( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تحرك دياب الكبير ذهابا وإيابا بينما يعقد يداه خلف ظهره وكل بضع دقائق يتوقف وينظر الي ساعته الفضيه الانيقه ثم يعود ليتحرك مجددا أمام نانسي التي لم يتوقف هاتفها عن الرنين بتلك الحجوزات للعياده والتي كانت تنسقها وتؤجلها بمهنيه ....نظرت تجاه دياب الكبير الذي اتجه سريعا ناحيه أحدي الممرضات التي تمر أمامهم : ها يا بتي وصال قامت بالسلامه
عقدت الممرضه حاجبيها باستفهام : وصال مين يا حاج ؟!
قال دياب الكبير بصبر منعدم : حفيدتي بتولد
اومات الممرضه وقالت بهدوء وهي تشير تجاه نهايه الرواق حيث غرف العمليات : انتظر يا حاج حد يخرج من قسم النسا أو العمليات ...انا معرفش حاجه عن الحالات اللي جوه
نظر لها دياب الكبير بضيق لتتابع الممرضه طريقها : بعد اذنك
عاد ليتحرك مجددا وهو يلقي نظره تجاه نانسي التي أجابت علي الهاتف : لا يا فندم للاسف الدكتورة إجازة ....لا أجازه طويله ...تمام يا فندم
أغلقت وعادت تتطلع الي دياب الذي امسك هاتفه
وتحدث بنفاذ صبر : كل ده عاد في السكه يا دياب ...يلا هم يا دياب بسرعه الاقيك عندي
تدخلت نانسي بود وكأنها فرد من أفراد العائله بينما تنظر في ساعتها : متأخرش ولا حاجه يا جدو ده الطريق طويل
نظر لها دياب الكبير رافعا حاجبه لتهز راسها وتقول ببساطه وهي تمسك بذراعه :حضرتك بس عشان قلقان علي وصال حاسس ان الوقت مش بيمر .... اقعد ارتاح وان شاء الله شويه والدكتور يطلع يطمننا
استنكرت ملامح دياب حديث نانسي الصحيح ولكنه رفض أن يعترف أن قلبه يتهاوي بقدمه قلقا عليها والاعتراف الأكبر هو أنه لا يعرف كيف يتصرف بشيء سوي ان يدعو ويبقي مكانه في انتظار لا يطيقه
: هتعدلي عليا اياك يا بتي ....انا ادري منك
ابتسمت نانسي وقالت بمشاكسه : طبعا يا جدو ...انا بس صعبان عليا قلقك وبطمنك
هتف دياب الكبير بغيظ بينما مجددا تعالي رنين هاتفها بحجز اخر : مصعبش عليكي ....شوفي حالك وردي علي تليفونك
مضي بعض الوقت مجددا وكلما مر الوقت كلما زادت حركه دياب الكبير أمام نانسي التي فشلت في جعله يجلس ...ياجدو تعالي اقعد كده هتتعب
نظر دياب الكبير الي نانسي قائلا وهو يمد يداه تجاه جيب الصديري الذي يرتديه اسفل جلبابه : خدي يابتي...انزلي هاتي هدوم للمولوده بدال ما انتي قاعده تقوليلي اقعد واقف
اومات نانسي التي اتسعت عيناها وهي تاخذ من دياب المال : ده كتير اوي يا جدو
قال دياب الكبير بكرم : هاتي كل حاجه ....وبزياده جدو دي ...انا جدك منين ؟!
ضحكت نانسي بمرح تشاكسه : طيب اقولك ايه
قال دياب الكبير: قولي حاج دياب
هز رأسه وتابع وهو يلوح بيده : ولا قولي جدي وخلاص اهو شكلك بنت حلال ...يلا عاد روحي
أوقفها بعد أن تحركت خطوتين ليخرج مفتاح سيارته من جيبه : بتعرفي تسوقي
ابتسمت نانسي وهزت راسها : لا يا جدو
اوما لها قائلا : طيب خدي تاكسي واياك تتأخري
هل ندم أنه صرف نانسي بعد أن وجد نفسه واقف وحيدا بهذا الموقف ...نعم ربما ولكنه لن يعترف بكل الاحوال ليبقي يتحرك ذهابا وإيابا بلا توقف ....!
..........
....
واخيرا بدء دياب الكبير يتنفس الصعداء حينما اتجه إليه أحد الأطباء قائلا بابتسامه : الف مبروك يا حاج ...
تهللت ملامح دياب الذي قال بلهفه : وصال ...وصال كويسه
اوما الطبيب قائلا : بخير وفي الافاقه والطفلة في الحضانه
عقد دياب الكبير حاجبيه : هي العيله فيها حاجه
هز الطبيب رأسه وقال بنبره مطمئنه : لا خالص ...ده إجراء متبع عموما وخصوصا لأنها مولوده بدري ....التمريض هيبلغك برقم الاوضه اول ما تخرج وصال من الافاقه....بعد اذنك يا حاج
تنهد دياب ولم يعد يعرف هل يقلق ام يرتاح بينما يريد أحد بجواره .....التفت سريعا ما أن استمع لصوت تلك الاقدام ليسرع دياب تجاه جده الذي استقبله بعتاب : اكده برضه يا دياب ... كل ده ...ايه جاي علي قشر بيض
هز دياب راسه بينما بالكاد يلتقف أنفاسه : ابدا يا حاج ده انا جاي بسرعه .....المهم طمنني وصال اخبارها ايه
قال دياب الكبير وهو يتنهد بابتسامه : ولدت
تعالت زغروده قويه من بين شفاه بهيه التي وصلت بعد لحظات في أثر دياب هي ومهجه: الف مبروك ...الف مبروك يا امه
تهللت ملامح مهجه ودق قلبها بقوة بينما ضاعت لحظات مثل ابيها لا تعرف ماذا تفعل بتلك اللحظه التي وجب أن تكون من بدايتها مع ابنتها : هي فين ....جابت ايه ....العيل بخير ووصال بخير ...طمنني يا ابويا
قال دياب الكبير برفق : اطمنني يا بتي
تلفت حوله يبحث عن الطبيب : الدكتور لسه كان هنا وقالي بتفوق وهتطلع
قالت مهجه بقلق : هما فتحوا بطنها
ابتسم دياب وقال برفق : متقلقيش يا امه ده عادي
تلاقت نظرات بهيه بنظرات دياب الذي أصبح يمتلك خبره من اسئلته التي لا تنتهي للطبيبه وقد سأل عن الولاده القيصريه وعرف عنها
خرجت الممرضات يخبروهم بخروج وصال الوشيك ليسرعوا خلفهم وتدمع عيون مهجه بينما رأت ابنتها فوق السرير النقال حيث تحركت بها الممرضات
.........
...
زفرت نانسي بضيق بينما لم يجيب ماجد علي اتصالها لتغلق الهاتف وتعود لتمسك بالمزيد من الملابس التي خفق قلبها وهي تتلمسها .... غامت عيناها بحزن قوي ولكنها سرعان ما تجاوزته وهي تتجه لتحاسب علي المشتريات ثم تسرع عائده الي المشفي
.........
....
بدأت وصال تحرك أهدابها الثقيله وتستجيب الي تلك الهمهمات والأصوات حولها ....فتحت عيناها واغلقتها بضع مرات حتي استطاعت اخيرا فتح عيونها والتي سرعان ما التقت بكل تلك الوجوه حولها .... ربما كانت بلحظه ولادتها وحيده ولكنها لم تعد كذلك بينما رأت جدها وأخيها وبهيه ووالدتها وخالها وزوجته حولها
ببطء أدارت راسها تجاه الطبيب الذي قال بصوت هاديء : حمد الله على السلامه يا دكتورة
اومات وصال وقالت بصوت متحشرج : الله يسلمك ....بنتي ....بنتي فين
قال الطبيب برفق بينما اسرعت عائلتها تلتف حول فراشها : بنوته زي القمر وماشاء الله كويسه جدا وحاليا في الحضانه
بالرغم من أنها طبيبه ولكن غابت عنها ابجديات اي شيء أمام امومتها الجديده : ليه ؟!
ابتسم الطبيب ورفع حاجبه بعدم تصديق : بقي دكتورة زيك بتسال ...لا لا يا دكتورة طيب سيبي الكلام ده لحد تاني
ابتسم مجددا وتابع : مولوده في السابع ولكن والدتها ام شاطره ودكتورة واعيه كانت واخده حقن الرئه ومتابعه نموها فالحمد لله كويسه جدا
ابتلعت وصال رمقها الجاف وقالت بوهن وامتنان : الحمد لله....طيب ممكن اشوفها
اوما الطبيب قائلا : حاضر بس حاليا ارتاحي وخلينا نهتم بيها شويه وكلها ساعه وننزلهالك
خرج الطبيب لتتجه مهجه سريعا الي وصال تميل عليها وتحتضنها بينما تنهمر الدموع من عيناها : الف حمد الله علي سلامتك يا حبيتي ...
ابتسمت وصال لوالدتها وقالت بوهن : الله يسلمك يا ماما
تهللت ملامح مهجه بينما رأت صفاء عيون ابنتها دون عتاب أو جفاء ..أسرعت بهيه تزغرد مجددا وهي تربت علي يد وصال: حمد الله علي سلامتك يا وصال والف مبروك
مال دياب ليقبل جبين وصال وهو يقول بحنان : حمد الله على السلامه يا وصال ولو اني زعلان منك انك مقولتيش ليا
غامت عيون وصال بتلك الساعات التي مرت عليها كدهر لم تمر باصعب منه لتتحرك عيناها تجاه جدها وبلحظه ينمحي دهر الالم ويحل محله لحظه الفرج حينما وجدت جدها امامها
لتقول بابتسامه واهنه : جدي جه في الوقت المناسب
دخلت نانسي بتلك اللحظه تحمل كل المشتريات لتقول سريعا : حمد الله على السلامه يا وصال ...رفعت يدها بكل تلك الأكياس : جدو بعتني اشتري حاجات البيبي وطلعت طقم وبطانيه فوق الحضانه
وضعت الاكياس جانبا وهي تلتقف أنفاسها بينما نظر الجميع إليها باستفهام ليقول دياب الكبير : قريبه وصال وكتر خيرها كانت معايا
رحب بها الجميع وشكروها
قالت وصال بامتنان : شكرا يا نانسي
اومات نانسي وقالت بود : علي ايه بس.
نظرت وصال الي جدها وقالت بمشاعر : شكرا يا جدي لولاك مكنتش عارفه كان ايه اللي ممكن يحصل ليا
حمحم دياب الكبير بينما اتجهت كل العيون ناحيته ليقول وهو يتمسك بنبرته الجامده : شكرا دي تقوليها للغريبه
اشار تجاه نانسي وتابع : إنما انا جدك يعني عملت المفروض
رفعت نانسي حاجبها وقالت بتذمر: انا غريبه يا جدو
ضحكت وصال بوهن بينما تابعت نانسي بمشاكسه : خلاص يبقي مش هقول جدو تاني وهقولك يا حاج دياب
قال دياب الكبير وهو يهز رأسه : الف حمد ليك يارب
ضحك الجميع لتعود وصال تتطلع الي والدتها التي جلست بجوارها تمرر يدها بحنان بين خصلات شعرها وتقول بقلب لهيف : ازاي يا بنتي كنتي لوحدك وانتي بتولدي
ابتسمت وصال وقالت وهي تنظر إلي جدها بينما اكتفت من العتاب ولا تريد إلا أن تعيش لحظات سعاده مولد ابنتها بعد ما عاشته من صعوبه ولادتها وحيده وما لم تعيشه بحملها وهي تختار تلك الوحده المقيته: انا اللي عاوزة أسأل جدي ازاي كسر الباب بكتفه
التفتت مجددا العيون ناحيه دياب الكبير واول من نطق بعيون متسعه كانت نانسي : بجد ....انا فكرته عم عزت
لوي دياب الكبير شفتيه وهتف بسخط : ده واد مايع كان لسه بيدور علي شاكوش
ضحكت نانسي وشاكست دياب الكبير : طبعا وده يجي فيك ايه يا جدو ...ماشاء الله...غمزت وتابعت بمرح : سمنه بلدي طبعا
ضحك الجميع بينما امسك دياب الكبير ملامحه ونظر الي وصال يتساءل من اين خرجت تلك الفتاه لتنثر طاقه ايجابيه وود بالمكان
ربتت مهجه علي رأس ابنتها ومالت تقبل جبينها باعتذار بينما مجددا انهمرت دموعها : حقك عليا يا بنتي أني مكنتش جنبك وكنتي لوحدك
ربتت وصال علي يد والدتها وقالت باعتذار : انتي اللي حقك عليا يا ماما ...مكنش قصدي
تدخل علوان قائلا بسماحه وهو يربت علي كتف أخته
: خلاص بقي يا مهجه ...ربت علي رأس وصال قائلا : احنا كلنا جارك اهو يا وصال....صافي يا لبن
قالت بهيه تشارك ابيها : حليب يا قشطه
واين هو من يحضر لها القشطه .....؟!
غامت عيون وصال بالحزن بينما تتطلع الي كل من حولها وتتساءل اين هو ؟!
تعاظم بداخلها شعور الافتقاد لوجوده بتلك اللحظات وغص حلقها وهي تتساءل دون أن تجهر بسؤالها عنه !
دخلت أحدي الممرضات الي الغرفه قائله بابتسامه وهي تبدل المحلول المعلق بذراع وصال : حمد الله على السلامه
....ها ناويين تسموا البيبي ايه ؟!
نظر بعضهم لبعض ليتحدث دياب الكبير قائلا باستفهام لدياب : قولت لهادي ؟!
قال دياب بحيره : بعتت للحاج نعمان عشان مش عارف أوصله ....بس مؤكد عمه هيقوله
اوما دياب الكبير لتعيد الممرضه سؤالها ...نظرت مهجه وبهيه الي وصال التي قالت وهي تخفض عيناها : لسه مش عارفه
اومات الممرضه لتتدخل نانسي قائله بعفويه : لما هادي يوصل اختاروا سوا الاسم يا وصال
..........
....
بعد قليل انفتح باب الغرفه لتنظر وصال بلهفه سرعان ما خبت حينما وجدت القادم هو ماجد الذي قال بابتسامه هادئه : حمد الله على السلامه
اومات وصال قائله : الله يسلمك
صافحه دياب بجمود بينما التقت نظراته بنظرات نانسي الممتعضه ليتجاوزها ويتجه ناحيه وصال قائلا : الف مبروك ....انا طلعت الحضانه واطمنت أن البيبي بخير
اومات وصال التي مجددا تجددت لهفتها حينما استمعت لتلك الطرقات علي الباب ولكن مجددا صاحبتها خيبه الامل حينما دخل علوان قائلا بتهليل: الف الف مبروك
رحب به الجميع وعاتبه دياب الكبير: أكده برضه يا علوان ...يصح هادي ميكونش موجود ....ليا عليه عتب كبير
قال علوان بلياقه : الغايب حجته معاه يا دياب ....يرجع بالسلامه وعاتبه براحتك ...المهم دلوقتي ...التفت تجاه وصال وقال بابتسامه : حمد الله على السلامه يا بتي ...الف مبروك ما جالنا كلنا
استأذن ماجد بينما اكتظت الغرفه بالمهنئين
ما أن خرجت نانسي خلف ماجد حتي هتفت به بتوبيخ :
انت فين كل ده .... لسه فاكر تيجي دلوقتي هو انت مش قولت جاي ورايا كنت فين كل ده ؟
قال ماجد باستنكار لهجوم نانسي : انتي مش قولتي جدها جه قولت اخلص الكشوفات اللي كانت في العياده
استنكرت كل ملامح نانسي بينما تهتف به : كشوفات ايه ...!!! دي كانت بتستنجد بينا
هز ماجد كتفه وقال ببساطه اغاظت نانسي :
واهو جدها لحقها وانا جيت وكمان دخلت اطمنت علي البيبي في الحضانه
لوت نانسي شفتيها وهتفت بسخريه :
لا كتير خيرك اوي .....
احتدت نظراتها ونبرتها بينما تتابع : هي الحمد لله مكانتش محتاجه خدمتك النبيله ....
اهلها كلهم زي ما انت شايف مش سايبنها ولا الدكاتره كمان يعني مكانتش مستنيه كرمك الزايد انك تطلع بنفسك الحضانه تتطمن علي البيبي
عقد ماجد حاجبيه وهتف بحنق : نانسي اتكلمي كويس ولا انتي بتتريقي عليا
قالت نانسي بحنق :
طبعا عشان كلامي الكويس مش هيعجبك
نظر لها ماجد باستنكار : انا عملت ايه .. انا دكتور وكانت عندي حالات محتاجه ليا
قالت نانسي بانفعال : و بنت عمك كانت محتاجه ليك أكتر
هزت كتفها وتابعت : انا مدخلتش عليك اوضه عمليات كل حاجه كانت تتأجل عشان بنتك عمك استنجدت بيك
قال ماجد ببرود رافضا أن يكون موضع اتهام :
وانتي اتصرفتي وجدها جه وخلاص راحت المستشفي .... ايه كان مطلوب مني وانا معملتهوش
نظرت له نانسي بحنق هاتفه : معملتش دورك
رفعت اصبعها أمام وجه وتابعت : دورك انك لما لحمك ودمك تستنجد بيك تكون اول واحد يلحقها مش ما تصدق أن حد غيرك قام بالمهمة دي
نظرت له بخزلان وهزت كتفها وتابعت :
بس انا مستغربه ليه ماهو انت بتسيب مراتك تروح الدكتور لوحدها
تغيرت نظرات ماجد ليبعد عيناه عن نظرات عيناها التي امتلئت بالاتهام قائلا : نانسي مش وقت كلامك ده ....لينا بيت نتكلم فيه
غص حلق نانسي وازداد خزلانها الذي كتمته بداخلها بينما رفعت إليه عيناها وهتفت متهكمه :
وهو مين فاتح البيت
رفع ماجد حاجبه وهتف باستنكار : نعم
قالت نانسي بينما لم تحتمل أن تكتم داخلها أكثر : اكيد مش مرتبك اللي مكانش بيكمل اخر الشهر .....بيتك اللي فتحه حاليا هو عياده وصال
....ازداد حنق نظراتها بينما تتابع : وصال اللي فكرت قبل ما تجري تنجدها وحتي معندكش اي مبرر ولو من باب رد الجميل لو مش من باب القرابه
احتقن وجه ماجد بالغضب ليهتف بنانسي: انتي بتقولي ايه
قالت نانسي بخزي :
يقول اني مش مستوعبه اللي عملته ولا طايقه اتكلم معاك .....!
احتقنت ملامح ماجد بالغضب ليهتف بنانسي بتحذير بينما لم يجد رد علي حديثها : انتي اصلا مالكيش انك تتكلمي ولا تتدخلي بيني وبين بنت عمي
نظر لها ساخرا وقصد جرحها : هي مش دي اللي كنتي بتقولي عنها عانس وبتجري ورايا ...دلوقتي بقت صاحبتك اللي بتكلميني انا كده عشانها
........
....
نظرت مهجه بحنان تجاه وصال التي بانهاك كانت تقاوم النعاس لتقول لها برفق وهي تمرر يدها علي خصلات شعرها : نامي يا بتي
تقاوم النعاس وعيناها معلقه بباب الغرفه وقلبها يخبرها بلهفه أنه سيأتي ....!
قالت نانسي بابتسامه وهي توافق مهجه : أيوة يا حبيبتي نامي وارتاحي شويه
غفت وصال بينما الطفله تتنقل من بين أيديهم سواء بهيه أو سناء أو مهجه وحتي نانسي بينما الكل سعيد بها
قال دياب بعتاب يهمس لبهيه التي اخذت الصغيره بحضنها : ما تجيبها شويه يا بهيه ...انا خالها وعاوز اشبع منها
هزت بهيه راسها وقالت بابتسامه سمجه: لا انا لسه مشبعتش منها
تدخلت مهجه بينما تميل تحمل الصغيرة : ولا انتي ولا هو انا ستها
حملت الصغيره وضمتها إليها بحنان وجلست بجوار دياب الكبير لتلصق كتفها بذراع ابيها بينما تقول : ربنا يخليك لينا يا ابويا
ابتسم لها ابيها وقال بحنان : ويخليكم ليا يا بنتي
........
.....
رفعت فله حاجبها وهي تسرع لتفتح الباب مستنكره : مين الي بيخبط كده ؟
التقت عيناها بوجه عشري الذي هتف ما أن فتحت : كل ده عشان تفتحي
سرعان ما هتفت فله وهي تلوي شفتيها : وانت مين أن شاء الله عشان تحاسبني ...لهو انت صاحب البيت وانا معرفش
زفر عشري هاتفا : الست حميده كلمتك يابت انتي
لم تسمع فله أو تري شيء بينما استشرست ملامحها وهي تهتف : بت !! مين دي اللي بت يا جدع انت ما تلم لسانك
اتسعت عيون عشري وهتف بحنق : بت انتي... انتي بتقولي الكلام ده لمين
لوت فله شفتيها هاتفه : ليك انت يا اخويا ولا في حد غيرك واقف قدامي
رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت : انا اسمي فله مش بت ...ها بقي انت مين وعاوز ايه
سحب عشري نفس عميق وزفره هاتفا : انا عشري وجاي من طرف المعلم نعمان أسألك الست حميده اتصلت بيكي
عضت فله شفتيها وهتفت سريعا باستدراك : يوه .... اللي ما يعرفك يجهلك ...حقك عليا بس انت اللي قولت بت وانا الكلمه دي بتخليني مشوفش قدامي
اوما عشري وقال بتجاوز : خلاص ...ها الست حميده كلمتك
مجددا تأخذه بحديت اخر بينما لا تتوقف شفتيها عن الحركه بينما تقول بود : لا مش خلاص ...انت لازمن زعلان مني
ادخل اشرب شاي روق دمك ....أشارت إلي البهو حيث وضعت الصينيه وعليها الابريق وكوب الشاي : انا كنت لسه بفرغ الشاي ...ادخل يااخويا
قبل أن ينطق عشري كلمه كانت تركض تجاه المطبخ تحضر كوب اخر وتسرع تجاه عشري بالكوب بعد أن صبت له الشاي به وهي تقول برقه بينما لم تنسي قرص كلتا وجنتيها لتسري بهم الدماء : اتفضل
اخذ عشري منها الكوب وارتشف منه رشفه بينما تتطلع إليه عيون فله بابتسامه لا يعرف سببها بينما فله تتذكر وعد حميده بأن تزوجها من المدعو عشري لتقول بلا مقدمات وهي تنظر إلي الأرض : لهو الست حميده متكلمتش معاك في حاجه يا سي عشري
هز عشري رأسه وسرعان ما تذكر : كلمتني في ايه ....ايه اصلا اللي بعمله ده
أعطاها كوب الشاي وهتف سريعا : انا جاي أسألك سؤال مش جاي اشرب شاي ....ها يافله الست حميده اتصلت بيكي
ابتسمت فله ولم تسمع إلا وقع اسمها من هذا الشاب الذي سرعان ما اعتبرته فارس الاحلام بسذاجه فتاه صغيره بقلب غر لينظر عشري تجاه ابتسامتها البلهاء : يا بنتي ما تردي عليا ريقي نشف
قالت فله سريعا وهي تمد يدها إليه بالشاي مجددا : بعد الشر عليك من نشفان الريق ...خد اشرب الشاي ...ولا اعملك عصير
رفع عشري عيناه للاعلي بنفاذ صبر : عصير ايه وشاي ايه ....ريقي نشف منك ردي عليا الست حميده كلمتك
عقدت فله حاجبيها وهزت راسها متبرطمه : خلقك ضيق
نظر لها عشري باستفهام : بتقولي ايه ؟.
قالت فله وهي تلوي شفتيها : بقول لا ولما ترجع ليا معاها صرفه أنها مكلمتنيش كل ده مع انها مأكده عليا أنها هتكلمني عشان اقولها انا عاوزة ايه من هناك
ابتسمت بخجل وتابعت : اصل الست حميده وعدتني تجيبلي جهازي من السعوديه وهي راجعه ....اهو عشان متبقاش بت في البلد جايبه حاجه احسن مني
ضيق عشري عيناه يحاول استيعاب اين هو أو ماذا يسمع أو من تلك الفتاه التي اخذته باحاديث السند والهند بينما كل ما اني من اجله هو سؤال واحد وحتي الان لم يأخذ اجابه شافيه
استعاد عقله وهز رأسه وزفر قائلا : جهاز ايه ...انتي يا بنتي الست حميده متحملاكي ازاي
رفعت فله حاجبها باستنكار : ايه متحملاكي ازاي دي ...ده انا الست حميده متستغناش عني ابدا
زمت شفتيها وتبرطمت اعمي البصر
هتف عشري بنفاذ صبر : المهم الست حميده كلمتك
هزت فله راسها وقالت بتبرم: قولت لا . .لوت شفتيها وتابعت ؛ مع انها ماكده عليا وكمان جايبه ليا تليفون عشان تكلمني عليه
اوما عشري قائلا بصبر نافذ : طيب لما تبقي الست حميده تتصل بيكي علي التيلفون اللي جابته ليكي تبقي تقولي لها تخلي المعلم هادي يكلم المعلم نعمان ضروري عشان الست الدكتورة ولدت
اتسعت عيون فله وسرعان ما اخترقت اذن عشري زغرودة قويه انطلقت من بين شفاه تلك الفتاه التي لا يعرف من أين خرجت له لتنهيها وهي تقول بلهفه : يتألف نهار مبروك ....هي فين ....هي فين خدني ليها
قال عشري باستنكار : اخدك فين ....قولي اللي قولتلك عليه وبس فاهمه
لوت فله شفتيها وهتفت بحنق : فاهمه لها انا غبيه ...ده انا اذكي بت في الجهه كلها حتي أسأل الست حميده .
زفر عشري قائلا : ولا اسال ولا حاجه خلاصه الكلام يا بت الناس عرفتي هتقولي ايه
...........
...
وضعت نانسي الطعام أمام ماجد بصمت وكادت أن تنصرف ليمسك بيدها يوقفها : مش هتأكلي ؟!
هزت راسها قائله باقتضاب : ماليش نفس
زفر ماجد هاتفا بتذمر : هو انتي كمان اللي هتتقمصي يا نانسي بعد كل كلامك اللي سمعتهولي
نظرت له نانسي باستنكار بينما تابع : خلصنا خلاص وقولتلك وصال مش محتاجه ليا ولا لغيري ...أهلها جنبها
قالت نانسي بامتعاض : وافرض جدها مكنش جه
قال ماجد بضيق وهو يشيح بوجهه : وليه ادخل في افتراضات ...اهو اللي حصل حصل وجدها جه ومكانتش محتاجه لوجودي
تغلغل العتاب بنظرات نانسي التي واخيرا أفرجت عن عتابها الذي اشعل كل هذا الغضب تجاه زوجها : طيب وانا كمان مكنتش محتاجه لوجودك
عقد حاجبيه بأستفهام بينما تابعت : وصال الصدفه بعتت ليها جدها وكل أهلها بقوا جنبها ...انا بقي كان مين جنبي وانا بروح للدكتور لوحدي
فهم ما ترمي إليه ليقول ببساطه مقيته: عادي يا نانسي ما كل الستات بتروح لوحدها للدكاتره مكبره الموضوع ليه
هتفت نانسي بامتعاض بينما تستنكر لوح الثلج الجالس امامها ينطق بكلمات تلسع أكثر من قرصه جليد : عشان الموضوع كبير يا ماجد ....موضوع أن يكون عندنا بيبي كبير وكنت متوقعه أو مكانش عندي ذره شك اني اكون لوحدي وانا بشوف سبب تأخير حملي
زفر ماجد بامتعاض لحساسيتها الزائده من وجهه نظره : وبعدين يا نانسي معاكي ...ليه مصممه نتخانق ...انا مش فاضي وببني مستقبلنا وانتي عشان مشوار مروحتش معاكي خلاص فاتحه ليا تحقيق
تغلغل الخزلان بنظراتها وسرت الغصه بحلقها لتعتدل واقفه بينما تقول بتخلي : ولا افتح ولا اقفل ....خلاص يا ماجد طالما انت شايف كده ...تصبح علي خير
............
....
تابعت عيون حميده يد هادي بينما يغلق ظهر الهاتف ويضغط زر التشغيل وينتظر لحظات بعدها يعطيه لوالدته قائلا : اهو يا امه شغلت ليكي الخط
أخذت حميده من يده الهاتف قائله : يعني اعرف اتكلم كده ؟
اوما هادي بينما يميل تجاه سبحته يلتقطها من فوق الفراش قائلا : أيوة يا امه ....انا هنزل اصلي وهقعد لغايه الفجر متقلقيش عليا ونامي ...
قالت حميده بدهشه : انت مش هتكلم عمك ولا صبيانك تشوف شغلك
هز هادي رأسه بينما طوال فتره مكوثه فقط اكتفي بالعبادة : لا يا امه ...ربت علي يدها وتابع : كلمي انتي فله براحتك وانا نازل تصبحي علي خير
نظرت حميده في أثره بدهشة بينما كان هاديء أكثر من اللزوم ...انشغلت معه ونسيت كل ما حولها كما حاله ولكن هل حقا نساها ام تناساها...لم يفكر حتي لا يعترف أنه أجبر نفسه علي النسيان والتخلي عن وجع قلبه الذي يسير إليه كل مره باراده عمياء لم تري طوال تلك الفتره أنها لا تريده .... غلف قلبه بجدار ليحميه من الانزلاق بحب من طرفه هو وحده بينما تلذذت بعذابه ولم يعد يقوي علي التماس اي عذر لها بينما قدم كل ما استطاع من طلبات للعفو والمغفره وافترش امامها بساط حاكه من قوة تحمل ليراضيها ويلتمس عفوها عن أخطاءه بحقها والتي لا يتملص منها بل اعترف بها كامله ....كان يريد عفوها بعيونها وبخلت عليه أن تنطقه بلسانها وبقيت علي جفاءها الذي عكر قلبه دون إرادته من ناحيتها وأصبح يري حبه لها هدر لكرامته التي نزفت بغزاره وحاول أن يطيب جروحه بنفسه خلال تلك الرحله!!
.........
....
ابتسمت حميده بينما تستمع الي عتاب فله : كده برضه يا ست حميده ..بقي تنسي فله
قالت حميده بسماحه: وانا اقدر يا فله
ابتسمت فلن بسعه وقالت بدلال : طيب طالما منستيش فله قوليلي جبتي ليا ايه
ضحكت حماده قائله بمكر : يعني همك علي اللي جبته ليكي
هزت فله راسها قائله : لا انا بس بتأكد انك مش نسياني
قالت حميده بحنان متنهده : جبت ليكي حاجات كتير اوي ...شنطه كبيرة ليكي لوحدك
قالت فله بانتصار : اهو عشان بنات البلد يشوفوا جهازي
ضحكت حميده لتقول فله باستدراك : بالحق يا ست حميده ...انا زعلانه منك
عقدت حميده حاجبيها باستفهام: ليه ؟!
قالت فله وهي تلوي شفتيها : بقي قعدتي تقوليلي عشري ده كيت وكيت وفي الاخر يطلع زي ضلفه الباب حجر ولا بيتكلم كلمتين علي بعض الا وروحه في مناخيره ...لهو انا كنت عملت ايه ..ده انا ضايفته وعملت له شاي ...ما انتي عارفه الشاي بالنعناع اللي بعمله حلو ازاي
تاهت حميده كما يفعل كل من يقف أمام فله وتسلط عليه شفتيها التي تتحرك بلا توقف لتحاول أن تستفهم: عشري ؟! وانتي شوفتي عشري فين ؟!.
مجددا انفتحت شفاه فله بلا توقف : هو اللي جه هنا وكمان قاعد شخط ونطر فيا لا انتي لما ترجعي لازمن تجيبي ليا حقي ولا ليه انا هقول للمعلم هادي وهو يتصرف معاه ...معلوم هو مش الصبي بتاعه
انتفخ وجه حميده التي تحرك القلق بداخلها لتعتدل جالسه بتأهب وهي تقاطع فله : بزياده لت وعجن يا بت وقولي عشري جه ليه
ضربت فله وجهها بيدها بينما تذكرت لتقول بتعلثم : يوه ده انا نسيت اقولك ...مش الدكتورة وصال ولدت
هبت حميده من مكانها تستوعب ما قالته فله وسرعان ما زمجرت بها : نسيتي وقاعده تلتي وتعجني والله لما اجيلك يا مقصوفه الرقبه لهشوف شغلي معاكي
قالت فله بتذمر : يوه بقي وانا مخي دفتر اهو نسيت
هتفت بها حميده بحنق : وكمان بتردي طيب لما اجيلك
أغلقت الهاتف ودارت حول نفسها بشتات بينما تتسع ابتسامتها تاره وتهتف بالحمد تاره ثم تدور حولها مره اخري وهي تفكر بأنها نسيت شيء ....اااه هادي ...هادي لازم اقوله
أسرعت ترتدي ملابسها وتتجه الي الممر الموجود بوسط غرف الفندق المطل علي الحرم وسرعان ما تستقل المصعد وهي تركض بأقدام متعثره بينما من فرط سعادتها لم تترك أحد إلا وكانت تهتف بفرحه : مرات ابني ولدت .. ابني ربنا كرمه بالعيل اللي كان مستنيه ......جالي حفيد من ابني ......مرات ابني ولدت
اخذت الطريق وهي تهتف بفرحه بينما يبتسم الناس ويبادلوها فرحتها بالرغم من أنهم لا يعرفونها ولكن سعادتها تجبر اي شخص علي الفرح من أجلها ....الف مبروك يا حاجه
اين تبحث ....اخذت تتحرك وعيناها تبحث عن هادي الذي جلس جلسته ككل يوم بأحد جوانب المسجد يصلي ويسبح
رفع عيناه عن سبحته وهب من مكانه ما أن رأي والدته تتحرك بغير هدي من علي بعد ليسرع ناحيتها
: امه مالك
ارتمت حميده بحضنه وضمته بقوة بينما تهتف به : الف مبروك يا هادي ....مبروك ما جالك
اتسعت عيون هادي ودق قلبه بجنون يحاول تبين كلمات والدته بينما يتساءل بلسان نسب ابجديات الحديث : بتقولي ايه يا امه ....وصال ...أكملت حميده جملته : بقولك وصال ولدت ... البت فله لسه قايله ليا
.........
....
مدت بهيه يدها تجاه فم وصال بالطعام بعد أن أخبرهم الطبيب أنها تستطيع أن تتناول الطعام : لقمه كمان يا وصال ...انتي لسه والده ولازم غذا
تناولت منها وصال وابتسمت لها بينما تقول : شكرا يا بهيه ...تعبتك معايا
نظرت إلي الجميع وتابعت : تعبتكم كلكم
الجميع أجاب بابتسامه : تعب ايه احنا اهلك
مال نعمان علي وصال بينما وضعت بهيه الصغيره بحضنها ليقول بابتسامه : الف مبروك يا بتي
وضع مغلف مليء بالنقود بجوار الصغيره ثم استدار ليستأذن قائلا : بالاذن والف مبروك يا دياب ...مبروك علينا
اوما دياب الكبير الذي كان يتقلي من الترقب بينما لم يأتي هادي وكأنه قاصدا
عدلت مهجه من وضع الوساده خلف ظهره وصال وساعدها دياب الذي قال برفق : الدكتور قال إننا ينفع نمشي أو نستني بكره الصبح تحبي ايه ؟!
قال دياب الكبير متدخلا : نطلع من المستشفي يا بوي ودي محتاجه سؤال ...نظر لعيون وصال وتابع : مش تحبي تكوني وسطنا يا ام الغاليه
حديثه بهذا الود والحنان ووجع قلبها أنها بدونه وحيده جعلها لا تخذل نظرات جدها ولا تخذل اخيها الذي اهتزت نظراته وخشي أن تصمم علي العوده وحدها الي منزل ابيها ليتفاجيء بها تقول : اه يا جدي نفسي اكون وسطكم
تهللت ملامح مهجه ومال دياب بعفويه يقبل راسها وكأنه يعتذر أنه خذلها من قبل وينتوي الا يعيدها
لتتنهد وصال وتعطي الصغيره لوالدتها قائله : انتوا اهلي ولا يمكن تيجوا عليا تاني ...مش كده يا جدي
نظر لها دياب الكبير بعتاب : مش محتاجه سؤال يا نن عين جدك
قام من مكانه وربت علي كتفها قائلا : اهو دماغ جدك أكده ....انتي وبهيه ودياب شايفين اني جيت عليكم بس انا دماغي كانت شايفه أن ده الصالح واهو ربنا أراد عشان تفتح صفحه جديده
هل تكتفي وصال بهذا المبرر الذي مسح علي قلبها المرهق من كثره العتاب لتبتسم له وتقول بمشاكسه : يعني انت كنت جاي عشان تقولي كده ياجدي
اوما والتفت تجاه بهيه قائلا : اهي المقروضه دي اللي فتحت عيني
نظرت بهيه بخجل للأرض بينما امتلئت عيون دياب فخر بها ليتفاجيء دياب الكبير بوصال تمد يدها وتمسك بيده قائله : ماشي يا جدي نفتح صفحه جديده ....نظرت له وتابعت بمكر محبب : بس ابقي خد دماغي جنب دماغك يا جدي عشان أنا طالعه ليك دماغي حجر
ضحك دياب وهتف : يا بوووي في دي عندك حق يا وصال ...والله دماغك انشف من الحجر
.......
.......
نظرت حميده باستنكار تجاه هادي الذي اوصلها الي الفندق وهو يهتف بها بتعجل: اطلعي يا امه جهازي الشنط وانا هروح اشوف نرجع ازاي
قالت حميده وهي تمسك يد ابنها : نرجع ايه وشنط ايه لهو انت مش هتاخدني نتسوق واشتري دهب للبت الصغيره
نظر لها هادي باستنكار : دهب ايه يا امه وسوق ايه ....بقولك لازمن نرجع
هزت حميده راسها وقالت بإصرار : لا يا هادي مش هيحصل ....ازاي ادخل وأيدي فاضيه
قال هادي بتعجل: بعدين يا امه
هزت حميده راسها وقالت بإصرار : لا يمكن يا هادي ... هتاخدني اجيب دهب ....اومات وكررت بإصرار :
لازمن اجيب دهب لحميده الصغيره
توقف هادي مكانه والتفت الي والدته رافعا حاجبه : حميده ؟!
اومات حميده وضحكت بينما تنظر لعيون ابنها : الصغيره !!
تجاوز هادي ما تقوله والدته وقال برجاء : طيب هو انتي مش عاوزة تشوفي حميده الصغيره
انشحكت ملامح حميده وقالت بلهفه : ده مني عيني
قال هادي بمسايره : طيب يبقي يلا دلوقتي جهزي الشنط وخليها نرجع وانا اول بس ما نرجع هخليكي تروحي لعبد الحميد الصايغ تجيبي المحل كله
نظرت له حميده بطرف عيناها وهتفت بامتعاض : يعني اجيب لفله جهازها وحفيدتي مجبش ليها حاجه
قال هادي بنفاذ صبر : يا امه هنجيب ليها بس نرجع الاول
قبل أن تنطق حميده كلمه كان هادي يربت علي كتفها ويسرع يستدير ليغادر الفندق بيري حجوزات لعودتهم
.........
....
استندت وصال الي ذراع أخيها الذي حملها وصعد بها الي غرفتها بينما لم تتوقف مهجه ولا بهيه ولا سناء عن إطلاق الزغاريد ....انشرح قلب وصال وزادت فرحتها بمولد طفلتها بينما بقي جزء من قلبها أن لم يكن بأكمله حزين أنه ليس موجود ....
قالت بهيه لمهجه وهي تحتضن الصغيره : شوفي بقي يا امه ...انتي تفضلي جنب وصال وانا هاخد بالي من الحلوة دي
هزت مهجه راسها وهي تحاول أخذ الصغيره من ذراع بهيه : لا يا بهيه خليها في حضني شويه
ضحك دياب وجده بينما كل منهم لا تترك الصغيره حتي أن وصال لم تحملها مثلهم
مالت بهيه ونظرت للاسفل بينما جذب الصغير مصطفي طرف عباءتها ونظر لها بغيره سرعان ما فهمتها وغص حلق دياب الذي للحظه فكر بكيف ستكون معامله بهيه لاطفاله حينما تلد لتقصي بهيه اي ظنون عكرت ملامحه بينما بحنان تجثو علي الأرض بعد أن أعطت الصغيره لمهجه وهي تتمتم مثل الصغير وأخاه الذين أصبحوا ينادوها بماما: نن عين امك
ضمت الصغار الي حضنها وجلست الي الأرض بينما تداعبهم قائله : انتوا الأساس بس الصغيره بنت عمتكم هتدلع شويه علي حسكم
قبلتهم وقامت بينما تشير لمهجه : هاتي يا امه وصال الصغيره لمصطفي وعلي يشوفها
اجلستهم ووضعت الصغيره بحرص بين يديهم تداعبهم ليربت دياب الكبير علي كتف حفيده بنظره أنه يفهم عليه
ليبتسم له دياب ويقول بحب : تسلمي يا بهيه
ابتسمت بهيه له وتابعت ما تفعله بينما اهتمت مهجه بابنتها لتقول سناء : انا هنزل يا امه اجهز الوكل والحلويات .....البلد كلها هتيجي تهنئ وتبارك
وبالفعل جاء الكثير يهنئون ليميل دياب الكبير علي حفيده ويهمس بعدم رضي : يعني البلد كلها تيجي وجوزها ميجيش
قال دياب بحيره : الغايب حجته معاه يا جدي ... انا والمعلم نعمان حاولنا نكلمه بس قافل تليفونه
زفر دياب الكبير متوعدا : مسيره يجي ووقتها ليا صرفه معاه
..... ....
نظر هادي بدهشه تجاه الغرفه الخاويه حينما عاد بعد أن حجز تذاكر السفر ليناديها بقلب دب به القلق ....امه ...امه
اسرع تجاه رواق الفندق بأقدام متعثره وعيون مشتته يبحث عن والدته ليتنهد بارتياح ما أن لمحها قادمه من نهايه الرواق
اسرع ناحيتها هاتفا بقلق : امه كنتي فين ... مش قولتلك جهزي الشنط
قالت حميده بتعلثم : أيوة ....و ....و....اسكت مش انا توهت !!
عقد هادي حاجبيه بدهشه مرددا: توهتي
اومات حميده بينما تهتف وهي تتهرب من نظرات ابنها : اه ... نزلت اصلي في الحرم علي ما ترجع و بعدين توهت
نظر هادي تجاه الاكياس التي تحملها والدته ثم ضيق عيناه ونظر لوالدته بينما واضح انها فعلت ما كانت تصر عليه وذهبت للتسوق : توهتي ...امال ايه ده ؟
قالت حميده بتعلثم : ابدا ....ده انا بقي وانا تايهه قومت لقيت نفسي في السوق فقولت اشتري شويه حاجات لحميده الصغيره
نظر هادي بطرف عيناه لوالدته ورفع حاجبه : بقي توهتي ولقيتي نفسك في السوق
اومات حميده التي قالت بانشراح : شوفت النصيب .... اهو ربنا أراد أتوه في السوق
رفعت أحد الاكياس تريه ذلك الفستان الابيض الصغير ذو الشرائط الرفيعه وفستان يلو الاخر تخرجه حميده
: امه انتي متاكده انك كنتي تايهه !!
اومات حميده وهي ترسم الجديه : امال ايه ....أخرجت دون تفكير تلك العباءة ذات اللون السماوي والتطريزات الخلابة ليمسك هادي بها : وايه دي كمان ؟
قالت حميده بغمزه شقيه : جبت لمراتك عبايه السبوع ....اه اصل انا عارفاها ...تعمل بقي زي النوبه اللي فاتت قدام عماتك وخلاتك لا فقولت اشتري انا ليها عبايه السبوع
هز هادي رأسه متنهدا: طيب يا امه حطي يلا الحاجه في الشنط الطياره كمان ساعه ويادوب نمشي
اومات حميده وفتحت حقيبه يدها ليمسك هادي بها سريعا ويشير الي العلب بداخلها : وده ايه بقي كمان ...توهتي في الصاغه
زمت حميده شفتيها ونظرت الي ابنها كصغير ممسوك بالجرم بينما يفتح تلك العلب القطيفه والتي بها ذهب للصغيره: اهو بقي يا هادي ما انا لقيت نفسي قدام محل الدهب
قبل أن يقول شيء ضحكت حميده وشاكسته ... فك وشك وبطل تكشير بقي يا ابو حميده
اهو متأخرناش ولا حاجه وبعدين كده كده مراتك ولدت خلاص ...اهو لما اشوف الحاجه اللي جبتها لبتك هتفرح وتجبر خاطرها
.........
...
علي جمر ملتهب جلس هادي طوال تلك الرحله وهاهو عشري جالس أمام المطار كما أخبره هادي بانتظاره ليهتف به هادي وهو يلقي الحقائب بالخلف : اطلع بسرعه يا عشري
نظر عشري بينما بقي واقف وذراعه مفتوحه لهادي ليقول بعتاب : كده برضه يا معلم ....طيب سلم عليا
قال هادي بلهفه : هسلم عليك بس حالا اطلع علي البلد انت مش قولت أنهم هناك
اوما عشري قائلا بسعاده وهو ينطلق بالسياره : امال يا معلم ...ده المعلم دياب عامل فرح ودبح ووزع شربات ...الف الف مبروك يا معلمي
مالت حميده للامام تجذب كم عباءه ابنها وتهمس له : انا من دلوقتي بقولك اهو ...السبوع هيتعمل عندي
فرك هادي وجهه بنفاذ صبر وهو يساير والدته : حاضر يا امه بس اشوف البت
قالت حميده بانشراح : هتشوفها باذن الله يا من عين امك ....مؤكد هتطلع شبهي
ضحك هادي من بين عجل قلبه المتلهف ليوكز عشري : اجري يا عشري اكتر من كده ولا اسوق انا
قال عشري بينما يضغط أكثر علي دواسه الوقود : حاضر يا معلم بس المخالفات عليك
ضحك هادي وقال بلهفه : كله يهون بس اشوف بنتي !
........
....
ما أن توقف السياره ببهو منزل دياب الكبير حتي اسرع هادي ينزل منها بينما قالت حميده باستنكار : اصبر يا هادي اطلع شنطه الهدايا
لم يتوقف هادي واسرع تجاه المنزل ولكنه عاد سريعا تجاه والدته التي كانت تشير لعشري أن ينزل أحد الحقائب
ليميل هادي علي إذن والدته ويهمس لها : امه ...بلاش تجيبي سيره حميده الصغيره دي قدام وصال ...
نظرت له حميده ورفعت حاجبها ليهز هادي رأسه برجاء : دي لسه والده
ضيقت حميده عيناها ونظرت إليه : امال هتسميها ايه
قال هادي بتسويف: اشوفها بس يا امه
اسرع تجاه الباب الذي انفتح علي مصراعيه بينما ركضت سناء للاعلي تخبر الجميع أن هادي قد جاء
اهتزت نظرات وصال ودق قلبها بقوة بينما تتخيل تلك اللحظه ..هرج ومرج ساد بالغرفه بينما اسرع دياب لاستقبال هادي وبقي دياب الكبير واقفا لدي باب الغرفه بينما اخذت مهجه ترتب من هيئه ابنتها وبهيه تهيء الصغيره لاستقبال والدها
لا يعرف هادي كيف قطع الدرج بتلك السرعه بينما دياب يحاول اللحاق به وقد ضاعت كلماته التي كان للتو يقولها : حمد الله على السلامه يا هادي
لحق به وهو يضحك : اصبر يا بوي هتقع من علي السلم
بلهفه اسرع هادي تجاه الغرفه بينما تعالت منها اصوات الزغاريد والتي أخذت حميده ترد مثلها وهي تصعد برفقتها سناء زوجه علوان تحمل عنها الحقيبه
خطي خطوتين والتقت عيناه بعيناها واااه من اللقاء بعد طول بعاد وليس اي بعاد بل بعاد محمل بعتاب
ممزوج بفرحه لقاء واستقبال حلم سنوات يقبع بين حضنها بغيمه فراء بطانيتها الورديه الناعمه
: عندك !!
توقف هادي مكانه بينما امتدت ذراع دياب الكبير أمامه لينظر الجميع تجاههم واولهم وصال التي تسمرت ابتسامتها علي شفتيها !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اقتباس من الفصل القادم
هتف ماجد الذي تغيرت كل ملامح وجهه : رجعت لأهلها يعني ايه ...!
هزت نانسي كتفها وقالت ببساطه : يعني رجعت بيت اهلها ...ايه المشكله وهي كانت هتفضل طول عمرها بعيد عنهم
نظر لها ماجد وهتف بحنق شديد بينما اهتز عالمه : ايه المشكله ...المشكله ان رجوع وصال لأهلها معناه أن لعياده اللي كنتي بتقولي أن بيتنا مفتوح بسببها هتتقفل
بحثت وصال عن ما تقوله لتظل تفتح فمها وتغلقه بينما عيناها لا تفارق هذا الذي لا تفارق عيناه النظر لابنته
: حلوة يا هادي
قال هادي وهو يطيل النظر لملامح تلك الصغيره القابعه بحضنه : اوي اوي
ابتسمت وصال قائله : شبهه مين ؟!
هل أصبحت تجر منه الغزل جرا ...نظرت إليه بقليل من الغيظ بينما يقول بعفوية: شبه الست ام دياب
قضمت وصال شفتيها بينما تقول : ماهو انا شبه ماما يعني ملك شبههي
اتسعت عيونها بينما قال هادي : شبه الست ام دياب
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك