( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لمح دياب جلوس جده بالبهو وهو يخطو الي المنزل ليقول باقتضاب وهو يتابع طريقه للاعلي: السلام عليكم
التفت دياب الكبير تجاه حفيده باستنكار بينما فقط القي كلمتين باقتضاب ثم تابع طريقه .....وهذا الجفاء بينه وبين حفيده لم يعد يحتمل الصمت عنه ليقوم من مكانه ويوجه حديثه بنبره توبيخ لحفيده : ايه يا دياب هتفضل زي العيل الصغير مقموص من جدك وبس بترمي عليه السلام زي الاغراب
توقف دياب مكانه والتفت الي جده الذي تابع مستنكرا : لا عاد بتقعد تتكلم معايا ولا بنتلم علي لقمه واحده
خطي دياب خطوتين تجاه جده وامتلئت نبرته بالعتاب بينما يشير إلي البهو الخالي : لمه ايه اللي بتتكلم عنها يا جدي ....اي لمه وامي مش فيها عاوزنا نتلمها ؟!
عقد دياب الكبير حاجبيه باستنكار وسرعان ما هتف بسخط : وانا عملت ايه لامك...؟!
هي اللي بقالها ايام قافله علي نفسها ومش راضيه تقعد معانا وحتي انا بترد عليا الكلمه بالعافيه ....بتقولي انا فين اللمه ده بدل ما تروح تتكلم مع امك وتقولها ازاي تقاطعي جدي ولا جدي عمل ايه .... قاطعه دياب بحنق بينما لم يعد يحتمل إلقاء اي لوم علي والدته : ازاي ....امي اللي تتسأل ؟!
هز كتفه وتابع بمزيد من الحنق : اسأل امي عن ايه ..ده بدل ما نسأل عن حالها
قال دياب الكبير باستنكار : وانا كنت عملت ايه لحالها ؟!
نظر له دياب باستهجان : كل ده ومعملتش حاجه يا جدي
تغضنت نبرته بمزيد من العتاب بينما لأول مره ينطق بتلك الكلمات أمام جده : هو مين السبب في اللي هي فيه ... مين خرب بيتها وفرقنا من سنين
اتسعت عيون دياب الكبير وهتف باستهجان شديد : انا خربت بيت امك وفرقتكوا
ولا ابوك
قال دياب بحنق : انتوا الاتنين واللي دفعت التمن أمي واتحرمت من بنتها ودلوقتي كمان اتحرمت منها
قال دياب الكبير بدفاع عن نفسه : امك اللي اختارت وانا وقفت قدام ابوك وخليتكم في حضنها بس اختك اللي براويه وسابت حضن امها .....
دي كمان هتحاسبني عليها بدل ما تحاسب اختك
هتف دياب بمزيد من الحنق : اختي رجعت يا جدي وانت برضه اللي كنت السبب في فرقتنا لما طاوعت هادي في كذبه عليها من البدايه
هتف دياب الكبير بامتعاض : تاني هتعيد في الكلام ده ... كنت اعمل ايه ....؟!.
ما انت كنت معايا يومها
اوما دياب بسخط : ومكنتش راضي
نظر له دياب باستنكار : هتطلع نفسك منها وترميها علي جدك
هز دياب رأسه وهتف بعتاب : انا سكتت وطاوعتك يعني مشاركك في الذنب
التفت الي جده وتابع بمزيد من الاتهام : طيب ويومها مكنش قدامك حل ....الأرض والتلاجات وغيره وغيره اللي كنت بتضغط علي هادي عشان سكوتك كمان مكنش قدامك حل
احتقن وجه دياب بالغضب وهتف باحتدام : كنت بضمن صباعه يبقي تحت ضرسي عشان ميجيش عليها في يوم من الايام
هز دياب رأسه وهتف باتهام : وعشان يبقي تحت سطوتك ياجدي زيي بالضبط
اوما دياب الكبير وهتف باقتناع : ادي انت قولت ...زيك بالضبط يعني أنا الكبير وانا اللي كلمتي تمشي علي الكل ...رفع حاجبه وتابع باتهام :
وبعدين ماهو انت وهو طاوعتوا اختك في اللي هي عايزاه كان حصل ايه لا هي رجعت لجوزها ولا رجعت وسطنا .....وقفت قدامي انت وهادي واخرتها كان ايه اللي حصل .....رفع إصبعه أمام وجه حفيده وتابع :
شوف انا لما حكمت حصل ايه وشوف انتوا لما حكمتوا حصل ايه .....بكلمتي جت وسطنا واتجوزت وفتحت بيت بس انتوا خربتوا البيت
ضرب الأرض بطرف عصاه وتابع : واقف قدامي و بتحملني خراب بيت امك اهو انا معملتش كده مع اختك وبأيدي وسناني وقفت أمنع خراب البيت بس انتوا مشيتوا بشورتها واخرتها ايه ....مشيت !!
نظر إلي دياب بحنق وتابع بحسره وغضب : اهو اللي حصل معاك انت وهي زمان هيحصل في عيلها واتفرق عن ابوة ومسيره يفترق عنها لما هادي يقول عاوز ابني
اشاح بوجهه وتابع بسخط :
وانا معدتش اتصدر ليها ولا هقف قدام هادي لو طلب حقه في ضناه ......التفت الي حفيده وتابع بضيق شديد : ويكون في علمك هادي كلامه اخر مره معايا كان أنه معادتش باقي عليها
ضرب مجددا الأرض بعصاه وتابع بغضب : ارتاحت دلوقتي ....اهي بأيديها خربت بيتها
اختنق دياب من حصار جده له بتلك الحقائق التي قد لا يكون جده كليا مخطيء بها ليشيح بوجهه هاتفا : اختارت وهتحاسب علي اختيارها إنما امي عمرها ما اختارت واحنا كمان بنحاسبها ....امي عاشت طول عمرها تقول حاضر ونعم وكل واحد فينا بيحاسبها علي اللي ملهاش فيه يد
ابتلع دياب الكبير غصه حلقه بينما لا يتوقف عنه تأنيب ضميره ليقول بدفاع عن نفسه : امك يا ولدي معملتش حاجه غلط هي اللي كرهت ابوك
تغضنت نبرته بالاسي وتابع : فكرك كان ساهل عليا قاعدتها بقهرتها السنين دي .....فكرك كنت راضي ..امك جالها بدل العريس الف وهي الي مرضتش
وقالت اربي عيالي
واهو اللي مدوقها المر عيالها مش انا
هز دياب رأسه برفض هاتفا : كلنا يا جدي وانت اولنا
اتسعت عيون دياب الكبير باستنكار : انا يا دياب
اوما دياب هاتفا : أيوة ولا فكرك مكنش مر عليها انك بتلوي دراعها بيا ..... خيرتها بيني وبين وصال واتغلبت علي أمرها واهي وصال حملتها ذنب ملهاش يد فيه
احتقنت نبرته بالاسي بينما يتابع : وصال بتحاسبها ومين السبب ...انت ياجدي
زم دياب شفتيه وهتف باحتدام : عملت كده عشان صالح اختك ....عشان ترجع وسطنا لما تلاقي نفسها وحدها ... افهم بقي
هز دياب رأسه برفض : مش عاوز افهم حاجه ....انا عاوز امي تطلع من اللي هي فيه .....عاوز اختي ترجع وسطنا
نظر إلي جده بعتاب شديد وتابع : لو تعرف تعمل كده هرجع انا كمان زي ما كنت ....اشاح بوجهه وتابع : غير كده يحرم عليا اللمه والفرح
ترك جده وصعد للاعلي ليقف دياب الكبير مكانه صدره يعلو ويهبط بانفعال بينما يتلقي لوم يلو الاخر ....نضج ذلك الصغير الذي رباه علي يده ووقف يحاسبه بحساب هو نفسه لم يتواني عن محاسبته لنفسه !!
..........
....
لاح الاسي علي ملامح بهيه التي استمعت للحديث الذي دار بين جدها و زوجها ....ضاق صدرها بالحزن الذي خيم علي المنزل بين ليله وضحاها ولا تنكر أنها سألت نفسها الف مره لماذا لم تصفح وصال أو بالاحري لماذا لم تكن مثلها والاجابه كانت بوسط السؤال لأنها ليست مثلها ولا يوجد أحد مثل الاخر لذا لا يمكنها أن تطرح مثل هذا السؤال ....سامحت زوجها وستظل تسامحه لانها ببساطه تشعر بأنها تريد السماح ...نسيت وتجاوزت لأنها تسطيع بينما وصال وقفت بالمنتصف لا تستطيع أن تفعل
لم تعاتب ابيها يوما ولم تفعل بينما وصال ليست مثلها فألقت باللوم والعتاب علي والدتها وعلي الجميع
الاجابه بالسؤال ...ليس أحد مننا مثل الاخر !!
أشفقت علي جدها الذي تراه بتلك الحاله ...تعرف أنه يحب دياب أكثر من نفسه حتي وان قسي عليه لذلك تري ملامحه المنكسره لجفاء دياب معه ....تري أنه ليس ذلك الكبير الجبار بل هو رجل بحاجه لحفيده الذي يتنفس حبه ويسند ظهره وجوده ...!
: جدي
رفع دياب وجهه المكفهر تجاه بهيه التي اقتربت منه ليقول برفق : نعم يا بهيه
قالت بهيه بحنان : ابدا يا جدي قولت اسألك عامل ايه ؟!
هز دياب الكبير كتفه وقال بتخلي بينما يسحب نفس عميق : هكون عامل ايه .... هكون عامل ايه وانا شايف اني سودت حياتكم كلها ...ربنا ياخدني عشان ترتاحوا مني
هزت بهيه راسها بشده وقالت برفق بينما تجلس بجوار جدها : لا ياجدي بعد الشر عنك .....وضعت يدها فوق يده ليسري حنانها تجاه قلب جدها المغلف بقشره صلبه : ياجدي انت الكبير ...كبيرنا اللي ملناش غيره
سحبت نفس عميق وتجرأت بينما تتابع : انت اللي في ايدك كل حاجه ....انت اللي بأيدك تجمعنا تاني
نظر دياب لها لتبتسم له برجاء : كلمها يا جدي
عقد حاجبيه بعدم فهم لتوضح بهيه بجرأه : كلم وصال وفهمها انت عملت كده ليه ....عاتبها وخليها تعاتبك يا جدي وانا متاكده أنها هترضي
غص حلقها بينما تتابع باعتراف : كلنا غلطنا في حقها وهي كانت جايه قلبها اخضر بس اتعكر لما عرفت اننا كلنا كنا عارفين وسكتنا.....خفضت عيناها بخجل وتابعت : وقفت جنبي وكانت اكتر من اختي وانا اخرتها ....تهدج صوتها وهي تهز راسها بينما تتذكر صدمه وصال بها حينما عرفت انها كانت تعرف واخفت عنها لتقول بصوت متحشرج بالاسي : ليها عندي حق ولازمن اعتذر لها واطلب منها تسامحني وعذري الوحيد اني كنت خايفه عليها واني فكرتها زيي هترضي وتسامح
رفعت عيناها تجاه جدها وتابعت : هي متوجعتش من اللي حصل زي ما اتوجعت اننا كلنا كنا عارفين
تنهدت وتابعت : دياب وهادي معملوش حاجه غلط هما غلطوا وبيحاولوا يصلحوا غلطهم فبلاش تلومهم
هزت كتفها وتابعت بينما تبعد عيناها عن عين جدها : فاضل انا وانت يا جدي ....لازمن نعترف بغلطنا في حقها ونراضيها
أمسكت بيد جدها وتابعت برجاء : لو ليا خاطر عندك ...هزت راسها وتابعت : بلاش انا ..عشان خاطر امه مهجه وقهرتها وعشان خاطر دياب ....روح لوصال ياجدي وراضيها
.............
.....
وضع ياسين كوب الشاي الذي انهاه من يده ثم اعتدل واقفا من أمام طاوله الأفكار بينما يقول وهو ينظر إلي سمر : الحمد لله ..انا رايح الوكاله
التفت تجاه الصغير الذي قال بحماس : استناني يا عم ياسين انا هلبس وجاي معاك
نظر إلي الصغير باستفهام : جاي معايا فين يا عبد الله
قال الصغير بحماس : الوكاله يا عمي
اسرع الصغير تجاه غرفته لتعتدل سمر واقفه وتنظر الي ياسين بابتسامه هادئه قائله : هو اللي قالي اروح مع عمي ياسين ....وقالي نفسي اكبر وابقي زي عمي ياسين وقالي هو عارف مصلحتي وانا طول عمري هسمع كلامه
هزت كتفها وتابعت بخجل : حقك عليا يا ياسين ....ارتسمت الاسي علي ملامحها بينما تابعت : متزعلش مني ....غصب عني اللي شوفته خلاني اخاف علي عيالي اللي ماليش غيرهم في الدنيا
مال ياسين برأسه يتطلع الي وجهها الهادئ وقال بعتاب : وانا روحت فين يا ست الستات
ابتسمت سمر وقالت بخجل دون أن ترفع إليه عيناها : انت دنيتي كلها يا معلم ياسين
ابتسم ياسين بسعه وربت علي كتفها بحنان : وانتي ربنا يعلم غلاوتك في قلبي اد ايه
رفع يدها تجاه شفتيه وقبلها بحنان : انتي هديه من ربنا
ارتجفت يد سمر وتمسكت بيده ورفعت عيناها تجاه عيناه وقالت بمشاعر حاره: انت اللي ربنا عوضني بيك ...ربنا يخليك ليا
مجددا قبل يدها بحراره بينما يهمس : ويخليكي ليا يا ست الستات
تلاقت عيونهم لتطوف عيناه بوجهها الذي سرت به حمره جميله بينما تقول بتدليل : تحب اطبخلك ايه علي الغدا
قال ياسين بحب: كل حاجه من ايدك زي الشهد
ابتسمت له ليميل عليها يقبل وجنتها وقبل أن تزحف شفتاه تجاه شفتيها تراجع سريعا حينما انفتح باب الغرفه وخرج الصبي ركضا : يلا يا عمي انا جاهز
وضع ياسين ذراعه حول كتف الصبي الصغير وقال بحنان : يلا يا معلم عبد الله
تنهدت سمر وقالت بدعاء : يارب اشوفه زيك
ابتسم لها ياسين ولوح لها لتقف لدي الباب تودعهم وتودع كل هم كان بقلبها وترحب بسعاده طرقت بابها من حيث لا تدري !!
.........
....
دخل دياب الي غرفه مهجه حيث جلست بهيه بجوارها تطعمها وتجتذب معها الحديث بينما يركض الصغيران بجوارهما
: عامله ايه يا امه
قالت مهجه بابتسامه باهته : الحمد لله ياابني
قال دياب بمرح وهو يجلس بجوارها و وينظر الي الطعام الذي لم تقربه : شكل اكل بهيه مبقاش حلو زي الاول ....
هزت مهجه راسها وربتت علي يد بهيه بحنان : تسلم أيدها هو انا بعرف اكل لقمه الا من أيدها
رفع دياب حاجبه قائلا : امال ماكلتيش ليه
قالت مهجه مجددا وهي تزيف ابتسامتها :ماليش نفس يا حبيبي ...لما اجوع هأكل
قال دياب بحنان : طيب ايه رايك تيجي معانا ...انا هاخد بهيه للدكتورة ....تعالي وناخد معانا مصطفي وعلي واخدكم البلد تأكلوا في مطعم واهو نتفسح
هزت مهجه راسها وقالت بحنان : لا يا حبيبي ...روحوا انتوا واتبسطوا ...
نظر لها دياب برفق وقال بينما يمنع غصه حلقه : طيب تحبي اخدك لوصال
هزت مهجه راسها وقالت بسماحه: سيبها براحتها ياابني كفايه اني بطمن عليها منك
نظرت بهيه الي دياب برفق بينما تمنت لو جدها يستمع لرجاءها ....ليت بيدها شيء آخر لتفعله الا التهوين علي مهجه وليت بيدها أن تعرف كيف تذهب لوصال لتترجاها ولكنها بداخلها تدرك أن الوحيد الذي بيده الامر هو جدها هو فقط من يستطيع أن يصلح كل شيء
...............
....
رفعت وصال يدها تتمسك بجانب الفراش لتقوم بينما لاح الالم علي ملامحها ... ذلك الالم الذي تشعر به منذ ليله الامس يأتي ويذهب كل بضع ساعات
بصعوبه رفعت جسدها لتعتدل جالسه وهي تاخذ نفس يلو الاخر لتجلس وهي تلهث ...وضعت يدها علي بطنها المنتفخة تمسدها برفق لعل الالم يقل ....حاولت أن تتطلع تجاه ساقها التي انتفخت قليلا ولكن بطنها الممتده امامها لم تمنحها رؤيه واضحه ...مرت ساعه وهي علي وضعها تحاول أن تتحرك ببطء بينما منذ الأمس تشعر بثقل حملها أكثر من أي يوم
استندت الي الحائط واخيرا استطاعت أن تغادر الفراش ولكنها بمجرد أن سارت بضع خطوات حتي داهمها الالم ولكن تلك المره كان اشد ....انحنت وهي مازالت تستند الي الحائط لتتنتفس بضع مرات حتي ذهبت نوبه الالم
وهي تخبر نفسها بأنه طبيعي أن تشعر بانقباضات مماثله وهي بشهرها السابع ولكن اليوم تشعر بأنها شديده أكثر من أي يوم ....!!
عادت مكانها الي الفراش مجددا حينما شعرت بصعوبه حركتها ....لترتاح قليلا ثم تقوم
نظرت الي سقف الغرفه ودارت في فلك كبير من الأحداث والكلمات .... تشعر بحزن شديد يجثو علي صدرها منذ ذهاب أخيها بالأمس ...كلماته لا تبارح تفكيرها وما لا يبارح تفكيرها أكثر ويثقل صدرها هو نظرات هادي ...خزلانه وكلماته التي جرحت قلبه قبل أن تجرح قلبها ...ليتها تجد دفاع عن نفسها أمام اتهامه لها بالانانيه بينما هي نفسها تتهم نفسها بهذا ....!!
لا ترسو علي بر واعتادت منه أن يسبح معها بكل موجه ولذا لم تفكر لحظه بأن شتاتها جعله متخبط فضاع هو الآخر باحثا عن بر تتمني هي قبله لو تجده لترسو عليه وترتاح من الصراع بين عقلها وقلبها ....!!
كلمات هادي وصورة والدتها وكلماتها واخيها وعتابه
تجمعوا علي قسوة قلبها ولكن أحدهم لم يدخل الي قلبها ويري كم تجاهد لجمع شظاياه .....غص حلقها بقوة بينما تعترف بأنها وحيده حزينه وقد تفرق الجميع من حولها وكأنها اشاره لها أن تعيد التفكير أو النظر ولكن التفكير اصبح مرهق للغايه فهي اكتفت من التفكير واكتفت من الصراع بين عقلها وقلبها
تريد أن ترتاح وتريد لهذا الالم أن يتوقف ...لا تريد أن تبقي وحيده ولا تريد أن تدفع ثمن ابتعاد وحدتها عنها بخزلان جديد ممن تريد الفتهم
مالت الي جوارها وامسكت بصورة والدها تتطلع إليه وتفكر في وحدتهما التي اقتسموها سويا .... ربما دياب محق ولكنها لا تستطيع أن تلوم ابيها بينما خذ قراراته بناء علي عقله وجنب قلبه ....نعم كان قرار عقله فقط وقد اقتسم قسمه العدل !!
ولكن اي عدل بفرقه اسره عاش كل منهم بعيد عن الآخر يتجرع وحده وربما ندم لم يبديه ابدا
ماذا لو تنازل قليلا كل منهم ....كانوا عاشوا سعداء ام تعساء... سؤال صعب الاجابه عليه ...نعم !!
ربما كانت حياه ابيها وامها لن تكون سعيده دوما وربما كانت ستكون عقبات كثيره بينهم ولكن الا تمضي العقبات بالمشاركة ...غص حلقها وهي تفكر بحياتها وتترك التفكير بحياه ابيها وامها التي سطرت نهايتها
فلتفكر بحياتها هي التي مازالت صفحتها مفتوحه ....عقبات قابلت حبها هي وهادي .....اول عقبه تخلي عنها وترك يدها وعوقبت بمثل ما عوقب .. فراق عشر سنوات ووحده
عقبه أخري وتلك المره هي من تخلت ولكن معها عذرها لانه خذل حبها
و مجددا عقوبت بالفراق والوحده ....مررت يدها علي بطنها وازدادت ملامح الالم علي وجهها بينما تفكر أن العقاب تلك المره سيكون به طرف لا ذنب له مثلها هي واخيها
هل سيراها طفلها انانيه كما رأي دياب ابيه
طرف آخر في طرفي المعادله التي لم تعد بينها وبين هادي فقط وأن وضعت طرف قلبها ربح هادي بينما باعتراف صريح جاش به صدرها هو اخطيء واعتذر ودوما ما يكون خلف الاعتذار الصفح والغفران !!
مدت يدها الي جوارها تمسك بهاتفها الذي تعالي رنينه لتبتسم بينما اتصل أخيها وهي بأكثر وقت تحتاج له به لتخرج نبرتها محمله بالحنين :
دياب
قال دياب بحنان : عامله ايه يا وصال ؟!
تحاملت علي نفسها وهي تقول بصوت حاولت أن لا يبدو به الالم الذي تشعر به : الحمد لله انت عامل ايه
: الحمد لله ...محتاجه اي حاجه
تمنت لو تقول انها بحاجه اليه وليس إليه فقط بل الي الجميع ...تريدهم الا يفلتوا يدها ...تريد من اي منهم أن يأخذ بيدها الي بر بعيدا عن هذا التخبط والشتات
: دياب
انتبه دياب لنداءها ليقول ملبي النداء : نعم
قالت وصال بمشاعر حاره : متزعلش مني .... قبل أن يقول شيء جاش صدرها بحزن شديد بينما تتابع : كلكم زعلانين مني وشايفين اني قاسيه ووحشه بس انا مش كده ....هزت راسها وتابعت بأسي : والله انا مش كده ولما بقسي او بجرح حد فيكم انا بتوجع أضعاف ...والله بتوجع اكتر منكم
غصب عني يا دياب بعمل كده وبصدكم
عشان احمي نفسي اني احبكم تاني
غص حلقها وتابعت بعتاب : كان نفسي ماما تكون جنبي اتوجعت اوي لما سابتني تاني
قال دياب بدفاع عن والدته :
وهي اتوجعت اكتر منك
اومات بأسي : عارفه بس اعمل ايه ....كان نفسي اترمي في حضنها واعيط واعاتبها بس مرضتش اكون ضعيفه قدامها بعد ما اتخلت عني وسمعت كلام جدي اللي دايما واقف ضدي ....غص حلقها بقوة بينما تتابع : نفسي تفضلوا تطبطبوا عليا من غير ما تقولوا كفايه ...نفسي تحسوا أن اللي وجعني اني اتخذلت منكم
قال دياب برفق شديد :
يا وصال انا عارف ان اللي حصل مكانش سهل وكان يخلص لو هادي قال الحقيقه بس ربنا أراد هو كان عارف انك عنيده ومكنتيش هتكملي الجوازه....تابع برجاء :: المسي له عذر والمسي لامك عذر ....امك مكنتش عاوزة تسيبك وحدك بس اهو بقي علي قد تفكيرها سمعت كلام جدي انك هترجعي ومرضتش تعصي ابوها...قبل أن تقول شيء تابع : عارف انك حقك تزعلي بس مش تجافيها عاتبيها يا وصال ....العتاب من المحبه
عاتبي هادي وعاتبي امك وعاتبي بهيه والعتاب هيشيل من قلبك الاسي
طبطبت كلمات أخيها علي قلبها لتجد لسانها يقول بلا تردد : عندك حق
سألها بتوجس غير مصدق مغزي كلماتها : يعني
.....يعني اجي اخدك
وضعت يدها علي بطنها بألم وضغطت علي شفتيها بينما بالفعل تشعر بأنها بحاجه اليه : تعالي
تهللت ملامح دياب ليقول بابتسامه واسعه : عيني ...هاجي ياوصال .....
انا لولا رايح مع بهيه الدكتورة كنت جيت اخدتك حالا .....بس كلها كام ساعه وأكون عندك
تريده أن يأتي ويكون بجوارها بينما يزداد الالم الذي تشعر به ولكن أخيها لديه حياته لتتنهد قائله : متشغلش بالك ....بكره هستناك
هز دياب رأسه برفض : مفيش بكره انا ماصدقت .....كلها كام ساعه اخلص مع بهيه مشوار الدكتورة واجيلك
تابع دياب باستدراك :
هو انتي مش بتروحي زي بهيه للدكتورة كل اسبوعين تلاته ياوصال
اومات وصال وقالت وهي تعض علي شفتيها من الالم : اه
عقد حاجبيه باستفهام : بتروحي مع مين ؟!
غص حلق وصال وقالت ببساطه مزيفه : بروح لوحدي
ازدادت عقده جبين دياب وهتف باستنكار : لوحدك... ليه يا حبيتي وهو هادي فين ....ليه ميكنش معاكي
هو مش ابو اللي في بطنك وحقك يكون معاكي
تنهد وتابع بمرح : ده انا بقيت امشي علي كلام الدكتورة وأشوف بهيه تاكل ايه وتشرب ايه والدوا والفيتامين امتي
ابتسمت وصال لهذا التغير الواضح بشخصيه أخيها الذي ضحك وتابع : ده انا بقيت اعرف يعني ايه هرمونات
ضحكت وصال وهي مازالت تمرر يدها فوق بطنها : وطلعت ايه ؟!
ضحك دياب قائلا : موضوع واعر قوي يا وصال .....فهمت أن عادي الأقي بهيه تبكي لحالها وتضحك لحالها وكمان تهب زي الوابور من غير سبب اتاريها الهرمونات
ضحكت وصال وكذلك دياب الذي ختم ضحكته متنهدا بضيق وحزن من أجلها بينما يقول : مالوش حق ابدا هادي يسيبك وحدك ....ازدادت نبرته احتدام بينما يتابع بوعيد : انا ليا معاه كلام بس لما يرجع من سفره بالسلامه باذن الله ومعادش يسيبك وحدك تاني تروحي للدكتورة
اهتزت نظرات وصال وقالت بثقل مصدومه : سافر ؟!
عقد دياب حاجبه وقال باستفهام : سافر العمره ....انتي متعرفيش ؟!
غص حلق وصال وشعرت بالدموع تجري بحلقها ...لقد راهنت علي حبه لها ولأنها تدرك كم جرحته التمست له العذر بأنه اختفي اليوميان الماضيان ولكن يسافر ...يبتعد دون أن يودعها حتي ...كيف هانت عليه هكذا سالت نفسها بكل حق أعطاه حبه لها : لا
زم دياب شفتيه وتنهد قائلا : عتبي عليه هيكون شديد اوي
قالت وصال بدفاع عنه وهي تمسك بدموعها : لا يا دياب ...انا عمري ما قولتله يجي معايا الدكتور هو مالوش ذنب
اوما دياب وقال بتسويف : لما يرجع أن شاء الله نشوف ...وصال
: نعم
سحب دياب نفس عميق ثم قال : احنا اتفقنا تعاتبي وتشوفي قلبك هيرضي ولا لا مش كده
قالت وصال بتسويف بينما تزيح تلك الدمعه التي غادرت عيونها : أن شاء الله
شعر بتغير نبرتها لهذا الحزن ليقول : انتي زعلتي أنه سافر ؟!
غص حلق وصال وصمتت ليقول دياب باستفهام : هو حاجه حصلت بيناتكم ؟!
ايضا لم يتلقي دياب اجابه ليطول صمت وصال التي عرضت علي شفتيها بقوة تكتم هذا الوجع الذي تشعر به
تنهد دياب قائلا : طيب متشغليش بالك يا وصال ...واحنا راجعين في الطريق احكي ليا علي كل حاجه ...ماشي
اومات وصال بصوت واهن: ماشي يا دياب
قال دياب بحب : مش هتأخر عليكي ....تمهل قليلا قبل أن يقول بحماس : ولا هقول لامك ..خليها مفاجاه دي هتفرح اوي يا وصال
........
.....
ارتجفت يد وصال وهي تضع الهاتف بجوارها بينما ازدادت ضراوة الانقباضات التي تشعر بها .... بجهل تعمدته حاولت أن تتظاهر أنها لا تفهم مؤشر الالم الذي تشعر به وتخبر نفسها أنه طبيعي ولكن بعد مرور ساعه اعترفت أن ماتشعر به ليس طبيعي وأنها بالفعل دخلت بمخاض الولاده !
وهاهو الطبيب يصدق علي كلامها بينما يقول : ولاده طبعا
قالت وصال بوهن وهي تتمسك بتعمد جهلها فهي لن تلك الان ولا اليوم .....تلد بدونه وبدون اي احد بجوارها !!
: بس انا لسه في الاسبوع التلاتين
قال الطبيب برفض : متوقع الولاده في السابع يا دكتورة ...لم ينتظر أن يشرح لها شيء تعرفت ليتابع
بتعجل: حالا يا مدام وصال تيجي المستشفي ....انا هكون في انتظارك
ابتلعت وصال رمقها ببطء ممزوج بالألم لتدير عيناها في أرجاء الغرفه حولها ...لم تعد شيء ولم تستعد لاستقبال مولودتها الان ....!!
غص حلقها بقوة وقبضت علي غطاء الفراش وهي تهز راسها بأسي ...لم تكن تلك أحلامها عن ولاده أول طفل لها كما لم تكن أيضا تلك أحلامها لحياتها معه ....!!
خذلان وفراق ووجع وجراح لم تكن أبدا تلك المفردات ضمن أحلامها .... مالت تتطلع الي بطنها وتمرر يدها فوقها بحنان ممزوج بالاعتذار بينما أدركت أنها حرمت ابنتها بأن يكون ابيها بجوارها في أول لحظه لها بالحياه ...اخذتها حربها معه ومع عائلتها فمرت شهور حملها سريعا ولم تعيش بها لحظات مميزة .....ازدادت غصه حلقها وهي تتذكر وحامها وكيف لبي هادي طلب ابنتها لتداعب ابتسامه ممزوجه بالمراره شفتيها وتتذكر انه طلب منها أن يكون بجوارها في تلك الأوقات التي ستكون ذكريات لابنتهم وهي من أبعدته ...! ولكن الم يكن معها حق ولو بنسبه صغيره ...نعم معها كل الحق ولكن اختارت طريق صعب لا تنكر أنه طريق
بدء بفطرتها التي رفضت المفروض عليها وانتهت بعناد دون التفكير بعواقب ....عواقب وحدتها علي طفلتها
ارتسم الالم علي ملامحها وهي تجر أقدامها وتتجه الي الخزانه بوهن شديد تخرج ملابسها .... نظرت في ساعتها تتعجل الوقت لعل أخيها يأتي ولكن الالم وصل زروته وخشيت أن يحدث لطفلتها مكروه لذا استسلمت الأمر الواقع بأن عليها الذهاب الذي المشفي فتحي لو اتصلت بأخيها الان لن يأتي بالوقت المناسب
مدت يدها الي هاتفها بينما انتهت من ارتداء ملابسها لتبقي بأنفاس لاهثه وهي تخبر نانسي التي
قالت بلهفه ممزوجه بالقلق : طيب يا وصال مسافه الطريق وهنكون عندك انا وماجد ....خلي بالك من نفسك
أسرعت نانسي سريعا بخطوات متعثره تقوم من خلف مكتبها وتركض تجاه غرفه ماجد الذي رفع رأسه عن المريض واستدار تجاه الباب الذي فتحته نانسي بتلك الطريقه ليعقد حاجباه ويهمس باعتذار للمريض ويسرع ناحيتها يهتف من بين أسنانه : نانسي انتي ازاي تدخلي كده ...انتي مش عارفه أن عندي كشف
قالت نانسي بكلمات متعلثمه وهي تبتلع رمقها بسرعه : وصال بتولد يا ماجد واحنا لازم نروح لها حالا
ادار ماجد رأسه تجاه المريض ثم عاد لينظر الي زوجته هاتفا بصوت خافت : طيب هخلص الكشوفات اللي عندي ونروح لها
اتسعت عيون نانسي بصدمه ممزوجه بالاستنكار لهذا الهدوء الذي يتحدث به زوجها : كشوفات ايه ....بقولك وصال بتولد
هتف ماجد باحتدام من بين أسنانه : وانا بقولك عندي كشف
لم تستوعب نانسي ما يقوله زوجها لتقول بامتعاض وصوت عالي نسبيا : وصال بتولد يا ماجد وانت تقولي كشف !!
زفر ماجد وتقدم خطوه من نانسي ليرجعها خارج غرفه الكشف ويهتف بها بينما يوارب الباب : طيب يا نانسي روحي لها انتي وانا هخلص الكشف واحصلك
بقيت عيناها لحظات معلقه بكتله البرود الواقفه امامها والمتمثله بزوجها الذي قررت ألا تضيع دقيقه أخري في الحديث معه لتنظر له شزرا ثم تتجه بخطوات غاضبه تجاه مكتبها تسحب حقيبتها وتخرج ركضا من العياده
زفر ماجد واستدار ليدخل مجددا الي المريض ويتابع كشفه .....!!
اخذت وصال تحاول التنفس بانتظام كما نصحها الطبيب ولكن خانتها شفتيها وانبثق الالم من بين شفتيها ما أن ازدادت حده تلك الانقباضات التي تشعر بها والتي تحدث بصورة أسرع كل نوبه مما قبلها ....ااااه تألمت بقوة بينما قطرات العرق اخذت تتصبب من كل انش بجسدها ...لقد دخلت في المخاض .....!!
.........
.....
رفع عزت حارس العقار رأسه تجاه هذا الرجل المهيب الذي دخل من بوابه المنزل ليسأله وهو يعتدل واقفا : حضرتك طالع لمين يا عمده
نظر له دياب الكبير بطرف عيناه وهتف باقتضاب : الدكتورة وصال ...انا جدها
قال عزت بترحيب : اهلا يا عمده .. اتفضل الدكتورة منزلتش النهارده زي عوايدها
وضع دياب الكبير طرف عصاه علي أول درجه ثم تلاها بخطواته العازمه...سيجمع شمل عائلته مجددا
رفعت وصال راسها حينما استمعت لتلك الطرقات علي الباب ...مؤكد نانسي وماجد وصلوا ...استندت بصعوبه الي الكمود بجوارها لتقوم لتشعر بثقل شديد اسفل بطنها خطف أنفاسها .....مجددا تعالت تلك الطرقات علي الباب بينما عقد دياب الكبير حاجبيه حينما مرت دقائق طويله ولم يتلقي رد .....طرق بقوة أكبر علي الزجاج خلف الباب الحديدي ...رفع عزت رأسه وسرعان ما صعد ليسأل دياب الكبير بينما ازداد صوت طرقاته علي الباب : خير يا عمده في ايه
التفت له دياب الكبير وهتف باستهجان : انت مش قولت الدكتورة منزلتش النهارده
اوما عزت وقال بتأكيد : أيوة يا عمده
بدأت دقات قلب دياب تتحرك مع انعقاد حاجبيه وهو يطرق مجددا ....
نفس يلو الاخر حاولت أن تصبر وصال به علي الالم الشديد الذي تشعر به بينما تحاول بيأس أن تتقدم خطوة تلو الأخري وهي تستند الي الحائط
ازداد الالم وازدادت تلك الطرقات علي الباب ....لم تعد تقوي علي الحركه أكثر لتتوقف مكانها وتنظر تجاه الباب الذي يفصلها عنه ذلك الممر الطويل لتصرخ بقوة لعل نانسي وماجد يستمعوا الي صرختها ويقتحموا الباب !!
هلعت ملامح دياب الكبير حينما استمع لتلك الصرخه ليهتف بعزت : اكسر الباب
قال عزت بتوتر وهو يركض تجاه الاسفل : هشوف شاكوش يا عمده وطالع علي طول
زم دياب الكبير شفتيه وهتف بسخط : شاكوش ايه ....اضرب الباب بكتفك ياواد
لم يستمع هزت الذي ركض سريعا ليضع دياب الكبير عصاه بجوار الباب ويشحن ما بقي من قوته وسريعا ما يدفع كامل جسده تجاه الباب يضربه ضربه تلو الأخري
تهدجت انفاس وصال واحتبست بصدرها وهي تخفض عيناها بصدمه أسفها بينما انفجر ماء الجنين !!!
ضربه قويه زعزت مفصلات الباب من مكانها وسرعان ما انفتح علي مصراعيه ليركض دياب الكبير خطوتين بأقدام متعثره ينادي اسمها وسرعان ما تتوقف خطواته مصدوما
بينما ترفع وصال عيناها تجاهه وسرعان ما تنساب منها الدموع كما انسابت تلك المياه علي الأرض أسفلها وهي تقول : جدي
اسرع دياب الكبير ناحيتها بقلب لأول مره يشعر أنه انخلع من داخل صدره ...أحاط كتفها بذراعيه يسندها لتترك وصال الحائط الذي كانت تستند إليه وتستند إلي جدها تبكي بألم : انا بولد يا جدي ...خدني المستشفي
خلع دياب الكبير سريعا عباءته من حول كتفه ووضعها حول كتف وصال بينما يحيطها بقوة هاتفا : حالا يا عنين جدك ...اجمدي .. اجمدي يا بتي
..........
تنفست نانسي بتوتر وقلق بينما تتصل بوصال مجددا ولا تتلقي اجابه لتهتف بسائق التاكسي : معلش يااسطي بسرعه شويه ...قولتلك حاله محتاجه مستشفي الله يكرمك
اوما السائق وهو يتجاوز العربات أمامه : بحاول يا استاذه بس زي ما انتي شايفه الطريق
اومات نانسي وعادت تطلب وصال وهي تهتف بقلق : ردي بقي يا وصال
......
.....
بالكاد تحركت وصال خطوتين وهي تستند الي جدها بينما الثقل باسفل بطنها يزداد والجنين يضرب بقوة
: اجمدي يا بتي ...هانت
هكذا حاول دياب وهو يحاول أن يتحرك بوصال ....توقف عزت مكانه هاتفا : انا جبت ...رأي أن دياب الكبير قد كسر الباب لينادي قبل ان يخطو للداخل : يا عمده
.....
أسرعت نانسي تنزل من التاكسي الذي بالكاد توقف لتهتف بالسائق: استني هنا يااسطي ثواني وهنزل تاخدنا المستشفي
اوما السائق لتركض نانسي سريعا الي الداخل وتصعد
كاد قلبها يتوقف بينما استمعت لتلك الجلبه الممزوجه بتأوهات وصال ...وصال
هتف دياب الكبير سريعا والذي كان للتو ينحني يحاول أن يحمل وصال بينما لم تعد قادره علي الحركه ...: تعالي يا بتي بسرعه اسنديها معايا
اسرعت نانسي دون سؤال تساعد دياب الكبير وهم يشدون من عزم وصال التي اخيرا تمكن جدها من إدخالها الي سيارته بينما قفزت نانسي بالخلف وهي تهتف بعزت: معلش يا عم عزت حاسب سواق التاكسي وانا هحاسبك
انطلق دياب الكبير ونانسي ترشده الي طريق المشفي بينما تمرر يدها تجاه جبين وصال تجفف العرق المنساب فوقه وتمسك بيدها ....تنهدت وقالت بامتنان : كويس انك جيت ياجدو في الوقت المناسب
التفت لها دياب الكبير من خلال مراه السياره مرددا : جدك !
قالت نانسي بود : ماهو انا في مقام وصال
مال دياب الكبير تجاه وصال يحاول أن يشغلها حتي يصلوا للمشفي : صاحبتك دي يا بتي
اومات وصال وقالت بوهن: مرات ماجد ابن عمي
لو دياب الكبير شفتيه ولم يعقب ليمد يداه تجاه جبين وصال يجفف عرقه ويشد حولها عباءته الثقيله
صرخت وصال بقوة بينما لم يعد الالم يحتمل لينظر لها دياب الكبير بقلق ويهتف بها : شدي حيلك امال يا دكتورة
توجع قلبه لرؤيتها لأول مره بهذا الوهن ليهتف بحنق شديد من نفسه ومنها ومن الجميع بينما يرعبه مجرد السؤال ماذا إن لم يذهب إليها ...ماذا كان سيحدث لها وهي وحيده : يابوووي ....كنتي عدمتينا اياك يا وصال ....وحدك ... وحدك يا ابوي
اكتفت وصال من الالم ومن كل شيء فعضت علي شفتيها بقوة بينما ينعطف كما أخبرته نانسي التي وجدته بحنق يضرب المقود بيده مزمجرا : حسابك معايا عسير يا هادي .....والله لهحاسبك بس لما اشوفك ..بقي تسافر ومراتك علي وش ولاده
غص حلق وصال بينما تفاجيء دياب الكبير بنانسي تقول بدفاع : وهو عمل ايه ياجدو...يعرف منين أن وصال هتولد في السابع
التفت دياب الكبير باستنكار تجاه نانسي ثم عاد مجددا ينظر إلي الطريق بينما يهتف بها بتوبيخ : وانتي بتدافعي عنه ليه
قالت نانسي وهي تهز كتفها : انا بقول الحق
ربتت علي كتف وصال قائله : مش كده يا وصال
لم تتلقي اجابه لتعقد حاجبيها بينما مال دياب الكبير تجاه وجه حفيدته الممتقع بقلق اهوج....ربت علي وجنتها المبلله بالعرق هاتفا بقلب لهيف : وصال
فتحت وصال عيناها ونظرت بوهن لجدها الذي قال : افتحي عينك يا بتي .. .نظر إلي نانسي هاتفا : فاضل اد ايه
قالت نانسي بعجل : خلاص يا جدو قربنا
عاد دياب الكبير ينظر إلي وصال قائلا بابتسامه هادئه : مكتوب يتولد ابنك علي ايدي زي ما اتولدتي انتي يا وصال
مالت وصال برأسها تنظر لجدها الذي قال بحنين جارف : أيوة يا بتي ....كانت ليله شتاء وامك جالها الطلق وجريت علي ام اسماعيل الدايه وعلي حظ امك مكانتش في بيتها وفضلت اجري من بيت لبيت لغايه ما لقيت دايه تانيه ...ازدادت ابتسامته بينما يتابع : شوفي النصيب
علقت وصال بوهن بينما انشق قلبها وسمح لكلمات جدها بالعبور لتبلسم كل جروحها منه : دايه !!
اوما دياب وقال وهو يهز رأسه : تبقي متجوزه دكتور اد الدنيا وتولدها دايه ...اهو بقي اتولدتي بنت سبعه زي ما ابنك هيتولد
قالت وصال بصوت واهن: بنت ....بنت يا جدي
قال دياب الكبير بحنان : حلوة يا بتي ...كل نعمه ربنا حلوة
امسك دياب الكبير بهاتفه وأعطاه لنانسي قائلا : همي يا بتي اتصلي بدياب وافتحي الصوت
بعد لحظات التي صوت دياب : أيوة يا جدي
قال دياب الكبير بصوت عالي : اختك بتولد يا دياب ...هم بسرعه وتعالي وهات امك وبهيه
اتاهم صوت دياب المشتت بقلق اهوج بينما يهتف بعدم استيعاب : بتولد ....ازاي ....انت فين يا جدي
وهي فين ..ايه حصل
هتف دياب الكبير بينما تقول نانسى ؛ لف من الشارع اللي جاي يا جدو
: يلا هم بسرعه يا دياب مش وقت سؤالات
اخيرا لاح مبني المستشفي امامهم ليهم دياب الكبير تجاه وصال بينما تسرع نانسي للداخل تخبر الطبيب .....اجلسوا وصال علي المقعد المتحرك لتجد وصال يدها تمسك بيد جدها وتنظر له بينما تنساب الدموع من عيونها : مجتش قبل كده ليه يا جدي ؟!
قال دياب الكبير وهو يغالب غصه حلقه : قولتلك لأجل ماتتولد بتك علي ايدي
ربت علي يدها بحنان تغلغل بقلبها بينما يميل عليها قائلا : يلا شدي حيلك وقومي بالسلامه عشان لسه بيناتنا كلام كتير وعتاب شديد اوي
..........
....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
اقتباس من الفصل القادم
نظر دياب الكبير الي نانسي قائلا وهو يمد يداه تجاه جيب الصديري الذي يرتديه اسفل جلبابه : خدي يابتي...انزلي هاتي هدوم للمولوده
اومات نانسي التي اتسعت عيناها وهي تاخذ من دياب المال : ده كتير اوي يا جدو
قال دياب الكبير بكرم : هاتي كل حاجه ....وبزياده جدو دي ...انا جدك منين
ضحكت نانسي بمرح تشاكسه : طيب اقولك ايه
قال دياب الكبير: قولي حاج دياب
هز رأسه وتابع وهو يلوح بيده : ولا قولي جدي وخلاص اهو شكلك بنت حلال
نظر هادي بدهشه تجاه الغرفه الخاويه....امه ...امه
اسرع تجاه رواق الفندق بأقدام متعثره وعيون مشتته يبحث عن والدته ليتنهد بارتياح ما أن لمحها قادمه من نهايه الرواق
اسرع ناحيتها هاتفا بقلق : امه كنتي فين ... مش قولتلك جهزي الشنط
قالت حميده بتعلثم : أيوة ....و ....و....اسكت مش انا توهت
عقد هادي حاجبيه بدهشه مرددا: توهتي
اومات حميده بينما تهتف وهي تتهرب من نظرات ابنها : اه ... نزلت اصلي في الحرم علي ما ترجع و بعدين توهت
نظر هادي تجاه الاكياس التي تحملها والدته ثم ضيق عيناه ونظر لوالدته : توهتي ...امال ايه ده
قالت حميده بتعلثم : ابدا ....ده انا بقي وانا تايهه قومت لقيت نفسي في السوق فقولت اشتري شويه حاجات لحميده الصغيره
نظر هادي بطرف عيناه لوالدته ورفع حاجبه : بقي توهتي ولقيتي نفسك في السوق
اومات حميده التي قالت بانشراح : شوفت النصيب .... اهو ربنا أراد أتوه في السوق
رفعت أحد الاكياس تريه ذلك الفستان الابيض الصغير ذو الشرائط الرفيعه وفستان يلو الاخر تخرجه حميده
: امه انتي متاكده انك كنتي تايهه
اومات حميده وهي ترسم الجديه : امال ايه ....أخرجت دون تفكير تلك العباءة ذات اللون السماوي والتطريزات الخلابة ليمسك هادي بها : وايه دي كمان
قالت حميده بغمزه شقيه : جبت لمراتك عبايه السبوع ....اه اصل انا عارفاها ...تعمل بقي زي النوبه اللي فاتت قدام عماتك وخلاتك لا فقولت اشتري انا ليها عبايه السبوع
هز هادي رأسه متنهدا: طيب يا امه حطي يلا الحاجه في الشنط الطياره كمان ساعه ويادوب نمشي
اومات حميده وفتحت حقيبه يدها ليمسك هادي بها سريعا ويشير الي العلب بداخلها : وده ايه بقي كمان ...توهتي في الصاغه
زمت حميده شفتيها ونظرت الي ابنها كصغير ممسوك بالجرم بينما يفتح تلك العلب القطيفه والتي بها ذهب للصغيره: اهو بقي يا هادي ما انا لقيت نفسي قدام محل الدهب
قبل أن يقول شيء ضحكت حميده وشاكسته ... فك وشك وبطل تكشير بقي يا ابو حميده
اهو متأخرناش ولا حاجه وبعدين كده كده مراتك ولدت خلاص ...اهو لما اشوف الحاجه اللي جبتها لبتك هتفرح وتجبر خاطرها
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك