بساط السعاده الفصل الرابع والخمسون

0


 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

جففت مهجه دموعها التي ليست بجديده عليها فتلك الدموع هي ما تقدر عليه دوما ...ليس بيدها حيله هذا هو مبررها الذي تطبطب به دوما علي قلبها وتربط عليه وتتابع حياتها التي لم تكتب يوما سطر بها ودوما ما تسير وفقا لما انكتب لها .... ابيها يخط سطور حياتها وهي تسير هذا ما شبت وشابت عليه ! 

رفعت بهيه عيناها تجاه مهجه بينما كانت ماتزال ابتسامتها مرسومه علي شفتيها وهي تلاعب الصغار وقد افترشت الأرض المفروشه بسجاده زاهيه وحولها ألعابهم 

قالت مهجه بعتاب : قومتي من فرشتك ليه يا بهيه انا مش منبهه عليكي تريحي وتسيبي العيال ليا لما يصحوا

قالت بهيه بسماحه: فرشه ايه يا امه لهو انا بعافيه...انا الحمد لله زي الفل

قالت مهجه بطيبه زائده : برضه يا بتي الحرص واجب وانا عاوزاكي باذن الله كل شهور حملك تفضلي في سريرك لغايه ما تقومي بالسلامه 

قالت بهيه باستنكار لطيف : يالهوي يا امه كل شهور حملي طيب ومين ياخد باله من مصطفي وعلي وابوهم 

قالت مهجه برفق : انا يا بتي ... انتي بس خدي بالك من حملك ده جه بعد عذاب 

قالت بهيه بيقين أصبحت تفهمه الان : جه في الوقت اللي ربنا رايده يا امه 

تعلق مصطفي بعنق بهيه لتحمله وهي تقوم بينما تتابع : انا كويسه يا امه متقلقيش عليا 

أسرعت مهجه لتأخذ منها الطفل : هاتي وبلاش تشيلي تقيل

هزت بهيه راسها واحتضنت الصغير قائله : مش تقيل يا امه ...قبلت علي ومصطفى وتابعت بحنان : ده مفيش اخف منهم علي قلبي 

ربتت مهجه علي كتفها قائله : ربنا يكرمك علي قد طيبه قلبك يا بتي 

........

...

عقد ياسين حاجبيه بينما مر من أمام وكاله هادي ليجدها مغلقه لليوم التالي علي التوالي 

أدار رأسه وهو يشير تجاه عشري الجالس علي ناصيه الشارع : عشري ..واد يا عشري 

اسرع عشري تجاه ياسين قائلا : نعم يا معلم 

ساله ياسين وهو يشير الي الباب المغلق : خير يا واد معلمك قافل الوكاله ليه ؟

قال عشري متنهدا : لهو انت متعرفش يا معلم ....المعلم هادي بعافيه 

عقد ياسين حاجبيه : بعافيه...خير 

قال عشري وهو يهز كتفه : العلم عند الله ...كل اللي عرفته أنه طلع من بيته سايح في دمه 

اتسعت عيون ياسين بهلع: ازاي يا واد ....هو فين دلوقتي ؟!

........

..

طن راس وصال بألم شديد بينما تحاول تحريك جفونها الثقيله مستجيبه لتلك الحركه اعلي جبينها 

فتحت عيناها وعادت تغلقها بضع مرات وصوت ينادي باسمها يناديها : وصال ....دكتورة ...!

فتحت عيناها اخيرا لتري هذا الوجه المألوف وللحظات تحاول استجماع ذاكرتها بينما تعرفت علي وجه الطبيب الذي قال بهدوء وهو يرفع معصمها : دكتورة وصال سمعاني 

اومات وصال وخرج صوتها متحشرج قليلا بينما تسأل وهي تشعر بألم في أنحاء جسدها ولكنه أقل حده من ذلك الالم الذي تشعر به في رأسها : ايه اللي حصل ؟

قال الطبيب بهدوء : دوختي ووقعتي !

تذكرت وصال وقبل أن تقول شيء كان هادي يهتف بها بقلب لهيف : انتي كويسه ؟!

ادارت رأسها ببطء ناحيته لتري الغرفه قد امتلئت من حولها وسرعان ما توالت الاسئله القلقه للطبيب الذي تولي الرد عنها بينما ببطء رفعت وصال يدها تجاه راسها التي تؤلمها لتشعر بخشونه الرباط الملفوف حولها 

: حقك عليا يا وصال والله ما لحقتك 

نظرت وصال تجاه نشوي التي جلست بجوارها علي فراش المشفي الصغير بينما غرق وجهها بالدموع وهي تكرر أسفها بينما تربت علي يدها : حقك عليا والله ما لحقت امسكك 

اومات وصال بوهن بينما عادت لذاكرتها صرخه نشوي قبل أن تشعر بارتطام جسدها علي الأرض وتفقد الوعي بعدها 

توالت الاسئله علي الطبيب الذي قال بحزم : هي كويسه آطمنوا وكل اللي هي محتاجاه دلوقتي ترتاح فلو سمحتوا ياريت تطلعوا من الأوضه 

تحرك الجميع علي مضض بينما عيون دياب القلقه وعيون نشوي وحميده والجميع تعلقت بوصال لحظه قبل أن يخرجوا علي مضض 

هز الطبيب رأسه بيأس ولاحت علي شفتيه ابتسامه بينما هادي ظل واقفا وكأنه لم يستمع لشيء من حديثه 

ليتجه إليه قائلا : الكلام ليك يا هادي وانت قبلهم ...اهي ياسيدي قدامك فاقت وكويسه ممكن بقي ترجع سريرك 

افلتت ضحكه الطبيب بينما يتابع : والله يا هادي انت مش جاي هنا زياره انت جاي هنا مضروب بسكينه وطالع من عمليه ومتخيط مش عاوز اقولك كام غرزة ...ممكن بقي ترجع سريرك ومتقلقش علي الدكتورة 

اوما هادي دون قول شيء بينما عيناه بقيت معلقه بها تصرخ بالقلق ...زفره خفيفه خرجت من بين شفاه الطبيب حينما وجد هادي مازال واقفا : يا هادي انا تعبت منك بجد 

نظرت وصال الي هادي وقالت بينما تنقي حلقها الجاف : انا كويسه يا هادي روح ارتاح 

قال هادي وهو لا يرفع عيناه عنها : أنا مرتاح كده 

رفع الطبيب حاجبه ليهز هادي رأسه ويقول : أيوة يا دكتور ...أنا مرتاح كده .. سيبني براحتي الله يرضي عنك 

هز الطبيب رأسه قائلا : مش هينفع .... قبل أن يعارض هادي كان الطبيب يتابع : هي محتاجه ترتاح طالما انت مش محتاج ترتاح ولازم نطلع برا عشان تنام 

تعلقت عيناه بعيونها التي وقعت علي يداه بينما أخذ يفردها ويضمها الي جواره وكم كان يريد الامساك بيدها ولكنه خشي أن تخذله لذا استسلم لكبرياءه الذي لم يطاوعه ! 

...............

.....

تبع الطبيب هادي الذي سار ببطء بينما يشعر بضلوعه تكاد تمزق ظهره من الالم كلما خطي خطوة ولكنه ظل يكابر ولا يعترف بأي الم 

اسرع الجميع تجاه هادي الذي نظر إلي دياب بامتنان لم يلحق أن يقوله بينما سقوط وصال كان بنفس وقت مجيء دياب وحميده التي لم يعتابها بينما هي ابدت أسفها مبرره ( حقك عليا يا هادي قلبي كان محروق عليك ) واكتفي هو بالرد باقتضاب ( متكرريهاش يا امه خلاص راحت لحالها بشرها) 

: دياب 

اسرع دياب إليه ليقول له : تشكر علي اللي عملته 

: انا معملتش حاجه الا الواجب 

نظر إلي زوج أخته قائلا بنبره لا تقبل الجدل : زين خد نشوي وارجعوا بيتكم انا بقيت بخير 

هز رأسه وفتحت نشوي فمها ليصر هادي متألما : قولت ارجعي بيتك 

نظر إلي والدته وتابع : وانتي يا امه 

هزت حميده راسها برفض : مش هسيبك...قاطعها هادي بحزم : وانا قولت كلكم ترجعوا بيتكم 

التفت الي الطبيب وتابع : وانا يا دكتور اول ما وصال تشد حيلها عاوز اطلع من هنا 

زفر الطبيب ولم يجادل راس هادي اليابس : يحلها ربنا يا هادي بس يلا ارجع سريرك 

اقترب دياب منه قائلا : اسمع كلام الدكتور يا هادي 

ومن قال إنه يسمع اي حديث الا ما برأسه فهاهي تلك التي غرقت بنعاس ثقيل من فرط الانهاك كلما فتحت عيناها طوال تلك الليله الطويله رأته بجوار فراشها ولكن لسانها الثقيل لم يسعفها لقول شيء فكانت تغرق بالنوم مجددا !

..........

...

ادارت بهيه راسها تجاه باب غرفتها الذي طرق عليه لتقول : تعالي يا امه 

تفاجئت بجدها هو من فتح الباب لتقول وهي تهم بأن تقوم من فراشها : جدي 

اشار لها دياب أن تبقي مكانها : متقوميش يا بتي 

قالت بهيه بتهذيب : العفو يا جدي 

نظر إلي علي ومصطفى الذين ناموا بجوارها بينما لم تقبل بأن تأخذهم مهجه ثم نظر إليها وقال بابتسامه 

: ها بقي يا غاليه عاوزة ايه حلاوة الحمل يا ام دياب الصغير 

ضحكت بهيه بانشراح من وقع الكلمه ومن الاهتمام المفاجيء قائله : دياب تاني يا جدي 

اوما دياب الكبير قائلا : معلوم ...دياب دياب 

اومات بهيه بسماحه قائله : اللي تشوفه ياجدي 

اتجه دياب الكبير ليجلس علي طرف الفراش امامها قائلا : طيب ها قولي لجدك عاوزة ايه ...صيغه ولا ....نظر لها بطرف عيناه وتابع : ولا ارض .. مع اني مش بكتب لحريم ارض بس هخلي دياب يكتب ليكي ارض حلاوه الخبر ده 

هزت بهيه راسها قائله : تسلم يا جدي أنا مش عاوزة حاجه كفايه فرحتك اللي جبرت بخاطري 

ربت دياب الكبير علي كتفها بحنان نادر كشمس الشتاء قائلا : وانا عندي اغلي منكم يا بهيه 

نظرت له بهيه للحظه بحيره ثم تجرأت مستغله وجهه الهادئ الذي لا تراه الا نادرا : جدي ...نظر لها لتتابع وهي تخفض عيناها تجاه يدها التي تفركها : لو عاوز تهاديني .....هديتي انك تراضي وصال 

تغيرت ملامح دياب الكبير لتقول باستدراك سريعا : وصال ياجدي .....قاطعها جدها قائلا بوجه جامد : متعديش كلامك اللي قولتيه قبل سابق يا بهيه و

كويس انك اللي فتحتي الكلام ومتفكريش اني عديت كلامك .....نظر لها بعتاب وتابع : وقفتك قصادي كبيره عليا اوي يا بت ابني 

قالت بهيه باعتذار مهذب :مقصدتش اقف قصادك ياجدي 

اوما دياب الكبير قائلا : عارف ...تنهد وتابع : 

بس طالما فتحتي الكلام اللي كلكم بتقوله يبقي اسمعي قول جدك ... !!

نظرت بهيه له ليفرج عن مكنونات صدره التي فتكت به وهو يسمع من الجميع حديثهم عن ظلمه وقله رحمته : وصال حفيدتي زيك وزي دياب مع أنه زايد حبه عنكم بس كلكم لحمي وانا اللي بعمله ده كله ليها ولصالحها انا بقسي عليها عشان تروض دماغها الناشفه اللي ورثتها عن ابوها 

قبل أن تقول بهيه شيء تابع دياب الكبير مبررا تفكيره : 

انا عاوزها زيك ليها بيت وعليه.... عاوز مهجه تفضل بتها جنبها بعد ما اتحرمت منها سنين 

....اعترف واخيرا : اه جيت عليها بس زي ما جيت عليكي لما خليت دياب يتجوز عليكي 

رفع يداه تجاه رأسه وتابع : اهو انا دماغي كده ....كبرت علي كده ...ابويا مكانش حد يتني له كلمه القول قوله والشوره شورته وانا كده .....وادي انتي شوفتي لما ابوكي طلع عن طوعي طلعته من حساباتي ازاي 

وهي وصال زيه من اول يوم وهي طالعه عن طوعي وده اللي مزعلني منها ...مش بتعمل حساب لكلمتي 

قالت بهيه وهي تخفض عيناها عن عين جدها : كلامك شديد عليها يا جدي وهي عندها حق 

هتف دياب الكبير بامتعاض : حق في ايه ...تتطلق وتخرب بيتها يا اما تهج ومنعرفش ليها طريق ...هو ده حقها ولا اقسي عليها ....هو مش ده هادي اللي فضلت سنين موقفه حالها عشانه 

قالت بهيه بتبرير : كذب عليها 

هتف دياب الكبير بسخط : حصل وغصب عنه ورضي بحكمي ...حاول يراضيها بكافه شيء وهي دماغها انشف من الحجر ....ايييه يابوي هتعلق له المشنقه ما خلاص 

اشاح بوجهه وتابع بسخط : غلط عن غلط يفرق وانا لو من اول يوم مش شايفه شاري مكنتش وقفت معاه 

قالت بهيه بصوت باهت : بس هي حفيدتك مش هو 

قال دياب الكبير باحتدام : وهو غالي عندي وده اللي أفهمه زي ما جيت عليكي وجبت ليكي ضره وقبلتي عشان صالح جوزك هي جيت عليها بس عشان صالحها 

تدور ويدور وكل منهم برأس وتفكير ولن يري ابدا اي منهم أنه مخطيء لذا 

وضعت بهيه يدها علي يد جدها لأول مره ونظرت له قائله برجاء : ولو قولتلك عشان خاطري يا جدي 

انت عارف لو قولت ليها الكلمتين دول هتفهم زي ما انا فهمتك دلوقتي 

هز رأسه وهتف بنبره قاطعه : مقولش

قالت بهيه بعتاب : وهي هتعرف منين تفكيرك 

قال باقتضاب : مسيرها تعرف أن همي صالحها 

......لما هادي يبقي تحت طوعي هحكم عليه باللي يريحها وهي تعيش محدش يدوس ليها علي طرف 

قالت بهيه بيأس من تفكير جدها : دماغها غيرنا 

هتف بسخط : اكسر دماغها 

قالت برجاء : ياجدي 

هب دياب واقفا يقاطع بهيه بحزم : اهو انا كده يا بهيه مش بعد العمر ده كله هتغير !

.........

....

تألم هادي ولكنه عض علي شفتيه يخفي المه حتي انتهي الطبيب من تضميد جراحه مجددا ليضغط علي ذراعه ويعتدل بينما يدون الطبيب الادويه للممرضه التي اخذتها وانصرفت ...نظر هادي الي الطبيب بتردد قبل أن يسأله 

: يعني ايه عيل مشوه يا دكتور

التفت الطبيب تجاه هادي بدهشه لهذا السؤال الذي كبحه هادي بداخله طويلا ولكنه يريد أن يعرف إجابته 

لينظر له الطبيب بعدم فهم : مشوه ! 

اوما هادي ولاح عجزه علي ملامحه بينما جهله جعله ضائع لا يفهم شيء من ذلك المصطلح الذي سمعه عن طفله من احسان ! 

: مش فاهم يا هادي .. ليه بتسأل ؟!

فرك هادي وجهه بضياع : عشان افهم ....انا جاهل 

قاطعه الطبيب قائلا برفق : كلنا جهله في حاجات محدش بيعرف كل حاجه 

فهمني اكتر وانا اساعدك 

غص حلق هادي بينما حاول أن يقول باقتضاب ما سمعه ليفرج عن الذنب الذي أكل قلبه : هو ده بيجي منين يا دكتور ... انا السبب لما مديت ايدي عليها ...هز الطبيب رأسه قائلا : لا يا هادي ....علي اللي فهمته منك ...حمل زي ده بيكون له اسباب كتير .... وراثه أو ادويه غلط او حاجات تانيه بس مش انت السبب 

لأول مره يستشعر هادي تلك الالفه مع أحد مثل ذلك الطبيب الذي اعتبره مثل اخيه الاصغر وكم رأي به عزيمه وبنفس الوقت انكسار وهو يسمع ما حدث والذي كان بالغ الصعوبه علي هادي ليعترف به لأحد 

: حمل الدكتورة وصال حمل طبيعي جدا الحمد لله وده مؤشر أنك مش السبب في حمل طليقتك المشوه 

تنهد الطبيب وتابع : في اسئله كتير يا هادي ساعات مش بيكون ليها اجابه ...الطفل أجهض واخد معاه أسبابه ومش هنعرفها ودي اراده ربنا ...كان موجود لسبب وراح لسبب ربنا بس سبحانه اللي عارفه ...كان اختبار ليك ولأمه 

قال هادي بغصه حلق قويه : لو كنت عرفت ...قاطعه الطبيب برفق يتلطف به : مكنتش هتعمل له حاجه اكتر من اللي ربنا كاتبه ...ربت علي كتفه وتابع : دلوقتي انت طلعت بخير من كل ده وزوجتك وابنك اللي جاي أن شاء الله يعوضوك

اوما هادي متنهدا ليبتسم له الطبيب قائلا : ممكن بقي ترتاح ومن غير جدال 

اوما هادي وقال بامتنان : تشكر يا دكتور 

انتهي الطبيب وهم بالخروج ولكنه التفت الي هادي قائلا بتشديد ليمحي أن نيه أخري بداخله : هادي اعمل حسابك الصبح هبعت للمديريه عشان الضابط ياخد اقوالك 

هز هادي رأسه وقال بينما يشيح بوجهه : يساويها المولي يا دكتور 

..........

....

عقد نعمان حاجبيه بدهشه حينما اتجه ليطمأن علي حميده وتفاجيء بها ما أن دخل من بوابه المنزل جالسه علي الدرج الرخامي خارجه تضع يدها علي خدها : 

مالك يا حميده قاعده كده ليه ؟

قالت حميده بكمد ؛ مش طايقه افضل في البيت 

وابني مش فيه 

هزت راسها وتابعت بوجع قلب : صرخه مراته وصورته وهو غرقان في دمه مش مفرقاني ...كل حته في البيت شايفه فيها بت عليوة ...قدمها نحس البيت 

قال نعمان برفق قلما يشعر به تجاه حميده : طيب صلي علي النبي وادخلي مينفعش تقعدي كده 

هزت راسها بعناد : مش داخله 

قال باستنكار : هتفضلي في الطل كده 

قالت بتخلي : مش هيجرالي حاجه اكتر من اللي جري

قال نعمان متنهدا : طيب همي تعالي عندي طالما مش عاوزة تدخلي البيت 

هزت حميده راسها : لا يااخويا خليك مرتاح 

قال نعمان بإصرار : اسمعي الكلام عاد وقومي معايا 

.......

...


:دياب !

توقف دياب الذي كان للتو يعود فجرا للمنزل وقد اطمأن علي أخته ليعود ليطمأن علي بهيه ويرتاح 

بدهشه نظر دياب الي جده الذي كان جالس وسط البهو يستند الي عصاه 

: جدي انت ايه اللي مسهرك لغايه دلوقتي 

قال دياب الكبير متنهدا بعتاب خفي : فارق معاك سهري ولا نومي 

رأسه يطن وجسده لا يحمله والان عليه أن يحل الغاز جده ليقول باقتضاب : فارق يا جدي 

اوما دياب الكبير بصمت للحظه قبل أن يقول : كنت فين لغايه دلوقتي يا دياب ؟

قال دياب بدهشة ممزوجه بالاستنكار : هكون فين ياجدي ...مع هادي ووصال 

اوما دياب الكبير الذي يحور ويدور بحثا عن ما يقوله ولا يبدي به تراجع : مش عاوز تقولي حاجه يا دياب 

نظر له دياب بعدم فهم وهز رأسه : حاجه ايه ؟!

قال دياب الكبير بمراوغه : اي حاجه 

غاب عن عقل دياب اي شيء ليهز رأسه بينما لم يمهله دياب الكبير الفرصه وانفلتت الكلمات من بين شفتيه: بقي كده يا دياب ...بتخبي عني خبر حمل بهيه 

اتسعت عيون دياب وتعلثم بينما يبرر : لا ياجدي مخبتش....اللي حصل وقتها و ....لم يكمل جملته بينما وجد جده يقوم من مكانه ويتجه إليه ودون مقدمات يجذبه من جلبابه ويضمه بين ذراعيه معبرا عن سعادته : مبروووك مبروك يا ولدي ...متقولش حاجه انا معاوزش حاجه تعكر فرحتنا ...ربت علي كتفه وتابع : والله لولا الظرف ده لكنت عملت فرح في البلد كلها 

كالعاده ضاع دياب بين تناقضات جده ولكنه لم يملك إلا أنه استجاب لفرحته الصادقه وقال بابتسامه : تسلم يا جدي الله يبارك فيك 

اوما دياب الكبير متنهدا قبل أن ينظر مطولا الي وجه دياب صغيره الذي شب علي يده والوحيد الذي ربما يظهر أمامه ضعفه ليقول بقليل من الخزلان : وقفتك قصادي مره بعد مره شديده عليا يا دياب 

خفض دياب عيناه وضاق صدره بتلك الزفره التي أطلقها ببطء بينما يوافق جده قائلا : وانا عمري ما فكرت اقف قصادك يا جدي بس غصب عني .....كور قبضته وتابع : دي اختي وانا خزيتها ومقدرش أعيدها تاني 

قال دياب الكبير بتبرير : اختك دماغها انشف من الحجر 

ولازمن حد يوقفها عند حدها وانا وهادي بتطاوعوها في كافه شيء 

قال دياب بتبرير مماثل : منقدرش نغصبها والا ....نظر له دياب الكبير باحتدام يقاطعه : والا تهج مش كده 

طأطأ دياب رأسه ليهتف جده بحزم : يبقي انا عندي حق ! 

.......

....

وضع زين يده علي كتف نشوي وقال بحنان بينما يميل ليقبل وجنتها: هتفضلي واخده علي خاطرك مني كتير يا ام حسن 

اشاحت نشوي بوجهها وهتفت بغضب : دلوقتي افتكرت حسن ومكنتش بتفكر فيه وانت رايح ورا امي ومطاوعها 

التفتت له وتابعت باحتدام : بقي كده يا زين ...انا استنجد بيك عشان توقف امي الاقيك مطاوعها 

هتف زين بسخط مبررا : دمي علي في عروقي يا بت الناس لما سمعت اللي الشيطانه دي كانت بتعمله 

خفضت نشوي عيناها توافقه ليتابع زين : يا عالم لو مكانتش اختلفت هي والدجاله دي ووصال سمعت اللي كان مستخبي كانوا عملوا ايه تاني 

قالت نشوي بيقين : واهو بالرغم من كل اللي عملوه ربما سترها معانا 

تنهدت وتابعت تقتبس من كلمات والدته صفاء التي ربتت بها علي قلبها : ربنا وحده اللي في أيده يضرنا أو ينفعنا وحتي لو البشر عملوا لينا ضرر ربنا هو الحافظ 

اوما زين قائلا : ونعم بالله 

أحاط كتفها بذراعه قائلا : خلاص بقي يا باشو متزعليش مني ويلا قومي نطلع نريح شويه 

قالت نشوي بدلال : لا مش جايلي نوم 

تلفت زين حوله بمكر ليتأكد أن والدته بغرفتها ثم باغت نشوي ومال عليها يحملها لتتسع عيون نشوي التي سرعان ما أحاطت عنقه بذراعيها : بتعمل ايه يا زين !

قال بعبث وهو يداعب أنفها بأنفه بينما يسير بها : انا كمان مش جايلي نوم وهسهر اصالحك يا ام حسن يا حلوة انتي 

ضحكت نشوي بدلال ليلتقط زين شفتيها بشفتيه وهو يميل ليضعها بفراشهم الوثير 


........

..


شعرت بهيه بدياب يتوسد الفراش بهدوء بجوارها لتستدير إليه هامسه حتي لا توقظ الصغار : حمد الله على السلامه 

ابتسم لها وداعب وجنتيها : تسلمي يا غاليه 

ابتسمت له لتتغير ملامحه فجاه بينما يتظاهر بالحنق : كده برضه يا بهيه تقولي لجدي ...انا مش نبهت عليكي 

أخبرته بما حدث ليتنهد دياب بصمت : والله ما بقيت عارفه جدي ده طيب ولا ايه 

قال دياب يوافقها: ولا انا عاد 

تنهد وتابع : اهو لما نشوف هيحصل ايه 

وافقته بهيه قائله : هيحصل كل خير أن شاء الله 

نظرت له وتابعت متنهده : بالك انت يا دياب انا قلبي بيقولي أن كل اللي حصل ده حصل عشان وصال ترضي عن هادي 

نظر لها دياب بشك لتهز راسها مؤكده : امال ايه ...ده كل الافلام والمسلسلات البطل يتصاب والبطله تصالحه 

ضحك دياب وهز رأسه ولم يستطيع منع تعليقه المرح : اهو كل ده في كوم ووصال وحدها في كوم ....ده في عز ما الراجل غرقان في دمه سممته بكلامها 

فرك وجهه وتابع : وانا مسملتش منها ونازله فيا سلخ 

قالت بهيه برفق : معلش يا اخويا متقصدش 

قال دياب برفق : مش زعلان منها انا برد علي كلامك ...

قالت بهيه بسماحه وامل : بكره تشوف كلامي صح 

مد يداه حول خصرها وقربها إليه اكثر بينما تركت باقي الفراش للصغار بجوارها ليهمس دياب بمشاكسه : ليه واخده العيال جنبك ...داعب أنفها بانفه متابعا بعبث : كان ودي في حاجه كده 

ضحكت بهيه بخجل : معلش الليله دي يا دياب 

قال دياب باستسلام : كويس انا اصلا مش قادر احرك حته فيا 

ضحكت بهيه أكثر ليقربها دياب إليه أكثر ويهيم بضحكتها التي ازداد بريقها وزادت ثقتها بنفسها واحبتها أكثر لتتدلل وهي تدفن رأسها بعنقه : سلامتك 

: تسلمي يا ام وصال الصغيره 

ضحكت بهيه قائله : وصال ولا دياب أرسوا علي بر 

قال دياب متنهدا براحه وهو يغمض عيناه : دياب وصال كل اللي يبعته ربنا خير 

..........

....


بقيت وصال تطالع سقف الغرفه وتضع يدها فوق بطنها بصمت احتاجت له وسط ضجيج عقلها وقلبها الذي يؤلمها 

تشعر بذنب ضاري جراء كل كلمه جرحته بها وعقلها يخبرها أن لها مبرر حتي وان اخطأت في الاسلوب إلا أن هدفها في النهايه الدفاع عن نفسها ... تعبت من النزاع القائم بين عقلها وقلبها والذي لا ينتهي لذا تنهدت حينما انفتح باب الغرفه ووجدته هو يدخل إليها ....مهما حاول أن يبدي ملامحه جامده إلا أنه لا يستطيع السيطره علي عيناه التي تلمع لرؤيتها خاصه حينما رآها افضل من الليله السابقه 

قال باقتضاب وهو يتجنب النظر إليها حتي لا تري قلقه في عيناه : صباح الخير 

قالت بابتسامه خرجت من بين شقاق عقلها وقلبها شعرت بها وعبرت عنها بينما لم يترك جوارها ولن يفعل هذا هو اليقين الذي تدركه جيدا مهما حدث بينهم 

: صباح النور 

قال وهو مازال محتفظ بجمود ملامحه : عامله ايه دلوقتي !

قالت بايماءه من راسها : الحمد لله....وانت 

قال وهو يتظاهر بالقوة : الحمد لله 

ساد الصمت بينهم والذي تجرأت وقطعته تفرج عن أحساسها بالذنب : انا اسفه يا هادي ...مكنتش اقصد انا ....قاطعها هادي بهدوء وسماحه بعيده كل البعد عن جرح قلبه منها : انتي مقولتيش حاجه غلط عشان تتاسفي ....هز رأسه وتابع : انا جاهل يعني انتي مقولتيش حاجه مش فيا 

توجع قلبها من إجابته بينما صعب عليها أن يتحدث هكذا وصعب عليها أن تشرح مبررها لذا لاذت بالصمت ! 

..............

.....


.....


مدت وداد يدها حول خصر سمر مجددا بينما تضع دبوس اخر وهي تشد حولها قماش فستانها الأبيض ليبدي قوامها الرشيق 

قالت سمر بخجل محبب : مش ضيق كده يا ابله وداد 

هزت وداد راسها قائله بينما تبحث بعيناها عن دبوس اخر : لا مش ضيق ...حلو اوي عليكي يا سماره 

نظرت سمر الي المرأه أمامها وقالت بخجل وهي تنظر لصدر الفستان المكشوف : مفتوح اوي ياابله وداد 

قالت وداد وهي تديرها ناحيتها : فين يا بت مفتوح ....ده مقفول خالص 

قالت سمر بخجل وهي تعض علي شفتيها : انا أصلي اول مره البس حاجه كده 

ضحكت وداد وقالت مشاكسه : امال بقي لما تلبسي الحاجات التانيه اللي جبتهالك هتقولي ايه 

قالت سمر بخجل : بس وحياتك يا ابله وداد بتكسف 

وبالفعل تشعر بخجل لم تشعر به سابقا بالرغم من أنها تزوجت وانجبت ثلاث اطفال إلا أن مشاعرها بتول مع ياسين ولاول مره تشعر بأنوثتها بينما اعتادت أن تكون مجرد وعاء بلا مشاعر أو احاسيس 

أشارت لها وداد قائله : امسكي كده علي ما ادخل اجيب دبوس تاني 

اومات سمر ووقفت مكانها بجانب البهو امام تلك المراه الكبيره لتري انعكاس صورتها بالمرأه وتلمع عيناها بالحمد علي العوض....لم تتخيل بيوم أن يكون نصيبها بتلك الحلاوة ....دارت حول نفسها تتطلع الي هذا الثوب الذي أصرت وداد علي شراءه لها وتولت تضبيط مقاسه بعد أن أصرت سمر خجلا علي شراء مقاس كبير 

شهقت سمر بفزع ما استمعت لصوت دوران المفتاح بقفل الباب الذي انفتح وطل منه ياسين بقامته المديده

تلفتت حولها بخجل وهي ترفع يدها حول كتفها بينما توقف ياسين مكانه وقد عاد باكرا بعد أن زار هادي صباحا 

اكلها بعيناه واستعذب خجلها بل استمتع برؤيتها تبحث عن ثقب بالأرض لتختفي به ولكن لم تدوم متعته طويلا بينما قطعتها وداد التي عادت وتفاجئت بعوده أخيها وفورا وبخته : دير وشك يا ياسين مينفعش تشوف العروسه بالفستان الا ليله الدخله 

تجاهل حديث أخته بينما بقيت عيناه معلقه بسمر التي احتقن وجهها بحمره الخجل 

وكزت وداد أخيها : ياسين وبعدها لك 

قال بغزل : وبعدها لك انتي يا وداد ...عاوزه تحرميني ليه من اني امتع عيني بعروستي 

ضحكت وداد بينما شقهت سمر وبخجل أسرعت تهتف بوداد وهي تدخل لأول غرفه : بعد اذنك يا أبله وداد 

اومات لها وداد التي استدارت تجاه أخيها قائله : انت رجعت بدري ليه ؟

أخبرها لتقول : لا حول ولا قوه الا بالله وهو عامل ايه 

قال ياسين : بخير 

قالت بفضول : ايه اللي حصل ؟

هز كتفه قائلا : مسألتش ...اهو المهم أنه بخير 

أدار رأسه حوله وسألها : امال العيال فين ؟!

قالت بابتسامه : ورا في الجنينه بيلعبوا وانا قولت اضبط الفستان مع سمر ...غمزت له وتابعت : فاضل كام يوم علي الفرح 

قال ياسين بامتعاض : هناجله يومين ولا حاجه 

شهقت وداد : ليه ؟! 

قال ياسين : الأصول يا وداد ...هادي يقوم بالسلامه بعدها نعمل الفرح 

...............

.....

كانت دموع صديقه تنزلق فوق وجهها بحسره كل ما جففتها بطرف طرحتها عادت لتنزلق من جديد بينما احسان كانت صامته بوجه جامد ... أغلقت حول جسدها تلك العباءه السوداء التي اعطتها لها أحدي الممرضات لتعض علي شفتيها من الالم الذي شعرت به وهي تنحني ولكنها لم تبدي اي وجع أو الم أو بكاء فقط بقيت واقفه بصمت استغربته والدتها التي قالت بكمد : شوفتي اخرتها يا احسان ...قبل أن تكمل صديقه الحديث الذي عادته مرارا وتكرارا كانت احسان تزجرها بجمود : بزياده يا امه اخرتها زي أولها وهو يعني أنا كنت ايه وبقيت ايه ..! 

نظرت لها صديقه بامتعاض : ما انتيش ندمانه 

هتفت احسان بغل : ندمانه اني مغرزتش السكينه في قلبه من اول يوم وخلصت منه 

ضربت صديقه صدرها : يابوي عليكي لسه في قلبك سواد 

هتفت احسان بغل شديد : طول عمره السواد في قلبي من اللي عيشته 

أشارت إلي والدتها وتابعت بجمود : يلا خلينا نمشي من هنا !

اومات صديقه وسارت في أثر ابنتها تجر أذيال الحسره لتجد احسان امامها أحد العساكر : البيه الضابط عاوزك في النقطه يا ست احسان 

نظرت له احسان باستفهام ليتابع : يلا معايا وبلاش لكاعه 

قالت له صديقه : طيب براحه عليها ياابني دي لسه قايمه من تعب !


......

...

اعتدل هادي ما أن رأي وصال تدخل إليه ليقول بقلق : قومتي ليه ؟!

قالت وصال وهي تهز كتفها : انا بقيت كويسه الحمد لله 

وافقها الطبيب الذي اتي خلفها وهو يشير إلي هادي : أيوة يا هادي الدكتورة بقت كويسه يعني ياريت مشوفكش تاني قايم من سريرك 

قال هادي وهو يجلس مستندا الي ذراعه : مش هتشوفني تاني يا دكتور 

نظر له الطبيب ليتابع هادي بإصرار : انا عاوز اطلع من المستشفي زي ما قولتلك 

هز الطبيب رأسه كما فعلت وصال ولكن الجدل لم يوصلهم لشيء ليتنهد الطبيب قائلا بعتاب : خلاص زهقت مني يا هادي 

هز هادي رأسه وقال بصدق : بالعكس يا دكتور وربنا العالم بس انا مش مرتاح وعاوز اطلع من المستشفي خليني براحتي 

أمام إصراره قال الطبيب : مش هقدر اغصب عليك وبرضه مش هقدر اوافق الا بس لوجود الدكتورة جنبك ...التفت لها وتابع يمليها التعليمات المشدده : مش محتاج اشدد عليكي يا دكتورة اكتر من كده 

اومات وصال : حاضر يا دكتور 

: انا هسيبك تطلع من المستشفي يا هادي بس مش هتقوم من السرير الا للضرورة وتنام علي جنبك وطبعا مفيش شغل قبل اسبوعين والدكتورة هتتولي مواعيد ادويتك وغياب الجرح 

نظر له هادي بامتعاض ليتابع الطبيب : لو هتسمع كلامي هكتب ليك خروج وعلي مسؤوليتك كمان 

غير كده لا 

اوما هادي متنهدا براحه بينما هذا هو افضل حل بعد قلقه عليها ببقاءها في المشفي !! 

........


اتسعت عيون ساميه بهلع بينما تستمع الي تلك الاتهامات التي أصرت عليها احسان وواجهها الضابط بها لتهتف بقهر ممزوج بعدم التصديق : انتي ايه يا شيخه شر ماشي علي الأرض ...انا عملت فيكي كده 

قالت احسان وهي تنظر إلي الضابط بعيون قويه دون أن ترأف بحاله ساميه : أيوة يا حضره الضابط ...ضحكت عليا وانا مفهمش حاجه ... كانت بتديني العلاج وانا فاكره علاج اتاريه زي ما الدكتورة قالت سقطني 

ضربت ساميه وجهها وهتفت بقهر : محصلش يا حضره الضابط ...نظرت إلي احسان وتابعت : حرام عليكي انا عندي عيال ملهمش غيري ...حرام عليكي قولي الحق 

نظرت احسان الي الضابط وأصرت علي كل ما قالته : ده اللي حصل يا حضره الضابط 

حك الضابط ذقنه بينما ليس أمامه إلا اعتراف احسان علي ساميه بعدما أكد عوض حارس الأمن بالوحده الصحيه أنها كانت تتردد عليها وتقرير الطبيبه والذي لا يؤكد أو ينفي اسباب وفي النهايه النتيجه واحده وإحسان تريد أن تنتقم من اي احد لخسارتها ولم اجد أمامها إلا ساميه التي توسلتها : حرام عليكي يا احسان ...قولي الحق 

قالت احسان بجمود وهي تبعد يد ساميه عنها : هي سيره ما انا قولت اللي عندي 

اوما الضابط ليشير للعسكري: خدها يا عسكري وانتي ياا ست احسان امضي علي اقوالك 

هتفت احسان بسخريه : ببصم يا بيه...!

........

....

تباطأت خطوات صديقه التي خرجت برفقه احسان من نقطه الشرطه واستمعت إليها بشماته تهتف : بنت ال ** 

قالت صديقه بعتاب : ليه يا بتي كده ....حرام 

هتفت احسان دون أن يرف لها جفن : حرمت عليها عيشتها ...لو كانت لحقتني بالحقنه مكانش حصل كل ده ....هتفت بها صديقه بامتعاض : يابتي انتي لسه هتكذبي علي نفسك 

التفتت احسان الي والدتها وهتفت بها بقسوة : بقولك ايه يا امه بزياده وخليني اروح اتخمد اياكش انام مصحاش 

بقلب ام هتفت صديقه وهي تتابع سيرها خلف احسان : بعد الشر عليكي 

.............

...

: كيفك يا هادي النهارده 

قال هادي بهدوء لدياب الكبير الذي دخل إليه : بخير يا حاج ....تعبت نفسك انا كنت طالع بكره 

قال دياب الكبير وهو يجذب مقعد ويجلس بجوار فراش هادي : تطلع بالسلامه ....نظر إليه وتابع : في كلمتين لازم اتكلمهم معاك ولازم نحط النقط علي الحروف 

اوما هادي قائلا : وماله يا حاج ...أامر 

قال دياب الكبير دون مقدمات : انا جيت علي حفيدتي عشانك بس ده لأجل عارف معزتها عندك 

ووقفتك قصادي ببلعها عشانها بس الموضوع طول وبقي ماسخ وعشان كده انا جاي أسألك ناوي علي ايه 

لم يجد هادي ما يقوله ليتولي دياب باقي الحديث : 

من سكوتك ده افهم انك انت مش عارف ناوي علي ايه 

قال هادي بأسي : 

انا ماليش نيه إلا أنها وابني ولا بنتي يبقوا جنبي 

خرجت نبرته منكسره بينما يتابع : بزياده يا حاج عمري اللي ضاع ...هي تعبت وانا تعبت ونفسي نرتاح بس مش عارف ازاي 

زم دياب الكبير شفتيه قائلا : يبقي تسيبني اتصرف 

قال هادي بانزعاج من مغزي كلمات دياب : هتعمل ايه يا حاج... بلاش تضايقها الله يرضي عنك 

هتف دياب الكبير باحتدام : هقولك نفس اللي قولته لاخوها ....مينفعش تسيب ليها الحبل علي الغارب 

قال هادي برفض : ولا ينفع أشد ...وصال مش بتيجي بكده ...قطع كلامه حينما انفتح الباب ليجد وصال التي ما أن رأت جدها حتي استدارت قائله وهي تنتوي المغادره : انا قولت اشوفك بس هاجي بعدين 

أوقفها جدها : استني يا وصال 

توقفت دون أن تلتفت ليشير لها جدها : تعالي انا بتكلم مع هادي والموضوع يخصك 

جلست علي مضض ليتابع دياب أيضا دون مراوغه : انا سألته ناوي علي ايه وقال القول قولك يعني الموضوع في ايدك 

جاش صدرها بالضغينه تجاه جدها وموقفها منه معروف فعادت لنقطه الصفر والتي تتلخص بعدم البقاء تحت سطوته وها هي بعناد تهتف : انا قولت قراري ...عاوزة اتطلق

غص حلق هادي من كلمتها التي تنطق بها كل مره وكل مره تكون حده نصلها بنفس الحده!!

كل ما مر لم يغير شيء وهذا ما أرادت وصال اخبارهم به حتي دون أن تفكر به ...فقط أنها لم ولن تتراجع مهما حدث أو سيحدث ...حاليا لا تعرف أن كان صواب أو خطأ فكل موقف يحتاج تقييم ولكنها تمسكت بقرارها دون أي تراجع أمام جدها الذي نظر إليها للحظه لتتفاجيء وصال بعدها به يقول بهدوء : حيث كده يبقي نافذ يا دكتورة 

هادي يرمي عليكي اليمين ودلوقتي 

اتسعت عيون هادي الذي لم يعد هناك خزلان لم يتجرعه منها ولكنه أيضا غير مستعد للتفريط بها ...فتح فمه باعتراض لاح علي ملامحه ليشير له دياب أن يصمت : يا حاج 

قاطعه دياب هاتفا : معادتش فيها كلام ...قالت لا وانت قولت القرار في أيدها .... ايه هتعمل ايه اكتر ؟!

غلت الدماء بعروق دياب أمام عنادها وازداد عناده هو أكثر ليهتف بهادي بتوبيخ : 

خلاص يابوي البنات علي قفا مين يشيل والف مين تتمناك مش هتستجديها اكتر من كده ...!

غص حلق هادي بينما كبرياءه أصبح يصرخ من فرط ما فرط به ...اشار له دياب الكبير وتابع بينما يتطلع الي وصال بتحدي : ارمي اليمين و لما تطلع بالسلامه نجيب المأذون ونشوف حقها كامل تاخده واهي في بيت جدها وعيلك اللي جاي هيتربي وسطنا وتشوفه وقت ما تحب 

هبت وصال واقفه وكأن لدغتها حيه بعد تلك الحقيقه التي لم تفكر بها : انا مش راجعه بيتك 

التفت لها دياب الكبير وضيق عيناه هاتفا : 

امال هتروحي فين عاد ؟!

قالت وهي تشيح بوجهها : هرجع بيت بابا 

زفر دياب الكبير هاتفا : اهو رجعنا للكلام الماسخ اللي يفور الدم 

معندناش كده وخلاص امرك هيبقي من ايد جوزك لايد جدك وكبيرك مفيش كلام تاني 

امتعضت كل ملامح وصال وثارت ثائرتها لتهتف بغضب : انا قراري في ايد نفسي انا مش صغيرة 

هتف دياب الكبير باحتدام وهو يقف أمامها : بس ليكي كبير وهتفضلي صغيره قدامه وكمان متطلقه وعلي ايدك عيل ازاي تقولي اعيش وحدي ....نظر دياب الكبير الي هادي الذي انهكه الصراع معها لتسامح لذا استسلم 

ليتابع : ايه يابوي والراجل ده مش من حقه يشوف عيله 

ولا عاوزة تهجي زي ابوكي وتحرميه منه 

تدخل هادي بينما رأي كم يضغط عليها جدها ومهما تفعل فهو لا يحتمل عليها نسمه هواء : يا حاج 

هتف دياب الكبير باحتدام يقاطعه : قولت خلاص يا هادي 

هز هادي رأسه قائلا : لا يا حاج مش خلاص لو سمحت خلينا نتفق انا وهي 

هتف دياب الكبير بسخط : بقالكم شهور متفقتوش 

هبت وصال واقفه واتجهت للباب بهروب من هذا الضغط ليوقفها جدها :استني هنا الكلام مخلصش 

هتفت بعناد :خلص 

هتف دياب الكبير بعناد أشد : مخلصش ومش همشي من هنا الا وانا راسي علي بر . ... عاوزة تتطلقي يطلقك وترجعي معايا ...مش عاوزة يبقي ترجعي علي بيت جوزك 

رأي هادي ما تعانيه من ضغط دياب العقلاني فهي يجب أن تأخذ قرار وتتحمل تبعاته ولكنه أشفق عليها بينما يجد الوقت غير مناسب بعد كل ما مرت به ليهتف بدياب الكبير : طيب ياحاج دياب لو تسمح سيبنا انا وهي نتفق 

زفر دياب الكبير لينظر له هادي بإصرار جعله يهتف : 

ماشي يا هادي معاك سواد الليل و بكره الصبح تكون عارفه طريقها أما بيت جدها أو بيت جوزها مفيش تاالت ! 

وضع عباءته علي كتفه وانصرف لتنظر وصال الي هادي وبعنفوان تصرخ به من فرط الضغط عليها : طبعا ده اتفاق من اتفاقكم عليا تاني ..ياتري اشتريت كلامه بكام المره دي عشان يحط ليا العقده في المنشار وفاكر انت وهو اني هسمع كلامكم 

زم هادي شفتيه واشاح بوجهه هاتفا : انا مش هرد عليكي !  

نظرت له وصال بسخط : عشان معندكش رد ....حصل ولا محصلش انكم اتفقتوا عليا قبل كده 

صاح هادي بانفعال : حصل وقولت واتاسفت بدل المره الف ....حصل وقولت عشان متبعديش عني ...حصل ومش هنعيد تاني كلام قولناه الف مره وكل مره تجرحيني اكتر وبرضه نارك مبردتش

نظرت له بغضب لا ينضب وهتفت بتحدي : ومش هيبرد!

اوما هادي ونظر هو الآخر لعيونها بقوة هاتفا بينما لاول مره اختار هو الآخر كبرياءه : براحتك ...انا عملت اللي عليا 

ابتلعت وصال بينما غرور الانثي بداخلها اهتز وكم كانت انثي اعتادت منه الدلال : يعني ايه ؟!

قال هادي بثبات : يعني انتي واخده الموضوع عناد وانا مش هعاند معاكي وهعملك اللي في راسك ....!

بس مش كده ...مش مناطحه يا وصال ..بالعقل 

هدأت نبرته بينما تابع بعقلانية : 

يا بنت الناس الكلام اخد وعطا مفيش كده وخلاص ..جدك عنده حق ...محدش هيقبل يسيبك وحدك لا أنا ولا اخوكي ولا جدك ولا حتي امك .... هتخسري لو فضلتي تعاندي الكل 

هتفت به رافضه أن تعترف بانه محق : اخسر ايه اكتر من اللي خسرته ....يا ريتني ما رجعت ملعون اليوم اللي رجعت فيه 

غص حلقه وغلبه عتابه : للدرجه دي ... بتلعني اليوم اللي اجتمعنا فيه بعد سنين فراق 

قالت بخزلان : كان كله كدب 

هز رأسه وقال بعتاب ابتلعه سريعا : مش كدب ومش هنجادل تاني عشان اي جدال  معاكي مش هيجيب اخر .... ! 

نظر لها وتابع باحتدام : 

انا قولت القول قولك بس قولي كلام العقل 

هتفت باستنكار : اي عقل 

قال هادي بعقلانية : انك مينفعش تحرميني من ابني

قالت برفض : مش هحرمك منه 

قال هادي بأسي : هيبقي بيني وبينه ساعات وكل مره هتكبر المسافه وانتي اكتر واحده حاسه باللي بقوله حرام تخلي ابنك يعيشه ويتحرم من أبوه 

تلاقت نظراتهم لتنهار حصون قوتها الزائفه بينما يشدد علي وجيعتها ويتخذها سببا لتخرج نبرتها محمله بانهيارها وهي توليه ظهرها حتي لا تبكي أمامه  :  انت عاوز ايه مني مش كفايه كل اللي عملته ...انا تعبت 

تنهد هادي ونظر إليها برفق شديد وهو يقوم من مكانه ويتجه إليها وقال بإستسلام يلامس القلب وهو يمسك بكتفها ويديرها إليه ناظرا إلي عيونها التي كبحت بداخلها دموعها : كفايه يا بت الناس والله كفايه انا اكتفيت 

وتعبت اكتر منك 

اقشعر جسدها من لمسته التي لامست قلبها الذي تعب من كل هذا ولا يريد شيء إلا الكفايه لتزداد ضربات قلبها اكثر واكثر ويهفو إليه صارخا بها أن تكتفي من عقلها بينما رفع هادي كلتا يديه ووضعهم حول وجهها ونظر الي عيونها وقال بحنان شديد :  هعملك اللي يريحك يا شهد العسل حتي لو راحتك فيها تعبي !!

أغمضت عيناها وخرجت من بين شفتيها تنهيده بينما تابع هادي : فكري وشوفي انتي عاوزة ايه وانا هعمله ! 

  ..........

  ..

نظرت وصال الي دياب الذي أخبرته بكل ما حدث وقد تعبت من الوقوف بين عقلها وقلبها لذا لجأت الي أخيها لعله يدلها علي الطريق الذي يدركه قلبها ويرفضه عقلها ويعرفه عقلها ويرفضه قلبها الخائن الذي مازال يهفو إليه 

: عاوزة رايي يا وصال 

قالت وصال دون أن تنسي كلمات عقلها الذي يأبي التراجع : 

امال بكلمك ليه بعد اللي عملته 

هز دياب رأسه بإستسلام وقال ضاحكا : يابوي علي قلبك يا وصال 

تنهدت وصال قائله : 

ياريت كان قلبي 

ده عقلي اللي هحس اني خونت نفسي لو رجعت في قراري 

قالت الحقيقه دون مراوغه ليقول دياب موافقا : هو ده مربط الفرس 

... انتي عاوزة تسامحي بس عقلك واقف قصادك  تنهد وتابع : نفس عناد ابوكي 

قالت وصال باتهام : وابوك انت كمان ....اه يا دياب جايز اكون عاوزة انسي وابدء من جديد واعيش مبسوطه زي اي انسان بس عقلي مش قادره عليه وعقلي صح مش كل الغلطات تتغفر وانتوا غلطكوا في حقي كبير 

قال دياب وهو يزم شفتيه : وبرضه اللي عملناه عشان تسامحي في الغلط كبير ...يا وصال بزياده وارضي بنصيبك ....انتي اتلسعتي من نار البعد حرام عيلك يعيش نفس النار دي 

انفجرت به وصال بعصبيه : انت هتعمل زيهم وتاخد حملي ضدي ...كلكم بتضغطوا عليا 

هبت واقفه ليمسك دياب بيدها ويقول برفق : حقك عليا ....خلاص اقعدي وكملي كلامك 

قالت وصال وهي تشيح بوجهها : معنديش كلام تاني ....تنهدت وتابعت : 

الاصول والعشره تخليني افضل جنبه في محنته يقوم علي رجله وبعدها ينفذ وعده ليا 

نظر لها دياب باستفهام : 

قصدك هترجعي معاه 

اومات وصال قائله : لازم اكون معاه ...تابعت بتهرب : وعدت الدكتور وامه ست كبيره مش هتعرف تهتم بيه 

اوما دياب بينما يدرك أن هذا حل وسط بين عقلها وقلبها لحين أن يرفع أحدهم رايه الاستسلام ...فليكن الحل الوسط 

: عين العقل يا وصال ...اصيله ! 

.........

...

عقد عليوة حاجبيه ما أن فتح الباب وراي احسان أمامه ليهدر بغضب : ايه اللي جابك هنا يا وش الفقر يا جلابه المصايب 

تدخلت صديقه قائله برجاء : هتروح فين بس يا عليوه ...البت هتقع من طولها دخلنا الله يرضي عنك 

هتف عليوة بحنق بينما مازال جسده يؤلمه من الضرب الذي أخذه هو وابنه الراقد بالداخل من رجال زين 

: الله ياخدكم انتوا الاتنين ...غوري يا وليه 

قالت صديقه برجاء : نروح فين بس ....دي بتك 

هتف عليوة بسخط : معادش ليا عيال ...غوري بدل ما تجيب رجلي تاني في مصيبتها ولا فاكره أهل هادي هيسكتوا عاد 

صفق الباب لتنظر صديقه الي احسان التي وقفت تستمع لكل هذا بنفس الوجه الجامد ولم تعقب 

: هنروح فين يااحسان ؟!

قالت احسان وهي تتظاهر بالقوة رافضه الانهزام : اي مكان يا امه ....نظرت إلي الذهب الذي مازالت ترتديه وقالت : لسه معايا دهبي 

خطت صديقه بجوار ابنتها خطوتين فقط من أمام المنزل لتتوقف بعدها بينما اتسعت عيون احسان بصدمه ممزوجه بعدم الفهم حينما وجدت ذلك العسكري امامها يمسك بذراعها  : في ايه ...انا عملت ايه ؟!

قال العسكري باقتضاب : أوامر الباشا الضابط ...قدامي علي النقطه 

قالت احسان وهي تهز راسها : انا معملتش حاجه وقولت خلاص اقوالي علي اللي ساميه عملته فيا 

قال العسكري وهو يقبض علي ذراعها :  ساميه مين  ....انتي متهمه بمحاوله قتل هادي الغزالي !

.........

....

أطلقت حميده زغرودة قويه تردد صداها بارجاء المشفي بينما زف إليها نعمان خبر خروج هادي الوشيك 

لتهتف سريعا : طيب يلا يا نعمان رجعني البيت بسرعه لأجل ما اعمله كل الاكل اللي بيحبه ده هفت من أكل المستشفي 

قال نعمان يوافقها: حاضر يا حميده ... !

نظرت وصال الي ذهاب حميده برفقه نعمان وزمت شفتيها بحنق ثم اتجهت الي غرفه هادي الذي كان يجهز نفسه للذهاب لتهتف به 

: انت رايح فين ؟

ترك هادي عباءته التي كان للتو يحاول بصعوبه رفع يده ليضعها حول كتفه والتفت إليها بدهشه قائلا : مروح !

اومات وصال التي لم يفهم سبب وقفتها المتحفزة وهي تقول : أيوة مروح فين ؟!...اعتقد انك ملحقتش تنسي تعليمات الدكتور ووعدي له اني هنفذها 

ازدادت عقده حاجبيه بينما مازال لا يفهم وهاهي تتابع بحنق وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : اوعي تكون فاكر اني هدخل تاني بيت والدتك لأي سبب من الأسباب 

قال هادي باستغراب بينما مازال لا يفهم : انا مقولتش ادخليه

زفرت وصال بحنق هاتفه : ازاي مش هدخله وانت رايح هناك والمفروض اني اهتم بيك لغايه ما تخف ...ابتلعت واستدركت : يعني زي ما الدكتور قال 

فهم هادي ليهز رأسه ويقول ببساطه يعفيها من الحرج : لا يابت الناس متشغليش بالك 

عقدت حاجبيها وسألته باستنكار : يعني ايه مشغلش بالي ؟

قال هادي بتمهل وهو يبعد عيناه عن عيونها ويعود ليحاول أن ينحني ويلتقط عباءته : يعني انتي مش ملزمه بخدمتي وانا وعدتك اني مش هضايقك ولا افرض عليكي حاجه ...مشتغليش بالك وارجعي بيتك 

زمت وصال شفتيها بحنق هاتفه : انا مش متضايقه وبعدين انا وعدت الدكتور اني اهتم بيك وده الطبيعي يعني مش مجبره ولا مفروض عليا 

تنهد هادي قائلا بينما مازال يبعد عيناه عن عيناها ليلوح الالم في عيناه وهو يحاول رفع يداه ليضع عباءته حول كتفه : اهتمي بنفسك وباللي في بطنك انتي مش ناقصه تعب 

اتجهت له وصال بحنق ودون مقدمات جذبت العباءه من يده واستدارت لتقف خلفه وتضعها حول كتفه وهي تهتف : مش تعبانه ومش هتخالف كلامي وهتسمعه لغايه ما تخف 

التفت لها لتنظر له بهيمنه وتتابع : انت هترجع معايا البيت !

..........

....


حاول هادي أن يستند الي اطار باب السياره التي أوقفها دياب أمام المنزل لينزل ولكن دياب بسرعه كان يخطو ناحيته ويمد له ذراعه قائلا بأخوه : أسند عليا يا هادي 

قال هادي وهو يضغط علي نفسه : انا كويس يا دياب ...تشكر علي تعبك 

نظر له دياب بعتاب قائلا : تعب ايه عيب عليك يا راجل ...يلا أسند عليا 

التفت كلاهما الي وصال التي أغلقت باب السياره الخلفي بعد أن نزلت منه قائله بنبره أمره : اسمع كلام دياب لو سمحت 

نظر له دياب بغمزة مشاكسه هامسا: اسمع الكلام يابوي وخلي يومنا يعدي 

ابتسمت وصال بسيطره بينما تسبقهم الي الداخل ليسند دياب هادي ويتبعها وقلبه يتراقص داخل ضلوعه بينما علي استحياء مجددا أخبره أن هناك امل ! 

.......

.....

عقدت حميده حاجبيها باستفهام : فين هادي يا نعمان ...ضربت صدرها بيدها بهلع: هو تعبان وانت مخبي عليا 

هز نعمان رأسه وقال ببساطه : وهخبي عليكي ليه ياأم هادي ....طلع بالسلامه وراح بيته 

نظرت له حميده بعدم فهم للحظه قبل أن تبتسم قائله : يعني خلاص معادتش هتطلق 

هز نعمان كتفه قائلا : ميخصناش اللي بين الراجل ومراته ...الخلاصه أن ابنك رجع بيته بالسلامه 

قالت حميده سريعا بلهفه : طيب انا ...انا رايحه له 

أوقفها نعمان قائلا بتحذير : تروحي زياره يا حميده ...شدد وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : زياره خفيفه من غير شكل مع مراته ولا معاه 

قالت حميده ببراءه: انا يا اخويا بتشاكل ...

نظر لها نعمان بمكر بطرف عيناه : حميده !!

هزت راسها قائله بمراوغه : اهو خلاص بقي يااخويا القديم راح لحاله ومن دلوقتي مفيش بيني وبينها إلا كل خير 

اوما لها نعمان قائلا : هنشوف يا حميده ماهو اصل الطبع غلاب !

.......

انفلت تأوه من بين شفاه هادي بينما يساعده دياب ليتوسد الفراش لتسرع وصال تساعد أخيها وهي تسأله : حاسس بأيه 

قال هادي دون أن يبدي اي الم : كويس تشكروا 

اعتدل دياب واقفا ونظر الي هادي قائلا : حمد الله على سلامتك يا هادي نورت بيتك 

ابتسم له هادي قائلا بامتنان: تشكر ياابن الأصول ..تعبتك 

هز دياب رأسه وربت علي كتف هادي قائلا : متقولش كده 

التفت الي أخته وقال برفق وهو يضع يده علي كتفها : يلزمك حاجه 

هزت راسها ليقول : طيب بالاذن انا 

هتف هادي بتهذيب : علي فين يا دياب ما انت قاعد 

هز دياب رأسه قائلا : لا اسيبك ترتاح وأشوف انا مصالحي 

استدار ليغادر ولكنه توقف والتفت الي أخته وهادي قائلا : بالحق ....ارتسمت السعاده بمقلتيه وهو يتابع : بهيه حامل 

اتسعت عيون وصال وتسمرت مكانها بينما الابتسامه شقت طريقها الي وجهها بعد أن فاضت من قلبها وهي تسرع الي أخيها تحتضنه ؛ مبروك يا دياب .. الف مبروك 

استند هادي الي ذراعه ليقوم تجاه دياب الذي قال سريعا : متقومش يا هادي 

قال هادي وهو يحتضنه باخوه : الف مبروك يا اخويا ..يتربي في عزك 

.............

....

بعد ذهاب دياب وقفت وصال تتطلع إليه بينما تمدد علي جانبه ووضع أحدي ذراعيه اسفل رأسه لتساله وصال : محتاج حاجه 

هز رأسه وقال بامتنان : تشكري يا وصال ...ارتاحي انتي تعبتي 

بالفعل تحتاج لأن ترتاح لذا اتجهت الي الخزانه بجانب الغرفه وأخرجت لنفسها ملابس واخذتها واتجهت الي الباب قائله : انا هاخد دوش بسرعه وارجعلك 

قال هادي بهدوء : براحتك ..انا هنام 

علقت ملابسها بالحمام ولكنها لم تكد تبدء تخلع ما ترتديه حتي تعالي رنين جرس الباب الذي ما أن فتحته حتي تعالت زغاريد حميده وملئت أرجاء المنزل 

: حمد الله على سلامتك يا حبيبي ...نورت بيتك 

ابتسم هادي لها وحاول أن يعتدل جالسا قائلا : تسلمي يا امه 

أوقفته حميده قائله : متتحركش 

ربتت علي يده وجلست علي طرف الفراش بجواره قائله : انا اهو قاعده جنبك وكلها شويه وهمشي 

قالت وصال بتهذيب : لا يا طنط خليكي معاه .... ثواني هعمل شاي 

اوقفتها حميده لأول مره بمراعاة : لا يا بتي متتعبيش نفسك 

نظرت لها وصال والي تغير نبرتها ليس من الآن ولكن منذ وجودهم بالمشفي لتخبر نفسها ولما تهتم هي بكل الاحوال بضع ايام وستغادر الجميع 

همست حميده الي هادي بمشاكسه بعد أن ارتشفت القليل من الشاي الذي وضعته وصال امامها وانصرفت 

: الشاي خفيف ...نظر لها هادي بطرف عيناه لتقول حميده باستدراك : ابقي اعلمها ازاي تعمل الشاي الصعيدي 

قال هادي بتحذير : امه الله يرضي عنك مش عاوزة شكل 

قالت حميده ضاحكه : بهزر معاك يا قلب امك ...اضحك بقي وكفايه النكد اللي كنا فيه 

تنهدت وتابعت : ياااه يا هادي ده انا قلبي بيفط من صدري كل ما افتكر اللي حصل 

ربت هادي علي كتفها بحنان قائلا : الحمد لله 


..........

....

رتبت وصال الادويه بجوار هادي الذي كانت عيناه تتابعها بكل حركه مهما حاولت تجاهلها والتعامل بعفويه فهي هنا بمهمه محدده ...اتجهت ناحيته قائله بينما ترفع الحقنه التي جهزتها : يلا 

رفع هادي كم جلبابه ومد لها ذراعه لتحمحم وصال وترفع حاجبها قائله : ايه ده ؟! انا مش عاوزة دراعك 

قال هادي بتوجس: امال عاوزة ايه ؟!

نظرت وصال الي حيث يجب أن يأخذ الحقنه ولم تستطيع تمالك ضحكتها مهما عضت علي شفتيها بينما 

قال هادي بانزعاج : يلا ايه ...لا لا انا محبش الحقن

قالت وصال وهي تهز كتفها : متخافش ايدي خفيفه 

هز رأسه قائلا : انا مبخافش .

قالت وصال وهي تتظاهر بالضيق : يبقي لف عشان تاخد الحقنه طالما مش خايف 

قال هادي بمراوغه : هاتيها في دراعي وخلاص يا وصال مش عيل صغير انا هاخد حقنه في ....قطع كلماته بينما ضحكت وصال مطولا : هو ايه اللي هاتيها في دراعي ...دي حقنه عضل 

نظر لها بينما استخدمت سطوتها وهي تتابع بنبره أمره : يلا بقي يا هادي 

عض علي شفتيه بينما تغرس الحقنه به بعدها بعفويه ربنا علي ظهره : بالشفا

فلتغرس به الف حقنه طالما تلك هي المكافاه هكذا أخبر نفسه بقلب غر لا يعرف إلا الوقوع بحبها كل مره !

لا ينكر أنه استعذب اهتمامها به بينما مدت أناملها الرقيقه تجاه شفتيه تعطيه حبات الدواء وتقرب منه كوب الماء 

ازدادت دقات قلبه بينما لامست يدها ضهره وهي تبدل له الضمادات فرحب هادي بهذا القرب بينما هي نشب بداخلها الخوف من قلبها الذي كان مرحب مثله بهذا القرب ...! 

حركت وصال الملعقه الخشبيه داخل الوعاء بشرود في كل ما مر عليها أو بالاحري عليهم ... تخبر نفسها أن كل هذا سينتهي بعد بضعة أيام ...هو مريض وهي تهتم به وهي نفسها بحاجه لان تستجمع نفسها وتعرف كيف ستقف خلف قرارها بالرغم من انف جدها 

معها أخيها ومعها وعد هادي لذا لن تلتفت الي اي كلام مما قاله جدها .. ستعود الي منزل ابيها وتمحي تلك الفتره من حياتها اخذت تفكر وترتب وهي مازالت واقفه أمام الموقد تعاكس ساقيها كل منهم خلف الأخري بينما ارتدت فستان منزلي رقيق به نقوش زاهيه ورفعت شعرها للاعلي هربا من الحراره التي شعرت بها زائده ....!   

شهقت وصال بفزغ ما أن أتاها صوته من خلفها والذي امتزج بانفاسه الساخنه والتي جعلت تلك الحراره تدفق بعروقها .....كان صوته هاديء كحال خطواته التي تسلل بها من خلفها حينما لمح شرودها 

: بتعملي ايه ؟! 

داعبت أنفاسه الساخنه بشرتها ما أن التفتت تجاهه لتجد وجهها أمام وجهه بينما أحاطت يداه بخصرها بحركه عفويه حينما اجفلت ليهدئها قائلا : متخافيش ده انا 

قالت وصال بتعلثم وهي تضع يدها فوق يده تبعدها عن خصرها ....انت ..انت قومت ليه 

قال هادي بينما ابعد يداه ولكنه تمسك بوقفته امامها لا تفصله عنها إلا خطوه واحده  : قولت اقوم اطمن عليكي 

بعفويه أمسكت وصال بذراعيه قائله : انا كويسه ...تعالي ارجع السرير 

تظاهر بالألم حينما رأي القلق في عيناها وكم 

استعذب لمستها كما استعذب قلبه قربها بينما رفعت يده لتضعها حول كتفها لتسنده ولكن الواقع أنه كان يضمها تحت ذراعه لا يستند إليها بينما حمل ساقيه بكل وزنه ولم يحمل عليها ثقله 

قشعريرة تظاهرت وصال بتجاهلها من هذا القرب الذي هفا إليه قلبها فلم تبتعد عن ذارعه التي تكتنفها وتظاهرت بأنها تسنده الي أن وصلت به الي الفراش الوثير ليزداد اشتباك أنفاسهم وهي تميل فوقه لتعدل من وضعه وهادي مستسلم الي قربها المهلك الذي اشتاق اليه كثيرا 

فتمادي في التمثيل ليزداد قربها منه 

استندت وصال بركبتها الي الفراش وانحنت فوقه أكثر لتسكره ويغيب عقله بقربها ...كلاهما منهك من البعد وكلاهما يتمني القرب ولكن عقلها لن يتركها تستلم ولا كبريائه سيسمح له لذا استغل كل منهما الوضع اسفل عنوان أنها فقط تهتم به وأنه بحاجه لها لانه مريض !

تنفس أنفاسها حينما سألته بينما ماوالت منحنيه فوقه تعدل الوساده من خلفه : مرتاح كده 

صرخ قلبه أن راحته بقربها ولكن لم يقل لسانه شيء ليهز رأسه ...تعلثمت وصال حينما شعرت بارتداد أنفاسه لتتراجع قائله : ثواني وهجيب ليك العشا 

قال بابتسامه هادئه : تعبتك يا بنت الاصول 

قالت بابتسامه مماثله : متعبتش ....وكالعادة لا ينسي ابدا عقلها التواجد لتتابع وهي تتظاهر بالبرود : ده واجبي !

زفر هادي في أثرها هاتفا بحنق من بين أسنانه : يابوي ....ده لو حجر كان لان يابت الدكتور !

..........

...

قرب مجددا واهتمام أكثر وهاويه محببه ينزلق بها كلاهما وهي تطعمه بيدها وتلك الكلمات تدور بينهم تاره مزاح وتاره مشاكسه ليدق ناقوس الخطر بعقل وصال يسألها أن تضع حدود ..... رفعت نفسها علي أطراف أصابعها ليعقد هادي حاجبيه باستفهام بينما تمد يدها الي الرف العلوي للخزانه...هم بأن يقوم ليساعدها لتوقفه بينما جذبت بأطراف أصابعها ذلك الغطاء الذي سقط عليها : خليك خلاص جبته 

نظر لها بعدم فهم لتقول وهي تجذب وساده من جواره : باخد غطا عشان أنام 

نظر لها باستفهام بينما القي نظره الي جواره : تنامي فين ؟

احتضنت وصال بين ذراعيها الوساده والغطاء وقالت بسماجه متعمده: اكيد مش هنام جنبك وهطلع انام علي الكنبه بره

رفع هادي حاجبه وقال معلقا هو الآخر بسماجه: ومتناميش جنبي ليه ...هعضك بليل 

هزت راسها ونظرت الي مكر نظراته بينما يتابع بعبث وهي يشير إلي جراحه : تعالي نامي يا وصال ومتخافيش ...اصلا مفيش مني خوف وانا متربط ومش قادر اتحرك 

قالت وصال بعناد : مش بخاف وحتي لو مش متربط انا مبخافش منك 

ضحك هادي قائلا بغمزه شقيه : امال خايفه تيجي تنامي جنبي ليه 

قالت وصال وهي تهز كتفها : اصلي برفس وانا نايمه واخاف عليك 

قال هادي متبرطما : قلبك عليا اوي 

مرر يداه علي لحيته بغيظ وتبرطم أكثر بينما تركت له الغرفه : ااه من قساوتك ياللي قلبي مش بيتنفس الا معاكي ...اعملي اكتر من كده راضي !

أغمضت وصال عيناها بينما زادت من احتضان الوساده وهي واقفه بجوار باب الغرفه تستمع بغرور يتبختر الي كلماته ولكن ماهي الا لحظات وزجرها عقلها لتعود الي رشدها !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !