اقتباس من بساط السعاده

0


 نظر عبد الباسط الي دياب وتنهد قائلا : انت عارف اني بعتبرك ولدي وعشان كده قولت اخد رايك

تنهد مجددا وتابع بحيره واضحه : ابن عياد شبهنا ..ابوه تاجر زي ابوها وعايشين وسطنا وعارفينهم وعارفينا وبرضه مش هكذب عليك ...اهو لما اموت هتلاقي اللي ياخد باله من حالها ومالها 

قال هادي برفق : بعد الشر عليك يا حاج 

ابتسم عبد الباسط وقال بسماحه: دي سنه الحياه يا ولدي وانا مش هعيش ليها العمر كله ومسيرها تورثني وجوزها هيكون في أيده مالها 

هز كتفه وتابع : الواد التاني بقي متعلم ومتعلم علام عالي وعايش في مصر وعيلته زيه مش شبهنا ...نظر إلي هادي وتابع : ماهو انت عارف عوايدنا منين ما البت تشد شويه بنقول كفايه علام وامها عملت كده وقالت كفايه علام وخليها تقعد تتعلم شغل البيت وانا خايف في يوم من الايام يتكبر عليها ولا يكسر نفسها بكلمه هو ولا حد من عيلته

نظر عبد الباسط الي هادي وسأله : فاهمني يا هادي 

لاحت علي جانب شفاه هادي ابتسامه مريرة وهز رأسه بينما هو أكثر من يفمه ولا يفهمه فقط بل هو عايش نفس الموقف مع والد وصال

هز عبد الباسط كتفه وتابع : انا لو سألتني اقولك اني ميال لابن عياد اهو اتسند عليه ويشوف مصالحي بس برضه انا معاوزش اغصب البت علي حاجه ومصلحتها وراحتها عندي اهم حاجه ... وانا بيني وبينك حاسس انها مياله للواد التاني 

هز رأسه وتابع : اه هي قالت بلسانها اللي تشوفه يا ابويا بس انا شايف في عينيها أنها مياله له وده حقها طالما في حدود الأدب أنها تقول رأيها دي حياتها برضه 

ابتسم هادي قائلا : الله يكرمك يا حاج ....تنهد بينما أن كان دياب الكبير عقلاني مثل عبد الباسط لكانت اشياء كثيره تغيرت 

 ليتابع بحيادية : لو عاوز رأيي يا حاج ... انت تشوف الاتنين وتقعد معاهم ....وتدي كل واحد فرصه 

ثقل صدره بينما تذكر موقف مهاب الرافض بحتا دون سماعه والذي كان أيضا سيغير أشياء كثيرة لو فقط استمع له 

: مش لازم نبقي شبه بعض عشان نتفاهم ..... جايز يكونوا مختلفين بس ربك يولف بين قلوبهم 

نظر عبد الباسط الي هادي وقال موافقا : يبقي هتقعد معايا ...ربت علي يده وتابع : انت زي ابني وفي مقام اخوها الكبير 



عقد هادي حاجبيه وكذلك فعلت المرأه التي فتحت الباب ليتراجع خطوة ويتأكد أنه في المكان الصحيح بينما تبادل كلاهما نظرات الاستفهام ليقول هادي وهو يحمحم بينما ارتفعت يداه بتلقائيه تجاه خصلات شعره الفاحمه والتي تخللتها بعض الشعيرات البيضاء ليجتذب نظر نانسي وتتساءل عمن يكون 

: هي ...هي وصال مش هنا ؟!

قالت نانسي ومازال السؤال في عيناها عمن يكون : اه ....حضرتك ...تركت جملتها مفتوحه ليقول هادي : انا ..انا هادي 

لا يعرف سبب اتساع عيون نانسي التي نقلت نظرها من أعلاه الي أسفله وهي تقول بدهشه واضحه بينما تشير الي الداخل : هادي ....هادي ازاي ...قصدي هادي جوز وصال 

اوما هادي  لتقول سريعا بتعلثم : طيب ....اتفضل ..ثواني هدخل اناديها 

التفتت وصال تجاه نانسي التي دخلت إليها مسرعه تقول : هادي برا 

اتسعت ابتسامه وصال التي ألقت نظره سريعا الي المرأه بينما تقول بلهفه واضحه : انا ...انا خلاص هحط الروج واكون خلصت 

أمسكت بقلم الحمره وأخذت تمرره علي شفتيها بعدم تركيز بينما طافت عيناها بانعكاس صورتها تراجع هيئتها 

: وصال 

التفتت وصال الي نانسي التي ضيقت عيناها هاتفه : انا في كلمتين واقفين في زوري وهقولهم 

اومات لها وصال لتهتف نانسي بغيظ : انا مش هقول الا منك لله انتي وابن عمك ....أشارت تجاه باب الغرفه وتابعت بحنق مشاكسه وصال : بقي هو ده اللي ماجد كان بيتكلم عنه ويقول ازاي عيشتي معاه ووافقتي تتجوزيه ...بقي هو ده يا وصال بذمتك 

يا مفتريه ده انا علي كلام ابن عمك فكرته خط الصعيد يطلع ده 

احكمت وصال شفتيها بينما تتظاهر بالبراءه وهي تسأل : قصدك ايه ...حلو مثلا 

رفعت نانسي حاجبها هاتفه بغيظ : مثلا !! 

انتي يا بنتي مش بتشوفي ...طيب بلاش ..مش بتحسي...برضه بلاش ...طيب مش بتفكري 

هزت راسها وضربت كف بالآخر : يا حبيتي في حاجه اسمها اشوف المميزات واقارنها بالعيوب .... ده انتي كلامك عن كل تصرفاته أنه مفيش فيه غلطه ومع ذلك ماسكه عليه غلطه ورافضه تسامحي فيها 

توقفت أمام وصال وتابعت : هو فيه حد يا وصال لاقي حنيه واحترام واحتواء وتفاهم .....ضحكت وتابعت : طيب اقولك خدي ابن عمك واديني الراجل الأربعيني الحليوة ده واهو انتي وابن عمك دكاتره زي بعض وانا بقي اشوف حالي مع المعلم المسكر اللي برا ده 

داعبت الغيره قلبها من مشاكسه نانسي والتي تدرك جيدا أنها مجرد مزاح يحمل رساله ولكن مهما حاولت تجاوزها إلا أنها طوال الطريق كلما نظرت إلي هادي ترددت في أذنها كلمات نانسي لتجد نفسها تمسك بورقه وقلم وتسطر مقارنه بين المميزات والعيوب ...توقف القلم وهي تفكر في العيوب ..ليست العيوب الظاهريه بل العيوب الجوهريه.....!

رفعت نانسي حاجبها وضحكت قبل أن تمسك بالقلم وتسطر كلمه واحده اسفل عنوان العيوب ( غشيم ) 

وضعت القلم ونظرت الي وصال بتحدي : ده عيبه الوحيد ...غشيم واختار طريق غلط معاكي غير كده انسي تلاقي عيب !!

ربنا يكتر من امثالك يا اخت نانسي 🤣 البنات نازلين فيا سلخ عشان خاطر هادي واهو لقي حد يقف في صفه 

فيه فوارق اجتماعيه وماديه وغيرها لازم نراعيها طبعا 

ولكل واحد في العلاقه دور أنه يكمل الناقص في نصفه التاني ..انا مش بقول التعليم مش عائق ولكن في حالات زي هادي ووصال مش هو عائقهم ...اختلاف التفكير واللي هادي بيحاول يحتويها فيه ولكن الموروثات اللي صعب تتغير زي دياب الكبير وزي مهجه المكتفيه بدور المشاهد ليها تأثير جانبي عميق طبعا ....ممكن اتنين متفاهمين جدا ولكن امه أو امها مش كده وطبعا طبعا ده له تأثير لو طرف من الاتنين سمح للاهل بالتدخل ...يعني الخلاصه التكافيء مطلوب ككل مش بس تعليم أو ماديات ...بالعكس لازم يكون فيه تكافيء أسري كمان وده مهم والأهم منه رغبه الاتنين أنهم يكملوا بعض عكس مهاب ومهجه اللي كانوا بيدورا علي عيوب بعض ....مستنيه رايكم وتوقعاتكم ومتنسوش فوت علي كل الفصول ولايك وسيبوا رايكم في تعليق لتتركوا ليا اثر بدل القراءه في صمت 

دمتم سالمين 





إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !