بساط السعاده الفصل الستون

0


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

داعبت الغيره قلبها من مشاكسه نانسي والتي تدرك جيدا أنها مجرد مزاح يحمل رساله كما حال كل الرسائل التي كانت ممن حولها واولهم والدتها التي يتمزق قلبها بقوة ويزجرها بينما صورتها وهي تغادر منزلها منكسره تفتك بها .... ليدور برأسها اخر حديث لهم 

Flash back 

انتوا غلطتوا كلكم وانا عملت الصح 

تنهدت مهجه وقالت بحكمه : هقولك كلمتين يا وصال ...انتي صح بحسابات عقلك بس مش كل حاجه تتحسب بالعقل ....قلبك بيفط جوه صدرك وعاوز امك  وعاوز بيتك وجوزك واخوكي بس عقلك سايقك .... اوزني بينهم يا بتي مش هقولك الا كده 

Back 


تنفست وصال بعمق والقت نظره اخيره علي مظهرها قبل أن تتجه الي الباب حيث وقفت نانسي وهمست لها بمرح : خدي نفس تاني كده 

التفتت لها وصال بدهشه لتغمز نانسي بشقاوة : هتشوفي قمر برا 

توقفت وصال أمام هادي وبالفعل احتبست أنفاسها بصدرها وتعلقت عيناها بهيئته المثاليه وملامحه التي اشتاقت لها ....تأنق كثيرا ببدلته السوداء وخصلات شعره المصففه بعنايه بينما وضع عباءته الانيقه علي كتفه وجلس يتطلع في ساعته الفضيه الانيقه 

اعتدل واقفا حينما اقتربت منه خطواتها ومثلما طاح الاشتياق بانفاسها فعل به اشتياقه لها الافاعيل ودارت حرب ضاريه بينه وبين نفسه التي تاقت لها وخشي كثيرا من صدها له لذا حاول أن يتحكم في أنفاسه ونظراته التي تريد التهامها شوقا .... كانت وصال المبادرة بالابتسامه لتتعلق عيناه بابتسامتها ويتساءل هل خلفها صفاء ام جفاء اخر من جبل قسوتها الذي لا ينضب !!

حاولت أن تتجاهل كلمات نانسي ولكن مهما حاولت تجاوز كلماتها إلا أنها طوال الطريق كلما نظرت إلي هادي ترددت في أذنها وداعبت الغيره قلبها .... !!

ليس غيره عليه فقط بل غيره لأنها لا تستطيع أن تكون مثلها وتسعد بحياتها بينما تشعر كل يوم أنها تغرق بدوامه النزاع بين عقلها وقلبها !

.......

نظر دياب الي بهيه التي جلست تضع يدها علي خدها ليسألها بقلق : مالك يا بهيه ....انتي تعبانه ؟

هزت بهيه راسها وقالت بحنان : لا يا حبيبي انا كويسه 

اتسعت ابتسامه دياب الذي جلس الي جوارها وأمسك بيدها متسائلا بينما يري في عيناها ذلك الحزن : طيب مالك 

نظرت له بهيه وقالت بكمد : زعلانه علي امه مهجه 

عقد دياب حاجبيه بقلق : مالها امي 

نظرت له بهيه وقالت بحزن : قاطعه الاكل وطول اليوم نايمه....غص حلقها بينما تتابع : انا مش عارفه اطلعها من اللي هي فيه 

اعتدل دياب واقفا وقال بقلق شديد : من أمتي يا بهيه وليه مقولتيش ليا ....تلاقيها عيانه 

هزت بهيه راسها وامسكت بيده بينما تقول بتردد : لا بعد الشر عنها...هي كده من يوم ما 

بترت حديثها ليحثها دياب أن تكمل : يوم ايه ؟!

زمت بهيه شفتيها قائله : هقولك بس توعدني انك مش هتزعل من وصال 

نظر لها دياب بصبر نافذ : اتكلمي يا بهيه 

...........

...

رحب عبد الباسط بهادي وكذلك وصال التي وجدت نفسها بعفويه تضع يدها في ذراع هادي الذي خفق قلبه من بين ضلوعه وهو يراها تبادر بالقرب الذي لا يريد شيء في العالم سواه ...! 

وضعت وصال حقيبتها الصغيره امامها علي الطاوله لتقع عيناها علي اسورتها الذهبيه والتي وجدت نفسها تختارها وترتديها ....نظر هادي الي الأسورة التي زينت يدها وقد لمعت فصوصها الملونه وتنهد بحنين وهو يتذكر متي اشتراها لها !! 

سأل نفسه أن كان ارتداءها للاسورة رساله مخفيه منها تحمل مبادره أن أن قلبه المشتاق لها يركض خلف اوهام وهاهي مبادره أخري حينما 

مدت وصال يدها الأخري الي قفل الاسورة التي لاحظت انه غير مغلق 

: هادي 

نظر هادي إليها لتشير الي الأسورة وتقول بصوت رقيق وهي تمد يدها إليه : ممكن تقفلها ليا 

اوما هادي ومد يداه يغلق قفل الاسورة وعيون وصال تهيم به بينما تزداد خفقات قلبها .... بعفويه بعد أن تنتهي هادي ربت علي يدها وباللحظه التاليه كان يترك يده فوق يدها مستجيب لحنين قلبه وشوقه الجارف ....!

لم تسحب يدها بل تركتها أسفل يده ولحظات وكانت تصبح بين يده يمسك بها وكل منهم يتظاهر بالنظر تجاه العروس يخفي مشاعره عن الآخر !

كلما ابعد نظره عنها كانت وصال تغمض عيناها وتتنفس بعمق وقلبها يتراقص بين ضلوعها وحينما يلتفت إليها تتظاهر أنها تنظر تجاه العروس وبداخلها تتبرطم بحنق : منك لله يا نانسي !

تشعر بانجراف مشاعرها تجاهه ولا تستطيع السيطره عليها وليس هذا فقط بل ما لا تريد الاعتراف به هو أنها لا تريد أن تسيطر علي مشاعرها اليوم بل تريد أن تترك لها العنان ....تريد أن تسعد بلحظات قربه وتريد أن تقترب أكثر فمضي الوقت بينهم دون خلاف أو جدال أو عتاب بل كان بهمسات ولمسات عفويه عبر بها كل منهما عن اشتياقه للآخر 

......

.........

بحنان شديد أحاط دياب كتف والدته التي نظرت له بحنان تسأله : مالك يا دياب 

نظر لها دياب برفق شديد وقال بينما يمرر يداه علي جانب وجهها معاتبا : ليه مقولتيش ليا أن وصال صدتك؟

نكست مهجه راسها وقالت بكمد اوجع قلب دياب : مفيش حاجه تتقال ...حقها 

هز دياب رأسه وهتف بعنفوان : لا مش من حقها تأنبك وتصدك ....زفر بحنق وتابع : انتي امها 

غص حلق مهجه وقالت بدفاع عن وصال : ام بالاسم وبس ...غصب عني زمان معرفتش اخليها جنبي وقولت خليها مع ابوها عشان تطلع احسن مني ولما سافرت صبرت قلبي وقولت تشوف مستقبلها ولما رجعت قولت هتفضل جنبي بس معرفتش ابقي الام اللي هي عايزاها وبرضه لما مشيت قولت ده احسن لها عشان مش هتتحمل أوامر جدك ....ربتت علي ساق دياب وتابعت بسماحه: انا مش زعلانه منها ومقدره...قاطع دياب والدته بضيق بينما أوجعته كلمات والدته واشفق عليها : هي اللي تقدر يا امه ....احتضن والدته بحنان وتابع برفق شديد وهو يقبل يدها : حقك عليا انا يا امه ...انتي احسن ام في الدنيا 

ابتسمت مهجه ونظرت الي ابنها الذي أثلج صدرها ليقبل دياب راسها بينما قالت مهجه برجاء : بلاش تزعل اختك يا حبيبي هي ملهاش غيرك دلوقتي وقلبي راضي عنك وعنها وانا مش زعلانه منها ...انا قصرت في حقها وهي عاتبتني حتي لو عتبها عليا قاسي فده طبعها 

اعتصر دياب عيناه متنفس بضيق : احنا مش أعداء يا امه عشان نقسي علي بعض 

ربتت علي يده وقالت بسماحه: والله وصال ما في اطيب من قلبها بالضبط زي جدك .... من برا تبان جامده بس من جواها قلبها ابيض من اللبن الحليب 

ابتسم لها دياب برفق وقال بمرح : طيب بمناسبه اللبن الحليب بقي ممكن تعملي ليا لقمه وكوبايه لبن من ايدك 

قالت مهجه وهي تهز راسها : عيني يا حبيبي 

قال دياب وهو يوقفها : بس بشرط 

اومات مهجه له : هتأكلي معايا 

هزت مهجه راسها ولكن دياب أصر عليها لتأكل من يداه 

.........

....

انقضي الوقت سريعا وكل منهما يحسب الوقت الباقي علي فراقهم مجددا 

التفت هادي الي وصال التي لاحت ملامح الامتعاض علي وجهها : مالك يا وصال ؟! 

قالت وصال بابتسامه هادئه : اكلت حلو كتير وحاسه أن نفسي جذعت 

توقف جانبا ونظر لها بقلق وهو يمد يداه الي المقعد الخلفي يحضر لها زجاجه المياه 

ويقول برفق : اشربي 

قالت بعد أن ارتشفت القليل : انا كويسه 

نظر إلي وجهها والي ابتسامتها التي لم تفارق شفتيها تلك الليله التي لا تريدها أن تنتهي 

: اجيبلك حاجه حادقه 

اومات وصال وهي تفكر ماذا تريد أن تأكل بينما كل ما تشتهيه من اول حملها هو الحلو وليس الحادق 

: تيجي نروح اي مطعم نتعشي 

نظرت له وصال باستفهام : بجد 

اوما لها بقليل من التوجس أن ترفض ولكنه تفاجيء بها تهز راسها بابتسامه قائله : ماشي

............

....

نظرت سمر الي ياسين وقد تغيرت ملامح وجهها : ليه ؟!

قال ياسين بدهشه : ليه اخد عبدالله معايا الوكاله ولا ليه عبد الله بالذات 

اومات سمر بتعلثم : قصدي يعني ....هو ..هو ضايقك 

رفع ياسين حاجبه وقال باستنكار : انتي مخك راح فين يا سمر ....وانا هتضايق من عيل زي عيالي 

هزت سمر راسها وقبل أن تقول شيء كان ياسين يقوم من جوارها ويقول بنبره قاطعه : خلاص يا سمر اعتبري اني مقولتش حاجه 

أسرعت سمر تقوم خلفه وتقول باستدراك : ليه بس يا ياسين ...انا يااخويا مش قصدي انا بس بقول عبدالله صغير وعنده مدرسه 

التفت لها ياسين وقال مقاطعا : انتي فاكره اني هاخده معايا عشان أنا جوز امه اللي هيطلعه من مدرسته ويقطع من جتته....زفر وتابع : انا يا بت الناس كده 

تنهد وتابع : انا بعمل معاه زي اللي بعمله مع عيالي وزي ما ابويا عمل معايا وجدي هاخده معايا في الإجازة يتعلم الشغل عشان يبقي مكاني في يوم من الايام ومدرسته زي ماهي 

خفضت سمر راسها وقالت بخجل ممزوج بالاعتذار : حقك عليا يا ياسين انا مش قصدي 

اوما وربت علي كتفها : ولا يهمك ...حقك تخافي هاي عيالك وزي ما قولتلك انسي اللي قولته 

......

...

شعرت وصال بالتخمه بعد تناول ما هذا الطعام بشهيه كبيرة لتضع الشوكه من يدها وتتنفس بثقل قائله : انا اكلت كتير اوي ...

قال هادي بحنان وهو يتطلع إليها بينما تناول القليل واستغل وجودها أمامه من سد جوع نظراته إليها : بالهنا والشفا....اطلب لك حاجه تاني ...تحلي بأيه 

هزت راسها وقالت وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخه: لا خلاص مش قادره 

ضحكت وتابعت بمرح : اكل حلو وارجع لكل حادق ...هنفجر كده 

ابتسم هادي لها قائلا : بعد الشر عنك ...كلي اللي نفسك فيه 

أدارت وصال عيناها في أرجاء المكان ثم عادت لتنظر الي هادي قائله : تعرف انك دي اول مره نخرج مع بعض بعد شهر العسل 

تنهد هادي بحنين قائلا : انتي مطلبتيش 

هزت كتفها وقالت بدلال : وانت معزمتش 

اوما لها وقال بامتثال: عندك حق ....غالبته ابتسامته بينما بحنين أخذته الذكريات ليتابع : كنت بحب اكلك 

ضحكت وصال وقالت باستنكار مرح : اكلي !!

تلاقيك ارتحت من طبخي 

هز رأسه وزم شفتيه بتمني أن يعود لايامهم السابقه معا ليشاكسها بينما لا يبارح الحنين نظراته : عامله ايه مع الست ناديه السيد 

ضحكت وصال وقالت متنهده : لا ما خلاص بقي هطبخ لمين 

رفع حاجبه وقال باستفهام: امال بتاكلي ايه ؟

هزت كتفها وقالت بينما تمرر يدها فوق أناملها لعلها تسيطر علي سيل الحنين الجارف الذي انتابها ولاح بنظراتها ونبرتها: اهو اي حاجه ...نظرت له وتابعت بمشاكسه : تلاقيك انت طنط مدلعاك وبتعملك احلي اكل كل يوم  

هز رأسه قائلا : لا بأكل اي حاجه لما يجي ليا نفس 

عقدت حاجبيها وقالت بفضول : هو انت مش قاعد مع مامتك 

هز رأسه بينما ياخذهم الحديث وكل منهما يريد أن يعرف تفاصيل يوم الاخر بعيد عنه 

: طيب ليه مش قاعد معاها ؟!

قال بتخلي : عاوز ابقي لوحدي 

تنهدت وصال بثقل قائله : بس الوحده مش حاجه حلوة 

التقت نظراتهم ليري صدق كلماتها ويتساءل هل هي مثله تكره وحدتها بدونه وإن كانت كذلك فلماذا تبقي بعيده عنه 

هزت كتفها وتابعت بصوت حزين : لولا نانسي مكنتش عارفه اليوم هيعدي عليا ازاي 

نظر اليها قائلا : نانسي مرات الواد الساقع ابن عمك 

ضحكت وصال لتتقافز دقات قلبه طربا علي ضحكتها : حرام عليك علي فكره 

هز كتفه وقال بجديه : ساقع ومالوش وصف تاني 

نظر إليها وتابع بعفويه : بس مراته شكلها مش شبهه 

عقدت وصال حاجبيها بينما داعبت الغيره قلبها مجددا : مش شبهه ازاي يعني 

اجاب بعفويه : اهي مبلوعه شويه عنه 

بدأت حمره الغيره تسري تجاه وجنتها وهي تقول بمكر معقبه: شكلك استلطفتها ....صكت اسنانها وتابعت بغيرة واضحه: هي كمان اعجبت بيك اول ما شافتك 

عقد هادي حاجبيه وقال باستنكار لتلك التهمه: تعجب ليا ليه ...تعجب بالساقع جوزها 

عضت وصال علي شفتيها وقالت  : مش الاعجاب اللي في دماغك 

اوما لترفع نظراتها إليه وتتابع بعفويه : اصلا النهارده شكلك حلو اوي 

ابتلع هادي ببطء بينما يحاول السيطره علي دقات قلبه وهو يقول : ده من اصلك 

ضحكت وصال لتخطف قلبه أكثر : ده بدل ما تقولي وانتي كمان 

عضت علي شفتيها باستدراك بينما لم تعتاد أن تدفعه لتتغزل بها ولكن اشتياقها لعسل كلماته غلبها لتخفض عيناها الي بطنها المنتفخة وتتابع : اصلا انا بقيت شبه الدبدوب ...رفعت يدها علي خدها الممتلئ وتابعت : ايه خدودي دي ؟! 

هز هادي رأسه ضاحكا وهو ينزل يدها التي قرصت بها خدها لتتعلق عيناه بعيونها بينما يقول ببطء : زي القمر 

عضت علي شفتيها التي انفرجت بتلك الابتسامه الواسعه وخفضت عيناها الي بطنها مجددا ثم نظرت إليه : بجد يا هادي ...يعني مش وحشه وشبه الدبدوب 

هز رأسه ووضع يده علي خده وهو يتطلع إليها بينما يجاوبها قلبه الذي يراها اجمل امراه في الكون 

مررت يدها برفق فوق بطنها وقالت بتمهل: انت مش عاوز تعرف بنت ولا ولد 

تهللت ملامحه بينما توجست ملامحها وهي تتابع : خوفا اقولك انها بنت تزعل 

عقد هادي حاجبيه باستهجان شديد وهو يضع يده فوق بطنها : ازعل أن جاي ليا حته منك ....ايه اللي بتقوليه ده 

قالت وصال وهي تغالب حزنها وتتطلع الي فرحته لتتببن صدقها : بجد يا هادي انت فرحان انها بنت 

قال هادي بسعاده واضحه وهو ينظر إليها : مش محتاجه تسألي ومكانش ليكي حق تخبي عني 

قالت وصال بخجل : انتوا اكيد بتحبوا الولاد اكتر 

هز رأسه وقال برفض : العيال نعمه والبنت زي الواد بالعكس ده البنت تزيد غلاوة 

نظر إليها وقال بصدق : هو حد كان جنب الدكتور الا بنته 

ابتسمت وصال بحزن وغص حلقها ليمد هادي يده ويضعه فوق يدها ويتابع بحنان وتمني : ياريت بتي تطلع زي امها وتفضل جنبي واعرف اربيها زي ماهو رباكي 

.........

....

كلاهما يرتسم فوق ملامحهما الحنين وكلاهما يتحرر شيئا فشيئا من قيود التفكير وكلاهما يريد أن ينغمس بتلك المشاعر التي تتوهج بينهما .... تركت ذراعها بذراعه التي أخبرت نفسها بأنها فقط تستند إليها بينما طلبت أن يسيران قليلا والسبب الظاهري أنها تريد هضم ما تناولته بينما السبب الخفي أنها لا تريد لتلك الليله أن تنتهي 

شعرت أنهم ساروا كثيرا وبدأت تشعر بالتعب لينظر لها هادي وهي تتثاءب : تعبتي وكبس عليكي النوم 

هزت راسها وقالت وهي تغالب تثاءبها : لا انا بس اكلت كتير ...الاكل كان حلو اوي 

أبتسم لها بحنان بينما تتثاءب مجددا : بالهنا والشفا....كان بس ناقصه كوبايه شاي 

..........

....

نظر دياب الكبير بدهشه واستفهام بينما قال دياب باقتضاب رافض الجلوس الي طاوله العشاء  : ماليش نفس 

قال دياب باستنكار : وقت ما جبت الغدا في الوكاله لينا وللصبيان مرضتش تأكل برضه يا دياب 

قالت دياب باقتضاب : مش جعان ...تصبحوا علي خير 

نظر دياب الكبير الي بهيه باتهام ما أن غادر دياب : ماله جوزك ...انتي مزعلاه

هزت بهيه راسها : لا ياجدي 

زم دياب الكبير شفتيه بينما بدأت الأمور بينه وبين حفيده تنصلح ولكن هاهو من جديد يشعر به يبتعد عنه 

: امال ماله !!

ابتلعت بهيه قائله : معرفش يا جدي 

ابعد دياب الكبير مقعده وزفر قائلا : شيلي الوكل 

قالت بهيه برفق : ليه يا جدي ...انت مأكلتش حاجه 

نظر إلي المقاعد الخاليه حوله وقال بضيق : ومين له نفس .. شيلي يا بتي 

قامت بهيه من مقعدها وأخذت الاطباق دون أن يمسسها أحد كما فعلت وهي تصعد بالطعام الي مهجه 

...........

....

تباطأت يدها وهي تفتح حقيبتها لتخرج المفتاح بينما كانت نهايه تلك الليله ....وضعت المفتاح في الباب والتفتت الي هادي الذي أخذ يعد نفسه هو الآخر لانتهاء تلك الليله التي كانت صافيه كما حال سماء ليله صيفيه تناثرت بها النجوم وزينت السماء 

: تصبحي علي خير 

غالبا غصه حلقها وهي تقول : وانت من أهله 

استدار هادي ببطء وتحرك خطوة غالبت وصال بها نفسها وقبل أن تدخل في نزاع بين عقلها وقلبها كان لسانها ينفلت : هادي 

التفتت لها سريعا لتقول بتعلثم : مش كنت عاوز شاي 

عضت علي شفتيها بينما تريد ايقاف لسانها ولكنه أفلت من سيطرتها ونطق : ادخل اعملك شاي ...عضت علي شفتيها مجددا : قصدي يعني ...عشان تعرف تسوق وانت راجع ...يعني قصدي لو حابب ...انا ...قصدي هعملك شاي و ....ضاعت باقي كلماتها المبعثرة كما حال انفاس كلاهما بينما بلحظه وجدت نفسها بين ذراعيه وشفتيها بين شفتيه يطبق عليها بقبله حاره حملت أطنان من الاشتياق ..!

ازدادت حراره قبلته بينما عجز عن إيقاف شفتيه عن التهام شفتيها التي تركتها وصال له واغمضت عيناها مستسلمه لسيل عواطفها الجارف تجاهه 

تراجع هادي بها الي داخل المنزل دون أن يفصل قبلته بينما يداه تزيد من احتضانها أكثر واكثر لتسقط عن كافه عباءته بينما تلتحم دقات قلب كل منهما وتتحرر وصال من شتات تفكيرها وتتحرك يداها تجاه خصلات شعره تمرر بها أناملها وتغمض عيناها بينما تبادله قبلته ...!

تسارعت انفاس هادي التي امتزجت بأنفاس وصال بينما تهيم شفتيه عطشا فوق عنقها ترتوي بلا توقف بقبلات حاره بينما يداه تضمها إليه أكثر وأكثر ...

تحررت من كل القيود كما تحرر كتفها من ثوبها بينما يميل هادي عليها ويتراجع بها تجاه الاريكه وهو ينثر قبلاته المشتاقه علي كل انش منها مستعذب أناملها التي تتحرك بين خصلات شعره فتزداد أنفاسه تلاحق 

حتي انتهت بين شفتيها مجددا ...!! 

رفع نفسه عنها قليلا يخلع سترته ويلقيها أرضا 

ومد يداه تجاه ازرار قميصه يفكها الواحد يلو الاخر ثم يميل مجددا تجاه عنقها ينهل من رحيقه ويداه تتحرك ببطء تجاه ظهرها يفك ازرار ثوبها ويبعده عن كتفها بينما ما وجب عليه أبعاده هو تلك الأفكار التي هبت برأسها وهي تنزلق معه الي هوه عشقه التي ترحب بالسقوط بها بتلك اللحظه ...لحظه تسقط بها مستجيبه لنداء قلبها المشتاق إليه ...لحظه ستدفع ثمنها ما أن تستيقظ من غفوه عشقه كما حدث سابقا ....الماضي واااه من ذكريات الماضي التي اختارت تلك اللحظه وهبت بعقلها ليدور النزاع مجددا بضراوة كبيرة لم تمر ببال هادي الذي كان يسير مغمضا خلف مشاعره الجياشه....أخذ شفتيها بين شفتيه ومد يداه تجاه حزامه الجلدي يفكه ولهيب المشاعر بينهم يتوهج أكثر وأكثر كما تتوهج ضراوة النزاع الناشب داخل وصال والذي انتشلها من هوه مشاعرها وجذبها بقوة يعيدها الي الواقع الذي كان عليها أن تعترف بأنه واقع افتراضي يفرضه عليها عقلها برفض تام للاستسلام أو الاعتراف بأنه ربما يكون مخطيء إن لم يكن كليا علي خطأ بينما أن سلسلت ماحدث فهو اخطيء واعترف بخطاه وتاب وحاول إصلاحه فما يمنعه عن السماح  !! 

تجمد هادي مكانه من الصدمه بينما هاهو يرتطم بصخره نظراتها التي لم تقوي علي مواجه خزلان نظراته حينما أتاه صوتها المتحشرج بنفس اللحظه التي وضعت يدها فوق صدره الذي ينبض بقوة توقفه عن متابعه ما يفعله : مش هينفع 

لم يستوعب أو رفض أن يترجم رفضها ويتمني لو كان دلال وتمنع بينما يقول بنبره باهته : مش هينفع !!

عضت وصال علي شفتيها بينما تمد يدها ترفع ثوبها الي كتفها العاري وهي تردد بنبره خاويه : احنا منفصلين !! 

تباطأ طنين أنفاسه واهتزت نظراته التي هربت منها نظراتها بينما عجزت عن النظر إليه حتي لا تري خزلانه 

بينما يقول باستنكار : منفصلين ...

يعني ايه ؟! 

لم ينتظر منها اجابه بينما 

تلاحقت انفاسه وقد غلت دماءه بعروقه كالبركان ليلتفت الي وصال ويهتف بحده لأول مره تلمسها منه : 

انتي بتضحكي علي نفسك ولا عليا .. !!

نظر لها بجفاء نابع من اشواك الجفاء التي زرعتها بقلبه وادمته : 

بتضحكي علي نفسك بالكلمتين دول ولا بتضحكي عليا وعاوزاني اصدقهم .....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : عاوزاني اصدق انك مش عاوزاني وبتنكري كل اللي في قلبك من ناحيتي ...ازداد احتدام نبرته بينما يهتف بغضب شديد وهو يتذكر تفاصيل الساعات الماضيه ويصرخ بداخله أنها من بادرت بالقرب  : ولما هو كده بتقربي ليه ...!!

ليييه مقفلتيش كل ابوابك في وشي. .... ليه سايبه دايما باب مفتوح واول ما اقرب تقفليه في وشي وتقولي لا !!

مسح وجهه بانفعال شديد ومال يغلق ازرار قميصه ويعقد حزامه الجلدي بينما صدره يعلو ويهبط ليرفع إليها عيناه ويتابع بخزلان شديد وخيبه امل دون أن ينتظر منها رد جديد لا يعرفه فهي اختارت بعقلها الذي لأول مره يعجز عن فهمه وارتطم مره تلو الأخري بصخرته الصلبه  : 

اقولك ...مش مهم ....مش مهم أسأل ولا مهم تجاوبي  عشان الصورة اللي بقيت شايفها عنك انك بتلعبي بيا وبمشاعري ...!! 

تغضنت نبرته بالاسي الشديد علي نفسه بينما يتابع وهو يشيح بعيناه عنها بينما تهز راسها والالم مرتسم علي ملامحها تنهر نفسها : عاجبك اني افضل اجري وراكي.... راضي غرورك اني افضل ذليل ليكي 

قالت بلسان ثقيل وهي تتجه ناحيته : هادي انا مش كده وانت عارف 

صرخ بها بانفعال : امال انتي ايه ؟!

قالت بأسي بينما شقت الدموع طريقها الي حلقها وهي تريد تبرير عقلها ...تريده أن يفهم ضراوة النزاع بين عقلها وقلبها والذي لا تستطيع أن تحسمه لقلبها مجددا : 

انا واحده مجروحه 

التفت لها ونظر الي عيناها التي لمعت بها الدموع ليس من أجلها بل من أجله ليصرخ بها : لحد امتي ؟! 

أغلقت اهدابها علي دموعها بينما تقول : لحد ما احس اني سامحت !

مرت لحظه صمت ثقيله علي كلاهما بينما كانت لحظه حاسمه ليأخذ بها قراره مخالف اي مشاعر أو عواطف قلبه الخائن مازال يحملها لها ليبتلع وينظر لها هاتفا برفض لأول مره : وانا مش تحت امرك !! 

انصدمت ملامحها واهتزت نظراتها كما ضرب زلزال قلبه بينما وضع عقله خط النهايه ...مال تجاه الاريكه وجذب سترته واتجه الي الباب دون الوقوف لحظه لتسرع وصال خلفه تمسك بذراعه توقفه : هادي 

لأول مره يرفض قربها ليبعد يدها عن ذراعه ويهتف بسخط وهو يندفع الي الباب : اوعي 

.........

....

تناثرت شظايا قلب كلاهما كما حال تناثر تلك النجوم بالسماء وقد ازداد ظلامها بينما مرت الليله ثقيله ....احتضنت وصال عباءته وهي تترك لدموعها العنان تبكي بقهر رافضه أن تسمع اي مبرر من عقلها ولا تستمع لتهنئه زائفه أنها استطاعت السيطره علي قلبها الكسير كما حال قلب هادي الذي لمعت عيناه بدموع عزيزة رفضت أن تغادر حلقه 

وهاهو الشعر يصف حالته 

قالو: جفاك الحبيب 

قلت لهم : مافي جفاء الحبيب من بأس 

يحتاج من يعشق الملاح الي صبر جميل وطول انفاس 

( ابو المجد النشابي ) 

ولم يكن صبره بالقليل ولم تنفذ أنفاسه ولكنها خذلت قلبه مره تلو الأخري حتي تحطم ولم يعد يريد انفاس تبقيه علي حبها ...! 

.........

....

بالرغم من أن الشمس نثرت ضوئها الساطع حولها الا أنها لم تري شيء إلا الظلام الذي خيم علي قلبها الذي جافاها ورفض أن يستمع مجددا لاي تبرير من عقلها 

في ظل الصراع الابدي بين عقلها وقلبها وكلما نجح قلبها في التغلب علي عقلها لم يكن أمام عقلها الا رفع رايه اسوء ذكرياتها بأن الجميع خزلها ولا يتوقف لحظه عن تذكيرها بما نالها حينما سارت خلف قلبها ....عاشت سعاده مؤقته ..سعاده اكتشفت انها وهم ليست فقط مع هادي بل مع الجميع ....الجميع غدر بها هذا ما ظلت تذكر نفسها به لعل قلبها يرضي ولكن تلك المره الجرح كان غائر بينما اختارت تعاستها بيدها !!

نظرت نانسي الي وصال التي لم يترك الحزن ملامحها يوم بعد يوم  : وصال 

التفتت وصال لها بعيون مشتته كما حال عقلها لتقول برفق : بصراحه يا وصال انتي غلطانه 

نظرت إلي نانسي التي تابعت برفق تقول بصوت عالي ما يصرخ به قلب وصال  : انا بس بقولك رأيي واللي انا مقتنعه بيه ....اه هو غلط بس حاول وبيحاول يصالحك وده في حد ذاته يشفع له عندك ....انا مش مستوعبه انك بايدك بتختاري تعاستك عشان ايه ياوصال 

تنهدت وتابعت : عشان تثبتي انك صح ...أيوة ياوصال انتي صح وهما مش بس هادي كلهم اعترفوا بغلطهم يبقي ليه بقي مصممه متسامحيش طالما قلبك نفسه سامح 

شوفي وقارني يا وصال ولو لقيتي مميزات اللي حواليكي اكتر من عيوبهم فكري في انك تسامحيهم ...!

بدء جزء من عقلها يستجيب الي حديث نانسي 

لتجد نفسها تمسك بورقه وقلم وتسطر مقارنه بين المميزات والعيوب ...توقف القلم وهي تفكر في العيوب ..ليست العيوب الظاهريه بل العيوب الجوهريه.....! 

لتجد نفسها تتطلع الي خانه العيوب التي بقيت فارغه ليس لأنه بلا عيوب بل لأن عنوان أخطاءه في حقها كانت وليده مواقف وليست طبع متأصل به لتتذكر حديثه حينما سخرت من صبره عليها وكان رده أنه باول مره وقفت كرامته بينهما كان النتاج خسارتها ولم يكرر خطاه مره اخري وليتها تملك تصالحه مع نفسه وتعترف بأنها توقع نفسها بخطأ كبير بينما صدقت والدتها ...لا تعرف كيف توازن بين قلبها وعقلها !!

أمسكت نانسي بالقلم من يد وصال وسطرت كلمه واحده اسفل عنوان العيوب ( غشيم ) 

وضعت القلم ونظرت الي وصال بتحدي : ده عيبه الوحيد ...غشيم واختار طريق غلط معاكي غير كده انسي تلاقي عيب !! 

التقت نظراتهم لتقول لها نانسي بتشجيع : كلميه ياوصال وخليكي شجاعه واعترفي انك غلطتي في حقه او علي الاقل انك كسرتي قلبه ...فهميه كل اللي بيدور في عقلك يمكن هو يقدر يفض الخلاف بين قلبك وعقلك 

..........

....

بلهفه اسرع هادي تجاه منزل والدته بعد أن ارسلت فله له ليقول بقلب لهيف : مالها امي ....تعبانه فيها ايه ؟!.

قالت فله بتأثر : ساكته وطول اليوم علي سجاده الصلاه وحتي مش بتناكف فيا ....بالك انت يا معلم انا الصبح وقعت طبق وكسرته وقولت هتنزل تطين عيشتي لقيتها بتقولي فداكي ...لوكت شفتيها وتابعت : تصدق بقي !!

فغر فاه هادي الذي وقف يستمع إلي فله ببلاهه لا يفهم اين الشكوي ليهز رأسه ويعقد حاجبيه مزمجرا : انتي بتقولي ايه يا بت ...طبق ايه وكوبايه ايه ...بقولك امي مالها 

نزلت حميده الدرج وهي تستمع الي صوت ابنها لتقول بلهفه : مالي يا ضنايا 

أسرعت تحتضن هادي الذي اشتاقت له بينما بقي في عزله الايام الماضيه وحتي ساعه المساء التي كان يمر بها عليها لم يعد يفعلها  ...قال هادي بلهفه : انتي كويسه يا امه 

اومات حميده بدهشه : اه يا ضنايا ...انت اللي كويس 

اوما وقال برفق : كويس طول ما انتي بخير 

زمجر بفله : امال فله بتقول انك تعبانه ليه 

قالت فله سريعا : انا قولت أنها تعبانه ولا قولت أنها مش زي عوايدها....بقولك قاعده علي سجاده الصلاه ليل نهار 

نظرت لها حميده بحنق وقرصتها هاتفه : وهو انا كنت كافره يا مقصوفه الرقبه ما انا بصلي كل يوم الحمد لله 

اومات فله وهزت كتفها : اه بتصلي بس ....زمجرت بها حميده : بس ايه ؟!

قالت فله وهي تعض علي شفتيها : بس يعني انتي طيبه شويه اليومين دول وانا قلقت عليكي ...خوفت تكوني بتودعي فقولت اقول للمعلم 

اتسعت عيون حميده وهادي الذي اسرع يمسك بوالدته بينما كادت تطبق بعنق فله وهي تزمجر بحنق : الهي انتي اللي تودعي طوله لسانك يا بعيده 

اخيرا عرفت الضحكه طريقها الي قلبه وهو يمسك بوالدته ويضمها إليه بينما يشير لفله: اجري يا بت اعملي ليا شاي بدل ما انتي قلبتي دماغي 

ابتسمت حميده وبقيت جالسه بذراع ابنها الذي حاوطها بحنان لحظات طويله قبل أن ينظر إليها ويسألها باهتمام : مالك يا امه ...انتي بجد كويسه 

اومات حميده وهربت عيناها من نظراته بينما تقول باعتراف : كويسه يا حبيبي بس علي قول مقصوفه الرقبه خوفت من آخرتي ونفسي ربنا يسامحني علي مراوحي للدجاله 

غص حلق هادي وهو يتذكر تلك الذكري لتقول له حميده برجاء : مسامحني يا هادي

اوما هادي بلا تردد لتربت حميده علي يده وتقول بعزم : انا نفسي تاخدني عند وصال عشان اطلب منها تسامحني 

ارتسمت ابتسامه محمله بالسخريه المريرة علي جانب شفاه هادي الذي قال متهربا : خلاص يا امه مفيش داعي نفتح في اللي فات ... اهي راحت لحالها 

اتسعت عيون حميده وهتفت باستنكار : هو ايه اللي راحت لحالها ....مكنش ده قولك ...قولت كام يوم ولا كام شهر وهترضي وبعدين لهو انت كنت عملت ايه ماهو كل الرجاله بتغلط ..قبل أن تتابع حميده ما رفض هادي مجرد السماع انطو التفكير به فهو منذ تلك الليله أخذ قراره بطي صفحتها ...تحايل كثيرا علي عقله وكبرياءه وكرامته ورجولته حتي فاض الكيل

نعم قلبه مجروح ومكسور ولكنه لن يجد علاجه لديها ابدا فهي فقط تجرحه ...اختارت البعد وقاتلت من أجله فلها اختيارها 

يريد أن طيب جروح قلبه ولا يعرف السبيل بينما سبيلها أصبح مقطوع ولم يعود إليه ....يريد أن يمسح علي قلبه ويترفق به كما حال حميده التي تريد أن تمسح ذنوبها 

نظرت حميده إلي ابنها وفتحت فمها بدهشه بينما كرر سؤاله : تطلعي العمره معايا يا امه 

بلا تردد اومات حميده التي لمعت الدموع بعيونها وهي تهز راسها : اه يا هادي ....أيوة ياهادي خدني ازور الكعبه واطلب من ربنا يسامحني 

..........

...

هل تحتاج لتأنيب اخر أو عتاب اخر يجثو علي صدرها الضائق ....يومان شعرت بهم وكأنهما دهر طويل  ... ابتسمت حينما جاء أخيها لزيارتها لعلها تجد به السلوي وربما تسمع منه شيء عن اخبار هادي الذي لا يبارح تفكيرها لحظه ...ولكنها وجدت عتاب اخر ...عتاب شق علي دياب كما شق عليه  حال والدته 

: انت بتعاتبني يا دياب ...انا ولا هي ...مين اللي يتعاتب 

غص حلق وصال بينما يهتف بها دياب : مالكيش حق ابدا يا وصال ....ازاي جالك قلب تصدي امك 

هربت من عتاب أخيها تحتمي بجدار قسوتها لتقول بإسقاط : قولتلك نفس الكلام ده وبابا بيموت وانت صديته 

هز دياب رأسه وقال باستنكار : صديته ؟!

هو كان فكر فيا ولا جه دق علي بابي زي ما امك عملت 

ابويا مجاش بابي وقفلته في وشه ونزلته من عندي مكسور الخاطر زي ما عملتي ....

هز رأسه مجددا وقال بمراره : لا يا وصال دي غير دي   ....ابوكي كان ....توقف دياب لحظه يبتلع غصه حلقه ثم تابع بثقل : عمره ما افتكرني ولا فكر يشوفني ولا يسأل عني ...كان كل اسبوع يجي ياخدك أو يجيبك ويقف برا ولو صدفت وشافني كان يبص ليا بخيبه امل وبتعالي ....كانت بصته ليا تقليل وكأنه بيقولي شوف اختك بقت ايه وانت ايه ....عمره ما شافني زي ما جدي كان بيشوفني وعمري ما قولت لحد اد ايه كنت بتوجع وبتكسر وانا كل اللي فاكره من ابويا قسوة وبصه احتقار وكأني ولا حاجه و أقل من أنه يبص ليا ...

زم شفتيه وهز رأسه وتابع بمراره : دي غير دي يا وصال  .... ياريته كان زي امك قليل الحيله بس بيحاول حتي يجبر بخاطري بكلمه 

نظر لها وتابع : انا وافقتك علي كل اللي بتعمليه بس لغايه امي ولا يا وصال هقف واقولك مالكيش حق .....ولو علي العتاب فتعالي نتعاتب وانا عتبي علي ابويا كبير اوي ....ابويا هو السبب في اللي احنا فيه 

فتحت وصال فمها لتدافع عن ابيها ولكن دياب أوقفها وهتف بها : اياك تقولي لا .....ابوكي هو الراجل ...هو اللي يصبر زي ما هادي صابر عليكي حتي لو مش عشانك عشان عيله اللي جاي وزي ما انا برضه اتحملت عشان عيالي بس ابوكي باع بسرعه واختار كرامته .... امك اه جايز تكون غلطت بس هو باع بسرعه ....امك لغايه اخر وقت كانت فكراه وهو مفكرش لا فيها ولا فينا ...اخدك منها وقهر قلبها ....تفتكري هادي ممكن يوم يعمل زيه وياخد منك عيلك....هيتحمل يشوف قهرتك 

ابويا كان كل ما يشوفها يعايرها ..غص حلقه وتابع : انتي كنتي صغيره بس انا كنت كبير وفاكر ...فاكر كويس اوي أن المره الوحيده اللي شوفت حنيته كانت اخر مره ....اول مره امي تطلب الطلاق طاوعها وعملها وكأنه ما صدق ....قولي مهما تقولي ودافعي مهما تدافعي ده اللي جوه قلبي وقافل عليه ومفكرتش اتكلم فيه إلا عشان خاطر امي ....نظر إليها وتابع : امك متستاهلش منك كده حتي لو غلطت مش من حقك تحاسبيها 

رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : كله الا قسوه القلب علي اللي بيحبك يا وصال  

غص حلق وصال بقوة بينما يراها دياب هو الآخر كما يراها هادي متجبره قاسيه الفؤاد : حتي انت يا دياب شايفني قاسيه !!

خفضت عيناها وتابعت بقهر : كلكم شايفين اني وحشه وقلبي اسود ....شايفين اني بقسي عليكم ومحدش فكر اني بس بحمي نفسي بعد ما خزلتوني كلكم 

مسحت دموعها بضهر يدها وتابعت : شايل كل العتب ده لبابا في قلبك وجدي اللي هو السبب الأساسي مفكرتش لحظه تعاتبه 

اغمض دياب عيناه وسحب نفس عميق بينما يهتف باحتدام : ومين قال كده ....امسك بكتف أخته وتابع : انتي قبل سنين سمعتي كلام ابوكي وفارقتي امك عشان قولتي أنه محتاج ليكي انا كمان مقدرتش اسيب امي ولا جدي عشان هو مهما يعمل برضه مقدرش انسي له أنه كان بدل ابويا .....انا زيك يا وصال مقهور وموجوع .. انتي سكتتي وفضلتي جنني ابوكي بعد ما فرقك عن هادي ليه ...؟!

.......


عقد دياب الكبير حاجبيه مستنكرا : يعني ايه ؟!.

قال هادي باقتضاب : يعني انا جاي اسلم عليك يا حاج قبل ما اسافر مش جاي اتكلم في أي حاجه تانيه 

اشاح دياب الكبير وجهه وهتف بسخط : وهو عاد فيه كلام يتقال وانا مقلتهوش قبل سابق 

التفت الي هادي وتابع بسخط أشد وهو يقبض علي عصاه الابنوسيه : قولت وعيدت إنما أنت ودياب عملتوا دون من طين وودن من عجين ولا سمعتوا كلمتي ولا عملتوا ليا اعتبار وفضلتوا تقولوا هترجع ...!

نظر إلي هادي ساخرا بسخط وتابع : واهي ولا رجعت ولا هترجع 

احتدت نبرته بينما يتابع بتوبيخ : إنما لو كان واحد فيكم بس سمع كلمتي و حكم عليها ورجعها غصب عنها كان زمانها وسطنا 

اشاح هادي بوجهه وهتف بتخلي : ترجع أو مترجعش براحتها يا حاج 

عقد دياب الكبير حاجبيه وهتف باستنكار : معاناته ايه الكلام ده 

تنهد هادي وقال باقتضاب : حاجه دياب قولتلك انا جاي وبس اسلم عليك 

مد يداه تجاهه يصافحه وتابع : اشوف وشك بخير 

نظر دياب الكبير الي يد هادي الممدوده وهتف باحتدام : مش قبل ما تفهمني معني كلامك .... انت معدتش عاوزها 

وهتفارقها 

تنهد هادي وقال بينما يتمسك باقتضاب كلماته : سلم عليا يا حاج عشان الحق ميعاد طيارتي 

.........

....


أسند دياب الكبير ذقنه الي عصاه بينما غامت عيناه بضيق صدره وهو يتطلع الي الصمت الذي مليء رحابه منزله الواسع  ..... ابنته لا تفارق غرفتها ولا تتحدث مع أحد إلا بضع كلمات ....دياب يتجنبه وحتي هادي ابتعد ...!

تنهيده تلو الأخري غادرت صدر دياب وهو يفكر بأن علوان لم يكن اخر من ابتعد بل كان الأول وهاهم البقيه يلحقون به ...!

.......

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !