حكايات القيد الذهبي الحلقه الخامسه

0

هتف جاسر باحتدام : انا ميتلويش دراعي يا ماس 

اغتلت ملامح ماس وهتفت به : ايه دخل دراعك في كلامنا ولا كل حاجه عافيه 

اتسعت عيناه باستنكار بينما مر وقت طويل لم يواجه به تحديها له : انا جيت جنبك دلوقتي 

اومات له هاتفه : اه عشان احنا بنتكلم وانت قلبتها خناقه و بتدخل دراعك وتفرد عضلاتك وتعلي صوتك وتقولي انا ميتلويش دراعي انا مالي ومال دراعك انا عاوزة ..قاطعها هاتفا بنفاذ صبر : أيوة عاوزة ايه 

انفجرت به بصبر نافذ : عاوزة عقلك وقلبك اللي مبقوش معايا 

رمش باهدابه وقال باندفاع مستنكرا : امال مع مين ؟! 

انا كلي معاكي 

هتفت ماس باحتدام وهي تحاول أن تصوغ كل أحاسيسها حتي وان لم يكن معها دليل  : جسم بس إنما عقلك وقلبك معرفش فين .... قاعد معانا بس دايما دماغك مش معانا قلبك مبقاش يحس بيا ولا عقلك بقي يفهمني ويحتويني 

برفض تام أن يكون مخطيء لم يفكر ولو للحظه في كلماتها بل سرعان ما دفع بكل تلك التهم عن نفسه : كل ده ومش بحتويكي ....انا صابر صبر ايوب

وساكت 

وهل يكتفي بدفع التهم عن نفسه ...لا فهاهو يجب أن يلقيها عليها ليتابع بسخط : غضبتي وسبتي البيت  من غير سبب وانا بدل ما اخد منك موقف جيت زي البأف وراكي ....تابع بسخط أشد :  قاعده تقولي مش معايا ومش بتشيل معايا المسؤليه امال انا فين ؟! انا اللي بالرغم من كل اللي فوق دماغي بجيب الولاد من المدرسه عشان سيادتك بتتأخري في شغلك واللي بقدر عليه بعمله معاكي في اجازتي ومش مقصر معاكي ولا مع الولاد في حاجه ..عاوزة ايه تاني 

اتسعت عيناها ليس بدهشه اول مره فهي تعرف طبعه وتعرف أنه لن يعترف بخطأه وكانت تمرر وتمرر ولكن تلك المره شعرت بأنها تريد أن تدافع عن نفسها لتقول باستنكار : انت عشان مره ولا مرتين ساعدتني بقيت انا اللي بتأخر في شغلي وانت اللي شايل الولاد ....نظرت له بغضب شديد وتابعت ؛ ماهو ده دورك مش تفضل منك علي فكره انك تساعدني 

رفع حاجبه باستنكار وهتف ساخرا : دوري انا قايم بيه وزياده ....شوفي باقي الرجاله بتعمل ايه مع مراتاتها 

خرج من قلبها عتاب حار بينما كل ما إرادته منه أن يشعر بها فهم ليسوا في تحدي من يربح ومن يخسر : و اشوف ليه غيرك.....نظرت إليه وتابعت بحراره :  اشوفك انت ....انت الراجل الي حبيته واتجوزته والمفروض اني كمان الي حبيتها واتجوزتها وبيتنا وولادنا مسؤوليتنا احنا الاتنين ...مش مهم مين يعمل اكتر المهم يكون كل واحد بيعمل اللي يقدر عليه عشان التاني 

اوما لها هاتفا : جميل يبقي بنتخانق ليه ؟! 

هتفت ماس بحنق بينما عجزت عن إيصال مشاعرها له وهو رافض أن يفهمها وفقط يأخذ الموضوع اتهام  : عشان انت اتغيرت 

قال جاسر بحنق : وانتي كمان اتغيرتي 

اومات له باعتراف لم تجد في قلبها غضاضه بأن تعترف به : شيء طبيعي اتغير....كبرت ونضجت وانت كمان اتغيرت بس للاسوء وانا كمان مش هنكر ...انا بقيت بعدي كل تصرفاتك وانا مش راضيه و انت اتعودت علي كده 

زفر بحنق هاتفا : رجعنا تاني للكلام السخيف 

ازدادت عصبيته ليمسك ذراعها بقليل من القوة هاتفا : 

انا مش فاهم انتي عاوزة ايه ....بتلفي وتدوري علي ايه 

نظرت ماس الي قبضته التي اطبقت علي ذراعها ثم التفتت الي أطفالها الذين مازالوا يلهون أمامهم في الحديقه وقالت بعتاب : انا بلف وادور 

اوما لها هاتفا بغضب وهو يترك ذراعها  : أيوة ومش فاهم ولا عارف سبب الخناقه دي كلها ....كل ده عشان كلمه قولتها ...طيب يا ست الناضجة ما هو علي كلامك انا بقول وانتي بتعدي ايه اللي جد 

قالت ماس بتحدي بينما أخذ صمتها ضدها :  

اني مبقتش عاوزة او بمعني اصح قادره اعدي تعبت و اتضغطت فانفجرت 

صاح جاسر بحنق : في وشي 

قالت ماس وهي تشيح بوجهها : في وش اي حد بقي 

بس انت السبب 

انتفخ صدر جاسر بالغضب : تاني انا السبب ...انتي حافظه مش فاهمه ولا بتكرري اي كلام عشان موقفك ضعيف ومش لاقيه حاجه تقوليها ...قولي حاجه افهمها 

نظرت له بإحباط وهزت راسها هاتفه بتخلي : لا وعلي ايه اتعب نفسي.... افهم لوحدك .. رفعت عيناها اليه وتابعت بعتاب : مش انت بتفهم كل حاجه افهم لوحدك 

وضعت يدها علي مقبض باب السياره وفتحته ليمسك جاسر بذراعها : تعالي هنا رايحه فين 

قالت وهي تتنهد بثقل : هاخد الولاد مروحه 

ضيق عيناه ونظر لها بتوجس : مش فاهم ....!

نظرت له ماس بتحدي قررت أن تخوضه للنهايه : لا فاهم 

قال جاسر من بين أسنانه: مروحه بيت أهلك 

اومات له دون تراجع : اه 

انتفخ صدر جاسر بالحنق ليهز رأسه ويقول بتحذير : طيب يا ماس براحتك مش همسك فيكي..... بس الولاد هاخدهم 

التفتت له ماس وهتفت بشراسه : مش هتاخدهم 

هتف جاسر بعنفوان : هاخدهم 

استجمعت ماس كل جرأتها وشراستها وهي تنظر بوسط عيناه هاتفه : لا مش هتاخدهم ولا هتضغط عليا بيهم وكفايه ......كفايه ضغط عليا !!

ازدادت حده نبرته بينما تتابع : انت معندكش استعداد حتي تفكر بينك وبين نفسك انت غلطان ولا لا 

نظر لها جاسر وهتف بعنفوان : انا مبغلطش !

نظرت له ماس ساخره وهتفت بينما تغادر السياره : متجوزه ملاك وانا مش واخده بالي 

تركته واسرعت تنادي أطفالها وسرعان ما أوقفت  تاكسي وانطلقت وهي تتحامل علي نفسها أمام اسئله أطفالها : بابي فين ...هو مش راجع معانا ...مامي هو احنا رايحين لجدو وتيته 

............

....

كانت بالكاد تتحمل أن تنطق وتخبر والدها ووالدتها بما حدث ليهز شريف رأسه بإحباط ويهتف بعدم رضي : 

لا حول ولا قوه الا بالله 

ليه يا بنتي انتوا نازلين تتخانقوا ... في ايه يا ماس ؟!

انتي اعقل من كده واحنا في ايام مفترجه...ينفع يعني الولاد تعيد من غير ابوهم 

هتفت ماس بضيق شديد بينما كرهت كلمه أنها الاعقل وأنها من عليها أن تتحمل: وانا ذنبي ايه ....انا 

زهقت يابابا ... هو انا مش بني ادمه حقي اتخنق

واتعب من التحمل .....استحملت كتير وهو بني ادم معندوش استعداد لحظه يعترف بغلطه .....زفرت وتابعت : بلاش يعترف... يشوف بينه وبين نفسه أنه غلطان عشان نحل المشكله 

تنهدت واعتدلت واقفه وهي تقول : بابا انا مش قادره اتكلم اكتر بعد اذنك 

قامت ماس لتنظر هويدا الي زوجها وتهتف بعدم رضي : انا مبقتش عارفه هي مزوداها ولا هو فعلا غلطان ...اهو طبعه وهي راضيه بيه الي رأيه ايه اللي جد 

قال شريف بحياديه : زي ما قالت ...طاقتها خلصت وبعدين يا هويدا هو مش مهم مين غلطان ...اللي بينهم ده تراكمات مش مجرد اختلاف ولا مشكله صغيره هتتحل ... كل واحد منهم يقول للتاني ايه اللي بيضايقه والتاني يحاول يغير الحاجات دي مش باتهام ولا تبرئه ...!!

....

......

احتقن وجه تهاني بالغيظ والقت الهاتف من يدها بعد أن أنهت مكالمتها مع بسمه ابنتها لتندفع بخطوات غاضبه تجاه المطبخ حيث وقفت فيروز .... : انتي منك لله يا بعيده 

نظرت فيروز بدهشه الي تهاني التي بلا مقدمات هاجمتها : في ايه يا طنط بتدعي عليا ليه ؟!.

هتفت تهاني بغيظ شديد : عشان انتي سبب الجوازه الشوم دي 

لم تفهم فيروز شيء لوهله بينما تابعت تهاني وهي تغلي من الغيظ : بنتي اتفرعت مني وبقعد بالشهور مش بشوفها وكل ما اقولها تيجي تقعد معايا يومين تتحجج ....لوت شفتيها وتابعت : بس انتي فارق معاكي ايه ماهو انتي قاعده في حضن امك 

اخذت فيروز نفس عميق تهديء نفسها به بينما تقول بهدوء : وانا ذنبي ايه بس ....اتجهت إليها وقالت برفق بينما أدركت أنها غاضبه لعدم مجيء بسمه وفقط تفرغ غضبها بها لذا تحملتها: معلش ماهو هي ادري بظروفها 

هتفت تهاني باحتدام : ادري بأيه ...أنا امها وادري بكل حاجه ...دي حامل في الثامن ومحتاجه راحه ولازمن تيجي تقعد معايا لغايه ما تولد 

قالت فيروز باستنكار : وتسيب جوزها  

وكزتها تهاني في كتفها هاتفه : وهو عيل صغير اياك ...ما تسيبه 

قالت فيروز بعقلانية : برضه يا طنط ده كتير وبعدين هي لو تعبانه ما اكيد كانت هتقولك تروحي لها وبعدين هو جوزها يعني هيسيبها تعبانه 

زفرت تهاني وهتفت بغيظ بينما رفضت اي عقلانية : اسكتي يا بت ولا انتي عاوزة تفرسيني وخلاص ...انتي 

بتدافعي عنه ليه ....زفرت وتابعت بتوبيخ : طبعا ما هو انتي السبب في الجوازه 

قالت فيروز بغيظ : وهو انا كنت ضربتكم علي أيديكم ماهو انتوا وافقتوا 

اتسعت عيون تهاني كما حال فيروز التي أسرعت تركض من امامها بينما توعدتها تهاني: خدي يابت هنا 

ركضت فيروز لتكاد تصطدم بمهران الذي تفاجيء بفيروز تركض وخلفها تهاني : في ايه ...ايه اللي حصل يا مرات عمي 

قالت فيروز سريعا وهي تقف خلف ظهره : الحقني يا مهران 

أخبرته تهاني لما حدث ليقول برفق متفهما: حقك عليا يا مرات عمي ..انتي عارفه فيروز بتحب تشاكسك ...ولو علي بسمه شوفي تحبي امتي اخدك تشوفيها وتتطمني عليها 

هزت تهاني راسها وهتفت برفض : لا انا عاوزاها هي تيجي ....نظرت إلي مهران وتابعت : انت تروح تجيبها غصب عن جوزها 

رفع مهران حاجبه برفض : وده يصح يا مرات عمي 

اومات تهاني بمكابره : انا عاوزة بتي 

قال مهران برفق : بتك كويسه وبخير يا مرات عمي وجوزها مش مانعها عشان نجيبها غصب عنه ...هي لو عاوزة تيجي وظروفها تسمح هتيجي ...استهدي بالله 

التفت الي فيروز هاتفا : روحي يا فيروز اعملي كوبايه لمون وهاتيها لمرات عمي 

التفت الي تهاني وتابع برفق : تعالي بس اقعدي ونتكلم براحه 

جلست تهاني ونظرت الي مهران الذي قال بعقلانيه : عارف انك اتوحشتيها بس هي مرتاحه وعندها عيل وجوز وحامل يبقي مفيهاش حاجه لو مجتش احنا نروح نطل عليها 

حاول مهران مع تهاني لتهديء بينما علي الجانب الآخر كانت المراجل اللي برأس بسمه التي جلست تهز ساقيها وتنظر الي الساعه بغيظ سرعان ما انفجر في وجه محمود ما أن فتح الباب ودخل عائدا من عمله 

: كل ما اقولك عاوزة اروح اقعد عند امي يومين تقولي لا عشان متسبنيش لوحدي وانا اهو طول اليوم قاعده لوحدي زي قرد قطع 

رفع محمود حاجبه باستنكار لهذا الهجوم بمجرد دخوله ليقول في محاوله منه لتجاوز الأمر : وانا كنت بتفسح يعني يا بسمه انا كنت في الشغل زي كل يوم وبعدين في حاجه اسمها ادخل الاول وبعدين ابقي اتخانقي 

دون أن يقصد تعالت نبرته بحده : ولا هو اتكتب عليا كل يوم نكد وخناق وكل ذنبي اني مش عاوز مراتي تبعد عني 

زفر والقي حقيبته علي المقعد واتجه الي الغرفه لتتنهد بسمه بضيق وتشعر بالذنب ككل مره أمام تبريره ...نعم هي بحاجه لوالدتها وهو يخبرها أنه بحاجه اليها وهي كل مره تتحجج لوالدتها وتبقي معه ولكنها تفعلها بعدم اقتناع بينما تراه اناني وهو يتركها كل يوم كما يتطلب منه عمله !!

.....

......

شهقت زينه بينما تسلل عاصم من خلفها ليتوقف خلفها ويحيط خصرها بذراعه : عاصم خضيتني 

أدارها عاصم إليه ومال يقبل جانب شفتيها هاتفا بحب : سلامتك يا قلب عاصم 

ضحكت زينه بدلال وهي تضع يدها علي صدره قائله : انت اللي قلبي يا عاصم 

ابتسم لها عاصم برضي وغمز لها بشقاوة : طيب ما تسيبك من عمر وخلينا نسهر سوا 

أحاطت زينه عنقه بذراعيها وهزت راسها قائله : حبيبي احنا وعدناه نروح نشوفه وكمان الولاد وحشوني وطبعا هشام وحشني كمان ومن الصبح مستني وبيتصل بيا 

اوما عاصم متنهدا وهو يجلس علي طرف الفراش : الي تشوفيه 

تابعت زينه ترتيب الحقيبه الصغيره الخاصه بهم وهي تقول لعاصم : حبيبي ما تحاول تشوف واسطه وترجع عمر هنا تاني بدل ما هو بعيد عننا كده 

هز عاصم رأسه وقال بتحذير : تاني يا زوزو هتدخل في حياته ..احنا مش اتفقنا يعتمد علي نفسه 

اومات زينه قائله : أيوة بس وحشني اوي هو وولاده ووسيله 

قال عاصم بتفهم : معلش يا روحي وبعدين دي كلها كام شهر والحركه الجديده تنزل وان شاء الله يرجع القاهره وبعدين كمان ده في اسكندريه مش بعيد ومبسوط وبيتقدم في شغله فبلاش أتدخل 

اومات زينه له بابتسامه قائله : اللي تشوفه يا حبيبي 

..........

...

: مدام ريم ....مدام ريم 

التفتت ريم تجاه ذلك الصوت ليبتسم طفلها الذي بيدها ويسرع تجاه المدرب قائلا : كابتن نينو 

ابتسم المدرب الشاب ومال تجاه الطفل وهو يرفع كفه الكبير ليضربه بكفه الصغير 

قالت ريم بقلق : خير يا كابتن ...ساجد حصل منه حاجه في التمرين 

هز الشاب رأسه وابتلع قائلا : لا لا خالص ...انا بس كنت ...هربت منه شجاعته ليقول بابتسامه باهته : كنت بسلم علي ساجد 

اومات ريم وعادت تمسك بيد طفلها وهي تتجه الي سيارتها بينما بقي الصغير يلوح للكابتن الذي ظل واقفا مكانه يتابعهم بنظراته !

....

.......

احتقن وجه طاهر بالغضب وسرعان ما اندفع بغضب يمسك بذراع حلا ويدفعها الي سيارته وانطلق بها : انتي كمان بتردي عليا 

غص حلق حلا التي بوغتت بتصاعد وتيره غضبه لتقول بدفاع عن نفسها : انا بفهمك اني نازله بأذن بابي 

سخر طاهر بغضب : وهو ابوكي بس اللي له كلمه عليكي وانا لا 

هزت راسها وقالت بتهذيب : حاليا انا في بيت بابي وطبعا هحترم كلامك بس في الاول والاخر ....قاطعها طاهر بغضب ليس وليد اللحظه ولا لأنها خرجت دون أن تخبره وبالصدفه عرف بل بتراكمات داخله لأنها رفضت من وجهه نظره أن تتخطي ابيها وتتمسك بكتب الكتاب كما يريد 

: في الاول والاخر انا رجل كرسي مالوش لازمه 

هزت حلا راسها بينما توترت كل ملامحها من قيادته المتهورة وغضبه المتصاعد : انا مقولتش كده ...انا بس 

ماتت باقي كلماتها واتسعت عيناها بصدمه بينما خانته يده وهوت علي صدغها بصفعه قويه لم تتلقي مثلها بحياتها الا مره واحده من ابيها ولم تكن بالعنف الجسدي ولا النفسي الذي شعرت به الآن ...! 

اهتزت نظراته وتفاجيء بفعلته كما حالها ليقول وهو يوقف السياره جانبا : حلا ...انا ...انا اسف ...انا مش عارف انا عملت كده ازاي 

انسابت الدموع الغزيرة من عيون حلا بينما وضعت يدها علي خدها الذي انطبعت عليه اثار أصابعه 

ليقول مجددا باعتذار وهو يمسك ذراعها قبل أن تغادر السياره : اسف يا حلا ...حبيتي انا مقصدش 

حاولت أن تفتح باب السياره بينما تهتف به وهي تدفع يده بعيد عنها : اوعي وابعد عني ....انت بتضربني 

قال طاهر بتبرير::غصب عني يا حبيتي ...بغير عليكي وبحبك 

نرجسي من الدرجه الاولى يعرف متي يغرقها بكلمات الحب حتي لا تبتعد عنه ويضمن بقاءها تحت سطوته مجددا وما أن يضمنها حتي يعود سريعا لتنقيط مشاعره وكلماته لذا استجابت حلا لتبريره بأنه يغار ويحبها حد الجنون حينما اغرقها بكلمات الحب والاعتذار !

..........

....


هدرت الدماء بعروق غرام التي أخذت تضغط علي مفاصل يدها بينما تضع أذنها علي باب غرفه هنا تستبيح التنصت عليها ما دام في صالحها ....حاولت أن تهديء أو علي الاقل تصيغ رد فعلها ولكن عبثا فها هي مجرد لحظات وكانت تقتحم غرفه الفتاه الشابه ودون مقدمات او حسابات كانت تهتف بها بتوبيخ حاد ونقد بينما لا تنفك هنا تبث تلك الفيديوهات التي يشجعها عليها ذلك الشاب متجاهلة كل تحذيرات غرام : هو انا مش قولتلك الف مره اياك تتكلمي مع الزفت ده تاني 

اندفعت غرام بحنق تحاول جذب الهاتف من الفتاه التي أسرعت تغلق الهاتف وتنظر الي غرام باستنكار بينما حاولت أخذ هاتفها من يدها : انتي بتعملي ايه ؟!.

هتفت بها غرام وهي تحاول أخذ الهاتف : هاتي التليفون ده ...مش هسمحلك تمسكيه تاني 

احتقن وجه هنا بالغضب وبعنفوان الشباب رافضه أن يقتحم أحد مساحتها الشخصيه كانت تهتف بغرام مستنكره وهي تبعد هاتفها : تسمحيلي ....وانتي مين عشان تسمحيلي ...؟! 

قالت غرام بحنق ؛ انا خايفه عليكي وحذرتك من البلاوي اللي علي النت ومن الولد ده 

قالت هنا بمكابره : وانتي تفهمي ايه ولا فكراني عبيطه بيتضحك عليا 

قال غرام باستماته تحاول أن تفهم تلك الصغيره ما قد تقع به : تضمني منين محدش يستغل صورك ولا فيديوهاتك....انتي مش بتسمعي ولا تشوفي البلاوي اللي بتحصل وايه لازمته اصلا تصوري فيديوهات ولا لايف وزفت 

هتفت هنا باحتدام : ميخصكيش انا عارفه انا بعمل ايه 

قالت غرام باصرار : يخصني

قالت هنا بهجوم غير مهـذب : انتي مش امي انتي يا دوب مرات ابويا متنسيش نفسك 

قالت غرام دون أن تأخذ كلمات الفتاه علي انها اهانه : وابوكي مستأمني عليكم وانا مش هخون الامانه 

قالت هنا بتحدي : قولي له مش فارق معايا انا مش عيله وهخاف 

احتدمت ملامح غرام لتهتف بها بينما لا تريد أن يصل الحال بينهم الي تلك النقطه وتدرك أن رد فعل ايهم سيكون عنيف :  قولتلك لو اضطريت هعملها بس انا لسه ميأستش وهقدر عليكي من غير ما ادخل ابوكي عشان رد فعله مش هيعجبك 

انتفخ وجه هنا وهتفت بعنفوان الشباب : انا مش بتهدد 

قالت غرام برفق بينما تجاهد أن تقترب من الفتيات بهذا السن الخطر : وانا مش بهددك يا هنا ....انا خايفه عليكي يا حبيتي انا اكبر منك وحقي انك تسمعي كلامي 

قالت هنا بعناد : اسمع كلام عقلي وبس

هتفت غرام بسخط : عقلك!!

وانتي لو عندك عقل هتعملي كده 

احتدمت ملامح هنا ورفضت أن توبيخ غرام لتهتف بها : متنسيش نفسك ولا تنسي انك اول ما جيتي البيت كنتي خدامه عندنا فبلاش تعملي نفسك ام 

غص حلق غرام وانكسر خاطرها ولكنها أعطت الفتاه العذر لتقول بتفهم ' 

لو فاكره كلامك ده هيجرحني ويبعدني واقول ماليش دعوه تبقي غلطانه 

فرغت من الحديث لتقترب خطوه من هنا وتهتف بحزم : انا هاخد التليفون ده ولما يرجع ابوكي بكره من سفره اتصرفي معاه 

حاولت غرام أخذ الهاتف من يد هنا التي بلا قصد دفعت غرام بعيدا عنها لتلتف ساقي غرام إحداهما بالآخري وتتعثر بلحظه وتسقط علي الأرض بينما لم تفلح ذراع هنا التي مدتها ناحيتها تحاول إنقاذها في الإمساك بها وضاعت صرختها في الهواء : غراام 

ارتطم ظهر غرام بالأرض بقوة لتخرج من بين شفتيها صرخه الم جعلت الدماء تهرب من وجه هنا 

!!!


..........

....

فرك عمر وجهه بينما تجعدت ملامحه وهو يقوم من الفراش للمره الرابعه بمنتصف الليل ليحمل احد الصغار التوأم من وسيله وهو يتبرطم : ما تنام يا حبيبي انت واخوك ....العمارة كلها سمعت صوتكم 

حاول أن يهدهد الصغير ولكن الغيظ بداخله ازداد : يعني لازم واحد يصحي يصحي التاني 

ضحكت وسيله بينما شاكسها عمر : يا سيلا كان لازم تجيبي تؤأم ما تجيبي فرداني 

ضحكت وسيله وهزت كتفها قائله : وهو بمزاجي يا حبيبي يعني وبعدين انت المفروض اتعودت وبقيت خبره من اول توأم 

لوي عمر شفتيه وتابع الحركه بالطفل ذهابا وإيابا لتشاكسه وسيله وهي تداعب كتفه المتصلب من نومه المتقطع : معلش يا موري المره اللي جايه أن شاء الله هجيب بيبي واحد بس 

اتسعت عيون عمر والتفت لها باستنكار : مره جايه ايه ....لا لا...لا ..لا 

ضحكت وسيله : كل دي لا

اوما عمر وقال بتحذير : لا يا سيلا مفيش مره جايه دلوقتي خالص ....انا محتاج اعاده تأهيل واستجمام بتاع عشر سنين علي ما افوق من الأربع عيال 

ضحكت وسيله ليتابع عمر وهو يهز رأسه : لا لا ..عيال تاني ايه ...والله عيالك كرهوني في كل العيال 

نظر إلي الصغير الذي سرعان ما تعالي صوت بكاءه: اهو شوفي مجتش جنبه وشايله رايح جاي وبيعيط 

بكي الطفل الاخر الذي تحمله وسيله ليشير عمر إليها : وشوفي التاني ... لا العيال دي بتعمل عليا مؤامره 

تعالت ضحكه وسيله بينما احتقن وجه عمر بالغيظ حينما سمع صوت أحد أبناءه من غرفته ينادي عليه : بابي ..تعالي بسرعه 

تبرطم عمر بحنق : بقولك مؤامره .....جاااي يا راجي 

........

..

بضيق ممزوج بالملل هتف جاسر بمهران: مهران أن بكلمك عشان افك شويه مش عشان تشتغل علي دماغي وتديني محاضره في الزفت الجواز ....ابو الجواز علي اللي عاوز يتجوز 

ضحك مهران مشاكسا بخبث : والله عندك حق ...ابو الجواز علي اللي عاوز يتجوز تاني 

لوي جاسر شفتيه هاتفا : ومين جاب سيرته تاني ...مهران متتذاكاش عليا وتلف وتدور قولتلك مش في دماغي حاجه ناحيه شيرين 

قال مهران بصدق : بس هي جايز ناحيتك جواها حاجه متنساش دي وانت بتشجعها 

هتف جاسر بسخط : ولا اشجعها ولا تشجعني خلاص قفلت الحوار ده 

قال مهران بجديه : يعني مش بتكلمها 

هز جاسر رأسه وزفر بضيق : أيوة وبعيد وازيد انا بحب مراتي ومش بخونها ....هو بس كان حوار اهبل واتفض خلاص 

قال مهران متنهدا : ولما انت بتحبها كنا ليه بنفتح باب الشيطان 

هتف جاسر بضيق : خلصنا بقي يا مهران قولتلك ساعه شيطان وعدت 

اوما مهران قائلا : الحمد لله انها عدت وعشان كده انا بقولك طالما ربنا سترها معاك ومراتك معرفتش حقها تراضيها عشان تكفر عن غلطتك 

هتف جاسر بعنفوان : انا مغلطتش عشان اراضي ومع ذلك حاولت وهي راكبه دماغها ...براحتها بقي 

قال مهران بخبث : هو من جهه براحتها فهي قاعده في بيت ابوها والكل مريحها واربعه وعشرين قيراط الدور والباقي عليك يا غلبان 

زم جاسر شفتيه وهز ساقه بضيق ليتابع مهران الضغط عليه : قاعد لوحدك والعيد بكره وهتعيد زي الاعزب وكل ده عشان شويه كرامه فارغه وعناد ...يا بوي الف مره اقولك سايس وراضي مش هتخسر حاجه 

ارتشف مهران القليل من قهوته وتابع بينما لائم حديثه هوي في نفس جاسر : يعني بدل ما تقف تناطح فيها وهي طافحه الدم شغل وبيت وعيال كان يجري ايه لو قولت معلش حقك عليا وتبوس دماغها وتبوس حاجات تانيه ونخلص ...إنما لا لازم نرد وتقول معملتش وعملت يابوي والله هي هي خناقات الستات وتخلص بمعلش إنما أنت بتعلي عليها فهي هتعلي علي ابوك واللي جابوك وتفتكر ليك اللي عملته من ايام الخطوبه وتنكد علي عيشتك .....تنهد مهران وتابع بمكر وعبث : شوف بقي لو كنت مشيت بشورتي وقولت حقك عليا مش كان زمانك دلوقتي هتقضي ليله العيد في حضنها بدل ما تقضيها قاعد تحرق في دمك كده 

ضحك مهران وتابع بنبره لعوب : افتكر كده حلاوة ليله العيد والسهره مع مراتك والصبح تفتح عينك علي العيال تنط عليك وتاخد العيديه 

تحرك قلب جاسر الذي خبي عنفوانه وقال بقله حيله : عنيده يا مهران 

ضحك مهران ساخرا : اسم الله عليك يا خزان اللين ماهو انت اعند منها 

صمت لحظه وتابع : طيب بذمتك كنت هتعمل ايه ليله العيد بدل قاعدتك لوحدك 

عض جاسر علي شفتيه بينما هدرت الدماء الحاره بعروقه وهب الاشتياق لها بكيانه : كفايه يا مهران 

ضحك مهران بينما وصل إلي مبتغاه ليقول قبل أن يغلق : بدل ما انت قاعد تحرق في نفسك قوم راضي مراتك ورجعها !!

......


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اقتباس من الحلقه القادمه 


نظرت ماس إليه وهتفت بينما تزيف غضبها : وده ايه ده كمان 

قال جاسر بشقاوة بينما يقترب منها خطوه أخري حتي كاد يلتصق بها وهو يفتح ذلك المغلف ويخرج منه هديته التي انسابت بين يديه من نعومه القماش الحريري : هديه .... 

نظرت له ماس بغيظ بينما تخطف من يده القميص الحريري الذي أحضره : عندي قمصان كتير مش عاوزة 

قال جاسر وهو يغمز بشقاوة : بس ده انا اللي مختاره ...هموت واشوفه عليكي ...ما تقيسيه كده 

رفعت ماس حاجبها باستنكار : اقيس ايه يا مجنون ...احنا مش في بيتنا 

قال جاسر ببساطه : وايه يعني ....عمي هيتاخر بالولاد

مرر طرف لسانه علي جانب شفتيه بينما يتابع بنبره لعوب متظاهرا بالبراءة : وبعدين انا بس بتأكد أن المقاس مظبوط 



شهقت ماس وسرعان ما دفعت جاسر بعيدا عنها : بابا رجع 

اتسعت عيون جاسر الذي انتشلته من سحابته الورديه التي كان يحلق فوقها ليقول وهو يبحث عن قميصه : خبيني....خبيني بسرعه يا ماسه 





 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !