تمنع دموعها أمام غرام التيخلت وابتسامتها تسبقها تسأل حلا : ايه ...قولتيله ..طبعا طار من الفرحه 

اومات حلا بكذب : اه جدا 

ربتت غرام علي كتف الفتاه التي حاولت أن تبتسم وتظهر بمظهر العروس السعيده بينما تتابع غرام بحماس : متقلقيش أن شاء الله المقابله هتعدي علي خير وكلها يوم والتاني ونعمل الخطوبه 

مالت عليها وتابعت مشاكسه : وبعدها الفرح 

تنهدت غرام وغلبها الحنين بينما تتابع وهي تتطلع في لوجه الصغيره  : ياااه يا لولو كبرتي وهتبقي عروسه 

تلفتت حولها وسالت : هي هنا فين ؟ لسه مع صاحبتها في اوضتها 

هزت حلا كتفها لتتجه غرام الي غرفه هنا والتي ظنت صديقتها مازالت معها حينما استمعت لصوت هنا لذا طرقت الباب ولكنها تفاجات بأن هنا وحدها لتسالها : هنا هي صاحبتك نزلت 

اومات هنا بينما تشير لغرام أنها تتحدث مع أحد لتهز غرام راسها وتتجه الي الباب ولكنها توقفت مكانها واستدارت بمفاجاه حينما استمعت لتلك الكلمات ( بجد عجبك الفيديو ....انا كنت بفكر في محتوي جديد بس ....توقفت هنا عن حديثها حينما اندفعت غرام ناحيتها تسألها بدقات قلب متسارعه : بتكلمي مين ؟

.........

...

توقف جاسر أمام ماس يهتف وهو يميل ليحمل ابنته من يدها : يا ماس اعقلي مكانوش كلمتين لحظه عصبيه 

جذبت ماس ميرا من بين ذراعيه وحملتها مزمجره بصوت عالي : اوعي من قدامي ...هخرج يعني هخرج 

هز جاسر رأسه وبقي واقف امامها يهتف بنبره قاطعه : وانا قولت مش هتطلعي من البيت يا ماس 

تعالي صوتها الذي يعبر عن انهيارها الداخلي : هطلع ياجاسر اوعي من قدامي بقولك 

زفر جاسر وحاول أن يتحكم بنبرته بينما أيقن أن العصبيه لن تجدي الا بمزيد من العصبيه من تجاهها وهي بتلك الحاله : طيب خلاص يا ماس حصل خير انا يا ستي غلطان بس خلاص بقي متفرجيش علينا الناس 

هتفت ماس بتحدي لأول مره يستشعره منها بعد سنوات من السكون : ميهمنيش الناس ...كل اللي يهمني نفسي وراحتي اللي مبقتش لقياها معاك 

فغر فاه جاسر وابتلع ببطء لترمقه ماس بنظره كارهه بينما تتابع : عندك حق ..زهق وقرف بس لو فيه حد زهق وقرف فهو انا 

قبل أن يستوعب صدق كلماتها كانت تتجاوزه وتتجه الي الباب ليترجم عقله الخطر ولكنه لم يحسن اختيار الكلمات وهو يهتف بلا تفكير بتهديد : لو خرجتي من البيت مش هاجي وراكي ارجعك 

هزت ماس كتفها وقالت ببرود نفذ الي قلبه : ومين قال إني ناويه ارجعلك أشبع ببيتك 

ورقه ضغط اخيره لم يتقن استخدامها : يبقي امشي من غير الولاد 

واجهته ماس بعيون ساخره : بما تبقي تعرف عنهم حاجه ابقي خدهم مني 

اندفعت الدماء الي وجهه بينما يهتف بسخط : دول ولادي 

اومات ماس بتحدي : وانا مقولتش أنهم ولاد الجيران...ولادك اللي بتهزهق من زنهم ومش بتتحملهم ساعتين علي بعض ...نظرت له ساخره وتابعت : لما تبقي تتدرب علي مسؤوليتهم ابقي تعالي خدهم 

إنما دلوقتي لا .. قطرت نبرتها سخريه بينما تتابع قبل أن تخرج صافقه الباب خلفها بغضب : يادوب تنام ساعتين وترتاح !

........

.....

نظرت ليليان الي صالح الذي داعبها قائلا : يا لولو متحبكيهاش ومتعمليش حما من امتي 

قالت ليليان باستنكار : انا حما 

اوما صالح متظاهر بعدم الاقتناع : بصراحه عمرك ما كنتي وعشان كده انا مستغرب 

قالت ليليان بتبرير : حقك تستغرب عشان أنا مش كده ولا عمري هكون انا بتكلم في مصلحه ياسمين الصغيره ...يا حبيبي زي ما امي كانت بتقولي زينه البنت شعرها وانا بس قولت كده لمراتك وصممت عشان خاطر ياسمين الصغيره 

قال صالح برفق : يبقي نصحتي يا لولو وهي بقي تقبل أو ترفض براحتها ماهو برضه دي بنتها 

قالت ليليان باستنكار : وحفيدتي 

اوما صالح : صح يا امي  ..... بس هي امها وبعدين كلها سنه ولا اتنين وياسمين نفسها هي اللي هتقرر تعمل ايه في شعرها 

قبل وجنه والدته وقال برفق : الموضوع بسيط يا لولو وانا هخلي ياسمين تصالحك 

انتظر ولم يقف بين زوجته أو والدته وبنفس الوقت وجه كل منهم برفق دون أن يجعل إحداهما تشعر بالضغينه تجاه الأخري فهاهي ياسمين تبتسم لليليان قائله : متزعليش مني يا خالتو ...انا عارفه انك همك مصلحه ياسمين بس ...خفضت صوتها وتابعت بهمس : زميلها بيشد شعرها وهي متضايقه عشان كده قولت اقصه لها 

اتسعت عيون ليليان لتهمس لها ياسمين برجاء: وطي صوتك عشان صالح لو عرف هيعمل مشكله وانا خلاص اتصرفت وكلمت مامه الولد بس ياسمين هي اللي جبت فكره اني اقصر شعرها شويه 

اتجه صالح إليهم ليقول بابتسامه : خلاص صافي يا لبن 

اومات ليليان وهي تكتم غيظها من أن طفل ضايق حفيدتها وهاهي فور ذهاب صالح وياسمين كانت تخبر رافت !

........

....

وقفت غرام مذهوله وغير مستوعبه ما تقوله هنا ببساطه لتهتف باستنكار : تيك ايه ؟

قالت هنا بهدوء ضاحكه : تيك توكر يا روما ....واحد زيي بينزل فيديوهات علي التيك توك وكنا بنتكلم 

ابتلعت غرام بينما دار راسها وهي تقول باستنكار : هو ايه اللي بيضحك في اللي قولتيه ..انا مش فاهمه حاجه ...انتي بتكلمي ولد وبتنزلي فيديوهات...فيديوهات ايه دي 

حاولت هنا تبسيط الامر ولكن من قال إن الأمر بسيط ....ربما من وجه نظر هنا التي تحاول صنع محتوي خاص بالتكنولوجيا ولكن الخطأ ما يزال قائم

: ماشي يا هنا بس ليه تكلمي حد غريب وليه حد يعرف حاجه عنك 

قالت هنا ببساطه : وفيها ايه ؟

قالت غرام بحزم : فيها انك مينفعش تكلمي حد متعرفهوش ولا تقولي تيك زفت ده ....الحاجات دي مليانه بلاوي وحتي الفيديوهات بتاعتك ليها مكان مش المكان ده ...ازدادت نبره غرام علوا بينما تتابع بحزم: دي اخر مره تكلميه يا هنا وحالا تقفلي كل الحاجات دي 

نظرت لها هنا باستنكار وتمرد : لا طبعا دي حياتي وانا حره فيها ومحدش له حق يتدخل طالما مش بعمل حاجه غلط 

انفلتت نبره غرام بينما خفق قلبها بقوة تخشي علي الفتاه من مواجهه مصير كمصيرها سابقا : لا مش حره وطبعا حقي أتدخل وامنعك وطبعا بتعملي غلط 

بجرأه تابعت غرام : انا قولت اللي عندي والا 

نظرت لها هنا بتحدي : والا ايه ...هتقولي لبابي 

اومات غرام بينما أن كان مستقبل الفتاه علي المحك فليذهب اي تراخي أو قرب للجحيم ولتأتي القوة والحزم 

: اكيد هقوله لو موصلتش معاكي لحل بس لو عرفت انك كلمتي تاني حد متعرفهوش أو استغليتي الحريه اللي باباكي سامحلك بيها غلط يبقي هاخد تليفونك ومش هخليكي تخرجي أو تكلمي حد 

احمر وجه الفتاه وهدرت دماء التمرد في عروقها لتهب واقفه أمام غرام وتهتف بقله لياقه : لا بقي ده انتي نسيتي مكانك هنا في البيت . . انتي مش امي انتي بس مرات ابويا 

ابتلعت غرام ما قالته الفتاه لتقف امامها وهتف بحزم : انا مش امك بس خايفه عليكي واتاكدي اني هعمل اي حاجه عشان امنعك ومش هيهمني اي كلام تقوليه عشان تجرحيني ....انتي واختك امانه ابوكي وانا مش هخيب ظنه ....أشارت إلي هاتف الفتاه وتابعت : اللي قولته هتنفذيه 

خرجت غرام من الغرفه واندفعت الي غرفتها لتترك أنفاسها التي تلاحقت بصدرها بينما كادت تختنق وقد عاودها الماضي بكل جروحه !


........

نظر ايهم تجاه الشاب الذي جلس أمامه معتدا بنفسه ليتمهل ايهم قبل أن يتحدث بعد أن أخذ نظره شامله علي الشاب الذي واجهه بنظراته التي لم يفسرها ايهم ابدا أنها ثقه بالنفس بل تجاوزت هذا 

قال ايهم بنبره هادئه : والدك مجاش معاك ليه ...حدود علمي انكم جايين اتعرف عليكم 

قال الشاب بصدر منتفخ : وانا جيت اعرف حضرتك عليا ولو في قبول هجيب والدتي وطبعا والدي هكلمه ينزل لانه مسافر 

حك ايهم ذقنه وأشار للشاب ليتابع : كلمني عن نفسك 

قال الشاب والغرور يتبختر بنبرته : انا مهندس ووالدي مهندس بترول وبقاله سنين في السعوديه عندي اربع اخوات بنات ووالدتي والدها عنده مزرعه في ابو رواش 

تحدث الشاب عن نفسه واستمع له ايهم بصبر ليصل الي حيث أراد : والدتي رحبت بجوازي من بنت حضرتك ووالدي طبعا ...هي بنت كويسه مناسبه ليا ولظروفي 

لم يتحدث عن حلا قدر ما تحدث عن نفسه ولكن ايهم تجاوز عن تلك النقطه ليتابع الشاب : حاليا بشتغل في مكتبي شغلي الخاص ولكن قريب جدا هتولي كمان شغل جدي والد والدتي لاني الحفيد الراجل الوحيد في العيله وده شيء طبيعي 

نظر له ايهم نظره ثاقبه : وانت بتفهم في شغل المزرعه 

قال الشاب بعمليه : اداره راس المال مش حاجه جديده عليا وانا بالفعل بستثمر في حاجات كتير لصالح والدي 

اوما ايهم وحاول أن يخبر نفسه بأن الشاب مناسب ولمن شيء ما بنبره الشاب جعلته لا يستطيع الحكم جيدا 

...........

....

: وهو انتي عبده عنده لا يا ماس انتي غلطانه انك اهملتي نفسك عشانه هو ابن ماجده ....كانت هويدا ستتابع انفعالها ليشير لها شريف : هويدا وبعدين ....ايه ابن ماجده ...انتي اول مره تتكلمي عنه وحش كده 

هتفت هويدا بتبرير : غصب عني يا شريف ...ماهو انا شايفه بنتي ...قاطعها شريف مجددا وقال بعقلانيه وهو يبتسم لابنته : مالها بنتك زي الفل ....ست بميه راجل ...ام هايله ومديره في شغلها وناجحه في بيتها ....ترفق بابنته وقلبه يتمزق لدموعها بينما لاول مره التي إليهم تشكو وقد عز عليه رؤيه ضعفها. الذي طالما احتفظت به لنفسها : اايه شويه إرهاق علي شويت ضغوطات وماله بنتي اقوي من كده 

اشار لزوجته ؛ قومي جهزي لينا العشا وشوفي ميرا ومارن وسيبني اتكلم مع ماسه شويه 

اومات هويدا وقامت ليبتسم شريف لماس وقبل أن يقول شيء فتح لها ذراعيه وقال بحنان جارف : تعالي يا ماس 

اندفعت ماس لحضن ابيها الذي تمزقت أوصاله من أجل بكاءها .....مضغوطه يا بابا...تعبت ومهما اعمل حاسه ان كل حاجه بعملها ناقصه مش ملحقه علي كل حاجه وفي نفس الوقت بحاول الحق كل حاجه ....جاسر جايز عنده حق اني مش بقول بس هو ليه مش حاسس ولا شايف اني زيه بتعب وبتضغط .... انا بسمع منه كل تفاصيل يومه وهو مش بيهتم يسأل ولو اتكلمت مش بيكون سامعني أو بشوف في عينه الملل فبسكت ....من شهر كان عندي شغل مهم اوي واتاخرت غصب عني وهو كتر خيره سبقني واخد الولاد من المدرسه وجه عند الشغل يستناني ....نظرت إلي والدها وازدادت دموعها بينما تتابع : كل شويه كنت ببص لتليفوني وارد عليه واقوله اسفه اني اتاخرت ... مكنتش مركزه في شغلي وكل اللي كان فارق معايا اني انا وهو هنتخانق اني اتاخرت ...عمل حاجه حلوة أنه اخد الولاد واستناني بس نفسيا آذاني بضغطه الغير مباشر عليا ....كنت طالعه من الشغل بجري ناحيه البوابه زي العيال اللي خايفه من ابوها ...كلام رئيس مجلس الاداره وهو بيتكلم عني بفخر وبيشيد بمجهودي كان قصاد الكلام اللي توقعت اسمعه منه ...ركبت العربيه جنبه وانا شايفه اثار عصبيته علي مارن اللي كان خايف عليا من عصبيته ...حاولت الطف الأمور قولتله شكرا أنك استنيتني ربنا يخليك ليا تعبتك بس لو تعرف النهارده قالوا ايه عني ...صمتت ماس بينما تتذكر غصه حلقها القويه بينما كل ما نطق به بعد صمت حطم نفسيتها : اسكتي ...تعرفي تسكتي !

صمتت عن الحديث لينظر لها شريف بقلب متمزق بينما أغمضت عيونها تعتصرها بتلك الدموع العزيزه والتي أفرجت عنها اخيرا ...يومها لم تبكي ولم تعقب بل عادت واعدت الغداء وتابعت يومها واخبرت نفسها أنه مشكور اتي ليأخذ أطفالها من المدرسه ..... أخفت بداخلها حسرتها بينما أرادت أن يشاركها فرحتها بنجاحها ...أخفت انكسار كبرياءها لحديثه معها بتلك الطريقه أمام أطفالها أخفت الكثير وارتدت قناع جليدي تتقبل منه كل شيء بصمت وتتجاوز عنه ويوم بعد يوم يزداد غرورا أنه علي صواب لأنها تصمت ولأنه يتحدث من وجهه نظره فهو من ترك عمله لتكمل هي عملها ....يوما ما أخبرته باحدي مشاكل عملها عن مكافاه لم تتلقاها لتجد منه سخريه : ماهو ده الشغل اللي بتسيبي ولادك عشانه اهو مفيش فيه تقدير يلا براحتك ...!

لو مكنتش اعرفه كنت هقول أنه قاصد يقلل مني يابابا 

حاجات صغيره بس من جوايا بقت بتتراكم وتضايقني 

لو قولتلك هتقولي تفاهات بس هي مش كده

قال شريف برفق وحنان : قولي يا حبيتي كل اللي جواكي 

: مساعدته ليا بقيت احس انه بيستخسرها 

كلامه عن نفسه عن شغله عن مشاكله وانا مش بيسمعني 

اي حاجه تخص الولاد لو عملها بيحسسني انها جميله منه مش واجب عليه ....بقيت بكره انزل معاه في أي مشوار من كتر ماهو بيضغط عليا ...!

...........

....

أزاحت غرام عن وجهها ملامح القلق والخوف علي هنا ما أن استمعت لصوت مفتاح ايهم لتسرع إليه تستقبله 

بلهفه : ايه ..قابلته ؟!

اوما ايهم وقال وهو يجلس ويحل أزرار قميصه : مغرور 

نظرت له غرام باستنكار : هو انت لحقت يا ايهم تعرفه عشان تقول عنه كده 

اوما ايهم وقال بجديه : قلبي مش مرتاح له 

قالت غرام بجدال : بس هي قلبها مرتاح له 

زم ايهم شفتيه وقال متنهدا بصبر : هنشوف 

نظرت له غرام بلهفه : يعني حددت معاه ميعاد الخطوبه

هز ايهم رأسه وقال بإصرار : نفيس خطوبه دلوقتي ....يجي هو وأهله اتعرف عليهم وبعدين هبقي اشوف جايز اوافق و جايز لا ..!

......

.....

نظرت وسيله الي عمر الذي يوليها ظهره ويضع الغطاء فوقه لتتجه اليه ويلامس قماش قميصها الناعم جسده بينما تميل فوقه وتهمس بجوار أذنه : عمر ...موري 

لم يقل شيء لتمرر وسيله يدها علي جانب ذراعه وتزيد من حراره همسها : متزعلش مني يا موري بقي مكنش قصدي 

تدلل للحظه ولكنها لم تعطيه الفرصه حينما جذبته ليستدير ناحيتها ومالت عليه تقبل وجنته : حقك عليا يا عمر ...!

........

...

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !