السعاده الفصل السادس والخمسون

0


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


وضعت حميده يدها علي ساق وصال وقالت برفق : متسمعيش منها يابتي دي كذابه وجايه تري بلاها ....تنهدت حميده وتابعت : اه لو تعرفي عملت ايه ...دي ناكره الجميل ولا شافت عز الا في بيتنا وفي الاخر جايه تقول ظلمناها ....لوت شفتيها بسخط وتابعت : تغفله ومش عاوزة تخلف منه ...كانت مستنيه يعمل ايه ....زفرت وتابعت : وبت عليوة ماهي اللي دخلتها بيتنا ومكانتش بتفارقها وانا كنت ساكته واقول بيتها حقها تقابل فيه اللي يعجبها 

ضغطت وصال بقوة علي اسنانها خلف شفتيها التي اطبقتها علي بعضها وهي تستمع الي حديث حميده الذي أرادت أن تتوقف عنه وتصرخ بها أنها لا تريد سماع تلك التفاصيل ...لا تريد معرفه شيء منها ولكنها تحكمت في أعصابها حتي لا تتجاوز في حق تلك المراه الكبيره التي تحاول شراء رضاءها بصورة واضحه وهي تبرر ما حدث 

خفت صوت حميده بينما تتابع : هي اللي بايدها دخلتها بيتنا وفي الاخر جايه تقول ظلمناها ....تابعت باستنكار شديد : ظلمها عشان طلقها لما عرف أنها بتغفله ومش عاوزة تخلف منه ....دي اخدت كل حقوقها وطلعت بعد عملتها ...زمت شفتيها بحنق بينما تتابعت تلك الذكريات الي عقلها : وقفت تهدده أنها تفضحه وتخوض في سيرته مع صاحبتها ..كان يعمل ايه يعني !!

بالفعل ماذا كان يفعل وكل هذا كان بسبب غلطه صغيرة !!

غلطه صغيره جرت خلفها كوارث فكما يقولون المسمار أضاع الفارس ...مسمار فقط تسبب في ضياع الفارس بعد أن أضاع الحدوة ثم أضاع الفرس ومن بعدها الفارس ...!

نفس القول ينطبق عليه ...غلطه صغيره بدأت حينما بطيش ورعونه فزع لكرامته وركض ليتزوج !!

كور هادي قبضته ووضعها بين شفتيه يعض عليها بحنق ممزوج بالقهر ...ماذا كان يفعل ؟!

تدفقت الذكريات الي عقله واوجعت قلبه .... ماذا كان يفعل بعد نبذ ابيها له  ... فزع لكرامته لا ينكر وبدأت سلسله قهر عاشها يوميا مع أخري غيرها يكتوي بنار فراقها ...فزع لكرامته مره ولم يعيدها بينما بقدر ما تعذب تلك السنوات قرر أن ينحي كرامته بينهم فتقبل منها ما لا يقبله رجل آخر ...!

من اين كان يعرف أن القدر سيجمعهم بعد هذا الفراق ....تزوج باخري ليعيش ويحاول نسيانها ولكنه لم يستطيع ...!

لو كان يعرف أن القدر سيجمعهم لكان انتظرها كراهب...فقط لو كان يعلم !

وهي لم تكن تعلم وبالرغم من هذا انتظرت ...تنهيده ثقيله خرجت من صدر وصال وهي تغمض عيناها بتعب من هذا الحب الذي أرهق قلبها ...لم تكن تعلم أن القدر سيجمعهم ولم تنتظره بتضحيه مثاليه ولكنها لم تستطيع ابدا تجاوزه ...لم تستطيع أن تكون لسواه...قلبها لم يدق لغيره 

ولم يفتح أبوابه لسواه .... لن تضيف المزيد لكفه أخطاءه وتحمله ذنب انتظارها لأنها من استطاعت أن تنتظر وهي من لم تستطيع تجاوزه ومن لم تستطيع أن تكون لغيره بينما هو استطاع ...قدرات لا تستطيع أن تلومه عليها ...اكتفت بابيها ودراستها وعملها بينما هو أراد تجاوزها  .... استشعرت الوحده بعد غياب ابيها وربما كانت لتفعل مثله وتتزوج بسواه لتتجاوز وحدتها التي ربما شعر بها بعد فراقهم ....كره كبيره من الخيوط اشتبكت داخل عقل كل منهم بتلك الليله التي مرت بثقل ولم يطرق النوم جفون اي منهم ....حديث طويل كل منهم تحدثه مع نفسه ولم يجروء علي التحدث به مع غيره ....!

أنها بداخل شرنقه تكبر من حولها كل يوم وتختنق بداخلها كل يوم أكثر من سابقه ولا تريد شيء إلا الخروج منها ....أنه من ألقاها بتلك الشرنقه التي يجب أن تخرج منها وتعود لسابق حياتها .... حياه هادئه كانت بها ربما وحيده ولكنها لم تكن تشعر بهذا الضغط و كان قلبها بها مرتاح بينما ترك كل زمام أمور حياتها لعقلها يسيرها ...!!

قامت ببطء مع تعالي صوت المنبه لتتجه الي غرفته وتقف امامها  قليلا قبل أن تستجمع جمودها وتدخل إليه تحمل ادويته! 

تشعر بحنق شديد تجاهه ويزداد يوما بعد يوم بسبب كل ما تعيشه وهو السبب الوحيد ...هو من نزع استقرارها النفسي ... 

لم تحتاج لتوقظه بينما وجدته بالفعل مستيقظ وواقف يصلي الفجر .... خرجت من بين شفتيها تنهيده وجلست علي طرف الفراش بانتظاره لينتهي لتطوف عيناها بارجاء تلك الغرفه التي جمعتهم بكل ذكري حلوة استشعرت مرارتها وهي تفكر بأنها كانت كذب وخداع لتزداد ضراوه مشاعرها الحانقه تجاهه ...!

تنهيده تلو الأخري تتابعت من بين ثنايا صدرها الضائق ولاحت علي عيناها التي لم ترفعها إليه بل أبعدتها عن عيناه التي شعرت بها تطوف بملامحها ....باقتضاب كانت تقول بينما استند الي الحائط وهو يعتدل واقفا ويطوي سجاده الصلاه : الدوا 

قال بامتنان وهو يتناوله من يدها : تشكري 

وضعه في فمه وتناول القليل من الماء ثم 

عاد الي فراشه بصمت ضج به قلبها الخائن الذي شعر بالشفقه تجاهه بعد أن كانت غاضبه وكأن غضبها تبخر لتزجر قلبها وتحدثه بينها وبين نفسها بأن نفسها من عليها أن تشعر بالشفقه تجاهها وليس هو فهو من اختار وما يشعر به الآن هو عواقب اختياراته فليس عليها أن تشعر بالشفقه عليه !

.........

....

هتف صادق بزوجته التي انتفخ وجهها بالغيظ : مش قولتلك يا وليه اروح اطل عليها قبل سابق ...اهو دلوقتي اروح بأي وش 

هتفت سيده بحنق شديد : وانا كنت اعرف منين أن المعلم ياسين هيبص لا مواخده لواحده زي بتك سمر وكمان يتجوزها 

نظرت له وتابعت بخبث :  ده ولا كأن ليها اب من الأساس ...بقي تعرف زيك زي الغريب أن بتك هتتجوز 

نظر لها الرجل بحنق بينما حكمت عليه من اول ما تزوجها أن يقطع علاقته ببناته وأمهم : وهو انا بتكلم في ايه يا وليه ...لو كنتي سمعتي مني وروحت أطل عليها كان زماني واكل عقلها ومعتبراني ابوها والمعلم ياسين طلبها مني 

هتفت به سيده بسخط : بس اسكت ولولو عليك ساعه واتفضت ....وهي بتك دي ولا التانيه بنات تتشرف بيهم عشان تقولي اطل عليهم ولا انت قادر ترفع عينك في عين الخلق بعد ما واحده منهم كانت هتموت التانيه واتسجنت 

هتف صادق بصوت خافت: سمر مش زي اختها دي غلبانه 

لوت سيده شفتيها وهتفت به ساخره : واهي الغلبانه راحت تتجوز من وراك 

توقفت أمامه وتابعت بنبره أمره : اسمع بقي انت تروح للمعلم ياسين تشتكي له عملتها اياك يرجع في كلامه لما يعرف انها ملهاش كبير وأنها عامله الوقيعة دي لأجل ما تاكل عليك ورثك في أمها 

..........

...

غلت المراجل برأس حميده وبقيت تهز ساقيها بعصبيه لتنظر لها فله قائله : مشربتيش اللمون ليه يا ست حميده يروق دمك 

هتفت حميده بغيظ شديد : انا مفيش حاجه تروق دمي الا اني اجيب بت صديقه تحت رجليا واحاسبها علي عملتها 

لمعت عيون فله وبتشجيع هتفت بحميده : طيب و مستنيه ايه يا ست حميده 

نظرت لها حميده لتهز فله راسها وتسحب طرحتها لتضعها فوق راسها هاتفه : قومي بينا وانا هجيبهالك من شعرها 

ترددت حميده لحظه واحده ثم هبت من مكانها هاتفه : طيب اطلعي هاتي عبايتي وطرحتي وانزلي 

......

....

ترك ياسين كوب القهوة من يده والتفت تجاه صادق الذي دخل من باب الوكاله قائلا : السلام عليكم 

قال ياسين بتساءل عن سبب الزياره : وعليكم السلام 

دخل صادق فيما جاء من أجله مباشره ليهتف قائلا : 

ليا عندك حق يا معلم 

قال ياسين دون أن يبدي فضوله : خير 

قال صادق بعتاب أتقن رسمه : يعني يصح تتقدم وتطلب وأبوها وكبيرها عايش 

تمهل ياسين وهو يرتشف القليل من قهوته ثم بعدها قال بهدوء :حدود علمي معرفش بوجودك يا حاج لا مؤاخده يعني لا شوفتك في أي مصيبه ولا في اي فرح ...بتك اتحبست والتانيه كانت بين الحياة والموت.... عيالها اتشردوا و امها ماتت ده غير عمايل الواطي ابو العيال ومكنش بيدق قلبها اب ولا اخ اعرف منين انك زي ما بتقول كبيرها 

احتقن وجه صادق وابتلع لعابه قائلا : بس انا ابوها ودي دخليات بينا محدش يعرفها 

قال ياسين من بين أسنانه :  دخليات ولا خرجيات يا حاج ...نظر إليه وتابع بسخط :  انت ابوها بالكلام وفي البطاقه معلوم بس في الحقيقه ملكش وجود ده انا فكرتك سبت البلد ...اصل بالأصول كده الكبير مش بالكلام 

احتدت ملامح صادق ليهب من مكانه : طيب طالما تعرف الاصول  بقي يا معلم يبقي حجه البيت وقيراط الأرض تحضر عشان أنا عاوز ورثي 

..............

.....

اسرعت صديقه تجاه الباب بينما تطرق فله عليه بكلتا يديها بعنف لتفتح الباب وتطلع بدهشه : انتي مين يا بت ؟؟

قبل ان تقول فله شيء كانت حميده تتوقف أمام صديقه وعيناها تلمع بالشر : بتك فين يا صديقه ؟!.

نظرت لها صديقه بدهشة: عاوزة بتي في ايه يا حاجه حميده 

خرجت شروق من غرفتها لتبعد حميده صديقه من امامها وبجرأه ودون مقدمات كانت تجذب شروق من خصلات شعرها هاتفه : جايه اعلمها الادب !

صرخت شروق وحاولت فك قبضه حميده عن شعرها كما حال صديقه التي توقفت فله امامها وهتفت بها بشر : اياك تيجي ناحيه الست حميده ..شمرت اكمامها وتابعت بوعيد : انا مش عاوزة امد ايدي علي وليه كبيرة زيك 

تركت حميده خصلات شعر شروق ودفعتها عنها والتفتت الي صديقه التي أسرعت تجاه ابنتها تهتف بها : عملتي ايه يا بت ؟

صاحت حميده بحنق ووعيد : اسمعي يا وليه انتي ...بتك لو خطت ناحيه بيت ابني تاني قسما بالله لهخلي البلد كلها تحكي عن اللي هعمله فيها ....نظرت لها شروق وصاحت بغضب : وهي البلد لسه هتحكي ما انتوا خليتوا الكل يتكلم عني 

هتفت بها حميده بسخط : من عمايلك ....حاولت الاطباق عليها مجددا ولكن صديقه توقفت امامها هاتفه : فهميني بس عملت ايه 

صاحت بها حميده بسخط : اسأليها ...نظرت لها بشر وتابعت : مش احنا اللي دخلنا احسان بيتنا ولا احنا اللي قولنا امشي في ديلها 

انا بحذرك والا مش هخلي لجوزك عيش في البلد تاني سامعه !!

........

....


ساد نفس الصمت بفتره الصباح كما حال ليله الامس بينما وضعت وصال أمامه الأفطار دون قول كلمه ولكن وجهها المتعب كان يقول الكثير عن صعوبه ليلتها كما حال ليلته  ....تطلع هادي الي صمتها وتساءل الي متي ...الن تتحدث فيما حدث ...الن تسأله أو تلقي باللوم عليه ظل في دوامه تفكيره لوقت طويل حتي قرر الخروج منها وسحب من جواره دفتر الحسابات الذي أحضره له دياب ولكنه ما أن فتحه حتي وجد وصال تدخل الي الغرفه ...لم تلقي إليه كلمه بينما احتارت ماذا تقول مجددا في حديث تحدثت به الف مره ....تجاهلته وفتحت الخزانه تخرج ملابس لها وهي تنتوي أن تأخذ دوش يهديء من فوران غضبها ....أبعدت تلك العلبه الكبيره جانبا وأخذت باقي اغراضها وهمت بغلق الخزانه ولكنها عادت لتفتحها مجددا ووقفت لحظات تتطلع الي تلك العلبه التي تفاجيء هادي بها تخرجها وتضعها علي طاوله الزينه وتقلب في محتوياتها التي حملت كل قطعه منها ذكري جمعتهم ....أغلقت العلبه بحنق فالتفت هادي ناحيه الصوت الذي أصدره اغلاقها ولكنه لم يسأل بالرغم أن شيء بداخله أخبره أن الصمت لن يدوم وكأن ليس مقدر أن يمر يوم بسلام وهاهو صدق حدثه بينما وجدها تنبش بين زوايا الخزانه بوتيره متصاعده بعد أن كانت بحث هاديء تحول الي حركه يدها بعصبية جعلتها تخرج الملابس وتلقي بها أرضا ....

نظر إليها وسألها بينما بدأت أنفاسها تعالي من فرط حركتها العصبيه : بتدوري علي ايه يا وصال ...حاجه ضاعت منك ؟! 

تجاهلت سؤاله بدلا من أن تصرخ به أن قلبها وحياتها هو ما ضاع منها في قصه حبه ...!

نبشت وصال هنا وهناك للحظه قبل أن تلتفت إليه هاتفه : فين فواتير الدهب ده ؟! 

نظر لها هادي بدهشه : ليه ؟!

قالت وصال ببرود خالف الشرر المتطاير من عيونها : هبيعه ...!! 

قال باستنكار بينما لا يفهم شيء : تبيعي دهبك ....ليه ؟!

هتفت به بحنق وهي تتوقف أمامه : انا حره ..... هبيع الدهب وكمان الأرض وكل حاجه تحرق دمك هعملها !

انفلتت زفره ضائقه من صدره ومرر يداه علي وجهه يسأل الصبر الذي قارب النفاذ بداخله وهو ينظر اليها قائلا بهدوء مصطنع : كلامك واعر اوي يا بت الناس ...انا مش عدوك عشان تقولي ليا كده 

تفاجيء بها تتجه ناحيته بخطوات غاضبه وتنفجر به : امال انت ايه ...قبل أن يفتح فمه كانت ترفع اصبعها أمامه هاتفه بانفعال شديد : 

اياك تقول حبيب عشان مفيش حد بيحب حد بيأذيه 

نظر لها بصمت لم تفهم معناه ليعلو صدرها ويهبط بينما اخيرا تحدث قائلا بإسقاط علي ما قالته:  ماهو انتي بتحبيني وبتأذيني بسم كلامك 

اتسعت عيناها وصاحت به بعصبيه : اولا انا مبحبكش ثانيا زعلان اوي من كلامي وبتقول باذيك ....ازداد حنق نظراتها وهي تتابع : بتحس وبتفهم في الاذيه طيب اذيتك ليا كانت ايه 

قال هادي بانفعال مماثل بينما فاض به الكيل : من غير قصد ياوصال لحد انتي هفضل اعيد وازيد 

اشاحت بوجهها عنه وهتفت بسخط شديد : مهما تقول مش فارق نيتك المهم النتيجه 

التفتت له وتابعت بانفعال اشد : النتيجه أن وجودك في حياتي اكبر اذي ليا ....غص حلقها بينما تتابع وهي تكتم دموعها : انا كنت عايشه حياتي وخلاص نسيتك فكرتني ليه ورجعتني لدنيتك وبعدتني عن دنيتي لما انت قادر تعيش من غيري رجعتلي ليه ؟! 

قال بغصه حلق : مقدرش اعيش من غيرك 

صرخت وصال به : 

قدرت وعيشت وعرفت تنساني وتكون مع غيري ليييييه بقي رجعتلي 

قال برفق بينما أشفق عليها من انفعالها : عشان بحبك !

اغمضت عيناها وسحبت نفس عميق وغادرت الغرفه دون أن ترد بكلمه بينما مجددا سيأخذها لعتاب وهي لن تعاتب بل ستثأر منه ...عادت بعد دقائق وقد ارتدت ملابسها وبغضب اتجهت لتجذب تلك العلبه وتتجه الي باب الغرفه ليهتف هادي بها وهو يقوم من مكانه :  وصال استني يا وصال 

التفتت وصال له هاتفه بوعيد : مش هستني ومش هتمنعني انتقم منك واحرق دمك ... الدهب ده كان تمن كذبك عليا 

هز هادي رأسه وقال بخزي وهو يمسك يدها الممسكه بالعلبه: الدهب ده كان شبكتك وجبت كل حته منه عشانك وانا بتخيلها عليكي 

أبعدت وصال يدها عن يده وصاحت بعصبيه لم تعد تستطيع السيطره عليها : مش عاوزاااه ....مش عاوزة حاجه منك 

ابعد عني بقي انا اتخنقت من كل حاجه حواليا 

استدارت واتجهت الي باب الغرفه ومنها إلي الخارج بخطوات غاضبه تطوي الأرض لينادي هادي عليها : 

وصال ...وصال 

فرك وجهه بينما هم بخطواته ليلحق بها ولكن تسمرت ساقه بالأرض بينما باغتته كهرباء سرت باحدي ساقيه ولم يستطيع رفعها عن الأرض !!

......

....


.......

بكت سمر قائله : عاوز البيت و القيراط 

قال ياسين ببساطه وحنان : وده مستاهل عياط ...ياخدهم انتي مش محتاجه حاجه منه 

هزت سمر راسها وقالت بإصرار :  

لا لا يمكن ... دول حق امي وورثها من ابوها وانا لا يمكن أفرط في حاجه امي ....نظرت إلي ياسين الذي استمع اليها برفق وتابعت : 

مش طمع بس عشان حرقه قلب امي 

نظرت إليه وتابعت برجاء : اقف جنبي وبلاش تخليه ياخدهم 

ربت علي كتفها بحنان قائلا : بس كده يا ست الستات ...غالي والطلب رخيص .... ولا يهمك محلوله عشان خاطر عيونك 

......


تحامل هادي علي ساقه متجاهل ماشعر به من تلك الكهرباء التي سرت بها للحظه بينما يهم بخطواته خلفها متنهدا بتعب حقيقي وقد فاض به من كل ما يعيشه ...

ماذا يفعل وكم عليه أن يدفع اثمان أكثر....وصال 

لم تستمع الي نداءه وتجاهلته وهي تخطو الي الباب والغضب يعميها ليحاول هادي اللحاق بها بينما يجري أحدي ساقيه 

فتحت وصال الباب باندفاع لتتفاجيء باخيها امامها وسرعان ما اندفعت تهتف باخيها بهجوم بلا تفكير بينما عقال أعصابها انفلت ولم يعد هناك مجال لأي عقلانية او تفكير 

: طبعا كلمك

نظر لها دياب بدهشة قايلا :مين كلمني ...فيه ايه ؟!

قالت باقتضاب وهي تحاول أن تتجاوز أخيها من الباب : مفيش 

توقف دياب امامها وهو ينقل عيناه بينها وبين هادي الذي توقف بكمد علي بعد بضع خطوات لتقع عين دياب علي تلك العلبه الكبيره التي تمسك بها بين يدها : انتي رايحه فين كده وايه اللي في ايدك ده ؟؟

قال هادي متنهدا: سيبها يا دياب 

رفض دياب أن يتزحزح وأمسك ذراع أخته برفق قائلا : تعالي بس يا وصال واستهدي بالله 

صرخت وصال بعصبيه : انا هاديه ابعدوا عني وانا ههدي 

قال دياب بصبر : طيب عاوزة ايه ورايحه فين ؟

قالت وصال باحتدام : عاوزة ابيع الدهب ده 

عقد دياب حاجبيه بامتعاض وهتف بدهشه كبيرة : ليه يابوي ؟!في ايه 

صاحت وصال بنفس الانفعال : انا حره ....مش ده دهبي  التفتت الي هادي وتابعت بهجوم : مش هو دفعه تمن سكوتكم ...انا بقي هحرق دمه وابيعهم 

قال دياب باستنكار  : يا وصال كلامك شديد اوي 

هتفت وصال بحنق : واللي عملتوه فيا مكنش شديد 

قال دياب برفق بينما يري حريق مشتعل وعليه أن يحاول اطفاءه :طيب تعالي بس نتكلم 

هزت راسها برفض : مش عاوزة اتكلم 

أعاد دياب كلماته برفق وهو يمسك ذراعها ويدخلها : تعالي بس 

انساقت ليد أخيها لتجلس وهي تهز ساقيها بعصبيه  برفق : ايه يا وصال اللي حصل ...ظكنت سايبك كويسه 

هتفت وصال باحتدام : اساله 

قال دياب بلين : انا بسألك انتي 

صاحت وصال بعصبية :  ابدا العادي والمتوقع بس انا اللي غبيه ورضيت.... رضيت اتجوز واحد كان متجوز غيري تلاته وكل واحده ليها حكايه 

زم دياب شفتيه لا يفهم تفاصيل بل يري حريق لتتابع وصال بغضب حارق وهي تلقي نظره الي هادي الواقف بصمت : 

انا عاوزاك تشوف ليا بيعه للارض 

عقد دياب حاجبيه باستفهام : ارض ايه 

قالت وصال باحتدام : انت عارف ....الأرض اللي بيحبها هحرق قلبه عليها 

زجرها أخيها بنظراته أن تهديء ولكنها لم تفعل يا زادت عصبيتها وهي تردد : زي ماهو حرق قلبي هحرق قلبه تنهد دياب : وصال 

قام من مكانه ولم يقل المزيد حتي لا تقول هي المزيد من هذا الحديث ليعود بعد قليل و بيده كوب ماء 

أعطاه لها قائله : اشربي واحكي ليا ايه اللي حصل 

هزت راسها هاتفه : مش عاوزة احكي عاوزاك تنفذ اللي قولته 

تنهد دياب وقال بصبر : طيب ليه 

قالت وصال بغضب : قولتلك عشان احرق دمه 

قال دياب باستنكار : وهو عدوك !!

التفتت وصال الي أخيها وهتفت به بسخط : 

انت كمان هتتكلم زيه .....متجننيش وتدافع عنه 

قال دياب بعقلانيه : انا اخوكي وبوجهك وبقولك ميصحش اللي بتقوليه 

قامت وصال من مكانها وهي تهتف بعصبيه بينما أصبحت هي الملامه : ميصحش ..واللي عمله وشاركتوه فيه كان يصح ...نظرت إلي كلاهما وتابعت بأسي : دلوقتي عرفتوا اللي يصح واللي ميصحش عشان جيت عليكم إنما لما انتوا كلكم اتفقتوا عليا كان عادي ....

ليه انا يحصل فيا كده ...؟!  ليه زعلانين اني باخد حقي 

قال دياب برفق ولين : خديه بس مش كده... انتي مش كده يا وصال 

هتفت بعصبيه وهي تشيح بوجهها : انتوا خلتيوني كده ...اولتهم ظهرها وتابعت بأسي : انا كنت عايشه في بيت ابويا علي ذكراه عندي شغلي وكافيه خيري شري ....انتوا اللي اخدتوني ووعدتوني ببيت وعيله  ولقيتكم كلكم ضدي 

التفتت الي أخيها وتابعت بينما تمردت دمعه ولمعت بعيونها وهي تهذي بتعب : انا مخنوقه ومش متحمله اني افضل هنا 

التفت دياب الي هادي الذي خفض عيناه بخزي من نفسه علي خزلانه لها لينظر إليه ويهز رأسه بينما يضع يده علي كتف أخته ويقول بحنان : 

طيب تعالي يومين ارتاحي في حضن امك... وهادي انا  هاخد بالي منه واقعد معاه 

استنكرت كل ملامح وصال قائله : اروح فين ...اروح بيت جدك  

قال دياب باستهجان : 

بيتك وبيت عيلتك 

قالت وصال بخزلان : بس متقولش عيلتي ... 

كلكم خزلتوني

واجهت عيناها عيون أخيها و هادي بينما لم تترك شيء ولو تقوله لتذكره بكل ذنوبه : 

لو انا عملت فيك ولا فيه كده كان هيقبل 

قال دياب مترفقا بهادي : الراجل قابل وساكت 

قالت وصال بسخريه مريرة : 

عشان غلطان وانت كمان ساكت زيه عشان غلطان 

مسحت وجهها وهزت راسها بتخلي بينما تقول : 

انا مش هتكلم تاني ....انا مش هقعد في البيت ولا في البلد دي لحظه واحده ومحدش منكم يمنعني 

هلعت ملامح هادي ط بينما ألقت بالعلبه بجواره هاتفه :  خد دهبك وارضك مش عاوزاها 

مش عاوزة حاجه منك 

اندفعت الي الغرفه وسرعان ما جذبت حقيبه كبيره تلقي بها ملابسها بعشوائية ليسرع هادي ودياب خلفها 

ويتدخل دياب قائلا برفق وهو يمسك يدها يوقفها : اهدي ...ورحمه ابوكي اهدي ...انتي مش في حالتك طبيعيه 

صرخت وصال وهي تضع يدها علي راسها : جننتوني من اللي عملتوه فيا ...كفااايه بقي 

امسك هادي بيدها بينما حاول دياب ولكنها دفعت يدهم 

وتابعت متجاهله ذلك الشعور بالألم الذي راودها من فرط عنف حركتها 

تحركت تحاول اغلاق الحقيبه وجرها ليهتف هادي وهو يحاول اللحاق بها : وصال  

مجددا تلك الكهرباء سرت بساقه ولكن تلك المره تجلي الالم علي وجهه بينما تسمرت أحدي ساقيه بالأرض ولم يجدي نفعا تحريكها ليكاد يقع لولا يد دياب الذي امسك به وعيناه برق بها القلق وهو يخفض عيناه الي ساق هادي : هادي ...مالك 

تهدجت انفاس هادي بينما يهتف بألم شديد : 

انا ...انا مش عارف احرك رجلي 

......

...

رفعت ساميه عيناها والتي سرعان ما لمعت بالشر والشماته ما أن دفع العسكري بإحسان داخل الزنزانه 

لتقوم من مكانها غير مصدقه أنها أتت إليها لتقول بوعيد : انتي وقعتي ولا الهوا رماكي....يااهلا يااهلا 

التفتت السجينه التي انقذتها ساميه قبلا إليها باستفهام : تعرفيها دي يا ست ساميه 

قالت ساميه وعيناها تبرق بالشر : الا اعرفها ..دي سبب حبستي 

لمعت عيون السجينه التي أرادت أن ترد جميل ساميه : لا طالما كده يبقي تقعدي تتفرجي علي جميلك بترد ليكي 

....


قالت وصال بقلق وهي تتفحص ملامحه : 

هادي ....حاسس بأيه 

تنهد هادي قائلا : الحمد لله احسن 

نظرت له بينما مجددا تعيد تلك الحركات علي ساقه ودياب يهتف بها : خلينا نروح المستشفي  

هز هادي رأسه قائلا : انا كويس 

شنكله وراحت لحالها 

قالت وصال توافق أخيها : دياب عنده حق 

اصر هادي قائلا : انا كويس 

التفت الي دياب قائلا : دياب خدني وصلني بيت امي 

عقدت حاجبيها باستنكار : انت بتقول ايه ؟! 

قال هادي بخزي : 

هريحك وابعد يا وصال ....كفايه اللي وصلتي له 

هزت وصال راسها متجاهله كل هذا قلقا علي حالته : 

مينفعش تتحرك و لو هتتحرك هتروح المستشفي 

: انا كويس ومش هروح مستشفيات .... لو يريحك يا بت الناس دياب ياخدني بيت امي وانتي كتر خيرك علي تعبك معايا انا مش هفضل عبء عليكي 

قالت وصال باستنكار : عبء ايه ...بلاش كلامك ده وخلينا في رجلك 

قال هادي بإصرار : متشغليش بالك انا كويس 


.......

لم يترك دياب جوارهم وبقي بينما هدأت الأمور قليلا بسبب تعب هادي الذي شغل عقلها ....قامت لتوصل أخيها الي الباب ليقول بحنان : وصال حبيتي اهدي 

طفرت الدموع من عيناها ليضمها إليه بحنان شديد قائلا : عيطي 

قالت بصوت ممتزج بالدموع التي انحشرت في حلقها : محدش حاسس بيا 

قبل دياب جبينها وقال باعتذار : حقك علينا كلنا 

بزياده عليكي تعملي كده في نفسك حرام ....هادي غلط وانا وكلنا سامحي عشان تعيشي 

حرام عليكي نفسك والنار اللي قايده فيكي بزياده تولعيها زياده بالفكر ....كتر الفكر بيتعب 

ربت علي يدها بحنان وهو يكرر كلماته : خدي هدنه يا وصال وانسي 


وخزه شديده شعرت بها في قلبها تجاهه لتدخل الي الغرفه وتتوقف أمام فراشه بينما أجبر نفسه علي النوم ليتهرب من كل هذا ... تطلعت وصال إليه ويدها تتحرك تجاه جبينه تجفف حبات العرق التي انسابت فوقها 

اراحت نفسها من التفكير كما ارتاح جسدها بجواره 

لتمضي تلك الليله بحال اخر كما حال كل لياليها السابقه لا تعرف ماذا تحمل لها وأخبر نفسها ربما يكون الصباح مختلف !!


لم تسمع صوت المنبه حينما تعالي صوته من خارج الغرفه بينما هادي فتح عيناه ولم يصدق أنها بجواره 

نظر إليها طويلا وهو يكره نفسه ومافعله بها و ما حولها إليه ويسأل نفسه ماذا يفعل فقد اوقعها ببئر عميق بينما يريد أن يلقي روحه بها وينقذها فقط لو يعرف كيف 

قام بثقل ليحرك ساقيه ويحمد الله أنه بخير ويحاول أن يتناسي ذلك الوجع وهو يخبر نفسه أنها مجرد شيء عابر حتي لا يفكر في احتمال اخر ..! 


فتحت وصال عيناها حينما داعبتها اشعه الشمس لتعقد حاجبيها وتدير راسها حينما وجدت نفسها بفراشهم تتساءل ماذا حصل وكيف نامت هنا 

وكم الساعه وكأن كل ماحدث أمس كان حلم ليمر كل ماحدث ليلا بعقلها هتعود تلك السحابه القاتمه تجثو علي قلبها ....

التفتت الي جوارها فوجدت مكانه خاوي والساعه تجاوزت الواحده ظهرا...! 

قامت مسرعه تبحث عنه لتتوقف اقدامها حينما استمعت لتلك الاصوات الاتيه من المطبخ 

شعر بوقوفها لدي الباب دون أن ينظر إليها ليقول بصوت هاديء :  صباح الخير 

رددت بصوت مماثل :  صباح النور ...بتعمل ايه وقمت من السرير ليه ؟!

قال هادي ببساطه بينما منذ أن فتح عيناه وقد قرر أن يوقف تلك الحرب التي أنهكت كلاهما 

: قولت أحركورجلي 

قبل أن يجعلها تحمل عبء الذنب علي أكتافها كان يتابع  ببساطه تخالف إحساسه أن هناك شيء ما بساقه  : انا أصلي مش واخد علي القعده وعشان كده رجلي شنكلت 

قالت وصال وقد فهمت ما يريد قوله : خلينا نشوف رأي الدكتور احسن 

هز رأسه وتجاوز الحديث عن هذا الموضوع ليقول وهو يغلق الموقد : تعالي اقعدي ...

انا عملتلك فطار 

نظر إلي عيونها ليقول ما لا يستطيع قوله بلسانه من طلبه لهدنه : بصراحه عملت لينا فطار .....ابتسم وتابع :: نفسي اكل بيض سخن وفطير 

.....عملت البيض ومش مهم الفطير 

قبل ان تقول شيء أن تعترض كان يقول برجاء : خلينا نفطر ومنتكلمش في اللي فات ...احنا قولنا كل اللي يتقال ...هدنه يا وصال ناخد نفسنا وبعدها اعملي اللي يريحك 

لم ترفض ولم تكن بحال تسمح لها بالرفض فقد انقطعت أنفاسها بتلك الحرب التي استنزفت قواها لتقول برفق : 

طيب اقعد وانا هكمل 

هز رأسه وفتح لها لا المقعد قائلا : لا .. اقعدي انتي 

وضع اطباق الطعام علي الطاوله امامها ثم جلس ومد يده بقسم الرغيف نصفين ويعطيها نصف قائلا :  بسم الله الرحمن الرحيم 

تناولت الطعام برفقته بصمت هاديء ربما أكثر طعام تناولته بشهيه بعد كل تلك الأحداث وكأنها فجاه تذكرت انها تشعر بالجوع ....وكأن النيران انطفأت وحلت رياح السلام ....! 

قامت بعد قليل ليضع يده فوق يدها بعفويه قائلا : كملي أكلك 

قالت وهي تهز راسها : هجيب المربي والعسل عاوزة اكل حاجه حلوة 

ابتسامه شقت طريقها الس جانب شفتيه بينما يقول وهو يتطلع إليها  :  لازمن بتتوحمي 

التقت نظراتهما والتي انخفضت بنفس الوقت تجاه بطنها التي بدأت تكبر قليلا ولم تلحظها ولكنه لاحظها وهو يقول بابتسامه مرحبا بكل تلك المشاعر التي لم يعيشها اي منهم في خضم حربهم : ايه رايك اخدك تشتري كام فستان للحمل 

قالت وهي تعقد حاجبيها : ليه ؟! 

هز كتفه قائلا : عادي كل الستات بتحب كده 

قبل أن تعترض تابع : لو مش عاوزة زي ما يعجبك 

توقفت مكانها قبل أن تفتح الثلاجه والتفتت له قائله : انت بتعمل كده ليه ؟!

قال هادي بعتاب : 

مش قولنا مش هنتكلم 

اومات وقالت بوضوح : ماشي بس برضه احنا مش مجانين امبارح نكون كده و النهارده نكون كده 

قال هادي ببساطه : تبات نار تصبح رماد 

تنهد وتابع : ومع ذلك هريحك 

نظر لها وقال يبرر لها : ببلع كل كلامك وكل ده غير عشان ليكي حق كمان عشان المره الوحيده اللي أخدتني جلاله الكرامه غلطت واتهورت ولغايه دلوقتي بدفع تمن الغلطه دي وحلفت اني مش هكررها

ساد الصمت لتجلس وصال وتتناول القليل من الحلو ثم تقوم وتحمل الاطباق ليوقفها قائلا : 

سيبي 

هزت راسها بإصرار : لا أنت ارتاح 

قال هادي وهو يساعدها : طيب انا هعمل شاي ..تشربي معايا 

اومات له ليقف يعد الشاي بينما وقفت هي تجمع الاطباق ....هادي 

التفت لها لتقول بينما لا تستطيع منه نفسها من القلق علي ماحدث لساقه بالأمس : موافقه نروح نشتري الفساتين بس قبلها تروح للدكتور 

هز رأسه قائلا : لا مش هروح لدكاتره ...تنهد وتابع :  اللي عاوزه ربنا هيكون 

........

وضع امامها كوب الشاي وجلس فلاحظ عيناها التي كانت تتطلع الي حركه ساقه والتي حاول ألا يريها أنها مازالت تؤلمه من وقت للاخر ولكن عيناها الخبيره لاحظت أنه بالكاد يحركها ...

قامت لتفتح الباب لتجد دياب امامها يبتسم قائلا 

......صباح الخير 

ابتسمت له قائله : صباح النور 

ربت علي شعرها بحنان : عامله ايه 

: الحمد لله 

نظر إلي عيناها قائلا : هديتي 

اومات له قائله : الحمد لله 

: طيب وهادي 

: بيقول كويس ...تعالي ادخل 

هز رأسه قائلا : 

لا انا قولت اعدي اطمن عليكي وعليه 

ربنا يهدي سركم 

......

...

تركها لراحتها لتجلس وصال بصمت تحاول شغل نفسها بقراء أحد الكتب حتي لا تفكر بشيء بينما بالفعل كانت بحاجه لتلك الهدنه ...وضعت الكتاب جانبا واتجهت إليه لتجده جالس أمام النافذه ...حمحمت فالتفت إليها وقال برفق لا تنكر أنها تحسده عليه بينما بكل الاحوال لم تري منه إلا الرفق واللين : عاوزة حاجه يا وصال 

قالت وعيناها تتطلع الي ساقه : ابدا ...كنت هسألك تحب تتغدي ايه ؟

قال ببساطه : اللي تحبي تأكليه 

هزت كتفها وفكرت بحيره ليقول : تحبي اكلم امي تبعت فله تساعدك 

هزت راسها وقالت : لا مفيش داعي ...اصلا انا زهقانه وهشغل نفسي 

التفت لها قائلا : اكيد اتخنقتي من قعدتك جنبي   .. لو عاوزة تروحي عيادتك روحي 

هزت راسها وقالت : لا خالص ...انا مش بعمل ليك حاجه انا مش عاوزة اعملها متقولش كده تاني 

ابتسم لها برضي قائلا : اصيله 

لوهله كادت تبادله الابتسامه ولكنها تراجعت وهي تقول : طيب ها تتغدي ايه ؟!

قال مشاكسا : اي حاجه سهله من بتوع الست راضيه السيد 

رفعت حاجبها وقالت ضاحكه : اسمها ناديه السيد .

ابتسم لها قائلا : ماشي يا ستي ...اي حاجه من حاجات الست ناديه السيد 

شاكسته قائله : يعني ولا طاجن كوارع ولا برام رز معمر 

هز رأسه ضاحكا من قلبه : لو طاجن فاضي ومن ايدك هأكله وانا راضي 

التقت نظراتها بنظراته لتبعد عيناها وتوليه ظهرها وتغادر الغرفه بينما تزجر قلبها الذي ينبض بسرعه بينما لم يفعلها لرجل سواه بالرغم من رفض عقلها ليتدخل قلبها علي استحياء مناديا بالهدنه ...هدنه لن تضر بشيء !!

تعالي رنين جرس الباب لتتجه وصال لتفتح ولكنها وجدت هادي يخرج من الغرفه ويشير لها : هفتح انا 

ابتسم ما أن وجد ياسين أمامه : 

يا اهلا يا اهلا يا معلم ياسين 

وضع ياسين الصناديق التي يحملها من يده : اهلا بيك يا هادي 

قال هادي بعتاب مهذب : كلفت نفسك 

قال ياسين بكرم : ميجيش من خيرك يا هادي 

جلس ياسين ليستأذن هادي ويتجه إليها قائلا : لو مفيهاش تعب تعملي شاي للمعلم ياسين 

اومات بترحيب وسرعان ما جهزته 

قال ياسين بلياقه: 

انا جاي وعارف انك مش هتردني 

كتب كتابي بكره .... هستناك 

ربت علي يده وتابع : انت اهو بقيت احسن والبيت مش بعيد 

اوما هادي بلا تردد : الف الف مبروك ....طبعا جاي ده كتب كتاب اخوي 


.......

قالت سمر بفرحه لبهيه؛ خوفت تردي عزومتي 

قالت بهيه بسماحه : ليه بس يا سمر

قالت سمر بخزي : 

ما انتي عارفه يا بهيه اللي نابك من اختي انتي والمعلم دياب 

قالت بهيه بتجاوز اعتادته: خلاص ياسمر قفلنا الصفحه دي وبعدين انا عمري ما اردك 

قالت سمر بسعاده : يعني جايه الفرح 

اومات بهيه قائله : أن شاء الله 

قالت سمر بسعاده : طيب خليني اعزم كمان خالتي مهجه 

.......

هزت وصال راسها بعد ذهاب ياسين قائله : 

اكيد مش هتروح 

عقد حاجبيه قائلا : ليه ؟!

قالت وصال بتشديد : 

عشان انت تعبان 

قال هادي برفض : انا كويس واتخنقت من قعده البيت 

قالت برفض : ماهو انت مكنتش عاوز تروح للدكتور دلوقتي عاوز تروح الفرح  

فاض هادي بمكنونات صدره قائلا : مش عاوزة حاجه تحسسني اني عاجز ولا مش قادر امشي انا الحمد لله لسه بصحتي 

ترفقت وصال به لتقول : مقولتش انك عاجز ...انا بس بقول نطمن وطالما مصمم تروح الفرح 

لو كده هروح معاك 

ابتسم لها قائلا : مكنتش هروح من غيرك اصلا 

ليتها استمعت إليه حينما أراد شراء ملابس جديده لها هكذا فكرت بينما حدد ذلك الفستان منحنيات جسدها الذي امتليء بصورة اكسبتها جمالا ....توقفت أمام المرأه لا تنكر لوقت طويل بينما مر وقت أطول وهي تغرق بتلك الهموم فكانت بحاجه لمتنفث ... ! 

دفعت شعرها الي الخلف تجرب ثوب اخر والنتيجه واحده فكل ثوب يبرز جسدها أكثر من سابقه ...تركتهم جانبا وارتدت بلوزه حريريه أظهرت جمالها وعليها بنطال ثم جلست تتابع تزيين وجهها بمساحيق التجميل ....مدت يدها الي تلك العلبه التي تركها علي طاوله الزينه لتفتحها وتمد يدها بداخلها تأخد طوق لتصغه بعنقها وسرعان ما لامست يدها ذلك الأسد الكبير لتبتسم بثقل وهي تتذكر يوم خطبتهم ...أبعدت تلك الذكريات عن راسها كما ابعدت تلك العلبه واكتفت بوضع ساعتها الفضيه الانيقه بمعصمها ثم انحنت تضع في قدمها ذلك الحذاء ذو الكعب العالي نسبيا لتترنح وهي تعتدل واقفة متزامنا مع دخول هادي الي الغرفه بينما تركها تستعد براحتها ....لتتوقف عيناه عليها وقلبه يخفق مرددا 

جميله كما تراها عيناه دوما ....! 

ظنت أنه سينتقد ملابسها لتسبقه قائله :

انا تخنت مش كده ؟! 

هز رأسه دون قول شيء فماذا يقول ...هل يخبرها أنها احلي امراه راها 

نظرت وصال الي صمته جبين مقطب : ساكت ليه ...تخنت صح 

هز رأسه وانساقت قدمه ناحيتها ليتوقف امامها قائلا بهيام بينما تمتد يداه يبعد شعرها عن وجهها : 

مش لاقي كلمه اقولها ...قلبي لسه بيدق كانه اول مره يشوفك 

تراجعت وصال خطوه للخلف قائله : انا سالتك تخنت ولا لا مقولتش تقولي شعر ...انت بتستغل الموقف 

ضحك قائلا بمشاكسه : انتي الي سألتي وانا قولت رأيي 

قالت بتهرب :  

طيب يلا 

قال بينما تتبعها عيناه : وصال مش عالي الكعب ده 

قالت توافقه : شويه بس مرتاحه فيه

اوما لها بلياقه قائلا : 

طيب زي ما يريحك 

مجددا أوقفها بعد أن تحركت : وصال 

التفتت له لتتوقف عيناه لدي شفتيها بينما يقول : مش تقيل الروج 

نظرت له وكانت بالفعل تري هذا لتمد يدها وتجذب منديل وتتجه المراه لتمسحه دون أن يطلب أو تجادل  ولكنها كادت تتعثر ليمسك بخصرها وبيد خفيفه كان يأخذ من بين يدها المنديل ويرفعه تجاه شفتيها المكتنزه  يمرره عليه برفق ....

خطف أنفاسها وخطفت أنفاسه بينما تركزت عيناه علي شفتيها التي تحمل السم والترياق بنفس الوقت 

لتحرك وصال يدها تجاه ذراعه التي تحيط بخصرها تبعدها قبل أن تفقد رباطه جأشها وتتحرك من أمامه قائله : يلا 

نظر إليها بينما فتحت له باب السياره : ايه ده 

قالت ببساطه : اركب 

حك رأسه قائلا : حدود علمي انا الي بفتح ليكي الباب 

قالت ببساطه  : متركزش 

رفع حاجبه قائلا باستنكار ::ولما اركب انا هنا انتي ...قاطعته وهي تقول ببساطه : هسوق

اتسعت عيناه : ايه ؟!

: انت تعبان 

هز راس بإصرار : انا كويس .... تعالي انتي اركبي 

دول خطوتين مش هسوق كتير 

.......

..

رحب ياسين بهم بينما لاحظت وصال أنه يتمهل لحظه قبل أن ينزل ويقف باعتداد...الف مبروك يا معلم 

الله يبارك فيك يا هادي ....يا اهلا اهلا 

التفت الي وصال وقال بترحيب : اهلا يا دكتورة 

سرعان ما نادي علي أخته : وداد .....تعالي خدي الدكتورة 

شعرت وصال بيده خلف ظهرها يضعها برفق  بينما يتركها بين النساء ويتجه الي حيث جلس الرجال 

مضي الوقت وهي تشعر بأنها كانت بحاجه لهذا بينما تناست الكثير من ضيقها بوجودها بأجواء الفرح ....

ربتت مهجه علي يد ابنتها وهي تجلس بجوارها : وحشتني يا وصال كيفك يا بتي 

قالت وصال بابتسامه هادئه : كويسه وانتي عامله ايه يا ماما 

قالت مهجه متنهده : الحمد لله 

تعالت الأصوات ترحب بحميده التي اتسعت ابتسامتها لرؤيه وصال ....اتفضلي يا ست حميده هكذا رحبت بها وداد لتجلسها ولكن حميده قالت بابتسامه فخورة بينما رأت كيف رحب الجميع بوصال : انا هقعد جنب مرات ابني 

جلست حميده وهي تصافح مهجه : كيفك يا مهجه 

: بخير يا حميده 

ربتت حميده علي ساق وصال قائله : عامله ايه يا مرات ابني 

ابتسمت وصال قائله : الحمد لله 

نظرت حميده الي بطن وصال التي بدت واضحه بملابسها : ابقي وسعي شويه الهدوم يا مرات ابني مش ناقصين حد يديكي عين 

قالت وصال ببساطه : علي الله يا طنط 

مالت حميده تشاكس وصال بخفوت : عارفه لو بطلتي طنط وقولتي امه هبطل اقولك مرات ابني واقولك وصال

ضحكت وصال وقالت بمرح : انا بحب اسمع مرات ابني منك او بنت مهجه 

رفعت حميده حاجبها لتهز لها وصال راسها الذي رأت كم هو يابس يشبه الصخره فتلك الفتاه ابدا لا تفعل شيء لا تريده !  

انطلقت الزغاريد بينما خرجت النساء بالطعام الشهي الذي امتد أمامهم .....تراجعت وصال بينما لم تطيق النظر إلي الطعام لتهمس لها والدتها : مالك يا وصال. 

قالت وصال بينما شعرت بالغثيان : ابدا بس مش قادره اشم الاكل 

رفضت وداد أن تقوم وصال لتحاول بكرم زائد أن تضايفها من اي طعام ولكن وصال اعتذرت بلياقه لتقول حميده : سيبيها براحتها يا وداد ما انتي عارفه الوحم 

اومات وداد التي اتجهت الي المطبخ بينما قامت وصال لتعود الي جلستها بعيدا عن الطعام  لتقع عيناها علي تلك الصواني الكبيره التي كانت وداد تحمل إحداها وتخرج بها من المطبخ وتتجه للاعلي 

وكم كان شهيه حبات الكعك المغطي بالسكر لتتذكر وصال  العيد وهذا الكعك المحشو بالملبن و العجوه والجوز والعجميه ...خفضت وصال عيناها بينما سال لعابها تشتهي هذا الكعك ...

هل تصدق نفسها بانها فقط شغلت عقلها بهذا الكعك وسيطر علي تفكيرها حتي انتهي كتب الكتاب وغادرت برفقه هادي وبقيت طوال الطريق تتراقص إمام عيناها صينيه الكعك 

فلم تلحظ ذلك الالم الذي تجلي علي وجه هادي بينما مجدا شعر بتلك الكهرباء تسري بساقه اليمني

رفع ساقه من فوق دواسه الوقود بينما لم يستطع تحريك ساقه الأخري 

التفتت وصال اليه بينما لاحظت انه هديء من سرعه السياره وتوقف جانبا 

نظرت حولها فلم يصلوا بعد لتسأله : 

في ايه؟! 

قال وهو يتظاهر بأنه بخير ابدا ..كنت 

كنت ...بحث عن شيء يقوله ولكنها فطنت ليده التي يضعها علي ساقه يحاول تحريكها 

لتقول بقلق : رجلك 

هز رأسه : لا 

حاول أن يضغط علي نفسها وهو يحاول تحريك أنامله بداخل حذاءه ولكن عبثا لتهتف به وصال بجزع : 

هادي رد عليا .... رجلك فيها حاجه 

قال بألم اعترف به : مش عارف 

قالت برفق وهي تتمالك نفسها حتي لا تبدي القلق الذي اكلها :  طيب براحه 

تعالي مكاني 

ساعدته وهي تسحب ساقه الي الجهه الأخري ليهتف بنفسه بتأنيب حينما تلاحقت أنفاسها من المجهود :  كنتي ناقصاني 

قالت وصال بعتاب رافضه حساسيته الزائده : متقولش كده  ومتضغطش علي نفسك ...

: ثواني وهتعدي 

هزت راسها برفض : هادي انت عنيد 

وانا مش هسمع كلامك تاني 

نظر لها بينما خلعت حذاءها وهي تركب مكانه : رايحه فين ؟!

قالت بنبره لا تقبل الجدل : 

المستشفي 

قال بإصرار ورفض : لا 

نظرت له واستخدمت سطوتها : عشان خاطري 

قالت برجاء : خاطرك غالي بس مش عاوز 

نظرت له برفق : ليه 

قال وهو يبعد عيناه عن عيناها : هيقولي ايه 

....مش عاوز اسمع اني هيبقي عاجز 

قالت وصال بامتعاض : متقولش كده ....

هتطلع حاجه بسيطه أن شاء الله 


نظر الطبيب الي الاشعه بينما وصال ركزت نظراتها مع الطبيب وهادي جلس علي جمر ملتهب 

ليقول الطبيب  بتمهل : 

الحمد لله كل حاجه طبيعه واللي بيحصل ده شيء،وقتي وأثر جانبي بس هيمر 

قال هادي بفرحه قفزت من عيناه كما حال وصال : يعني أنا ...اوما الطبيب قائلا : انت زي الفل .....زي ما بقولك ده شيء مؤقت ورد فعل جانبي عيمر 

بس هناخد ادويه جديده وجلسات علاج طبيعي ده شيء ضروري 

تنهدت وصال وابتسمت للطبيب 

لتسنده وتجد نفسها بتلقائية تقرب نفسها منه اكثر بينما تقول : سلامتك يا هادي 

ابتسم لها قائلا : الله يسلمك 

دخل الي فراشه بينما أعطته وصال الادويه ووضعت فوقه الغطاء ولكن قبل أن تخرج من الغرفه توقفت مكانها قائله : هادي 

رفع رأسه من علي الوساده ونظر لها : نعم 

قالت وهي تتنهد : انا مش بكرهك 

ابتسم لها قائلا بثقه :  عارف 

قطبت جبينها وقالت : و مش بحبك 

عقد حاجبيه بينما خبت ثقته سريعا : امال يا بنت الناس؟!

هزت كتفها قائله بحيره :  

معرفش بس حبيت اقولك كده 

قال هادي وهو يهز رأسه ضاحكا : من باب حرق الدم ...صعبان عليكي انام مرتاح 

هزت راسها قائله : لا 

: امال ايه ؟!

هزت كتفها وقالت بصدق : 

معرفش ...قولت اللي حسيته 

اوما لها لتستدير الي باب الغرفه فاوقفها هو : رايحه فين 

قالت وهي تهز كتفها : هنام 

اشار لها الي جواره بصمت لتهز راسها : لا مش كل يوم ...احنا في هدنه اه بس مفيش حاجه اتغيرت 

تنهد ونظر لها بقله حيله بينما أدركت غايتها وهي أن تضع خطة بأن لا شيء تغير بالرغم من كل هذا التغيير 

جلست وصال تحاول أن تغمض عيناها ولكنها قامت بعد قليل  بينما شعرت بالجوع .... 

قامت الي الثلاجه لتضع في فمها اي شيء حلو ولكن صوره الكعك قفزت أمام عيناها بل بالأساس لم تفارق خيالها حتي عجزت عن النوم ...

تسللت ببطء علي أطراف أناملها بعد أن وضعت بالطو  طويل فوق بجامتها 

سحبت مفتاح السياره وبعض النقود وعادت لتتسلل خارجه من الغرفه ولكن هادي شعر بخطواتها ليفتح عيناها ويمد يداه الي الضوء بجواره يفتحه  

قال وهو يبعد النعاس عن عيناه : وصال ...فيه ايه ..انتي كويسه 

اومات له وقالت بتعلثم : تمام بس هروح مشوار بسرعه 

عقد حاجبيه باستفهام : 

مشوار ايه 

قالت وهي تهز كتفها : هجيب حاجه بسرعه 

قال بعدم استيعاب ::حاجه ؟!  

نظر في الساعة بجواره وعاد يسألها :  

حاجه ايه 

قالت بتهرب بينما تخجل من أن تخبره : 

حاجه بسرعه 

اوما لها بصبر :  أيوة حاجه ليه 

حكت عنقها وقالت دون أن تنظر إليه : نفسي في كعك 

ردد باستفهام : كعك 

اومات له : اه ....

الكعك بتاع العيد ...لمعت عيناها بينما تصف له الكعك كما تراه في خيالها ليبتسم بينما عز عليه أن تطلب شيء بتلك الشهيه 

ليقوم بلا تردد قائلا : 

طيب استني ...اقعدي انتي وانا هجيبلك اللي نفسك فيه 

هزت راسها ليقول برفض :  

انتي حامل وده واجبي وحتي لو مش حامل ونفسك في ايه بأمر الله هجيبه 

هزت راسها وقالت : لا لا عادي مش بتوحم 

قال بابتسامه : امال الكعك ايه ....

هزت راسها وقالت بخجل : مش عارفه بس نفسي فيه اوي 

قال بلا تردد : بأذن الله اجيبهولك 

هزت راسها برفض : لا حرام انت تعبان 

امسك بيدها قائلا : تعالي بس انا مش تعبان ولا حاجه 

نظر لها وقال بحنان بينما رأي واخيرا لمعه عيونها ومرجها مجددا : وصال عيشي واضحكي عشان لما ابننا أو بنتنا يكبروا تفكريهم بالوقت ده وانا عاوز ابقي ضمن الحكايه اللي هتحكيها عن الكعك 

تنهد وهو يفكر ايه يمكن أن يجده 

ربنا مخبر بالمركز 

دلها علي الطريق لتنظر بإحباط بينما اغلق المخبز 

ومخبز يلو الاخر وحتي محل الحلوي لم يجد به لينظر لها قائلا برفق : نروح لامي 

نظرت له باستفهام : ليه 

قال هادي بثقه : تعمله 

هتفت برفض : دلوقتي لا طبعا ...خفضت عيناها وقالت بتخلي وإحباط : خلاص مش عاوزة 

وهل يترك بنفسها شيء ليقول بينما لمعت برأسه تلك الفكره : قولت هجيبه يعني هجيبه أن شاء الله 

نظرت له بإحباط : منين بس 

قال وهو يحك لحيته : 

هو فيه حل تاني 

قالت بلهفه : ايه هو

قال بغموض : مش مهم سوقي بس و ارجعي البلد !

.......

...

مرر ياسين أنامله علي طرف عنقه بينما بصبر بقي جالس بانتظار سمر ....نظر في ساعته ليجد أن أكثر من ساعه مرت وهي بالغرفه .. قام واتجه ليطرق علي الباب 

: سمر 

اجفلت سمر من سماعها لاسمها من بين شفتيه 

لتقول وهي تزجر نفسها بينما غرقت بالخجل : نعم 

قال ياسين : ادخل 

قالت سمر بعفويه : ادخل 

قبل أن يضع ياسين يده علي مقبض الباب كانت تقول سريعا باستدراك : لا ..لا استني 

توقف مكانه بينما أسرعت سمر تنظر إلي نفسها بينما لاول مره ترتدي ملابس حريريه كتلك نظرت لانعكاس صورتها بالمراه وقد تزينب بمساحيق التجميل ...خشيت كثيرا أن تشعر بالسعاده وخجلت من نفسها بينما شابت علي الحزن والإحتقار وكم صعب عليها أن تشعر فجاه بأنوثتها 

: سمر ...ادخل 

قالت سمر وهي تضم روبها الحريري علي صدرها : ادخل 

دخل ياسين وسرعان ما وقف امامها يتأمل جمالها وهو يهتف بغزل : كنتي مخبيه الجمال ده عني فين ؟!

خفضت سمر عيناها بخجل ليقترب ياسين ويمسك بيدها التي ترتجف بينما يهمس بحنان : ايدك متلجه ليه 

قالت بخجل : ابدا 

مرر كلتا يديه فوق يدها التي وضعها بين يديه يدفئها بحنان ويتطلع إلي عيونها بينما يميل تجاه وجنتها يلثمها ببطء جعل سمر تذوب بينما لامست أنفاسه بشرتها ...!

.......

   ...

مد ياسين يداه ليحيط خصر سمر ويقربها من صدره ويميل ببطء تجاه شفتيها لتتوقف شفتاه بمنتصف الطريق بينما استمع لتلك الطرق علي الباب 

اسرع تجاه الباب وهو يتساءل عن من يطرق الباب بيوم كهذا ليتفاجيء :  هادي 

حمحم هادي وقال بحرج تقبله بصدر رحب من اجلها : انا في نص هدومي منك يا ياسين 

مال علي أذنه وهمس ببضع كلمات 

ليضحك ياسين قائلا : بس كده عنيا 

بسرعه كان ياسين يعود الي الداخل بينما وصال الجالسه بالسياره تغرق بخجلها 

عاد ياسين وهو يحمل صينيه كبيره من صواني الكعك ويغطيها بمنديل ابيض كبير ليقول هادي بحرج : انا مش عارف اقولك ايه 

قال ياسين بابتسامه : متقولش يابوي بالف هنا 

.......

عاد الي سمر لتسأله : 

في ايه ؟!

قال ياسين ضاحكا : مرات هادي 

بتتوحم عقبالك يا ست الستات 

احمر وجه سمر خجلا ليتوقف ياسين مكانه قليلا يتطلع إليها قبل أن يتجه إليها ويرفع ذقنها ببطء ويري ذلك الخجل فما كان منه إلا أنه لم يستطيع الصبر أكثر ليهمس بحراره بجوار أذنها : كسوف بكسوف يبقي توكلنا علي الله 

شهقت سمر بينما وجدت نفسها محموله بين ذراعيه وضحكته علي ملامحها تنير وجهه ليسير بها الي الفراش وما كان منها إلا أنها طوقت عنقه بذراعيها ودفنت وجهها بعنقه ..! 

....

توقفت وصال جانبا  بعد أن ابتعدت بضع أمتار ورفعت  الغطاء عن الكعك الذي لم تصبر علي تناوله حتي تعود للمنزل ...

قالت بينما السكر يغطي شفتيها : شكلي وحش اوي الناس تقول ايه 

قال هادي ببساطه : هيقولوا ايه ...

واحده بتتوحم بتحصل 

ابتسم وأسند رأسه  للخلف بينما يتطلع إليها بسعاده وقد استطاع أن يسعدها بشيء بسيط كهذا 

ليتنهد قائلا :  تعرفي اني دايما يشيل من فاكهة الموسم حاجه علي جنب مخصوص لكده 

.....كانت واحده من سنين ودايخه لبنتها الحامل علي برتقال وفرحت اوي لما لقته عندي ومن وقتها وانا لازمن اعمل كده وانا وأغلب اللي في السوق ...ضحك وتابع : معلوم ماهو طلبات الحامل أوامر 

كان زمان شويه بس دلوقتي بقيت الفاكهة موجوده اي وقت 

اخيرا تنفست وصال من بين معدتها الممتلئة قايله وقد راودها النعاس : انا شبعت 

نظر لها هادي وقال بحنان : مش نفسك في حاجه تانيه 

هزت راسها وهي تتثاءب لينظر حوله الي الحقل قائلا : 

طيب مش عاوزة قشطه 

هزت راسها وهي تتثاءب مجددا : لا 

انا عاوزة انام 

وضع الغطاء فوقها بينما غفت اول ما وضعت جسدها علي الاريكه ليميل علي جبينها يقبله وهو يهمس متنهدا :  الوصال يا وصال 

نامت قريره العين تتمني أن كل ما مر لم يكن وفقط تبقي تلك الذكريات الجميله بينهم بينما هو بقي جالس بجوارها يتطلع إليها وهو قرير العين بتلك اللحظات التي مرت عليهم بسلام وحب وهدوء ليفكر 

ماذا لو تنازلت قليلا ...هل يطلب الكثير أمام عاطفته لها 

........تصبحوا علي خير 🤣 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 



إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !