( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت وصال عيناها قبيل الفجر بقليل بعد أن انطلق صوت المنبه الذي ضبطته علي مواعيد دواء هادي ....قامت وهي تتمطأ بكسل لتتجه الي غرفته بعد أن أخذت معها الادويه ...أتاه صوتها الناعم ينادي اسمه ولكنه لم يفتح عيناه بل بقي يستمع إليها ليشعر بحنين جارف حينما بدأت رائحتها العطره تتهادي الي أنفه بينما جلست بجواره ومدت يدها برفق تحركها فوق كتفه وهي مازالت تناديه ...تجرأ ليضع يداه علي يدها بينما غلبه حنينه واشتياقه لها ليتقلب الي الجهه الأخري متجاهل الالم الذي شعر به من حركته ويستعذبه لو كانت المكافاه لمسه يداه ليدها التي احتفظ بها بين ذراعيه وهو يستدير
.....بوغتت دقات قلبها بحركته لتتخبط بين صدرها وتحاول جذب يدها من ذراعيه ولكن عبثا فلم يترك يدها وبقي يتظاهر بأنه مازال نائم...هادي
بيدها الأخري طرقت علي كتفه وهي تناديه لتختفي اخر حروفها بين شفتيها حينما شدد علي يدها بين ذراعيه جاذبا إياها لتجد نفسها تكاد تحتضن ضهره وهو مستمتع بقربها وقلبها يكاد يوثب من بين ضلوعها لتحاول بقليل من القوة جذب يدها وهي تبعد جسدها عنه .... هااادي
تعالت نبرتها وسرعان ما تحولت للغيظ بينما تفطنت الي خدعته حينما شعرت بشفتاه تلامس أناملها التي رفعها تجاه فمه ببطء يلثمها بهيام ....جذبت يدها بعنف وسرعان ما هبت من جواره مزمجره بغيظ : انت بتعمل ايه ؟!
استدار ناحيتها وقال بصوت ناعس يتظاهر بالبراءة : وانا عملت ايه أنا نايم...في ايه ؟!
ضيقت عيناها ونظرت إليه بحنق للحظه ثم تحركت الي جواره مجددا وفتحت اقراص الدواء هاتفه : ميعاد الدوا
اوما لها وتابعت عيناه حركتها وهو يهز رأسه بإحباط من عنادها
فتح يداه ليتناول منها الحبوب ويضعها بفمه لتمد يدها إليه بكوب الماء وبالطبع لم يفوت فرصه لمس يدها مجددا وهو يسأل نفسه كيف تستطيع السيطره علي حبها الذي يراه في عيناها وهو امامها لا يستطيع إلا أن يبدي الحب والولهه
: تسلم ايدك
قالت بصوت خافت : بالشفا
أشارت إليه وهي تعبث بالادويه بجواره : يلا
نظر لها بتوجس وهز رأسه : حقن تاني
هزت راسها وهي تفتح الضمادات : لا ...هغيرلك علي الجرح
رحب بيدها التي لامست جرحه برفق بينما تنزع الضماد وتضع غيره ...مجددا ربتت علي ضهره وهتفت برفق : بالشفا
ابتسم لها وهو يستند الي يداه ليستدير : ربنا يخليكي ليا
خفضت عيناها بعيد عن عيناه وهي تسأل نفسها الثبات والقوة أمام كل ما يفعله
انفلتت ااه متوجعه منه وهو يعدل من جلسته لتسرع ناحيته بعفويه تساعده وليتها لم تفعل فقد وجدها أمام صدره تحيط كتفه بذراعيها فما كان منه إلا أنه أحاط خصرها بذراعيه واسقطها داخل حضنه وكبلها بكلتا ذراعيه وقرب وجهه من وجهها لتمتزج أنفاسه الساخنه مع أنفاسها اللاهثه ليهمس هادي بحب ممزوج بالرجاء : الوصال يا وصال !
تحركت وصال تحاول ابعاد ذراعيه عنها ولكنه تمسك بها بالرغم من الالم الذي يشعر به من حركته ولكن كل الم يهون أمام قربها
: اوعي يا هادي ... ابعد عني
هدرت وصال بينما يأست من أبعاد ذراعيه عنها
هز رأسه وتمسك بها قائلا بحراره : لو كنت اقدر ابعد كنت بعدت من زمان
زمت شفتيها بحنق بينما أغمضت عيناها تستجمع أنفاسها كما تستجمع ثباتها أمام حراره همسه : بحبك يا وصال وتعبت من البعد بيننا ...كل ما عقلي يقولي ابعد قلبي بيغلبني والاقيني بقرب ....كفايه بعد وقسيه ...انتي بتحبيني زي ما بحبك
هزت راسها وهدرت بعنفوان : مبحبكش
هز رأسه واجبر عيناها علي النظر إلي عيناه وهو يهتف بعنفوان مماثل : بتحبيني وتعبتي زيي من البعد والجفا بيننا
حاولت ابعاد ذراعيه عنها مزمجره : مبحبكش بعد كل اللي عملته ....يأست من فك حصار ذراعيه لترفع عيناها الي عيناه باتهام وتتابع : تصرفاتك كلها عكس كلام الحب اللي بتقوله ....قطبت جبينها بقوة وتابعت ساخره : بتحبني وروحت اتجوزت غيري بدل المره تلاته ....من اول عقبه قدامنا هربت واختارت كرامتك واتجوزت
....ازدادت ضراوة اتهامها بينما واجهته بانفعال : وانا سامحت وقبلت عذرك وقولت السنين غيرتك وكانت لحظه طيش بس برضه لما واجهت عقبه تانيه كان اسهل حاجه عندك تخدعني وتكذب عليا ....بنيت حياتنا علي كذبه وضيعت ثقتي فيك وياريت ثقتي فيك لوحدك لا في كل الناس اللي حواليا .... تعكرت ملامحه ولاح الاسي في عيناه كما حال عيونها بينما تابعت : خدعتني وخلتني اتطرد من شغلي ...كل يوم اكتشف كذبه وخدعه جديده
قطرت نبرتها مراره بينما تتابع : كل ده وتقولي بتحبني
أبعدت عيناها عن عيناه وتابعت : القول سهل بس الفعل هو الاثبات وانت كل أفعالك عكس كلامك
اهتزت نظراته وخرجت نبرته محمله بالذنب وهو يقر به : عندك حق يا وصال ...انا غلطت في حقك كتير
التفتت إليه ليهز رأسه ويتابع : كتير اوي بس اعمل ايه ...هو ده تفكيري ودماغي ...انا مش زيك يا وصال يعرف اعقلها...قدامك مبيبقاش عندي عقل
للحظه شعرت بأن إقراره بذنبه سينال منها ولكن تحفز عقلها لتجد قبضتها الصغيره تلكم قلبه وتنفجر بسخط : ولا بيبقي عندك قلب ....قلبك اللي بتقول بيحبني قاسي عشان متوقع من قلبي دايما السماح بس لا
التقت عيونهما لتكررها بإصرار وهي تحاول فك ذراعيه من حولها : لا يا هادي مش هسامحك ابدا ابدا
افلتت نبرته بيأس : ليييه ؟
انفجرت به بغيظ : انت لسه بتسأل ؟
زفر بحنق لتحاول فك ذراعيه من حولها : ابعد
هز رأسه بعناد وهتف بأمل اخير : مش هبعد يا وصال
بلا وعي وجدت أناملها تمتد الي كتفه تقرصه ليتأوه وسرعان ما يرفع يداه يدلك مكان قرصتها لتجدها فرصه وتقوم سريعا من بين ذراعيه
نظر لها بغيظ هاتفا : ارتاحتي ؟!
اومات ونظرت له بتشفي : اه ومتكررهاش تاني
اتجهت الي باب الغرفه ولكنها سرعان ما توقفت مكانها والتفتت إليه حينما وجدته يقوم من فراشه : انت رايح فين ؟
قال بحنق دون أن ينظر إليها : داخل اخد دوش ..دماغي هتنفجر
هتفت به بنبره مسيطره : استني هساعدك
نظر لها رافعا حاجبه بينما رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت بتحذير : بس اياك تستغل الفرصه ...انا بقولك اهو
..........
....
جذبت نجاه ذراع ابنتها التي بقيت واقفه مكانها وعيناها معلقه بأثر سياره الشرطه التي انطلقت وإحسان بداخلها بينما تهادت ابتسامه شامته علي شفتيها وصوت سارينه سياره الشرطه يدوي في أذنها وكأنه لحن عذب
هتفت نجاه بابنتها : بت يا شروق اتحركي يا بت واقفه مكانك ليه ؟!
التفتت شروق الي والدتها بينما ماثلت ملامح وجهها اسمها بينما اشرق بالتشفي وهي تسأل والدتها باستنكار :
ليه يا امه ...بتسألي واقفه مكاني ليه ....
عاوزاني امشي من غير ما املي عيني بتاري ....أشارت إلي سياره الشرطه وتابعت : انتي مش شايفه احسان والعسكري بياخدها
هتفت نجاه وهي تجذب ذراع ابنتها :
ملناش دعوه اهي راحت لحالها من سنين
هزت شروق راسها وهتفت رافضه مثاليات والدتها الزائفه : لا لينا يا امي ....ليا دعوة ...زمت شفتيها بسخط شديد وتابعت : دي دمرت حياتي ومررت عيشتي وجايه تقوليلي ملناش دعوه ...هتفت وهي تبعد يد والدتها عن ذراعها : لا ده ليا دعوة ونص ....
نظرت نجاه الي ابنتها التي همت بخطواتها : انتي رايحه فين يابت
قالت شروق بعزم وهي تبتعد بخطواتها : رايحه املي عيني بتاري واشوفها واتشفي فيها
..........
....
تعالت تلك الصرخات بين أرجاء الزنزانه الضيقه لتلتفت ساميه التي جلست علي الأرض الصلبه بكمد تنعي نفسها وقلبها يأكله القلق علي أطفالها بينما تؤنب نفسها ( الحرام آخرته وحشه يا ساميه )
قامت ساميه تجاه تلك المراه التي تتلوي من الالم بينما تجمعت حولها السجينات لتسالها: مالك
قالت المراه بالم: جنبي بيتقطع
اسرعت أحدي السجينات الي الباب الحديدي تطرق عليه تنادي العسكري : الحقنا يا اخويا
غاب العسكري دقائق وعاد هاتفا : اصبري انتي وهي انا بعتت للباشا المناوب
........
....
نظر الضابط بنفاذ صبر الي قدورة التي بالكاد استطاعت أن تتحدث : هما يا بيه اللي ضربوني بالسكينة وسرقوا صيغتي
هتف أحد الرجال بصوت غليظ بينما بسهوله تم القبض عليه هو وشريكه باحدي كمائن الطريق : كدابه يا بيه انا اول مره اشوفها
احتدم الأمر بينما قدورة تؤكد والرجال تنفي
ليتمهل الضابط قبل أن يشير إلي العسكري : خدهم علي الحجز ....التفت الي قدورة وتابع : وانتي اقعدي
جلست قدورة وهي تضع يدها علي جنبها الذي مازالت جراحه حديثه لتقول بأنفاس لاهثه : متصدقهومش يابيه
ضربوني بالسكينة وسرقوا صيغتي
قال الضابط وهو يراجع اقوال المشتبه بهم : وهما اعترفوا أنهم اللي ضربوكي بالسكينة بس قالوا إن ده بسبب خلافك معاهم علي تقسيم الدهب اللي سرقتوه...يعني انتي شريكتهم
هزت قدورة راسها بهلع وهي تهتف باكيه : محصلش يا بيه ...انا اول مره اشوفهم
نظر الضابط إليها وهتف بها : يعني الدهب ده بتاعك
اومات له ليقول : فين الفواتير بتاعه الدهب ده
بوغتت قدورة وهربت الدماء من وجهها بينما تابع الضابط يزجرها : وايه أوصاف الدهب
قالت قدورة بتعلثم : كان ...كان ...كان دهبي يابيه
اوما الضابط بينما لم يحتاج لفطنه ليكشف كذبها : عرفت أنه دهبك ....أوصاف الدهب ده ايه ؟!
......
....
بتوسل حاولت صديقه مره اخري مع فرد الأمن : ابوس ايدك يا ابني خليني ادخل اشوف بنتي
هز فرد الأمن رأسه وهتف بها : مينفعش يا ست ...
تراجعت صديقه بكمد تبكي بينما ضاعت ابنتها ولا تدري ماذا تفعل لها
: خير يا خالتي صديقه
التفتت صديقه تجاه هذا الصوت الآتي من خلفها لتتسع عيناها الباكيه بعدم تصديق لشروق التي كررت سؤالها وهي تزيف الاهتمام : خير يا خالتي صديقه ايه اللي حصل ...انا شوفت العسكري بياخد احسان
بوغت صديقه بوجود شروق وبسؤالها لتبتلع وهي تكفف دموعها : انتي ؟!
قالت شروق وهي تخفي شماتتها بينما تستدرج صديقه بالحديث : ليكي حق تستغربي يا خالتي بس اعمل ايه ....مهانش عليا اشوفها كده ...تنهدت بزيف وتابعت : دي مهما كان كانت صاحبتي ومكناش بنتفارق ....ربتت علي كتف صديقه وتابعت : ايه اللي حصل يا خالتي ...قوليلي يمكن اقدر اساعدك ..نظرت بطرف عيناها تجاه صديقه التي تأرجحت ما بين تصديق شروق وتكذبيها بينما تابعت : انا ليا واحده صاحبتي من ايام الكليه محاميه اكلمها تيجي بس قوليلي حصل ايه
تعلقت صديقه بأنها قد تكون امل في إنقاذ ابنتها لذا
بحسن نيه تأصلت بتلك المراه البسيطه صدقت كلمات شروق التي رقصت الفرحه بداخلها ممزوجه بالغل والحقد وصديقه تخبرها بكل ماحدث لتقول بعدم تصديق : هادي !!
بنبره حاولت اخفاء الشماته بها تابعت : احسان عملت كده في هادي
قالت صديقه بكمد : شيطانها وسوس لها وضيعت نفسها
....شروق بت يا شروق
هتفت نجاه التي لحقت بابنتها وتفاجئت بها تقف مع صديقه لتهدر بها بغضب وهي تسحبها من ذراعها : ايه اللي موقفك مع الست دي ....مش كفايه اللي نابك منها ومن بنتها
قالت شروق وهي تتظاهر بالبراءه ؛ اللي فات مات يا ماما ...تعالي شوفي اللي حصل ...امتلئت نبرتها شماته بينما تتابع : دي خالتي صديقه بتقولي احسان ضربت هادي بكسينه ...ومش كده وبس ...
تعكرت ملامح نجاه وهي تستمع الي ابنتها التي جذبتها وهتفت بها : طيب يلا قدامي وملناش صالح بيهم
وصلت شروق الي ما تريده لذا انساقت الي يد والدتها بينما تقول لصديقه بكذب واضح : هبقي اكلم بقي صاحبتي يا خالتي مع اني مظنش حاجه هتنفع احسان ومسيرها تتسجن
غص حلق صديقه بقوة وانسابت دموع القهر من عيونها بينما لم تستطيع شروق اخفاء الشماته في عيونها ولا نبرتها اكثر بينما تتابع وهي تغادر برفقه والدتها : ابقي سلمي عليها يا خالتي وقولي لها شروق هتبعتلك عيش وحلاوة
ضحكت بشماته واضحه بينما تولي صديقه ظهرها وتغادر مع والدتها التي زجرتها: مالك بيهم ما تتسجن ولا تغور ومين دي اللي تكلميها
ضحكت شروق مليء فمها بينما تقول لوالدتها : وانتي صدقتي يا ماما ...دول كلمتين عشان اعرف ايه اللي حصل !
التفتت نجاه الي ابنتها وهتفت بها بينما ترفع حاجبها : وعرفتي
اومات شروق لتتابع والدتها : وهتعملي ايه باللي عرفتيه
قالت شروق بوعيد : ده انا هعمل وهعمل....الصبر يا ماما
ده انا مستنيه اليوم ده من سنين !
.....
امتليء المنزل بالزوار ووصال لا تتوقف عن الحركه هنا وهناك ليشفق عليها هادي الذي استند الي ذراعه وقام خلفها بعد أن انصرفت عماته وخالاته ليدخل إليها المطبخ بينما تفرغ الاطباق...شهقت بهلع حينما جاءها صوته من خلفها وهو يمسك يدها بينما يقول بحنان : تعبتك معايا
حاولت جذب يدها ولكنه تمسك بها ورفعها لشفتيه يقبلها بحراره لم تتوقف عن التدفق بعروقها لتقول بتهرب وهي تخطف يدها من يده : قومت ليه ...عاوز حاجه ؟!
هز رأسه وقال وهو يتطلع الي عيونها : مش عاوز حاجه الا انك تكوني جنبي
أبعدت وصال عيناها عن عيناه وعادت توليه ظهرها وتتابع ما تفعله بينما تقول : ارجع ارتاح وانا هجيبلك الغدا
احباط خلف احباط يرسم أمامه طريق اليأس ولكنه صبر نفسه أكثر الا يستسلم
التفتت إليه بينما شعرت به مازال واقفا لتسأله : واقف ليه...ارجع سريرك
قال بمكر وهو ياخذ مرضه ذريعه لقربها : مش هتسنديني
ترددت ولكنها اقتربت منه ليضع ذراعه حول كتفها ويسير بجوارها بتمهل حتي وصلت به الي الفراش ومالت فوقه لتساعده وهي تحاول أن تنجز مهمتها بسرعه مهما حاول المماطلة لتنفلت منها نبره غيظها: انت بتدلع علي فكره
نظر لها ببراءه ورفع حاجبه : انا ...اومات له بغيظ : اه
عشان تقرب مني
قال ببساطه دون مراوغه : مش سر اني عاوز قربك يا شهد العسل
انتفخت وجنتيها بالغيظ حينما ناداها بهذا الاسم بينما تابع وهو يهز كتفه : عمري ما قولت ولا هقول العكس ....عاوزك جنبي دايما وهفضل اعمل اي حاجه تقربك مني
مجددا حنين وعتاب ومحاولات تصدها بقوة ولكن قوتها الداخليه تنهار مع كل محاوله
لتتنهد براحه ما أن تعالي رنين جرس الباب وتهرب من أمامه بينما يزفر هو بضيق
فتحت الباب لترمش باهدابها ما أن وجدت امامها مهجه
: ماما !
نظرت لها مهجه وهي تفتح ذراعيها : كيفك يا بتي
تركت وصال نفسها لحضن والدتها الذي جاء متأخرا كثيرا ولكنها دوما بحاجه اليه
: لسه فاكره يا ماما تسالي عني ؟!
غص حلق مهجه بينما اعتادت العتاب واعتادت دوما ان تكون علي الهامش في حياه اقرب ما لها
: غصب عني يا بتي
اومات وصال بينما لا تحتاج لسماع مبرر ولا تحتاج اقول عتاب حتي وان انفلت من لسانها : عارفه اني مكنتش ليكي الام اللي واقفه جنبك بس غصب عني ...عمري ما كان ليا شوره ولا كلمه ...تنهدت بتعب حقيقي وتابعت : اتعودت اللي يتقال ليا اعمله ...متزعليش مني يا وصال
لن تضع ملح علي جراح والدتها وترفقت بها تلك المره لتقول وهي تربت علي يدها : مش زعلانه يا ماما
نظرت مهجه الي عيونها لتهز وصال راسها بإستسلام : مبقتش زعلانه منكم ...كل واحد فيكم بيتصرف زي ما اتعود ومش من حقي اعاتبكم علي اللي اتعودتوا عليه
..........
....
طرق الضابط بانامله علي طرف مكتبه للحظات ثم نادي العسكري الذي دخل إليه مسرعا ليسأله : الست اللي كانت بتسأل عن بنتها لسه برا
اوما العسكري قائلا : أيوة يا فندم
قال العسكري بغموض : طيب ناديها
اسرع العسكري ينادي صديقه التي دخلت بوجل الي غرفه الضابط الذي قال لها برفق : اقعدي يا ست ام احسان
جلست صديقه ليشير الضابط إلي العسكري قائلا : هات كوبايه ميه ياابني
ارتشفت صديقه القليل من الماء واعادت الكوب بيد مرتعشه الي الطاوله ونظرت الي الضابط الذي قال بمكر خفي : كان نفسي اساعدك بس احسان قالت علي كل حاجه وطلعت الممرضه مظلومه
نجح في استدراك صديقه التي طفرت الدموع من عيناها وهتفت بقهر : الطمع عمي عينيها يا ولدي وفكرت أنها لما تخلي العيل هتفضل في عز بين الغزالي
ابتسم الضابط بينه وبين نفسه بينما يتابع استدراج صديقه في الحديث : وفي الاخر حاولت تقتله وسقطت نفسها عشان تلبس التهمه للممرضه
هزت صديقه راسها وتجددت بداخلها ذكريات ذلك المشهد : لا يا بيه مسقطتش نفسها
نظر لها الضابط قائلا : امال ايه اللي حصل ؟!!
.....
......
ارتشفت السجينه القليل من الماء بينما بدأت الدماء تعود الي وجهها وهي تتنهد ناظره لساميه التي اسعفتها : تشكري يا اختي ..جميلك فوق راسي
قالت ساميه وهي تمددها علي الفراش الأرض المهترئ : نامي وارتاحي شويه علي ما المناوب يبعت دكتور
........
...
ضرب الضابط طرف المكتب بقبضته مزمجرا بقدورة التي انتفضت من مكانها : وبعدها لك ...هتنطقي وتقولي جبتي الدهب ده منين ولا هتلبسي قضيه السرقه معاهم
قالت قدورة وهي تبتلع ببطء : هقول يا بيه !
.......
...
مجددا تعالي رنين جرس الباب لتجد وصال أخيها امامها : عامله ايه يا وصال
ابتسمت وصال له قائله بينما تأخذ من يده كل تلك الأشياء التي يحملها : الحمد لله...تعبت نفسك ليه ...انا عندي كل حاجه !
ربت علي كتفها بحنان قائلا : تعبك راحه ....امسك من يدها الاكياس الثقيله مجددا وقال برفق : عنك ...هدخلهم المطبخ
وضع الاكياس فوق الطاوله الرخاميه والتفت لها قائلا : هادي نايم
هزت راسها قائله : لا ..كان صاحي من شويه
اوما لها وحمحم وهو يتجه الي غرفه هادي الذي جلس في الفراش بملل : السلام عليكم
ابتسم هادي بترحيب ؛ وعليكم السلام...اتفضل
جلس دياب لتتجه وصال الي أخيها قائله : اعملك شاي ولا قهوة
هز دياب رأسه قائلا برفق : ولا اي حاجه اقعدي ارتاحي
قال هادي يؤيده : قولها يا دياب ...انا غلبت معاها وهي علي رجلها من صباحيه ربنا
قالت وصال بتعقيب : انا كويسه
قال دياب برفق : برضه ارتاحي انا اصلا خمس دقائق وهمشي ....التفت الي هادي وتابع : انا بس جيت اقولك اني بعد اذنك فتحت الوكاله ....تابع يخبره بما فعله في متابعه عمله : الحاج نعمان كتر خيره سادد وراك بس برضه الشغل كتير عليه وهو اصلا دماغه مش فيه بعد اللي حصلك فقولت انا بدالك الكام يوم دول لغايه ما تقوم بالسلامه
ربت هادي علي يده قائلا بامتنان : تسلم يا اخويا
اوما دياب وتابع : انا روحت مع الواد عشري مزرعه المواشي ومشيت الواد عوض بعد ما رجعت وراه المصاريف وعشري قالي انك كنت شاكك فيه
اوما هادي بامتنان : أيوة بس انشغلت وحصل اللي حصل
قال دياب مؤيدا : كان بيسرق من فلوس العلف وكمان كان متفق يبيع كام رأس من وراك بس لحقته
: تسلم يا غالي
اوما دياب له قائلا : انا معملتش حاجه احنا صحاب واخوات ...المهم انا هتابع كل حاجه وهبقي اقولك كل عشيه اللي حصل
اعتدل واقفا : بالاذن انا
قال هادي برفض : لسه بدري ...اقعد نتعشي
هز دياب رأسه قائلا بتهذيب : تسلم بس يا دوب اروح ارتاح
وضع بجواره اجنده صغيره وتابع : اهي حسابات الوكاله خليت عشري يقفلها وانت بص فيها براحتك
اتجهت وصال خلف أخيها توصله ليتوقف لدي الباب ويسالها بحنان : عاوزة حاجه يا وصال
هزت راسها قائله : شكرا يا دياب
قال بابتسامه : لولا بهيه حامل كانت جت تساعدك وتريحك
قالت وصال بابتسامه : انا مش تعبانه شكرا
ربت علي شعرها ومال يقبل راسها قائلا : خدي بالك من نفسك ولو عاوزة حاجه كلميني
........
...
توالت الطرقات علي الباب ولم يصمت رنين الجرس لتسرع حميده التي كادت تتعثر وتقع لتمسك جيدا بالدرابزون وهي تزجر نفسها هاتفه ( براحه يا حميده كنتي هتقعي عشان تفتحي الباب وهو يعني مين هيجيبلك ولا يخبط عليكي )
تابعت نزول الدرج وهي تتابع بكمد ( ابنك راقد وانتي قاعده زي قرد قطع لوحدك )
وصلت الي الباب الذي لم تتوقف عليه الطرقات لتفتح حميده وهي تهتف بسخط لتلك الفتاه التي كانت أمام الباب : ايه يابت الغاغه اللي انتي عملاها دي ؟!
اندفعت فله ما أن انفتح الباب هاتفه : ماهو انا بقالي ساعه بخبط ... كل ده عشان تفتحوا
هتفت حميده باستنكار : وانا قاعده ليكي ورا الباب عاد ....ها انتي مين يابت ؟
رفعت فله حاجبيها وسرعان ما هتفت باستنكار : انا مين ..؟! ضربت علي ساقيها بيدها هي تنعي وتتابع : يبقي فكري صح واخدتوني لحم ورميتوني عضم ...وحتي ماهيتي كمان اكلتوها عليا !
اتسعت عيون حميده باستنكار وسرعان ما زمجرت بغضب بينما تذكرتها : ماهيه ايه اللي نأكلها عليكي ولحمك ايه اللي اكلناه يابت مش انتي اللي وقتي ومشيتي
قالت فله وهي تتراجع : يعني اهو انتي عرفاني يا ست حميده
زفرت حميده بحنق : عرفتك يا مزغوده ...جايه عاوزة ايه ؟!
قالت فله وهي تلوي شفتيها : هكون عاوزة ايه ... انتوا خلاص كده استغنيتوا عني وكمان عاوزة ماهيتي ماهو انا كنت شغاله ورجلي راحت بسببكم ورقدت ولا هو كده خلاص علي فلوس العلاج اللي المعلم عطاهم ليا ومفيش ماهيه
زجرتها حميده بغيظ : رجلك راحت فين ماهو انتي واقفه عليها ياللي تتشكي...وماهيه ايه ولا كام هي ماهيتك اللي فلقتي دماغي بيها
جذبت حميده من صدرها بضع ورقات ماليه واعطتهم لفله التي قالت وهي تنظر لحميده بوداعه : مش القصد يعني ياست حميده ...انا بس بجهز نفسي ومحتاجه لكل قرش
زفرت حميده هاتفه : واهو خدتي فلوسك يلا اتكلي
اتسعت عيون فله وهزت راسها : اتكل فين ....والشغل !
قالت حميده وهي تهز راسها : لا خلاص معادناش عاوزينك
ضربت فله صدرها : يالهوي وهو انا عملت ايه ؟! ده انا رجلي راحت بسببكم
قالت حميده بنفاذ صبر : معملتيش بس خلاص اللي كنتي بتخدميها مشيت وانا قاعده لحالي
قالت فله بفضول : الدكتورة مشيت راحت فين ..طلت برأسها من خلال الباب خلف حميده وتابعت : والمعلم والقرشانه التانيه
زمجرت بها حميده بغيظ : اللهم طولك يا روح وانتي مالك يابت ...اهو خلصنا قولنا معدناش عاوزينك
لوت فله شفتيها كالاطفال واستدارت لتغادر وهي تنعي نفسها : ياعيني علي بختك يا فله
لتتوقف حميده مكانها لحظه قبل أن توقفها : يا يا فله !
التفتت الفتاه إليها لتقول حميده وهي تزفر : لو عاوزة تشتغلي ادخلي واهو انا قاعده لحالي تاخدي بحسي وتشوفي طلباتي
قالت فله بلهفه وهي تخطو الي الداخل : وماله يا ست حميده ده انا زي اسمي فله واكلي ميعلاش عليه وكمان هسليكي !
........
...
اخذتها حميده للاعلي وفتحت باب غرفه احسان بامتعاض قائله : اسمعي يا بت ...قبل أن تتابع حميده حديثها كانت فله تعترض : من اولها يا ست حميده انا محبش كلمه بت دي ...قوليلي يا فله
رفعت حميده حاجبها بغيظ : طيب يا ست فله
ابتسمت فله لتتابع حميده : انا عاوزاكي تفضي الاوضه دي من فوقها لتحتها ...تفكي العفش كله وترميه مش عاوزة حاجه هنا
هزت فله راسها وهتفت بامتعاض : لا لا لا ....اوضه ايه اللي افضيها وعفش ايه اللي احركه من مكانه لا ياست حميده
هتفت بها حميده بسخط : لهو مش انتي اللي قولتي يا شغل واهو الشغل قدامك
هتفت فله وهي تهز راسها :بس احنا متفقناش علي كده
قالت وهي تهز كتفها : انا مش عاوزة شغل هد الحيل ده ....انا عاوزة شغل زي ماكنت مع الدكتورة ...اعملها فطار...اخد بالي منها ...ارغي معاها إنما تقوليلي فكي عفش وشيلي موبليا لا ده شغل عاوز سبع رجاله وانا غلبانه ورجلي
زمجرت حميده بحنق تقاطعها وهي تهب لتمسك بساقها : رجلك ماهي يابت زي الفل وكنتي واخده البيت رمح من فوق لتحت
ضحكت فله قائله : ماهو بناغشك يا ست حميده ...لوت رقبتها وتابعت : اهو الخلاصه أنا مقدرش علي الشغل ده...ده شغل رجاله
زفرت حميده هاتفه : طيب انا هبعت اجيب كام صبي من الوكاله يساعدوكي وانتي تقفي علي ايدهم
أشارت إلي غرفه احسان وتابعت : فضي كل حاجه وخدي اللي يعجبك والباقي ارميه انا مش عاوزة حاجه في الاوضه دي !
.............
....
قال عبد الباسط وهو يميل علي هادي يحتضنه بحب :
كيفك يا هادي يا ولدي
قال هادي وهو يربت علي يد عبد الباسط : بخير يا حاج وانت
قال عبد الباسط : نشكر ربنا الف حمد وشكر
ربت علي يده وتابع : اعذرني يا ولدي جيت من غير ميعاد
قال هادي برحيب : متقولش كده يا حاج ....بيتك ومطرحك ...اتفضل اقعد
جلس عبد الباسط في المقعد بجوار فراش هادي وتابع
: سامحني يا وادي مكنتش اعرف انك بعافيه..انا لسه يا دوب من يومين راجع من العمره وعديت قدام الوكاله اسلم عليك ملقتكش بس يوم ورا التاني سألت عشري وقالي ....مال عليه وتابع باهتمام : طمنني عليك
قال هادي بامتنان : انا بخير يا حاج ...الحمد لله
نظر له عبد الباسط وتابع : طيب يلزمك حاجه يا هادي ....أامر انت عارف ان رقبتي سداده
قال هادي بامتنان : تسلم يا حاج
ربت عبد الباسط علي كتف هادي وتابع : انت عارف اني بعتبرك ولدي
قال هادي بموده : ربنا يبارك في عمرك يا حاج وانا بعتبرك ابويا وربنا عالم
عمري ما شوفت منك ولا من بنتك الله يرحمها الا كل خير
ابتسم عبد الباسط بشجن ليتابع هادي بصدق بعد أن جال بخاطره مقارنه بسيطه بينها وبين احسان : الله يرحمها كانت ونعمه التربيه
قال عبد الباسط بامتنان : ربنا يكرم اصلك زي ما اكرمتها في أيامها القليله
ارتبكت ملامح هادي وتساءل هل سمعت وصال التي دخلت تحمل الضيافه تلك الكلمات
...عاتب نفسه ولكنه لم يقل شيء فقط قال حقيقه بعد أن رأي مثيلات احسان
وضعت وصال أمام عبد الباسط الضيافه قائله : اتفضل
قال عبد الباسط بامتنان : تشكري يا بنتي
خرجت وصال بنفس الملامح التي لم تخبر هادي أن كانت سمعت شيء أو لا ولكنها ما أن خرجت حتي أفرجت عنها بينما غص حلقها بقوة وكورت قبضتها بينما تحاول إقناع نفسها أن غيرتها ليس لها محل ولكن ماذا تفعل وهي بشر. بل انثي تغار وهي تستمع إليه يتحدث عن زوجته الأولي بتلك الطريقه !!
رفع عبد الباسط من جواره مغلف كبير قائلا : اتفضل يا هادي
جبتلك هديه بسيطه من الحجاز
ابتسم هادي وهو ياخذ من يده الهديه قائلا : تسلم يا حاج
ضحك عبد الباسط قائلا : عبايه صوف ومصليه وازازه ريحه إنما ايه
ابتسم هادي قائلا : هديه مقبوله ياحاج
ربت عبد الباسط علي يده قائلا : عقبال ما تهاديني لما ترجع من الحجاز انت كمان بأمر الله .... شجعه وتابع : خد مراتك واطلع عمره يا ولدي تغسل بيها كل اللي جواك
لمعت الفكره برأس هادي الذي قال بحيره : عندك حق ياحاج انا محتاجها فعلا ...بس ..بس وصال حامل واخاف عليها
اتسعت ابتسامه عبد الباسط وقال بفرحه واضحه : الف الف مبروك يا ولدي
: الله يبارك فيك يا حاج
..........
..
التفت نعمان الي حميده قائلا : عاوزة حاجه تاني يا حميده ....اهو عندك الاسطي عدلي هيدهنلك البيت ويعمل كل اللي انتي عايزاه
قالت حميده بامتنان : تسلم يا اخويا
اشار نعمان الي الرجل الواقف بمنتصف الغرفه الخاليه : اسمع كلام الحاجه يا عدلي
اوما الرجل وتابع هو صبيانه عملهم لتقول حميده لنعمان: رايح فين يا نعمان ما تقعد نشرب شاي
قال نعمان وهو يضع عباءته علي كتفه : تسلمي يا ام هادي يا دوب اروح اشوف مصالحي
قلت حميده بامتنان : تسلم يا اخويا معلش شغلتلك بس مكنتش طايقه اشوف حاجه تخص اللي ما تتسمي في البيت وكمان روحي ضاقت من القعده لوحدي ومرضتش اقول لهادي حاجه
قال نعمان متنهدا : خير ما عملتي ...سيبيه يرتاح اليومين دول
اومات حميده وقالت بأسي : كان بودي اروح له بس قولت بلاش وخليه مع مراته
نظرت إلي نعمان بطرف عيناها وتابعت : عشان متقولش عليا بعمل شكل معاها
ضحك نعمان قائلا : ربنا يكملك بعقلك يا ام هادي
...........
...
ازدادت شكوكه حينما طال بقاءه وحده بعد مغادره عبد الباسط وفكر أن يتجه إليها ولكنه تراجع ونادي عليها
: وصال
دخلت إليه بعد أن نادي عليها بضع مرات ومن ملامحها تأكدت شكوكه بينما هتفت دون أن تنظر إليه :
افندم عاوز حاجه
حمحم وهو يبحث عن مدخل لسؤاله : تسلمي بس قولت اطمن عليكي
تجاهلت ما قاله وهتفت باقتضاب : عاوز حاجه
هز رأسه بينما لا يعرف كيف يسألها أن كانت سمعت ما قاله : ابدا .....حمحم وتابع بمراوغه : كنت هسالك الجرح ليه حاسس الجرح شادد عليا
اقتربت منه ومالت عليه وبرفق رفعت غطاء الجرح تتطلع إليه ثم إعادته قائله باقتضاب : مفيهوش حاجه وكلها ساعه ويجي ميعاد الدوا
قال هادي بسرعه قبل أن تبتعد : امال بيوجعني ليه ؟!
شوفيه تاني كده
هتفت وصال بحنق بينما فهمت أنه يجتذب معها اي حديث : مكانش بيوجعك قبل كده
قال وهو يتطلع الي عيناها التي لا تنظر إليه : اهو أمر ربنا
استدارت لتغادر ليمسك يدها سريعا وهو يسألها : مالك يا وصال
جذبت يدها من يده وقالت باقتضاب : مفيش
قال دون المزيد من المراوغه : زعلتي لما اتكلمت مع الحاج ...قاطعته بحنق واضح مهما تظاهرت بالبرودة : وانت قولت ايه يزعل وانا مالي ازعل ليه مراتك وحقك تتكلم عنها كويس
قال هادي باعتذار : قولتلك قبل سابق انتي وبس مراتي ...انا بعز الحاج وكان قصدي اشكر فيه وفي تربيته
قالت وصال ببرود وهي تشيح بوجهها عنه: أو تفتكرها مفيش مشكله انت حر
هز رأسه قائلا : بس انتي زعلانه
هزت راسها وهتفت بانفعال : مش زعلانه هتزعلني بالعافيه
قال بهدوء : لا بالعقل زعلانه وحقك تغيري لما تسمعيني بتكلم علي واحده غيرك
هتفت وصال بانفعال اشد : قولتلك
مش غيرانه ولا زعلانه
التفتت اليه وتابعت ببرود ظاهري : وبعدين اغير ليه علي واحد هتطلق منه
زفر هادي بضيق هاتفا : يابووووي ....
هاتي العلاج يا وصال خليني اتخمد
نظرت له وقالت ببرود : العلاج جنبك خده كمان ساعه
خرجت وصفقت الباب خلفها بعنف ليزفر هادي ويهب من الفراش متجاهل الوجع الذي يشعر به كلما تحرك ويتجه الي الشرفه يستنشق الهواء وهو يسأل نفسه الي متي هذا الشد والجذب
هزت وصال ساقيها بعصبيه وهي تزجر نفسها علي ذلك الاحساس بالغيرة ...لماذا تغار من امراه لم تعد علي قيد الحياه ....!!
....
.......
لوت فله شفتيها بينما استمعت لنداء حميده : بت يا فله
لم ترد لتتابع حميده خطواتها وهي تعقد طرحتها حول وجهها لتنظر الي فله التي وقفت تجمع اكواب الشاي من خلف العمال الذين أنهوا طلاء الغرفه : مش بنادي عليكي
اتجهت فله إليها وهتفت بها : قولتي بت وانا قولتلك مش بحب كلمه بت دي
زفرت حميده بحنق : طيب يا ست هانم ...انا رايحه اطل علي هادي
قالت فله بعيون متسعه : طيب ما تاخديني معاكي يا ست حميده
قالت حميده باستنكار : اخدك فين ...اقعدي يلا روقي الاوضه وافرشي الفرش الجديد
هزت فله راسها وهتفت بعناد : لا اوضه ايه اللي افرشها ده انا صدري طبق عليا من ريحه البويا...لا بكره ولا بعده تكون اتهوت
مالت علي حميده وتابعت برجاء : ما تخديني معاكي بقي يا ست حميده ...اهو اشوف الدكتورة !
......
...
نظرت وصال الي هادي الذي تفاجئت به يحاول ارتداء ملابسه : انت بتعمل ايه ؟
قال هادي وهو يتحامل علي نفسه : رايح اشوف شغلي ساعه وراجع
هزت وصال راسها وهتفت به برفض : لا طبعا مينفعش تتحرك
قال هادي وهو يحاول رفع يداه بجلبابه ليرتديه : انا كويس
اتجهت وصال ناحيته بحنق وجذبت الملابس من يده : انت لسه تعبان ومينفعش ....ماتت باقي جملتها علي شفتيها بينما امسك يدها وجذبها ناحيته لتصطدم بصدره القوي الذي تسارعت به أنفاسه وهو يهتف بها بنفاذ صبر : فارق معاكي في ايه تعبي من عدمه ..هاا فارق في ايه ؟!
وضعت وصال يدها علي صدره تبعده وتخلص نفسها من قبضته بينما تهتف به بمراوغه : انا مش هرد عليك وهتسمع كلام الدكتور
قبل أن يقول كلمه اتسعت عيناه حينما وجدها تركض كطفله صغيرة خارج الغرفه وتغلق عليه الباب بالمفتاح
انتفخ وجهه بالغضب وضرب الباب مزمجرا : افتحي الباب يا وصال
هتفت من خلف الباب : مش هفتح وانت مش هتتحرك
.........
....
نظرت نجاه الي ابنتها التي وقفت امام المراه تتزين بينما تعالي صوت الاغاني من التلفاز لتتجه إليه تغلقه قائله : ايه يابت يا شروق ..اهو عندنا فرح وانا مش عارفه
قالت شروق بسعاده : وهو في فرح اكتر من تاري
تابعت ما تفعله ومررت اصبع الروج علي شفتيها لتنظر إليها والدتها باستنكار : انتي رايحه فين ؟!
قالت شروق بوعيد غامض : رايحه اخد باقي حقي !!
............
...
: فله !
احتضنت وصال فله بينما قالت حميده وهي تخطو الي المنزل : شوفتي بقي يا مرات ابني جبتلك مين معايا
ابتسمت وصال لها بينما استدركت حميده مصححه : قصدي يا وصال
حكت وصال أنفها تكتم ضحكتها وهي تقول : اتفضلي يا طنط
تلفتت حميده حولها وهي تسأل : امال هادي نايم ....انا بس قولت اطل عليه بس لو نايم
حمحمت وصال وهي تستمع الي طرقات هادي الغاضبه علي الباب وتنظر الي والدته التي تساءلت لتسرع وصال من امامها بينما تقول بارتباك : ثواني يا طنط هصحيه
أدارت وصال المفتاح بالباب ليندفع هادي من خلاله ولكن قبل أن ينطق كلمه كانت وصال تضع يدها علي فمه وتهمس : مامتك برا
نظر هادي إليها بمكر ممزوج بالغيظ : اعمل فيكي ايه؟
قالت وصال وهي تهز كتفها : انت عارف انا عملت كده ليه
: أيوة ... ليه بقي ؟!
التفت كلاهما لحميده التي تحفزت ملامحها بينما تكرر سؤالها باستنكار : هي قافله عليك الباب
أشارت وصال الي هادي وهتفت بغيظ : قولها
ضيقت حميده عيناها ونظرت لوصال شزرا ليتدخل هادي قائلا: مفيش يا امه
هتفت حميده بسخط : هو ايه اللي مفيش ...هي دي الامانه يا بت مهجه ...ايه هتحبسي ابني ولا فكرتيه بقي عاجز ... استدارت وصال لتغادر بينما امسك هادي بيد والدته قائلا : ايه اللي بتقوليه ده يا امه ...عملت كده عشان أنا كنت عاوز أخرج والدكتور منبه عليها
زمت حميده شفتيها وهتفت بابنها بتوبيخ : يعني البنيه قلبها عليك ....مش كنت تقول
لوحت بيدها وتابعت : أما اروح أراضيها
تبرطمت وتابعت : كل ما اقول اصفي الدنيا حاجه تسخنني عليها
.........
...
نظرت حميده بطرف عيناها تجاه فله التي جلست بالبهو أمام التلفاز وهتفت بها : ينيلك لهو انتي جايه تتضايفي
فين وصال
أشارت لها فله قائله : دخلت من هنا
اتجهت حميده خلف وصال التي وقفت تعد الشاي لتحمحم قائله بود جديد عليها : متتعبيش نفسك يا بتي
قالت وصال ساخره بمغزي : بت مهجه مش بتك
التفتت الي حميده وتابعت : مش انتي دايما بتقوليلي كده
نظرت لها حميده وقالت بمشاكسه : متبقيش حمقيه كده ....اهو كلمه طلعت مني ومكنتش اعرف اللي فيها
ضحكت بمكر وتابعت : وبعدين هو الواحده لما تحب تقعد جوزها في البيت تقفل عليه برضه
هتفت وصال بحنق : امال تعمل ايه ؟!
ضحكت حميده بعبث قائله : تلبس حاجه كده ولا كده ...هيقعد ويلبد في البيت
احمر وجه وصال خجلا وإدارت راسها بينما تقول بتهرب : انا مش بتاعه الحاجات دي يا طنط
تبرطمت حميده بسرها : يا عيني عليك ياابني
سكبت وصال الشاي بالاكواب بينما تشاكسها حميده : انتي محتاجه شويه نصايح من حماتك...مالت تهمس في أذنها ليحمر وجه وصال وتهز راسها : طنط !!
ضحكت حميده وتابعت لتتهرب وصال منها قائله : مفيش داعي للكلام ده ....انا اصلا هتطلق من ابنك
اتسعت عيون حميده وضربت صدرها بيدها : يا لهوي
اومات وصال وسبقت حميده تخرج من المطبخ بينما وقفت حميده تضرب كف بالآخر !!
........
...
مالت وصال تجاه حميده ووضعت يدها علي خدها بينما تقول بمكر محبب : عجبك الاكل يا طنط
قالت حميده بابتسامه : طبعا يا نن عين طنط هو انتي تعملي حاجه وحشه ابدا
لمعت عيون وصال بالمزيد من المكر بينما تقول : غريبه يا طنط مع أنه كله خضار مجمد
ابتلعت حميده ببطء بينما رفع هادي حاجبه ونظر بطرف عيناه الي وصال التي تابعت وهي تشير إلي طبق حميده : وحتي الفراخ يا طنط كمان مجمده
رسمت حميده علي وجهها ابتسامه لم تتوقعها وصال وهي تقول بمجامله زائفه : نعمه ربنا يابتي اهو كله اكل تسلم ايدك علي وقفتك ....!
رفعت وصال حاجبها : بجد
اومات حميده التي سعلت قليلا بينما تقول : معلش يا بتي هتقل عليكي ...هاتيلي كوبايه ميه
اومات وصال وقامت تجاه المطبخ لتزيح حميده ابتسامتها الزائفه وتكشر عن أنيابها هاتفه بأبنها : شوفت بقي يا هادي ...انا اهو براضيها وهي اللي بتجر شكلي وانا ساكته عشانك !!
........
...
: مدي ايدك يا ست الستات
مدت بهيه يدها تجاه دياب ليفتح هادي تلك العلبه الكبيره ويخرج منها اسورة تلو الأخري يضعها بيدها
: ده كتير اوي يا دياب
قال دياب بحب : مفيش حاجه كتير عليكي يا قلب دياب
.......
..
أمسكت حميده بيد وصال التي كادت تتجه لتفتح الباب بينما وقفت فله تجمع طاوله الغداء : خليكي انا هفتح
قامت حميده لتتجه الي الباب وتفتحه لتتسع عيناها وتكاد تخرج من موضعها ما أن رأت شروق واقفه امامها
لتهتف بها بغضب : انتي ايه اللي جابك هنا يابت انتي ؟!
ضحكت شروق بشماته هاتفه : لا لا يا حماتي سابقا عينيكي دي اللي بتحمريها عليا كان الأولي تحمريها علي احسان اللي.....تركت باقي جملتها مفتوحه بينما رأت انعكاس ما لم تقوله علي وجه حميده الذي احتقن بالغضب وزمجرت بها : انتي قليله الربايه....جايه ليه ؟! سرعان ما كشرت شروق عن أنيابها وهتفت بحميده بشماته : جايه اشمت فيكم واخد حقي ...مش دي اللي طردتيني عشانها ودي اللي اتجوزها وطلقني اهو شوفوا عملت فيكم ايه ...؟!
وضعت حميده يدها علي الباب لتغلقه ولكن شروق لم تسمح لها ووضعت يدها بالاتجاه المقابل هاتفه : مش همشي قبل ما اشوفه وأشوف كسرته بعيني بعد اللي عملته فيه احسان
عقدت وصال حاجبيها علي تلك الأصوات لتتجه ناحيتها كما حال هادي الذي تحامل علي نفسه واستند الي الحائط بينما كانت فله الاسرع وركضت وبلا سؤال او تفكير كانت تدفع بشروق وتغلق الباب الذي كانت حميده تحاول غلقه
ولكن ليس باب المنزل فقط بل باب الماضي الذي انفتح كما انفتح صوت شروق وهي تهلل بصوت عالي : افتح يا هادي ووريني نفسك ...مش دي اللي طلقتني عشانها
اهو ربنا جاب ليا حقي لغايه عندي .....شوفتي يا حميده وصدقتي أنها شيطانه .....صدقت يا هادي أنها كانت بتلعب بيا....ظلمتني عشانها !!
اهتزت نظرات حميده التي بقيت واقفه خلف الباب بينما توقفت وصال مكانها للحظه تستمع فيها الي شروق التي لا تتوقف عن تكرار كلماتها وكل مره بصوت اعلي من سابقه ....ماذا يقول وماذا يفعل ...انفتح الباب وكفي !!
شعرت حميده بوغزة في قلبها حينما وجدت ابنها يستدير ويدخل الي غرفته بصمت !
أمسكت وصال بريموت التلفاز وزادت من علو الصوت لعله يغطي علي صوت شروق التي حاولت تجاهله وامسكت بكوب النسكافيه الخاص بها ترتشفه ببرود تعمدته وكأنها لا تسمع شيء ...!!
لم يبقي كلمه ولم تقولها شروق بينما حميده جالسه تهز ساقيها بعصبيه شديده وهي بالكاد تمسك نفسها لتهتف فله بغيظ : انا هقوم اجيبها من شعرها واكتم حسها يا ست حميده
أشارت لها حميده لتهب فله من مكانها ولكنها توقفت حينما وجدت هادي يطل عليها بقامته المديده ويشير لها أن تعود الي مكانها
نظرت فله الي هادي كما فعلت حميده بينما وصال تجاهلته كما تجاهلت كل ما حولها ورفعت الكوب الي شفتيها ببرود وصمت لم يستطيع هادي أن يبقي عليه لذا خرج من غرفته ومنها الي الباب الذي فتحه ونظر الي شروق التي توقفت لحظه عن تكرار ما تقوله ونظرت إليه
: قولتي اللي عندك خلاص
هزت شروق راسها واتجهت لتقف أمامه هاتفه : لو طالع عشان تسكتني مش هسكت
هز كتفه ببرود هاتفا : متسكتيش بس روحي اتكلمي في أي مكان بعيد عن بيتي ...لفي البلد كلها وغني علي الربابه بس قدام بيتي مش عاوز اسمع صوتك
هتفت به شروق بسخط : عشان عرفت انك ظلمتني
هز رأسه وقال دون ادني احساس بالذنب : انتي اللي ظلمتي نفسك مش انا ....محدش قالك اسمعي كلامها وامشي بشورتها....نظر لها وتابع بنبره قاطعه : خلص الكلام يلا من هنا !
عاد الي الداخل وصفق الباب خلفه بعنف وسرعان ما التقت عيناه بعين وصال التي أخفت خلف جبل الجليد الظاهري حمحم البركان الذي ثار بداخلها !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم.
اقتباس من الفصل القادم
نبشت وصال هنا وهناك للحظه قبل أن تلتفت إليه هاتفه : فين فواتير الدهب ده
نظر لها هادي بدهشه : ليه ؟!
قالت وصال ببرود : هبيعه ...
قال باستنكار : تبيعي دهبك ....ليه ؟!
هتفت به بحنق : انا حره ..... هبيع الدهب وكمان الأرض وكل حاجه تحرق دمك هعملها !
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك