بساط السعاده الفصل الثامن والخمسون

0


 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

فتحت وصال عيناها وتمطأت بكسل وهي تمسك بهاتفها وتري الساعه التي تجاوزت العاشره ....ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيها وهي تتمطأ مجددا بينما نامت بعمق وارتياح وشعور نشوه الانتصار يسري بعروقها .... لا تنكر أن هناك جانب بقلبها يؤلمها من البعد الذي لم تستشعر ضراوته بعد ولكن كونها انتصرت في الحرب بين عقلها وقلبها جعلت الراحه تسري بعروقها فهي لم تنتصر عليه ولم تقصي حبه من قلبها ولكنها انتصرت لمبادئها ولما أرادت ولم تكن تتحمل يوم أن يتم تتجاهله وتعيش مغلوبه علي أمرها .... نفس الشعور الذي شعرت به والطائره تقلع بها قبل عشر سنوات بالرغم من أن الم تحطم قلبها كان قاسي ولكنها تحملته بينما كما تشعر الان كانت متاكده أنها فعلت الصواب ....! قامت من الفراش وبداخلها طاقه كبيره تريد أن تفنيها في الانشغال الذي كان دوما طريقها في عدم التفكير به وبافتقاده ...تلفتت حولها تعدد المهمات التي تنتظرها ....تنظف الغبار الذي مليء المنزل وتحضر اشياء من الخارج وتفرغ حقائبها ...الكثير والكثير من المهمات رحبت بها حتي لا تبقي دقيقه واحده في فراغ يجذبها لتفكر به بينما الفراغ كان يتحرك بين هادي ودياب الذين قضوا ليلتهم اسفل منزلها .... صبر نفسه ببقاءه اسفل منزلها أنه قريب منها مهما ابتعدت فلم يشعر هو الآخر بضراوة فقدها كما تخيل بينما شعور دفين بداخله أخبره بثقه أن تركها تذهب كان هو الصواب وأنها ستعود مهما ابتعدت ...لا يوهم نفسه وقلبه يؤكد له ثقته بعودتها مهما ابتعدت !

التفت تجاه دياب الذي فتح عيناه بعده بقليل وحرك يداه خلف عنقه ونظر الي هادي قائلا : صباح الخير يا مجنون ليلي 

ضحك هادي قائلا : مجنون وصال وحياتك انا مش ناقص ليلي كمان 

ضحك كلاهما ليرفع دياب عيناه تجاه الشرفه التي لم ينزل هادي عيناه عنها ويسأله بمشاكسه : لسه مطلعتش البلكونه 

هز هادي رأسه وضحك قائلا : وهي بالساهل كده اختك تريح قلبي 

...........


: عمر عزت ....يا عم عزت 

قام حارس العقار من علي الاريكه الخشبيه التي يجلس عليها امام بوابه المنزل واتجه ليجاوب علي وصال بينما هتف هادي بسرعه بدياب : ارجع ورا احسن تشوفنا 

تراجع دياب بالسياره بينما لحظات وكانت وصال تتجه الي سيارتها وتقودها .....ساعه اخذتها في شراء احتياجات المنزل وهم خلفها لتعود ويسرع الحارس يأخذ منها الأغراض ويصعد بهم خلفها لتنهمك في التنظيف والترتيب ...!

حك دياب رأسه والتفت الي هادي قائلا بينما يشير الي أحدي عربات الفول الواقفه علي الجانب الآخر من الطريق   : انا هنزل اجيب لينا كام شقه فول وطعميه نشق ريقنا 

اوما هادي له ولكنه سرعان ما أوقفه : هنأكل ووصال مأكلتش ... خلينا نعمل حسابها 

رفع دياب حاجبه بينما لم يملك إلا أن يرأف بحال ذلك العاشق الذي لا يتحدث عن عشقه بكلمات بل بأفعال عفويه 

: لا يابوي خلينا كده بدل ما تتضايق اننا جايين وراها وبعدين اهي قدامك اشترت اللي يلزمها ومؤكد فطرت 

اوما هادي دون أن يجادل ولكنه مد يداه تجاه مقبض باب السياره قائلا : طيب خليك انت وانا هنزل عشان أشوف كمان حد بيعمل شاي احسن دماغي طبلت 

وافقه دياب لينزل هادي بينما أخرج دياب هاتفه واتصل ببهيه يطمأن عليها 

: بخلص شغل يا بهيه 

قالت بهيه بقلق : شغل ايه يااخويا طمنني 

قال دياب بمراوغه بينما لم يخبر أحد بمغادره وصال حتي الان : لما ارجع يا بهيه 

....

: فهمت هتعمل ايه ؟!

نظر عزت الي هادي بعدم فهم ليعيد هادي كلماته عليه : هتقول للدكتورة اللي قولته ليك وتنزل علي طول 

مد يداه إليه بالكيس الكبير المليء بالساندويتشات التي فاحت رائحتها وعبقت المكان ليتابع : ده للدكتورة 

اعطي الرجل كيس اخر وتابع : وده فطارك 

قال عزت بامتنان : مالوش داعي يا بيه فطرت الحمد لله 

هز هادي رأسه بإصرار بينما يعطي عزت هو الآخر افطار أحضره له ليمد يداه إليه بورقه نقديه كبيره ويتابع : وخد دي ليك 

قال عزت بامتنان وهو يأخذ من يد هادي : تسلم يا بيه 

شدد هادي عليه : تقول اللي قولته ليك بالحرف وتنزل تبقي تقولي عملت ايه 

اوما عزت واتجه صاعدا الي شقه وصال التي تركت ما بيدها واتجهت لتفتح 

: عم عزت ...خير 

قال الرجل وهو يمد يداه إليها بالافطار : انا كنت بشتري فطار وجيتي علي بالي قولت لازم اعمل حساب الدكتورة ابتسمت وصال وهزت راسها بامتنان : شكرا يا عم عزت ..انا فطرت 

أصر عليها الرجل : والله ما يحصل يا دكتورة دي ريحه الطعميه تجوع ...متكسفيش ايدي 

ابتسمت له وصال واومات بينما تمد يدها تجاه حقيبتها وتخرج منها ورقه نقديه ثمن الطعام ولكن عزت رفض بإصرار : والله ما يحصل 

أصرت وصال وكذلك فعل عزت الذي ترك لها الافطار ونزل مسرعا يبلغ هادي الذي أصبح الان يستطيع أن يفطر براحه 

ضحك دياب وهز رأسه بيأس : برضه عملت اللي في دماغك 

اوما هادي وهو يفتح الاكياس ويبدأ بتناول الطعام : اكل ازاي لقمه من غيرها 

وكزه دياب بجنبه قائلا : خف يا بوي انا اخوها 

............

....

نظرت صديقه الي ابنتها وقالت ببكاء : طمنيني عليكي يا بتي عامله ايه في حبستك 

قالت احسان وهي تهز كتفها : اهو هعمل ايه يا امه 

بكت صديقه بقهر قائله : معلش يا بتي اهو لكل شيء آخر واحمدي ربنا انها جت علي اد كده 

نظرت احسان الي والدتها بغل واستنكار هاتفه : اد كده ...وهو كان فاضل ايه ميحصلش ليا . .انا ضعت وكل حاجه ضاعت مني 

قالت صديقه بغصه حلق قويه : بايدك يا احسان وانا ياما حذرتك ...تنهدت بثقل وتابعت : منه لله ابوكي اللي وافقك علي طريق الطمع ومعملش لليوم ده حساب واهو حتي اخوكي طالع زيه 

بكت وتابعت : المفتري رماني في الشارع خوف من هادي وعيلته 

زمت احسان شفتيها بغل : وانتي قاعده فين 

قالت صديقه بلامبالاه : قاعده عند خالتك واهو من عندها قريب للسجن عشان كل زياره اجي اطل عليكي 

ربتت علي يدها وتابعت : انا عملت ليكي لقمه وسبتها في الامانات 

: وجبتي منين فلوس 

قالت صديقه بسماحه بينما خدمت بأحد البيوت التي دلتها عليها اختها : اهو لقيت شغلانه ...متشغليش بالك بيا 

تذكرت احسان لتقول : طيب بقولك يا امه .... الدهب بتاعي خديه وخليه معاكي ده هو اللي باقي ليا لما أخرج 

هزت صديقه راسها لتميل عليها احسان وتقول : وفي حاجه تانيه يا امه عاوزاها منك ولازم تعمليها !!

...........

....

كانت بالفعل جائعه وانشغلت بالتنظيف لذا اكلت بشهيه كبيرة ثم قامت لتتابع ما تفعله ....مجددا تعالي رنين جرس الباب لتعقد حاجبيها حينما رأت عزت 

: خير يا عم عزت 

قال الرجل بتعلثم : معلش يا دكتورة ... الحاج حمدي ابو الاستاذ معاذ بتاع الرابع جه وانتي راكنه مكانه وده راجل شراني ولسانه طويل وقاعد يزعق فلو تسمحي تنزلي تركني في حته تانيه 

اومأت وصال قائله : حاضر يا عم عزت ثواني البس وانزل وراك 

.......

تبادل دياب وهادي النظرات مع عزت الذي قال بضيق : ماهو دي ركنتي كل ما اجي ازور ابني 

قال هادي وهو يتمسك بهدوءه : وانا بقولك يا حاج شاور علي الجراج اللي يعجبك واركن فيه علي حسابي 

قال الرجل برفض : وليه مركنش مكاني 

قال دياب بنزق: وهو انت اشتريت الشارع يا بوي ولا ساعتين الزمن اللي هتقعد فيهم هيقلبوا الدنيا 

تدخل عزت الحارس قائلا وهو ينزل لاهثا : انا كلمت الدكتورة نازله تحرك العربيه 

اشار له هادي هاتفا : ولا تحركها ولا حاجه ...التفت الي الرجل وتابع : الحاج خلاص هيركن في اي حته 

زفر الرجل بضيق متبرطما وأدار محرك سيارته لينظر دياب بسخط الي عزت : انت ليه طلعت قولتلها 

قال عزت بحيره : ماهو اعمل ايه 

لوح له هاتفا : ولا حاجه ...اطلع قولها خلاص 

قبل ان يخطو عزت تجاه السلم كانت وصال تنزل لتستغرب حينما قال عزت مغايرا حديثه : ده الحاج حمدي راجل طيب ومرضهوش انك تنزلي واهو بيركن في الشارع اللي ورا 

قالت وصال بدهشه : انت مش قولت من شويه أنه راجل شراني ولسانه طويل 

فتح عزت فمه واغلقه دون قول شيء لتتنهد وصال وتصعد الي المنزل بحيره ازدادت حينما تفاجأت بعزت امامها مجددا ...ضيقت عيناها وقالت باستنكار بينما تنظر إلي الاكياس التي يحملها عزت : بقي كمان وانت معدي قدام محل الكفته جيت علي بالك وجبت ليا غدا 

اوما الرجل وهو يحاول كتم ضحكته علي السيناريو الذي أخبره به هادي ليقوله لها ...!!

وضع دياب قطعه من الطعام في فمه ولكنه لم يكد يمضغها حتي كاد يغص من الضحك حينما تنهد هادي وقال بمرح : ياااه يابوي وحشني اكل اختك اللي مكنش له طعم 

حك دياب أنفه ضاحكا : مكانتش بتعرف تطبخ ؟!

هز هادي رأسه ضاحكا : كانت بتجرب فيا الست ناديه السيد 

ضحك دياب قائلا : مين دي ؟!

هز هادي كتفه قائلا : زي ابله نظيره كده بس علي النت ...اختك كل يوم تعمل وراها اكله تجرب فيا 

تنهد وتابع بحنين جارف أخفاه بمرحه: بس كان من أيدها اطعم من الشهد ...وحشتني قعدتنا سوا 

حمحم دياب وزجر هادي هاتفا : ما كفايه تتبحبح اوي في الحديث يابوي انا اخوها برضه 

قال هادي مشاكسا : وانا قولت حاجه يا ابو مصطفي انا بقولك اكلها كان ميتاكلش ...غالب حنينه وقال بكذب : يلا اهو ارتحت منها 

نظر له دياب بطرف عيناه وزجره مجددا : مش قولتلك انا اخوها 

هز هادي كتفه ضاحكا : يعني اقول حلو مش عاجبك ...اقول وحش مش عاجب...كل ..كل يا ابو مصطفي 

.......


ابتسمت وصال وهزت راسها بينما رأت سياره دياب وهادي بالاسفل وهاهو صدق حدثها...!

ظن كل منهم أنها لن تراهم بينما وقفوا متواريين علي جانب الطريق ...لينتفض هادي ما أن استمع الي صوتها 

: بتعملوا ايه هنا ؟! 

تفاجئوا بها تقف بجوار نافذه السياره بينما أمسكت بهم 

: احنا مش اتفقنا هتسيبوني ...جايين ورايا ليه ؟!

..........

...

اكلت وصال بشهيه كما فعل هادي ودياب بينما لم يستطيع أي منهما منع ضحكته عليها وهي تمسك بهم ولكن الأمر لم يزعجها مهما تظاهرت بل أحبت اهتمامهم لتنقل عيناها بينهم وتتنهد بداخلها براحه .... لم يتركوها وفعلوا ما أرادت حتي ولو لم يتقبلوه وهاهم وجدوا طريقه للتأقلم علي بقاءها وحدها 

وضعت يدها علي خدها ونظرت لهم وهم جالسين امامها كالتلاميذ : اهو اتغديت معاكم والصبح بعتوا ليا الفطار وطبعا اكيد حليتوا موضوع ركنه العربيه 

واطمنتوا اني كويسه ...يلا ارجعوا البلد شوفوا شغلكم ومتشغلوش بالكم بيا انا كويسه 

أراد هادي أن تطول مده بقاءه ليقول بمرح : مش هنشرب شاي طيب يا دكتورة 

نظرت له بطرف عيناها : وبعد الشاي هتمشوا 

قال دياب مشاكسا :  بتطردينا يا دكتورة ده بدل ما تقولي اقعدوا يومين تلاته 

هزت راسها وضحكت قائله : وكنت مشيت ليه من الاول طالما هتقعدوا ...يلا عشان تلحقوا توصلوا 

تمهل هادي وهو يقوم خلف دياب الذي سارت معه وصال تجاه الباب 

: خدي بالك من نفسك يا وصال ولو عاوزة اي حاجه كلميني اي وقت

اومات وصال له ليتابع برفق بصوت خافت : اقعدي مع نفسك شويه وشوفي الراجل ماسك فيكي ازاي يا وصال ...محدش لاقي اللي يمسك فيه ويحبه كده 

حمحم وتابع : شوفي انا بقي اللي بقولك الكلام ده وده معناته ايه 

ربت علي كتفها لتقول له بامتنان : شكرا يا دياب انك وقفت معايا 

رفع إصبعه أمام وجهها قائلا : فكري في اللي قولته 

اومات له .....وضع هادي بخفه ذلك المغلف باحدي جوانب الاريكه وقام سريعا تجاههم ....سبقه دياب ليمنحه وقت يتحدث معها ولكن هادي وقف صامت بينما لم يعد هناك حديث ولم يقله مسبقا لذا قال متنهدا: خدي بالك من نفسك 

اومات له وابتسمت وبقيت ابتسامتها علي شفتيها بينما أغلقت الباب خلفهم وبقي في قلبها حنين ..... وجودهم تلك الساعه معها ترك بداخلها اثر انقلب الي حزن حينما غادروا ...وكأنها اثنان واحده تهفو الي الهرب من الوحده وتريد أن تعيش وسط من يحبونها والاخري لا تنسي أنها حينما كانت وسطهم غدروا بها .....ليس فقط الأمر بأنه اخفي عنها حمل احسان بل في كونهم فرطوا بحقها واستباحوا تركها علي عماها تعيش بتلك الخدعه ....هزت راسها ورفضت أن تجذبها تلك الذكريات مجددا إليها لتنفض عنها تفكيرها وتحاول أن تسترجع سعادتها بأنها تحررت من كل هذا حتي مع وجود آثار جانبية الا أن النتيجه حتي الآن في صالحها !

......

........

توقف دياب لدي مدخل الوكاله ليسأله هادي : انت مش داخل 

هز دياب رأسه وقال بارهاق : لا يابوي ...هروح انام شويه اوما هادي ليقول دياب : طيب انت مش كنت ترجع تنام شويه 

هز هادي رأسه بينما يدرك أن عودته للمنزل لن يتحملها ليفضل أن يشغل نفسه بالعمل بدلا من التفكير بها 

القي هادي التحيه علي معلم يلو الاخر ليميل دياب الكبير برأسه وسرعان ما ينادي علي أحد الصبيه : سمعه واد يا سمعه 

اسرع الصبي قائلا : نعم يا معلم 

ساله دياب الكبير وهو يرتشف من قهوته : ده صوت المعلم هادي 

اوما سمعه قائلا : أيوة يا معلمي ....دخل وكاله الحاج عبد الباسط 

زم دياب الكبير شفتيه بسخط وأشار للصبي: طيب روح انت ولما يرجع الوكاله ابقي تعالي قولي 

........

....

عقدت وصال حاجبيها وقلبت ذلك المغلف بيدها قبل أن تفتحه لتري به الكثير من الرزم الماليه ....لاحت ابتسامه علي جانب شفتيها ...مؤكد هادي هو من ترك لها ذلك المغلف ....تركته علي الطاوله واتجهت الي غرفتها لتفرغ باقي حقائبها وهاهي تعقد حاجبيها مجددا بينما رأت بجانب الحقيبه الصغيرة علبه الذهب التي كانت قد تركتها قبل أن تغادر ومؤكد هو من وضعها لها ....اخذت العلبه وجلست علي طرف الفراش تقلب بين محتوياتها لتتذكر كل لحظه ...هذا الأسد الذي جعل ابتسامتها تتسع ...تلك الجنيهات الذهبيه التي افترشها لها ليله زفافهم.....التمساح الكبير هديه حملها 

أغلقت العلبه وتنهدت بثقل بينما أقسمت الذكريات الا تتركها ليجتاح الحنين قلبها وتغرق به !

....

...

نظر عبد الباسط الي هادي وتنهد قائلا : انت عارف اني بعتبرك ولدي وعشان كده قولت اخد رايك

تنهد مجددا وتابع بحيره واضحه : ابن عياد شبهنا ..ابوه تاجر زي ابوها وعايشين وسطنا وعارفينهم وعارفينا وبرضه مش هكذب عليك ...اهو لما اموت هتلاقي اللي ياخد باله من حالها ومالها 

قال هادي برفق : بعد الشر عليك يا حاج 

ابتسم عبد الباسط وقال بسماحه: دي سنه الحياه يا ولدي وانا مش هعيش ليها العمر كله ومسيرها تورثني وجوزها هيكون في أيده مالها 

هز كتفه وتابع : الواد التاني بقي متعلم ومتعلم علام عالي وعايش في مصر وعيلته زيه مش شبهنا ...نظر إلي هادي وتابع : ماهو انت عارف عوايدنا منين ما البت تشد شويه بنقول كفايه علام وامها عملت كده وقالت كفايه علام وخليها تقعد تتعلم شغل البيت وانا خايف في يوم من الايام يتكبر عليها ولا يكسر نفسها بكلمه هو ولا حد من عيلته

نظر عبد الباسط الي هادي وسأله : فاهمني يا هادي 

لاحت علي جانب شفاه هادي ابتسامه مريرة وهز رأسه بينما هو أكثر من يفمه ولا يفهمه فقط بل هو عايش نفس الموقف مع والد وصال

هز عبد الباسط كتفه وتابع : انا لو سألتني اقولك اني ميال لابن عياد اهو اتسند عليه ويشوف مصالحي بس برضه انا معاوزش اغصب البت علي حاجه ومصلحتها وراحتها عندي اهم حاجه ... وانا بيني وبينك حاسس انها مياله للواد التاني 

هز رأسه وتابع : اه هي قالت بلسانها اللي تشوفه يا ابويا بس انا شايف في عينيها أنها مياله له وده حقها طالما في حدود الأدب أنها تقول رأيها دي حياتها برضه 

ابتسم هادي قائلا : الله يكرمك يا حاج ....تنهد بينما أن كان دياب الكبير عقلاني مثل عبد الباسط لكانت اشياء كثيره تغيرت 

ليتابع بحيادية : لو عاوز رأيي يا حاج ... انت تشوف الاتنين وتقعد معاهم ....وتدي كل واحد فرصه 

ثقل صدره بينما تذكر موقف مهاب الرافض بحتا دون سماعه والذي كان أيضا سيغير أشياء كثيرة لو فقط استمع له 

: مش لازم نبقي شبه بعض عشان نتفاهم ..... جايز يكونوا مختلفين بس ربك يولف بين قلوبهم 

نظر عبد الباسط الي هادي وقال موافقا : يبقي هتقعد معايا ...ربت علي يده وتابع : انت زي ابني وفي مقام اخوها الكبير

اوما لها هادي وقام قائلا : انا تحت امرك يا حاج 

صافحه عبد الباسط بود قائلا : تسلم يا ولدي 

،: بالاذن يا معلم 

......

.....

مررت بهيه يدها بحنان علي ظهر دياب وهي تنادي اسمه : دياب ...اصحي يا دياب

تحرك دياب بنومته ليحيط خصرها بذراعه ويجذبها الي حضنه متمتما : تعالي يا بهيه في حضني شويه انتي وحشاني 

قالت بهيه بدلال وهي تمرر يدها حول عنقه : ماهو انت اللي كل يوم والتاني تبات برا وتقولي شغل ...شغل ايه بقي 

فتح دياب عيناه ونظر إليها واخبرها ليختم حديثه بحيره : والله ما انا عارف اللي عملته ده صح ولا غلط

شهقت بهيه وضربت صدرها بيدها : يعني وصال مرجعتش بيتها وراحت مصر

اوما دياب بكمد لتتابع باستنكار ؛ وانت ازاي توافقها يا دياب 

قال دياب بحيره : كنت اعمل ايه يا بهيه بس 

قالت بهيه برفق : معلش يا اخويا انا مش قصدي اضايقك ...انا بس خايفه عليها من قعدتها لوحدها 

قال دياب يوافقها : ومين قالك اني مش خايف عليها ...بس غصب عني مقدرتش اقف ضدها المره دي كمان 

......

....

امسك هادي بهاتفه واجاب سريعا بقلق حينما رأي رقم وصال : وصال انتي كويسه ؟!

داعبت أذنه رقه ضحكتها بينما تقول بهدوء : كويسه متقلقش ....استمعت الي تنهيده الارتياح التي خرجت منه وبعدها سادت لحظات من الصمت قطعتها بينما 

وجب أن تخبره بسبب اتصالها : انا اتصلت اولا عشان اطمن عليك وصلت ؟!

قال بنبره خاويه دون أن يبدي دهشته : اه من بدري واهو قاعد في الوكاله 

عقدت وصال حاجبيها وقالت باستنكار : ليه مروحتش عشان ترتاح 

قال هادي بنفس خواء نبرته : انا كويس الحمد لله ومش بعمل حاجه ده انا قاعد بس وعيني علي الشغل 

اومات وصال وتنهدت بينما داعب قلبها احساس بالذنب وإحساس اكبر بالحنين 

لتقول بصوت متحشرج قليلا : طيب متنساش مواعيد الدوا بتاعك ....وكمان جلسات العلاج الطبيعي لازم تكملها 

قال هادي بتسويف : أن شاء الله 

تنهدت مجددا ووصلت إليه تنهيدتها والتي أراد أن ينفث عن كبت مشاعره ويتنهد مثلها ولكنه لم يفعل وبقي صامتا ليستمع لتنهيده أخري تبعها صوتها المحمل بحراره بينما تقول بصدق : انا كمان اتصلت عشان اقولك شكرا ....مجددا اعادتها: شكرا يا هادي 

اغمض عيناه بينما سماع نبرتها محمله بهذا الحنين وعدم وجودها أمامه وكل تلك المسافات تفصلهم اعتصر قلبه الذي ربط عليه حجر بينما بقي صامت يستمع إليها لتتابع وصال : شكرا علي كل حاجه عملتها عشاني...!

ابتسمت وتابعت  : بجد شكرا ...انا لقيت الفلوس وكمان الدهب ... ليه يا هادي 

قال هادي بينما ارتسمت علي شفتيه ابتسامه مريرة وهو يتقبل شكرها أنه تركها تبتعد عنه : ده دهبك وحقك والفلوس برضه حقك .... متشكرنيش علي حاجه 

المهم تكوني مرتاحه 

اطرقت بصمت وهي تسأل نفسها هل تشعر بالراحه ...والاجابه نعم ....نعم تشعر بأن القيود التي كانت تخنق عقلها قد تحررت منها وتبقي فقط وجيعه قلبها !!

..........

.....

انتفض الصبي من جلسته علي صوت دياب الكبير : انت يا واد انا مش قولتلك لما المعلم هادي يطلع من وكاله عبد الباسط تقولي 

تعلثم الصبي الذي نسي تماما وما زاد الطين بله أنه قد رأي هادي يغادر الوكاله قبل قليل ليزجره دياب بسخط : حسابك معايا بعدين 

وضع عباءته علي كتفه وانصرف بسخط بينما يهتف به سمعه باعتذار : حقك عليا يا معلمي 

لوح له دياب الكبير بسخط وتابع طريقه بسخط اكبر بينما لم يتحصل من هادي علي اجابه حتي الآن ولكن بالأمس أخذ دياب حقائب أخته وإعادها الي هادي كما ظن لذا فليتمهل قليلا بعدها يفتح الحديث مع هادي مره اخري !

......

........

التفتت حميده تجاه فله التى أسرعت إليها تزف إليها هذا الخبر : ست حميده يا ست حميده 

:  في ايه ؟!.

قالت فله بابتسامه واسعه : جايبه ليكي خبر بحلاوة كبيرة 

نظرت لها حميده أن تتحدث : قولي يا بت من غير حوارات 

قالت فله بابتسامه واسعه : مرات اخويا ليها واحده صاحبتها وصاحبتها تبقي من بيت ولاد العزاوي وال ايه ابنهم الكبير امه بتشوف له عروسه وقالوا مين بقي 

زجرتها حميده : اخلصي يا بت 

قالت فله سريعا : قالوا علي البت شروق ....انا بقي اول ما سمعت كده قولت لمرات اخويا تقول لصاحبتها علي كل عمايلها وتخلي العريس يصرف نظر ...ايه رايك فيا بقي 

نعم الثأر يلائم هوي كبير في نفس حميده ولكنها تلك المره لم تشعر برغبة في ذلك الهوي لتدير عيناها بارجاء المنزل حولها بينما دارت به الكثير والكثير من المؤامرات وابنها كان الضحيه وبعد أن كادت تفقده لا تريد شيء إلا العيش بهدوء وسلام وابنها وابنتها سعداء 

لذا التفتت الي فله وهتفت بها : قومي يا بت بسرعه تروحي لمرات اخوكي وتقولي لها متتدخلش 

نظرت لها فله بعدم فهم : يعني انتي عاوزة الجوازه تتم 

هتفت حميده باستغناء عن الاذي لأول مره : تتم ولا متمش ميخصناش اهي راحت لحال سبيلها 

قالت فله برفض : ده انا قولت هتفرحي أن حق المعلم جه ونحرق دمها 

قالت حميده بيقين ؛ حق ابني اخدته منها في وشها ومش هأذي وليه في ضهرها ...تغور تتجوز ولا تتطلق بعيد عننا ...يلا قومي اعملي الي قولت عليه 

.........

....

مال دياب برأسه تجاه البوابه الخارجيه للمنزل حيث جلس يرتشف الشاي بالحديقة ليري ذلك الخيال الاسود يتحرك ناحيته ....قام ليتبين ماهي ليتفاجيء بأنها صديقه ....عقد حاجبيه وتغيرت ملامحه الي الشراسه بينما نظر دياب باستفهام إليها مزمجرا : عاوزة ايه ؟!

قالت صديقه بتعلثم : انا ...انا جايه مرسال يا معلم 

هتف دياب بسخط : مرسال من مين ؟!.

قالت صديقه وهي تخفض عيناها للارض بوجل : من ام عيالك !!

زمجر دياب بسخط : انطقي يا وليه كلامك كله مره واحده 

قالت صديقه مجبره علي نقل رساله ابنتها : بتقولك عاوزة تشوف عيالها ضروري 

تراجعت بهيه وقلبها ينتفض بين ضلوعها والدموع تشق طريقها الي عيونها بينما استمعت الي تلك الكلمات 

التي عقب دياب عليها بحده لاذعه: غوري يا وليه من هنا وقولي لها معادتش ليها عيال واياك مره تانيه تعتبي بابي فاهمه 

........

.....


تقلبت وصال من جنب الي الاخر بينما شعرت بالملل والفراغ ....تصفحت هاتفها وحاولت قراءه أحدي الكتب ولكن لم يطرق النعاس عيونها .... تنهيده تلو الأخري انبثقت من صدرها لتعتدل جالسه وتتطلع الي الساعه ...ترددت قليلا وسألت نفسها لماذا تفعل هذا ولكن قلبها تواري خلف صوت عقلها الكاذب لتقول تبرير وهمي لهادي الذي أجاب سريعا علي هاتفه 

: انا قولت اتصل افكرك بميعاد الدوا 

تخبط قلبه بصدره وتخبط عقله وتفكيره كما حالها ....ارادت البعد وابتعدت فلماذا لا تنفك تقترب ...زجرها قلبها واحست بتأنيب الضمير بينما لا تدع له فرصه كي ينساها ومن قال إنها تريده أن ينساها ....لا ترسو علي بر وهو لا يمانع طالما حبل الوصال بينهم ممدود !

...........

.....

بحنان شديد أحاط دياب بذراعيه بهيه التي أخذت الطفلين بحضنها وضمتهم لها بقوة تبكي بقهر ليقول مطمأنا : متخافيش يا بهيه محدش هيبعدهم عنك 

قالت بهيه ببكاء وهي تضم الصغار إليها أكثر : خايفه يا دياب ...هي في الاول والاخر امهم ومسيرها تطلع وتاخدهم 

هز دياب رأسه وقال بنبره مطمأنه : عمري ما هخليها تقرب لهم 

قالت بهيه بشك : وهما لما يكبروا لو سألوا عنها  ... ماهي امهم 

قال دياب بثقه وهو يربت علي كتف بهيه: ميعرفوش غيرك أم يا بهيه ....الام مش اللي ولدت 

شاكسها بينما يضع يده علي بطنها : انتي بس اللي اوعي العيل اللي جاي ينسيكي مصطفي وعلي 

قالت بهيه باستنكار : انا برضه يا دياب ...قبلت الصغيرين وتابعت بحنان : عمري ما اقدر ...دول عيالي وانت لسه قايل الام مش اللي ولدت وغلاوتهم مش هتتغير ابدا حتي مع العيل اللي جاي 

مال دياب يقبل جانب عنقها بينما يقول : بس انا بقي العيل اللي جاي هيبقي له معزه تانيه عشان منك يا بهيه !

......


...

يومان وهي تصبر حنينها بتلك المكالمات التي تتحايل وتقول بأن المبرر هو مواعيد الدواء وهو ينتظر كل مكالمه علي احر من الجمر لعل نيران اشتياقه لها تخفت....يتحدثون مطولا وكأنهم عادوا مراهقين ....تغلق وقلبها يفيض بحبه وكأنها عادت سنوات للخلف تعيش مجددا قصه حب ولكن هل تستطيع مواجهة عقلها أو قلبها بهذا ...ابدا !!

فهي فقط تذكره بمواعيد ادويته!!

.......

..


مسح دياب برفق دموع والدته التي عاتبته بشده علي عدم أخباره بمغادره وصال 

: انكتب عليا اعيش بعيد عنها طول عمري واتحرم منها 

قال دياب برفق وهو يمسح دموعها : متقوليش كده يا امه ...

قالت مهجه بقهر : امال اقول ايه .... ازاي يا دياب توافقها وازاي هادي يرضي 

قال دياب بعقلانيه اقنع نفسه بها : ماهو احنا جربنا يا امه نغصب عليها ونعاند معاها ...خلينا نطاوعها المره دي وزي ما هادي قال انا كمان حاسس انها هترجع وحدها 

قالت مهجه بكمد : ولو مرجعتش ...تفضل عايشه وحدها ....يا دياب دي حبلي ومحتاجة حد يراعيها

توجع قلب دياب لينظر الي والدته بشفقه ويحاول أن يهون عليها : انا مش هسيب بتي ....خدني ليها يا دياب 

لمعت عيون دياب وقال سريعا : بجد يا امه ...عاوزة تروحي لوصال 

قالت مهجه باستنكار : وهو ده سؤال ...طبعا هروح لبتي واقعد معاها 

تهللت ملامح دياب ليهز رأسه قائلا : عين العقل يا امه ...نظر في ساعته وتابع : طيب شوفي بقي انا هروح الوكاله لأجل ما اشوف الشغل وبكره الصبح باذن الله تكوني جهزتي واخدك نروح لوصال ...انا اقعد معاكم لنص النهارد وبعدين ارجع 

اومات مهجه بضحكه واسعه لتقول سريعا : طيب انا بقي هعمل ليها كل الاكل اللي بتحبه واخده معايا 

هز دياب رأسه وقبل راس والدته قائلا : طيب يلا يا ام دياب خلينا نفطر عشان الحق اروح شغلي 

هزت مهجه راسها واتجهت لتجهز الافطار......حملت الشاي واتجهت الي غرفه ابيها تتخذها فرصه لتستأذن منه الذهاب الي وصال 

وضعت الشاي قائله : اتفضل يا ابويا 

اوما لها دياب الكبير قائلا : تسلم ايدك يا مهجه 

حمحمت مهجه قائله : بقولك يا ابويا ....انا ...انا اصل وصال وحشاني 

قاطعها دياب الكبير بابتسامه ماكره بينما فتحت له الحديث الذي كان سيتحدث به معها فهاهو يتصيد فرصه لهادي الذي لايستطيع أن يتحصل عليه : بنت حلال يا مهجه انا لسه كنت هكلمك عنها 

ابتسمت مهجه وقالت متشجعه : انا بقول بعد اذنك اروح اقعد معاها يومين 

عقد دياب الكبير حاجبيه بينما يسأل ابنته باستنكار ؛ وليه يابوي تقعدي عندها ....انا كنت هقولك اعزميها هي وهادي عندنا بعد بكره الجمعه واعملي عزومه كبيره لهم ولو عاوزة تعملي كل حاجه ونروح عنديهم معنديش مانع إنما بلاها تقعدي وسطهم ...برضه الراجل ومراته لسه يا دوب متصالحين سيبهم لحالهم 

تعلثمت مهجه وتغيرت ملامحها بينما لم تفهم بعد أن ابيها يجهل أن وصال غادرت لتقول بعفويه 

: نروح عندهم فين يا ابويا ....انا كنت بتكلم اني اروح لها بيت ابوها عشان متقعدش لحالها 

تغيرت ملامح دياب الكبير ونظر الي ابنته بسخط شديد وهو يسأل بتوجس بينما لم يأتي علي باله من قريب أو بعيد أن وصال قد تفعلها : انتي بتقولي ايه يا مخبله انتي ؟!

غضب شديد سري بعروق دياب الكبير الذي صاح بغضب شديد مستنكرا : يعني ابنك عارف ومقالش ليا ....ابنك وافق علي كده وانا معرفش 

قالت مهجه بتعلثم : ماهو 

صاح دياب الكبير بسخط شديد : ماهو ايه 

انتفضت مهجه من مكانها بينما 

كالاسد الثائر زأر دياب الكبير بغضب جارف وهو يطيح بتلك الصينيه من يد مهجه التي تراجعت للخلف بوجل 

: ديااااب ......دياااب 

تقابلت خطواته الغاضبه بخطوات دياب الذي اسرع تجاه صوت جده والذي اندفع بلا مقدمات : الكلام اللي قالته امك صح ..... انت وافقت اختك علي اللي كان في دماغها !!

غلت المراجل برأس دياب الكبير بينما لم تشفي اجابه دياب المحايده نيران غضبه ليتجه كالطقله الغاشمه تجاه هادي بينما 

بمزيد من الثوره كان دياب يتهكم بضراوة من هادي : وانا اللي كنت فاكرك راجل ....نظر له بسخط وتابع : اهي الحرمه مشت كلامها عليك 

يا فرحتي بالرجاله اللي بالاسم بس عندها اخ وجوز واخرتها سايبنها تعيش لحالها معلوم ماهي ملقتش راجل يقف لها 

خفض هادي عيناه وكبح جماح غضبه من كلمات دياب الكبير المتهكمه : مفيش داعي لكلامك ده ياحاج 

هتف دياب الكبير بسخط : وهو كلامي غلط يا سيد الرجاله ....سايب مراتك لحالها 

أطلقت عيناه الشهب وتابع باندفاع وهو يضرب المكتب بقبضته: مراتك ايه ...والله ما تقعد علي ذمتك دقيقه واحده ...كور قبضته وتابع بوعيد : طلقها وانا بقي اللي هعمل اللي انت وأخوها مقدرتوش تعملوه 

اسرع هادي يقف أمام دياب الكبير الذي كاد أن يتحرك : مش هتعمل لها حاجه يا حاج دياب 

نظر له دياب باستنكار : انت بتعارضني 

اوما هادي قائلا : أيوة يا حاج ...وصال مراتي ومش هطلقها وانا الوحيد اللي مسؤول عنها وانا راضي يبقي لا مواخذه يا حاج متدخلش !!

احتقن وجه دياب الكبير بالغضب لينظر الي هادي شزرا : يعني ده اخر قولك 

اوما هادي ليقول دياب الكبير : ماشي يا هادي ... يبقي من اللحظه دي متعتبرش أن ليك كبير وانت برا حساباتي وكمان شراكتنا هفضها ومن هنا وطالع زيك زي الغريب هقف قصادك في كل مزاد 

زم هادي شفتيه وخفض عيناه بينما يقول : يا حاج دياب احنا اهل قاطعه دياب الكبير بسخط وهتف بنبره قاطعه : معدناش ....حالا قدامك حل من الاتنين أما تروح تجيبها وتفضل راجل قدامي واما تبعت للمحامي يفض الشراكه عشان أنا مش هشارك .....بتر جملته وترك المغزي ليفهمه هادي !

.......

...

نظرت بهيه الي مهجه التي كانت تتحرك بتوتر لتقول لها بهيه برفق : يا امه ما انتي عارفه جدي بيطلع كده وبعدين يهدي 

نظرت لها مهجه بحيره : ياريت يا بهيه كلامك يكون صح ....بس ابويا لا يمكن يسكت علي قاعده وصال لحالها 

قامت بهيه وربتت علي كتف مهجه قائله : ماهو انتي بكره باذن الله رايحه لها وهقعدي معاها ....بترت بهيه باقي حديثها حينما لمحت جدها الذي استمع اليها.

اشار الي مهجه قائلا : تعالي يا مهجه 

سارت مهجه خلفه الي غرفته بينما احتضنت بهيه مصطفي وهي تدعو أن تمر علي خير 

اشار دياب الكبير الي ابنته قائلا : اقفلي الباب واقعدي 

قالت مهجه بتوتر : خير يا ابويا 

نظر لها دياب الكبير وهتف بنبره قاطعه : مفيش مرواح لبتك 

ابتلعت مهجه بثقل بينما تابع دياب مكررا بنبره أشد قطعا : ومفيش من هنا وطالع حاجه اسمها بتك واسمها مش عاوز اسمعه طالما طلعت عن طوعي يبقي تنسيها

غص حلق مهجه وفتحت فمها ولكن ابيها لم يعطي لها فرصه : مش عاوزك تراجعيني في الحديث اللي قولته هيمشي ....معادش عندك بت واصل 

هزت مهجه راسها وقالت باستنكار رافضه قسوه ابيها : بس انا عندي بت يا ابويا ...بت اتحرمت منها سنين ومش عاوزة اتحرم منها تاني 

هتف دياب الكبير بسخط : طالما طلعت عن طوعي يبقي معادتش يا مهجه ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : طول ما اخوها وجوزها مطاوعينها هتركب راسها انام لما تلاقي نفسها وحدها هترجع تقول حقي برقبتي ولو جوزها كان راجل مكانش سابها على هواها وحتي اخوها بالاسم بس معلمين وهي مشت كلامها عليهم 

فتحت مهجه فمها لتدافع عن ابنتها ولكن دياب اخرسها بسخط : اخرسي واياك تدافعي عنها قدامي واللي قولته هتنفذيه يلا من قدامي 

استدارت مهجه بخطوات مهزومه ليوقفها ابيها بينما يزمجر بتحذير : لو دياب عرف كلمه باللي حصل بيننا يا مهجه يبقي انتي قاصده توقعي بيني وبينه ... انتي عارفه هيعمل ايه ووقتها انا مش هسكت ويمين بالله زي ما طلعت ابني من حساباتي لهكون عامل كده فيكي وفي دياب ومش هتكونوا اعز عندي من ولدي 

انبثقت الدموع من عيون مهجه بينما دياب الكبير لم يقطع كل حبال الود بينه وبين حفيده ولم يضغط عليه كما فعل مع هادي ولكنه ضغط علي مهجه التي يدرك أن لاحول لها ولا قوة أمام سطوته 

....

لم يقل هادي شيء لدياب عما حدث من جده بينما رأي دياب ملامحه المعكره وظنه بسبب بعدها ليقول بمشاكسه 

: انا رايح بكره مصر 

التفت له هادي بلهفه يتبين سبب ذهابه وقد من أن دياب الكبير له يد : خير

قال دياب بمكر يشاكس هادي : اصل هوصل امي تقعد مع وصال كام يوم 

يعرف أن شيء كهذا سيسعد هادي ويجعل كلاهما يرتاحان لأنها لن تكون بمفردها 

: عين العقل يا دياب ....انا جاي معاك 

نظر له دياب بمكر : ليه !!

قال هادي متنهدا : هيكون ليه ....وحشتني 

وكزه دياب بكتفه مزمجرا : مش قولتلك قبل سابق بلاش تتبحبح في الكلام انا اخوها..

.....

تلك المره هو من كان يتصل لتتسع ابتسامتها بينما يقول لها : انا والست ام دياب ودياب عازمين نفسنا علي الغدا عندك بكره لو تسمحي يا دكتورة 

قالت وصال بترحيب ولهفه : بجد يا هادي ...ياريت 

قال هادي بحنان وسعاده من أجلها بينما قفزت السعاده من نبرتها: ومش بس كده ...دي الست ام دياب هتقعد معاكي كمان 

نامت وصال وهي تخرج لسانها لوحدتها التي لم تصاحبها وغدا ستكون والدتها معها ولا تدري ان جدها قد حكم عليها إلا تفعل وحكم عليها أن تبقي وحيده عقابا لها !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

اقتباس من الفصل القادم 


نظر دياب بدهشه الي والدته ؛ مش جايه معايا ؟!.

قالت مهجه باقتضاب وهي تخفي بداخلها الحقيقه : تعبانه شويه يا ولدي 


نظر هادي بتأثر تجاه وصال التي قالت بأسي : سمعت كلام جدي وسابتني زي ما عملت كده زمان 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !