بساط السعاده الفصل الرابع والستون

0

 



( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ليس جفاء وايضا ليس وصال .....تحيرت وصال وهي تحاول ايجاد وصف لتعامل هادي معها طوال الأيام الماضيه .... يوميا يأتي ليري ابنته ...يتحدث بألطف اسلوب ويهتم غايه الاهتمام ... يفعل كل هذا ولكن من خلف سياج خفي وكأنه وضع حدود لعلاقتهم...فلا تعرف 

بماذا تصفها .... لا تستشعر ود ولا وصال وايضا لا تستشعر جفاء أو بعد .... أنه فقط يتعامل بحدود كونه اب مهتم و مراعي....يأست من نفسها فلماذا تشعر بتلك الغصه ...الم يكن هذا ما تريده ....!!

كاذبه فهي تريد وصاله ووده وكل المشاعر التي كانت تشعر بها في قربه وبنفس الوقت لا تريده أن يستشعر أنهما عادوا كالسابق ...مجددا ومجددا تصف نفسها بالانانيه بينما تفكر فقط بما تريده وتشعر به ولكن بأعماق قلبها هي ليست انانيه بل هي فقط مازالت تشعر بطعنه الغدر التي تلقتها منه ومازالت تتساءل كيف انقلب الوضع وأصبحت الجانيه وليست المجني عليها ...!!

تريده بجوارها لأن قلبها الذي ليس لها عليه سلطان لم يحب سواه ولا تعرف كيف تتجاوز هذا الحب وتريده وفق الحدود ليرتاح عقلها و يتوقف عن تأنيبها بأنها تهاونت بحقها ....!

نفس الدوامه التي لا تتوقف عن الدوران بها بلا هدي ولا تصل لنتيجه وتبقي تلك الملامح الحزينه فقط مرتسمه علي وجهها مهما حاولت تخطي تلك الدوامه والنظر للامام والتفكير بأنه يعيش نفس حالتها وايضا لأنها جرحته مازال لم يصل للسماح ويتنازع ما بين عقله وقلبه

انتبهت الي والدتها التي واضح انها كانت تتحدث منذ فتره وهي لم تنتبه لها : نعم يا ماما 

قالت مهجه بينما تحمل الصغيره من بين ذراعي وصال التي بقيت ساهره بها حتي الصباح 

:  بقولك حماتك كانت بتسألني يا وصال نعمل السبوع امتي .....علي السابع ولا ال ١٤ 

قبل أن تجيب وصال كانت مهجه تتابع : انا قولت علي ١٤  تكوني شديتي حيلك 

قالت وصال دون جدال : زي ما تشوفي يا ماما 

رفعت وصال عيناها التي بالكاد تفتحها من إرهاق السهر بابنتها لتنظر الي أخيها الذي دخل بوجه مشرق : صباح الفل علي احلي وصال 

قبل جبين أخته ومال علي والدته وتابع : وعلي احلي مهجه 

اتسعت ابتسامته وتابع وهو يميل ليأخذ ملك من بين ذراعي مهجه : وعلي احلي ملك في الدنيا 

داعب الصغيره وتابع بمشاكسه بينما يحتضنها بين ذراعيه : اللي يسمع صوتك طول الليل ميصدقش أنه طالع منك وانتي قد كف ايدي 

ضحكت مهجه وكذلك وصال التي قالت باعتذار : انا عارفه انها عامله ليكم ازعاج ...معلش ...تلاقيكم مش بتعرفوا تناموا من صوت عياطها 

هز دياب راسه وكذلك فعلت مهجه : إزعاج ايه ...دي عامله للبيت حس 

ابتسمت وصال لهم ليقول دياب بحنان بينما يري الإرهاق واضح علي  ملامح أخته : بقولك ايه يا وصال ..انا هاخد ملك لبهيه وانتي نامي شويه 

قالت وصال بلياقه : بلاش تتعبها كفايه عليها علي ومصطفي وكمان حملها 

قال دياب بعتاب : وايه التعب فيها ...ضحك وتابع : انا لو كانت كبيره حبتين كنت اخدتها معايا الوكاله 

قالت وصال ضاحكه : انت هتعمل زي جدي اللي بيقولي كام شهر تكبر وياخدها معاه 

قالت مهجه بابتسامه واسعه وهي تتذكر مقدار حنان واهتمام ابيها بتلك الصغيرة : حق يا وصال جدك طاير بملك طيران 

نظرت لها وصال بابتسامه لتتابع مهجه برفق بينما مهدت لما تريد قوله :  وصال 

قالت وصال بتهذيب : نعم يا ماما 

دخلت مهجه في الموضوع راسا : حماتك كانت عاوزة تعمل السبوع في بيتها 

..قبل أن تبدي وصال رد فعل كانت مهجه تتابع برجاء :

مش عاوزاكي تتعصبي ! 

قالت وصال بدهشه : واتعصب إليه ؟!

قالت مهجه بتوضيح : 

يعني عشان لو عاوزة تعملي السبوع في حته تانيه وهتفكري الست بتجبرك أو بتتحكم .....تابعت دون أن تعطي وصال الفرصه للرد : بس انا بقول الست متعشمه وفرحانه بحفيدتها مفيهاش حاجه 

قالت وصال بسماحه : عندك حق يا ماما واصلا انا مكنتش هتعصب ولا حاجه .... وعارفه أن اللي بتقوله عادي ...مش مشكله يتعمل في أي مكان 

تهللت ملامح مهجه لتقول بتوجس : يعني مش هتتضايقي 

قالت وصال باهتمام لوالدتها : انتي مش هتتضايقي.... ماهي ملك حفيدتك 

قالت مهجه بسماحه : وماله يا بتي هنا وهناك واحد المهم كلنا تفرح 

ابتسم دياب وقال باعتدال : طالما مش فارق معاكي يا وصال ولا انتي يا امه يبقي نعملها بجميله وزي ما قولتي نجبر خاطر الست حميده 

قالت مهجه بتشجيع : وماله يا ابني .... ايه رايك يا وصال اكلمها واقولها انك مرحبه 

اومات وصال وقالت : معنديش مانع ....تبعت كلمتها بقليل من الشجن : تسأل هادي و اللي يشوفه يعملوه 

تعالي صوت دياب بالترحيب بهادي ليقول دياب بينما يحمحم هادي وهو يدخل إليهم : واهو ابو البت شرف ....تشوف رأيه 

التفت لهم هادي باستفهام لتخبره مهجه بينما وصال تتطلع إليه ولا تنكر أنها شعرت بقليل من الغيره بينما تري كل يوم لهفته علي ابنته دونها 

قالت مهجه بابتسامه واسعه : وصال قالت اللي ابوها يشوفه 

قال هادي بهدوء معقب علي حديث مهجه بينما ينظر إلي وصال  : و اللي تشوفيه برضه ...ماهو انتي امها 

قالت وصال بابتسامه : وانت ابوها وعلي كلام ماما المهم نفرح كلنا 

اوما هادي لتسرع مهجه قائله : انا هنزل اجهزلكم الفطار يا ولاد 

حاول هادي إيقافها : مفيش داعي يا ام دياب ...انا ماشي علي طول بس قولت اشوف ملك قبل ما اروح شغلي 

لم تستمع مهجه إليه واسرعت تغادر الغرفه هي ودياب ليبقي هادي يحمل صغيرته قليلا ثم يميل ليعطيها لوصال بينما يتمهل وهو يقول : لو مضايقك موضوع السبوع نعمله مكان ما تحبي 

هزت راسها وقالت بسماحه: لا مش متضايقه وزي ما قولتلك المهم كلنا نفرح 

اوما هادي وقال بابتسامه هادئه : 

كبرتي في نظري 

رفعت وصال حاجبها قائله : قصدك اني عجزت ولا كنت صغيره 

قال هادي برفق : لا دي ولا دي قصدي انك عاقله زي ما اتعودت منك وبرضه بعيد كلامي لو متضايقه 

انا تحت امرك نعمله هنا او في بيتك 

هزت وصال راسها بينما مازال يخطو داخل مساحته الامنه دون خطأ : معنديش مشكله طالما مامتك هتفرح وماله !

..........

...


وقف ماجد يستمع لنانسي التي كانت تغلق المكالمه مع وصال : أن شاء الله يا حبيتي عقبال عبد ميلادها 

نظر لها وسألها بلهفه : وصال قالتلك ايه ؟!

قالت نانسي وهي تنقي حلقها من تلك الغصه: ابدا كانت بتعزمنا علي السبوع 

قالت ماجد بتعجل : ومقالتش حاجه تانيه ؟

هزت نانسي كتفها باستفهام : حاجه ايه ؟!

عقد ماجد حاجبيه وقال بضيق : هيكون ايه يا نانسي ...متكلمتش في موضوع العياده ... مقالتش ناويه علي ايه 

هزت نانسي راسها : لا 

زفر قائلا : كنتي سألتيها 

قالت نانسي بانفعال : اسألها علي ايه ...انت شايف أن ده وقته ...!

نظرت بحزن تجاه التقارير الطبيه الذي بقيت مكانها منذ أن جاءت بها من عند الطبيب وطلبت من زوجها أن يعرضها علي طبيب آخر لأخذ استشارته لبدء العلاج لتزداد غصه حلقها بينما كل ما وجدته منه هو صدمه لم يحاول إخفاءها عنها حينما عرف بصعوبه حملها ثم تبعها بلا مبالاه !

...

....


ملئت حميده المنزل بالزغاريد ومن وجه نظرها كانت تكافيء وصال بتلك الاسورة التي وضعتها بيدها لتقول وصال بامتنان : 

مكانش له داعي يا طنط انا عندي دهب كتير اوي ....ضحكت وتابعت : انا كده هفتح محل 

هزت حميده راسها وقالت : لا دهبك كوم والاسورة دي كوم تاني..... دي بتاعتي!!

الحاج عياد الله يرحمه جابها ليا لما حملت في هادي وليها غلاوة في قلبي 

قالت وصال وهي تحاول نزع الاسورة : ليه يا طنط ....خليها ليكي دي ذكري غاليه 

قالت حميده بابتسامه واسعه وكرم زائد : 

وانا وانتي ايه ماهو انتي في غلاوة نشوي كان اصول اديهالك حلاوة الحمل بس اهي ملحوقه 

نظرت لها بمكر وتابعت : لو هادي مجابش ليكي هديه الحمل يبقي محقوق ليكي 

غامت عيناها بالذكريات بينما تتذكر هديته لتقول وهي تهز راسها بشجن : لا جاب ليا 

ابتسمت حميده وربتت علي يد وصال قائله بمغزي : حنين زي ابوه

نظرت إلي وصال وتابعت باهتمام : ها قوليلي ...يلزمك ايه ؟!

قالت وصال بامتنان : 

ولا اي حاجه يا طنط ...

قالت حميده بسعاده : انا هعمل باذن الله سبوع البلد كلها تتكلم عنه 


من ستتكلم حقا كانت وصال بينما اتسعت عيناها بفزع ما أن رأت ذلك المنخل الكبير المزين باشرطه الساتان والتل تضع به حميده طفلتها وتبدأ بهزها 

قالت وصال لمهجه باستهجان :  ماما شايفه بتهزها ازاي 

قالت مهجه وهي تضحك : وماله يا بتي ماهو كل العيال كده 

قالت وصال بينما تزداد عيناها اتساعا : بتضرب الهون جنب ودانها .....البنت هتتطرش 

قالت مهجه ببساطه : ولا هتطرش ولا حاجه يا وصال متكبريش الموضوع كل العيال عملنا معاهم كده 

قالت وصال بضيق :؛ياما خزعبلات 

: يا وصال العيال كلها علي كده دي حلاوة السبوع 

واهو العيال زي الفل 

قالت وصال وهي تهز كتفها باستسلام : ده ستر ربنا إنما لو تسأليني اقولك حميده دي تتحاكم علي اللي بتعمله 

طرقت حميده بالهون مجددا لتسحب وصال نفس وتتجه للخارج بينما تقول لوالدتها : 

ماما قلبي مش مطاوعني اقف وأشوف كده 

كادت تصطدم بهادي الذي امسك بها سريعا بعفويه .....شعرت بيدها ترتجف من لمسته التي اشتاقت لها ولم تنكر سحر اللحظه التي خرجت منها سريعا ما أن سألها هادي : في ايه  

حاجه  ضايقتك 

قالت وصال بانفعال طفيف : حاجه واحده ....؟!

رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت بانفعال محبب :  اسمع بقي البنت لو اتطرشت ولا حصل لها حاجه ...زفرت ولم تتابع جملتها لينظر إليها هادي ينتظر لتتابع : 

هون ومنخل .....قبل أن يقول شيء تابعت : عارفه أن كل السبوعات كده بس برضه قلبي واجعني علي البنت اللي بتترج يمين وشمال والهون نازل جنب ودانها دق 

لم يعلق هادي الا علي كلمه واحده ليخفف من انفعالها : سبوعات 

اومات له قائله : أيوة جمع سبوع 

ضحك هادي وقال بمشاكسه : لولا عارف تعليمك كنت قولت معدتيش علي الكتاب ....ضحكت هي الأخري بتفكير قائله : وهو ايه جمع سبوع 

قال هادي برفق : لا دي بقي اعرفيها لوحدك 

قبل أن تقول شيء ارتجفت يدها مجددا بينما يربت علي كتفها قائلا برفق : متخافيش ربك الحافظ 

غمز لها وتابع : يلا بينادوا عليكي عشان تخطي 

قبل أن تسأل كانت مهجه تأتي إليها وتمسك بها قائله : 

تعالي يا وصال خطي 

هزت وصال راسها : لا 

وكزتها مهجه بخفوت : اسمعي الكلام 

نظرت وصال الي حميده التي تجلس أرضا وتضع المنخل وتمسك بيدها سكين : ايه السكينه دي كمان 

قالت مهجه بتشجيع : هبقي افهمك ....يلا خطي يا وصال واسمي كلام حماتك 

قالت حميده وهي تطرق بالهون: 

يلا يا وصال خطي سبع مرات 

وقف هادي لدي الباب بابتسامه يتأملها بينما ترفع طرف عباءتها وتخطو كما تشير لها حماتها وقد اختطفت قلبه واشتاق كثيرا للجدل والحديث معها الذي تنفعل به وترتفع بغضبها لسابع سما وبالنهاية تنزل أرضا

تلالا ذلك السوار الذهبي حول ساقها ليهمس هادي بهيام ؛ 

اه منك يا اللي متربعه في قلبي 

انتفض وخرج من شروده علي صوت فله التي اقتحمت المشهد قائله : معلم هادي 

: ها 

قالت بابتسامه : اجبلك مغات 

هز راسه قائلا : تشكري 

قالت بمكر وهي تتلفت حولها : طيب هو رجالتك شربوا مغات  

قال هادي بشتات بينما يريدها أن تغادر ليعود يتأمل تلك الفاتنة بينما حددت عباءتها منحنيات جسدها الرشيق : معرفش 

قالت سريعا : اروح ليهم يا معلم 

قال هادي بعدم اهتمام : خليكي مع الحريم وهما في ناس بتخدم عليهم 

قالت فله سريعا : لا اصل اصل يعني أنا قلبي عليهم لازمن يشربوا مغات بعد الاكل 

هتف هادي بامتعاض : روحي يا فله اعملي اللي يعجبك وحلي عني 

............

.....

اتجهت حميده التي استيقظت قبل قليل لتجلس علي الاريكه بجوار فله التي كانت تتمطأ وتهتف بارهاق : اااه ياني ...اتهد حيلي امبارح يا ست حميده 

طول السبوع وانا علي رجلي من هنا لهناك 

نظرت لها حميده بمكر هاتفه : من هنا لهناك ولا مكانش فيه غير رجاله المعلم هادي تخدمي عليهم 

قالت فله وهي تخفي عيناها بارتباك : يوه بقي يا امه حميده يعني مش دول رجاله المعلم ولازم ياخدوا واجبهم 

تبرطمت بينما تتابع : وهو يعني كان جه بفايده ...ده انا كل ما اروح ناحيته بأكل ولا شرب يقولي مش عاوز تشكري 

لوت حميده شفتيها بينما تقول فله ضاحكه : يلا هو شكله مش اكيل بس لما يدوق اكلي هيبقي في كلام تاني 

تنهدت وتابعت : ما علينا .... اهو كان سبوع حلو البلد كلها بتتكلم عنه....مالت علي حميده وقالت بعشم محبب : عقبال ما تعملي ليا 

قالت حميده بابتسامه : يارب يا مضروبه 

نظرت لها فله بطرف عيناها قائله : من قلبك يا ست حميده ..قبل أن تقول حميده شيء تابعت فله : قولي بالأمانة وانتي اهو لسه راجعه من بيت ربنا 

قالت حميده وهي ترفع حاجبها : يوه يا بت وهكذب ليه ....ماهو انتي عارفه غلاوتك واني نويت ميبقاش نفسك في حاجه ومعملهاش 

قالت فله وهي تلوي شفتيها : طيب ايه بقي يا ست حميده ....امتي بس ؟

قالت حميده متنهده بينما بدأت فله وصله الزن اليوميه : قريب يا فله 

قالت فله بإصرار : قريب امتي ....ماهو المعلم قاعد كلميه 

قالت حميده بنفاذ صبر : قولت حاضر ...قومي يلا اعملي ليا لقمه وبطلي رغي 

تبرطمت فله وهي تقوم لتتبعها حميده : سمعاكي يا مضروبه 

......

ليله مرهقه أخري لوصال قضتها بينما بالكاد نامت ساعتين من بعد صلاه الفجر حينما اخذت منها والدتها ملك وهاهي بهيه تعرض عليها أن تأخذها ولكنها رفقا بها قالت بابتسامه : لا يا حبيتي انا خلاص فوقت 

قالت بهيه بإصرار : يا وصال سيبيها معايا ونامي ساعتين 

هزت وصال راسها قائله : لا يا بهيه انتي ارتاحي وكفايه عليكي علي ومصطفي والحمل وحتي شغل البيت انا مش بساعدكم فيه 

قالت بهيه بامتنان : تشكر ثناء والله مش مقصره معانا 

نظرت إلي وصال وتابعت : تعرفي يا وصال ....انا طول عمري اكره اي واحده ابويا يتجوزها وابقي متاكده انها طمعانه ماهو ايه يخلي بت صغيره تتجوز واحد قد ابويا بس البت ثناء دي طلعت بت كويسه اوي ...ربنا يسعدها 

اومات وصال قائله : يارب 

دخلت مهجه إليهم تحمل الأفطار لتصر علي أخذ ملك من والدتها : افطري عشان تعرفي ترضعيها وتصدي عليها

داعبت الصغيره بمشاكسه قائله : بت سبعه بصحيح وخلقك أضيق من خرم الابره 

ضحكت وصال بينما واضح طبع صغيرتها التي لا تترك صغير ولا كبير الا وارقته ببكاءها 

لتنهد مهجه بينما تتابع بعفويه : الواحد مش عارف هيعمل ايه لما ترجعي بيتك يا وصال وتاخديها 

تسارعت دقات قلب وصال قليلا بترقب بينما لا تنكر أن شيء بداخلها تسائل هل تحدث هادي برجوعهم مجددا والذي لا تنكر أيضا أنها تلك المره ربما لن ترفض ...فقط ستعاتبه عتاب شديد وربما تخاصمه وربما وربما ولكن لن تبتعد أو تبعد ابنتها عن ابيها !

قالت وصال بقليل من المكر وهي تخفي تلهفها لمعرفه ما تريده : زهقتي مننا بسرعه كده يا ماما 

هزت مهجه راسها وقالت سريعا : عمري يا نن عين امك ....انا بس بقول كده ...ماهو مسيركم ترجعوا بيتكم وهادي لو مكانش النهارده هيبقي بكره هيقول عاوز مراتي وبنتي 

فهمت أن ما فكرت به مجرد تكهنات لتنفلت من صدرها تنهيده وهي تقول بعفويه : مفتكرش

نظرت لها مهجه بهلع قائله : الشر برا وبعيد ....توجست نظراتها بينما تتابع : اوعي يا وصال تكوني بتفكري تبعدي عننا تاني ....قبل أن تنطق وصال بشيء كانت مهجه تتابع بكمد : وقتها والله ما هعرف ممكن يجرا ليا ايه 

هزت وصال راسها وقالت تطمأن والدتها : بعد الشر عليكي يا ماما . ....متقلقيش انا مش ناويه ابعد تاني ولا اعيش ملك الوحده اللي عيشتها 

بالفعل كان هذا قرارها بعد أن ذاقت مراره الوحده 

ابتسمت مهجه قائله : ربنا يكملك بعقلك ...أيوة كده 

ازدادت ابتسامتها اتساعا بينما تتابع : انا شوفت كتير وقليل بس زي فرحه هادي ببنته مشوفتش ...حتي اخوكي شوفي مع أن جاله ولدين بس مكانش فرحان زي هادي بملك 

ابتسمت وصال لوالدتها التي تابعت بمرح : اهو شويه وهتلاقيه جاي 

..........

..

نظر ماجد تجاه نانسي وقال بجمود: هتفضلي مقموصه مني ومش هتفطري

قالت نانسي وهي تشيح بوجهها : ماليش نفس

زفر ماجد وقام من مقعده ليتوقف امامها قائلا بنفاذ صبر : هو انت بتلوي دراعي يعني ما قولتلك طيب هشوف موضوع العمليه ...صمت لحظه ثم تابع بتعقيب جرح نانسي : قصدي العمليات دي 

غص حلق نانسي بقوة ولكنها أمسكت بدموعها ليزفر متبرطما بينما منذ عودتهم من سبوع ابنه وصال وهي تتغني بما يفعله هادي من أجلها : هو يعني أنا كنت قاعد علي تل فلوس زي جوز وصال عشان كل شويه تقارنيني بيه 

هتفت نانسي بانفعال : انا مش بقارنك بحد ولو علي المقارنه فهي مش فلوس هي باستعداد الواحد ممكن يعمل ايه عشان مراته 

وانت معندكش استعداد تعمل اي حاجه عشاني. 

رفع ماجد حاجبه وهتف باستنكار : بعد كل ده معنديش استعداد اعمل عشانك حاجه 

هبت نانسي واقفه وهتفت به بعصبيه : عملت ايه عشاني ؟!

قال ماجد بحنق دون أن يحسب حساب مشاعرها : كفايه اني اتراجعت عن قراري واتجوزتك وانا كنت ناويه ابني مستقبلي ودي كانت أكبر غلطه عملتها 

اتسعت عيون نانسي وسرعان ما تدفقت الدموع لعيونها بينما تقول بخزلان : جوازك مني غلطه 

زفر ماجد وهتف بحنق دون أن يتراجع : توقيته كان غلط وانا كان عندي حق ....كان لازم ابني مستقبلي الاول بعدها اغرق في مشاكل الجواز 

انتفضت نانسي بينما سرعان ما جذب حقيبته وخرج لتنهمر الدموع من عيناها وسرعان ما تمد يدها الي الهاتف لتتصل بوالدتها تشكو لها ولكنها تراجعت بينما تذكرت ما ستسمعه من أبيها وأمها بعد معارضتهم اكمال تلك الزيجه بعد كل تصرفات ماجد ولكنها تمسكت به ...

....

داعب القلق قلب وصال بينما لأول يوم لم يمر هادي لرؤيه ابنته وهاهو المساء قد حل لتعبر مهجه عن قلقها : اول مره يعملها 

قالت وصال وهي تطمأن نفسها : تلاقي عنده شغل ولا حاجه يا ماما 

تثاءبت وصال بينما تهندم من ملابسها بعد أن أنهت اطعام طفلتها وهي تقول : ادعيلي لولو تنام 

قالت مهجه بسعه صدر : ولو منامتش نادي عليا اخدها...انتي كابس عليكي النوم 

اومات وصال وهي تضم الصغيره التي حضنها : هحاول شويه ولو منامتش هنادي عليكي 

خرجت مهجه من الغرفه ولكن قبل أن يتسرب النوم لجفون وصال التي كانت بالكاد تفتحها استمعت الي صوت والدتها ياغالي بالخارج : لا نايمين ايه ....تعالي يا هادي ...اتفضل ياابني 

قال هادي بحرج لمجيئه بهذا الوقت المتأخر : معلش يا ام دياب ...انا بس بسرعه هطل علي ملك وامشي علي طول 

قالت مهجه بترحيب : تمشي ايه ودي تيجي ...اصلا ابويا ودياب لسه مرجعوش من برا علي ما يرجعوا اكون جهزت العشا نتعشي كلنا سوا 

قال هادي بلياقه : تسلمي بالف هنا ...انا يا دوب خمس دقايق وهمشي 

قالت مهجه بعتاب : والله ما له لزوم تروح وتيجي قولتلك ياابني تنور وتقعد مع مراتك وبنتك 

قال هادي بامتنان : تسلمي يا ست ام دياب ...خليكم براحتكم وانا اهو كل يوم باجي اطل عليهم 

فتحت له مهجه الباب لتسرع وصال التي كانت تهندم من شعرها المعكوص فوق راسها باعتدال جالسه بينما تحمل الصغيره التي اشرق وجه ابيها المرهق ما أن رأها 

: عامله ايه يا وصال ؟!

قالت وصال بابتسامه هادئه : الحمد لله.. وانت 

قال وهو يهز رأسه : الحمد لله 

فقط سؤال وجواب هو كل ما يدور بينهما بينما تأخذ ابنتها نصيب الأسد من اهتمامه ليمر الوقت وسرعان ما يداعب النعاس جفون وصال بعد أن طال الصمت .....لم تغفو وحدها بل بدأت الصغيره تغفو علي ذراع ابيها الذي هدأ من وتيرة حركته حينما لمح انغلاق جفونها .....بقي واقف قليلا حتي تأكد من نومها ثم استدار ناحيه الفراش ليضعها عليه فتقع عيناه علي وصال التي نامت وهي تستند الي ذراعها ....رق قلبه وطالت نظراته إليها بينما الاشتياق لا يترك انش بكيانه الا والهبه ....برفق شديد وضع الصغيره بجوار والدتها التي تجرأ ومال عليها يعدل من رأسها ويضعها فوق الوساده ثم يريح يدها بجوارها واه من لمسه يده ليدها التي ابقاها قليلا ينعم بلمستها بينما جاش قلبه بلوعه الفراق والم الجفاء ....!

تراجعت مهجه بحرج ما أن فتحت باب الغرفه ورأت هادي بجوار وصال وابنته ليستجمع هادي نفسه وينسحب سريعا بينما يهمس : ناموا 

اومات مهجه وقالت باعتذار : قلبي عليها وصال نامت علي نفسها....اصل البت مش بتخليها تنام ساعتين علي بعض 

قال هادي بابتسامه : عارف ....ربنا يقويها 

ابتسمت مهجه له وقالت بود : طيب يلا انا جهزت العشا وابويا ودياب مستنين 

اعتذر هادي بلياقه وغادر ليبقي ليلته يتقلب وصورتها لا تفارق خياله وكأنه طبعها داخل جفونه وتساءل الي متي ؟!

.......

.....

نظر هادي في ساعته بتردد بينما لليوم التالي لم يري ابنته ولم يطاوعه قلبه أن يعود للبيت دون رؤيتها ...أجابت وصال علي اتصاله الذي فكر أن يقوم به قبل أن يأتي لتقول وصال بترحيب بينما تداعب نسمات هواء الليل خصلات شعرها وهي تسير بابنتها بالحديقة : صاحيين وانا ولولو كمان قاعدين في الجنينه 


قال هادي بحرج وهو ينزل من سيارته التي اتجهت إليها وصال وهي تحمل صغيرتها : حقك عليا اني جيت متاخر لا مواخذه 

قالت وصال ببساطه : مفيهاش حاجه يا هادي ....اصلا انا ولولو صاحيين 

ابتسمت بينما تداعب ابنتها :  وشكلها ناويه علي سهره للصبح 

نظرت له وتابعت : انا اللي اسفه اني نمت امبارح 

هز رأسه وقال باعتذار مجددا : لا انا اللي جيت متاخر 

بكت ملك ليعقد حاجبه : ايه يا قلب ابوكي مالك 

مد يده لياخذها من وصال : هاتيها  

اومات واعطتها له لتشير الي الطاوله حيث كانت تجلس : تعالي اقعد ...تحب اعملك حاجه تشربها معايا 

هز رأسه لتدخل وصال وبعد قليل تأتي وهي تحمل كوب من القهوة الذي جلست تتناوله برفقته وهدوء الليل يحيط بهم ....

بقي هادي يداعب ابنته لتساله وصال بفضول : 

انت اتاخرت .....قصدي يعني كنت بتروح قبل كده ليه بقالك يومين بتتأخر 

قال هادي سريعا باستدراك : اه افتكرت 

نظرت له بدهشه : في ايه 

قال وهو يعطيها ملك : خليها معاكي ثواني اجيب حاجه من العربيه 

اتجه الي السياره ليأخذ منها صندوق ويعود ليضعه علي الطاوله وهو يقول بابتسامه واسعه : 

اصل النهارده كنت بطلع اول شحنه تصدير من المنحل 

قطبت وصال جبينها باستفهام : منحل ؟!

اوما هادي بينما يقول بتواضع : 

اهو منحل علي قدي قولت اجرب حظي 

نظرت له وصال ولمعت عيناها بالفخر بينما تتطلع الي الصندوق لتزداد لمعه عيناها وهي تقرء الاسم : نبع الوصال 

هدرت الدماء بعروقها وسرت القشعريرة علي طول ظهرها  والابتسامه ارتسمت علي ملامحها ....خفض هادي عيناه وقال بارتباك بينما لا يريد أن تفضحه مشاعره مجددا : كنت هسميه علي اسم ملك بس كان بتاع الدعايا طبع الاسم 

قالت وصال بعتاب : قصدك أن اسمي مش حلو زي ملك 

هز رأسه وقال وهو لا يريد التحدث أكثر حتي لا ينجرف خلف مشاعره ثم يصطدم بصخره الصد مجددا : لا ....يعني ...اهو الاسم حلو ولايق علي العسل 

ارتسمت ابتسامه محمله بالشجن علي طرف شفتيها بينما تراه يزيد من الحدود بينهما ولا تلومه 

قالت بابتسامه وهي تتجاوز التحدث في الاسم طالما لا يريد : ماشاء الله عليك شاطر وعندك طموح دايما ....نظرت له بفخر وتابعت بإقرار :  طموحك السما

خفضت عيناها وتابعت تؤنب نفسها علي شتاتها : مش زيي .....انا يوم يبقي عندي طموح ويوم لا ....ساعات اتغلب علي الظروف وساعات الظروف تيجي ضدي ومكملش احلامي 

حتي العياده لا كملت هنا ولا هناك 

عقد هادي حاجبيه وقال برفق يلتمس لها العذر علي حساسيتها : ليه بتقولي كده ....انتي شاطره طول عمرك ....لما بتحطي حاجه في راسك بتعمليها 

ابتسم لها بحنان وتابع : عيادتك هنا موجوده وهناك ....بتر جملته وتعلثم وارتبك كما ارتبم داخله بينما لم يفكر ابدا باحتمال ابتعادها مجددا :

قصدي  ....قاطعته وصال وقالت بتفهم تعفيه من نيران الحيره : 

فاهمه قصدك ومتقلقش ولا تفكر ....اصلا معتقدش اني هعرف ارجع العياده ولا عندي اي نيه ابعد بملك 

نظرت له بينما بدأت الراحه تتهادي الي ملامحه وهي تتابع : لسه مفكرتش هعمل ايه في العياده علي الاقل حاليا .....انا بس مش حابه اني اقفلها و مش عارفه 

قال هادي سريعا يدعمها فيكفي أنها لن تبتعد : لا متقفلهاش ....سيبيها 

قالت وصال بتسويف بينما مازالت الكثير من الدفاتر مفتوحه بعقلها : 

انا محتاجه وقت شويه وبعدها هفكر أعمل ايه 

قال هادي بينما يتنهد بارتياح : اعملي اللي يريحك وانا معاكي في أي حاجه وفي ضهرك بس متبعديش بنتي عني يا وصال 

نظرت له وصال وابتسمت قائله : 

انا متاكده انك جنبي ....متقلقش عمري ما فكرت في حاجه زي دي 

اوما هادي لها قائلا : وصال .....نظرت له لتلتقي نظراته بنظراتها التي تأهبت لسماع ما تنتظره منه فلن تكون هناك ليله اصفي من تلك ليصفو ما بينهما 

: بعد اللي قولتيه ....انا عاوز اقولك حاجه 

اومات له ليتابع : كده هتشجع بقلب 

اومات له وقلبها يدق بلهفه ليتابع هادي بحرج : 

انا ببقي في نص هدومي وانا داخل طالع علي البيت هنا 

نظر لها وتابع : ارجعي بيتك 

ازدادت دقات قلبها و ارتجفت يدها من السعاده التي تسللت الي ملامحها قبل أن تتجمد بينما يتابع هادي بعفوية :  انا هاخد كل حاجتي واقعد عند امي وانتي وقت ما يريحك ارجعي بيتك .....خدي معاكي الست ام دياب ولو عاوزة واحده تخدمك اجيبهالك بس اهو علي الاقل لما ادخل واطلع مكنش حاسس بحرج وانا كل اللي يريحك هعمله واهو البيت خطوتين من امك وكمان من أمي اللي برضه ليها حق تشوف حفيدتها  

تابع وتابع بينما توقف الزمن لديها وبقيت عيناها تتطلع إليه بثبات دون أن تتحرك حتي لا تبكي فهو 

تخلي عنها ورتب الحياه بينهما بوجود تلك الحدود والفواصل ....! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !