( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نقل هادي بصره بين الارقام المكتوبه بدفتر الحسابات
ليعقد حاجبيه ومجددا يعيد النظر مره تلو الأخري ويقلب صفحه تلو الأخري قبل أن يهب من مكانه والنيران تتصاعد برأسه .... تحامل علي الم ساقه خاصه بعد تلك الجلسه التي للتو عاد منها هو ووصال ....أخذ صدره يعلو ويهبط بينما يسحب من الخزانه ملابسه ويرتديها علي عجل ...!
انتهت وصال من تجهيز الطعام ووضعته علي الطاوله واتجهت إليه لتناديه ليأكل لتتفاجيء به يرتدي ملابسه
اتسعت عيناها وسألته بدهشه : انت بتعمل ايه ؟!
هتف هادي باقتضاب وهو ينحني ليجذب عباءته : ولا حاجه !
نظرت له باستنكار وهتفت به : هو ايه اللي ولا حاجه ...انت بتلبس ورايح فين
هتف هادي بعجل بينما يبحث عن ساعته ومفاتيح سيارته : رايح اشوف مالي اللي بيتسرق
مازالت لم تفهم شيء لتتجه وتقف أمامه هاتفه : مال ايه اللي بيتسرق ...ما تفهمني يا هادي فيه ايه
التفت هادي لها وهتف بدماء تغلي : انا اللي عاوز افهم في ايه ....خلاص بقيت مغفل وكل من هب ودب يسرقني ويغفلني
اوجعتها كلماته واشفقت عليه لتمسك بذراعه وهتف برفق : ممكن بس تفهمني فيه ايه عشان اعرف اتكلم معاك ...هادي انا
مستحيل اسيبك تخرج و رجلك في الحاله دي
هتف هادي باستنكار : امال اقعد اتفرج علي مالي وهو بيتنهب ....اقعد عاجز
قال برفق : متقولش كده ...انت بس تعبان شويه وكلها كام يوم وتتحسن .... طيب واهدي بس وفهمني
اشار الي دفاتر الحسابات وختم حديثه الذي لم تفهم وصال منه الكثير بينما تجهل البيع والشراء : بتسرق وانا نايم علي وداني
قالت بتفكير : وهو مش دياب بيتابع شغلك
هتف هادي وهو يبحث مجددا عن ساعته : ده شغل التصدير مش شغل الوكاله
قالت وصال بتفهم : طيب انا هكلم دياب يجي وتفهمه وهو يشوف
هز رأسه وهتف بنفاذ صبر : وانا لسه هستني...انا رايح اشوف بنفسي
قالت وصال وهي تمسك بذراعه : استني بس يا هادي وخلينا نكلم دياب
هز رأسه وهتف بإصرار رافض : قولتلك مينفهمش فيه ... انا عارف بقول ايه
ابعد يدها عن ذراعه وهتف بصدر ضائق : الله يرضي عليكي يا وصال انا علي أخري سيبني اطلع
هزت راسها بإصرار : مش هسيبك تخرج وتسوق
زمت شفتيها وهتفت برفض : مستحيل اسيبك وبعدين افرض حصل حاجه ومعرفتش تسوق .. هزت راسها مجددا وهتفت به : اي حاجه تتعوض إلا أن يجرالك حاجه
التقت نظراتهم ليتنهد بحيرة قبل أن تنظر له برجاء أن يستمع إليها ليقول وهو يهز رأسه : طيب تعالي معايا ...
حطي عليكي عبايه ويلا
نظرت له ليتابع : يلا يا وصال هتسوقي بيا انتي
ترددت ليس من طلبه بل من عواقب خروجه بتلك الحاله من الغضب ليهتف بها باستعجال :
جايه معايا ولا لا
قالت سريعا : طيب ...جايه
انطلقت به بينما يغلي غيظا وهو يتحدث عن خروج كميات كبيرة ليست مدونه ضمن الحسابات
لتقول وصال بينما أشارت اصابع الاتهام لعشري الذي يتابع هذا العمل
: عشري مستحيل يعملها يا هادي ... ده انت بتقول أنه متربي علي ايدك
قال هادي بحيره : ماهو واحد منهم ....عشري أو قناوي
زم شفتيه بحنق وهتف برفض : ده لو واحد منهم يبقي علي الدنيا السلام ....معقول هما كمان يعملوا فيا كده
قالت وصال وهي تتمهل بينما تعترف أن تلك الضربات المتتاليه كثيرا عليه وتشعر بالشفقه عليه : طيب براحه فكر
هز رأسه الذي يكاد ينفجر هاتفا : مش عارف افكر في حاجه
حاولت أن تتباطيء قدر الإمكان خوفا عليه من صدمه أخري في ناس قريبه له ولكن في النهايه وصلوا لتحاول أن تتحدث إليه بعقلانية ولكنه ما أن توقفت حتي غادر السياره واسرع وهو يطوي الأرض بخطوات غاضبه
اتسعت عيون عشري الذي لمح هادي ليسرع ناحيته : معلم هادي حمدا الله علي السلامه
.....خير يا معلم
نظر له هادي شزرا هاتفا : بلاش اطمن علي شغلي
هز عشري رأسه قائلا : طبعا يا معلم
طرقت وصال باناملها علي مقود السياره بتوتر بينما طلبت أخيها : آلو دياب ...
أخبرته بشتات بما قاله هادي : انا خايفه يعمل مشكله ليقول دياب وهو يعتدل واقفا ::طيب انتي فين ....
أخبرته ليقول وهو يغلق : جاي يا وصال ..مسافه السكه
نظر دياب الكبير الي دياب باستفهام : في ايه !!
قال دياب وهو يشرع بخطواته : لما ارجع يا جدي هحكيلك !!
.........
..
تحرك هادي حول سيارات النقل التي حملت فوقها صناديق الفاكهه ثم أشار إلي عشري وقناوي أن يحضروا الورق المدون به العدد
ليقول قناوي بدهشه : خير يا معلم ...انا وعشري كنا واقفين في المخزن والصناديق بتطلع
زم هادي شفتيه بسخط : ومين كان واقف علي العربيات
قال عشري وعيناه تهتز نظراتها : حجازي ..انا وقناوي معرفناش نصد وحدنا فأخدته معانا يقف علي التحميل
نظر له هادي وعاد يدور حول السيارات ويقارن بين ما هو مكتوب وماهو محمل علي ظهر السيارات
ليهتف هادي بهم : ربع الحموله اللي طلعت من المخزن مش علي العربيات
اهتزت نظرات عشري واتسعت عيون قناوي ولاح التوتر علي ملامحهم ...ازاي يا معلم
هتف هادي بغضب جارف وهو يلقي الاوراق أرضا : انتوا اللي تقولوا ليا ازاي ...!!
التفتت حوله ونادي بصوت غاضب : حجازي ...حجازي
ابتلع الرجل واسرع ينزل من حوار سائق أحدي السيارات ويتجه الي هادي : نعم يا معلم
هتف هادي به بعيون تطلق شهب : انت اللي حملت العربيات
اوما حجازي بتوتر : كنت واقف يا معلم ....هو في ايه ؟!
هتف هادي يصدر يموج : فيه اني بتسرق ...ربع الحموله اللي طلعت من المخزن مش في العربيات
قال حجازي بتعلثم : انا معرفش يا معلم .... كل اللي طلع من المخزن اتحمل واللي واقف في المخزن قناوي و عشري
رفع هادي حاجبه : معلوم يعني اللي طلع من المخزن المفروض يبقي زي اللي اتحمل ولا في حفره اياك وقعت فيها الصناديق
قبل أن يدافع عشري أو قناوي عن أنفسهم هتف بهم هادي :
انا مخونش رجالتي بس واحد هنا سرقني
قال حجازي سريعا : انا مستحيل اعملها يا معلم
نظر عشري وقناوي الي بعضهم وقبل أن ينطقوا بدفاع صاح هادي بسخط : وانا بقول واحد منكم مقولتش
مين .....!
ألقت وصال نظره في مرأه السياره بينما تحركت تلك السياره النقل ترجع تجاهها بعجل .....عقدت حاجبيها بينما مازالت السياره ترجع بسرعه غاشمه لتطلق البوق ظنا منها أن السائق لايري سيارتها ...
أدار هادي رأسه واتجه بسرعه تجاه صوت البوق الذي وضعت وصال يدها عليت بلا توقف بينما لم تحرك السياره من أمام السائق الذي أصر علي التراجع من جوارها بالرغم من ضيق الممر
اسرار هادي ناحيتها يسألها :
في ايه ؟!
قالت وصال بينما توقف هادي أمام السياره النقل : كان هيخبطني
قال السائق بارتباك : محصلش ...خليها توسع عشان اعدي
قبل أن ينظر هادي الي وصال ويخبرها أن تتراجع بالسياره القي نظره الي سائق السياره النقل قائلا : استني يا اسطي
قال السائق وهو يضع يده علي المقود : خير
قال هادي باستفهام : انت مين ؟!
قال السائق وهو يخفي توتره : انا سواق عند المعلم مسعد
ضيق هادي عيناه وسأل مجددا بينما يلقي نظره الي مخازن مسعد التي تجاور مخازنه : ومحمل ايه في العربيه
قال السائق باقتضاب : بضاعه هكون محمل ايه
كان عشري وقناوي سرعان ما لحقوا بهادي الذي قال ا/للسائق: انزل وارفع الغطا
هز السائق رأسه وهتف بامتعاض : وانزل ليه ....بقولك ايام يا معلم الله يرضي عنك عديني عشان أنا لسه طالع علي المينا
توقف هادي أمام السياره هاتفا بينما بدأت الشكوك تساوره بهذا السائق : وانا بقولك انزل
اسرع عشري بخفه يقفز تجاه السائق وسرعان ما جذب المفاتيح من الشاحنه بينما قناوي كان يتجه الي السياره من الخلف ويرفع الغطاء
توقف دياب ونزل من سيارته مسرعا بينما يهتف هادي وهو يتطلع الي الصناديق التي مازال عليها اللاصق الخاص بمزارعه :
الفاكهه دي بتاعتي
اتجه بخطوات غاضبه تجاه السائق الذي كاد يركض ولكنه امسك به واطبق علي تلابيبه ليجد يد دياب تسبقه هاتفا : عنك انت
هز السائق بقبضته القويه صارخا : بتسرق فاكهه المعلم لحساب مين يا لا
كان قناوي اسرع فطنه ولم ينتظر بينما بخفه كان يركض تجاه قناوي الذي كان علي وشك الفرار
.....
.......
تعالت أصوات الزغاريد لتنتشل سمر من هذا النوم العميق الذي غرقت به ....فتحت عيناها وهي تحرك جسدها بكسل مستجد عليها بينما لم ترتاح يوما أو تنام دون أن تحمل هم الغد عكس تلك الليله ....هبت جالسه بفزع ما أن إدارات عيناها تجاه النافذه ووجدت الشمس تغزوها بقوة : يالهوي احنا بقينا الضهر وانا نايمه
اتفزع ياسين بينما هبت من جواره ليفتح عيناه ويقول بقلق : في ايه ...؟!
قالت سمر باعتذار عن اقلاقه: حقك عليا بس انا اتخضيت لما لقيت نفسي نمت للضهر
ابتسامه عابثه ارتسمت علي طرف شفاه ياسين ومال عليها مشاكسا بعبث : الضهر ولا المغرب ..مش عرسان ياست الستات
دبت الحمره بوجه سمر التي خفضت عيناها وقالت بخجل : ايوه يا ياسين بس انا مش متعوده انام كل ده
قال ياسين وهو يمرر يداه حول خصرها ويقربها إليه : اتعودي من هنا ورايح
مال تجاه شفتيها ولكن تعالت الطرقات علي الباب ليدير ياسين رأسه ويقول بمرح : ده هادي تاني
ضحكت سمر وهزت راسها بينما مجددا انطلقت الزغاريد لتقول بابتسامه : دي باين انها ابله وداد
تبرطم ياسين وهو يقوم من جوارها : ايه يا وداد اللي جابك
قالت سمر بخفه وهي تقوم : جايه تبارك لنا
اوما ياسين قائلا : ماهو اليوم طويل ..حبكت تيجي بدري كده
........
....
نظر عشري وقناوي الي هادي بخزي : احنا كبرنا تحت ايدك يا معلم وعمرنا ما نخون ايدك اللي اتمدت لينا بالخير
اوما هادي بينما مازال علي جلسته الواجمه ليقول بعتاب : عارف انكم متخونوش بس مفتحتوش عينكم وخليتوا الخاين وسطكم
قال عشري بأسف : حقك عليا يا معلم
اسرع قناوي هو الآخر يعتذر : حقك تزعل مننا يا معلم ومش بس تزعل حقك تمشينا كمان
هز هادي رأسه قائلا بينما يقوم ويتجه الي سيارته : خلاص يا رجاله حصل خير ...المهم فتحوا عينيكم وانا بأمر الله من بكره راجع الوكاله
قال الرجلين وهم يلوحون له : الوكاله هتنور يا معلم
......
........
ضحكت وداد بخفوت بينما وقفت مع سمر بالمطبخ الواسع يجهزون الضيافه لاقارب ياسين الذين جاءوا للمباركه: عقبالك يا سمر انتي كمان لما تحملي وتتوحمي
قالت سمر بخجل : لا اتوحم ايه يا ابله وداد انا خلاص كبرت علي الخلفه ده عبد الله بقي طولي
رفعت وداد حاجبها باستنكار قائله: كبرتي ايه يابت ...ده اللي قدك لسه مدخلش دنيا ...لا لا ..مش عاوزة اسمع منك الكلام ده تاني ..ابتسمت وتابعت : انا عاوزة البيت يتملي عيال
قالت سمر بدهشه : اكتر من كده يا ابله وداد ...ده ماشي الله عيالي وعيال المعلم ياسين سته
قالت وداد بسماحه: أن شالله يبقوا عشره ....حملت سمر الصينيه لتضحك وداد مجددا بينما تقول : حقه يا سمر كان نفسي اشوف وش المعلم هادي وقتها
رفعت حاجبها وتابعت متنهده : بقي المعلم هادي يعمل كده
قالت سمر بتبرير : مراته وبتتوحم
قالت وداد ضاحكه : مراته اللي بيعزها بتتوحم ...بالك انتي لو كانت البت احسان الهبله ولا كان عبرها
نظرت سمر الي وداد وتغيرت ملامحها بينما تقول : هو صحيح يا ابله وداد احسان اتسجنت
اومات وداد وقالت بصوت خافت : اللي عرفته كده ....امها دايره في البلد زي المهابيل تقول كده
قالت سمر بجزع بينما تذكرت اختها : ربنا يكفينا الشر
.......
....
علي مضض حملت وصال الضيافه وخرجت لتقدمها لجدها الذي جلس مع هادي بالصالون
نظر دياب الكبير بطرف عيناه تجاه وصال التي وضعت الصينيه بصمت وهمت بالمغادرة : مفيش كيفك يا جدي ؟
قالت وصال باقتضاب : ازيك يا جدي
انتفخ صدر دياب الكبير بالغضب بينما قال دياب في محاوله لتلطيف الأجواء : تسلم ايدك يا وصال ...اقعدي
هزت وصال راسها وقالت بعذر واهي : لا ورايا حاجات
تركتهم مع هادي بينما جاء دياب الكبير للاطمئنان عليه
ارتشف جدها القليل من الشاي ثم أعاد الكوب الي الصينيه بينما يقول لهادي : شوفت بقي يا هادي كلامي كان في محله ازاي لما قولتلك نتشارك في شغل التصدير
تغيرت ملامح هادي بينما نظر دياب الي جده بعدم رضي عن استغلال ماحدث لصالحه ولكن دياب الكبير كعادته تجاهل إشارات الرفض وتابع ليصل الي هدفه
: يلزمك حد معاك في الشغل ده ....إنما تسيب حالك ومالك في ايد صبيانك
قال هادي باقتضاب : حصل خير يا معلم .... ربنا ستر
قال دياب الكبير بإصرار : ربنا ستر المره دي بس قبلها واللي جاي بعدها يا عالم ....تلاقت نظراتهم ليكشف دياب الكبير عن نيته الواضحه : زي ما قولتلك قبل سابق وبقول دلوقتي ....يلزمك شريك في الشغل بتاع التصدير
قال هادي بمراوغه ليخرج من هذا المأزق : ماهو يا حاج انا عرضت عليك نتشارك في مزرعه المواشي
هز دياب الكبير رأسه قائلا : مش شغلانتي ولا أفهم فيها ....نظر إلي هادي وتابع بإصرار : انا بتكلم عن التصدير متاخدنيش لسكه تانيه يا هادي
سحب دياب نفس عميق وزفره ببطء بينما أشفق علي هادي الذي حشره دياب الكبير في الزاويه
: انا كلامي مش من فراغ انا خايف عليك ...الشغل ده كبير ولازمن حد وراك وفي ضهرك ...ضيق عيناه وتابع بمكر : ولو فاكر هتفضل ساند علي عبد الباسط كتير تبقي غلطان ...ارتشف مجددا من كوب الشاي ثم تابع : بت عبد الباسط الصغيره طلبها منه مسعد ابن عياد واهو كلها يوم والتاني ويبقي جوز بته ....لوي شفتيه بمكر وتابع : تفتكر بقي وقتها هيفضل واخدك تحت جناحه ولا هياخد جوز بته
تحركت وصال بعصبية في الممر بين الغرف بينما استمعت بغيظ لكلام جدها ....مدت راسها مجددا بينما تريد أن تسمع من هادي رفض يبرد نيران غضبها
ولكنها وجدت صمت بينما قال دياب ليحاول إنهاء الموضوع وإنقاذ هادي : وقتها يحلها حلال يا جدي ...نظر في ساعته وهب واقفا : بالاذن احنا يا هادي عشان ترتاح
نظر دياب الكبير بطرف عيناه ساخطا تجاه دياب ليضع يده علي ساق هادي ويقول وهو يعتدل واقفا : فكر وهستني ترد عليا يا هادي ....
اوما هادي بصمت ليتابع دياب الكبير بتشديد : احنا مصلحه واحده وانت عارف اني بعتبرك زيك زي دياب وعشان كده لازمن تسمع كلامي
.........
....
صفق دياب الكبير باب السياره بحنق وسرعان ما بادر بالهجوم علي دياب : بقيت انت اللي تتقدم عليا في الكلام يا دياب ...ايه اللي عملته ..قصدك أن قعدتنا تقيله
هز دياب رأسه والتفت الي جده قائلا بجرأه : قصدي أن كلامك اللي كان تقيل يا جدي مش القعده
احتدت ملامح دياب : انت بتقول ايه ؟!
قال دياب الحق : بقول أن مكنش يصح يا جدي ...قبل أن يتابع دياب زمجر دياب الكبير بسخط : انت هتعملني اللي يصح واللي ميصحش ...كبرت عليا ديادب وبقيت بتعدل علي كلامي وافعالي
زم دياب شفتيه والتفت الي جده قائلا بتهذيب مجبر : العفو يا حاج بس برضه انا لازمن اقولك أن اللي عملته ده مش صح ....انت تاني بتسعي تاخد حاجه منه غصب عنه وتستغل اختي ....اتسعت عيون دياب الكبير وهدر بغضب : اخرس يا واد ....غصب ايه واختك ايه ...لهو انا طمعان في ولد الغزالي ....احتدمت نبرته وتابع : انا الكبير والكبير كلمته تمشي علي الكل وانا شايف في شغل التصدير مصلحه لهادي ولينا وقولت قولي دوغري ولا قولت غصب ولا قولت اختك
اشاح دياب بوجهه هاتفا : بس هي تتفهم كده .
لوح دياب الكبير بيده بعدم اكتراث : تتفهم زي ما تتفهم
زم شفتيه وتابع بسخط شديد : انا لا يمكن اسيب عبد الباسط كبير لوحده في شغل التصدير وطالما هادي دخل عيلتنا يبقي كلمتي تمشي عليه
فتح دياب فمه ليرفع جده يده ويهتف بسخط : بزياده كلام ماسخ في الموضوع ده ويلا اطلع بينا علي الوكاله .
......
...
ماج صدر وصال بالغضب الشديد وخاصه حينما وجدت هادي بعد ذهاب جدها بقي جالس مكانه في صمت لتتجه إليه وتتوقف أمامه هاتفه بلا مقدمات : مقولتش له لا لسه ؟!
عقد هادي حاجبيه باستفهام : اقول لمين ؟!
هتفت وصال بصبر نافذ : لجدي ....تلاقت نظراتهم لتهز راسها وتقول دون مراوغه : انا سمعت كلامكم ..هزت كتفها وتابعت : أو تقريبا كلامه هو لوحده لانه اتكلم وانت فضلت ساكت ....لاحت ملامح الغضب الشديد علي ملامحها بينما تتابع وهي تعقد ذراعيها حول صدرها : مقولتش لا ليه
بحث هادي للحظه عن اجابه ليس لسؤالها فقط بل لسبب حالتها الغاضبه وكأنها تهاجمه وتلومه
: واقول لا ليه ؟!
قالت وصال وهي تنظر إلي عيناه وتقول بلا مراوغه : عشان انت مش عاوز تشاركه ولا مقتنع بكل أسبابه
مجددا عقدت ذراعيها حول صدرها بينما تتابع : يبقي كان لازم تقوله لا وتقفل الموضوع
حك هادي ذقنه وقال باطراق :
مش كل حاجه سهله كده
عقدت حاجبيها وقالت باستنكار : ايه الصعب في انك تقول لا ....ده شغلك و رايك وقرارك
قال هادي بوجوم : وهو كبير يعني مينفعش ارده
قالت وصال باندفاع : ليه مينفعش وليه هو ينفع يستغلك وتسكت كل مره
ازداد غليان الدم بعروقها بينما تتابع بحنق شديد وصوت اقرب الي الصراخ : انت لازم توقفه عند حده ومتسمحش أنه يستغلك بسببي !
التقت نظراتهم ليقول هادي باستنكار : براحه يا وصال محصلش حاجه لكده ....ده شغل ولا فيه استغلال ولا غيره ...مش كل حاجه تزودي فيها الفكر وتلاقي حاجه نتخانق عليها
رفعت حاجبها وافلتت نبرتها الساخره : شغل ومفيهوش استغلال ...انت مقتنع بكلامك
فرك هادي وجهه لتنظر له بغيظ وتتابع : فكر ايه اللي بزوده.... انت بتقول ايه اصلا ولا بتدافع عنه ليه وازاي ...ده بيستغلك وانا اللي حفيدته بقولك قوله لا ومتسمحش بكده ....بقيت غلطانه عشان خايفه عليك
اطرق هادي برأسه ووضع يده علي جبينه الذي يكاد ينفجر من الصداع هاتفا : لا يا وصال مش غلطانه وحقك يا بت الأصول تخافي عليا وعلي مالي ومال عيالنا بس انا بتكلم في حاجه تانيه ...قام ووقف امامها وأمسك بذراعيها وقال بصبر ورفق : صعب عليا يا وصال ارد الحاج دياب لأجل حاجات كتير اوي ...اوما وتابع : منكرش أن أولها انتي وغيرها دياب ووقفته جنبي واكيد الحاج دياب عاوز مصلحتي ما هو هيضرني ليه.....
تنهد وتابع بكلام يخرج من فمه ولكنه لا يقتنع به : وغير كل ده انا مش عاوز اي حاجه تعكر اللي بينا ولو الشراكه هتزود من وصال المحبه انا راضي
نظرت وصال اليه وطافت عيونها بملامحه بينما يقول كل تلك الكلمات .. واضح عدم اقتناعه وواضح عدم رضاه وواضحة نيه جدها في السيطره والاستحواذ علي كل شيء وواضح وواضح وواضح ...كل شيء ولكنه بلسانه يعترف بالعكس أو ليس العكس بل ما انهي به حديثه وهو أنه يرحب باستغلال جدها من أجلها ...!
تغلغلت ملامح الخزلان بعيونها وحركت فمها تحاول أن تعبر عن مدي السخط الذي تشعر به بينما أن ظن ولو للحظه أن في كلامه شيء يرضيها فهو لا يكون قد عرفها قيد انمله !
: اعمل اللي انت عاوزة .....نظر إليها لتهز راسها وتقول بنقد لاذع : وافق يستغلك اكتر واشتري رضاه بموافقتك واقنع نفسك بأي حاجه ميخصنيش ....انا اصلا يأست منكم !
.........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
اقتباس من الفصل القادم
تنهدت وصال وقالت وهي توليه ظهرها : عندك حق انا فعلا تعبت ودي اخر ليله هنام فيها علي الكنبه
بدأت ملامحه تنبسط ولكنها كانت مجرد لحظه قبل أن تتابع وصال : واخر ليله ليا في البيت
عقد حاجبيه ونظر لها باستفهام لتقول وصال بإصرار : انا فكرت كتير وكل يوم بتأكد اكتر من قراري
ردد بتوجس : قرارك
اومات وصال وقالت بينما تسحب نفس عميق : أيوة يا هادي .... انا لسه عند طلبي للطلاق ومش هرجع فيه
ومتحاولش لاني مش هتراجع
كانت قاسيه بكل مره ولكنه تلك المره شعر بالقسوة مضاعفه بينما نظرت بوسط عيناه وتابعت بهدوء مقيت : انا كل يوم بيعدي عليا في البلد دي بحس أن فيه حته بتضيع مني ...هزت راسها وتابعت بغصه حلق : مش لاقيه نفسي ولا عارفه اتغير عشان اعرف اعيش وسطكم
ثقلت أنفاسها بينما تتابع : انت اكتر واحد فاهمني يا هادي وعشان كده انت عارف اني عمري ما هعمل حاجه الا اللي في عقلي ... لو سمحت سيبني
تزلزل كيانها لأول مره بينما لولا أنها سمعتها منه لما كانت صدقتها : حاضر يا وصال
....اقتباس ٢
هتفت وصال بغيظ : يعني ايه ؟!
التوت شفاه هادي بابتسامه ماكره بينما يتقدم خطوه أخري لاغي المسافه بينهم ليلتصق ظهرها بالجدار وتشعر بانفاسه تمتزج بانفاسها بينما يقول بمكر : يعني لا ياوصال
انتفخت وجنتيها بالغيظ لترتفع يداه بعفويه تجاهها ما أن رأي احمرار وجنتيها ويمرر ظهر يداه برقه عليها بينما يهمس بهيام : لا والف لا يا وصال
فصل صغنون بس له جزء تاني ...
مستنيه رايكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك