( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
قلبت نانسي هاتفها بين يديها بعد أن فتحته وعادت لتغلقه بيأس تتأكد أنه لم يتصل بها وكأنها لم تكن لتسمع رنينه ...تنهيده ثقيله خرجت من صدرها بينما جلست وحدها بتلك الغرفه لتفسح المجال لوصال لتجلس برفقه عائلتها الذين جاءوا لايصالها لمنزلها وهاهي بكرم زائد استقبلتها وأصرت علي بقاءها معها
لوحت وصال لأخيها الذي مال عليها وأكد للمره التي لم تعد تعدها كلماته : لو عاوزة اي حاجه كلميني علي طول وخدي بالك من نفسك
ابتسمت وصال له وهزت رأسها لتحتضنه مهجه ملك وسرعان ما تلمع عيونها بالدموع وهي تقول بلوعه : هتوحشيني اوي ....نظرت إلي وصال وتابعت : دي وحشتني وانا لسه معاها
ابتسمت وصال لها وربتت علي كتفها برفق قائله : مش هتلحق توحشك ...كل شويه هتلاقينا عندك .....شاكست والدتها وتابعت : اهو ترتاحي منها شويه وتعرفي تنامي
هزت مهجه راسها وقالت وهي تعود لتضم الصغيره الي حضنها : ومين يجي له نوم ....ده انا خلاص اتعودت عليها
قالت بهيه بتعقيب : ومين سمعك يا امه ده الواحد مش عارف هيقعد ازاي في البيت من غيرها
دي كانت عامله للبيت حس
ابتسمت لها وصال قائله : مصطفي وعلي موجودين ...ربتت علي يدها وتابعت : وكلها شويه صغيرين والبيبي الجديد يجي ينور البيت
تنهدت بهيه وقالت بأمل : يارب يا وصال
أخذت وصال ملك من بين ذراعي والدتها التي قالت بحنان : خدي بالك منها ومن نفسك يا وصال ولو عاوزاني في أي وقت انشالله نص الليل ابعتي ليا
اومات وصال لتربت مهجه علي كتفها وتتابع بحنان : وانا اصلا مش هسيبك وكل يوم هتلاقيني عندك
أنهت حديثها و عادت تحتضن وصال وملك مجددا
ليضحك دياب قائلا : ما بزياده يا امه ...دي كلها خطوتين مش مسافره الحجاز هي
سلام حار مر بينهم مجددا ثم بقيت وصال واقفه لدي الباب حتي دخلت بهيه ووالدتها الي سياره دياب التي انطلق بها وهو يلوح لأخته
قالت مهجه بتأثر بينما تتابع ابتعاد السياره عن وصال : قلبي واجعني عليها اوي ...مكتوب عليا دايما افارقها
قال دياب برفق : وهو فين الفراق يا امه ...اهي جنبنا
قالت مهجه : ما كانت قاعده وسطينا
قال دياب بعقلانية : ومسيرها كانت ترجع بيتها
نظرت له مهجه بعتاب : وهو فين رجعتها لما هي راجعه لحالها
قال دياب بأمل ممزوج بالثقة: هترجع يا امه وبكره أن شاء الله تقولي دياب قال
دعت مهجه وبهيه بنفس الوقت : يارب
أغلقت وصال الباب واتجهت الي نانسي قائله : نانسي مطلعتيش ليه قعدتي معانا
قالت نانسي بخجل : قولت اسيبكم براحتكم
نظرت إلي وصال وتابعت بامتنان : اصلا انا مش عارفه اشكرك ازاي يا وصال انك فاتحه ليا بيتك
قالت وصال بعتاب لطيف : متقوليش كده يا حبيتي ...البيت بيتك
ابتسمت نانسي لها وقالت بشجن :شكرا يا وصال ...اصلا انا مش عارفه لولاكي كنت هروح فين
تنهدت وتابعت بأسي : انا ماليش حد
هزت وصال راسها وقالت برفق : متقوليش كده يا حبيتي ...قاطعتها نانسي بحسره علي حالها : امال اقول ايه ....بابا وماما هيأنبوا فيا وماجد اهو ولا سأل فيا وكأنه ارتاح مني .....خفضت عيناها وتابعت بينما تفرك يدها : حتي فكرت اروح اقعد عند نيره اختي الكبيرة بس هي كمان اكيد موقفها هيكون زي موقف ماما وبابا وكمان هتشمت فيا
عقدت وصال حاجبيها وقالت باستنكار : لا مفتكرش ابدا في اخت ممكن تشمت في اختها ...هزت كتفها وتابعت : وبعدين ليه تشمت فيكي
قالت نانسي بأفق ضيق : عشان هي متجوزه جوازه كويسه وهي وجوزها بيقدرها وبيحبها ومتفاهمين ...مرت الغصه بحلقها وهي تتابع بمقارنه : مش زي ماجد
نظرت إلي وصال وتابعت بحسره : انا طول عمري كان نفسي في حب زي بتاع الروايات يكون بيني وبين ماجد ...كنت بشوفه فارس احلامي وكنت بحلم بحياتنا هتكون ازاي مع بعض ...حياه يحبني فيها ويعمل كل حاجه تسعدني .....دون إرادتها عادت لما اعتادت عليه من عقد المقارنات : زيك كده انتي وهادي
سحبت وصال نفس عميق وجلست بجوار نانسي ثم قالت برفق : بصي يا نانسي ....مفيش حد مفيش في حياته مشاكل ولا خلافات وماجد زيه زي اي راجل عنده عيوب ومميزات ....نظرت لها وتابعت : بلاش تشوفي أن كل الرجاله كويسين وماجد بس اللي وحش
قالت نانسي دون تفكير : بس هو وحش جدا ومفيش فيه اي ميزه
قالت وصال بتلقائية : مكنتيش حبيته لو مفيش فيه حاجه تتحب
خفضت نانسى عيناها وقالت بندم : كنت حماره
ابتسمت لها وصال برفق قائله : مش لوحدك انا كنت زيك لما حبيت هادي ومعرفتش احب غيره
هزت نانسي راسها وقالت برفض : لا طبعا انتي بتقولي ايه وبتقارني مين بمين ....نظرت لها وتابعت بعيون لامعه وهي تتذكر كل ما أخبرتها به وصال عن هادي الذي بخيالها كان وكأنه مارد خرج من المصباح السحري لتحقيق كل ما تريده حتي قبل أن تطلبه : انتي مش بتشوفي هو مستعد يعمل ايه عشانك ولا اصلا عمل ايه عشانك ....ده حرفيا تجسيد لكلمه بيموت فيكي ويتمني ليكي الرضي عشان ترضي عنه
قالت وصال بهدوء تعقيبا علي المنظور التي رأت به نانسي : اهو اللي بيموت فيا ده موتني حرفيا لما اتجوز غيري ولما بني حياتنا علي كذبه فضلت تكبر كل يوم لغايه ما هدت كل اللي بينا
قالت نانسي بينما أخذت صف هادي : غلطه وكلنا بيغلط المهم أنه حاول يصلح غلطته
قالت وصال بمقارنه لتوسع أفق نانسي : وماجد برضه غلط واكيد لما يعرف غلطته هيحاول يصلحها
هزت نانسي راسها قائله : مفتكرش ....ده حتي مسألش فيا يا وصال كل ده
بحثت وصال عن تبرير ولكنها لم تجد لتقول بحياديه : اكيد له أسبابه ...عموما سيبي كل حاجه لوقتها
تنهدت وتابعت بجديه : وزي ما انتي شايفه لهادي تبرير اكيد هتلاقي لماجد تبرير ...نظرت لها بمكر وتابعت : ده لو انتي عاوزة
..........
..
التفت دياب الكبير الي مهجه التي دخلت من الباب وهي تخلع طرحتها : وصلتي بنتك يا مهجه
اومات مهجه وجلست جوار ابيها متنهده : ايوة يا ابويا
نظر لها دياب الكبير باستفهام : امال مالك زعلانه كده ليه ؟!
قالت مهجه بتأثر : هتقطع بيا اوي يا ابويا هي وملك
قال دياب الكبير متنهدا : ومين سمعك ...دي العكروته الصغيره قعدت في قلبي ومبقاش يغمض ليا جفن الا علي صوت عياطها
ضحكت مهجه ليبتسم لها ابيها ويقول برفق : ايوة كده اضحكي يا مهجه ...ربنا يسعدها
ابتسمت له مهجه : يارب يا ابويا
أشار لها دياب الكبير قائلا : طيب يلا بقي قومي اعملي لابوكي كوبايه شاي حلوة من ايدك
قالت بهيه سريعا وهي تضع مصطفي أرضا : خليكي يا امه هقوم انا
رفضت مهجه وأصرت عليها : لا يا بتي اقعدتي انتي ارتاحي
اوما دياب الكبير لابنته بابتسامه لتقول بهيه بامتنان : تسلمي يا امه
.........
.....
صندوق يلو الاخر انزلهم هادي من سيارته التي أوقفها لدي منزله وكأن كل ما أحضره شعر به قليل ليتقدممن الباب وهو يحمل كل تلك الاغراض وعقله شارد يفكر ماذا قد تحتاج لشيء آخر وانقصه
كانت نانسي واقفه خلف النافذه الزجاجيه الكبيره والتي تطل علي الحديقه تفكر بكلمات وصال التي أخذت ابنتها ودخلت لترضعها لتلمح مجيء هادي .....فكرت أن تنادي وصال ولكنها خشيت أن توقظ الصغيره أن كانت قد نامت لذا أسرعت تجاه الباب لتفتحه بينما رأت هادي يحمل كل تلك الاغراض
أسند هادي الاغراض باحدي ذراعيه بينما كاد يمد يده الأخري الي جرس الباب ولكنه لم يكد يدق عليه حتي انفتح الباب من الجهه الأخري فجاه ليختل توازن يده التي تحمل الاغراض وتسقط أرضا وتتبعثر
تراجعت نانسي التي فتحت الباب سريعا بينما تقول باعتذار : انا اسفه يا معلم ...انا بس شوفتك من الشباك شايل فقولت افتح ليك ....أشارت إلي الممر المؤدي الي الغرف وتابعت : اصل وصال كانت بتنيم ملك فخوفت صوت الجرس يصحيها
اوما هادي الذي انحني يجمع الاغراض ويعيدها الي الصناديق لتشاركه نانسي وتنحني تجمع معه ولكنه قال بلياقه : عنك انتي
اعتدل واقفا لتمد نانسي يدها ببعض الفاكهه التي جمعتها وتضعها فوق الصندوق الذي جذب نظرها ما به لتقول وهي تلتقط واحده : الله قشطه .....ابتسمت وتابعت : ياااه من سنين مأكلتهاش
قال هادي بتهذيب وكرم : بألف هنا
قالت نانسي بحرج وهي تحاول اعاده الفاكهه : لا شكرا ....انا بس .. قاطعها هادي قائلا بلطف : بألف هنا يا مدام
وضع الصناديق من يده بينما بقيت الفاكهه بيد نانسي التي قالت باستدراك حرج موقفها الذي خرج منها بعفويه : يعني أصلها مش بتكون موجوده كتير في السوق ....هي بتطلع امتي يا معلم هادي
قال هادي وهو يضع باقي الاشياء من يده : تتزرع في الربيع وتتحصد من سبتمبر وتفضل لما للخريف
ابتسمت نانسي له وتشجعت وهي تفتح الفاكهه وتأكلها قائله : حلوة اوي ...تسلم ايدك
قال هادي وهو يجلس : دي من علي شجرها.....بقطفها مخصوص لوصال أصلها بتحبها
لمعت عيون نانسي بالاعجاب وامتزجت بالخجل : شكلي طفسه اوي اني اخذت منها
هز هادي رأسه وقال ببساطه : بألف هنا
.......
...
هندمت وصال من ملابسها حينما استمعت لتلك الاصوات الاتيه من خارج الغرفه لتحمل ملك التي نظرت لها بعيونها الحلوة والتي تخبرها أنها لن تنام
التفت هادي الي وصال وسرعان ما اعتدل واقفا وفتح ذراعيه تجاه ملك : حبيبه ابوها
حملها من وصال التي نظرت إلي نانسي بينما تقول : هي منامتش .....انا فكرتها نامت
هزت وصال راسها وقالت ضاحكه : ده انا اللي كنت هنام
قال هادي ضاحكا وهي يضم ابنته إليه : حاسه ان ابوها جاي فضلت صاحيه تستناه
داعب وجنه الصغيره الناعمه بينما قالت نانسي سريعا : تحب تشرب ايه يا معلم
قال هادي وهو يتلفت حوله بحرج يبحث عن مكان ليجلس به ليترك المجال لوصال وصديقتها ولا يبقي جالس وسطهم : لا انا مش غريب ....أشار إلي وصال : هدخل اقعد جوه مع ملك
شردت وصال للحظه بينما وقعت عيناها علي القشطه التي بيد نانسي والتي سرعان ما قالت : لا خليك انا كده كده هدخل ارتاح شويه ....مرت من جوارهم وقالت بابتسامه وهي ترفع القشطه : شكرا وتسلم ايدك علي القشطه يا معلم ....حلوة اوي ...بعد كده هطمع واقولك انا كمان نفسي فيها تقطفها ليا من الشجره
كانت مجامله عفويه خرجت من فم نانسي ولكن وصال شعرت بها حراره تسري بجسدها وتهب في عقلها ....حراره ليس لها تعريف الا الغيره !!
غيره لم تخفي علي هادي الذي رمش باهدابه ووصل له نفس احساس وصال بأن تلك الفاكهه وكأنها لها وحدها وليس لأحد اخر الحق في أن يشاركها بها
حمحم هادي بينما مرت لحظه طويله من الصمت ما أن غادرتهم نانسي ودخلت الي غرفتها
ليقطع هادي لحظه الصمت تلك قائلا وهو ينظر إليها مشيرا إلي ما أحضره : انا كنت جيبت شويه حاجات للبيت وشوفي لو في حاجه ناقصه ....حمحم وتابع : ولقيت القشطه في طريقي اخدتلك كام واحده
تركت وصال أسر شفتيها التي عضت عليها لتنظر له وتهتف بلا مبالاه ظاهريه وعتاب خفي : اخدتها لصاحبه نصيبها
شعرت أنها أفصحت عن غيرتها لتتابع سريعا باستدراك وهي تهز كتفها : هبقي اخلي نانسى تأكلها أصلي مبقتش احبها
التقت نظراتهم ليري بها بحر عاصف من الغضب ازدادت ضراوة أمواجه العاصفه لرؤيه هذا الهدوء الذي الان انتبهت له بينما كان جالس بنفس الهدوء يتحدث مع نانسي ويبدو أن هناك حديث دار بينهم وأخبرها عن سر القشطه التي يقطفها لها
رفع هادي حاجبيه وسألها باستنكار : من أمتي...طول عمرك بتحبيها من ...بتر جملته ( من ايدي )
احرقتها نار الغيره لتحرقه بكلماتها : من يوم ما بقت بتفكرني لما أحسان حاولت تقتلك
احتقن وجه هادي بالغضب الشديد حتي أنه تحول الي جمره من الاحمرار وشعرت وصال بمدي سخافه حديثها وكأنها طفله صغيره حمقاء تأخذ حقها بطول لسانها لتفرك وجهها بقوة أظهرت مقدار الشتات الذي يسري بداخلها .....طبع هادي قبله علي جبين ابنته ينتوي أن يعطيها لوالدتها ويغادر بصمت فليس لديه تعقيب علي ما قالته والذي انهك قلبها ولم تحتمل أن تعيش تلك الليله بالمزيد من تأنيب الضمير لذا سرعان ما امسكت بذراعه حينما كاد يغادر : هادي
التفت لها ولكن لم تطاوعه عيناه للنظر إليها ليستمع الي نبرتها التي حملت اعتذار تعني كل كلمه منه : مكنتش اقصد ....انا ....انا قصدي أنها بقت بتفكرني باليوم ده مش اكتر
اوما هادي وهو يحاول أن يطبطب علي جرح قلبه الذي لا تتركه ليلتئم بل تزيد عليه ملح ليلتهب أكثر
: لو محتاجه اي حاجه كلميني
أوقفته مجددا : انت هتمشي
اوما قائلا : اه ....عاوزة حاجه
قضمت شفتيها وقالت سريعا تفكر بحجه الا يغادر وتبقي وحدها مع تأنيب ضميرها : اه .....قصدي ...قصدي خليك مع ملك شويه علي ما اجهز العشا لاني جعانه
استمع الي صوت تلك الجلبه بالمطبخ ولا ينكر انه أشفق عليها ورفق بها وهو يعرفها أكثر. من نفسها ويدري أن ما قالته كان من غيرتها ولكن المفارقه أنه من لم يعد يحتمل ولا يتقبل أن ينجرح منها مجددا
نظرت إلي العشاء الذي حاولت تجهيزة بسرعه ووضعته علي الطاوله التي أصرت عليه أن يشاركها بها علي أنه اعتذار لتبتسم ما أن هز رأسه لتشاكسه بينما ذهبت نانسي لإحضار باقي الاطباق : اهو معلش بقي اتحمل طبخي
ابتسم لها وصال بلياقه : تسلم ايدك كفايه وقفتك
ابتسمت له لتضع نانسي الاطباق أمامهم وتقول بتهذيب : انا شبعانه هاتوا ملك واتعشوا انتوا
هزت وصال راسها وأصرت عليها : لا ...انا هاخد ملك وهناكل كلنا
هز هادي رأسه وابقي علي ملك بحضنه : ملك في حضني اهي ...يلا بالهنا والشفا
هل كان الطعام شهي أكثر من أي طعام تناوله منذ اشهر لانه فقط من يدها أم لأنها بالفعل جهزته من أجله
قامت نانسي تحمل الاطباق وتصر علي تنظيف الطاوله ولكن وصال شاركتها ليتركهم هادي ويخرج ليجلس بالحديقة تاركا لهم المجال
اخرجت نانسي الاكواب بينما تجيب علي وصال : لا هشرب شاي يا وصال
اومات وصال لها واتجهت لتضع الماء بالابريق لتقول لها نانسى والتي حملت الاغراض التي أحضرها هادي ووضعتها علي طاوله المطبخ : تحبي افضيهم فين يا وصال
قالت وصال وهي تساعدها : هفضيهم انا
اومات نانسي قائله : وانا هكمل الشاي
قالت وصال بعفويه : لا متتعبيش نفسك ....انا هعمله عشان هادي بيحب الشاي تقيل
ابتسمت نانسي وغمزت بينما تقول بمشاكسه : هو بس الشاي اللي بيحبه تقيل ولا انتي كمان يا جميل
نظرت وصال لها بابتسامه باهته سرعان ما محتها نانسي وهي تقول بجديه : وصال انتي شكلك متضايقه ....اتضايقتي من موضوع القشطه مش كده
حاولت وصال التهرب : ولا وانا هتضايق ليه
قالت نانسي بمرح : اصل انا بصراحه كنت طفسه جدا ومن غير احم ولا دستور أخذت الفاكهه من ايد الراجل ولا كأني شوفتها قبل كده
نظرت إلي وصال وتابعت : بصراحه انا بارده وهو بيلمح أنه جايبها ليكي وحسيت أنه اتحرج معلش بقي اعذريني يا صولا الطفاسه اخدت حدها معايا
قالت وصال ببساطه بينما شعرت أنها أعطت للأمر حجم اكبر من حجمه ولكنه حدث دون أن تقصده فقط الغيره أعمتها : بالهنا والشفا متقوليش كده
أشارت إلي الطبق الكبير الذي كانت قد وضعت به الفاكهه : وبعدين اهي كتير والحمد لله كلي زي ما يعجبك
هزت نانسي راسها وقالت بمرح : لا يا ستي ولا همد ايدي عليها ....ده الراجل بيقولي قاطفها مخصوص ليكي وانا زي البارده اكلتها
هزت وصال راسها : متقوليش كده تاني بقي ...بالهنا والشفا ....هزت كتفها وتابعت باستأثار : وبعدين بلاش القشطه اللي هادي جابها ...بكره اخلي دياب يجيبلك
ضحكت وتابعت بعفويه : طبعا مش بتبقي زي اللي هادي بيقطفها بس اهي قشطه
قالت نانسي ضاحكه : ايوة بقي اعترفي ....نظرت وصال لها لتتابع نانسي : كلها قشطه بس من أيده حاجه تانيه .
هزت وصال راسها ورفضت الاعتراف : لا مش قصدي ...بس دياب ...قصدي يعني دياب بيجيب كريز احلي بكتير من القشطه
هزت كتفها وتابعت بعفويه دون أن تقصدها : بهيه أصلها كانت بتتوحم علي الكريز وهو مروحش الا وكان جايبه لها
أفلتت نبره نانسي محمله بالحسره بينما تقول بإعجاب بدياب: هي دي الرجاله اللي بجد يا وصال مش ماجد اللي استخسر فيا وامه عايرتني
ابتسمت لها وصال وقالت برفق : متقوليش كده يا حبيتي انتي مش معيوبه عشان تعايرك
قالت نانسي وهي تهز راسها : لا معيوبه يا وصال
مجددا عادت تفخم في دياب بإعجاب : شوفي اخوكي عمره ما جرح مراته ولا حسسها بنقص
بهدوء اعتدل هادي واقفا بينما اطمأن أن ملك قد نامت ليسير بخطوات هادئه ويدخل بها الي الداخل فلم تشعر وصال ولا نانسي الغارقين بالحديث بخطواته
وضع ابنته في وسط فراش وصال ثم مال ليقبلها بحنان وهم بأن يغادر ولكن قدمه لم تطاوعه ليبقي واقفا مكانه يتطلع في أرجاء الغرفه التي امتلئت برائحتها ليهب الاشتياق والحنين بكيانه لذا سرعان ما سحب أقدامه وخرج من الغرفه ......!
اشفقت وصال علي نانسي وتضايقت من نفسها بأنها ضايقتها بحديقها الذي لم تقصده : ولا انتي عندك نقص يا نانسي يا حبيتي ...بلاش تبقي حساسه كده
ستات كتير عندها صعوبات في الحمل وربنا بيكرمهم زي ما حصل مع بهيه
تنهدت وتابعت : الحياه مش كلها وردي ولا اللي مرت بيه بهيه كان سهل ....عاشت اوقات اصعب من اللي بتعيشيها دلوقتي
رفضت نانسي أن تتزحزح من موضع انها الوحيده التي تمر بتلك الأوقات لتقول وهي تهز راسها : بس مكانتش لوحدها ودياب كان جنبها وكان بيعمل كل حاجه عشان يسعدها وعمره ما ضايقها ولا زعلها حتي
حكت وصال أنفها ولم تستطيع الصمت أكثر لتقول بتعقيب مرح لتجعل نانسي تتزحزح عن رؤيه انها الوحيده التي تعرضت للظلم : فعلا ..هو يا دوب اتجوز عليها بس !!
رفع هادي حاجبه وتبرطم وهو يهز رأسه بينما اجتذبه الحديث الدائر ليتوقف لدي باب المطبخ يستمع إليهم : يابوي عليكي ....ابله الناظره يا دكتورة ميعجبكيش العجب
مجددا عاد يستمع الي حديث نانسي ووصال
: يا ريتني عرفتك من زمان يا وصال ...اهو كنت اتعرفت علي راجل صعيدي حلو من بلدكم
ضحكت وصال بينما تابعت نانسي تندب حظها بمرح : دياب متجوز وبيحب مراته وهادي كمان بيحبك .....رفعت حاجبها وتابعت بمكر : كده مفيش قدامي غير جدو دياب
اتسعت عيون وصال وانفجرت ضاحكه : انتي مش سامعه نفسك ....بتقولي جدو دياب
تبرطم هادي وهو يمسك ضحكته : عاجبها يا ستي وانتي مالك
وكان هذا جواب نانسي التي قالت وهي تهز كتفها : عاجبني اوي يا صولا من وقت ما شوفته
التفتت لها وصال بعيون متسعه : انتي بتتكلمي جد
ضحكت نانسي وهزت رأسها : جدا ....طيب تعرفي بقي لو مكنتش متجوزه كنت اتجوزته
انتهت وصال من تقليب الشاي قائله : اكيد بتهزري
هزت نانسي راسها بإصرار لتقول وصال بعقلانيه : اهو الكلام ده بقي اكبر دليل علي كلامي
نظرت لها نانسي باستفهام : كلام ايه
قالت وصال بشرح : انك شايفه كل الرجاله احسن من ماجد .....جدي ده بقي مع كامل احترامي وحبي الحالي له إلا انك مجربتيش تفكيره ولا اصطدمتي مع طبعه
ضحكت وتابعت : والله متطيقيش تقعدي معاه يومين علي بعض .....يا بنتي بقي بذمتك جدي عاجبك وماجد لا
تبرطم هادي ساخرا بحنق : بقي الواد الساقع بتقارنيه بالحاج دياب ...البت عندها نظر برضه
ابتعد بخطواته بهدوء تجاه الخارج ليتوقف قليلا لدي المرأه التي تتوسط الصالون ليري انعكاس صورته ليرفع ياقه جلبابه الأنيق وينفخ صدره بغرور محبب وهو يهمس : طبعا عندها نظر يابوي هو في احلي من الراجل الصعيدي
حمحم سريعا وابتعد من أمام المرأه حينما استمع الي خطواتهم ....نظرت وصال إليه : هي ملك فين ؟
قال هادي بهدوء : نامت ...لسه يادوب دخلتها اوضتك
اومات وصال قائله وهي تضع صينيه الشاي : طيب احنا عملنا شاي ....اقعد نشرب سوا وانا بس هشوف ملك وارجع
أوقفها هادي الذي رفض أن يبقي ولو دقيقه برفقته نانسي وحدهم ومجددا يجعلها تشعر بالغيرة : لا لا ...انا ماشي
قالت وصال بعتاب بينما فسرت أنه لا يريد البقاء معها : والشاي ؟!
قال هادي وهو يجذب عباءته ويضعها علي كتفه : شربت كتير النهارده
اومات وصال دون أن تجادل ليتجه الي الباب قائلا : لو عاوزه حاجه كلميني .
اومات وصال التي اتجهت ناحيه الباب ....مال هادي يضع حذاءه بقدمه للحظه ثم اعتدل واقفا لتلتقي نظراته بنظراتها ويغلب كلاهما الحنين وكان هو الأرق قلبا لينطق لسانه : نورتي بيتك يا ام ملك
لم يكد قلبها يخفق حتي سرعان ما تغيرت ملامحها لاخر كلمه نطق بها ....هل توقعت شهد العسل
نعم ولما لا !!
..........
....
نظر ماجد الي والدته التي سرعان ما امسكت هاتفها : انا هتصل بعليه وأشوف اخره عمايل بنتها
قال ماجد بضيق : ولا تتصلي ولا حاجه يا ماما ...هي مش سابت البيت ...براحتها بقي
قالت مجيده بسخط : وهو بكيفها لا طبعا .....انا هشوف اختي ردها ايه علي أن بنتها تسيب البيت وتمشي من غير ما تقولك
قال ماجد بلا مبالاه وهو ينظر في ساعته : اعملي اللي يعجبك يا ماما ...انا ماشي عشان عندي شغل
اومات مجيده التي ركزت نظرها علي الهاتف تبحث عن الرقم ليقول ماجد وهو يرتدي جاكيت بدلته : اه يا ماما ....فهميها اني مش هروح ارجعها وزي ما سابت البيت لوحدها ترجع لوحدها
نظرت عليه الي رقم اختها وسرعان ما اجابت : بنت حلال يا مجيده وحياتك لسه كنت هكلمك عشان افرحك
عقدت مجيده حاجبيها باستفهام : تفرحيني ؟!
اومات عليه وسرعان ما قالت : ايوة ....افرحك بخبر أن مصطفي كسب القضيه بتاعه التعويض اللي كان رافعها علي الشغل
ازدادت عقده جبين مجيده بينما تابعت اختها بسعاده : واخد تعويض كبير اوي يا مجيده
لوت مجيده شفتيها بمكر قائله : بقي كده ....الف مبروك يا اختي
قالت عليه بسماحه : الله يبارك فيكي يا اختي
ازداد المكر بنبره مجيده التي قالت : ده علي كده رزق عمليه نانسي
عقدت عليه حاجبيها وهدرت دقات قلبها بقوة : عمليه !!
قالت مجيده بينما بدأت تندهش أن من الواضح أن اختها ليس لديها علم : ايوة العمليه عشان تخلف ....هي نانسى مقالتش ليكي ولا ايه
قالت عليه بلسان ثقيل : قالت ايه ....في ايه يا مجيده مالها بنتي
قالت مجيده بدفاع عن نفسها : مالها ما هي زي الفل وقاعده عندك بقالها كام يوم كمان !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
معلش عارفه أن الفصل صغنون بس قولت التزم بوعدي اني انزل السبت .... اصلا خلاص بخلص في اخر فصلين هنكمل أن شاء الله خلال كام يوم .دمتم سالمين
......



أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك