توالت الطرقات علي الباب ولم يصمت رنين الجرس لتسرع حميده التي كادت تتعثر وتقع لتمسك جيدا بالدرابزون وهي تزجر نفسها هاتفه ( براحه يا حميده كنتي هتقعي عشان تفتحي الباب وهو يعني مين هيجيبلك ولا يخبط عليكي )
تابعت نزول الدرج وهي تتابع بكمد ( ابنك راقد وانتي قاعده زي قرد قطع لوحدك )
وصلت الي الباب الذي لم تتوقف عليه الطرقات لتفتح حميده وهي تهتف بسخط لتلك الفتاه التي كانت أمام الباب : ايه يابت الغاغه اللي انتي عملاها دي ؟!
اندفعت فله ما أن انفتح الباب هاتفه : ماهو انا بقالي ساعه بخبط ... كل ده عشان تفتحوا
هتفت حميده باستنكار : وانا قاعده ليكي ورا الباب عاد ....ها انتي مين يابت ؟
رفعت فله حاجبيها وسرعان ما هتفت باستنكار : انا مين ..؟! ضربت علي ساقيها بيدها هي تنعي وتتابع : يبقي فكري صح واخدتوني لحم ورميتوني عضم ...وحتي ماهيتي كمان اكلتوها عليا !
اتسعت عيون حميده باستنكار وسرعان ما زمجرت بغضب بينما تذكرتها : ماهيه ايه اللي نأكلها عليكي ولحمك ايه اللي اكلناه يابت مش انتي اللي وقتي ومشيتي
قالت فله وهي تتراجع : يعني اهو انتي عرفاني يا ست حميده
زفرت حميده بحنق : عرفتك يا مزغوده ...جايه عاوزة ايه ؟!
قالت فله وهي تلوي شفتيها : هكون عاوزة ايه ... انتوا خلاص كده استغنيتوا عني وكمان عاوزة ماهيتي ماهو انا كنت شغاله ورجلي راحت بسببكم ورقدت ولا هو كده خلاص علي فلوس العلاج اللي المعلم عطاهم ليا ومفيش ماهيه
زجرتها حميده بغيظ : رجلك راحت فين ماهو انتي واقفه عليها ياللي تتشكي...وماهيه ايه ولا كام هي ماهيتك اللي فلقتي دماغي بيها
جذبت حميده من صدرها بضع ورقات ماليه واعطتهم لفله التي قالت وهي تنظر لحميده بوداعه : مش القصد يعني ياست حميده ...انا بس بجهز نفسي ومحتاجه لكل قرش
زفرت حميده هاتفه : واهو خدتي فلوسك يلا اتكلي
اتسعت عيون فله وهزت راسها : اتكل فين ....والشغل !
قالت حميده وهي تهز راسها : لا خلاص معادناش عاوزينك
ضربت فله صدرها : يالهوي وهو انا عملت ايه ؟! ده انا رجلي راحت بسببكم
قالت حميده بنفاذ صبر : معملتيش بس خلاص اللي كنتي بتخدميها مشيت وانا قاعده لحالي
قالت فله بفضول : الدكتورة مشيت راحت فين ..طلت برأسها من خلال الباب خلف حميده وتابعت : والمعلم والقرشانه التانيه
زمجرت بها حميده بغيظ : اللهم طولك يا روح وانتي مالك يابت ...اهو خلصنا قولنا معدناش عاوزينك
لوت فله شفتيها كالاطفال واستدارت لتغادر وهي تنعي نفسها : ياعيني علي بختك يا فله
لتتوقف حميده مكانها لحظه قبل أن توقفها : يا يا فله !
التفتت الفتاه إليها لتقول حميده وهي تزفر : لو عاوزة تشتغلي ادخلي واهو انا قاعده لحالي تاخدي بحسي وتشوفي طلباتي
قالت فله بلهفه وهي تخطو الي الداخل : وماله يا ست حميده ده انا زي اسمي فله واكلي ميعلاش عليه وكمان هسليكي !
........
...
هزت فله راسها وهتفت بامتعاض : لا لا لا ....اوضه ايه اللي افضيها وعفش ايه اللي احركه من مكانه لا ياست حميده
هتفت بها حميده بسخط : لهو مش انتي اللي قولتي يا شغل واهو الشغل قدامك
هتفت فله وهي تهز راسها :بس احنا متفقناش علي كده
قالت وهي تهز كتفها : انا مش عاوزة شغل هد الحيل ده ....انا عاوزة شغل زي ماكنت مع الدكتورة ...اعملها فطار...اخد بالي منها ...ارغي معاها إنما تقوليلي فكي عفش وشيلي موبليا لا ده شغل عاوز سبع رجاله وانا غلبانه ورجلي
زمجرت حميده بحنق تقاطعها وهي تهب لتمسك بساقها : رجلك ماهي يابت زي الفل وكنتي واخده البيت رمح من فوق لتحت
ضحكت فله قائله : ماهو بناغشك يا ست حميده ...لوت رقبتها وتابعت : اهو الخلاصه أنا مقدرش علي الشغل ده...ده شغل رجاله
زفرت حميده هاتفه : طيب انا هبعت اجيب كام صبي من الوكاله يساعدوكي وانتي تقفي علي ايدهم
أشارت إلي غرفه احسان وتابعت : فضي كل حاجه وخدي اللي يعجبك والباقي ارميه انا مش عاوزة حاجه في الاوضه دي !
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك